لخّصلي

1 معنى كلمة )أدب( في العصر الجاهلي:
كلمة أدب من الكلمات التي تطور معناها بتطور حياة األمة العربية، فقد انتقلت من البداوة إلى
الحضارة،كر ة الذي يتبادر إلى األذهان اليوم حين تطلق الكلمة و يراد بها و
ما صاغه اإلنسان من ف
في
قالب لغوي إنشائي بليغ، يرمي إلى التأثير في عواطف القراء و المستمعين، سواء أكان شعرا أم نثرا، لكن
استعمالها على ألسنة الشعراء بمعنى الدعوة إلى الطعام، و على الرغم من استخدام الكلمة في الجانب
لكنها ال تتناقض مع تضمنها لألدلة األخقايية التهذيبية، إذ من المعروف أن طبيعة إقامة الو الئم،ُظرف
ودعوة الناس إليها كرما و سخاء،فيما جاء على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في حوار بينه و بين علي بن أبي طالب، نراك تكلم وفود العرب بما ال نفهم أكثره، عن د
وهو قول ينم اللة تعليمية، يشير فيها الرسول الكريم، أنه تلقاها
و أتقن على إثرها استيعاب األلسنة المختلفة لصنوف المخاطبين، في نفس الوقت الذي ال
تتنافي فيه الداللة التعليمية مع الداللة القديمة، و هو الجانب التربوي األخقاقي،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللغة العرب ية
4
أوال- تعريف األدب
1 معنى كلمة )أدب( في العصر الجاهلي:
كلمة أدب من الكلمات التي تطور معناها بتطور حياة األمة العربية، فقد انتقلت من البداوة إلى
الحضارة، و قد اختلفت عليها معا ن كثيرة متقاربة، حتى انتهى بها المطاف إلى أن تخصصت في معناها
كر ة الذي يتبادر إلى األذهان اليوم حين تطلق الكلمة و يراد بها و
ِ
ما صاغه اإلنسان من ف
ّ
كل وجدان، في
قالب لغوي إنشائي بليغ، يرمي إلى التأثير في عواطف القراء و المستمعين، سواء أكان شعرا أم نثرا، لكن
2 الكلمة في أصل استعمالها في العصر الجاهلي كانت تأخذ جانبا حسيا وفق إطا ر
من داللة ورد
استعمالها على ألسنة الشعراء بمعنى الدعوة إلى الطعام، و على الرغم من استخدام الكلمة في الجانب
الحسي، لكنها ال تتناقض مع تضمنها لألدلة األخقايية التهذيبية، إذ من المعروف أن طبيعة إقامة الو الئم،
ُظرف
ودعوة الناس إليها كرما و سخاء، أمرا يستدعي كثيرا من لين األخقاق وحسن اللياقة وال
معنى كلمة )أدب( في عصر صدر اإلسالم:
تطورت الكلمة بعد ذلك فنقاحظ تركيزا على الداللة التعليمية، ال سيما في عصر صدر اإلسقام،
فيما جاء على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في حوار بينه و بين علي بن أبي طالب، و كان مما
جاء فيه قول األخير: يارسول الله نحن بنو أب واحد، نراك تكلم وفود العرب بما ال نفهم أكثره، فقال
النبي: )أدبني ربي فأحسن تأديبي(، عن د
ّ
وهو قول ينم اللة تعليمية، يشير فيها الرسول الكريم، أنه تلقاها
عن ربه، و أتقن على إثرها استيعاب األلسنة المختلفة لصنوف المخاطبين، في نفس الوقت الذي ال
تتنافي فيه الداللة التعليمية مع الداللة القديمة، و هو الجانب التربوي األخقاقي، الذي بقي في عهد النبوة
و عليه، قول ا
ّ
يدل لنبي صلى الله عليه وسلم
ّ
في حديث ابن مسعود: )إن القرآن مأدبة الله في األرض(،
و بالمعنى الخلقي التهذيبي.
معنى كلمة )أدب( في العصر األموي:
ً حين نصل إلى العصر األموي نجد هذا الجانب التعليمي قد تحدد و قوي استعماله ا
، متجاور مع الجانب
التهذيبي، حين كثر المعلمون في بقاط الخلفاء و األمراء، يعلمون أوالدهم الثقافة اإلسقامية والعربية،
و المعارف المختلفة و الشائعة في هذا العصر، وقد قويت الحركة العلمية آنذاك-كالقصص واألخبار والشعر

أحمد الشايب، أصول النقد األدبي ، ص 71 1
أبو عبي القالي، االمالي، ج،2 ص 701 2