لخّصلي

الأحداث قبل استرداد الملك عبدالعزيز الرياض:- بعدما سيطر محمد بن عبدالله بن رشيد على منطقة نجد سنة ١٣٠٩ يتطلع إلى منفذ بحري لإمارته، ١٣١٠هـ توفي محمد بن عبدالله بن رشيد وخلفه ابن أخيه عبدالعزيز بن متعب بن الذي كان يتخذ سياسة الشدة في جميع أمور إمارته وشؤونها، إضافة إلى وجود أسرة آل سعود في فبدأ الصدام بينه وبين مبارك الصباح الذي زاد تقربه من بريطانيا حتى عقد معهم معاهدة الحماية سنة ١٣١٩ استجابتهم وترحيبهم بعودة الحكم للأسرة السعودية، كما أنه عرف مواطن الضعف والقوة في حامية ابن رشيد في الرياض. بعدما عاد الملك عبدالعزيز إلى الكويت كان يلح على والده أن يأذن له بأن يعاود الكرة في استرداد الرياض بنفسه حتى اقتنع الإمام عبدالرحمن بفكرة ابنه وأذن خروج الملك عبدالعزيز من الكويت لاسترداد الرياض عام ۱۳۱۹ه خرج الملك عبدالعزيز من الكويت برجاله الذين يزيدون عن الستين رجلا وقام بحملات عديدة على بعض القبائل ليزيد من عدد من حوله خاصة من الذين أغراهم الكسب فوصل عدد قواته إلى الآلاف، وعندما حذر ابن رشيد المتصرف العثماني في الأحساء التي أيدت معظم قبائلها الملك عبدالعزيز قامت الدولة العثمانية حيث اتجه للرياض ووصل الرياض للاحتياط، وقسم سار به إلى الرياض حتى استطاع وإنما في حصن المصمك مركز الحامية العسكرية، وعلم فوضع الملك عبدالعزيز خطة لقتله حين خروجه من حصن المصمك، التقى الملك عبدالعزيز وأتباعه بعجلان وحامية ابن رشيد وبدأ القتال، واستسلم الباقون من حامية ابن رشید، مبايعين. ونودي بالإمامة لعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل في الخامس من شوال ١٣١٩ هجري وهاذه النواة الاولى لتأسيس المملكة العربية السعودية بعدما استرد الملك عبدالعزيز الرياض، وحصنها، وفد عليه والده الإمام وعندما وصل الإمام عبدالرحمن وأقبلت الخرج والحريق والحوطة ووادي الدواسر والأفلاج وقدمت الطاعة والمبايعة، وعبدالعزيز بن رشيد يمني نفسه بالهجوم على الرياض، فاتجه بالفعل نحو الرياض بعدما خدع بخطة حاكها الملك وهي خطة جيدة الإحكام، واتجه إلى المنطقة الجنوبية من الرياض، سنة ۱۳۲۰ه، وقد اتخذ الملك عبدالعزيز ضد ابن رشيد حرب العصابات، وقللت هذه الموقعة من هيبة ابن رشيد في المنطقة، عبدالعزيز، وبدأت الموازين تتغير في القوى بالمنطقة، وفي عام ۱۳۲۱هـ ضم الملك عبدالعزيز المحمل والشعيب، واستمر في وتمكن من ضم منطقة سدير بأكملها. ثانيا: ضم القصيم حسین بن جراد، وضم عبدالعزيز السر جنوب وبذلك وصل الملك عبدالعزيز بحدود إمارته إلى القصيم، وخلال هذه الفترة وفد إلى الملك عبدالعزيز آل مهنا أمراء بريدة وآل سليم أمراء عنيزة من الكويت مبايعين. بعد ذلك استغل الملك عبدالعزيز الفرصة، معسكر للهجوم على الكويت، ثم التقى الملك عبدالعزيز مع قوة ابن رشيد يقودها ماجد بن حمود بن رشيد وكان ضم عنيزة سنة ۱۳۲۲هـ بعد ذلك توجه الملك عبدالعزیز نحو بريدة واستردها بعدما حاصر حامية التي كان يقودها عبدالرحمن بن ضبعان، ذلك - على الملك عبدالعزيز ضم المناطق الأخرى المنطقة القصيم في هذه الأثناء كان ابن رشيد يحس بالخطر فطلب من الدولة العثمانية إمداده وبعد محاولات عدة تجاوبت الدولة العثمانية مع مطالب ابن سار ابن رشيد نحو القصيم ومعه الجيش النظامي والتقى مع الملك العزيز في موقعة البكيرية سنة ۱۳۲۲ه، لكنه وقد طبق الجيش بتطبيق الخطة التي رسمها الملك عبدالعزيز في الموقعة السابقة، وتقتضي تلك الخطة أن يواجه أهل العارض جيش ابن رشيد، ويواجه أهل القصيم الجيش النظامي، الأمور بانتصار الملك عبدالعزيز على ابن رشيد والثأر من هزيمة البكيرية، وكانت بعدما انتصر الملك عبدالعزيز في موقعة الشنانة تغير الموقف العثماني من الدعم بحيث تصبح القصيم تحت حكم الدولة العثمانية مباشرة، لابن رشيد وجنوبها للملك عبدالعزيز، لكن هذا الحل لم يكن مرضيا للملك عبدالعزيز لأن القصيم كانت تمثل جزءا من الدولة السعودية . في هذه الأثناء كان الملك عبدالعزيز قد اتجه ناحية قطر لنجدة حاكمها قاسم آل ويبدو أن عبدالعزيز بن رشيد استغل غياب الملك سمع الملك عبدالعزيز بمعسكر ابن رشيد، وانتهى الأمر بقتل عبدالعزيز بن رشید، وقتل من جيشه ۲٥٠ قتيلا، من جيشه إلى حائل. بعدما قتل عبدالعزيز بن رشيد خلفه ابنه متعب بن عبدالعزيز بن رشيد وعقد صلح مع الملك عبدالعزيز، أما القوات العثمانية فقد ارتحلت عن المنطقة، وبذلك خضعت القصيم بكاملها للملك عبدالعزيز . هنا أخذت الأوضاع في إمارة آل رشید تزداد سوءا بعد مقتل عبدالعزيز بن رشید، وبدأ الصراع الأسري على الحكم، خصوصا بعدما تولى الحكم متعب بن عبدالعزيز الذي لم يكن بمستوى والده، فقد ثار عليه ابن عمه سلطان بن حمود بن عبید بن رشيد وقتله وتولى الإمارة، ونقض الصلح الذي أبرمه متعب مع الملك المشكلات التي واجهت الملك عبدالعزيز في هذه الفترة ۱۳۲٥ ۱۳۲۹ه واجه الملك عبدالعزيز عدة مشكلات في هذه الفترة وتجدد وأمير بریدة محمد بن 4 - أسر أخ الملك عبدالعزيز الأمير سعد بن عبدالرحمن من قبل الشريف الحسين بن 5- منع القافلة التي بعث بها الملك عبدالعزيز إلى الأحساء من دخولها. كيفية مواجهة الملك عبدالعزيز لهذة الأحداث جميع هذه المشكلات واجهها الملك عبدالعزيز في وقت مقارب ، واستطاع فقد أغار على مطير وهزم زعيمهم قرب المجمعة، والأشعلي سنة ۱۳۲۷ه، وقد ضعف بعدها مركز ابن رشید، وقامت ضده ثورة تزعمها أخوه سعود بن حمود بن رشيد، الذي قتل أخاه وتولى السلطة، وعقد صلحا مع الملك عبدالعزيز، بريدة قد ضعف بعدما حاصره الملك عبدالعزيز في قصر الإمارة، ومن ثم طلب أبا الخيل الأمان واستسلم ورحل مع أسرته إلى العراق سنة ۱۳۲۹ ه. فعادوا إلى الطاعة من جديد. فقد تم حلها سلمية عندما وافق الملك عبدالعزيز على طلب الحسين بن علي، وهو الإعلان باعتراف الملك عبدالعزيز وقد أطلق سراح الأمير سعد سنة ۱۳۲۸ه وسمح ضم حائل: بن رشید ضد سعود بن عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، والذي كان مدعومة من قامت بعد ذلك عدة معارك من أهمها: معركة جراب - قرب الزلفي - سنة تجدد القتال بعد ذلك بين الطرفين، الأرجح، وذلك عندما قتل سعود بن رشيد على يد ابن عمه عبدالله بن طلال بن رشید، اليوم نفسه، عبدالعزيز، واستمر الحصار في أول سنة ۱۳٤٠ ه. وبذلك يكون الملك عبدالعزيز قد تمكن من دخول حائل واستردادها وضمها ضم الأحساء: وكانت تابعة للدولتين السعوديتين الأولى والثانية في السابق، وكان الملك عبدالعزيز يرى أن ضم الأحساء هام بالنسبة له ليصل بدولته إلى البحر، لأن ذلك يعطي الدولة أهمية اقتصادية بالغة، خصوصا وأن عبدالعزيز لكي يضمها، عبدالعزيز أملا في عودة الحكم السعودي. قبائل العجان و آل مرة بأنه يريد غزو الشمال، ولكي لا يكونوا موجودين قرب الأماكن الهامة في الأحساء وتسلق بعض رجاله حصن الكوت ورموا الحبال إلى الباقين الذين لم يتسلقوا، فلا تكاثر الرجال داخل الكوت، أعلنوا عن دخول البلاد في حكم الملك عبدالعزيز، وضعفت مقاومة العثمانيين الأتراك للأحساء، وغادر الجيش العثماني التركي إلى العراق عن طريق البحر كانت الحجاز ضمن الأراضي التابعة للدولة السعودية في السابق، وقد والدولة السعودية الثانية لم ومنهم الحسين بن علي الذي عاصره الملك عبدالعزيز، وكان الحسين بن علي ذا تطلع لمد نفوذه في الجزيرة وكما سبق فإن حادثة أسر الأمير سعد بن عبدالرحمن وكان الحسين بن علي من الذين لجذبوا لدعوة بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى، وعندما تحمس الحسين لدعوة بريطانيا كان دافعه في ذلك ما وعده البريطانيون من أن يكون ملكا على العرب، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى، وتحديدا في الفترة التي بدأت فيها ترجح كفة الحلفاء قويت شوكة الحسين بن علي وذلك عندما أعلن الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية سنة ۱۳۳٤ بعد ذلك بدأ الخلاف بين الملك عبدالعزيز والشريف حسين بن علي، وكان خلاف حول تحديد للملك عبدالعزيز انطلاقا من ولائهم لانتشار الدعوة السلفية في المناطق الواقعة خالد بن وطلب من الملك قواته بقيادة سلطان بن بجاد أن تقوم بنصرة خالد بن لؤي. وخالد بن لؤي بهجوم مفاجئ وكبير سنة ۱۳۳۷ ه فهزما جيش الشريف هزيمة حيث قتل من كفة الملك عبدالعزيز، بيد أن خشية الملك عبدالعزيز من التدخل البريطاني كان يدفعه إلى التوجه نحو الحجاز، بريطانيا إلى الملك عبدالعزيز تناشده أن يتوقف عند تربة وألا يتقدم إلى مناطق أخرى في الحجاز. ولم يستفد الشريف من التدخل البريطاني شيئا بسبب حرص الملك عبدالعزيز على حماية الأماكن المقدسة، الذي وزعماء الحاضرة والبادية سنة ۱۳۶۲ه، وكان المؤتمر برئاسة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، فشكل الملك عبدالعزيز جيشا قوامه خمسة عشر لواء بقيادة خالد بن لؤي وسلطان بن بجاد، وكان اجتماع الجيش في تربة ثم زحف إلى الطائف سنة ۱۳۶۳ه، وكان اللقاء بين حيث كانت النتيجة هزيمة الشريف ودخول قوات الملك عبدالعزيز الطائف. ومن ثم تنازل الشريف حسين عن الملك لابنه علي، لعل ذلك يكون حلا للخلاف، ودخل الجيش السعودي مكة دون قتال في 17 ربيع الأول من سنة ۱۳۶۳ه، ثم وصل الملك عبدالعزيز في 7 جمادى الأولى ۱۳۶۳ ه. وأرسل واستمر حصار الجيش السعودي لجدة أكثر من عام، حتی شعر علي بن الحسين بعدم قدرته على المقاومة، ووقعت اتفاقية جدة وبذلك يكون الملك عبدالعزيز قد تمكن من ضم الجحاز إلى الدولة السعودية تبدأ عسير من الحجاز شالا وحتى حدود إمارة الأدارسة جنوبا كانت عسير وبعد سقوط الدولة السعودية الأولى لم يلبث الأمر طويلا لعائض بن مرعي فقد عاد الأتراك سنة ۱۲۸٨ إلى المنطقة، وأصبحت عسير متصرفية عثمانية. المحور في الحرب العالمية الأولى، بعض المناطق في الجزيرة العربية، لكنه كان في حين كانت فلجأ زعماء القبائل التي عانت من حسن بن علي إلى الملك عبدالعزيز لتخليصهم من ظلمه، عبدالعزيز لهم وأرسل وفدا من علماء نجد إلى حسن بن علي للنصح والإرشاد، لكن حسن تذمر من ذلك، لأنه اعتبر ذلك تدخلا في شؤون إمارته الداخلية، وقد عامل الملك عبدالعزيز حسن بن علي آل عائض معاملة حسنة بعد أسره، حتى إنه ذلك وبقي في المنطقة هو وأسرته وخصص لهم رواتب سخية . لم يستمر وجود حسن بن علي طويلا في المنطقة دون أن يثير مشکلات، قام بحركة عسكرية استولى بها على أبها، وبعد ضم حائل أرسل الملك عبدالعزيز جيشا بقيادة ابنه الأمير فيصل الذي واستطاع أن يخضع آل عائض من جديد، وأن يعيد السيطرة على عسير. جازان هي المخلاف السليماني، وقاعدتها جازان. وبعد سقوط الدولة وقبيل إمارته للتهديد من قبل الإمام يحيي في اليمن والشريف حسين في الحجاز، ووقع مع الملك عبدالعزيز معاهدة حماية ودفاع، وتولى مقدرته على إدارة الأمور، يتنازل عن الحكم للملك عبدالعزيز سنة۱۳٤٩هـ، المخلاف السليماني ضمن الدولة السعودية، وكانت آخر المناطق من الجزيرة العربية انضمامة للحكم السعودي،

الأحداث قبل استرداد الملك عبدالعزيز الرياض:-
بعدما سيطر محمد بن عبدالله بن رشيد على منطقة نجد سنة ١٣٠٩
يتطلع إلى منفذ بحري لإمارته، وكانت الكويت أقرب المنافذ إليه في عاصمته حائل،
لكنه لم يمض في تحقيق رغبته لخوفه من بريطانيا القريبة من مبارك الصباح، وفي سنة
١٣١٠هـ توفي محمد بن عبدالله بن رشيد وخلفه ابن أخيه عبدالعزيز بن متعب بن
عبدالله بن رشيد، الذي كان يتخذ سياسة الشدة في جميع أمور إمارته وشؤونها، وقد
تحمس لغزو الكويت، ولتحقيق رغبات عمه، إضافة إلى وجود أسرة آل سعود في
الكويت، فبدأ الصدام بينه وبين مبارك الصباح الذي زاد تقربه من بريطانيا حتى عقد معهم معاهدة الحماية سنة ١٣١٩
، مما أعطى مبارك الصباح الشعور بالقوة
تاريخ الدولة السعودية
استجابتهم وترحيبهم بعودة الحكم للأسرة السعودية، كما أنه عرف مواطن الضعف
والقوة في حامية ابن رشيد في الرياض.

بعدما عاد الملك عبدالعزيز إلى الكويت كان يلح على والده أن يأذن له بأن
يعاود الكرة في استرداد الرياض بنفسه حتى اقتنع الإمام عبدالرحمن بفكرة ابنه وأذن
له بذلك.
خروج الملك عبدالعزيز من الكويت لاسترداد الرياض عام ۱۳۱۹ه
خرج الملك عبدالعزيز من الكويت برجاله الذين يزيدون عن الستين رجلا
وقام بحملات عديدة على بعض القبائل ليزيد من عدد من حوله خاصة من الذين

أغراهم الكسب فوصل عدد قواته إلى الآلاف، وعندما حذر ابن رشيد المتصرف
العثماني في الأحساء التي أيدت معظم قبائلها الملك عبدالعزيز قامت الدولة العثمانية
بالتضييق على القبائل إلى أن تخلوا عن الملك عبدالعزيز الذي اتجه إلى إستراتيجية
السرية، وظل معه القليل من أتباعه وعددهم ثلاثة وستون رجلا، وسلك بهم
طريقة غير مألوف حيث مكثوا فترة في الربع الخالي، وكان سيرهم ليلا كي لا يحس
بهم عدوهم، حتى أتی شهر شوال من سنة ۱۳۱۹ه، حيث اتجه للرياض ووصل
إليها في الرابع من شهر شوال، وقسم أتباعه إلى ثلاثة أقسام: قسم بقي خارج
الرياض للاحتياط، والثاني رديف له، وقسم سار به إلى الرياض حتى استطاع
تاريخ الدولة السعودية
دخول بيت أمير الرياض عجلان بن محمد العجلان من قبل ابن رشيد، وتبين أن
عجلان لم يكن ينام في بيته، وإنما في حصن المصمك مركز الحامية العسكرية، وعلم
أنه لا يخرج إلى بيته إلا بعد صلاة الفجر، فوضع الملك عبدالعزيز خطة لقتله حين
خروجه من حصن المصمك، وبالفعل عندما خرج عجلان من الحصن إلى بيته
التقى الملك عبدالعزيز وأتباعه بعجلان وحامية ابن رشيد وبدأ القتال، وقتل
عجلان على يد الأمير عبدالله بن جلوي آل سعود، واستسلم الباقون من حامية ابن
رشید، فاسترد الملك عبدالعزيز الرياض، وأتی أهالي الرياض إلى الملك عبدالعزيز
مبايعين.
وبذلك تم استرداد الرياض، ونودي بالإمامة لعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل في الخامس من شوال ١٣١٩ هجري وهاذه النواة الاولى لتأسيس المملكة العربية السعودية

جهود الملك المؤسس عبدالعزيز في توحيد البلاد:-
ضم جنوب نجد وسدير والوشم:
بعدما استرد الملك عبدالعزيز الرياض، وحصنها، وفد عليه والده الإمام
عبدالرحمن من الكويت بمعية الأسرة السعودية، وعندما وصل الإمام عبدالرحمن
للرياض تنازل عن الحكم لابنه عبدالعزيز، وأقبلت الخرج والحريق والحوطة
ووادي الدواسر والأفلاج وقدمت الطاعة والمبايعة، كانت تدور تلك الأحداث
وعبدالعزيز بن رشيد يمني نفسه بالهجوم على الرياض، حتى أيقن بأن الهجوم على
الرياض بات ضرورية، فاتجه بالفعل نحو الرياض بعدما خدع بخطة حاكها الملك
عبدالعزيز جنوب الرياض، وهي خطة جيدة الإحكام، وبالفعل خدع ابن رشید،
واتجه إلى المنطقة الجنوبية من الرياض، والتقى مع الملك عبدالعزيز في موقعة الدم
سنة ۱۳۲۰ه، وقد اتخذ الملك عبدالعزيز ضد ابن رشيد حرب العصابات، وانتهت
الموقعة بانسحاب ابن رشيد من المنطقة إلى الحفر.

وقللت هذه الموقعة من هيبة ابن رشيد في المنطقة، ورفعت مكانة الملك
عبدالعزيز، وبدأت الموازين تتغير في القوى بالمنطقة، وهذا ماساعد الملك
عبدالعزيز على التوسع في المناطق الشمالية من الرياض.

وفي عام ۱۳۲۱هـ ضم الملك عبدالعزيز المحمل والشعيب، واستمر في
التوسع حتى شقراء وثرمداء والوشم، وتمكن من ضم منطقة سدير بأكملها.
ثانيا: ضم القصيم

حدثت مناوشات بين الملك عبدالعزيز وأتباعه مع سرية لابن رشيد يقودها
حسین بن جراد، انتهت بقتل قائد سرية ابن رشيد، وضم عبدالعزيز السر جنوب
القصيم، وبذلك وصل الملك عبدالعزيز بحدود إمارته إلى القصيم، وخلال هذه
الفترة وفد إلى الملك عبدالعزيز آل مهنا أمراء بريدة وآل سليم أمراء عنيزة من
الكويت مبايعين.

بعد ذلك استغل الملك عبدالعزيز الفرصة، وهي وجود ابن رشيد في الحفر
معسكر للهجوم على الكويت، فهاجمت قواته عنيزة وقتل قائد سرية ابن رشيد فيها
ثم التقى الملك عبدالعزيز مع قوة ابن رشيد يقودها ماجد بن حمود بن رشيد
وهزمها، وكان ضم عنيزة سنة ۱۳۲۲هـ

بعد ذلك توجه الملك عبدالعزیز نحو بريدة واستردها بعدما حاصر حامية
ابن رشيد فيها، التي كان يقودها عبدالرحمن بن ضبعان، واضطرت الحامية إلى
التسليم في السنة نفسها التي ضمت فيها عنيزة أي سنة ۱۳۲۲هـ حيث سهل - بعد
ذلك - على الملك عبدالعزيز ضم المناطق الأخرى المنطقة القصيم

في هذه الأثناء كان ابن رشيد يحس بالخطر فطلب من الدولة العثمانية إمداده
ضد الملك عبدالعزيز، وبعد محاولات عدة تجاوبت الدولة العثمانية مع مطالب ابن
رشيد وأمدته بأحد عشر طابورة عسكرية من الجيش النظامي العثماني، وكان الإمداد
من ولايات العراق والمدينة المنورة .

سار ابن رشيد نحو القصيم ومعه الجيش النظامي والتقى مع الملك العزيز في
موقعة البكيرية سنة ۱۳۲۲ه، وانتهى الأمر بهزيمة جيش الملك عبدالعزيز، لكنه
استطاع أن يجمع قواته من جديد، وأتته الإمدادات من المناطق التي ضمها سابقا،
والتقى مع قوات ابن رشيد مرة أخرى في موقعة الشنانة في السنة نفسها ۱۳۲۲ه
وقد طبق الجيش بتطبيق الخطة التي رسمها الملك عبدالعزيز في الموقعة السابقة،
موقعة البكيرية وهي خطة لم يطبقها الجيش کا طلب منه في الموقعة التي حدثت فيها
الهزيمة، وتقتضي تلك الخطة أن يواجه أهل العارض جيش ابن رشيد، ويواجه أهل
القصيم الجيش النظامي، وكانت الموقعة غرب الرس، وقد نجحت الخطة وانتهت

الأمور بانتصار الملك عبدالعزيز على ابن رشيد والثأر من هزيمة البكيرية، وكانت
الغنائم من الأموال والعتاد العسكري كبيرة في هذه الموقعة.

بعدما انتصر الملك عبدالعزيز في موقعة الشنانة تغير الموقف العثماني من الدعم
الابن رشيد إلى مفاوضة الملك عبدالعزيز، بحيث تصبح القصيم تحت حكم الدولة
العثمانية مباشرة، وما يقع شمال القصيم، لابن رشيد وجنوبها للملك عبدالعزيز،
لكن هذا الحل لم يكن مرضيا للملك عبدالعزيز لأن القصيم كانت تمثل جزءا من
الدولة السعودية .

في هذه الأثناء كان الملك عبدالعزيز قد اتجه ناحية قطر لنجدة حاكمها قاسم آل
ثاني لقيام ثورة داخلية عليه، ويبدو أن عبدالعزيز بن رشيد استغل غياب الملك
عبدالعزيز فأراد مهاجمة القصيم، وجاء بجيشه وعسكر في روضة مهنا - شرق بريدة

• في الوقت الذي عاد فيه الملك عبدالعزيز إلى نجد بعد مهمته التي أنجزها في قطر.

سمع الملك عبدالعزيز بمعسكر ابن رشيد، فعزم على مهاجمته بعد انضمام
قوات من القصيم على حين غرة، وبالفعل تم الهجوم في روضة مهنا سنة ۱۳۲٤
وانتهى الأمر بقتل عبدالعزيز بن رشید، وقتل من جيشه ۲٥٠ قتيلا، وتراجع ما بقي
من جيشه إلى حائل.

بعدما قتل عبدالعزيز بن رشيد خلفه ابنه متعب بن عبدالعزيز بن رشيد وعقد
صلح مع الملك عبدالعزيز، أما القوات العثمانية فقد ارتحلت عن المنطقة، وبذلك
خضعت القصيم بكاملها للملك عبدالعزيز .

هنا أخذت الأوضاع في إمارة آل رشید تزداد سوءا بعد مقتل عبدالعزيز بن
رشید، وبدأ الصراع الأسري على الحكم، خصوصا بعدما تولى الحكم متعب بن
عبدالعزيز الذي لم يكن بمستوى والده، فقد ثار عليه ابن عمه سلطان بن حمود بن
عبید بن رشيد وقتله وتولى الإمارة، ونقض الصلح الذي أبرمه متعب مع الملك
عبدالعزيز

المشكلات التي واجهت الملك عبدالعزيز في هذه الفترة ۱۳۲٥ ۱۳۲۹ه

واجه الملك عبدالعزيز عدة مشكلات في هذه الفترة
1- نقض الصلح الذي أبرمه معه متعب بن رشيد من قبل سلطان بن رشيد، وتجدد

القتال بين الطرفين.
۲- تحالف زعيم مطير فيصل بن دویش ونايف بن هذال، وأمير بریدة محمد بن

عبدالله أبا الخيل مع سلطان بن رشيد ضد الملك عبدالعزيز ..
٣- خروج الهزازنة في الحريق على طاعة الملك عبدالعزيز .

4 - أسر أخ الملك عبدالعزيز الأمير سعد بن عبدالرحمن من قبل الشريف الحسين بن

علي.
5- منع القافلة التي بعث بها الملك عبدالعزيز إلى الأحساء من دخولها.
6- خروج أبناء عمه على سلطته .
7- استنجاد الشيخ مبارك الصباح بالملك عبدالعزيز لمواجهة المنتفق..

كيفية مواجهة الملك عبدالعزيز لهذة الأحداث

جميع هذه المشكلات واجهها الملك عبدالعزيز في وقت مقارب ، واستطاع
بتوفيق الله - عز وجل - التغلب عليها، فقد أغار على مطير وهزم زعيمهم قرب
المجمعة، كذلك قامت الحرب بينه وبين سلطان بن رشيد في عدة معارك أهمها
الطرفية سنة ۱۳۲٥، والأشعلي سنة ۱۳۲۷ه، وقد ضعف بعدها مركز ابن
رشید، وقامت ضده ثورة تزعمها أخوه سعود بن حمود بن رشيد، الذي قتل أخاه
وتولى السلطة، وعقد صلحا مع الملك عبدالعزيز، وبالتالي فإن مركز أبا الخيل في
بريدة قد ضعف بعدما حاصره الملك عبدالعزيز في قصر الإمارة، ومن ثم طلب أبا
الخيل الأمان واستسلم ورحل مع أسرته إلى العراق سنة ۱۳۲۹ ه.

بعد ذلك التفت الملك عبدالعزيز إلى الهزازنة في الحريق واستطاع هزيمتهم
سنة ۱۳۲۸ه، فعادوا إلى الطاعة من جديد.

أما مسألة أخيه الأمير سعد بن عبدالرحمن، فقد تم حلها سلمية عندما وافق
الملك عبدالعزيز على طلب الحسين بن علي، وهو الإعلان باعتراف الملك عبدالعزيز
بسيادة الدولة العثمانية اسمية، وقد أطلق سراح الأمير سعد سنة ۱۳۲۸ه وسمح
الأتراك في الأحساء لقافلة الملك عبدالعزيز بدخول الأحساء بعد منعها سابقا.

ضم حائل:
لم يدم الصلح بين الملك عبدالعزيز وآل رشيد، وذلك بعد قيام سعود بن حمود
بن رشید ضد سعود بن عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، والذي كان مدعومة من
أخواله السبهان، وعادت المواجهة بين الملك عبدالعزيز وآل رشيد من جديد.

قامت بعد ذلك عدة معارك من أهمها: معركة جراب - قرب الزلفي - سنة
۱۳۳۳ ه التي لم تكن في صالح الطرفين.

تجدد القتال بعد ذلك بين الطرفين، وكانت كفة الملك عبدالعزيز هي
الأرجح، حيث دب الصراع الأسري على الحكم في إمارة آل رشيد، وذلك عندما
قتل سعود بن رشيد على يد ابن عمه عبدالله بن طلال بن رشید، لكن القاتل قتل في
اليوم نفسه، وتولى الإمارة عبدالله بن معتب بن رشید سنة ۱۳۳۸ه، ومن ثم ثار

محمد بن طلال بن رشيد على عبدالله بن رشيد، واستمر الصراع مع الم
عبدالعزيز، وأرسل الملك عبدالعزيز عدة جيوش لمحاصرة حائل، واستمر الحصار
حوالي الشهرين إلى أن استسلمت وانضمت إلى حكم الملك عبدالعزيز وكان ذلك
في أول سنة ۱۳٤٠ ه.

وبذلك يكون الملك عبدالعزيز قد تمكن من دخول حائل واستردادها وضمها
إلى البلاد السعودية.

ضم الأحساء:

كان ضم الأحساء سنة ۱۳۳۱ه، وكانت تابعة للدولتين السعوديتين الأولى
والثانية في السابق، وكان الملك عبدالعزيز يرى أن ضم الأحساء هام بالنسبة له
ليصل بدولته إلى البحر، لأن ذلك يعطي الدولة أهمية اقتصادية بالغة، خصوصا وأن
الأحساء منطقة زراعية، كما أن ضعف الحامية العثمانية في الأحساء كان دافعا للملك
عبدالعزيز لكي يضمها، إضافة إلى كره الأهالي للحكم العثماني، ومراسلتهم للملك
عبدالعزيز أملا في عودة الحكم السعودي.

وكان الوقت مناسبة في سنة ۱۳۳۱ ه للقيام بضم الأحساء، حيث كان الملك
عبدالعزيز عقد صلحا مع سعود بن عبدالعزيز بن رشيد، وقرر ضم الأحساء،
فخرج من الرياض بسرية تامة متجها نحوها، ووضع خطة قصد بها التمويه على

قبائل العجان و آل مرة بأنه يريد غزو الشمال، لكي لا ينضموا إلى العثمانی
ولكي لا يكونوا موجودين قرب الأماكن الهامة في الأحساء

وصل الملك عبدالعزيز إلى سور الكوت، وتسلق بعض رجاله حصن الكوت
ورموا الحبال إلى الباقين الذين لم يتسلقوا، فلا تكاثر الرجال داخل الكوت، أعلنوا
عن دخول البلاد في حكم الملك عبدالعزيز، وضعفت مقاومة العثمانيين الأتراك
واضطروا إلى التسليم، وبعدها ضم الملك عبدالعزيز المناطق الأخرى التابعة
للأحساء، وغادر الجيش العثماني التركي إلى العراق عن طريق البحر

الحجاز:
كانت الحجاز ضمن الأراضي التابعة للدولة السعودية في السابق، وقد
انتزعها من الدولة السعودية والي مصر محمد علي باشا، والدولة السعودية الثانية لم
تتعرض للحجاز للظروف السياسية التي لم تكن مواتية لها في ذلك الوقت لوجود
خطر الغزو المصري من قبل محمد علي باشا.

وكان الأشراف يحكمون الحجاز باسم الدولة العثمانية، ومنهم الحسين بن علي
الذي عاصره الملك عبدالعزيز، وكان الحسين بن علي ذا تطلع لمد نفوذه في الجزيرة
العربية باسم الدولة العثمانية، وكما سبق فإن حادثة أسر الأمير سعد بن عبدالرحمن
أخي الملك عبدالعزيز كانت أول التقاء في الأحداث بين الطرفين.

وكان الحسين بن علي من الذين لجذبوا لدعوة بريطانيا خلال الحرب العالمية
الأولى، وعندما تحمس الحسين لدعوة بريطانيا كان دافعه في ذلك ما وعده
البريطانيون من أن يكون ملكا على العرب، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى، وتحديدا
في الفترة التي بدأت فيها ترجح كفة الحلفاء قويت شوكة الحسين بن علي وذلك
عندما أعلن الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية سنة ۱۳۳٤

بعد ذلك بدأ الخلاف بين الملك عبدالعزيز والشريف حسين بن علي، بعدما
استولى الشريف على الحامية التركية في المدينة المنورة، وكان خلاف حول تحديد
الحدود بين نجد والحجاز، كما أن سكان بعض المناطق في الحجاز كانوا يميلون
للملك عبدالعزيز انطلاقا من ولائهم لانتشار الدعوة السلفية في المناطق الواقعة
على الحدود بين تربة والخرمة، وكان أمير تلك الجهات من قبل الشريف، خالد بن
لؤي الذي انشق عن الحسين وأعلن انضمامه إلى الملك عبدالعزيز، وطلب من الملك
عبدالعزيز نصرته ضد أي هجوم من الشريف على بلاده، فعهد الملك عبدالعزيز إلى
قواته بقيادة سلطان بن بجاد أن تقوم بنصرة خالد بن لؤي.

وقد حدث بالفعل ما كان يتوقعه خالد بن لؤي حيث إن عبدالله بن الحسين
هاجم تربة وفتك بأهلها، لكن الوضع لم يستمر به طويلا، فقد بادر سلطان بن بجاد
وخالد بن لؤي بهجوم مفاجئ وكبير سنة ۱۳۳۷ ه فهزما جيش الشريف هزيمة

منكرة، ولم ينج من الهزيمة سوى عبدالله بن الحسين وقليل من أتباعه، حيث قتل من
جيشه ٤٥٠٠ رجل.

وبانتصار الملك عبدالعزيز في تربة تغيرت موازين القوى حيث بدأت ترجح
كفة الملك عبدالعزيز، وبدأ في الزحف نحو الحجاز، بيد أن خشية الملك عبدالعزيز
من التدخل البريطاني كان يدفعه إلى التوجه نحو الحجاز، خصوصا عندما أرسلت
بريطانيا إلى الملك عبدالعزيز تناشده أن يتوقف عند تربة وألا يتقدم إلى مناطق أخرى
في الحجاز.

قام الشريف حسين بن علي بمنع الحجاج النجديين من أداء فريضة الحج.

ولم يستفد الشريف من التدخل البريطاني شيئا بسبب حرص الملك عبدالعزيز
على حماية الأماكن المقدسة، مما دعا الملك عبدالعزيز إلى عقد مؤتمر بالرياض، الذي
اشترك فيه علماء نجد، وزعماء الحاضرة والبادية سنة ۱۳۶۲ه، وكان المؤتمر برئاسة
الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وتقرر في المؤتمر القيام بالحج رغم المنع، فشكل الملك
عبدالعزيز جيشا قوامه خمسة عشر لواء بقيادة خالد بن لؤي وسلطان بن بجاد،
وكان اجتماع الجيش في تربة ثم زحف إلى الطائف سنة ۱۳۶۳ه، وكان اللقاء بين
جيش الملك عبدالعزيز وجيش الشريف حسين في الحوية، حيث كانت النتيجة
هزيمة الشريف ودخول قوات الملك عبدالعزيز الطائف.

بعد ذلك استمر جيش الملك عبدالعزيز زاحفة نحو مكة واشتبك مع قوات
الشريف، ومن ثم تنازل الشريف حسين عن الملك لابنه علي، لعل ذلك يكون حلا
للخلاف، ولكن ذلك التصرف لم يمنع الجيش السعودي من الزحف نحو مكة
الأمر الذي اضطر علي بن الحسين إلى الانسحاب من مكة إلى جدة، ودخل الجيش
السعودي مكة دون قتال في 17 ربيع الأول من سنة ۱۳۶۳ه، ثم وصل الملك
عبدالعزيز في 7 جمادى الأولى ۱۳۶۳ ه.

تحصن علي بن الحسين في جدة، وقرر الملك عبدالعزيز محاصرته فيها، وأرسل
إلى المدينة المنورة جيشا لمحاصرتها، كما أرسل إلى القنفذة والليث ورابغ جیش
استطاع ضمها إلى حكم الملك عبدالعزيز .

واستمر حصار الجيش السعودي لجدة أكثر من عام، حتی شعر علي بن
الحسين بعدم قدرته على المقاومة، وطلب الصلح بعد ذلك، ووقعت اتفاقية جدة
سنة 1344ه، ورحل بعدها الشريف علي من جدة إلى العراق.

أما المدينة المنورة فقد سلمت الحامية العسكرية للأمير محمد بن عبدالعزيز۱٣٤٥ في سنة
وبذلك يكون الملك عبدالعزيز قد تمكن من ضم الجحاز إلى الدولة السعودية
.
ضم عسير
تبدأ عسير من الحجاز شالا وحتى حدود إمارة الأدارسة جنوبا كانت عسير
ضمن حدود الدولة السعودية الأولى، وبعد سقوط الدولة السعودية الأولى
أصبحت تحت حكم الدولة العثمانية.

استطاع عائض بن مرعي تكوين إمارة مستقلة في عسير، وتمكن من إخراج
الأتراك منها، لم يلبث الأمر طويلا لعائض بن مرعي فقد عاد الأتراك سنة ۱۲۸٨
إلى المنطقة، وأصبحت عسير متصرفية عثمانية.

بعد تغير موازين القوى، وبعد هزيمة الدولة العثمانية التي كانت بجانب دول
المحور في الحرب العالمية الأولى، قل اهتمام الدولة العثمانية وقلت سيطرتها على
بعض المناطق في الجزيرة العربية، فاستقل حسن بن علي آل عائض بعسير، لكنه كان
يميل إلى سياسة الشدة والتعسف مع بعض القبائل في تلك الجهات، في حين كانت
حدود الدولة السعودية الحديثة قريبة من إمارة آل عائض، فلجأ زعماء القبائل التي
عانت من حسن بن علي إلى الملك عبدالعزيز لتخليصهم من ظلمه، استجاب الملك
عبدالعزيز لهم وأرسل وفدا من علماء نجد إلى حسن بن علي للنصح والإرشاد، لكن
حسن تذمر من ذلك، لأنه اعتبر ذلك تدخلا في شؤون إمارته الداخلية، ورفض
النصح مما أثار الملك عبدالعزيز، فجهز جيشا بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن

جلوي، وسار ابن جلوي لقتال ابن عائض، والتقى معه في موقعة هزم فيها حسن
آل عائض وأسر، وتمكن عبدالعزيز بن مساعد من دخول أبها قاعدة عسير، حتی
أكمل السيطرة عليها بالوصول إلى حدود المخلاف السليماني سنة ۱۳۳۸ ه، وقد
عامل الملك عبدالعزيز حسن بن علي آل عائض معاملة حسنة بعد أسره، حتى إنه
عرض عليه العودة إلى الإمارة بشرط أن يكون تحت السلطة السعودية، لكنه اعتذر
ذلك وبقي في المنطقة هو وأسرته وخصص لهم رواتب سخية ..

لم يستمر وجود حسن بن علي طويلا في المنطقة دون أن يثير مشکلات، فلقد
قام بحركة عسكرية استولى بها على أبها، حينما كان الملك عبدالعزيز محاصرة لحائل،
وكانت حركته هذه مدعومة من الشريف حسين بن علي.

وبعد ضم حائل أرسل الملك عبدالعزيز جيشا بقيادة ابنه الأمير فيصل الذي
توجه إلى أبها سنة ١٣٤٠هـ، واستطاع أن يخضع آل عائض من جديد، وأن يعيد
عن
السيطرة على عسير.

ضم جازان:-
جازان هي المخلاف السليماني، وتشمل صبياء وجازان وأبوعريش والمناطق
المحيطة بها، وهي إمارة الأدارسة، وقاعدتها جازان.

كانت جازان تابعة للدولة السعودية الأولى، وبعد سقوط الدولة وقبيل
الحرب العالمية الأولى تحالف محمد بن علي الإدريسي مع إيطاليا وأسس إمارته
المستقلة سنة ۱۳۳۲ه، وتعاهد مع بريطانيا سنة ۱۳۳۳ ه.

وفي عام ۱۳۳۸ ه لجأ محمد الإدريسي إلى الملك عبدالعزيز بعد أن تعرضت
إمارته للتهديد من قبل الإمام يحيي في اليمن والشريف حسين في الحجاز، ووقع مع
الملك عبدالعزيز معاهدة حماية ودفاع، ثم توفي محمد الإدريسي سنة ١٣٤١هـ ، وتولى
الإمارة بعده ابنه علي، ولم يلبث طويلا في الإمارة بسبب ضعف شخصيته وعدم
مقدرته على إدارة الأمور، مما دعا أهل البلاد إلى خلعه وتنصيب عمه الحسين بن علي
الإدريسي، الذي جدد المعاهدة مع الملك عبدالعزيز سنة 1345ه، وبذلك احتفظ
الملك عبدالعزيز بالشؤون الخارجية للإمارة، والحسن الإدريسي بالشؤون الداخلية،
ويساعده مندوب عن الدولة السعودية .

ولكن الحسن لم يتمكن من إدارة الشؤون الداخلية بصورة حازمة مما دعاه أن
يتنازل عن الحكم للملك عبدالعزيز سنة۱۳٤٩هـ، وبذلك أصبحت جازان أو
المخلاف السليماني ضمن الدولة السعودية، وكانت آخر المناطق من الجزيرة العربية
انضمامة للحكم السعودي، ووصلت بذلك حدود الدولة السعودية الحديثة إلى
المملكة اليمنية.

وبعد فترة لم تكن طويلة صدر مرسوم ملكي بتوحيد مناطق تلك المملكة
تحت اسم جديد هو المملكة العربية السعودية سنة ۱۳٥١هـ

مرحلة النمو الحضاري:-

بعد تأسيس المملكة العربية السعودية
سار الملك عبدالعزيز بالبلاد سيرا حثيثا لتحقيق الأمن والاستقرار، بيد أن
الدخل المادي للمملكة كان محدودة قبل اكتشاف النفط وتصديره تجارية، مما كان له
أثر في بطء حركة التنمية وسيرها بالشكل السليم.

وبعد اكتشاف النفط أصبح الأمر سهلا لتحقيق الحلم، وهو السير بالحركة
التنموية بالشكل المطلوب، وكان اكتشاف النفط بكميات تجارية سنة ۱۳٥٧ ه. قد
ساعد على التطور في مجال العلاقات الخارجية والتنظيم الإداري والتعليم
والمواصلات والبرق والبريد والهاتف والدفاع والطيران والزراعة والصحة وشؤون
الحج والإعلام والاقتصاد والنقد
وفاة الملك عبدالعزيز
كان الملك عبدالعزيز يحكم البلاد بشكل مباشر طوال نصف قرن، وكان
حكمه قوية في تسيير أمور الدولة الداخلية والخارجية، وفي آخر عهده ألم به مرض

الالتهاب في قدميه والمفاصل، وكان يعاونه في تسيير أمور الحكم ولي عهده الأمير
سعود بن عبدالعزيز