خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
يروي النصّ قصة سالم بن عبدالله القافر، وهو عامل أفلاج، علق في خاتم فلج. بعد نضالٍ شاق، تمكن من استعادة مسمارٍ ومطرقةٍ سقطا في القناة. عند محاولته الخروج من الخاتم الضيق، تذكّر سالم حكاياتٍ عن حفر الأفلاج، وعن عفاريت النبي سليمان، وعن مهارته في قياس الوقت بواسطة الظلّ والنجوم، وعن نظام تقسيم مياه الفلج في قريته، وعن حالتي سليمان ود منصور وعبيد بن حارث، اللذين يعانيان من اختلاف قياس أثر ظلالهما. بعد محاولاتٍ عديدةٍ لإخراج نفسه من الخاتم باستخدام المسمار والمطرقة، والتي واجهت خلالها صعوباتٍ في اختراق الصخر الصلب، استطاع سالم، بدافع الغضب الذي امتلكه بعد فشل عدة محاولات، أن يكسر الصخر بضرباتٍ متتاليةٍ قويةٍ، ليفتح لنفسه مخرجًا من الفلج.
يقف سالم بن عبد الله القافر عند خاتم الفلج مشجوج الرأس، تكاد كتفه تنخلع من قوة ارتطامها بجدران القناة، لكن الأمل عاد إليه، فلقد التمعت حديدة المسمار في قعر القناة قريبا من الفرضة رآها والتيار يجرفه إلى الداخل.
حبس أنفاسه مرةً أخرى وسبح عكس التيار محاولا الوصول إلى حيث التمع المسمار، لم يكن همه هذه المرة أن يتعلّق بجدار الفرضة، عليه أن يحصل على المسمار ومن ثم يبحث عن المطرقة، فقد يجدها قريبًا، سبح مستعينا بالقعر، فاتحا عينيه، باحثًا في بصيص الضوء الضئيل عن بغيته.
حصل على المسمار أخيرًا، ووضعه في مأمن بالقرب من الخاتم، ثم كرر البحث عن المطرقة متحسسا القاع كلما سبح عكس التيار ذهابًا وجيئة، وعندما كاد يفقد الأمل عثر عليها.
عند فم الخاتم كانت الأصوات تتداخل في رأسه؛ أصوات قديمة، أصواتُ رجال عمل معهم في حفر قنوات الأفلاج، أصوات عصافير وبلابل وأطفال، أصوات وديان جارفة قادمة من
قمم الجبال، أصوات بكاء مختلط بضحك غريب، أصوات تناديه، أصوات تهمس باسمه، أصوات كثيرة تداخلت فجعلت عينيه تتوقفان في محجريها ولا تتحركان مطلقًا، وقد استقبل بوجهه حلقة الخاتم، يبحث عن طريقة لاجتياز تلك الحلقة والدخول منها.
كان عليه هو الرجل ذو العضلات المفتولة والجسد الضخم، والساعدين القويين اللذين تعودا على حفر الصخر وحمل أكوام الحجارة والأتربة، أن يدخل إلى ثقب الخاتم. سينتظر كثيرا هناك، سينتظر المعجزة، سينتظر أن يدخل الجمل من ثقب الإبرة كما سيحدث في آخر الزمان، سينتظرها حتى تنقذه من وحدته وعزلته، ومن أصوات العالم التي اكتظت في رأسه، ومن هدير الماء من حوله.
كانت حلقة الخاتم أمامه، وأسماك الصد تقرض جروحه، لكنه لم يعد يعبأ بها كانت شدة التيار تدفع بالماء ناحية القرية، ويداه تمسكان بمحيط الخاتم وهو يحاول قياس سعته. يستطيع أن يدخل رأسه، غير أن كتفيه العريضتين سوف تعلقان، ومن أجل قيس الحلقة، فتح يده حتى آخرها ثم وضع إصبع الخنصر على حافة الثقب والإبهام ممدودًا على آخره في الوسط حيث يشتد التيار، محاولا تثبيت كفّه المفتوحة، ثم أكمل القياس، بالشبر ونصف الشبر.
ولما رفع كفه وقاس اتساع كتفيه وصدره ووجده يزيد عن شبرين تمنى لو أن كتفيه كانتا أضمر قليلا ليحاول حشر نفسه داخل ذلك الثقب الحجري الصلب العنيد الذي تنكسر عنده أكثر المسامير صلابة وتتهشم عنده أضخم المطارق وهو أعلم الناس بذلك
استطاع العمال الذين حفروا تلك القناة فتح الحلقة في وسط الصخرة بعناء وصبر شديدين، وحولها حفروا ثقوبا كثيرة، وتلك الثقوب تساعد على تسريب كمية من الماء حتى يخف ضغطه خلف الصخرة، وكل ثقب باتساع مسمار ضخم. والقافر يعرف المدة التي احتاج إليها العمال لكي يستطيعوا صنع تلك الثقوب بمطارقهم ومساميرهم الفولاذية، لذلك هو يدرك أن التفكير في الخروج سريعا من ذلك المكان ضرب من العبث، لكنه ليس مستحيلا.
تذكر فلج السرى في بلدة الرفيعة، الفلج الهابط من منحدرات الجبل الكبير. تذكر كيف شق الأقدمون قناته على الصفحة الصخرية الرخامية الملساء. لقد نحتوا قناته في الحجر ثم ثقبوا الصخور حتى وصلوا إلى مجرى العين التي تنبع من أعالي الجبل. لن ينسى أبدا أنه وقف في الوادي متعجبا من ذلك الارتفاع رافعا رأسه صوب القناة وقد أحنى رقبته إلى الخلف كي يستطيع رؤية الحفر الصخري الرائع وهو يردّد في داخله
هذيلا ما ناس، هذيلا عفاريت».
وربما قال ذلك لأنه يعرف الحكاية القديمة التي يعزو الناس فيها حفر الأفلاج إلى النبي سليمان، ومفادها أنه مر بعمان وهو على بساط الريح، وقد أصابه شيء من العطش، فقرر الهبوط إليها ليشرب، لكنه وجد البلاد قاحلة، جافة، فأمر جنوده من الجن بحفر الأفلاج في كل مكان، فحفروا في الصحاري والوديان وشقوا
الصخور والجبال وأجروا المياه في قنواتها، حتى قيل إنهم حفروا أكثر من ألف فلج في ليلة واحدة.
ومنذ سمع سالم بن عبدالله القافر تلك الحكاية صار يتساءل عما إذا كان فلج السرى قد حفره عفاريت النبي سليمان، لأنه من الصعب على بشر أن يصلوا إلى ذلك العلو في جبل أملس لا يمكن الصعود إليه !
وطوال عمله في الأفلاج رأى الكثير من الخواتم المختلفة الأشكال، خواتم مربعة وخواتم دائرية، وخواتم أسطوانية تمتد متحاذية في صخور ضخمة يعبر منها الماء محدثًا صغيرًا يشبه صوت نايات كثيرة تتعالى في الوقت ذاته، ورأى أيضًا خواتم على شكل روازن متجاورة أو متراكبة، وحفرًا كثيرة قد تركت لعجز الناس عن مواصلة العمل.
لقد جعله شغفه الكبير بالوصول إلى منابع الماء يكتشف أشياء ويتعلم أخرى، حتى صار على دراية تامة بأنواع الأفلاج، فهناك أفلاج تتكاثر فيها السواعد وتدخل في رمال الصحراء، وأفلاج تنبع من تحت الجبال، وأفلاج ضيقة وسقوفها منخفضة، لا تتسع إلا لجسد واحد يمر من خلالها منبطحا على بطنه، وأفلاج استطاع أن يمشي فيها واقفًا من فرط علوّ سقوفها.
وكل فلج اشتغل فيه عرف منابعه وشدّة جريانه وطريقة تقسيمه بين بساتين القرية. عرف كيف يقيسون الوقت بأثر الظل،
ورأى في بعض القرى عصا في وسط القرية تقاس أوقات الماء على ظلها المتمدد.
كل قرية لها نظامها وساعتها الشمسية، في قرية «الجناة» صفت حجارة على الأرض ليقاس عليها ظل عصا قطعت من شجرة العتم كانت تمتد لثلاثة أمتار، أما في بلاد «شنة فوجد العصا قصيرة، وفي قرى أخرى صنعوا الساعة الشمسية من عمود معدني.
في بلاده لا يحتاجون إلى ساعة شمسية ثابتة، فظل الرجل يقاس بأثر قدمه، مهما كان طول الرجل أو قصره، لذلك هم يحدّدون أوقات النهار ويقسمون مياههم على عدد آثار الظل.
كل شخص في القرية يمكنه أن يحاضر الماء بقياس أثر ظله، إلا اثنين منعهم شيخ القرية ووكيل الفلج من ذلك، هما سليمان ود منصور، وعبيد بن حارث، ورغم أن لهذين الرجلين أموالا ومياها يجب أن يأخذا منها نصيبهما، فقد كان عليهما أن يستعينا بأحد غيرهما حتى يقيس لهما أثر الظل مكتبة .. سُر من قرأ
سليمان ود منصور شخص متوسط القامة، بدين الجسم، له
ساعدان قويان ورأس صغير، لكن قدميه كبيرتان مقارنة بجسمه، لذلك عندما يقيس الظل يكون الأثر ناقصًا مقارنة بظلال الآخرين، وكلما جاء موعده في سقي الماء يبدأ حسب قياس من سبقه، لكنه يتخلّى عنه لغيره متأخرًا وعذره في ذلك أن الأثر ما زال من نصيبه، حتى يأخذ الوقت الذي يليه، فإذا قام صاحبه بقياس الأثر اتضح غير ذلك، وسليمان يصر على أن الأثر ما زال من حقه.
أما عبيد بن حارث فعكس ذلك تماما، فهو رجل طويل وله قدما قزم يبدو الأثر معه في كل مرة يحاضر فيها الماء زائدا، ويأخذ الماء قبل أوانه متحججا بأن وقت نصيبه قد حان.
وكلما حضر الاثنان مجلس القرية وجلسا متقاربين يبدأ التندر بهيئتيهما الغريبتين، فيقال لهما إن كل واحد أخذ من الآخر شيئًا و استبدل به شيئًا من جسده، فقَدَما سليمان أخذهما عبيد، والعكس صحيح، لذلك هما ملزمان بالبحث عمن بدل أقدامهما ليعودا إلى طبيعتهما .
ويصدق سليمان تلك الأقاويل، فيعود إلى بيته وقد ضاق صدره ويبدأ في تعنيف أمه التي سمحت لهم بتبديل قدميه، ويلومها على أنها كانت تتركه وحيدًا في البيت وتذهب إلى أعمالها اليومية في الحقول، من دون أن تأخذه معها أو تتركه في حراسة أحد.
وكلما حاججته بأنّ خلقته كانت كذلك من ولد، وبأنّ الله سواها كما أراد ولا راد لخلقه، يهز رأسه ويقول عنها إنها حرفت، ويغلظ عليها في تحميلها الخطأ والذنب حتى تبكي. حينئذ يهدأ ويجلس متكنًا على جدار البيت ويبدأ في بلع حبات التمر بسرعة، كمن يأكل قبل هروبه من المكان.
وسالم بن عبدالله بیدار ابن بیدار، يعرف كل بادة في الفلج ولمن هي ومتى يأتي دورها، حاضر الماء مع أبيه ثم وحده نهارًا وليلا، قاس أثر ظله في الفصول كلّها، ورآه يطول ويطول في الصباحات
الباكرة، ثم يقصر ويقصر حتى لا يتبقى منه أثر سوى بقعة صغيرة تظلل قدميه في هجرة الصيف، رأى ظله يدور حوله في الشتاء، وتعلم كيف يكون دقيقا في محاضرة الماء ومواقيته.
عرف كل بادة وحفظ اسمها، بادة الشريعة، بادة الوقف، بادة نص النهار، بادة الطين بادة البلاد، بادة أولاد حمد، كل بادة لها أثرها، ومداها، حاضرها جميعًا وعمل في مائها بأجرة البيدار، يأخذ نصيبه من الثمار ومن كل نخلة عذقًا واحدًا.
تغرب الشمس، فيبدأ في محاضرة الماء بالنجوم، يعرف كل نجم في السماء وكم له من الأثر، ينظر إلى صفحة السماء المكتظة ويبدأ في ترديد ما يراه: «الكوي، الطير، الغراب، الأدم، الثريا، الشرطين...»، منذ بداية الليل حتى بزوغ الفجر، يعرف المواقيت ودورة القمر الشهرية، ويستطيع قياس منازل النجوم، تعلمها طفلًا من أبيه وأمه، وبها تفوق على أقرانه في القرية.
وفي تلك اللحظة وهو سجين في الفلج تلمس الصخر الصلد أمامه، وتلمس الثقوب حول الخاتم ، أدخل المسمار في أحدها فتوغل قليلا ثم توقف لضيق في الداخل، وعندئذ طرق برفق على المسمار ليستشعر مدى صلابة الصخرة، فعاد المسمار إلى الخلف قليلا. ثم طرق بشدة فسمع طنين المعدن، وضرب بعد ذلك على المسمار يمنة ويسرة حتى تحلّل فأخرجه، وقرّب عينه من الثقب وتمعن في داخله فلم ير سوى | العتمة. ملأ فمه بالماء، ثم قربه من فتحة الثقب ونفخها في داخله. فتسربت قطرات الماء في بطن الثقب، وإذ أعاد
الكرة عرف أن الثقب ليس مغلقًا، وأنّ الماء يتسرب منه إلى الجهة الأخرى.
أعاد تلك التجربة مع . عدة ثقوب حول الخاتم، فألفي بعضها مفتوحا وبعضها مغلقًا، وقاس المسافة بين تلك الثقوب وبين فتحة الخاتم الكبيرة فوجد تفاوتا في المسافات، فشبر بأصابعه بين كل ثقب وثقب وبين كل ثقب والخاتم، وبدأ يعيد حساباته: كيف سيبدأ وما الذي يمكنه أن يفعله؟
«ماذا لو حفرت عموديا من فوهة الخاتم إلى الأعلى حتى الثقب الأول؟»، سأل نفسه، ثم رفع المسمار وثبته على الصخرة في فم الخاتم بالضبط وبدأ الطرق عليه طرقات خفيفة. ولم يلبث أن أزاح المسمار وتحسس بيده مكان الطرق فاتضحت له الأثلام التي خلفتها ضرباته. وحاول أن يضاعف الطرق ولكن الماء امتص قوة الدفع إلى الأعلى فأبطأت المطرقة من شدّته ولم تؤثر كثيرًا في مكان المسمار.
فكر في طريقة أخرى، أن يغرز المسمار بانحناء حاد على أحد الثقوب، ويبدأ في طرقه من الأعلى مستفيدا من ذلك الفراغ فوق رأسه، فقد كان يستطيع أن يرفع فيه المطرقة عاليا ثم يهوي بها على الصخرة.
عليه أولا أن يُسند المسمار إلى الصخرة بميلان حاد حتى يقف ويثبت، ثم يطرق عليه طرقًا خفيفًا يشتد مع الوقت إلى أن تغوص
مقدمته تماما في الحجر، وعندئذ يستطيع أن يهوي بكل ما بقي له من قوة على رأس المسمار .
وإذا هو ينسى سجنه ينسى آلامه، ينسى العتمة التي حوله ويتحوّل كل شيء عنده إلى منظور، استطاع أن يرى الثقوب، ولمعان الماء المتموج حول الخاتم . أجل لقد رأى الثقوب الكثيرة التي يقف أمامها محاولا خلع ذلك الفاصل بينها وبين الخاتم.
عادت إليه قوته، همته التي فقدها من طول مكوثه في ذلك السجن القسري، فثبت المسمار وبدأ الطرق عليه مستمتعا بصوت الرنين، وعمل ساعده بحركة يعرفها جيدًا مُسدّدًا طرقات لا تخطئ هدفها مطلقا، وكان القافر قد اعتاد أن يهوي بالمطرقة من فوق رأسه من دون النظر إلى موقع المسمار، فلا تذهب الضربة بعيدًا، بل تتوقف هناك تمامًا حيث يُراد لها، من دون أدنى شك في انحرافها واتجاهها إلى مكان آخر .
ترتفع المطرقة في البداية لمسافة قليلة وتهبط، ترتفع بسرعة وتهبط مسرعة، ولكن ضرباتها ليست بالقوة التي تمكن المسمار من الغوص كثيرًا. يحتاج القافر إلى إيقاف الحديدة على مقدمتها لترتفع أكثر، وسوف تتحسس يده ثباتها .
صار الزمن دائريا مفتوحا على الأبدية، ولم يعد مستعجلا على تثبيت المسمار، ولا يهمه الوقت الذي سيصرفه أمام البوابة الصخرية التي تفصله عن الهواء والضوء والحياة
ومثل الصائغ الذي ينقش الفضة الساكنة بين يديه بكل هدوء وحرفية، كان سالم بن عبد الله يعمل في تلك اللحظة، فيعالج نقشه في الصخرة الصماء بطرقات خفيفة يعلم أنها تفعل في الصخر ما لا يفعله الطَّرْقُ الشديد.
ويقول لنفسه حبل الدوم قاطع الحجر».
بدأ المسمار يتوغل في الصخرة، متجها صوب الخاتم في ميلان خفيف يمس القشرة الخارجية ولا يغوص عميقا في الحجر. والقافر يحرك يده ويهزّ المسمار حتى إذا أدرك ثباته تركه وأمسك المطرقة بيديه، ورفعها أكثر ثم هوى بها على رأس المسمار.
شق المسمار طريقه إلى الأسفل كل طرقة على رأسه تُسبّب اهتزازا في جدران الفلج فتتساقط حبات رمل وحصيات صغيرة من السقف والجوانب. كأنها غضب على ذلك الحبس، على تلك الجروح، على الماضي المر الذي عاشه القافر في قريته، على الفقر المدقع، على تواتر الفقد وعلى الشوق الذي ينز من صدره مثل أشواك شجرة صحراوية. ومهما يكن الأمر فقد شق المسمار طريقه مستسلما للغضب الجارف النازل على رأسه حتى وصل إلى فتحة الخاتم.
لمعت عينا سالم وسط الظلام، وكبر الأمل في صدره، وقد عادت إليه قوته فأعاد التجربة في ثقب آخر. وسرعان ما هوَتْ قطعة حجرية كبيرة في الماء فجرفها التيار معه، واتسع الخاتم قياس
ثلاث عقل ونصف. مرّر كفَّهُ إلى الداخل وتحسس الصخرة فوجد فيها شقوقا كثيرةً وعرف أنها ستتهاوى مع الطرق، لكنه يحتاج إلى قوة أشد حتى تتهشم بين يديه.
وبينما كان ينحت الثقب الرابع من دون أن يعرف مدى هشاشة الصخرة في ذلك المكان، سقط المسمار إلى أسفل الثقب وجرفه التيار وعلق في الداخل في مكان لا يمكن ليده أن تصل إليه.
حاول مد يده ما استطاع، أدخل رجله لعلها تصل ويبدأ في سحب المسمار ولكن بلا فائدة، كل أطرافه تصل إلى نقطة تبقى بعدها مسافة ضئيلة تفصله عن المسمار .
سقط المسمار، فتبخّرت أمانيه وأحلامه التي نمت. أغمض عينيه على العتمة، وتهاوى في حزن عميق سرعان ما تولّد منه غضب عاصف. صعد الدم إلى رأسه وفار حتى كاد يُنفث من عينيه وسط تلك العتمة الحالكة، وقد تحوّلتا إلى جمرتين تتقدان في الظلام.
فقد إحساسه بالأشياء من حوله، تحول فجأةً إلى إعصار هادر من الغضب، رفع مطرقته وهوى بها على الصخرة، وعاود ذلك مرارا وتكرارًا حتى ارتج المكان، وبدأ الغبار يتصاعد من الحجارة المتساقطة.
تتالت الضربات، وتحوّل جسده كله إلى يدين لا هم لهما إلا ضرب ذلك الجبل الجاثم أمامه كأنه يضرب كل ما عاشه مُذ كان طفلا، يهوي بالمطرقة على سجنه على غيابه، على اليأس من مغادرته
تلك العتمة، على شوقه الجارف إلى زوجته، على الهدير الذي يصم أذنيه ويمنعه من سماع أي شيء سواه، على العزلة التي تمتد وتمتد، وعلى الفكرة التي لا يرغب في مواجهتها ... لم يكن يعلم أن جسد الصخرة يتداعى أمامه، كان غائبا في غضبه، متحدا مع مطرقته في هدم كل الجدران التي واجهته، وهو الوحيد، الغائب، السجين، الموجوع، الجائع، العطش...
تداعت الصخرة أمامه، وانفتح الخاتم على النفق الطويل، فانطلق الماء بقوة وجرف معه كل شيء.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
الملف التعريفي هو بمثابة عرض تقديمي احترافي للشركة وأعمالها وأنشطتها وغالبًا ما يتضمن قصة مقنعة حول ...
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...
is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....
شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...
"النمنم" حسب قصص الجدات والأهل، شخصية الرعب الأخطر، وهو يظهر بين آونة وأخرى، آكل لحوم بشرية من طراز ...
لقد حقق قسم بحوث المكافحة المتكاملة إنجازات متعددة تعكس دوره الحيوي في تطوير الزراعة المستدامة. يتمث...
Introduction Global warming is one of the most pressing environmental issues of our time. It refers ...
في إيطاليا، سبق عصر النهضة الأصلي "نهضة ما قبل النهضة" الهامة في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن...
لاحظات هامة: • لا تنقضي شركة التوصية البسيطة بوفاة أحد الشركاء الموصين (غير المتضامنين) أو بالحجر عل...
يطلق مصطلح الفن الإسلامي على جميع الفنون التي تم إنتاجها في البلدان التي كان الإسلام فيها هو الدين ا...
This rule places minimum responsibility on the seller, who merely has to make the goods available, s...