لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (33%)

نسعى في هذا البحث إلى بيان مفهوم الاستشراق وتعريفه الخاص ـ دراسة الإسلام من قبل غير المسلمين ـ ثم نخوض في دراسة تاريخ الاستشراق لنبحث في مراحله الست التي تبدأ منذ البوادر الأولى للعلاقات السياسية بين الشرق والغرب واحتدام الصراع الحضاري بينهما. لننتقل بعد ذلك إلى تعرّف الغربيين على الإسلام، ونقل العلوم والحضارة الإسلامية إلى الغرب.«تنويه: سنأتي على ذكر المراحل الأربع الأُخرى للاستشراق، في بحث لاحق إن شاء الله تعالى». وهي ترجمة لمصطلح «Orientalism» في اللغة الانجليزية.على الرغم من أنّ كلمتي «orient» و «east» مترادفتان في الدلالة على معنى «الشرق» إلا أنّ كلمة «east» تأتي في الغالب للدلالة على الجهة الشرقية والجانب الشرقي من كل شيء، وقد تستعمل أحياناً للدلالة على النصف الشرقي من الكرة الأرضية. بينما تطلق كلمة «orient» في الغالب على الأقطار الواقعة فی الشرق من البحر الأبيض المتوسط وأوربا(1). وربما كان هذا هو السبب في اقتباس مفردة «الاستشراق» و «المستشرق» من الكلمة الثانية، وشاع مصطلح «Orientalism» و «Orientalist». وبطبيعة الحال هناك نوع من التسامح في ترجمة كلمة «Orientalism» إلى الاستشراق؛ وذلك لأن اللاحقة «al» تدل على معرفة الأشياء «المتعلقة بالشرق» وليس «الناحية الشرقية من الأرض»، إلا إذا اعتبرنا مفهوم «الشرق» يطلق على ما هو أعم من الأراضي الشرقية وجميع ما يرتبط بها.بداية ظهور مفردة الاستشراق:
لقد استعمل مصطلح «Orientalist» للمرة الأولى في مستهل عام 1766م، حيث ورد في موسوعة لاتينية للتعريف بالأب «بولينوس»(2)، وطبقاً لبعض المؤلفين تعود بداية استعمال هذه المفردة في انجلترا إلى العام 1779م أو 1780م(3). ومن ثم انتقل هذا المصطلح إلى اللغة الفرنسية عام 1799م، وظهر عام 1838م في معجم الاكاديمية الفرنسية(4). ودخل إلى معجم اكسفورد عام 1812م(5).إنّ ظهور مختلف أنواع الاستشراق، في مراحل مختلفة سواء على المستوى التاريخي والزماني، قد أدّى بكلّ واحد من المؤلفين إلى وضع تعريف خاص للاستشراق ينطبق على مشاهداته ومعلوماته الخاصة، الأمر الذي أفضى إلى ظهور الكثير من التعريفات المختلفة، حتى ذهب بعض المختصين في شؤون الاستشراق(6) إلى استحالة تدوين تعريف دقيق جامع ومانع للاستشراق.1 ـ لقد اشتمل معجم اكسفورد على تعريف أضيق رقعة للاستشراق؛ إذ اقتصر في تعريف الاستشراق على الرقعة الجغرافية للشرق الأقصى فقط، فجاء في تعريف المستشرق: إنه الفرد الياباني أو الصيني:
»Orientalist: Person from Japan or China«(7).2 ـ وفي أوسع رقعة للاستشراق تم تعريف جميع الأقطار الواقعة في شرق الأرض وآسيا، الأعم من الشرق الأوسط والأقصى والأدنى ـ الأعم من البلدان الإسلامية وغيرها ـ بوصفها رقعة لدراسة الغرب للشرق. على ما جاء في المعجم المفصل المسمى بـ «دائرة معارف نيوجرسي الأمريكية»:
»The countries to the Ea(st) and SEA of the Mediterranean«(8).3 ـ وأما أحدث رقعة جغرافية للاستشراق فهي الجغرافية الدينية. إذ تحتوي على المستشرقين الذين قاموا بدراساتهم الاستشراقية منطلقين بدوافع دينية تبشيرية نصرانية أو يهودية، وأحياناً كانت هناك وراء تلك الدراسات دوافع استعمارية مناهضة للإسلام. فعمدوا إلى تجاوز الثغور الجغرافية الأرضية، وأحلّوا محلها الحدود الجغرافية الدينية، وحصروا الرقعة الجغرافية للاستشراق في حدود الأقطار الإسلامية فقط.ذهب المستشرق الكبير في القرن العشرين «ماكسيم رودنسن» إلى تعريف الاستشراق على النحو الآتي: «اتجاه علمي لدراسة الشرق الإسلامي وحضارته».4 ـ على الرغم من أن وجود مفردة «الشرق» في هذا التعريف يحدد الرقعة الجغرافية، إلا أنّ التأكيد على قيد «الإسلامي» يشعر بأنه حيثما وجد هذا الملاك وكان الهدف هو التعرف على الإسلام، كان هناك ما يدعو إلى وجود النشاط الاستشراقي في تلك الرقعة أيضاً. من هنا فإنّ كافّة البقاع التي يقطنها المسلمون تشكل موضوعاً لدراسات المستشرقين المتأخرين، وفي هذه الحالة سنحصل على خارطة رابعة للاستشراق.لقد نظر المستشرقون ـ في مختلف العصور وشتى انتماءات المدارس الاستشراقية المختلفة ـ إلى الاستشراق من زوايا وآراء متنوّعة، فكانت كل مجموعة منهم تبحث فی موضوع خاص من موضوعات الشرق:
1 ـ معلومات الشرق الجغرافية والتاريخية:
وسلاسله الجبلية المهمة، والثروات، والسابقة التاريخية لذلك القطر.وقد ألّفت الكثير من كتب المستشرقين بشأن هذا الموضوع بالتحديد، وأقدمها يتمثل بكتب الرحلات التي ألفها الرحالة الغربيون الذين كانوا في القرون المنصرمة يدوّنون مشاهداتهم. وإنّ التعريف المتقدم في معجم نيوجرسي ناظر إلى هذا المعنى.2ـ اللغة والفن والأدب وما إلى ذلك من خصائص البلدان الشرقية:
إنّ هذا الجانب من الاستشراق علاوة على أنه يضم مساحة كبيرة من نشاط المراكز الاستشراقية ـ وهو الذي تتكفل به الفروع والكليات الاستشراقية ـ يشكل مقدمة لا مندوحة عنها في إعداد المستشرق ومنحه إمكانية البحث والتحقيق المباشر في الأقطار الشرقية.جاء في معجم اكسفورد أنّ أهمّ رقعة معرفية في الاستشراق هي تلك التي تقوم على «اللغة والفن» الشرقي، ثمّ تليهما سائر خصائص الأقطار الشرقية الأخرى، arts, etc… of oriental countries«(9). داخلين في دائرة الاستشراق:
الفنون والحضارة الشرقية:
إن هذا التعريف يشير إلى المساحة الأوسع من علم الاستشراق، والآداب والتقاليد الوطنية، والتقدم العلمي، والعقائد والأديان والمذاهب والمدارس الفكرية، وأخلاق السكان في الشرق.وهذا هو المفهوم العام والواسع الذي ترمي إليه كافة المراكز العلمية والمعاهد والفروع المُختصة في حقل الاستشراق في العالم.جاء في المنجد: «الاستشراق: العلم باللغات والآداب والعلوم الشرقية»(11).وقال منير البعلبكي في المورد: «المستشرق الدارس للغات الشرق وفنونه وحضارته»(12).وفي دائرة معارف نيوجرسي الأمريكية ورد ذكر تعريف هذا المفهوم العام، كالآتي: «حالات وأساليب تفكير وخصوصيات الشرقيين»:
«(13).أي: الصفات الخاصة، والحالات والأساليب الفكرية لسكان الشرق وكذلك سيرتهم وسلوكهم.من خلال ملاحظة هذه الخلافات في التعريف يمكن لنا أن ندرك أنّ حركة الاستشراق ربما كانت في بداياتها تقتصر على مجرّد معلومات جغرافية وتاريخية وأمور تتعلق بلغات الأمم الشرقية، من هنا فإنّ «المستشرق» هو الذي يعنى بجميع هذه المعلومات أو بعضها.4ـ معرفة الإسلام:
إلا أنّ جمعاً كبيراً من المستشرقين طوال عمر التاريخ الممتد لألف سنة ـ بل منذ القرن السابع للميلاد وحتى عصرنا الراهن ـ قد ركزوا أبحاثهم ودراساتهم على معرفة الإسلام ودراسة علوم القرآن والسنة وسيرة النبي الأكرم 9 والخلفاء والأئمة، والحركات الإسلامية، والتجمعات الإسلامية، ومواطن سكناهم في كافة بقاع العالم، ونقاط قوة وضعف المعارف الإسلامية الأعم من العقائد والفقه والأخلاق والفلسفة والعرفان، والمواطن التي تشكل بؤرة تهديد أو خطر في المعارف الإسلامية، ومواطن ضعف الدين الإسلامي والأمة الإسلامية. وتناولوها بالدراسة والنقد والتحليل وبيان استنتاجاتهم بشأنها.إنّ أهمّ ما يشغل تفكير علماء الدين والمصلحين من المسلمين والذابّين عن الثقافة الإسلامية يكمن في التعرّف على هذا النوع من الاستشراق الخاص ونقده، بمعنى: «دراسة الغربيين للإسلام». وإنّ المراد من الاستشراق في منظور الحوزات الدينية والجامعات الإسلامية هو أسلوب دراسة الإسلام من قبل الغربيين، حتى غدت هذه المفردة مصطلحاً خاصاً في المجامع العلمية الإسلامية. وقد اختار بعض المؤلفين المختصّين في حقل الاستشراق هذا التعريف(14). إذ يقول: «الاستشراق اتجاه علمي لدراسة الشرق الإسلامي وحضارته»(15).هوية المستشرق:
يطلق لفظ المستشرق في الغالب على الشخص إذا كان يحمل هوية غربية أوربية أو أمريكية، ولكن حيث خاض عدد من الدارسين في الإسلام من المنتمين إلى أقطار غير مسلمة مثل: الصين والهند واليابان على غرار المستشرقين من الغربيين، إذ عمدوا إلى البحث والتحقيق بشأن الإسلام والقرآن والمسلمين وخصائص البلدان الإسلامية، فكانت جهودهم تحمل الطابع المحلوظ في الجهود الغربية، وكانت آثارهم العلمية قد خضعت لنفس ملاكات نقدها من قبل علماء المسلمين، فلم يكن لهويتهم أو رقعتهم الجغرافية أيّ دور في تمييزهم من غيرهم؛ لذلك تمّ إلغاء خصوصيّة «الانتماء الغربی» للمستشرق، ليحل محلها عدم الانتماء إلى الإسلام، ومن هنا أخذ بعض المؤلّفين المسلمين يطلق كلمة المستشرق على: «كل دارس للإسلام من غير المسلمين سواء أكان غربياً أم شرقياً»(16).قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد أستاذ جامعة الأزهر وجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض:
«إنّ هذه التعاريف جعلت معيارها وازن المنطقة التي تنبع منها الدراسات الاستشراقية . وربما يكون سبب استعمال الاصطلاحات السابقة لمفهوم الاستشراق هو النظرة إلى تتبّع تاريخ الاستشراق ونشأته في الغرب المسيحي واهتمام الأوربيين بالدراسات الإسلامية والعربية . ولكن الواقع يثبت الآن أنّ الاهتمام بهذه الدراسات اتسع فأصبح غير مقتصر على الغرب فحسب، بل الشرق والغرب يكتب الآن عن الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً . نجد ذلك في اليابان والصين وكوريا والهند ودول جنوب شرق آسيا وأمثالهم، وللأسف أغلب هذه الكتابات لا يقصد أصحابها إلا تحقيق الهدف نفسه الذي نشأ من أجله الاستشراق في الغرب»(17).كما اختار الدكتور أحمد عبد الحميد غراب هذا التعريف أيضاً(18).وقال أحد المفكرين المعاصرين:
بغض النظر عن وجهة المشتغل الجغرافية وانتماءاته الدينية والثقافية والفكرية، ولو لم يكونوا غربيين»(19).وقد ذكر إدوارد سعيد ثلاث تعريفات من ثلاث وجوه للمستشرق، وذلك على النحو الآتي:
«أ ـ نوع تبيين أكاديمي يشمل: معرفة الإنسان والمجتمع والتاريخ واللغات الشرقية.ب ـ نوع منهج فكري يقوم على التمايز المعرفي والاختلاف الجذري بين الشرق والغرب في نوع الملاحم والآداب والتقاليد والسنن.بالالتفات إلى ما تقدّم يمكن لنا أن نذكر للاستشراق تعريفين: الأول عام، والثاني خاص، وذلك على النحو الآتي:
الاستشراق عبارة عن الجهود العلمية التي قام بها الغربيون من أجل التعرّف والتعريف بالبلدان الشرقية وظروفها الجغرافية، ومصادرها وثرواتها، التي تشمل الشرق الأقصى إلى الشرق الأدنى، وحتى البلدان الإسلامية الأخرى في شمال أفريقية وسائر نقاط العالم، وأبعادها الخطيرة، ومواطن سكانها والقاطنين فيها. بغية اكتشاف ثرواتها المادية المعنوية، وهذا التعريف وإن كان طويلاً إلا أنه جامع.ب ـ التعريف الخاص:
إنّ الاستشراق الذي هو محطّ نظر ونقد العلماء المسلمين،تاريخ الاستشراق:
آراء العلماء في هذا الشأن:
لقد ذكر العلماء آراء متنوّعة ومختلفة بشأن بداية الاستشراق في الغرب، وذلك على النحو الآتي:
هناك من ذهب إلى القول بأنّ علم الاستشراق إنما ظهر بشكل رسمي في القرن الثامن عشر للميلاد؛ وذلك لأنّ مصطلح الـ«Orientalism» لم يدخل في المعاجم اللغوية الغربية إلا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر.وهناك من ذهب إلى القول بأنّ بداية علم الاستشراق قد ظهرت في أوربا منذ القرن السادس عشر للميلاد؛وهناك من قال: إنّ الغرب أخذ يفكر منذ القرن الرابع عشر للميلاد، وبعد الحروب الصليبية، بضرورة التخلي عن فكرة الحرب واللجوء إلى التعرّف على ثقافة الشرق من أجل العثور على أساليب أكثر واقعية للتعامل مع الشرق إنطلاقاً من معطيات الدراسات الشرقية ونتائجها(21).وقد ذهب أمثال: «رودي باريت» (Rudi Paret)، و«جوستاف دوجا» إلى القول بأنّ الغرب قد شهد في القرن الثاني عشر للميلاد إزدهار الحضارة الإسلامية في الأندلس، وانتقال العلوم اليونانية والرومانية إلى الأمّة الإسلامية، فعمد إلى ترجمة الكتب العربية والإسلامية والشرقية كي تتمّ الاستفادة من هذه الثروة العلمية الهائلة. ومن هنا عنوَن «جوستاف دوجا» كتابه الذي طبعه عام 1960م : «تاريخ المستشرقين في أوربا منذ القرن الثاني عشر إلى القرن التاسع عشر»(22). إذ بدأ بجهود بطرس المبجل «1092ـ 1156» فكان هناك بعد ذلك أفراد قلائل في كل قرن يزاولون هذا النشاط، وقد ذكر أسماء هؤلاء في مقدمة كتابه.أمّا بداية الاستشراق الجماعي فكانت في القرن السادس عشر للميلاد، حيث أخذت جموع المحققين والعلماء الغربيين في مختلف البلدان بالتوجه نحو الاستشراق والاقبال على الدراسات الإسلامية. وقد عمد في هذا السياق إلى افتتاح كتابه «طبقات المستشرقين» بالتعريف بالمستشرقين في القرن السادس عشر للميلاد. وقد اشتمل كتابه على التعريف بسيرة ما ينيف على المئتي مستشرق(23).ويذهب الدكتور محمد الدسوقي رئيس قسم الفقه والأصول في كلية الشريعة من جامعة قطر، والدكتور نجيب العقيقي إلى القول بأنّ فتح الأندلس والفتوحات الإسلامية في أوربا في المدة الممتدة من القرن الثامن إلى العاشر للميلاد أثارت فزع الغرب والنصارى؛ فأقبل هؤلاء على دراسة الشرق والإسلام، للعثور على أسلوب يخرجهم من هذا المأزق.كما ذهب آخرون من أمثال الدكتور محمود حمدي زقزوق في كتابه «الاستشراق والخلفية الفكرية» إلى الاعتقاد بأنّ مجرد ظهور الدين الإسلامي ودعوة خاتم الأنبياء9، والتي نسخت ما سبقها من الأديان، أثار النصارى واليهود في الغرب وحفزهم إلى التعرّف على الإسلام ونقده كما صنع يوحنّا الدمشقي(25).وذكر الدكتور ساسي سالم الحاج مؤلّف كتاب «نقد الخطاب الاستشراقي» قائلاً: لقد بدأ الغرب بالاستشراق منذ القرن السادس قبل الميلاد،


النص الأصلي

نسعى في هذا البحث إلى بيان مفهوم الاستشراق وتعريفه الخاص ـ دراسة الإسلام من قبل غير المسلمين ـ ثم نخوض في دراسة تاريخ الاستشراق لنبحث في مراحله الست التي تبدأ منذ البوادر الأولى للعلاقات السياسية بين الشرق والغرب واحتدام الصراع الحضاري بينهما. لننتقل بعد ذلك إلى تعرّف الغربيين على الإسلام، ونقدهم إيّاه على نحوٍ منفرد، وأعمال ترجمة القرآن، والدفاع الكنسي، والحروب الصليبية، ونقل العلوم والحضارة الإسلامية إلى الغرب.
«تنويه: سنأتي على ذكر المراحل الأربع الأُخرى للاستشراق، في بحث لاحق إن شاء الله تعالى».
المفردات الرئيسة: القرآن، الاستشراق، الغرب، الإسلام، الحروب الصليبية، نقل العلوم والحضارة.


تعريف الاستشراق:
إنّ الاستشراق يعني معرفة الشرق، وهي ترجمة لمصطلح «Orientalism» في اللغة الانجليزية.
على الرغم من أنّ كلمتي «orient» و «east» مترادفتان في الدلالة على معنى «الشرق» إلا أنّ كلمة «east» تأتي في الغالب للدلالة على الجهة الشرقية والجانب الشرقي من كل شيء، وقد تستعمل أحياناً للدلالة على النصف الشرقي من الكرة الأرضية. بينما تطلق كلمة «orient» في الغالب على الأقطار الواقعة فی الشرق من البحر الأبيض المتوسط وأوربا(1). وربما كان هذا هو السبب في اقتباس مفردة «الاستشراق» و «المستشرق» من الكلمة الثانية، وشاع مصطلح «Orientalism» و «Orientalist». وبطبيعة الحال هناك نوع من التسامح في ترجمة كلمة «Orientalism» إلى الاستشراق؛ وذلك لأن اللاحقة «al» تدل على معرفة الأشياء «المتعلقة بالشرق» وليس «الناحية الشرقية من الأرض»، إلا إذا اعتبرنا مفهوم «الشرق» يطلق على ما هو أعم من الأراضي الشرقية وجميع ما يرتبط بها.


بداية ظهور مفردة الاستشراق:
لقد استعمل مصطلح «Orientalist» للمرة الأولى في مستهل عام 1766م، حيث ورد في موسوعة لاتينية للتعريف بالأب «بولينوس»(2)، وطبقاً لبعض المؤلفين تعود بداية استعمال هذه المفردة في انجلترا إلى العام 1779م أو 1780م(3). ومن ثم انتقل هذا المصطلح إلى اللغة الفرنسية عام 1799م، وظهر عام 1838م في معجم الاكاديمية الفرنسية(4). ودخل إلى معجم اكسفورد عام 1812م(5).


معضلة التعريف:
إنّ ظهور مختلف أنواع الاستشراق، في مراحل مختلفة سواء على المستوى التاريخي والزماني، أو البعد الجغرافي والمكاني، قد أدّى بكلّ واحد من المؤلفين إلى وضع تعريف خاص للاستشراق ينطبق على مشاهداته ومعلوماته الخاصة، الأمر الذي أفضى إلى ظهور الكثير من التعريفات المختلفة، حتى ذهب بعض المختصين في شؤون الاستشراق(6) إلى استحالة تدوين تعريف دقيق جامع ومانع للاستشراق.


الرقعة الجغرافية للاستشراق:
1 ـ لقد اشتمل معجم اكسفورد على تعريف أضيق رقعة للاستشراق؛ إذ اقتصر في تعريف الاستشراق على الرقعة الجغرافية للشرق الأقصى فقط، فجاء في تعريف المستشرق: إنه الفرد الياباني أو الصيني:
»Orientalist: Person from Japan or China«(7).
2 ـ وفي أوسع رقعة للاستشراق تم تعريف جميع الأقطار الواقعة في شرق الأرض وآسيا، الأعم من الشرق الأوسط والأقصى والأدنى ـ الأعم من البلدان الإسلامية وغيرها ـ بوصفها رقعة لدراسة الغرب للشرق. على ما جاء في المعجم المفصل المسمى بـ «دائرة معارف نيوجرسي الأمريكية»:
»The countries to the Ea(st) and SEA of the Mediterranean«(8).
3 ـ وأما أحدث رقعة جغرافية للاستشراق فهي الجغرافية الدينية. إذ تحتوي على المستشرقين الذين قاموا بدراساتهم الاستشراقية منطلقين بدوافع دينية تبشيرية نصرانية أو يهودية، وأحياناً كانت هناك وراء تلك الدراسات دوافع استعمارية مناهضة للإسلام. فعمدوا إلى تجاوز الثغور الجغرافية الأرضية، وأحلّوا محلها الحدود الجغرافية الدينية، وحصروا الرقعة الجغرافية للاستشراق في حدود الأقطار الإسلامية فقط.
ذهب المستشرق الكبير في القرن العشرين «ماكسيم رودنسن» إلى تعريف الاستشراق على النحو الآتي: «اتجاه علمي لدراسة الشرق الإسلامي وحضارته».
4 ـ على الرغم من أن وجود مفردة «الشرق» في هذا التعريف يحدد الرقعة الجغرافية، إلا أنّ التأكيد على قيد «الإسلامي» يشعر بأنه حيثما وجد هذا الملاك وكان الهدف هو التعرف على الإسلام، كان هناك ما يدعو إلى وجود النشاط الاستشراقي في تلك الرقعة أيضاً. من هنا فإنّ كافّة البقاع التي يقطنها المسلمون تشكل موضوعاً لدراسات المستشرقين المتأخرين، حتى لو كانت في أفريقيا أو أوربا أو أمريكا. وفي هذه الحالة سنحصل على خارطة رابعة للاستشراق.


الحدود المعرفية للاستشراق:
لقد نظر المستشرقون ـ في مختلف العصور وشتى انتماءات المدارس الاستشراقية المختلفة ـ إلى الاستشراق من زوايا وآراء متنوّعة، فكانت كل مجموعة منهم تبحث فی موضوع خاص من موضوعات الشرق:


1 ـ معلومات الشرق الجغرافية والتاريخية:
إن أبسط أنواع الاستشراق هو ذلك الذي يبحث في عدد المدن أو القرى والأرياف في كل قطر شرقي، وسلاسله الجبلية المهمة، والأنهار والبحار والبحيرات الشهيرة، وأنواع الزراعة والصناعة، والمعادن، والثروات، والسابقة التاريخية لذلك القطر.
وقد ألّفت الكثير من كتب المستشرقين بشأن هذا الموضوع بالتحديد، وأقدمها يتمثل بكتب الرحلات التي ألفها الرحالة الغربيون الذين كانوا في القرون المنصرمة يدوّنون مشاهداتهم. وإنّ التعريف المتقدم في معجم نيوجرسي ناظر إلى هذا المعنى.
2ـ اللغة والفن والأدب وما إلى ذلك من خصائص البلدان الشرقية:
إنّ هذا الجانب من الاستشراق علاوة على أنه يضم مساحة كبيرة من نشاط المراكز الاستشراقية ـ وهو الذي تتكفل به الفروع والكليات الاستشراقية ـ يشكل مقدمة لا مندوحة عنها في إعداد المستشرق ومنحه إمكانية البحث والتحقيق المباشر في الأقطار الشرقية.
جاء في معجم اكسفورد أنّ أهمّ رقعة معرفية في الاستشراق هي تلك التي تقوم على «اللغة والفن» الشرقي، ثمّ تليهما سائر خصائص الأقطار الشرقية الأخرى، وقد تم تعريف المستشرق في هذا المعجم على النحو الآتي:
»The person who studies the language, arts, etc… of oriental countries«(9).
وقد ذهبت دائرة معارف نيوجرسي الأمريكية في واحد من التعريفات إلى القول باعتبار «اللغة والأدب»، داخلين في دائرة الاستشراق:
»Oriental Language's Literature«(10) .
3ـ كافة العلوم، الفنون والحضارة الشرقية:
إن هذا التعريف يشير إلى المساحة الأوسع من علم الاستشراق، إذ يشمل اللغات الشرقية، وعلم ديموغرافيا المدن، والمناطق المأهولة في الأقطار الشرقية، والأعراق، والقبائل، واللهجات، والآداب والتقاليد الوطنية، والحضارة وتاريخ تطورها، والخرافات، والتقدم العلمي، والعقائد والأديان والمذاهب والمدارس الفكرية، وأنواع أشكال الحكومات، وأخلاق السكان في الشرق.
وهذا هو المفهوم العام والواسع الذي ترمي إليه كافة المراكز العلمية والمعاهد والفروع المُختصة في حقل الاستشراق في العالم.
جاء في المنجد: «الاستشراق: العلم باللغات والآداب والعلوم الشرقية»(11).
وقال منير البعلبكي في المورد: «المستشرق الدارس للغات الشرق وفنونه وحضارته»(12).
وفي دائرة معارف نيوجرسي الأمريكية ورد ذكر تعريف هذا المفهوم العام، كالآتي: «حالات وأساليب تفكير وخصوصيات الشرقيين»:
Peculiraty or idiosyncrasy – or
»the oriental peoples.

The character of ….«(13).
أي: الصفات الخاصة، والحالات والأساليب الفكرية لسكان الشرق وكذلك سيرتهم وسلوكهم.
من خلال ملاحظة هذه الخلافات في التعريف يمكن لنا أن ندرك أنّ حركة الاستشراق ربما كانت في بداياتها تقتصر على مجرّد معلومات جغرافية وتاريخية وأمور تتعلق بلغات الأمم الشرقية، بيد أنها تحولت بالتدريج لتتسع وتشمل جميع الشؤون الثقافية الأعم من الأديان والمذاهب والمعتقدات والسنن والتقاليد والفنون والآداب والانتماءات والقوميات والحضارات والحساسيات الموجودة عند الشعوب الشرقية، من هنا فإنّ «المستشرق» هو الذي يعنى بجميع هذه المعلومات أو بعضها.
4ـ معرفة الإسلام:
إنّ التعرّف على الإسلام وإن كان جزءاً من علم الاستشراق بشكل عام، إلا أنّ جمعاً كبيراً من المستشرقين طوال عمر التاريخ الممتد لألف سنة ـ بل منذ القرن السابع للميلاد وحتى عصرنا الراهن ـ قد ركزوا أبحاثهم ودراساتهم على معرفة الإسلام ودراسة علوم القرآن والسنة وسيرة النبي الأكرم 9 والخلفاء والأئمة، ورؤساء المذاهب الإسلامية، ومشاهير العلماء في تاريخ الإسلام، والحركات الإسلامية، والتجمعات الإسلامية، ومواطن سكناهم في كافة بقاع العالم، ونقاط قوة وضعف المعارف الإسلامية الأعم من العقائد والفقه والأخلاق والفلسفة والعرفان، والمواطن التي تشكل بؤرة تهديد أو خطر في المعارف الإسلامية، ومواطن ضعف الدين الإسلامي والأمة الإسلامية. وتناولوها بالدراسة والنقد والتحليل وبيان استنتاجاتهم بشأنها.
إنّ أهمّ ما يشغل تفكير علماء الدين والمصلحين من المسلمين والذابّين عن الثقافة الإسلامية يكمن في التعرّف على هذا النوع من الاستشراق الخاص ونقده، بمعنى: «دراسة الغربيين للإسلام». وإنّ المراد من الاستشراق في منظور الحوزات الدينية والجامعات الإسلامية هو أسلوب دراسة الإسلام من قبل الغربيين، حتى غدت هذه المفردة مصطلحاً خاصاً في المجامع العلمية الإسلامية. وقد اختار بعض المؤلفين المختصّين في حقل الاستشراق هذا التعريف(14).
وربما كان تعريف المستشرق الكبير «ماكسيم رودنسون» ناظراً إلى هذا النوع من الاستشراق؛ إذ يقول: «الاستشراق اتجاه علمي لدراسة الشرق الإسلامي وحضارته»(15).


هوية المستشرق:
يطلق لفظ المستشرق في الغالب على الشخص إذا كان يحمل هوية غربية أوربية أو أمريكية، ولكن حيث خاض عدد من الدارسين في الإسلام من المنتمين إلى أقطار غير مسلمة مثل: الصين والهند واليابان على غرار المستشرقين من الغربيين، إذ عمدوا إلى البحث والتحقيق بشأن الإسلام والقرآن والمسلمين وخصائص البلدان الإسلامية، فكانت جهودهم تحمل الطابع المحلوظ في الجهود الغربية، وكانت آثارهم العلمية قد خضعت لنفس ملاكات نقدها من قبل علماء المسلمين، فلم يكن لهويتهم أو رقعتهم الجغرافية أيّ دور في تمييزهم من غيرهم؛ لذلك تمّ إلغاء خصوصيّة «الانتماء الغربی» للمستشرق، ليحل محلها عدم الانتماء إلى الإسلام، ومن هنا أخذ بعض المؤلّفين المسلمين يطلق كلمة المستشرق على: «كل دارس للإسلام من غير المسلمين سواء أكان غربياً أم شرقياً»(16).
قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد أستاذ جامعة الأزهر وجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض:
«إنّ هذه التعاريف جعلت معيارها وازن المنطقة التي تنبع منها الدراسات الاستشراقية .. وربما يكون سبب استعمال الاصطلاحات السابقة لمفهوم الاستشراق هو النظرة إلى تتبّع تاريخ الاستشراق ونشأته في الغرب المسيحي واهتمام الأوربيين بالدراسات الإسلامية والعربية .. ولكن الواقع يثبت الآن أنّ الاهتمام بهذه الدراسات اتسع فأصبح غير مقتصر على الغرب فحسب، بل الشرق والغرب يكتب الآن عن الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً .. نجد ذلك في اليابان والصين وكوريا والهند ودول جنوب شرق آسيا وأمثالهم، وللأسف أغلب هذه الكتابات لا يقصد أصحابها إلا تحقيق الهدف نفسه الذي نشأ من أجله الاستشراق في الغرب»(17).
كما اختار الدكتور أحمد عبد الحميد غراب هذا التعريف أيضاً(18).
وقال أحد المفكرين المعاصرين:
«الاستشراق هو اشتغال غير المسلمين بعلوم المسلمين، بغض النظر عن وجهة المشتغل الجغرافية وانتماءاته الدينية والثقافية والفكرية، ولو لم يكونوا غربيين»(19).
وقد ذكر إدوارد سعيد ثلاث تعريفات من ثلاث وجوه للمستشرق، وذلك على النحو الآتي:
«أ ـ نوع تبيين أكاديمي يشمل: معرفة الإنسان والمجتمع والتاريخ واللغات الشرقية.
ب ـ نوع منهج فكري يقوم على التمايز المعرفي والاختلاف الجذري بين الشرق والغرب في نوع الملاحم والآداب والتقاليد والسنن.
ج ـ مؤسسة رسمية مسجّلة وأسلوب غربي للسيطرة الغربية على الشرق»(20).
بالالتفات إلى ما تقدّم يمكن لنا أن نذكر للاستشراق تعريفين: الأول عام، والثاني خاص، وذلك على النحو الآتي:
أ ـ التعريف الجامع والعام:
الاستشراق عبارة عن الجهود العلمية التي قام بها الغربيون من أجل التعرّف والتعريف بالبلدان الشرقية وظروفها الجغرافية، ومصادرها وثرواتها، التي تشمل الشرق الأقصى إلى الشرق الأدنى، وشرق البحر الأبيض المتوسط، وحتى البلدان الإسلامية الأخرى في شمال أفريقية وسائر نقاط العالم، من أجل معرفة معانيها، وتاريخها وشعوبها ولغاتها وأدبياتها وفنونها وآدابها وسننها وعاداتها وتقاليدها وثقافاتها ومعتقداتها وأديانها وحضاراتها وخصائصها النفسية وحساسياتها الروحية، وأبعادها الخطيرة، ومواطن سكانها والقاطنين فيها. بغية اكتشاف ثرواتها المادية المعنوية، وتسخيرها لصالح الغربيين. وهذا التعريف وإن كان طويلاً إلا أنه جامع.
ب ـ التعريف الخاص:
إنّ الاستشراق الذي هو محطّ نظر ونقد العلماء المسلمين، والذي هو هدفنا في هذا البحث يختص بمساحة خاصّة من الجهود الاستشراقية، وهو عبارة عن: «معرفة الإسلام من قبل غير المسلمين».


تاريخ الاستشراق:
آراء العلماء في هذا الشأن:
لقد ذكر العلماء آراء متنوّعة ومختلفة بشأن بداية الاستشراق في الغرب، وذلك على النحو الآتي:
هناك من ذهب إلى القول بأنّ علم الاستشراق إنما ظهر بشكل رسمي في القرن الثامن عشر للميلاد؛ وذلك لأنّ مصطلح الـ«Orientalism» لم يدخل في المعاجم اللغوية الغربية إلا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر.
وهناك من ذهب إلى القول بأنّ بداية علم الاستشراق قد ظهرت في أوربا منذ القرن السادس عشر للميلاد؛ إذ أنّ المؤسسات الاستشراقية والدراسات الإسلامية إنما ظهرت في البلدان الأوربية والأمريكية قبل أربعة قرون فقط.
وهناك من قال: إنّ الغرب أخذ يفكر منذ القرن الرابع عشر للميلاد، وبعد الحروب الصليبية، بضرورة التخلي عن فكرة الحرب واللجوء إلى التعرّف على ثقافة الشرق من أجل العثور على أساليب أكثر واقعية للتعامل مع الشرق إنطلاقاً من معطيات الدراسات الشرقية ونتائجها(21).
وقد ذهب أمثال: «رودي باريت» (Rudi Paret)، و«جوستاف دوجا» إلى القول بأنّ الغرب قد شهد في القرن الثاني عشر للميلاد إزدهار الحضارة الإسلامية في الأندلس، وانتقال العلوم اليونانية والرومانية إلى الأمّة الإسلامية، فعمد إلى ترجمة الكتب العربية والإسلامية والشرقية كي تتمّ الاستفادة من هذه الثروة العلمية الهائلة. ومن هنا عنوَن «جوستاف دوجا» كتابه الذي طبعه عام 1960م : «تاريخ المستشرقين في أوربا منذ القرن الثاني عشر إلى القرن التاسع عشر»(22).
وقد ذهب الدكتور عبدالحميد صالح حمدان ـ وهو من المتخصصين في الدراسات الاستشراقية في ليبيا ـ إلى الاعتقاد بأنّ بداية الاستشراق الفردي إنما كانت في القرن الحادي عشر للميلاد، إذ بدأ بجهود بطرس المبجل «1092ـ 1156» فكان هناك بعد ذلك أفراد قلائل في كل قرن يزاولون هذا النشاط، وقد ذكر أسماء هؤلاء في مقدمة كتابه.
أمّا بداية الاستشراق الجماعي فكانت في القرن السادس عشر للميلاد، حيث أخذت جموع المحققين والعلماء الغربيين في مختلف البلدان بالتوجه نحو الاستشراق والاقبال على الدراسات الإسلامية. وقد عمد في هذا السياق إلى افتتاح كتابه «طبقات المستشرقين» بالتعريف بالمستشرقين في القرن السادس عشر للميلاد. وقد اشتمل كتابه على التعريف بسيرة ما ينيف على المئتي مستشرق(23).
ويذهب الدكتور محمد الدسوقي رئيس قسم الفقه والأصول في كلية الشريعة من جامعة قطر، والدكتور نجيب العقيقي إلى القول بأنّ فتح الأندلس والفتوحات الإسلامية في أوربا في المدة الممتدة من القرن الثامن إلى العاشر للميلاد أثارت فزع الغرب والنصارى؛ فأقبل هؤلاء على دراسة الشرق والإسلام، للعثور على أسلوب يخرجهم من هذا المأزق. من هنا فقد ذهب العقيقي إلى القول بأنّ عمر الاستشراق يمتد لألف سنة(24).
كما ذهب آخرون من أمثال الدكتور محمود حمدي زقزوق في كتابه «الاستشراق والخلفية الفكرية» إلى الاعتقاد بأنّ مجرد ظهور الدين الإسلامي ودعوة خاتم الأنبياء9، والتي نسخت ما سبقها من الأديان، أثار النصارى واليهود في الغرب وحفزهم إلى التعرّف على الإسلام ونقده كما صنع يوحنّا الدمشقي(25).
وذكر الدكتور ساسي سالم الحاج مؤلّف كتاب «نقد الخطاب الاستشراقي» قائلاً: لقد بدأ الغرب بالاستشراق منذ القرن السادس قبل الميلاد، وذلك في عهد الكنعانيين حيث أقام اليونانيون والإيرانيون علاقات تجارية فيما بينهم، ثم أخذوا يتوسّعون في هذه العلاقات لتشمل الأمور الثقافية أيضاً(26).


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

إن التوزيع الجغ...

إن التوزيع الجغرافي لهذه المراكز يتميز بتوزيع جغرافي استراتيجي ومتوازن في أنحاء المدينة. تتواجد مراك...

The Typology of...

The Typology of Professions in Library and Information Science: is dynamicbecause they are increasin...

A strong belief...

A strong belief in the determinative nature of examination results has implications for the type of ...

الرئيسية / منوع...

الرئيسية / منوع / تبذير الماء وأضراره تبذير الماء وأضراره تمت الكتابة بواسطة: صهيب شبلي الخزاعلة آخر...

في الصفحات الأو...

في الصفحات الأولى من كتاب “نظام الخطاب” لميشيل فوكو، يُقدم الكاتب تأملات حول الخطاب وتعقيداته، مُشير...

بالرغم من إنجاز...

بالرغم من إنجازات القرن العشرين من ناحية ، وبدايات إنجازات القرن الواحد والعشرين في مجال الإصلاح الا...

عملية التحول ال...

عملية التحول الرقمي للجامعات تمر بعدة مراحل، حيث تهدف إلى تحول البنية التقليدية إلى بنية رقمية ذكية ...

desespite sa so...

desespite sa société a recouru à des ressources circulantes qui ont connu une forte augmentati 92% ...

-1 تقدم فرصة لأ...

-1 تقدم فرصة لأصحاب الفوائض المالية لاستثمار أموالهم ، الراغبين في الوقت نفسه أن يستردوا أموالهم بسه...

يقومون بتقييم و...

يقومون بتقييم وتشخيص المشاكل الحركية والوظيفية وتطوير برامج علاجية مخصصة لكل مريض. ويستخدمون تقنيات ...

الترقيع تجرى ب...

الترقيع تجرى بغرض زاعة الجور الغائبة. يجرى الترقيع فى وجود الماء بشتالت من نفس الصنف المزروع بعد نح...

يشير الصراع الع...

يشير الصراع العربي الإسرائيلي إلى التوترات السياسية والصراعات العسكرية والخلافات بين بعض الدول العرب...