لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (15%)

ولكنه ما كان ليجازف بأن يأكل من هذا الطعام المهيأ، ياله من ذيل طويل، ولكن الخوف كل الخوف أن يؤثر هذا الجزء على الجزء الذي يليه فتزيد نسبة الانحناء و في ذلك خطر عظيم؛ بقي الجزء الذي يخشى منه سوء التصرف، بدأ قلبه يخفق بسرعة، ماذا يفعل الآن؟ مازال الوقت في أول الليل وعنده متسع ليفكر ويقرر. لقد فكر بأن يعض ذيله بكل قوته فيقطعه ويهرب من هذا المأزق؛ ليحاول الخلاص بطريقة أخرى، تشنج جسده وكل عضلاته بعد لحظات، لابد من التحرك السريع، هل من وسيلة ؟ أخذ ينظر حوله ولكن لا أمل، الوفاء للذيل و الموت معه أم إنقاذ الرأس والجسد و إنقاذ الحياة فيهما؟ لقد جنى الذيل علـى نفسه، لـماذا لا يطـاوع؟ نظــرة أخــرى للجسـد و واحـدة للـسماء


النص الأصلي

الذيــــــل


كان يربض في مكانه وهو يلهث بشدة بعد أن وقع في المأزق الذي طالما كان يخشى الوقوع فيه، منذ صغره وهو يعاني من الطول غير الطبيعي لذيله فكان متميزا بين الجميع بهذا الذيل، كم كان يعوقه في لحظات الجري؛ فلو لم تكن هذه الزائدة معه لكان - ولا شك - لا يسبق الى فريسة ولا يدركه عدو.
حاول أن يعد في لحظته تلك عدد الضربات التي تلقاها على طرف ذيله، ومر بذاكرته ذلك اليوم الذي لحقه فيه قط كبير كاد أن يقضى عليه حينما استطاع أن يمسك طرف ذيله بين أسنانه لولا أنه سحبه في آخر لحظة و أدمى نفسه، تذكر المرات التي كان يضطر فيها للاختفاء في مكان ضيق فلا يسيطر على ذيله لبعد طرفه؛ فيظل ذيله خارج المخبأ، ويبقى عرضة للضربات أو يكون سببا في الإرشاد إليه وتعريضه للهلاك، كان دائما يتوجس خيفة أن يُنال بسبب ذيله، وها قد وقع ما كان يخشاه. لم يكن غبيا أبدا، لقد تعلم أن يلتقط الجبنة من المصيدة دون أن تنال منه شيئا؛ إلا أن كل ما يخشاه هو أن ينحرف ذيله فتمسكه المصيدة، وهنا حينما وقف و أراد العبور رأى قطع الجبن المنثورة على المادة اللزجة السوداء؛ ولكنه ما كان ليجازف بأن يأكل من هذا الطعام المهيأ، الحياة لم تكن سهلة في يوم من الأيام لدرجة أن يكون الطعام ملقى في الطريق. إن هذه المادة السوداء لها رائحة غريبة. التفت إلى الوراء فرأى الطريق مسدوداً، لابد من المضي قدما، أخذ يقيس المسافة بين البقعتين السوداوين، قدّرها فوجد أنها تكفي لأن يمر بيسر لو ضمن شيئا واحداً هو أن يمشي وذيله مستقيم خلفه، أما إذا انحرف فإن في ذلك الهلاك.
نظر مرة أخرى إلى طريق النجاة فوجدها مسدودة، لابد من المجازفة إذن، نظر إلى ذيله ... ياله من ذيل طويل، لو لم يكن بهذا الطول لكان الأمر سهلا، لابد من العبور؛ وعليه أن يسيطر على الموقف، أخذ يضغط عضلاته، فبدأ الذيل يستقيم، الاستجابة معقولة، ضغط أكثر، هناك استجابة أفضل، لم تبق إلا المفاصل الثلاث الأخيرة، إنها تتأبى عليه؛ ماذا يصنع؟
لو كان هذا الجزء وحده هو الذي سيبقى ملتوياً لأمكنه العبور، ولكن الخوف كل الخوف أن يؤثر هذا الجزء على الجزء الذي يليه فتزيد نسبة الانحناء و في ذلك خطر عظيم؛ ولكن لا سبيل إلا للمجازفة، بدأ يستجمع قواه ويركز كل قوته على طرف ذيله لكي يضمن السلامة.
أخذ ينظر إلى هدفه في الأمام، ثم ينظر إلى ذيله في الخلف، الهدف ليس بعيدا ولكن طول ذيله يضاعف المسافة التي يجب عليه قطعها، نظر خلفه مرة أخرى وبكل قوته ضغط على عضلات ذيله ورفع رأسه للأمام وركز على هدفه ... واحد، اثنان ، ثلاثة، وبأوسع خطواته؛ وبأسرع ما يمكن له جرى نحو هدفه، عقله كله في ذيله، أعصابه كلها هناك. لا تخذلني أيها الذيل المسكين. ما زال يجري، كم قطع من المسافة؟ إنه الآن في الوسط بين البقعتين، نصف الطريق، يركض ويركض ماذا جرى؟ إن المسافة تبدو طويلة! هل ستنتهي على خير؟ ما زال يركض.
يا الله هذه أولى بشائر السلامة، لقد جاز رأسه منطقة الخطر، ولكن هذا لا يكفي فلابد من عبور الجسد والذيل أيضا وإلا قضي عليه، يركض بكل قوته، رجلاه الأماميتان تخرجان وينجو معهما نصف جسمه. يركض أسرع، هاهما رجلاه الخلفيتان تعبران أيضا، بقي الجزء الذي يخشى منه سوء التصرف، يركض بكل قوته، هيا أيها الذيل سأسحبك بكل قوتي ولكن أرجوك حافظ على استقامتك، بدأ جزء منه يخرج، أعصاب ذيله تتشنج، يخاف أن لا يتحمل الضغط أكثر، يركض بكل قوته، بدأت قواه تخور، الذيل ينحني بأقصى سرعته، يركض ولكن ... آه آه آي ، ما هذا؟ كأنّ شخصا سحبه فجأة للخلف، يحاول أن يركض، يحاول أن يمشي، يحاول أن يزحف، لا يستطيع شيئا، بدأ قلبه يخفق بسرعة، نظر إلى الوراء فوجد ثلاثة أرباع ذيله قد التصق بالبقعة السوداء، حاول أن يسحبـها ولكن لا سبيل إلى ذلك، ربض في مكانه وهو يلهث بشدة بعد أن وقع في المأزق الذي طالما كان يخشى الوقوع فيه، ماذا يفعل الآن؟ مازال الوقت في أول الليل وعنده متسع ليفكر ويقرر.
خامرته فكرة جبارة وهي و إن لم تكن تخطر في ذهنه لأول مرة إلا أنه لم يفكر فيها بجد إلا في هذه اللحظة الحرجة، لقد فكر بأن يعض ذيله بكل قوته فيقطعه ويهرب من هذا المأزق؛ ولكن إذا قطعه فسوف يبدو مشوها أبتر؟ فكيف سيكون موقف أقرانه منه؟ صحيح أن ذيله كان يتعبه و لكنه يكوّن له صورة محببة جميلة، نظر إلى جسده لم يكن كبيرا كما كان يظن من حوله ولكن طول ذيله الذي يبلغ أربعة أضعاف طول جسده هو الذي يعطيه هذا الحجم، إذا قطعه سيبدو صغيرا جدا، سوف يفقد احترامه ومكانته وهيبته، كلا إنه لن يفعل، ولكن هل يضحي بهذا الرأس العبقري وهذا الجسد الطيّع المليء بالقوة والحيوية والنشاط؟ هل يقتلهما لكن لا يتخلى عن الذيل؟ إنه إذا قطعه فسوف ينمو من جديد و إن كان النمو ليس كافيا ولكنه سينمو على كل حال، لا يصح أن يقتل الحياة في هذا الجسد النابض من أجل الذيل.
ولكن لماذا يتعجل؟ ما زال الليل طويلا؛ ليحاول الخلاص بطريقة أخرى، استجمع كل قواه وانطلق في طريقه لعله يفلت من هذا اللاصق، تشنج جسده وكل عضلاته بعد لحظات، توقف لاهثا، سيعاود الجولة بعد أن يستريح قليلا، يعاود الكرّة ويسحب بكل قوته ولكن لا بارقة أمل في الأفق، ومع ذلك ظل يسحب بعزيمة جبارة لا تعرف اليأس؛ ولكنه كناطح صخرة ليفلقها، توقف يلهث، الصبح يقترب، لابد من التحرك السريع، محاولة أخيرة، بكل قوته يسحب نفسه، بدأت الأرض تتحرك، لمعت بارقة الأمل التي كان ينتظرها، تضاعف المجهود، حركة أخرى من الأرض، يسحب بكل قوته، توقفت الحركة، ظل يبذل الجهد ولكنه لم يصل إلى شيء. هل من وسيلة ؟ أخذ ينظر حوله ولكن لا أمل، لابد مما ليس منه بد .
نظر إلى ذيله ثم إلى جسده، ونظرة للبقعة السوداء العنيدة، ونظرة على الذيل مرة أخرى. الوفاء للذيل و الموت معه أم إنقاذ الرأس والجسد و إنقاذ الحياة فيهما؟ لقد جنى الذيل علـى نفسه، لـماذا لا يطـاوع؟ نظــرة أخــرى للجسـد و واحـدة للـسماء

وأخيرة للذيل، ومع أول نفس من أنفاس الصبح كان قد لوى رأسه و أمسك ذيله بأسنانه، و بكل عزم وقبل أن يعاوده التردد كان قد قضم الذيل وتركه يتلوى قبل أن يخمد وقد سالت عليه قطرات من دمه و دموعه.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

" الاتجاه التطو...

" الاتجاه التطوري من مورغان الى ليزلي هوايت حول الاقتصاد " سبق ان أوضحنا أن فكرة التطور هي واحدة من...

اعوذ بالله من ا...

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم وصل اللهم على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم تس...

ثانيا: الحاجة ل...

ثانيا: الحاجة للتفكير النقدي يشير ريمون نيكرسون في مقالته المهمة لماذا نعلم التفكير ؟ إلى الأهمية ا...

[continues]: ع...

[continues]: على غير حقيقته فان هذا جهل فان هذا جهل مركب. فلو قال قائل مثلا التيمم لا يجوز. فهذا او...

ثم هو يوصى الخل...

ثم هو يوصى الخليفة بأن يغير حاشيته التي تسىء إليه، وهو يشير إلى هذه الحاشية بكلمة الصحابة : « ما رأي...

يمكن أن يتم است...

يمكن أن يتم استهداف هذه البيانات من قبل المتسللين للوصول إلى البيانات الحساسة المدفوعة بفرص الربح ال...

في الواقع، توجد...

في الواقع، توجد مثل هذه الدورات في بعض الأحيان. في بعض الحالات كان من الممكن إثبات مثل هذه التقلبات ...

تعد مصلحة المست...

تعد مصلحة المستخدمين المفتشية اإلقليمية للتجارة من الجهات الحكومية التي تلعب دو ًرا حيوًيا في تنظيم ...

الشعر وتطوّره 1...

الشعر وتطوّره 1 استمرار التقليد كان الشعر يجرى فى مصر فى أثناء النصف الأول من القرن التاسع عشر على ا...

ظلت حركة الاستش...

ظلت حركة الاستشراق على امتداد تاريخها الطويل ترتقي مع كل مرحلة من مراحلها واتخذت خلالها العديد من ال...

عرفه العيني: "أ...

عرفه العيني: "أن يطلب من الصانع أن يصنع له شيئاً بثمن معلوم". لأنه باع ما ليس عنده على غير وجه السلم...

أهمية التدريب :...

أهمية التدريب : تحسين الأداء الحاضر، والتأهيل المسؤوليات اكبر في المستقبل، كما انه هدم بالنسبة للأف...