لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

الدكتور فتحي التريكي إننا نعيش اليوم أحداثاً أليمة متسارعة وعنفاً شديداً متصاعداً، وانحلالاً كبيراً في العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الشمال مذابح ويبررها بشتى الوسائل تأسيسية لما يسمى بالعولمة، الحداثة وما بعد الحداثة وتعويضها بمنطق الربح والهيمنة وفوضى السوق التي تسود الآن في عصر ما بعد الحداثة. لا محالة لا نستطيع بأي حال تبرير أحداث ١١ سبتمبر ۲۰۰۱ م عندما حطمت عمليات انتحارية بواسطة طائرات مدنية البنتغون في واشنطن. تكن من أجل الإرهاب، المستهدف في العالم، ومهما كانت أهدافهم المعلنة وغير المعلنة. ولا صدام للحضارات. هي حسب رأينا- ردة فعل قويـة ضـد هو العدل الإنساني الوحيد الممكن. لوجدنا أنهـا صـورة لقد بين الفيلسوف الفرنسي العقل، تقوم الجيوش الإنكليزية والغربية بصفة عامة بتقتيل الهنود دويلات تتكون منها أمريكا حالياً. التاريخ العنيف، ولكننا وددنا أن من أن العقلانية الغربية لم تصنع العلوم والتكنولوجيا فقط، الإقصاء والاستبعاد والتقتيل، بحيث ستؤدي هذه العقلانية إلىدويلات تتكون منها أمريكا حالياً. التاريخ العنيف، ولكننا وددنا أن نبين أن العقلانية الغربية لم تصنع العلوم والتكنولوجيا فقط، الإقصاء والاستبعاد والتقتيل، ذات قطبين، يمكننا في أحسن الأحوال - تركها جانباً، إبادتها إن اقتضت ضرورة ما لذلك. بعض الأمثلة القريبة : ألم يكن دور العقل في تمظهره الغربي كبيراً في تقتيل الشعب العراقي في حرب الخليج (بواسطة أسلحة الدمار المتطورة وبواسطة الحصار (المتواصل ؟ ألم تكن أمريكا مثلاً هي المسؤولة الأولى عن خنق الشعب العراقي بواسطة الحظر الاقتصادي الذي العقل، قوى الظلام في الإسلام بما في ذلك نظام طالبان وأسامة بن لادن نفسه لكي يحطموا النظم العربية التقدمية التي كان يمكن لها أن تلعب أدواراً استراتيجية هامة كمصر والجزائر؟ ألم يقم هذا الحداثة وما بعد الحداثة أراضيهم، إسرائيل التي هي عمرها تنفذ إرادة التصفية ضد الشعب الفلسطيني ؟ ألا يتفنر نقل في تحقير الإسلام ومحاولة الحداثة وما بعد الحداثة أراضيهم، إسرائيل التي هي بدورها تنفذ إرادة التصفية ضـد الشعب الفلسطيني ؟ ألا يتفنن هذا العقل في تحقير الإسلام ومحاولة إبعاده دينياً وسياسياً واجتماعياً عن مجتمعاته ؟ أليس الإسلام هو ألم يقف هذا مثل مجازر روندا، والبوسنة وغيرها أمريكا مثلا قد اعتبرت مجازر روندا "أزمات إنسانية" ولم يبك هذه المجازر أحد. إلى جزأين مختلفين. هناك إنسانية تستحق الدفاع عنها وحفظها وتطويرها واحترامها وهي تلك التي تنتمي بصفة مباشرة أو غير وإنسانية ثانية غيريـة وهي تستحق "العواطف الإنسانية" في أفضل الأحوال. معنى ذلك أن العالم اليوم عالمان عالم العولمة والهيمنة المطلقة وعالم (الرحمة) و العناية أي عالم تُرك إلى المنظمات الإنسانية الأخيرة (أم الأحداث ۱۸۳ الدكتور فتحي التريكي الأخيرة أم الأحداث حسب تعبير الفيلسوف الفرنسي جـان وأنه يلعب دوراً مهماً في الحياة. لقد شعرت (الإنسانية الغربية أنها مهددة في كيانها ومنطقها مهددة في قابليتها للهيمنة الغربية يقطن خارج هذا الجزء الأول من الإنسانية)، جاءت كلها ظهرت الآن لاندثار العولمة من داخلها وبآلياتها وبواسطة تقنياتها لا نتحدث هنا عن العلاقة اللامتساوية بين الحياة والموت في العالمين المختلفين، الأفضل العمليات الانتحارية في العالم الثاني عالم القيمة الأفضل وهي الغاية القصوى. المطلقة التي وصلت إلى حد لا يطاق جبروت مارد يقرر مـا هـو يسطر لك حدود عيشك وتفكيرك بالقوة والعنف، ١٨٤ الحداثة وما بعد الحداثة كما لا نتحدث هنا عر لة رمز العولمة التي منذ 185/371 ١٨٤ نهاية التاريخ) حسب فوكوياما. لقد بين الفيلسوف الفرنسي وهنه الداخلي - يد المعونة للإرهابيين في تحطيم رموزه. لأنه كلما ازداد هذا النسق توحيداً على الصعيد العالمي ليصبح نهجاً واحداً، كل هذه الأمور حيوية في نمط فهمنا للحدث، ولكنها تبقى غير كافية إذا لم ننتبه إلى طبيعة النظام العالمي الجديد الذي تريد فطبيعته التكوينية الأساسية هي العنف في صبغته الرمزية المعنوية والمادية الجسدية. المتواجدة في قوة واحدة عالمية ضاربة اقتصاداً وسياسية، كما يحاول أيضاً تجميع كل الوظائف الاجتماعية والحياتية في آلية وهو بذلك يولد بؤراً لصمود فينتج عن العنف الشديد الذي تكوّن به وعمل لقوانينه وقواعده وتوجهاته، وقد أكد على هذه الفكرة الفيلسوف الفرنسي جان بودريار 110 كما يذهب إلى ذلك المثقف كل السياسة، نفسها التي ولدت بعنفها الشديد وبفرضها على نمط الحياة، ||| كما يذهب إلى ذلك المثقفون وأهل السياسة، عنفاً ودون أن نذهب إلى أقصى أعماق هذه الفكرة نقول فقط إن الإرهاب عملية اللا أخلاقية يجب التنديد بها، ولكنها جاءت أيضاً ضد عملية اللاأخلاقية وهي فليست القضية إذن هي قضية تصادم الحضارات. الحرب القائمة اليوم هي حرب بين أمريكا والإسلام، فليس بالإرهاب مما نجده في المسيحية أو اليهودية. ولكن الحرب الآن داخلية عنيفة يحاول العقل في صبغته الغربية تحويل وجهتها نحو خارجه، ظلت صامدة ضد كل مقومات ما بعد الحداثة ومن بينها العولمة وأعني بها الحضارة الإسلامية. بالحرب دون أن تأخذ المواجهة دائماً صبغة عنيفة (الحرب فقد كانت الحرب عموماً (حرب الجزائر أو حرب الفيتنام إقليمية وتحررية لا تتطلب تدخل تحالفات وجيوش ١٨٦ آخر، مناطق ليم العالم حسب التحالفات الجديدة، مصغرة يكون الهدف منها إعادة تقسيم خيرات منطقة من مناطق وحسب معطيات جغراسياسية معينة. هكذا إذن كما بينا في كتابنا العقل والحرية) تكون الحرب سمة تأسيسية للعولمة، بحيث لا يمكن لهذا النظام العالمي الجديد الذي تتزعمه أمريكا أن يستمر وينتعش إلا بالحرب والعنف، والعنف يغذي العنف وينتج حتماً الإرهاب. لذلك فإن قناعتنا أن ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في ١٠ أيلول (سبتمبر) وما أنتجه من مواقف وصراعات وقتال وتعميم المذابح في فلسطين وقبله بأفغانستان وتوجيه حرب إعلامية ضرسة ضد الإسلام والمسلمين والعرب والآسيويين لا يمكن أن يفسر بنظرية صدام الحضارات على الرغم من أنه في الظاهر على الأقل قد يضع الحضارتين وجها لوجه في حقيقة الأمر لا يمكن بأية حال أن نعد أن منفذي العملية الذين يبدو حسب أمريكا ودون أن تقدم الأدلة < > 188/371 الدكتور فتحي التريكي ۱۸۷ المسلمين. هؤلاء يضربون المجتمعات الإسلامية في كل مكان الدكتور فتحي التريكي ۱۸۷ ويحاولون - باسم تصورات خاصة بهم لتعاليم الإسلام - بث الجهل والتخلف العلمي والتقني في ربوع العالم الإسلامي الذي - حركة التحديث الهائلة المتواصلة الآن في كل حضارات العالم. لا محالة يوجد أيضاً متطرفون في الحضارة الغربية يريدون توجيه الأحداث إلى صدام مع الإسلام والمسلمين، ويدخل ضمن هؤلاء، اليمينيون والصهيونيون والعنصريون وكل الذين يريدون وقد قرأنا لهم مقالاتهم في الصحف الغربية وشاهدناهم يشتمون الإسلام والمسلمين في كثير من الشاشات التلفزية الغربية بل كثر الخبراء المهتمون بالإسلام ولسنا ندري من أين جاءتهم هذه الخبرة، وما يقوم به النظام الإسرائيلي اليوم من تقتيل يومي للأطفال والعُزَّل من الشعب الفلسطيني هو نتيجة مباشرة لتدخل هؤلاء الخبراء وتأثيرهم على الرأي العالمي الذي أصبح يرى حتى في الطفل العربي أصل الإرهاب، أو المفكر الفرنسي بارنار هنري لوفي. لكن كل ذلك لا يمكن أن 188/371 يكون سبباً لاصطدام حضار ليمتين مثل الحضارة الغربية والحضارة العربية والإسلامية على أننا لو تعمقنا نظرياً في الحداثة وما بعد الحداثة يكون سبباً لاصطدام حضارتين عظيمتين مثل الحضارة الغربية أطروحة صدام الحضارات، لوجدنا أنها قد أخطأت في تناول هذه فخطأها يتمثل في كونها لم تنتبه إلى أن الحضارات تتكون وتتغير وتتبدل من خلال جدلية الأخذ والعطاء وجدلية فمن لا يعرف أن ما يسمى اليوم بالحضارة الغربية هو نتيجة مباشرة لتطور العلوم والتكنولوجيا، وأن هذا تكوينية للحداثة. ولا سيما في متصلة تتكامل أحياناً وتتصارع أحياناً أخرى، تكتمل بعض عناصرهـا فهي على كل حال متشابكة ومعقدة وتنتج < > وهي قاعدة أكـد عليها المنظر الألماني كلاوزفيتز وهو جنرال حارب نابليون

الدكتور فتحي التريكي سياسية أي امتداد للسياسية داخلياً وخارجياً، وهـي قـاعدة أكـد بونابرت وترك لنا كتاباً في نظرية الحرب حللت هذه الظاهرة سنبين في فصل لاحق (الحداثة) وما بعد الحداثة) أن فلسفة ما بعد الحداثة قد قامت على انقراض القيم التي أسستها الحداثة كفكرة التقدم والحقوق مما أدى إلى فراغ حاولت المعقولية الغربية أن تملأه بقيم (مركنتيلية)، تجارية دنيوية وبرغماتية. وهي إيطيقا جديدة تعتمد مقياس قيمة التبادل أنموذجاً أوحد للتواصل مستقلة لا تربطها إلا علاقة الحاجة والمصلحة فكأن هناك انتصارا الذي تمتد ضمنه جميع الأفعال والقيم من أبسطها إلى أعقدها. فلا شك أن للفردانية دوراً شديد الأهمية لاسترجاع الحرية ولا شك أيضاً أن الحريات والحقوق تقوم ضمنياً على أولية هذه الفردانية. 191/371 وهي التي تعطي المعاني التي العدل والإنسانية والحقوق ۱۹۰ وهي التي تعطي المعاني التي تريد إلى العدل والإنسانية والحقوق والصمود والقيم الأخرى. وفي حقيقة الأمر، الأمريكية هي التي تقرر المعايير الخاصة بالحقوق وكيفية الدفاع كما تقرر الحرب والسلم في العالم مما دعا مثلاً بعض المثقفين والسياسيين في فرنسا للبحث عن الاستثناء الثقافي. فلنا نحن في البلدان العربية المختلفة مسؤولية كبيرة في ذلك، شاملة وكونية، فليس للمثقف العربي الآن الحرية الكافية للنقد والتحليل والمشاركة في النقاشات العامة واتخاذ المواقف الجريئة، وهي التي تقدم لهذه الخيارات معاني تتسع لتشمل الحضارة فالمثقف العربي - لأنها هي بدورها قد استسلمت إلى العولمة وإلى قطبها الأمريكي، باعتبار طبيعتها وباعتبار بحيث هاجر الفكر من ربوعها، الدكتور فتحي التريكي ۱۹۰ وهي التي تعطي المعاني التي تريد إلى العدل والإنسانية والحقوق والصمود والقيم الأخرى. وفي حقيقة الأمر، الأمريكية هي التي تقرر المعايير الخاصة بالحقوق وكيفية الدفاع كما تقرر الحرب والسلم في العالم مما دعا مثلاً بعض المثقفين والسياسيين في فرنسا للبحث عن الاستثناء الثقافي. فلنا نحن في البلدان العربية المختلفة مسؤولية كبيرة في ذلك، شاملة وكونية، فليس للمثقف العربي الآن الحرية الكافية للنقد والتحليل والمشاركة في النقاشات العامة واتخاذ المواقف الجريئة، وهي التي تقدم لهذه الخيارات معاني تتسع لتشمل الحضارة فالمثقف العربي - لأنها هي بدورها قد استسلمت إلى العولمة وإلى قطبها الأمريكي، باعتبار طبيعتها وباعتبار بحيث هاجر الفكر من ربوعها، فتقوقع في الماضي أو التحق بالحاضر الغربي، كلتا الحالتين ترك فراغاً أدا تمعات العربية إلى التقهقر فأصبحت مستهلكة غير قادر على الابتكار والخلق وإنتاجمن ربوعها، وفي ۱۹۱ فأصبحت مستهلكة غير قادرة على الابتكار والخلق وإنتاج الجديد. ولو تمعنا قليلاً في ظاهرة علاقتنا بالغرب، ضمن توحد الغرب في تدبير شؤون العالم. هذا التوحد الذي نتج كما بينا سابقاً عن إرادة الهيمنة المطلقة أصبح اليوم أكثر تصلبـاً بحيث إنه قد استبعد الآخر والغير والمختلف، وبنى تصوراً ذا بعد فقد كتب مثلاً المفكر القاضي الإسباني بلتزار كرزون "إن الغرب وهياكله السياسية والعسكرية و الاجتماعية والاقتصادية قد اهتمت أساساً بالتقدم المزري والفادح للإنتاج والأرباح المعولمة، ولم تهتم بتوزيع الأرباح توزيعاً عادلاً بين الناس والشعوب. المهاجرين اهتمت بإبقاء الديون الخارجية وتطويرها أكثر من اهتمامها بغرس حركية إنتاجية في هذه البلدان (غير الغربية) التي 192/371 193/371 ۱۹۲ تواصلها مع الآخرين. أو بتر لم تستطع هذه المعقولية أو بتعبير آخر لم تستطع هذه المعقولية استضافة المعقوليات الأخرى لإحداث كوينية عادلة ومشتركة بين إخفاق العولمة وانقراض عصر ما بعد الحداثة. وفي حقيقة الأمر، وكاد التفاهم لأنه لا تواصل ممكن بين المجموعة يخضع إلا لمعايير منطقية مقبولة من الجميع. القوة القاهرة الجبارة، القبول العمومي للعقل، حكماً ووازعاً بين المعقوليات، نفعية وشكلاً جغراسياسياً معيناً يبرر غلبة العولمة ويجعلها نهاية التاريخ. وتمييز نواته الأساسية من غاياته النفعية. الأول لإمكانية توحيد التنوع والاختلاف. وعلى الرغم من أهمية 194/371 الدكتور فتحي التريكي هذا النقد، فإن هذا العقل التواصلي في صبغته الكونية والاجتماعية قد لا يكفي أيضاً ليكون هناك حقيقة تحاور بين الثقافات واتصال متواصل يصل إلى مستوى الكم المهم على كل الحال هو الا بالكثرة والتنوع في الثقافة فإن هذا العقل التواصلي في صبغته الكونية والاجتماعية قد لا يكفي أيضاً ليكون هناك حقيقة تحاور بين الثقافات واتصال متواصل يصل إلى مستوى الكوني. المهم على كل الحال هو الاعتراف بالكثرة والتنوع في الثقافة ففي معقولية الحوار ولكنه لا يكفي لأن حق الكثرة وحق الاختلاف قد يتحولا هما أيضاً إلى نوع من الاستبداد، بحيث لن يكون هناك فباسم الاختلاف يمكن اقتراف أبشع الجرائم البشرية. لذلك فلا بد أن يؤدي الاعتراف بالكثرة الشخصية للأفراد والمجتمعات والشعوب ويبني بينها نقط التقاء ليصبح العيش سوياً بينها ممكناً. فالمعقولية الغربية تحاول عكس ذلك تجاوز الهويات لإقرار قد نهجوا نهج هذا التوجه السياسي للمعقولية الغربية. فمن ناحية تحاول العولمة ضم الهويات بعضها إلى بعض من خلال تقنيات الاتصال 195/371 الحداثة وما بعد الحداثة للقضاء عليها باعتبار أنها يمكن أن تكون عائقاً لتطورها إن لم نقطة انطلاق للصمود ومن ناحية أخرى، تنمي بعضها (كهوية الأقليات دون مناطق مؤزمة في العالم -- انااء الا أنالحتير من بعد ذلك التوجه وحاول ربط الجسور بعددا مع الا. وعد أن الهوية في صبغتها الانفتاحية ضرورة للتعايش. العولمة ضم الهويات بعضها إلى بعض من خلال تقنيات الاتصال 195/371 الحداثة وما بعد الحداثة تصبح نقطة انطلاق للصمود ضدها. ومن ناحية أخرى، فهـي قـد تنمي بعضها (كهوية (الأقليات لتكون مناطق مؤزمة في العالم إلا أن الهوية في كنهها و في نمط تطورها يمكن أن تلعب دور الصمود ضد العولمة، وسيأخذ هذا الصمود شكلاً تراجعياً ورجعياً


النص الأصلي

الحداثة
وما بعد الحداثة
الفصل الأول
الحدث
الدكتور فتحي التريكي
إننا نعيش اليوم أحداثاً أليمة متسارعة وعنفاً شديداً متصاعداً،
وانحلالاً كبيراً في العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الشمال
والجنوب ومذابح يومية يقوم بها الإسرائيليون في فلسطين، مذابح
يشرعها صمت الرأي العام العالمي، ويبررها بشتى الوسائل
أصحاب القرار النظري والعملي في العالم، وكل ذلك يمثل صبغة
تأسيسية لما يسمى بالعولمة، وهو على كل حال ناتج عن تهافت
۱۸۰
الحداثة وما بعد الحداثة
منظومة القيم التي كانت تسود العالم في عصر الحداثة، وتعويضها
بمنطق الربح والهيمنة وفوضى السوق التي تسود الآن في عصر ما بعد الحداثة.
لا محالة لا نستطيع بأي حال تبرير أحداث ١١ سبتمبر
۲۰۰۱ م عندما حطمت عمليات انتحارية بواسطة طائرات مدنية
قد تم اختطافها ناطحات السحاب النيويوركية المشهورة، ومبنى
البنتغون في واشنطن. ولكننا نَعُد أن هذه العملية الإرهابية لـم
تكن من أجل الإرهاب، إذ يجب أن ننظر بإمعان إلى مكانة البلد
المستهدف في العالم، لنفهم الأسباب الكامنة وراءها مهما كان
القائم بهذه العمليات، ومهما كانت أهدافهم المعلنة وغير المعلنة.
فليست هي قضية إرهاب ولا هي تضاد بين الخير والشر، ولا
هي حرب دينية جديدة أو حرب صليبيـة أخـرى ولم تنتـج عـن
صدام للحضارات. هي حسب رأينا- ردة فعل قويـة ضـد
اللاعدل الذي يريد الغرب بزعامة أمريكا أن يظهره للعالم وكأنه
هو العدل الإنساني الوحيد الممكن.
لو عدنا قليلاً إلى تاريخ تكون أمريكا، لوجدنا أنهـا صـورة
ميدانية وعملية للعقلانية الكلاسيكية. لقد بين الفيلسوف الفرنسي
ميشال سار أنه في الوقت الذي يقوم فيه ديكارت بتأسيس مبادئ
العقل، تقوم الجيوش الإنكليزية والغربية بصفة عامة بتقتيل الهنود
في أمريكا وحرق الغابات وبناء المستعمرات التي ستصبح فيما بعد
الدكتور فتحي التريكي
۱۸۱
دويلات تتكون منها أمريكا حالياً. ليس هدفنا العودة إلى هذا
التاريخ العنيف، ولكننا وددنا أن من أن العقلانية الغربية لم تصنع
العلوم والتكنولوجيا فقط، بل أيضاً منطقاً جديداً يقوم على
الإقصاء والاستبعاد والتقتيل، بحيث ستؤدي هذه العقلانية إلىدويلات تتكون منها أمريكا حالياً. ليس هدفنا العودة إلى هذا
التاريخ العنيف، ولكننا وددنا أن نبين أن العقلانية الغربية لم تصنع
العلوم والتكنولوجيا فقط، بل أقامت أيضاً منطقاً جديداً يقوم على
الإقصاء والاستبعاد والتقتيل، بحيث ستؤدي هذه العقلانية إلى
إقرار للإنسانية لا محالة ولكن هذه الإنسانية ستأتي مشطورة
ذات قطبين، إنسانية محبذة يعمل العقل في تمظهره الغربي على
تطويرها والدفاع عنها، وإنسانية أخرى منبوذة، يمكننا في أحسن
الأحوال - تركها جانباً، إذا لم يقم هذا العقل بإفنائها وتصفيتها و
إبادتها إن اقتضت ضرورة ما لذلك.
لا نريد هنا تعديد الأدلة والشواهد على ذلك، إنما نذكر
بعض الأمثلة القريبة :
ألم يكن دور العقل في تمظهره الغربي كبيراً في تقتيل الشعب
العراقي في حرب الخليج (بواسطة أسلحة الدمار المتطورة
وبواسطة الحصار (المتواصل ؟ ألم تكن أمريكا مثلاً هي المسؤولة
الأولى عن خنق الشعب العراقي بواسطة الحظر الاقتصادي الذي
أنتج ما يقارب مئات الآلاف من الضحايا ؟ ألم يشجع هذا
العقل، قوى الظلام في الإسلام بما في ذلك نظام طالبان وأسامة بن
لادن نفسه لكي يحطموا النظم العربية التقدمية التي كان يمكن لها
أن تلعب أدواراً استراتيجية هامة كمصر والجزائر؟ ألم يقم هذا
العقل بمعاقبة العرب على جرائم قام بها هو في الحرب العالمية
182/371
183/371
۱۸۲
الحداثة وما بعد الحداثة
الثانية حينما حاول تصفية اليهود فأقام دولة إسرائيل بين
أراضيهم، إسرائيل التي هي عمرها تنفذ إرادة التصفية ضد
الشعب الفلسطيني ؟ ألا يتفنر نقل في تحقير الإسلام ومحاولة
إبعاده دينياً وسياسياً واجتماعياً عن مجتمعاته ؟ أليس الإسلام هو قل بمعاقبة العرب على جرائم قام بها هو في الحرب العالمية
183/371
۱۸۲
الحداثة وما بعد الحداثة
الثانية حينما حاول تصفية اليهود فأقام دولة إسرائيل بين
أراضيهم، إسرائيل التي هي بدورها تنفذ إرادة التصفية ضـد
الشعب الفلسطيني ؟ ألا يتفنن هذا العقل في تحقير الإسلام ومحاولة
إبعاده دينياً وسياسياً واجتماعياً عن مجتمعاته ؟ أليس الإسلام هو
ثاني الأديان في كثير من البلدان الغربية – بالنسبة إلى عــدد
معتنقيه، ولكنه أحقرها عندهم، ثم وبعد هذا كله، ألم يقف هذا
العقل وراء جرائم إنسانية أكثر خطورة من أحداث 11 سبتمبر،
مثل مجازر روندا، والبوسنة وغيرها أمريكا مثلا قد اعتبرت مجازر
روندا "أزمات إنسانية" ولم يبك هذه المجازر أحد.
لقد قسم العقل في تمظهره الغربي (المعقولية الغربية) الإنسانية
إلى جزأين مختلفين. هناك إنسانية تستحق الدفاع عنها وحفظها
وتطويرها واحترامها وهي تلك التي تنتمي بصفة مباشرة أو غير
مباشرة إلى العالم الرأسمالي المهيمن. وإنسانية ثانية غيريـة
" يترعرع فيها الإرهاب والشر والفقر، وهي تستحق "العواطف
الإنسانية" في أفضل الأحوال.
معنى ذلك أن العالم اليوم عالمان عالم العولمة والهيمنة المطلقة
وعالم (الرحمة) و العناية أي عالم تُرك إلى المنظمات الإنسانية
لتهتم بفقره ومرضه لأنه قد تم إخراجه نهائياً من التاريخ بالنسبة
إلى المعقولية الغربية.
لذلك كان حدث ۱۱ سبتمبر هـو الحدث الأهم في العشرية
۱۸۳
الفيلسوف الفرنسي جان
الدكتور فتحي التريكي
الأخيرة (أم الأحداث
حس
بودريار في جريدة Le Monde الصادرة في ٢ تشرين الثانيلذلك كان حدث ۱۱ سبتمبر هو الحدث الأهم في العشرية
۱۸۳
الدكتور فتحي التريكي
الأخيرة أم الأحداث حسب تعبير الفيلسوف الفرنسي جـان
بودريار في جريدة Le Monde الصادرة في ٢ تشرين الثاني
(نوفمبر) (۲۰۰۱) لأن العالم المتروك قد أظهر للجميع أنـه
موجود، وأنه يلعب دوراً مهماً في الحياة. لقد شعرت (الإنسانية
الغربية أنها مهددة في كيانها ومنطقها مهددة في قابليتها للهيمنة
والاستبداد فجاءت التهديدات والتنديدات الأخلاقية والسياسية
والتكتلات العالمية ضد الإرهاب والإرهاب بالنسبة للمعقولية
الغربية يقطن خارج هذا الجزء الأول من الإنسانية)، جاءت كلها
لتعبر عن دهشة عميقة وعن صيحة فزع ضد الإمكانية التي
ظهرت الآن لاندثار العولمة من داخلها وبآلياتها وبواسطة تقنياتها
وأركانها.
لا نتحدث هنا عن العلاقة اللامتساوية بين الحياة والموت في
العالمين المختلفين، بحيث يكون الموت تضحية ومروراً نحــو
الأفضل العمليات الانتحارية في العالم الثاني عالم القيمة
الروحية، بينما تكون الحياة في العالم الأول هي
الأفضل وهي
الغاية القصوى.
ولا نتحدث أيضاً عن صمود الضعفاء ضد القهر والهيمنة
المطلقة التي وصلت إلى حد لا يطاق جبروت مارد يقرر مـا هـو
خير وما هو شر، يسطر لك حدود عيشك وتفكيرك بالقوة
والعنف، ويحولك إلى بضاعة صالحة فيستعملها للربح والمصلحة،
أو بضاعة تافهة فيتركها تعبث بها أيادي الزمن.
184/371
185/371
١٨٤
الحداثة وما بعد الحداثة
كما لا نتحدث هنا عر لة رمز العولمة التي منذ
التسعينيات ظهرت وكأنها الغاية القصوى للإنسانية، وكأنهابضاعة تافهة فيتركها تعبث بها أيادي الزمن.
الحداثة وما بعد الحداثة
185/371
١٨٤
كما لا نتحدث هنا عن زعزعة رمز العولمة التي منذ
التسعينيات ظهرت وكأنها الغاية القصوى للإنسانية، وكأنها
(نهاية التاريخ) حسب فوكوياما. لقد بين الفيلسوف الفرنسي
سابق الذكر (بودريار) أن هيكل العولمة كاملاً قد قدم من خلال
وهنه الداخلي - يد المعونة للإرهابيين في تحطيم رموزه. لأنه كلما
ازداد هذا النسق توحيداً على الصعيد العالمي ليصبح نهجاً واحداً،
كلما ازداد ضعفه وضوحاً في بعض نقط أعماله.
كل هذه الأمور حيوية في نمط فهمنا للحدث، ولكنها تبقى
غير كافية إذا لم ننتبه إلى طبيعة النظام العالمي الجديد الذي تريد
العولمة وضعه قهراً نموذجاً أوحد لاقتصاديات البلدان وسياساتها.
فطبيعته التكوينية الأساسية هي العنف في صبغته الرمزية
المعنوية والمادية الجسدية. فهو نسق محكم يحاول تجميع القوى
المتواجدة في قوة واحدة عالمية ضاربة اقتصاداً وسياسية، كما
يحاول أيضاً تجميع كل الوظائف الاجتماعية والحياتية في آلية
تكنوقراطية موحدة للفكر والتفكير، وهو بذلك يولد بؤراً لصمود
داخله وخارجه، فينتج عن العنف الشديد الذي تكوّن به وعمل
بواسطته عنفاً، ولكن بأوراق أخرى وبطرق متغايرة لا تخضع
لقوانينه وقواعده وتوجهاته، وهو ما سماه هو نفسه بالإرهاب.
وقد أكد على هذه الفكرة الفيلسوف الفرنسي جان بودريار
قائلاً
بأن الإرهاب قد لا تكون في النظريات والعقائد المعادية للعولمة
110
الدكتور فتحي التريكي
كما يذهب إلى ذلك المثقف كل السياسة، بل في العولمة
نفسها التي ولدت بعنفها الشديد وبفرضها على نمط الحياة، عنفاً
||| كما يذهب إلى ذلك المثقفون وأهل السياسة، بل في العولمة
نفسها التي ولدت بعنفها الشديد وبفرضها على نمط الحياة، عنفاً
من نوع خاص. ودون أن نذهب إلى أقصى أعماق هذه الفكرة
حتى لا نبرر الإرهاب، نقول فقط إن الإرهاب عملية اللا أخلاقية
يجب التنديد بها، ولكنها جاءت أيضاً ضد عملية اللاأخلاقية وهي
العولمة ويجب أيضاً التنديد بها.
فليست القضية إذن هي قضية تصادم الحضارات. وليست
الحرب القائمة اليوم هي حرب بين أمريكا والإسلام، فليس
للإسلام من حيث هو دين ولا من حيث هو حضارة صلة أوثق
بالإرهاب مما نجده في المسيحية أو اليهودية. ولكن الحرب الآن
هي بين العولمة مستتبعاتها ونتائجها فنكاد نقول: إنها حرب
داخلية عنيفة يحاول العقل في صبغته الغربية تحويل وجهتها نحو
خارجه، نحو بلد ظل بعيدا عن العولمة (أفغانستان) ونحو حضارة
ظلت صامدة ضد كل مقومات ما بعد الحداثة ومن بينها العولمة
وأعني بها الحضارة الإسلامية.
لقد كنا نعيش بعد الحرب العالمية الثانية حالة التهديد المتواصل
بالحرب دون أن تأخذ المواجهة دائماً صبغة عنيفة (الحرب
الباردة)، فقد كانت الحرب عموماً (حرب الجزائر أو حرب
مختلفة
الفيتنام إقليمية وتحررية لا تتطلب تدخل تحالفات وجيوش
ومكثفة. أما الآن فحالة الحرب حالة عادية في الاستراتيجية العالمية
186/371
187/371
١٨٦
الحداثة وما بعد الحداثة
بحيث لا تخمد الحرب في مكـان مـن العـالـم إلا لتشتعل في مكان
آخر، ومنذ حرب الخليج، أصح الممكن تنظيم حروب عالمية
مصغرة يكون الهدف منها إع
من
مناطق
خيرات منطقة
ليم
العالم حسب التحالفات الجديدة، وحسب معطيات جغراسياسية بحيث لا تخمد الحرب في مكان من العالم إلا لتشتعل في مكان
آخر، ومنذ حرب الخليج أصبح من الممكن تنظيم حروب عالمية
مصغرة يكون الهدف منها إعادة تقسيم خيرات منطقة من مناطق
العالم حسب التحالفات الجديدة، وحسب معطيات جغراسياسية
معينة. هكذا إذن كما بينا في كتابنا العقل والحرية) تكون الحرب
سمة تأسيسية للعولمة، بحيث لا يمكن لهذا النظام العالمي الجديد
الذي تتزعمه أمريكا أن يستمر وينتعش إلا بالحرب والعنف،
والعنف يغذي العنف وينتج حتماً الإرهاب. لذلك فإن قناعتنا أن
ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في ١٠ أيلول (سبتمبر)
وما أنتجه من مواقف وصراعات وقتال وتعميم المذابح في
فلسطين وقبله بأفغانستان وتوجيه حرب إعلامية ضرسة ضد
الإسلام والمسلمين والعرب والآسيويين لا يمكن أن يفسر بنظرية
صدام الحضارات على الرغم من أنه في الظاهر على الأقل قد يضع
الحضارتين وجها لوجه في حقيقة الأمر لا يمكن بأية حال أن نعد
أن منفذي العملية الذين يبدو حسب أمريكا ودون أن تقدم الأدلة
الواضحة على ذلك أنهم ينتمون إلى تنظيم متطرف بزعامة بن
لادن يمثلون الحضارة الإسلامية هم الذين قد أحدثوا الرعب
والرهبة في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية كالجزائر مثلاً
التي تعرضت إلى أبشع عمليات التقتيل وقد طالت الأبرياء من
المسلمين هؤلاء يضربون المجتمعات الإسلامية في كل مكان
< >
188/371
الدكتور فتحي التريكي
۱۸۷
ويحاولون - باسم تصورات خاصة بهم لتعاليم الإسلام - بث
الجهل والتخلف العلمي والتقني في ربوع العالم الإسلامي الذي


من خلال مستتبعات استرات - سيخرج شيئاً فشيئاً عن
حركة التحديث الهائلة المتواصلين في كل حضارات العالم.المسلمين. هؤلاء يضربون المجتمعات الإسلامية في كل مكان
الدكتور فتحي التريكي
۱۸۷
ويحاولون - باسم تصورات خاصة بهم لتعاليم الإسلام - بث
الجهل والتخلف العلمي والتقني في ربوع العالم الإسلامي الذي -
من خلال مستتبعات استراتيجيتهم - سيخرج شيئاً فشيئاً .
حركة التحديث الهائلة المتواصلة الآن في كل حضارات العالم.
لا محالة يوجد أيضاً متطرفون في الحضارة الغربية يريدون
توجيه الأحداث إلى صدام مع الإسلام والمسلمين، ويدخل ضمن
هؤلاء، اليمينيون والصهيونيون والعنصريون وكل الذين يريدون
أن لا تتقدم المجتمعات الإسلامية إلى الأفضل اقتصاداً واجتماعاً،
وقد قرأنا لهم مقالاتهم في الصحف الغربية وشاهدناهم يشتمون
الإسلام والمسلمين في كثير من الشاشات التلفزية الغربية بل كثر
الخبراء المهتمون بالإسلام ولسنا ندري من أين جاءتهم هذه
الخبرة، وقام أكثرهم بالتحريض على العدوان ضد العرب
والمسلمين. وما يقوم به النظام الإسرائيلي اليوم من تقتيل يومي
للأطفال والعُزَّل من الشعب الفلسطيني هو نتيجة مباشرة لتدخل
هؤلاء الخبراء وتأثيرهم على الرأي العالمي الذي أصبح يرى حتى
في الطفل العربي أصل الإرهاب، لذلك سوف لن يتحرك أحد
أمام هذه المذابح اليومية. بل هناك من الفلاسفة والمفكرين الغربيين
من حلل الحدث بكثير من التشنج والادعاءات الباطلة ومن اتخذ
مواقف تشبه مواقف العنصرين مثل المفكر الإيطالي امبرتو ايكو،
أو المفكر الفرنسي بارنار هنري لوفي. لكن كل ذلك لا يمكن أن
188/371
189/371
۱۸۸
الحداثة وما بعد الحداثة
يكون سبباً لاصطدام حضار ليمتين مثل الحضارة الغربية
والحضارة العربية والإسلامية على أننا لو تعمقنا نظرياً في
|||أو المفكر الفرنسي بارنار هنري لوفي. لكن كل ذلك لا يمكن أن
189/371
الحداثة وما بعد الحداثة
يكون سبباً لاصطدام حضارتين عظيمتين مثل الحضارة الغربية
والحضارة العربية والإسلامية على أننا لو تعمقنا نظرياً في
أطروحة صدام الحضارات، لوجدنا أنها قد أخطأت في تناول هذه
الظاهرة. فخطأها يتمثل في كونها لم تنتبه إلى أن الحضارات
تتكون وتتغير وتتبدل من خلال جدلية الأخذ والعطاء وجدلية
التداخل والتصارع، فمن لا يعرف أن ما يسمى اليوم بالحضارة
الغربية هو نتيجة مباشرة لتطور العلوم والتكنولوجيا، وأن هذا
التطور جاء بالاعتماد على إنجازات الإغريق والعرب والمسلمين
أحياناً وبالاصطدام مع نظرياتهم أحياناً أخرى بحيث أن محوريتهم
تكوينية للحداثة. وقد نبه الفيلسوف الفرنسي ألكسندر كويري
إلى أن الغرب لم يتعلم الفلسفة والعلوم إلا من العرب ومن
حضارتهم الكبرى فالحضارات إذن في كل الأزمنة، ولا سيما في
زماننا، زمن السرعة والاتصال مرتبطة بعضها ببعض، متصلة
تتكامل أحياناً وتتصارع أحياناً أخرى، تكتمل بعض عناصرهـا
بتواصلها وتختلف عناصرها الأخرى فتتفكك لتضمحل أو لتعود
حتماً
بأوجه جديدة. فهي على كل حال متشابكة ومعقدة وتنتج
تثاقفاً في المجتمعات يكون هذا التثاقف بواسطة العنف (كالحرب
الاستعمارية مثلاً أو كاحتلال نابليون لمصر) أحياناً، وبواسطة
انتقال التكنولوجيا والعلوم أحياناً أخرى. فليس هناك صدام
للحضارات ولا يمكن للحضارات أن تتحارب، لأن الحرب
< >
190/371
الدكتور فتحي التريكي
۱۸۹
سياسية أي امتداد للسياسية خارجياً، وهي قاعدة أكـد
عليها المنظر الألماني كلاوزفيتز وهو جنرال حارب نابليون
|||



الدكتور فتحي التريكي
سياسية أي امتداد للسياسية داخلياً وخارجياً، وهـي قـاعدة أكـد
عليها المنظر الألماني كلاوزفيتز وهو جنرال حارب نابليون
بونابرت وترك لنا كتاباً في نظرية الحرب حللت هذه الظاهرة
تحليلاً ضافياً.
سنبين في فصل لاحق (الحداثة) وما بعد الحداثة) أن فلسفة ما
بعد الحداثة قد قامت على انقراض القيم التي أسستها الحداثة
(كفكرة التقدم والحقوق مما أدى إلى فراغ حاولت المعقولية
الغربية أن تملأه بقيم (مركنتيلية)، تجارية دنيوية وبرغماتية. وهي
إيطيقا جديدة تعتمد مقياس قيمة التبادل أنموذجاً أوحد للتواصل
البشري حتى إن الأفراد في المجتمع الغربي أصبحوا يمثلون ذرات
مستقلة لا تربطها إلا علاقة الحاجة والمصلحة فكأن هناك انتصارا
للفرد ضد المجموعة أو الجماعة وكأن الحرية الفردية هي المجال
الذي تمتد ضمنه جميع الأفعال والقيم من أبسطها إلى أعقدها.
فلا شك أن للفردانية دوراً شديد الأهمية لاسترجاع الحرية
المستلبة داخل فضاء الوجود الإنساني، ولا شك أيضاً أن الحريات
والحقوق تقوم ضمنياً على أولية هذه الفردانية. ولكن الجديد في
العولمة يتمثل في محاولة أجهزة النظام السياسي والاستراتيجي
الاستيلاء على القرار والإنتاج فيما يخص هذه القيم. فالمعقولية
الغربية هي وحدها التي تسطر معاني هذه القيم وحدودهـا
وكونيتها وهي التي تقرر مقاييس الحرية وميادينها وحدودها،
< >
191/371
۱۹۰
الحداثة وما بعد الحداثة
وهي التي تعطي المعاني التي العدل والإنسانية والحقوق
والصمود والقيم الأخرى. وفي سيعة الأمر، فإن الولايات المتحدةوكونيتها وهي التي تقرر مقاييس الحرية وميادينها وحدودها،
۱۹۰
الحداثة وما بعد الحداثة
وهي التي تعطي المعاني التي تريد إلى العدل والإنسانية والحقوق
والصمود والقيم الأخرى. وفي حقيقة الأمر، فإن الولايات المتحدة
الأمريكية هي التي تقرر المعايير الخاصة بالحقوق وكيفية الدفاع
عنها، كما تقرر الحرب والسلم في العالم مما دعا مثلاً بعض
المثقفين والسياسيين في فرنسا للبحث عن الاستثناء الثقافي.
فلنا نحن في البلدان العربية المختلفة مسؤولية كبيرة في ذلك، إذ
إننا لم نستطع تطوير قيمنا ومقومات حضارتنا حتى نعطيها صبغة
شاملة وكونية، فليس للمثقف العربي الآن الحرية الكافية للنقد
والتحليل والمشاركة في النقاشات العامة واتخاذ المواقف الجريئة،
لأن الحركية الديمقراطية الثقافية هي التي تولد الخيارات القيمية
وهي التي تقدم لهذه الخيارات معاني تتسع لتشمل الحضارة
العربية ولتتجاوزها نحو الحضارات المجاورة. فالمثقف العربي -
لأنه أسير اللعبة السياسية وأسير السلطة الدينية – مازال مستهلكاً
للأفكار التي قد تأتيه من أعماق التاريخ أو تتصل به من حاضره
الآخر الذي هو ليس فيه. وللأنظمة السياسية العربية ضلع كبير في
ذلك، لأنها هي بدورها قد استسلمت إلى العولمة وإلى قطبها
الأمريكي، وليس لها خيار غير ذلك، باعتبار طبيعتها وباعتبار
مآرب أصحابها ومصالحهم، وهي التي اختارت الحكم المطلق
والدكتاتوري لتسيير شؤون الحياة والأفكار، بحيث هاجر الفكر
من ربوعها، فتقوقع في الماضي أو التحق بالحاضر الغربي، وفي
الدكتور فتحي التريكي
۱۹۱
كلتا الحالتين ترك فراغاً أدا تمعات العربية إلى التقهقر
فأصبحت مستهلكة غير قادر على الابتكار والخلق وإنتاجوكونيتها وهي التي تقرر مقاييس الحرية وميادينها وحدودها،
۱۹۰
الحداثة وما بعد الحداثة
وهي التي تعطي المعاني التي تريد إلى العدل والإنسانية والحقوق
والصمود والقيم الأخرى. وفي حقيقة الأمر، فإن الولايات المتحدة
الأمريكية هي التي تقرر المعايير الخاصة بالحقوق وكيفية الدفاع
عنها، كما تقرر الحرب والسلم في العالم مما دعا مثلاً بعض
المثقفين والسياسيين في فرنسا للبحث عن الاستثناء الثقافي.
فلنا نحن في البلدان العربية المختلفة مسؤولية كبيرة في ذلك، إذ
إننا لم نستطع تطوير قيمنا ومقومات حضارتنا حتى نعطيها صبغة
شاملة وكونية، فليس للمثقف العربي الآن الحرية الكافية للنقد
والتحليل والمشاركة في النقاشات العامة واتخاذ المواقف الجريئة،
لأن الحركية الديمقراطية الثقافية هي التي تولد الخيارات القيمية
وهي التي تقدم لهذه الخيارات معاني تتسع لتشمل الحضارة
العربية ولتتجاوزها نحو الحضارات المجاورة. فالمثقف العربي -
لأنه أسير اللعبة السياسية وأسير السلطة الدينية – مازال مستهلكاً
للأفكار التي قد تأتيه من أعماق التاريخ أو تتصل به من حاضره
الآخر الذي هو ليس فيه. وللأنظمة السياسية العربية ضلع كبير في
ذلك، لأنها هي بدورها قد استسلمت إلى العولمة وإلى قطبها
الأمريكي، وليس لها خيار غير ذلك، باعتبار طبيعتها وباعتبار
مآرب أصحابها ومصالحهم، وهي التي اختارت الحكم المطلق
والدكتاتوري لتسيير شؤون الحياة والأفكار، بحيث هاجر الفكر
من ربوعها، فتقوقع في الماضي أو التحق بالحاضر الغربي، وفي
الدكتور فتحي التريكي
۱۹۱
كلتا الحالتين ترك فراغاً أدا تمعات العربية إلى التقهقر
فأصبحت مستهلكة غير قادر على الابتكار والخلق وإنتاجمن ربوعها، فتقوقع في الماضي أو التحق بالحاضر الغربي، وفي
الدكتور فتحي التريكي
۱۹۱
كلتا الحالتين ترك فراغاً أدّى بالمجتمعات العربية إلى التقهقر،
فأصبحت مستهلكة غير قادرة على الابتكار والخلق وإنتاج
الجديد.
ولو تمعنا قليلاً في ظاهرة علاقتنا بالغرب، لاستنتجنا أنها تدخل
ضمن توحد الغرب في تدبير شؤون العالم. هذا التوحد الذي نتج
كما بينا سابقاً عن إرادة الهيمنة المطلقة أصبح اليوم أكثر تصلبـاً
بحيث إنه قد استبعد الآخر والغير والمختلف، وبنى تصوراً ذا بعد
واحد للحياة والفكر. فقد كتب مثلاً المفكر القاضي الإسباني
بلتزار كرزون "إن الغرب وهياكله السياسية والعسكرية و
الاجتماعية والاقتصادية قد اهتمت أساساً بالتقدم المزري والفادح
للإنتاج والأرباح المعولمة، ولم تهتم بتوزيع الأرباح توزيعاً عادلاً
بين الناس والشعوب. اهتمت بسياسة الاستبعاد الاجتماعي أكثر
من اهتمامها بإدماج الشعوب وبسياسية تقدمية فيما يخص
المهاجرين اهتمت بإبقاء الديون الخارجية وتطويرها أكثر من
اهتمامها بغرس حركية إنتاجية في هذه البلدان (غير الغربية) التي
نطلب منها اليوم الإعانة والتفهم أو التي نهددها "بالحرب
النهائية" بواسطة "العدل اللانهائي" أو "بالسلم الأبدية". (انظر
جريدة لوموند الباريسية ٠١/١٠/٩).
فالمعقولية الغربية لم تستطع ربط مقوماتها التي ترعرعت في
الحداثة (العدل الإنصاف الحقوق الاختلاف) بنمط عملها في
192/371
193/371
۱۹۲
الحداثة وما بعد الحداثة
تواصلها مع الآخرين. أو بتر لم تستطع هذه المعقولية
استضافة المعقوليات الأخرى لإحداث كوينية عادلة ومشتركة بينتواصلها مع الآخرين. أو بتعبير آخر لم تستطع هذه المعقولية
استضافة المعقوليات الأخرى لإحداث كوينية عادلة ومشتركة بين
الناس وبين الشعوب. هذا الإخفاق كان أيضا سبباً من أسباب
إخفاق العولمة وانقراض عصر ما بعد الحداثة.
وفي حقيقة الأمر، كلما أخضعنا العقل إلى منطقيـــة
الجغراسياسية ازداد التوتر بين الحضارات والهويات، وكاد التفاهم
بين الشعوب يكون مستحيلاً، لأنه لا تواصل ممكن بين المجموعة
الهائلة من التنوع الحضاري والثقافي إلا إذا كان العقل محايداً لا
يخضع إلا لمعايير منطقية مقبولة من الجميع. فأزمة العقل في تمظهره
الغربي يتمثل في أنه يحاول تعويض هذه المنطقية المقبولة بمنطق
القوة القاهرة الجبارة، وكأن الغلبة اقتصاداً واجتماعاً) ستعوض
القبول العمومي للعقل، وستضع بذلك المعقولية الغربية نفسها
حكماً ووازعاً بين المعقوليات، وهي التي اتخذت صبغة براغماتية
نفعية وشكلاً جغراسياسياً معيناً يبرر غلبة العولمة ويجعلها نهاية
التاريخ. لذلك كان لا بد من العودة إلى كيانه لنقـده من جديد،
وتمييز نواته الأساسية من غاياته النفعية.
وقد حاول الفيلسوف الألماني هابرماس القيام بذلك من خلال
أعمال مدرسة فرنكفورت، وبين أن العقل التواصلي هو الذي
يمكن أن يكون القاسم المشترك بين كل الثقافات، وهو الضامن
الأول لإمكانية توحيد التنوع والاختلاف. وعلى الرغم من أهمية
194/371
الدكتور فتحي التريكي
۱۹۳
هذا النقد، فإن هذا العقل التواصلي في صبغته الكونية والاجتماعية
قد لا يكفي أيضاً ليكون هناك حقيقة تحاور بين الثقافات واتصال
متواصل يصل إلى مستوى الكم
المهم على كل الحال هو الا بالكثرة والتنوع في الثقافة
امالنقد، فإن هذا العقل التواصلي في صبغته الكونية والاجتماعية
قد لا يكفي أيضاً ليكون هناك حقيقة تحاور بين الثقافات واتصال
متواصل يصل إلى مستوى الكوني.
المهم على كل الحال هو الاعتراف بالكثرة والتنوع في الثقافة
والأفكار وفي نمط العيش الاجتماعي للأفراد والمجتمعات. ففي
هذا الاعتراف الحقيقي يكمن التحول من معقولية الغلبة إلى
معقولية الحوار ولكنه لا يكفي لأن حق الكثرة وحق الاختلاف
قد يتحولا هما أيضاً إلى نوع من الاستبداد، بحيث لن يكون هناك
إمكانية للانفتاح وللتحاور. فباسم الاختلاف يمكن اقتراف أبشع
الجرائم البشرية. لذلك فلا بد أن يؤدي الاعتراف بالكثرة
والاختلاف إلى إقرار أرضية للحوار الكوني الذي يحترم الهويات
الشخصية للأفراد والمجتمعات والشعوب ويبني بينها نقط التقاء
ليصبح العيش سوياً بينها ممكناً.
فالمعقولية الغربية تحاول عكس ذلك تجاوز الهويات لإقرار
كونية لا تخدم إلا مصالحها هذا لا يعني أن مثقفي الغرب كلهم
قد نهجوا نهج هذا التوجه السياسي للمعقولية الغربية. فمن بينهم
الكثير من نقد ذلك التوجه وحاول ربط الجسور مجدداً مع الآخر
وعد أن الهوية في صبغتها الانفتاحية ضرورة للتعايش.
فعلاقة العولمة بالهوية عويصة في حد ذاتها. فمن ناحية تحاول
العولمة ضم الهويات بعضها إلى بعض من خلال تقنيات الاتصال
< >
195/371
١٩٤
الحداثة وما بعد الحداثة
للقضاء عليها باعتبار أنها يمكن أن تكون عائقاً لتطورها إن لم
نقطة انطلاق للصمود ومن ناحية أخرى، فهـي قـد
تنمي بعضها (كهوية الأقليات دون مناطق مؤزمة في العالم
تصبح
اقة
الم
-- انااء الا أنالحتير من بعد ذلك التوجه وحاول ربط الجسور بعددا مع الا.
وعد أن الهوية في صبغتها الانفتاحية ضرورة للتعايش.
فعلاقة العولمة بالهوية عويصة في حد ذاتها. فمن ناحية تحاول
العولمة ضم الهويات بعضها إلى بعض من خلال تقنيات الاتصال
195/371
١٩٤
الحداثة وما بعد الحداثة
للقضاء عليها باعتبار أنها يمكن أن تكون عائقاً لتطورها إن لم
تصبح نقطة انطلاق للصمود ضدها. ومن ناحية أخرى، فهـي قـد
تنمي بعضها (كهوية (الأقليات لتكون مناطق مؤزمة في العالم
تشعل فتيلها متى اقتضت الضرورة الاستراتيجية لذلك. إلا أن
الهوية في كنهها و في نمط تطورها يمكن أن تلعب دور الصمود
ضد العولمة، وسيأخذ هذا الصمود شكلاً تراجعياً ورجعياً
ارتكاسياً برفض العلم والتكنولوجيا مثلاً والتقوقع في نمط حياة
ذي أنموذج ماضوي (مشروع طالبان في أفغانستان مثلاً) إذا
من
أخذت الهوية صبغة سكونية ماضوية ضيقة. أما إذا تحددت الهوية
خلال انتماء الإنسان إلى ماضيه وحاضره ومشروعه الإقبالي،
فإن الهوية ستتقبل نتائج العلوم والتكنولوجيا وستحافظ بذلك
على كل الانتماءات الرمزية والمعنوية والمادية وستصبح صموداً
تقدمياً واستراتيجياً للهيمنة الإمبريالية في صبغتها الجديدة التي
۱۹۵
|||
تمثلت في العولمة.



تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

يعتبر فول الصوي...

يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...

Traffic Padding...

Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...

السلام عليكم ور...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...

يجمع نظام التكا...

يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...

نطاق البحث يركز...

نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...