لخّصلي

عرفت العملة الرقمية بأنها تمثيل رقمي للقيمة، يصدر بواسطة مطورين خاصين باعتباره وحدة حساب، ويمكن الحصول عليه وتخزينه والوصول إليه والتعامل به إلكترونيا، ويستخدم لمجموعة متنوعة من الأغراض عند اتفاق طرفين على استعماله .
كما عرفت على أنها عملة افتراضية لا يتم إصدارها من جهة رسمية مثل البنوك المركزية، وتعمل كوسيلة للدفع ومن دون وجود إدارة مركزية، وتعتمد على التحويلات من شخص لآخر دون وسطاء.

فمثلا يعرف البنك الدولي (WB) إلى العملة الرقمية بأنه " تمثيلات رقمية ذات قيمة محددة في وحدة الحساب الخاصة بها، وتختلف العملات الرقمية عن النقود الإلكترونية الممثلة للعملات القانونية (Fiat Currencies) و التي تستخدم كوسيلة للدفع الرقمي " .
في حين تعتبرها مجموعة العمل المالي (FATF) "تمثيل رقمي إما للعملة الافتراضية (غير القانونية) أو النقود الإلكترونية (القانونية) ويتم غالبا إطلاق مصطلح العملة الافتراضية عليها"
ورد في تقرير مكتب الأمم المتحدة - القسم المعني بالمخدرات والجريمة - أن ما بين 800 بليون و2 تريليون دولار أمريكي، أو ما تكون نسبته 2 إلى 5 بالمائة من الناتج المحلي العالمي هي أموال تبيض (تغسل) سنو يا، وقد كان المجرمون سابقا يتبادلون الأموال من أجل المعادن الثمينة، أو الفواتير المزورة، أو تبييض الأموال عن طريق ربطها بأجسادهم والطيران بها إلى بلدان تقل فيها الرقابة المالية، أما اليوم فأصبح لدى المجرمين طريقة جديدة لتبيض الأموال تسمى العملات المشفرة.
• وتشير تقديرات مدير وكالة الشرطة الأوروبية الى أن ما بين 3 إلى 4 في المائة من عمليات الإجرام السنوية في القارة الأوروبية، أو ما يقدر ب 2,4 مليار إلى 6,5 مليار دولار تحصل عن طريق غسيل الأموال باستخدام العملات المشفرة، ويعتقدون أن هذه الجريمة ستزداد سوءا.
• وتشرح إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية كيفية استعمال العملات المشفرة في غسيل الأموال من قبل العصابات الدولية التي تستخدم العملات المشفرة، فإنه على سبيل المثال يمكن غسل الأموال غير الشرعية الناتجة عن تداول المخدرات بتحويل المبالغ الناتجة عنها إلى عملات مشفرة، ثم تقسيمها إلى مبالغ صغيرة، ومن ثم إدخالها إلى عالم العملات المشفرة، وربما عملات مشفرة مختلفة، كون الأموال المشفرة غير الشرعية غالبا قابلة للاستبدال بسرعة عالية، وبمبالغ صغيرة، حتى تصبح شرعية بما فيه الكفاية لتحويلها إلى أموال عادية، وخير مثال عن ذلك هي الأموال التي يحصل عليها عن طريق الهجمات والجرائم التي تكون بغرض طلب فدية. واللافت أن متاجر وشركات كبرى بينها مايكروسوفت قبلت التعامل بالعملة الرقمية، وسهلت تعاملاتها.
• ويؤكد المحللون أن بعض المنظمات الإجرامية ابتكرت طريقة المقايضة بالدولار، وهي تعتمد على استبدال أرصدة الأموال الرقمية التي تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة عبر الاختراقات الإلكترونية أو الاحتيال بدولارات من أشخاص يرغبون في المضاربة بالعملات المشفرة فيما يعرف تداول العملات المشفرة. وقد وجد أصحاب الأنشطة الاجرامية من التجاهل الدولي تجاه هذه العملات فرصة ذهبية لتبييض أرصدتهم وغسلها من العملات المشفرة وتحويلها إلى أوراق نقدية تقليدية، بعد أن كانوا يواجهون إشكالية تحويلها لنقد أو الاستفادة منها فعليا. وذلك عبر عدة طرق بالشراء المباشر للسلع عبر المتاجر الالكترونية، أو المقايضة بعملات نقدية عالمية أشهرها الدولار الأمريكي. وفي ظل تقليل البنوك المركزية والجهات الرقابية عالميا من شأن وأهمية تلك العملات المشفرة، فإن عمليات غسيل الأموال بالعملات المشفرة في الوقت الحاضر تتوسع، وهذه فرصة ذهبية للقائمين على تلك الجرائم منظمات كانت أو أفراد.