لخّصلي

تعود كلمة Demography إلى اللّغة اليونانية، وهي كلمة تتكوّن من مقطعين: (Demo) ويُقصَدُ بها السكّانُ، وبذلك يكون معنى الكلمة بمُجمَلِها وصْفَ السكّان، Population Groups Growth نُمُوُّ الجماعات السكّانيّة يعتمد عِلْمُ السكّان على البيانات الإحصائيّة المختلفة؛ كذلك تَدرسُ حركةَ السكّان الطبيعيّة مثل الانتقال من الريف إلى المدينة، أنظر إلى الشكل (٦/أ، ب) الذي يمثل زيادة الزحف العمراني في مدينة عمّان بسبب زيادة أعداد السكّان. أوّلًا: مصادر البيانات الثابتة، ويمثّلها التّعداد العامّ للسكّان لدراسة الخصائص والمتغيّرات السكّانيّة في مجتمعٍ ما داخِلَ منطقة جغرافيّة محدَّدة، ويمثلها حركة السكّان في كل مجتمع من المجتمَعات، مثل السّجلات الحيويّة التي تُسَجَّلُ فيها الأحداث عند وقوعها، وتختص هذه السّجلاتُ بوقائعِ الولادة، وفي ما بينهم من علاقات منها التزاوجُ والإنجابُ اسمُ الجماعات السكّانيّة البشرية ويعتمد نموّها على محورينم a ra وهذا يعني أنه إذا كان معدَّلُ المواليد يفوق باستمرار معدَّلَ الوفَيات، فإنّ عددَ سكّان العالَم سيكون في تزايدٍ مستمرِّ، بأنه اختلاف أعداد السكّان نتيجة الفرق بين معدل المواليد ومعدل الوفَيات ومعدلات الهجرة خلال مدة زمنية معينة. تتغير خصائص الجماعات السكّانية البشرية نتيجة للتغيّرات التي تطرأ على حالة السكّان من حيث المواليدُ والوفَيات والهجرة، وما تتعرّض له هذه الجماعاتُ من ظروف أخرى وتمرُّ هذه التغيّراتُ بمراحل أربعٍ، تسمّى أ- مراحل التحوّل الديموغرافي بل يهتمّون أيضًا بمعرفة ما إذا بلغت الجماعات السكّانيّة البشرية السَّعة التحمُّليّة أم تجاوزَتها، إذ إِنّ للجماعات الحيوية جميعِها، ومنها الجماعاتُ السكّانيّةُ البشرية سَعَةً تحمُّليّةً إذا تجاوزتها فإنها تؤثّر في النظام البيئيّ. وتُعرَفُ السَّعَةُ التحمُّليّةُ Carrying Capacity بأنها عددُ الجماعات السكّانية البشرية التي يمكِن للنظام البيئيّ دَعْمُها وإعالتُها. أنظر إلى الشكل (2)، الذي يمثّل منحَنى نُمُوِّ نِسبيّ تقتربُ فيه الجماعات السكّانية البشرية تدريجيًّا من سَعَةِ التحمُّل للبيئة، وبعد ذلك يقِلَّ تدريجيًّا عندما تقترب الجماعات السكّانية البشرية من الحدّ الأقصى لنموِّها. لأنها في نهاية الأمر تستهلك جميع الموارد المتوافرة فيها، وعند نقطة محددة يتوقف مستوى الجماعة عن النمو والازدياد؛ تكون البيئة التي تعيش فيها الجماعات السكانية البشرية قد وصلت إلى سَعتها التحمُّليّة. ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الموارد الطبيعيّة مع مرور الزمن. وتحدث هذه الزيادة نتيجةَ انخفاضِ نسبة الوفَيات بسبب تطوُّر أساليب الوقاية الصحيّة من الأمراض، مع بقاء معدَّلات المواليد مرتفعةً في أكثرِ بلاد العالَم، ما يترتّب عليه اتّساعُ الفجوة بين عدد المواليد وعدد الوفَيات. فما معدَّلاتُ الزيادة السكّانيّة؟ وما العواملُ التي تؤثّر فيها؟ تشير البحوث إلى أن معدَّل الزيادة السكّانيّة قد ارتفع منذ عام 1650م في القرن السابع عشر، منها عواملُ اقتصاديّة وأخرى اجتماعيّة، فقد أدّتِ الثورةُ الزراعية إلى تزايُد قُدرةِ الأرض على الإنتاج، وتسارعت الزيادةُ في عدد سكّان العالَم بسبب عواملَ عدّةٍ، يختلف النموّ السكّاني من مجتمَع إلى آخرَ نتيجةً لعواملَ عدَّةٍ، ومن العوامل الأخرى التي تؤثّر في النموّ السكّاني عامل الوفَيات، إذ تختلف معدَّلات الوفَيات من مجتمع إلى آخرَ، ومن مدّةٍ زمنية إلى أخرى في المجتمع نفسه، وتحدث الوفَيات نتيجةَ شيوع الأوبئة والجوائح، وحوادث السَّير على الطُّرقات، أنظر إلى الشكل (4). وتتأثر أيضًا بالتغيّرات الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي تسود المجتمَعات، فقد تزيد في المجتمَعات النامية والدول الفقيرة بسبب افتقار النساء إلى خِدْمات الرّعاية الصحيّة في أثناء الحَمْل، وانخفاض مستوى الرّعاية الطبيّة في الولادة، فظهرت العديد من المشكلات البيئيّة الحادّة التي أثّرت في صحة الإنسان والاتّزان البيئيّ على سطح الأرض. فما هذه المشكلات؟ وما السُّبُلُ لتفاديها؟ أنظُر إلى الشكل (5) لذلك فإن زيادة أعدادِ السكّان زيادة كبيرة مع محدوديّة مواردِ الأرض سوف يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعيّة دون تعويض النّقصان بالقدر الكافي. أنظر إلى الشكل (6) الذي يمثّل بعض مظاهر استنزاف الموارد الطبيعيّة. وسيؤثر هذا في قدرة الأرض على إعالة سكّانها على الرغم من أن الأرض لم تصل بَعْدُ إلى الحدّ الأقصى من السَّعة التحمُّليّة؛ ويجري العمل حاليًّا على الاستفادة من الموارد الطبيعيّة المتوافرة، ولكنّ هذا لا ينفي أن قُذْرة الأرض على الإعالة محدودة، ولا يمكن أن تستمرّ إلى ما لا نهاية. ويمكن أن ينتُجّ من استنزاف الموارد الطبيعيّة مجموعةٌ من المشكلات البيئيّة، يؤدي إلى انخفاض إنتاجيتها. مثل مبيدات الآفات التي تُستعمَل لمقاومة الآفات التي تفتِك بالمحاصيل الزراعيّة، أنظر إلى الشكل (7). وتعاني بعض المناطق في الأردن (مثل منطقة الغور) تلوّثَ التربة الناجم عن استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية. ويُعَدُّ الإفراطُ في استخدام الأسمدة الغنيّة بالنّترات والفسفور التي قد يصل الزائد منها ببُطء إلى مواردِ المياه السطحيّة ، السّببَ الذي يؤدي إلى زيادة نُمُوِّ الطحالب التي تظهرُ على شكل غِطاءٍ أخضَرَ رقيق على سطح الماء. ما يؤدي إلى تغيير خصائصه الفيزيائية والكيميائية فيصبح ضارًا بالكائنات الحية خصوصًا الإنسان، Desertification التصخُّر إضافة إلى التغيّرات المناخيّة. Causes of Desertification العوامل المؤدية إلى التصخُّر مثلِ: تناقُص كميّة الأمطار، وتذبذُ بها من عامٍ إلى آخرَ في بعض المناطق، ويمكن أن تسهم في حدوث التصحُّر عوامل بَشريّة، والرّعي الجائر الذي يؤدي إلى زوال الغطاء النباتيّ وتعرية التّربة وانجرافها، منها: انجراف طبقة التّربة السطحيّة. أنظر إلى الشكل (10). وزحف الرّمال الذي يؤثّر في الأراضي الزراعيّة والرّعويّة ما يُحيل المنطقة المتأثرة بحركة الرّمال إلى حالة من التصحُّر الحادّ، وشِبه الجافّ مثل الأردنّ خطواتٍ واسعةً في مقاومة التصحُّر عن طريق زراعة الأشجار لوقف زحْف الرّمال عن طريق مشروع تثبيت الكُثبان الرمليّة، وعمل المصاطب في المناطق الجبليّة لمقاومة انجراف التّربة وتدهورها، ومياه السّدود في استصلاح الأراضي الزراعيّة. ويشارِكُ الأردنُّ دولَ العالمِ في مكافحة التصحُّر، وللتغير المُناخي آثار خطيرة على النظم البيئية والموارد الطبيعية، ما أثر بدوره في الغطاء النباتي والثروة الحيوانية، أنظر إلى الشكل (11). فكيف يؤثر استنزاف الموارد الطبيعية في تغير المُناخ؟ وما سبُل استدامة هذه الموارد؟ إلى أراضٍ صالحة للاستخدام الزراعي أو العُمْراني، أو الصناعي، أنظر إلى الشكل (12)، إلى زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي؛ إذ تُعَدّ الغابات رئة العالم التي تزوده بالأكسجين وتستهلك غاز ثاني أكسيد الكربون بعملية البناء الضوئي؟ لذا فإن عملية إزالة الغابات تسهم إسهامًا كبيرًا في زيادة احتباس الحرارة في الغلاف الجوي ما يتسبب في حدوث التغير المُناخي. يؤثر استصلاح الأراضي في جودة التربة وقدرتها على تخزين ثاني أكسيد الكربون، فإزالة الغطاء النباتي يؤدي إلى تآكل التربة تآكلًا سريعًا بفعل عوامل الحت والتعرية، وزيادة مخاطر حدوث الجفاف، والتأثير في المحاصيل الزراعية. ويوضح الشكل (13) الاحترار العالمى ي Global Warming وهو زيادة تدريجية فى معدل حيثُ تشير الدراسات إلى أن درجة حرارة الغلاف الجوي قد ارتفعت بمقدار 1. وقد أدى هذا إلى تغير الأنظمة المُناخية على سطح الأرض، ورطوبة التربة وتخزين المياه في مناطق، ونقص المياه في مناطق أخرى. تُستخدَم المياه على نطاق واسع في الزراعة والصناعة والمنازل، ما يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي التي تُسهم في زيادة الاحتباس الحراري وتغير الأنظمة المُناخية على سطح الأرض كما يؤثر استخدام المياه استخدامًا غير مستدام واستنزافها إلى تدهور الموارد المائية المحلية والإقليمية ونضوبها، وعليه، تقلّ قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، أنظر إلى الشكل (14). فعندما تنخفض كميات المياه المتاحة للري، ما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية وتقليل قدرة النظم الحيوية على مواجهة التغيرات المناخية. بأنها طرائق استخدام الموارد الطبيعية بما يلبّي الحي ee ومن طرائق استدامة الموارد الطبيعية ما يأتي: تعزيز التقنيات البديلة والمستدامة Promoting Alternative and Sustainable Technologies تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة Promoting Sustainable Agricultural Practices تتضمن تقنيات زراعية تُحسّن إنتاجية الأراضي دون تدهورها، الإدارة المستدامة للموارد المائية Sustainable Management of Water Resources مثل الري بالتنقيط والري بالرش، وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة والصناعة، أنظر إلى الشكل (16). Public Education تثقيف الجمهور وتنظيم المحاضرات التوعوية في المدارس،

تعود كلمة Demography إلى اللّغة اليونانية، وهي كلمة تتكوّن من مقطعين: (Demo) ويُقصَدُ بها السكّانُ، و(Eraphy) وتَعني وصفًا للشيء، وبذلك يكون معنى الكلمة بمُجمَلِها وصْفَ السكّان، غير أنها بانَت تعبّر عن عِلم السكّان؛ لذا فإن الدّيموغرافيا هي الدراسة العِلميّة للمجتمعات البشرية من حيث الحجم والنموّ.
Population Groups Growth نُمُوُّ الجماعات السكّانيّة
يعتمد عِلْمُ السكّان على البيانات الإحصائيّة المختلفة؛ ذلك لأنها تتناول دراسة أحوال السكّان في مدة زمنية معيَّنة بما في ذلك توزيعُهم الجغرافي، كذلك تَدرسُ حركةَ السكّان الطبيعيّة مثل الانتقال من الريف إلى المدينة، وغير الطبيعية مثل الهجرات القسريّة الناتجة من الكوارث الطبيعيّة وغير الطبيعيّة، وما ينجم عنها من زيادة أو نقصان في حجم السكّان. أنظر إلى الشكل (٦/أ، ب) الذي يمثل زيادة الزحف العمراني في مدينة عمّان بسبب زيادة أعداد السكّان.
ويمكِن تقسيمُ مصادر البيانات الإحصائيّة التي تعتمِدُ عليها دراسةُ أحوال السكّان مجموعتين رئيستَين، هما:
(أوّلًا: مصادر البيانات الثابتة، ويمثّلها التّعداد العامّ للسكّان لدراسة الخصائص والمتغيّرات السكّانيّة في مجتمعٍ ما داخِلَ منطقة جغرافيّة محدَّدة، وذلك في مدة زمنية مُعيَّنة تمثيلًا تفصيليًّا دقيقًا.
ثانيًا: مصادر البيانات غير الثابتة، ويمثلها حركة السكّان في كل مجتمع من المجتمَعات، مثل السّجلات الحيويّة التي تُسَجَّلُ فيها الأحداث عند وقوعها، أو بعد وقوعها بمدّة زمنية قليلة، وتختص هذه السّجلاتُ بوقائعِ الولادة، والوفاة، والزواج، والطلاق. وكذلك سجلاتُ الهِجرة التي تعكسُ رغبة الإنسان في مغادرة منطقة جغرافية محدَّدة تصعُبُ معيشتُه فيها إلى منطقة أخرى أكثرَ ملاءَمَةً.
ويُطلَقُ على مجموعة الأفراد الذين يُقيمون في منطقة جغرافيّة محدَّدة، أو يتشاركون في خصائصَ ممائِلَةٍ، وفي ما بينهم من علاقات منها التزاوجُ والإنجابُ اسمُ الجماعات السكّانيّة البشرية
ويعتمد نموّها على محورينم a ra
هما: معدَّلات المواليد، ومعدَّلات الوفَيات. وهذا يعني أنه إذا كان معدَّلُ المواليد يفوق باستمرار معدَّلَ الوفَيات، فإنّ عددَ سكّان العالَم سيكون في تزايدٍ مستمرِّ، فكلّما زادَ الفرقُ بينهما، ازداد
Fopulation Growth النموّ السكّاني.
بأنه اختلاف أعداد السكّان نتيجة الفرق بين معدل المواليد ومعدل الوفَيات ومعدلات الهجرة خلال مدة زمنية معينة.
تتغير خصائص الجماعات السكّانية البشرية نتيجة للتغيّرات التي تطرأ على حالة السكّان من حيث المواليدُ والوفَيات والهجرة، وما تتعرّض له هذه الجماعاتُ من ظروف أخرى وتمرُّ هذه التغيّراتُ بمراحل أربعٍ، تسمّى أ- مراحل التحوّل الديموغرافي
ل السّعة التحمُليّة للسكان
لا يهتم العلماءُ بمقدار النموّ السكّاني فقط، بل يهتمّون أيضًا بمعرفة ما إذا بلغت الجماعات السكّانيّة البشرية السَّعة التحمُّليّة أم تجاوزَتها، إذ إِنّ للجماعات الحيوية جميعِها، ومنها الجماعاتُ السكّانيّةُ البشرية سَعَةً تحمُّليّةً إذا تجاوزتها فإنها تؤثّر في النظام البيئيّ. وتُعرَفُ السَّعَةُ التحمُّليّةُ Carrying Capacity بأنها عددُ الجماعات السكّانية البشرية التي يمكِن للنظام البيئيّ دَعْمُها وإعالتُها. أنظر إلى الشكل (2)، الذي يمثّل منحَنى نُمُوِّ نِسبيّ تقتربُ فيه الجماعات السكّانية البشرية تدريجيًّا من سَعَةِ التحمُّل للبيئة، إذ يبيِّن أن النّموَّ يبدأ بطيئًا، ثم يزداد إلى أن يصلَ حدًّا أقصى، وبعد ذلك يقِلَّ تدريجيًّا عندما تقترب الجماعات السكّانية البشرية من الحدّ الأقصى لنموِّها. ولا يمكِنُ لمعظم الجماعات السكّانية البشرية الاستمرارُ في النّموّ متجاوزةً مقدارًا معيّنًا؛ لأنها في نهاية الأمر تستهلك جميع الموارد المتوافرة فيها، وعند نقطة محددة يتوقف مستوى الجماعة عن النمو والازدياد؛ ومن ثَمَّ، تكون البيئة التي تعيش فيها الجماعات السكانية البشرية قد وصلت إلى سَعتها التحمُّليّة.
Explosion الانفجار السكاني 3
يُعرَفُ الانفجارُ السكّانيّ Population Explosion بأنه زيادةُ أعداد السكّان بمعدَّلات كبيرة مع تقلص المدة الزمنية اللازمة لتضاعفهم، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الموارد الطبيعيّة مع مرور الزمن. وتحدث هذه الزيادة نتيجةَ انخفاضِ نسبة الوفَيات بسبب تطوُّر أساليب الوقاية الصحيّة من الأمراض، مع بقاء معدَّلات المواليد مرتفعةً في أكثرِ بلاد العالَم، ما يترتّب عليه اتّساعُ الفجوة بين عدد المواليد وعدد الوفَيات. فما معدَّلاتُ الزيادة السكّانيّة؟ وما العواملُ التي تؤثّر فيها؟
Population Growth النموّ السكاني
تشير البحوث إلى أن معدَّل الزيادة السكّانيّة قد ارتفع منذ عام 1650م في القرن السابع عشر، بدرجة لم يسبِقْ لها مثيل في المدة السابقة.
وارتبطت هذه الزيادةُ الهائلة بعواملَ عدة، منها عواملُ اقتصاديّة وأخرى اجتماعيّة، فقد أدّتِ الثورةُ الزراعية إلى تزايُد قُدرةِ الأرض على الإنتاج، واستيعاب أعدادٍ أكبرَ من السكّان، وتسارعت الزيادةُ في عدد سكّان العالَم بسبب عواملَ عدّةٍ، منها تطوّر أنظمة التجارة عالميًّا والاتّصال بين الشعوب المختلفة. وفي القرن العشرين تطوّرتْ معدَّلاتُ الزيادة السكّانيّة، ويُعزى ذلك إلى التطوّر في الأنشطة الصناعية والتجارية، إضافة إلى التقدّم العِلميّ.
) العوامل المؤثَّرة في النموّ السكّاني
Factors Affecting Population Growth
يختلف النموّ السكّاني من مجتمَع إلى آخرَ نتيجةً لعواملَ عدَّةٍ، منها: عواملُ اقتصاديّةٌ، وعواملُ اجتماعيّةٌ، وأخرى ثقافيّةٌ. ومن العوامل الأخرى التي تؤثّر في النموّ السكّاني عامل الوفَيات، إذ تختلف معدَّلات الوفَيات من مجتمع إلى آخرَ، ومن مدّةٍ زمنية إلى أخرى في المجتمع نفسه، وتحدث الوفَيات نتيجةَ شيوع الأوبئة والجوائح، والحروبِ والكوارث الطبيعيّة والبيئيّة مثل الحرائق، وحوادث السَّير على الطُّرقات، وغيرها من العوامل، أنظر إلى الشكل (4). وتتأثر أيضًا بالتغيّرات الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي تسود المجتمَعات، فقد تزيد في المجتمَعات النامية والدول الفقيرة بسبب افتقار النساء إلى خِدْمات الرّعاية الصحيّة في أثناء الحَمْل، وانخفاض مستوى الرّعاية الطبيّة في الولادة، وبعدها مباشرة، وتقلّ في الدول المتقدّمة الغنيّة.
منذ أن خلق اللّه تعالى الإنسان وأوجده على سطح الأرض، وهو مرتبط بيئته التي يعيش فيها، كما أن تقدُّمَه الحضاريّ ارتبط على مدى تاريخه الطويل بتفاعله مع مكوّناتها. ففي مرحلة مبكِّرة من تاريخه كان يعتمد على طعامه بما يحصل عليه من النباتات البريّة، فكان تأثيره في بيئته لا يكاد يتجاوز تأثير الكائنات الحيّة الأخرى. ثم كانت المرحلة التالية، وهي مرحلة الزراعة وما تبِعَها من نشاط زراعيّ، واستثمارٍ للثروة الحيوانيّة؛ لذا أخذ يُحْدِث تغييرات في البيئة مِن حوله. واستمرّ الإنسان في إحداث التغييرات في البيئة حتى وصل إلى مرحلة الثورة الصناعيّة، إذ أصبح يؤثر تأثيرًا كبيرًا في البيئة، فظهرت العديد من المشكلات البيئيّة الحادّة التي أثّرت في صحة الإنسان والاتّزان البيئيّ على سطح الأرض.
فما هذه المشكلات؟ وما السُّبُلُ لتفاديها؟ أنظُر إلى الشكل (5)
الذي يمثّل إحدى هذه المشكلات.
استنزاف الموارد الطبيعيّة
تُعَدُّ الأرضُ نظامًا بيئيًّا مغلَقًا، ومواردها الطبيعيّة محدودةً؛ لذلك فإن زيادة أعدادِ السكّان زيادة كبيرة مع محدوديّة مواردِ الأرض سوف يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعيّة
Depletion or Natural Reses تال ا ا ا بي
الجائر للموارد الطبيعيّة بمرور الزمن، دون تعويض النّقصان بالقدر الكافي. أنظر إلى الشكل (6) الذي يمثّل بعض مظاهر استنزاف الموارد الطبيعيّة. وسيؤثر هذا في قدرة الأرض على إعالة سكّانها على الرغم من أن الأرض لم تصل بَعْدُ إلى الحدّ الأقصى من السَّعة التحمُّليّة؛ لأن هناك مواردَ طبيعيّةً جديدة ما زالت تُكتَشف، ويجري العمل حاليًّا على الاستفادة من الموارد الطبيعيّة المتوافرة، ولكنّ هذا لا ينفي أن قُذْرة الأرض على الإعالة محدودة، ولا يمكن أن تستمرّ إلى ما لا نهاية. ويمكن أن ينتُجّ من استنزاف الموارد الطبيعيّة مجموعةٌ من المشكلات البيئيّة، منها:
تلوّث التّربة، وتلوّث الماء، وتلوّث الهواء، والتصحر.
تُعَدُّ مشكلةُ تلوُّث التّربة من المشكلات البيئيّة المُهمّة التي يجب دراستها بعناية، إذ يعتمد بقاء الكائنات الحبّة على سطح الأرض على مدى توافُر التّربة، إضافة إلى أنها من الموارد الطبيعيّة التي تتجدَّد ببُطء. ويُعرَف تلوُّث التّربة Soil Pollution
بأنه أيٌّ تغييرٍ في خصائص التّربة الطبيعيّة، أو مكوّناتها، يؤدي إلى انخفاض إنتاجيتها.
Soil Pollutants ملوثات التربة
التّربة عُرضَةٌ للتلوُّث بصفتها مصدرًا حيويًّا لحياة الإنسان، ويُعزى تلوُّثُ التّربة إلى أسباب عدة، منها:

1. استخدام الموادّ الكيميائيّة سواءٌ المخصَّصة لحماية النباتات ووقايتها من الأمراض، مثل مبيدات الآفات التي تُستعمَل لمقاومة الآفات التي تفتِك بالمحاصيل الزراعيّة، بالرّشّ أو إضافتها لمياه الرَّي، أم المخصَّصة لتحسين خصائص التّربة، مثل الأسمدة التي يستخدمها المزارعون لتعويض النقص في عناصر التّربة الغذائيّة الضروريّة لنموّ النباتات. أنظر إلى الشكل (7).
   وتعاني بعض المناطق في الأردن (مثل منطقة الغور) تلوّثَ التربة الناجم عن استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية.
   يُعرَفُ تلوُّث المياه Water Pollution بأنه مجمَل التغيّرات التي تحدُث في خصائص المياه الفيزيائيّة والكيميائيّة والحيويّة ما يجعلها غيرَ صالحة للشّرب والاستخدامات المنزليّة والزراعيّة والصناعيّة.
   Sources of Water Pollution مصادر تلوُث المياه
   تتنوّع مصادر تلوُّث المياه في الطبيعة ومنها: أنظمة الصّرف الصحيّ، والحُفَر الامتصاصيّة، والتخلُّصُ غيرُ الكفوِ من النفايات الخطرة، ومكابّ النفايات الصُّلبة، وتسرُّب المواد الكيميائيّة والنّفط، واستخدام المبيدات الحشريّة والأسمدة في الزراعة، وأنشطة المناجم وغيرها.
   ويُعَدُّ الإفراطُ في استخدام الأسمدة الغنيّة بالنّترات والفسفور التي قد يصل الزائد منها ببُطء إلى مواردِ المياه السطحيّة ، السّببَ الذي يؤدي إلى زيادة نُمُوِّ الطحالب التي تظهرُ على شكل غِطاءٍ أخضَرَ رقيق على سطح الماء. وعند مَوتِها تتحلّل بفعل البكتيريا الهوائيّة فتستنزف الأكسجين المذاب في الماء ما يؤدي إلى مَوت الكائنات الحيّة المائيّة، وهذا ما يُعرَف بظاهرة الإثراء الغذائيّ

إنّ العديد من أنشطة الإنسان- خصوصًا حرق الوقود الأحفوري المستخدم في وسائل النقل المختلفة والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية- تلوِّث الهواء، ما يؤدي إلى تغيير خصائصه الفيزيائية والكيميائية فيصبح ضارًا بالكائنات الحية خصوصًا الإنسان، وينتج من تلوُّث الهواء العديد من الآثار السلبية، منها الاحترار العالمي، الذي سأدرسه لاحقًا.
Desertification التصخُّر
يُعرَفُ التصخُّر Desertification بأنه تدهور الأراضي في المناطق الجافّة وشبه الجافّة وشبه الرطبة، وانخفاض قدرتها الإنتاجية، وتحوُّلها إلى مناطقَ شبيهة بالصحراء (زحف الصحراء نحو الأراضي الزراعيّة)؛ بسبب استغلال الإنسان المُفرِط لمواردها وسوء أساليب الإدارة التي يطبّقها، إضافة إلى التغيّرات المناخيّة.
Causes of Desertification العوامل المؤدية إلى التصخُّر
ينتُج التصحُّر بفعل عوامل طبيعيّة، مثلِ: تناقُص كميّة الأمطار، وتذبذُ بها من عامٍ إلى آخرَ في بعض المناطق، ما يؤدي إلى حدوث الجفاف وتدمير القُدرة الحيويّة للأراضي الزراعية، وعدم استقرار الأنظمة البيئيّة فيها.
ويمكن أن تسهم في حدوث التصحُّر عوامل بَشريّة، مثل: الزيادة السكّانيّة التي تؤدي إلى الزّحف العمرانيّ على حساب الأراضي الزراعيّة، والرّعي الجائر الذي يؤدي إلى زوال الغطاء النباتيّ وتعرية التّربة وانجرافها، وما يتبَعه من نقص في إنتاجيّة الأراضي وتدهورها.
مظاهر التصحُر
Manifestations of Desertification
لتصحُّر مظاهرُ عِدّة، منها: انجراف طبقة التّربة السطحيّة. أنظر إلى الشكل (10).
وزحف الرّمال الذي يؤثّر في الأراضي الزراعيّة والرّعويّة ما يُحيل المنطقة المتأثرة بحركة الرّمال إلى حالة من التصحُّر الحادّ، إضافة إلى تملّح التّربة الزراعيّة بسبب الأساليب الزراعيّة غير الصحيحة.
Combating Desertification مكافَحة التصحُّر
خَطَت بعضُ الدول ذاتُ المُناخ الجافّ، وشِبه الجافّ مثل الأردنّ خطواتٍ واسعةً في مقاومة التصحُّر عن طريق زراعة الأشجار لوقف زحْف الرّمال عن طريق مشروع تثبيت الكُثبان الرمليّة، وعمل المصاطب في المناطق الجبليّة لمقاومة انجراف التّربة وتدهورها، إضافة إلى الاستفادة من المياه الجوفيّة والمياه السطحيّة، ومياه السّدود في استصلاح الأراضي الزراعيّة. ويشارِكُ الأردنُّ دولَ العالمِ في مكافحة التصحُّر، ويتمثّل ذلك في توقيع الأردنّ على الاتفاقيّة الدوليّة لمكافحة التصحُّر منذ عام 1996م، ومن المناطق التي تشهد معدلات عالية من التصحُّر في الأردنّ: الجفر، ومعان، والصفاوي، والرويشد، والأزرق.
يُسهم استنزاف الموارد الطبيعية مثل الوقود الأحفوري وإزالة الغابات في زيادة انبعاثات وتراكيز غازات الدفيئة التي تسبب التغير المُناخي، ما يؤثر مباشرة في التوازن البيئي. وللتغير المُناخي آثار خطيرة على النظم البيئية والموارد الطبيعية، مثل القضاء على مِساحات كبيرة من الغابات في العالم بسبب حدوث الحرائق الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي، وحدوث حالات من الجفاف الحادّ بسبب تناقص معدلات الهطل المطري ونقصان رطوبة التربة، ما أثر بدوره في الغطاء النباتي والثروة الحيوانية، أنظر إلى الشكل (11). فكيف يؤثر استنزاف الموارد الطبيعية في تغير المُناخ؟ وما سبُل استدامة هذه الموارد؟

يؤدي تحويل الأراضي مثل الغابات، إلى أراضٍ صالحة للاستخدام الزراعي أو العُمْراني، أو الصناعي، أنظر إلى الشكل (12)، إلى زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي؛ إذ تُعَدّ الغابات رئة العالم التي تزوده بالأكسجين وتستهلك غاز ثاني أكسيد الكربون بعملية البناء الضوئي؟ لذا فإن عملية إزالة الغابات تسهم إسهامًا كبيرًا في زيادة احتباس الحرارة في الغلاف الجوي ما يتسبب في حدوث التغير المُناخي.
يؤثر استصلاح الأراضي في جودة التربة وقدرتها على تخزين ثاني أكسيد الكربون، فإزالة الغطاء النباتي يؤدي إلى تآكل التربة تآكلًا سريعًا بفعل عوامل الحت والتعرية، وإطلاق ثاني أكسيد الكربون المُخزَّن فيها إلى الغلاف الجوي.
ويؤثر استصلاح الأراضي في أنماط توزيع المياه وتغيراتها على سطح الأرض، فالغابات لها دور كبير في الحفاظ على توازن دورة الماء في الطبيعة عن طريق عملية النتح، وإزالتها والتقليل منها سيؤثر في هذا التوازن، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة نقص المياه في المناطق التي تُعاني شُحّ المياه أصلا، وزيادة مخاطر حدوث الجفاف، والتأثير في المحاصيل الزراعية. في المقابل ستزداد ظواهر الأمطار الغزيرة في مناطق أخرى من العالم وحدوث الفيضانات الناتجة منها الأمر الذي سيؤدي إلى القضاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
تعرفتُ سابقًا أن حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي يؤدي إلى تزايد تراكيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ويُعد غاز ثاني أكسيد الكربون أهم هذه الغازات، ويوضح الشكل (13)
تراكيز غاز ثاني أكسيد الكربون منذ أواخر الخمسينيات وحتى الوقت الحالي.
تسهم زيادة تراكيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى حدوث
الاحترار العالمى
ي Global Warming وهو زيادة تدريجية فى معدل
درجات الحرارة العالمية الناجمة عن النشاطات الطبيعية والبشرية، حيثُ تشير الدراسات إلى أن درجة حرارة الغلاف الجوي قد ارتفعت بمقدار 1.5-2) ®C)، وقد أدى هذا إلى تغير الأنظمة المُناخية على سطح الأرض، وتهديد حياة كثير من الكائنات الحية، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بسبب انصهار الجليل في القارات القطبية، وارتفاع معدل الهطْل المطري السنوي، ورطوبة التربة وتخزين المياه في مناطق، ونقص المياه في مناطق أخرى.
تُستخدَم المياه على نطاق واسع في الزراعة والصناعة والمنازل، ويتطلب ذلك استهلاك كميات كبيرة من الوقود الأحفوري لتشغيل الآلات التي تعمل على تحليتها وتنقيتها وضخّها، ما يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي التي تُسهم في زيادة الاحتباس الحراري وتغير الأنظمة المُناخية على سطح الأرض كما يؤثر استخدام المياه استخدامًا غير مستدام واستنزافها إلى تدهور الموارد المائية المحلية والإقليمية ونضوبها، وعليه، تقلّ قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وزيادة نسبته المنبعثة إلى الغلاف الجوي، أنظر إلى الشكل (14).
وتؤثر التغيرات في توزيع المياه أيضًا على محاصيل الغذاء والغابات، فعندما تنخفض كميات المياه المتاحة للري، ستتأثر الإنتاجية الزراعية وتتضرر الغابات، ما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية وتقليل قدرة النظم الحيوية على مواجهة التغيرات المناخية.
تُعرف استدامة الموارد الطبيعية
بأنها طرائق استخدام الموارد الطبيعية بما يلبّي الحي ee
دون الإضرار بالبيئة، والمحافظة على هذه الموارد للأجيال القادمة.
ومن طرائق استدامة الموارد الطبيعية ما يأتي:
Regulate of Use تنظيم الاستخدام
بتضمن تنظيم الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وضع سياسات وقوانين تحدّ من الاستخدام غير المستدام للموارد
الطبيعية.
تعزيز التقنيات البديلة والمستدامة
Promoting Alternative and Sustainable Technologies
تطوير التقنيات البديلة التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة كطاقة الشمس والرياح، ما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحدّ من استنزاف الموارد الطبيعية،
تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة
Promoting Sustainable Agricultural Practices
تتضمن تقنيات زراعية تُحسّن إنتاجية الأراضي دون تدهورها، مثل الزراعة العضوية والزراعة بالبذور المتكيفة وتقنيات الري الحديثة التي تحسن كفاءة استخدام المياه في الزراعة.
الإدارة المستدامة للموارد المائية
Sustainable Management of Water Resources
تشمل تقنيات مثل جمع مياه الأمطار وتخزينها، واستخدام تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط والري بالرش، وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة والصناعة، أنظر إلى الشكل (16).
Public Education تثقيف الجمهور
تثقيف الجمهور بأهمية الموارد الطبيعية وضرورة حمايتها واستخدامها استخدامًا مستدامًا، وتشجيعهم على اتخاذ القرارات المستدامة في حياتهم اليومية، ويمكن تحقيق ذلك عبر حملات التوعية في وسائل الإعلام المختلفة، وتنظيم المحاضرات التوعوية في المدارس، وتنظيم المعارض البيئية التي تستهدف تدوير النفايات، بالإضافة إلى القيام بحملات زراعة للأشجار بمشاركة جميع شرائح المجتمع.