لخّصلي

يتناول الباب الرابع وهو ليبيا والأطماع الاستعمارية ودراسة مسألة الفصل الحادي عشر الذي تحدث عن الاحتلال الإيطالي ليبيا الاحتلال الإيطالي لليبيا لم تكن المحاولات الاستعمارية الإيطالية للسيطرة على محافظتي طرابلس وبرقة التي كانت تحكمها الإمبراطورية العثمانية ناجحة حتى الثلاثينيات، عندما سيطرت المملكة الإيطالية على المنطقة.ونجد أن ليبيا قد عملت على عقد اتفاقية الرجمة وكان ذلك في 25 أكتوبر 1920م حيث اعتقدت إيطاليا أن تقوم بحكم ليبيا دون أن تقوم على استخدام القوة وبناء عليه وتنفيذاً لتلك السياسة تم إعداد قانونان أساسيان مختلفات أحدهما لبرقة والأخر لمنطقة طرابلس وبناء على تلك العلاقة التي ربطت الإيطاليين والسنوسيين تم عقد اتفاقية جديدة لتحدد بدقات العلاقات السياسية والحربية بين الطرفين وبموجب تلك الاتفاقية منح السيد أديس لقب (أمير) بحيث يكون وراثياً في أسرته واعترف به رئيساً لحكومة ذات استقلال ذاتي تدير الأجزاء الداخلية من برقة والتي تشمل كلاً من واحات الجغبوب وأوجلة وجالو والكفرة وعليه أن يقوم باتخاذ أجدابية مقراً لحكومته . وقد تم إجراء مؤتمر غريان حيث أن الطرابلسيون كانوا يرون أن اتفاق السيد إدريس مع الإيطاليين يعتي توجيه ضربة قاصمة لوحدة القطر الليبي وبناء عليه تم إجراء ذلك المؤتمر والذي قاموا فيه باتخاذ قرار هام وهو أن الحالة التي آلت إليها البلاد لا يمكن تحسينها إلا بإقامة حكومة قادرة على بناء الدولة ويكون ذلك بزعامة رجل مسلم يتم انتخابه من الأمة وبناء عليه فقد قرروا أن يقوموا على الاعتراف بنظام الحكم الجديد في طرابلس وأن يتم حكمها بالتعاون مع السلطات الوطنية فيها في ظل القانون الأساسي لطرابلس الذي أصبح لها بموجبة برلمان خاص كبرلمان برقة .وفي ظل الفترة التي ما بين عام 1923 إلى 1932 التي كانت من ضمن الفترات الهامة في طرابلس حدثت بها العديد من الأمور ففي عام 1922م تقلد موسوليني زمام الأمور في إيطاليا وتم إخضاع ليبيا بقوة السلاح ومن أجل تحقيق ذلك استولى الإيطاليون على المعسكرات المختلطة وفي عام 1923 قام الحاكم الإيطالي بإعلان بطلان كل معاهدات الصلخ والاتفاقيات المعقودة مع السنوسيين وكان ذلك الأمر يعتبر بمثابة إعلان لبداية حرب جديدة بين الطرفين، وفي تلك الفترة كان المجاهدين الليبيين قد وجدوا زعيماً قديراً بعد رحيل السيد إدريس إلى مصر وهو السيد والمناضل ( عمر المختار) وقد نظم عمر المختار المجاهدين على حسب قبائلهم فجعل لكل قبيلة فرقة باسمها يساعدها عدد من الإخوان وعلى رأس كل فرقة قائد وقائد قام الشؤون المدينة وقاض للشئون الدينية والقانونية ولها علم سنوسي، وقد كان لعمر المختار عملاء في كل مركز إيطالي يقوم بمساعدته، وفي عام 1926 استطاعت إيطاليا أن تقوم باحتلال الجغبوب ، بينما في غام 1928 تم تعيين بادوليو حاكماً على ليبيا وعقدت هدنة بين عمر المختار والإيطاليين رغبة في الوصول إلى صلح دون جدوى ولكن وجد عمر المختار أنه لا مقر من مواصلة الحرب إلى النهاية وبالتالي فقد قان بتوجيه نداءه المشهور يحث فيه المجاهدين على مضاعفة الجهد .