لخّصلي

في فرنسا ، أصبحت الواقعية قوة في خمسينيات القرن التاسع عشر. أثار الجدل الرسام غوستاف كوربيت ، الذي عرض فنه تحت عنوان الواقعية بعد أن تم رفض لوحاته من قبل معرض باريس العالمي في عام 1855. يهدف كوربيت إلى تقديم "شريحة من الحياة" ، خالية من أي أخلاقية أو الاستثمار العاطفي أو الجمالي. بدأ إدموند دورانتي مجلة تسمى Réalisme في عام 1856 ، حيث كانت الواقعية مساوية للصدق والإخلاص والحداثة. يعتقد دورانتي أن الروايات يجب أن تعكس حياة الطبقة الوسطى أو الطبقة العاملة العادية. في عام 1857 ، نشر جول فرانسوا فيليكس هوسون (المعروف باسم Champfleury) مجموعة من المقالات بعنوان Le Réalisme. توقع زولا ، وحث على الحاجة إلى وثائق دقيقة والتحرر من القيود الأخلاقية. اتخذت الوضعية الوضعية في فرنسا جانبًا أكثر صراحةً في عمل تاين. تأثرت من قبل الفلاسفة العقلانيين التنوير من ناحية ، ومن جانب هيجل وسبينوزا من جهة أخرى ، سعى تاين للحصول على شرح شامل للعمليات السببية التي تحكم كل من البشر والعالم. في مسعى متناقض إلى حد ما ، سعى إلى وضع الوضعية ضمن مخطط تاريخي أوسع. في المقدمة الشهيرة في تاريخه في الأدب الإنجليزي ، دعا ، في أعقاب سانت بوفي ، إلى المثل الأعلى من الدقة العلمية في النقد الأدبي ، وحث على أن مهمة الناقد هي اكتشاف السمة المميزة لعمل الكاتب ، وذلك باستخدام الأدب النص كتعبير عن حقائق علم النفس المؤلف والسيرة الذاتية. هذه الخاصية الغالبة ، حسب قوله ، تم تحديدها بواسطة ثلاثة عوامل عريضة: العرق ، البيئة ، واللحظة. كان الافتراض الأوسع وراء هذا المسعى هو أن الفن لا يعبر عن نفسية خالقه المباشر فحسب ، بل يعبر عن روح عصره أيضًا. كان تاين له تأثير كبير على زولا وكتاب مثل فرديناند برونيتيير (1849-1906) ، الذي أكد من جديد المثل العليا للنقد الموضوعي. في عام 1880 ، قام كل من زولا غي دي موباسان ويوريس كارل هويسمانس وآخرون بنشر مجلد من الخيال الطبيعي بعنوان Les Soirées de Meda. كما هو الحال في ألمانيا ، تم التصدي لهذه النزعات "العلمية" والإيجابية في نهاية القرن من قبل دعاة الانطباعية (كما في إدموند وجول دي جونكورت) وشخصية الكتاب مثل أناتول فرانس ، التي جددت التركيز الرومانسي على الذاتية و الفردانية.

في إنجلترا ، أبلغت الواقعية بدرجات متفاوتة الأنواع العديدة من الروايات السياسية والتاريخية والدينية التي كتبها شخصيات رئيسية مثل ثاكيراي وديكنز خلال القرن التاسع عشر. ولكن مع روايات جورج إليوت ، أنتوني ترولوب ، جورج ميريديث ، وتوماس هاردي ، ازدهرت هذه الروايات الواقعية. تأثرت آراء جورج إليوت بـ لودفيج فيورباخ وأوغست كومت ، وستتم مناقشة عرض الواقعية الخاص بها أدناه. كان صديق إليوت وشريكه المحلي جورج هنري لويس فيلسوفًا وناقدًا وعالمًا ، وقد تأثر أيضًا بكونته. يكمن تأثيره في التفكير الواقعي في فحصه لعلم النفس البشري باعتباره مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالظروف الاجتماعية. كان اثنان من الواقعيين البارزين في هذه الفترة هما جورج جيسينج (1857-1903) وجورج مور (1852-1933) ، اللذان تأثر كلاهما بتأثر زولا ، أدخلوا سلالة من الطبيعة في الحروف الإنجليزية. كان Gissing من المعجبين بلزاك وكتب روايات قدمت روايات موثقة بدقة عن حياة الطبقة المتوسطة الدنيا في لندن. كما اعتمد الروائي الأيرلندي مور وعدل الاستراتيجيات الواقعية لفلوبير وبالزاك. شخصية أخرى مرتبطة بالواقعية الإنجليزية هي الفنان والناقد ف. ج. ستيفنز ، وهو عضو في مجموعة من الرسامين المعروفين باسم "جماعة ما قبل رافائيل" ، التي تشكلت في عام 1848 ؛ تهدف هذه المجموعة إلى إحياء الصفات الفنية مثل الجدية الأخلاقية ، والإخلاص ، والتمثيل الدقيق للتفاصيل. في الواقع ، كما أوضحت ليليان فورست ، فإن التطور اللاحق للتصوير الفوتوغرافي والمثال المثالي لدقة التصوير الفوتوغرافي كان لهما أهمية كبيرة في الواقعية في كل من الفن والأدب.
على الرغم من أن الواقعية في أمريكا كانت ردة فعل ضد النزعات الأساسية للرومانسية ، إلا أنها أكدت اهتمام الأخير بالهوية الوطنية وتعريف التقليد الأصلي. كان أبرز منظري الواقعية في أمريكا هو ويليام دين هويلز ، الذي سيتم النظر في وجهات نظره أدناه. تأثرت دي سانكتيس وتولستوي ، واستنادا إلى حتمية تاين والفلسفة التطورية لهربرت سبنسر ، كان هويلز مدافعا قويا عن verisimilitude في الخيال. في بيانه المتهاوي Crumbling Idols (1894) ، قدم هاملين جارلاند فكرة "الواقعية" ، وهي نسخة من الطبيعة ، والتي من شأنها التعبير عن المخاوف الاجتماعية مع احترام التقاليد المحلية والصفات الفردية. تحمل روايات كل من ثيودور دريزر وستيفن كرين تأثير زولا الطبيعية والداروينية الاجتماعية. مقال فرانك نوريس المؤثر "نداء للرواية الرومانسية" (1901) كان فعلياً دفاعًا عن الطبيعة التي استوعبت بعض الصفات الرومانسية. كان هنري جيمس شخصية مهمة في النظرية الواقعية ، والتي سيتم فحص تركيزها على الحرية في الخيال قريباً. ومع ذلك ، فقد أدرك كل هؤلاء الكتاب تقريبًا في التقاليد المذكورة أن الواقعية كانت إشكالية وحتى من المستحيل تحقيقها. يتناقض العديد من أعمالهم الإبداعية مع آرائهم النقدية ويعارضها ، وغالبًا ما يستخدم تقنيات متطورة للرمزية والمنظور الرسمي. غالبًا ما أعطوا صوتًا انتقاديًا قاسيًا للظروف الاجتماعية المظلمة وكثيراً ما كانوا مذنبين (لا محالة) في التلاعب بما يسمى بالحقائق. كان الكتّاب مثل فلوبير يدركون جيدًا أن المادة الخام للحياة أو الخبرة تحتاج إلى العمل عليها عن طريق الفن ؛ وكان جورج إليوت مدركًا تمامًا لصعوبة التعبير عن الحقيقة والواقع. في ضوء الخلفية التاريخية الواسعة الموضحة أعلاه ، يجب التأكيد على أن الواقعية - طريقة تفكير مستمرة حتى يومنا هذا - لم تكن مجرد أسلوب أدبي بل هي ظاهرة تاريخية شاسعة ذات طبيعة اقتصادية وإيديولوجية وفلسفية ودينية. تداعيات. يشار إلى هذا بدقة في بيان فريدريك جيمسون أن "الوضع الواقعي هو أحد أكثر الإنجازات تعقيدًا وحيوية للثقافة الغربية ، التي هي فريدة من نوعها." 2. ليليان فورست تصف الواقعية على أنها منتج لـ "نظرية المعرفة العقلانية المنتشرة التي أدارت ظهرها على تخيلات الرومانسية."

الواقعية ليست ظاهرة جديدة ، ويمكن تتبع تاريخها على طول الطريق من خلال كتاب مثل ديفو ، شكسبير ، تشوسر ، وأكيناس لكثير من المفكرين الكلاسيكيين مثل أرسطو. قد يتم تمكين بعض التبصر في الروابط بين الواقعية الحديثة ، والواقعية الكلاسيكية ، والرومانسية من خلال النظر في الأسس الفلسفية. "الواقعية الحديثة" ، اقترح إيان وات ، "تبدأ من الموقف القائل بأن الفرد يمكن أن يكتشف الحقيقة من خلال حواسه: إن أصوله في ديكارت ولوك." 4 وات يلاحظ أن الواقعية المدرسية في العصور الوسطى ، مستمدة من من أرسطو ، الذي يُنظر إليه على أنه حقيقة واقعة ، فصول ، وفئات تجريدية بدلاً من كونها كائنات ملموسة خاصة للإدراك. لقد قلبت الواقعية الحديثة هذه الأولويات ، وهو الاعتقاد ، الذي أكده في عام 1713 في فيلونوس بيركلي ، أن "كل ما هو موجود هو خاص ،" الذي "يعطي الفكر الحديث منذ ديكارت وحدة معينة من النظرة والأسلوب".