لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

(تلخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي)

يتناول النص منهجية الأستاذ زرنين التي تعتمد على تطور الموارد عبر الزمن والمكان، موضحاً كيف أدى تزايد حاجيات المواطنين إلى ظهور مفاهيم جديدة كالحكامة، والفعالية، والنجاعة، والاستدامة، والتي تحتاج إلى تخطيط استراتيجي جيد. ويتألف التكوين من ثلاثة أجزاء: تكوين نظري حضوري وعن بُعد وذاتي. التكوين الحضوري يغطي الأسس المعرفية والإبستمولوجية لسوسيولوجيا التنظيمات، ومفاهيمها الأساسية، ومقارباتها النظرية، وخصوصيات التنظيمات التربوية. أما التكوين عن بُعد فيركز على السلطة والقوة، والثقافة التنظيمية، وسوسيولوجيا الفاعلين، والنظريات الحديثة في تحليل التنظيمات التربوية. وأخيراً، يتيح التكوين الذاتي دراسة مراجع متخصصة، ومقارنة النماذج التنظيمية، وإعداد أوراق بحثية، وتطوير مشاريع بحثية حول إشكاليات تنظيمية في المؤسسات التعليمية. يُكمل ذلك تكوين تطبيقي ميداني.


النص الأصلي

كما تميزت منهجية الأستاذ زرنين باعتمادها على مدخل تطور الموارد في سلم الزمن والمجال، موضحاً كيف أن تزايد حاجيات المواطنين الذين يعيشون في المجال ذاته وفي نفس الفترة الزمنية أدى إلى تطور وظهور مفاهيم ومقاييس جديدة للتعامل مع الموارد، كالحكامة (Gouvernance)، والفعالية (Efficacité)، والنجاعة (Efficience)، والاستدامة (Durabilité). وقد أبرز أن تحقيق هذه المفاهيم والقيم لا يتأتى إلا بالتخطيط الجيد، وخاصة التخطيط الاستراتيجي، الذي أصبح ضرورة ملحة في تدبير المنظومة التربوية.



  1. التكوين النظري - Formation théorique
    شكل التكوين النظري القاعدة الأساسية والضرورية لبناء فهم عميق وشامل لمجال سوسيولوجيا التنظيمات، وتمكين المشاركين من المفاهيم والمقاربات النظرية الأساسية في هذا المجال. وقد تنوعت أنماط هذا التكوين بين الحضوري وعن بعد والذاتي، مما أتاح تغطية شاملة ومتعمقة لمختلف جوانب هذا المجال المعرفي.
    1.1. التكوين النظري الحضوري - Formation théorique présentielle
    تميز هذا المكون بالتفاعل المباشر والحي بين المكون والمشاركين، مما أتاح فرصاً غنية للنقاش وتبادل الآراء، وتعميق الفهم المشترك للقضايا والإشكالات التنظيمية. وقد تناول المحاور التالية:
    • الأسس المعرفية والإبستمولوجية لسوسيولوجيا التنظيمات (Fondements cognitifs et épistémologiques de la sociologie des organisations): تناول هذا المحور الأسس المعرفية والإبستمولوجية لسوسيولوجيا التنظيمات، من حيث نشأتها وتطورها وموقعها في خريطة العلوم الاجتماعية، وعلاقتها بالحقول المعرفية الأخرى كعلم الاجتماع العام، وعلم النفس الاجتماعي، وعلوم التنظيم والإدارة. كما تناول الإشكاليات الإبستمولوجية الأساسية في هذا المجال، كإشكالية الذات والموضوع، وإشكالية التفسير والفهم، وإشكالية الكلي والجزئي، وإشكالية البنية والفاعل.
    وقد تضمن هذا المحور مناقشة عميقة للتصورات والمقاربات الفلسفية المختلفة للتنظيمات، من المقاربة الواقعية (Approche réaliste) التي ترى التنظيم كواقع موضوعي مستقل عن وعي الفاعلين، إلى المقاربة البنائية (Approche constructiviste) التي ترى التنظيم كبناء اجتماعي يتشكل من خلال تفاعلات الفاعلين وتمثلاتهم، إلى المقاربة النقدية (Approche critique) التي تركز على علاقات القوة والهيمنة في التنظيمات.
    • المفاهيم الأساسية في سوسيولوجيا التنظيمات (Concepts fondamentaux en sociologie des organisations): ركز هذا المحور على تحديد وتحليل المفاهيم المركزية في سوسيولوجيا التنظيمات، كمفهوم التنظيم (Organisation)، والبنية التنظيمية (Structure organisationnelle)، والثقافة التنظيمية (Culture organisationnelle)، والسلطة (Pouvoir)، والقوة (Force)، والنفوذ (Influence)، والصراع (Conflit)، والتعاون (Coopération)، والتغيير التنظيمي (Changement organisationnel).
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً معمقاً لتعريفات هذه المفاهيم عند مختلف المدارس والاتجاهات النظرية، وبيان أوجه التقارب والاختلاف بينها، وتوضيح الدلالات والاستخدامات المختلفة لهذه المفاهيم في السياقات النظرية والتطبيقية المختلفة. كما تضمن تحليلاً للخصوصيات السوسيو-ثقافية لهذه المفاهيم في السياق المغربي، وإشكاليات ترجمتها وتوطينها في هذا السياق.
    • المقاربات النظرية الكبرى في تحليل التنظيمات (Approches théoriques majeures dans l'analyse des organisations): تناول هذا المحور المدارس والمقاربات النظرية الكبرى في تحليل التنظيمات، من المدرسة الكلاسيكية (الإدارة العلمية لتايلور، والتنظيم الإداري لفايول، والبيروقراطية العقلانية لفيبر)، إلى مدرسة العلاقات الإنسانية (إلتون مايو، وأبراهام ماسلو، ودوغلاس ماكغريغور)، إلى المدرسة النسقية (تالكوت بارسونز، ونيكلاس لوهمان، وميشال كروزييه)، إلى المدرسة الاستراتيجية (ميشال كروزييه، وإرهارد فريدبرغ)، إلى المدرسة الثقافية والرمزية (فيليب دانو، ورينو ساينسوليو).
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً مقارناً ونقدياً لهذه المقاربات، من حيث أسسها النظرية، ومفاهيمها المركزية، ونماذجها التحليلية، وتصوراتها للفاعل والبنية، وتفسيرها للظواهر التنظيمية كالسلطة والصراع والتغيير. كما تضمن مناقشة لمدى ملاءمة وقدرة هذه المقاربات على فهم وتفسير واقع التنظيمات التربوية في السياق المغربي، في ضوء خصوصياته السوسيو-ثقافية والتاريخية.
    • خصوصيات التنظيمات التربوية من منظور سوسيولوجي (Spécificités des organisations éducatives d'un point de vue sociologique): ركز هذا المحور على الخصائص والسمات المميزة للمؤسسات التعليمية كتنظيمات اجتماعية، مقارنة بالتنظيمات الأخرى كالمؤسسات الاقتصادية والإدارية. وقد تضمن تحليلاً للخصوصيات البنيوية والوظيفية للمؤسسات التعليمية، كتعدد وتنوع الفاعلين والمتدخلين، وتعقد الأهداف وتعددها وأحياناً تعارضها، وخصوصية العلاقة التربوية كعلاقة إنسانية معقدة، وصعوبة قياس المخرجات والنتائج، والطابع المحافظ والمقاوم للتغيير.
    كما تضمن هذا المحور تحليلاً للتحولات البنيوية والوظيفية التي شهدتها المدرسة المغربية في العقود الأخيرة، في ظل الإصلاحات المتتالية، وتأثير هذه التحولات على ديناميات السلطة والثقافة والهوية في هذه المؤسسات. وقد سلط الضوء على التوترات والتناقضات التي تميز المؤسسة التعليمية المغربية، بين المركزية واللامركزية، وبين البيروقراطية والمرونة، وبين التقليد والتجديد، وبين الاستمرارية والتغيير.
    1.2. التكوين النظري عن بعد - Formation théorique à distance
    استثمر هذا المكون إمكانات التكنولوجيا الرقمية وتقنيات التعلم عن بعد، لتقديم محتويات معرفية متخصصة وعميقة، مع إتاحة المرونة في الزمان والمكان للمشاركين. وقد تناول المحاور التالية:
    • السلطة والقوة في التنظيمات التربوية (Pouvoir et autorité dans les organisations éducatives): تناول هذا المحور مفاهيم السلطة والقوة والنفوذ في التنظيمات التربوية، من خلال المقاربات النظرية المختلفة، كمقاربة ماكس فيبر للسلطة المشروعة (القانونية، والتقليدية، والكاريزمية)، ومقاربة ميشال كروزييه للسلطة كعلاقة تبادلية غير متكافئة، ومقاربة ميشال فوكو للسلطة كممارسات منتشرة في الجسم الاجتماعي.
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً لمصادر وأشكال السلطة في المؤسسات التعليمية، كالسلطة الرسمية المستمدة من الموقع الهرمي، والسلطة المعرفية المستمدة من الخبرة والمعرفة، والسلطة الكاريزمية المستمدة من الشخصية والقدرة على التأثير والإقناع. كما تناول استراتيجيات وتكتيكات ممارسة السلطة من قبل مختلف الفاعلين، وأشكال وآليات المقاومة والتفاوض حول السلطة، وأثر ذلك على دينامية المؤسسة التعليمية.
    وقد تميز هذا المحور بتحليل عميق لظاهرة "مناطق الارتياب" (Zones d'incertitude) في التنظيمات التربوية، وكيفية توظيفها من قبل الفاعلين لبناء النفوذ والقوة، استناداً إلى أعمال ميشيل كروزييه. كما قدم تحليلاً دقيقاً لديناميات السلطة في المؤسسات التعليمية المغربية، في ضوء التحولات القانونية والتنظيمية الأخيرة.
    • الثقافة التنظيمية في المؤسسات التعليمية (Culture organisationnelle dans les établissements scolaires): ركز هذا المحور على مفهوم الثقافة التنظيمية في المؤسسات التعليمية، من حيث تعريفها ومكوناتها ووظائفها وأنماطها. وقد تضمن تحليلاً لمكونات الثقافة التنظيمية، من قيم ومعتقدات ومعايير وطقوس ورموز وأساطير ولغة، ولوظائفها في تحقيق الاندماج والتكيف والتماسك والهوية.
    كما تناول هذا المحور مستويات الثقافة التنظيمية وفق نموذج شاين (Edgar Schein)، من المستوى الظاهر (الممارسات والسلوكيات المرئية)، إلى المستوى الواعي (القيم والمعتقدات المعلنة)، إلى المستوى العميق (الافتراضات الأساسية غير الواعية). وقد تضمن تحليلاً للعوامل المؤثرة في تشكيل وتطور الثقافة التنظيمية، كتاريخ المؤسسة، وقيم وشخصية مؤسسيها، والبيئة السوسيو-ثقافية المحيطة، ودور القيادة في بناء وتغيير هذه الثقافة.
    وقد تميز هذا المحور بتحليل خصوصيات الثقافة التنظيمية في المدرسة المغربية، وتأثرها بالسياق الثقافي والاجتماعي المحيط، وانعكاساتها على أداء المؤسسات التعليمية. كما قدم نماذج وأدوات لتشخيص وتقييم الثقافة التنظيمية، وآليات لتطوير ثقافة تنظيمية داعمة للجودة والتميز.
    • سوسيولوجيا الفاعلين التنظيميين في المؤسسات التعليمية (Sociologie des acteurs organisationnels dans les établissements scolaires): تناول هذا المحور تحليلاً سوسيولوجياً للفاعلين التنظيميين في المؤسسات التعليمية، من حيث أدوارهم ومواقعهم واستراتيجياتهم وتفاعلاتهم. وقد ركز على الفاعلين الرئيسيين كالإدارة التربوية، والمدرسين، والتلاميذ، وأولياء الأمور، والشركاء المؤسساتيين، وعلى ديناميات العلاقات والتفاعلات بينهم.
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً لمقاربات سوسيولوجيا الفعل (Sociologie de l'action) وسوسيولوجيا التجربة (Sociologie de l'expérience) لفهم سلوكيات واستراتيجيات الفاعلين التنظيميين، وكيفية بناء معنى لممارساتهم وتجاربهم في التنظيم. كما تناول إشكالية الهوية المهنية والتنظيمية، وكيفية بنائها وتشكلها من خلال التفاعلات والممارسات اليومية.
    وقد سلط هذا المحور الضوء على التحولات التي شهدها دور ومكانة مختلف الفاعلين التربويين في ظل الإصلاحات التربوية الأخيرة، وتأثير ذلك على علاقات القوة والسلطة، وعلى ديناميات التعاون والصراع داخل المؤسسة التعليمية.
    • النظريات الحديثة في تحليل التنظيمات التربوية (Théories modernes dans l'analyse des organisations éducatives): تناول هذا المحور النظريات والمقاربات الحديثة في تحليل التنظيمات التربوية، التي ظهرت في العقود الأخيرة كاستجابة للتحولات العميقة التي شهدتها المجتمعات والتنظيمات المعاصرة. وقد ركز على نظريات ومقاربات مثل التعلم التنظيمي (Organizational Learning) ومقاربة التنظيم المتعلم (Learning Organization) لبيتر سينج، ونظرية الفوضى (Chaos Theory) ونظرية التعقيد (Complexity Theory) في التنظيمات، ومقاربة الذكاء الجماعي (Collective Intelligence)، ونظرية الشبكات الاجتماعية (Social Network Theory).
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً لأسس ومفاهيم ونماذج هذه النظريات، ولإسهاماتها في تجديد فهمنا للتنظيمات التربوية، وقدرتها على تفسير الظواهر التنظيمية المعقدة والمتغيرة، كالتغيير والابتكار والتكيف والتعلم التنظيمي. كما تناول تطبيقات هذه النظريات في تطوير وتحسين أداء المؤسسات التعليمية.
    وقد تميز هذا المحور بمناقشة مدى ملاءمة هذه النظريات الحديثة لفهم وتحليل المؤسسات التعليمية المغربية، في ظل التحولات الراهنة التي تشهدها المنظومة التربوية، وإمكانيات وحدود توظيفها في هذا السياق.
    1.3. التكوين النظري الذاتي - Autoformation théorique
    شكل هذا المكون فضاءً مفتوحاً للتعلم الذاتي والاستكشاف المعرفي العميق، وفق اهتمامات وحاجات كل مشارك، مع توجيه وتأطير من الأستاذ المكون. وقد تناول المحاور التالية:
    • دراسة وتحليل المراجع المتخصصة في سوسيولوجيا التنظيمات (Étude et analyse des références spécialisées en sociologie des organisations): تضمن هذا النشاط قراءة وتحليل مجموعة من المراجع المتخصصة في سوسيولوجيا التنظيمات، من كتب ومقالات علمية ودراسات بحثية، باللغتين العربية والفرنسية. وقد قام المشاركون بإعداد بطاقات قراءة تحليلية ونقدية لهذه المراجع، تبرز أفكارها الأساسية، ومنهجيتها، وإسهاماتها في تطوير فهمنا للتنظيمات.
    ومن بين المراجع البارزة التي تمت دراستها: كتاب "سوسيولوجيا التنظيمات" (Sociologie des organisations) لفيليب برنو (Philippe Bernoux)، وكتاب "الظاهرة البيروقراطية" (Le phénomène bureaucratique) لميشيل كروزييه (Michel Crozier)، وكتاب "الفاعل والنظام" (L'acteur et le système) لميشيل كروزييه وإرهارد فريدبرغ، وكتاب "المدرسة كمؤسسة وكنظام اجتماعي" (L'école comme institution et comme système social) لمحمد الصغير جنجار، ودراسة "التنظيمات التربوية المغربية: تحليل سوسيولوجي" لعبد الكريم غريب.
    وقد ساهم هذا النشاط في تعميق الفهم النظري والمفاهيمي للمشاركين، وتطوير قدراتهم على القراءة النقدية والتحليلية، وتكوين رؤية شمولية ومتكاملة حول سوسيولوجيا التنظيمات. كما أتاح لهم التعرف على مختلف المقاربات والاتجاهات البحثية في هذا المجال، والاطلاع على أحدث التطورات النظرية والمنهجية فيه.
    • المقارنة بين النماذج التنظيمية في الأنظمة التربوية المختلفة (Comparaison entre les modèles organisationnels dans différents systèmes éducatifs): ركز هذا النشاط على المقارنة بين النماذج التنظيمية في الأنظمة التربوية المختلفة، كالنموذج الفرنسي، والنموذج الأنجلوسكسوني، والنموذج الفنلندي، والنموذج الياباني، والنموذج المغربي. وقد تناولت المقارنة جوانب مختلفة، كالبنية التنظيمية، وأنماط القيادة، وعلاقات السلطة، وآليات اتخاذ القرار، وأنماط التواصل، والثقافة التنظيمية.
    وقد تضمن هذا النشاط تحليلاً للسياقات التاريخية والسوسيو-ثقافية المختلفة لهذه النماذج، والفلسفات والتصورات التربوية الكامنة وراءها، وتأثير ذلك على بنيتها وآليات عملها. كما تناول مؤشرات وفعالية هذه النماذج التنظيمية، من حيث جودة المخرجات، ورضا الفاعلين، والقدرة على التكيف والتجديد.
    وقد هدف هذا النشاط إلى تعميق فهم المشاركين للعلاقة بين النموذج التنظيمي والسياق الثقافي والاجتماعي، واستكشاف إمكانيات وحدود الاستفادة من التجارب العالمية في تطوير النموذج التنظيمي للمدرسة المغربية، مع الحفاظ على خصوصيتها الثقافية والاجتماعية.
    • إعداد أوراق بحثية حول إشكاليات سوسيولوجية للتنظيمات التربوية (Préparation de documents de recherche sur les problématiques sociologiques des organisations éducatives): تضمن هذا النشاط إعداد أوراق بحثية فردية أو جماعية حول إشكاليات سوسيولوجية للتنظيمات التربوية، تتناول بالتحليل النظري والتوثيق العلمي قضايا وظواهر محددة، كالقيادة التربوية، والثقافة المدرسية، والصراع التنظيمي، والتغيير المؤسساتي، والهوية المهنية للفاعلين التربويين.
    وقد قام المشاركون باختيار إشكالية بحثية، وصياغة تساؤلات محددة حولها، ووضع إطار نظري ومفاهيمي لمقاربتها، وتوثيقها بالمراجع العلمية المتخصصة، وتقديم تحليل نقدي وإشكالي لها، واستخلاص استنتاجات وتوصيات.
    وقد ساهم هذا النشاط في تطوير قدرات المشاركين البحثية والتحليلية، وتعميق فهمهم للإشكاليات التنظيمية في المؤسسات التعليمية، وتطوير مهاراتهم في الكتابة العلمية والتوثيق والتحليل النقدي. كما أتاح للمشاركين فرصة التعمق في موضوعات ذات أهمية خاصة بالنسبة لممارستهم المهنية.
    • تطوير مشروع بحثي حول إشكالية تنظيمية في المؤسسات التعليمية (Développement d'un projet de recherche sur une problématique organisationnelle dans les établissements scolaires): تضمن هذا النشاط تطوير مشروع بحثي متكامل حول إشكالية تنظيمية في المؤسسات التعليمية المغربية، يتناول بالدراسة والتحليل ظاهرة أو إشكالية تنظيمية محددة، من منظور سوسيولوجي. وقد قام المشاركون، فرادى أو مجموعات، باختيار إشكالية بحثية، وبناء إطار نظري ومنهجي لدراستها، وتحديد أدوات البحث المناسبة، وإعداد خطة البحث التفصيلية.
    ومن بين الإشكاليات البحثية التي تم تناولها: "ديناميات السلطة والمقاومة في المؤسسات التعليمية المغربية"، و"الثقافة التنظيمية وأثرها على أداء المؤسسات التعليمية"، و"استراتيجيات الفاعلين في تدبير الأزمات التنظيمية بالمؤسسات التعليمية"، و"آليات التغيير التنظيمي وتحديات الاستمرارية"، و"الهوية المهنية للمدرسين في ظل التحولات المعاصرة للمنظومة التربوية".
    وقد تضمن المشروع البحثي تحديداً للإشكالية والتساؤلات البحثية، ومراجعة للأدبيات ذات الصلة، وبناء إطار نظري ومفاهيمي، واختيار منهجية البحث وأدواته، وتحديد مجتمع وعينة البحث، ووضع خطة لجمع وتحليل البيانات، وجدولة زمنية لمراحل البحث.
    وقد ساهم هذا النشاط في تطوير قدرات المشاركين في تصميم وتخطيط البحوث العلمية، وفي تطبيق المعارف والمفاهيم النظرية على إشكاليات واقعية، وفي تطوير رؤية متكاملة ومنهجية للظواهر التنظيمية في المؤسسات التعليمية.

  2. التكوين التطبيقي أو الميداني - Formation pratique ou de terrain
    شكل التكوين التطبيقي الميداني الجانب العملي والتطبيقي للوحدة، الذي يتيح للمشاركين ممارسة وتطبيق المعارف والمهارات المكتسبة في مواقف وسياقات واقعية أو شبه واقعية، تحت إشراف كما تميزت منهجية الأستاذ زرنين باعتمادها على مدخل تطور الموارد في سلم الزمن والمجال، موضحاً كيف أن تزايد حاجيات المواطنين الذين يعيشون في المجال ذاته وفي نفس الفترة الزمنية أدى إلى تطور وظهور مفاهيم ومقاييس جديدة للتعامل مع الموارد، كالحكامة (Gouvernance)، والفعالية (Efficacité)، والنجاعة (Efficience)، والاستدامة (Durabilité). وقد أبرز أن تحقيق هذه المفاهيم والقيم لا يتأتى إلا بالتخطيط الجيد، وخاصة التخطيط الاستراتيجي، الذي أصبح ضرورة ملحة في تدبير المنظومة التربوية.

  3. التكوين النظري - Formation théorique
    شكل التكوين النظري القاعدة الأساسية والضرورية لبناء فهم عميق وشامل لمجال سوسيولوجيا التنظيمات، وتمكين المشاركين من المفاهيم والمقاربات النظرية الأساسية في هذا المجال. وقد تنوعت أنماط هذا التكوين بين الحضوري وعن بعد والذاتي، مما أتاح تغطية شاملة ومتعمقة لمختلف جوانب هذا المجال المعرفي.
    1.1. التكوين النظري الحضوري - Formation théorique présentielle
    تميز هذا المكون بالتفاعل المباشر والحي بين المكون والمشاركين، مما أتاح فرصاً غنية للنقاش وتبادل الآراء، وتعميق الفهم المشترك للقضايا والإشكالات التنظيمية. وقد تناول المحاور التالية:
    • الأسس المعرفية والإبستمولوجية لسوسيولوجيا التنظيمات (Fondements cognitifs et épistémologiques de la sociologie des organisations): تناول هذا المحور الأسس المعرفية والإبستمولوجية لسوسيولوجيا التنظيمات، من حيث نشأتها وتطورها وموقعها في خريطة العلوم الاجتماعية، وعلاقتها بالحقول المعرفية الأخرى كعلم الاجتماع العام، وعلم النفس الاجتماعي، وعلوم التنظيم والإدارة. كما تناول الإشكاليات الإبستمولوجية الأساسية في هذا المجال، كإشكالية الذات والموضوع، وإشكالية التفسير والفهم، وإشكالية الكلي والجزئي، وإشكالية البنية والفاعل.
    وقد تضمن هذا المحور مناقشة عميقة للتصورات والمقاربات الفلسفية المختلفة للتنظيمات، من المقاربة الواقعية (Approche réaliste) التي ترى التنظيم كواقع موضوعي مستقل عن وعي الفاعلين، إلى المقاربة البنائية (Approche constructiviste) التي ترى التنظيم كبناء اجتماعي يتشكل من خلال تفاعلات الفاعلين وتمثلاتهم، إلى المقاربة النقدية (Approche critique) التي تركز على علاقات القوة والهيمنة في التنظيمات.
    • المفاهيم الأساسية في سوسيولوجيا التنظيمات (Concepts fondamentaux en sociologie des organisations): ركز هذا المحور على تحديد وتحليل المفاهيم المركزية في سوسيولوجيا التنظيمات، كمفهوم التنظيم (Organisation)، والبنية التنظيمية (Structure organisationnelle)، والثقافة التنظيمية (Culture organisationnelle)، والسلطة (Pouvoir)، والقوة (Force)، والنفوذ (Influence)، والصراع (Conflit)، والتعاون (Coopération)، والتغيير التنظيمي (Changement organisationnel).
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً معمقاً لتعريفات هذه المفاهيم عند مختلف المدارس والاتجاهات النظرية، وبيان أوجه التقارب والاختلاف بينها، وتوضيح الدلالات والاستخدامات المختلفة لهذه المفاهيم في السياقات النظرية والتطبيقية المختلفة. كما تضمن تحليلاً للخصوصيات السوسيو-ثقافية لهذه المفاهيم في السياق المغربي، وإشكاليات ترجمتها وتوطينها في هذا السياق.
    • المقاربات النظرية الكبرى في تحليل التنظيمات (Approches théoriques majeures dans l'analyse des organisations): تناول هذا المحور المدارس والمقاربات النظرية الكبرى في تحليل التنظيمات، من المدرسة الكلاسيكية (الإدارة العلمية لتايلور، والتنظيم الإداري لفايول، والبيروقراطية العقلانية لفيبر)، إلى مدرسة العلاقات الإنسانية (إلتون مايو، وأبراهام ماسلو، ودوغلاس ماكغريغور)، إلى المدرسة النسقية (تالكوت بارسونز، ونيكلاس لوهمان، وميشال كروزييه)، إلى المدرسة الاستراتيجية (ميشال كروزييه، وإرهارد فريدبرغ)، إلى المدرسة الثقافية والرمزية (فيليب دانو، ورينو ساينسوليو).
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً مقارناً ونقدياً لهذه المقاربات، من حيث أسسها النظرية، ومفاهيمها المركزية، ونماذجها التحليلية، وتصوراتها للفاعل والبنية، وتفسيرها للظواهر التنظيمية كالسلطة والصراع والتغيير. كما تضمن مناقشة لمدى ملاءمة وقدرة هذه المقاربات على فهم وتفسير واقع التنظيمات التربوية في السياق المغربي، في ضوء خصوصياته السوسيو-ثقافية والتاريخية.
    • خصوصيات التنظيمات التربوية من منظور سوسيولوجي (Spécificités des organisations éducatives d'un point de vue sociologique): ركز هذا المحور على الخصائص والسمات المميزة للمؤسسات التعليمية كتنظيمات اجتماعية، مقارنة بالتنظيمات الأخرى كالمؤسسات الاقتصادية والإدارية. وقد تضمن تحليلاً للخصوصيات البنيوية والوظيفية للمؤسسات التعليمية، كتعدد وتنوع الفاعلين والمتدخلين، وتعقد الأهداف وتعددها وأحياناً تعارضها، وخصوصية العلاقة التربوية كعلاقة إنسانية معقدة، وصعوبة قياس المخرجات والنتائج، والطابع المحافظ والمقاوم للتغيير.
    كما تضمن هذا المحور تحليلاً للتحولات البنيوية والوظيفية التي شهدتها المدرسة المغربية في العقود الأخيرة، في ظل الإصلاحات المتتالية، وتأثير هذه التحولات على ديناميات السلطة والثقافة والهوية في هذه المؤسسات. وقد سلط الضوء على التوترات والتناقضات التي تميز المؤسسة التعليمية المغربية، بين المركزية واللامركزية، وبين البيروقراطية والمرونة، وبين التقليد والتجديد، وبين الاستمرارية والتغيير.
    1.2. التكوين النظري عن بعد - Formation théorique à distance
    استثمر هذا المكون إمكانات التكنولوجيا الرقمية وتقنيات التعلم عن بعد، لتقديم محتويات معرفية متخصصة وعميقة، مع إتاحة المرونة في الزمان والمكان للمشاركين. وقد تناول المحاور التالية:
    • السلطة والقوة في التنظيمات التربوية (Pouvoir et autorité dans les organisations éducatives): تناول هذا المحور مفاهيم السلطة والقوة والنفوذ في التنظيمات التربوية، من خلال المقاربات النظرية المختلفة، كمقاربة ماكس فيبر للسلطة المشروعة (القانونية، والتقليدية، والكاريزمية)، ومقاربة ميشال كروزييه للسلطة كعلاقة تبادلية غير متكافئة، ومقاربة ميشال فوكو للسلطة كممارسات منتشرة في الجسم الاجتماعي.
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً لمصادر وأشكال السلطة في المؤسسات التعليمية، كالسلطة الرسمية المستمدة من الموقع الهرمي، والسلطة المعرفية المستمدة من الخبرة والمعرفة، والسلطة الكاريزمية المستمدة من الشخصية والقدرة على التأثير والإقناع. كما تناول استراتيجيات وتكتيكات ممارسة السلطة من قبل مختلف الفاعلين، وأشكال وآليات المقاومة والتفاوض حول السلطة، وأثر ذلك على دينامية المؤسسة التعليمية.
    وقد تميز هذا المحور بتحليل عميق لظاهرة "مناطق الارتياب" (Zones d'incertitude) في التنظيمات التربوية، وكيفية توظيفها من قبل الفاعلين لبناء النفوذ والقوة، استناداً إلى أعمال ميشيل كروزييه. كما قدم تحليلاً دقيقاً لديناميات السلطة في المؤسسات التعليمية المغربية، في ضوء التحولات القانونية والتنظيمية الأخيرة.
    • الثقافة التنظيمية في المؤسسات التعليمية (Culture organisationnelle dans les établissements scolaires): ركز هذا المحور على مفهوم الثقافة التنظيمية في المؤسسات التعليمية، من حيث تعريفها ومكوناتها ووظائفها وأنماطها. وقد تضمن تحليلاً لمكونات الثقافة التنظيمية، من قيم ومعتقدات ومعايير وطقوس ورموز وأساطير ولغة، ولوظائفها في تحقيق الاندماج والتكيف والتماسك والهوية.
    كما تناول هذا المحور مستويات الثقافة التنظيمية وفق نموذج شاين (Edgar Schein)، من المستوى الظاهر (الممارسات والسلوكيات المرئية)، إلى المستوى الواعي (القيم والمعتقدات المعلنة)، إلى المستوى العميق (الافتراضات الأساسية غير الواعية). وقد تضمن تحليلاً للعوامل المؤثرة في تشكيل وتطور الثقافة التنظيمية، كتاريخ المؤسسة، وقيم وشخصية مؤسسيها، والبيئة السوسيو-ثقافية المحيطة، ودور القيادة في بناء وتغيير هذه الثقافة.
    وقد تميز هذا المحور بتحليل خصوصيات الثقافة التنظيمية في المدرسة المغربية، وتأثرها بالسياق الثقافي والاجتماعي المحيط، وانعكاساتها على أداء المؤسسات التعليمية. كما قدم نماذج وأدوات لتشخيص وتقييم الثقافة التنظيمية، وآليات لتطوير ثقافة تنظيمية داعمة للجودة والتميز.
    • سوسيولوجيا الفاعلين التنظيميين في المؤسسات التعليمية (Sociologie des acteurs organisationnels dans les établissements scolaires): تناول هذا المحور تحليلاً سوسيولوجياً للفاعلين التنظيميين في المؤسسات التعليمية، من حيث أدوارهم ومواقعهم واستراتيجياتهم وتفاعلاتهم. وقد ركز على الفاعلين الرئيسيين كالإدارة التربوية، والمدرسين، والتلاميذ، وأولياء الأمور، والشركاء المؤسساتيين، وعلى ديناميات العلاقات والتفاعلات بينهم.
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً لمقاربات سوسيولوجيا الفعل (Sociologie de l'action) وسوسيولوجيا التجربة (Sociologie de l'expérience) لفهم سلوكيات واستراتيجيات الفاعلين التنظيميين، وكيفية بناء معنى لممارساتهم وتجاربهم في التنظيم. كما تناول إشكالية الهوية المهنية والتنظيمية، وكيفية بنائها وتشكلها من خلال التفاعلات والممارسات اليومية.
    وقد سلط هذا المحور الضوء على التحولات التي شهدها دور ومكانة مختلف الفاعلين التربويين في ظل الإصلاحات التربوية الأخيرة، وتأثير ذلك على علاقات القوة والسلطة، وعلى ديناميات التعاون والصراع داخل المؤسسة التعليمية.
    • النظريات الحديثة في تحليل التنظيمات التربوية (Théories modernes dans l'analyse des organisations éducatives): تناول هذا المحور النظريات والمقاربات الحديثة في تحليل التنظيمات التربوية، التي ظهرت في العقود الأخيرة كاستجابة للتحولات العميقة التي شهدتها المجتمعات والتنظيمات المعاصرة. وقد ركز على نظريات ومقاربات مثل التعلم التنظيمي (Organizational Learning) ومقاربة التنظيم المتعلم (Learning Organization) لبيتر سينج، ونظرية الفوضى (Chaos Theory) ونظرية التعقيد (Complexity Theory) في التنظيمات، ومقاربة الذكاء الجماعي (Collective Intelligence)، ونظرية الشبكات الاجتماعية (Social Network Theory).
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً لأسس ومفاهيم ونماذج هذه النظريات، ولإسهاماتها في تجديد فهمنا للتنظيمات التربوية، وقدرتها على تفسير الظواهر التنظيمية المعقدة والمتغيرة، كالتغيير والابتكار والتكيف والتعلم التنظيمي. كما تناول تطبيقات هذه النظريات في تطوير وتحسين أداء المؤسسات التعليمية.
    وقد تميز هذا المحور بمناقشة مدى ملاءمة هذه النظريات الحديثة لفهم وتحليل المؤسسات التعليمية المغربية، في ظل التحولات الراهنة التي تشهدها المنظومة التربوية، وإمكانيات وحدود توظيفها في هذا السياق.
    1.3. التكوين النظري الذاتي - Autoformation théorique
    شكل هذا المكون فضاءً مفتوحاً للتعلم الذاتي والاستكشاف المعرفي العميق، وفق اهتمامات وحاجات كل مشارك، مع توجيه وتأطير من الأستاذ المكون. وقد تناول المحاور التالية:
    • دراسة وتحليل المراجع المتخصصة في سوسيولوجيا التنظيمات (Étude et analyse des références spécialisées en sociologie des organisations): تضمن هذا النشاط قراءة وتحليل مجموعة من المراجع المتخصصة في سوسيولوجيا التنظيمات، من كتب ومقالات علمية ودراسات بحثية، باللغتين العربية والفرنسية. وقد قام المشاركون بإعداد بطاقات قراءة تحليلية ونقدية لهذه المراجع، تبرز أفكارها الأساسية، ومنهجيتها، وإسهاماتها في تطوير فهمنا للتنظيمات.
    ومن بين المراجع البارزة التي تمت دراستها: كتاب "سوسيولوجيا التنظيمات" (Sociologie des organisations) لفيليب برنو (Philippe Bernoux)، وكتاب "الظاهرة البيروقراطية" (Le phénomène bureaucratique) لميشيل كروزييه (Michel Crozier)، وكتاب "الفاعل والنظام" (L'acteur et le système) لميشيل كروزييه وإرهارد فريدبرغ، وكتاب "المدرسة كمؤسسة وكنظام اجتماعي" (L'école comme institution et comme système social) لمحمد الصغير جنجار، ودراسة "التنظيمات التربوية المغربية: تحليل سوسيولوجي" لعبد الكريم غريب.
    وقد ساهم هذا النشاط في تعميق الفهم النظري والمفاهيمي للمشاركين، وتطوير قدراتهم على القراءة النقدية والتحليلية، وتكوين رؤية شمولية ومتكاملة حول سوسيولوجيا التنظيمات. كما أتاح لهم التعرف على مختلف المقاربات والاتجاهات البحثية في هذا المجال، والاطلاع على أحدث التطورات النظرية والمنهجية فيه.
    • المقارنة بين النماذج التنظيمية في الأنظمة التربوية المختلفة (Comparaison entre les modèles organisationnels dans différents systèmes éducatifs): ركز هذا النشاط على المقارنة بين النماذج التنظيمية في الأنظمة التربوية المختلفة، كالنموذج الفرنسي، والنموذج الأنجلوسكسوني، والنموذج الفنلندي، والنموذج الياباني، والنموذج المغربي. وقد تناولت المقارنة جوانب مختلفة، كالبنية التنظيمية، وأنماط القيادة، وعلاقات السلطة، وآليات اتخاذ القرار، وأنماط التواصل، والثقافة التنظيمية.
    وقد تضمن هذا النشاط تحليلاً للسياقات التاريخية والسوسيو-ثقافية المختلفة لهذه النماذج، والفلسفات والتصورات التربوية الكامنة وراءها، وتأثير ذلك على بنيتها وآليات عملها. كما تناول مؤشرات وفعالية هذه النماذج التنظيمية، من حيث جودة المخرجات، ورضا الفاعلين، والقدرة على التكيف والتجديد.
    وقد هدف هذا النشاط إلى تعميق فهم المشاركين للعلاقة بين النموذج التنظيمي والسياق الثقافي والاجتماعي، واستكشاف إمكانيات وحدود الاستفادة من التجارب العالمية في تطوير النموذج التنظيمي للمدرسة المغربية، مع الحفاظ على خصوصيتها الثقافية والاجتماعية.
    • إعداد أوراق بحثية حول إشكاليات سوسيولوجية للتنظيمات التربوية (Préparation de documents de recherche sur les problématiques sociologiques des organisations éducatives): تضمن هذا النشاط إعداد أوراق بحثية فردية أو جماعية حول إشكاليات سوسيولوجية للتنظيمات التربوية، تتناول بالتحليل النظري والتوثيق العلمي قضايا وظواهر محددة، كالقيادة التربوية، والثقافة المدرسية، والصراع التنظيمي، والتغيير المؤسساتي، والهوية المهنية للفاعلين التربويين.
    وقد قام المشاركون باختيار إشكالية بحثية، وصياغة تساؤلات محددة حولها، ووضع إطار نظري ومفاهيمي لمقاربتها، وتوثيقها بالمراجع العلمية المتخصصة، وتقديم تحليل نقدي وإشكالي لها، واستخلاص استنتاجات وتوصيات.
    وقد ساهم هذا النشاط في تطوير قدرات المشاركين البحثية والتحليلية، وتعميق فهمهم للإشكاليات التنظيمية في المؤسسات التعليمية، وتطوير مهاراتهم في الكتابة العلمية والتوثيق والتحليل النقدي. كما أتاح للمشاركين فرصة التعمق في موضوعات ذات أهمية خاصة بالنسبة لممارستهم المهنية.
    • تطوير مشروع بحثي حول إشكالية تنظيمية في المؤسسات التعليمية (Développement d'un projet de recherche sur une problématique organisationnelle dans les établissements scolaires): تضمن هذا النشاط تطوير مشروع بحثي متكامل حول إشكالية تنظيمية في المؤسسات التعليمية المغربية، يتناول بالدراسة والتحليل ظاهرة أو إشكالية تنظيمية محددة، من منظور سوسيولوجي. وقد قام المشاركون، فرادى أو مجموعات، باختيار إشكالية بحثية، وبناء إطار نظري ومنهجي لدراستها، وتحديد أدوات البحث المناسبة، وإعداد خطة البحث التفصيلية.
    ومن بين الإشكاليات البحثية التي تم تناولها: "ديناميات السلطة والمقاومة في المؤسسات التعليمية المغربية"، و"الثقافة التنظيمية وأثرها على أداء المؤسسات التعليمية"، و"استراتيجيات الفاعلين في تدبير الأزمات التنظيمية بالمؤسسات التعليمية"، و"آليات التغيير التنظيمي وتحديات الاستمرارية"، و"الهوية المهنية للمدرسين في ظل التحولات المعاصرة للمنظومة التربوية".
    وقد تضمن المشروع البحثي تحديداً للإشكالية والتساؤلات البحثية، ومراجعة للأدبيات ذات الصلة، وبناء إطار نظري ومفاهيمي، واختيار منهجية البحث وأدواته، وتحديد مجتمع وعينة البحث، ووضع خطة لجمع وتحليل البيانات، وجدولة زمنية لمراحل البحث.
    وقد ساهم هذا النشاط في تطوير قدرات المشاركين في تصميم وتخطيط البحوث العلمية، وفي تطبيق المعارف والمفاهيم النظرية على إشكاليات واقعية، وفي تطوير رؤية متكاملة ومنهجية للظواهر التنظيمية في المؤسسات التعليمية.

  4. التكوين التطبيقي أو الميداني - Formation pratique ou de terrain
    شكل التكوين التطبيقي الميداني الجانب العملي والتطبيقي للوحدة، الذي يتيح للمشاركين ممارسة وتطبيق المعارف والمهارات المكتسبة في مواقف وسياقات واقعية أو شبه واقعية، تحت إشراف كما تميزت منهجية الأستاذ زرنين باعتمادها على مدخل تطور الموارد في سلم الزمن والمجال، موضحاً كيف أن تزايد حاجيات المواطنين الذين يعيشون في المجال ذاته وفي نفس الفترة الزمنية أدى إلى تطور وظهور مفاهيم ومقاييس جديدة للتعامل مع الموارد، كالحكامة (Gouvernance)، والفعالية (Efficacité)، والنجاعة (Efficience)، والاستدامة (Durabilité). وقد أبرز أن تحقيق هذه المفاهيم والقيم لا يتأتى إلا بالتخطيط الجيد، وخاصة التخطيط الاستراتيجي، الذي أصبح ضرورة ملحة في تدبير المنظومة التربوية.

  5. التكوين النظري - Formation théorique
    شكل التكوين النظري القاعدة الأساسية والضرورية لبناء فهم عميق وشامل لمجال سوسيولوجيا التنظيمات، وتمكين المشاركين من المفاهيم والمقاربات النظرية الأساسية في هذا المجال. وقد تنوعت أنماط هذا التكوين بين الحضوري وعن بعد والذاتي، مما أتاح تغطية شاملة ومتعمقة لمختلف جوانب هذا المجال المعرفي.
    1.1. التكوين النظري الحضوري - Formation théorique présentielle
    تميز هذا المكون بالتفاعل المباشر والحي بين المكون والمشاركين، مما أتاح فرصاً غنية للنقاش وتبادل الآراء، وتعميق الفهم المشترك للقضايا والإشكالات التنظيمية. وقد تناول المحاور التالية:
    • الأسس المعرفية والإبستمولوجية لسوسيولوجيا التنظيمات (Fondements cognitifs et épistémologiques de la sociologie des organisations): تناول هذا المحور الأسس المعرفية والإبستمولوجية لسوسيولوجيا التنظيمات، من حيث نشأتها وتطورها وموقعها في خريطة العلوم الاجتماعية، وعلاقتها بالحقول المعرفية الأخرى كعلم الاجتماع العام، وعلم النفس الاجتماعي، وعلوم التنظيم والإدارة. كما تناول الإشكاليات الإبستمولوجية الأساسية في هذا المجال، كإشكالية الذات والموضوع، وإشكالية التفسير والفهم، وإشكالية الكلي والجزئي، وإشكالية البنية والفاعل.
    وقد تضمن هذا المحور مناقشة عميقة للتصورات والمقاربات الفلسفية المختلفة للتنظيمات، من المقاربة الواقعية (Approche réaliste) التي ترى التنظيم كواقع موضوعي مستقل عن وعي الفاعلين، إلى المقاربة البنائية (Approche constructiviste) التي ترى التنظيم كبناء اجتماعي يتشكل من خلال تفاعلات الفاعلين وتمثلاتهم، إلى المقاربة النقدية (Approche critique) التي تركز على علاقات القوة والهيمنة في التنظيمات.
    • المفاهيم الأساسية في سوسيولوجيا التنظيمات (Concepts fondamentaux en sociologie des organisations): ركز هذا المحور على تحديد وتحليل المفاهيم المركزية في سوسيولوجيا التنظيمات، كمفهوم التنظيم (Organisation)، والبنية التنظيمية (Structure organisationnelle)، والثقافة التنظيمية (Culture organisationnelle)، والسلطة (Pouvoir)، والقوة (Force)، والنفوذ (Influence)، والصراع (Conflit)، والتعاون (Coopération)، والتغيير التنظيمي (Changement organisationnel).
    وقد تضمن هذا المحور تحليلاً معمقاً لتعريفات هذه المفاهيم عند مختلف المدارس والاتجاهات النظرية، وبيان أوجه التقارب والاختلاف بينها، وتوضيح الدلالات والاستخدامات المختلفة لهذه المفاهيم في السياقات النظرية والتطبيقية المختلفة. كما تضمن تحليلاً للخصوصيات السوسيو-ثقافية لهذه المفاهيم في السياق المغربي، وإشكاليات ترجمتها وتوطينها في هذا السياق.
    • المقاربات النظرية الكبرى في تحليل التنظيمات (Approches théoriques majeures dans l'analyse des organisations): تناول هذا المحور المدارس والمقاربات النظرية الكبرى في تحليل التنظيمات، من المدرسة الكلاسيكية (الإدارة العلمية لتايلور، والتنظيم الإداري لفايول، والبيروقراطية العقلانية لفيبر)، إلى مدرسة العلاقات الإنسانية (إلتون مايو، وأبراهام ماسلو، ودوغلاس ماكغريغور)، إلى المدرسة النسقية (تالكوت بارسونز، ونيكلاس لوهمان، وميشال كروزييه)، إلى المدرسة الاستراتيجية (ميشال كروزييه، وإرهارد فريدبرغ)، إلى المدرسة الثقافية والرمزية (فيليب دانو، ورينو ساينسوليو).


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

The doctor is v...

The doctor is very brilliant . She told us how to control the sugar , gave advices to my son and tol...

تعتبر وفيات الأ...

تعتبر وفيات الأطفال واعتلال صحتهم من القضايا الصحية العاجلة التي تتطلب فهمًا عميقًا للعوامل المتعددة...

القطاع الزراعي ...

القطاع الزراعي يعتبر القطاع الزراعي بشقيه الحيواني و النباتي من أهم القطاعات في السودان حيث يضم 80...

يبدو أن نهاية ح...

يبدو أن نهاية حقبة نتنياهو قد اقتربت فعلا هذه المرة. إدارة ترامب تعتقد أن الضربات الأخيرة على إيران ...

تؤثر الألعاب ال...

تؤثر الألعاب الإلكترونية بشكل سلبي على المراهقين، خاصة في حال استخدامها بشكل مفرط أو عند اختيار ألعا...

إقليم تيغراي ال...

إقليم تيغراي الإثيوبي. هذه التوترات تأتي على خلفية تباين أهداف الدولتين خلال الحرب في تيغراي، حيث سع...

إيميل A FORMAL...

إيميل A FORMAL EMAIL که تحمل From: Antonio Ricci [[email protected]] The Priory Language Sch...

لم يتفق الباحثو...

لم يتفق الباحثون على تعريف جامع للشيخوخة، وذلك لأنها ليست من الظواهر الثابتة التي تحدث في المراحل ال...

وتناولت دراسة (...

وتناولت دراسة (فياض، والزائدي 2009) الأزمة المالية العالمية وأثرها على أسعار النفط الخام، تناولت بش...

تعتبـــر التغذي...

تعتبـــر التغذية الصحية مهمة جدا خلال الســـنتين الاولى من عمر الطفل حيث يتطور النمو العقلي والجســـ...

ﻦ ﷲ، إﻻ إﻟﮫ ﻻ ﯾ...

ﻦ ﷲ، إﻻ إﻟﮫ ﻻ ﯾﺎﻣﻮﺳﻰ: ﻗُﻞ ْ ﻗﺎل: ﺑﮫ، وأدﻋُﻮك َ أذﻛﺮُك َ ﺷﯿﺌًﺎ ﻋَﻠﱠﻤﻨﻲ ؟ ھﺬا ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻋ ِ ﺒﺎدِك َ ﻛﻞ ﱡ ...

معايير التقييم ...

معايير التقييم الأساسية المهارة النسبة الفهم السمعي 20% التعبير الشفهي 25% القراءة والفهم 20% الكت...