لخّصلي

المحاضرة :04الجزائر خالل العهد الفينيقي أصل الفينيقيين وموطنهم:يعود أصل الفينيقيين إلى الساحل السوري حاليا، موطنهم األصلي حيث كانوا أهمها أرواد، جبيل، صيدا وصور وينتهون في أصولهم إلى المجموعة الغربية من الجنس السامي وكانوا يدعون أنفسم بالكنعانيين أما كلمة فينيقي فإنها لم تظهر إال في النصف الثاني من األلف الثاني ق. م وقد رحالت بحرية إلى سواحل البحر المتوسط ووصلوا إلى سواحل المحيط األطلسي. الفينيقيون في شمال إفريقيا:قام الفينيقيون بحركة توسعية كبيرة مابين القرنين الثاني عشر والثامن ق. م وكانت التجارة هدفها األساسي وبرزت صور كمدينة رائدة وقد تميزت هذه الحركة بإقامة محطات تجارية ومستوطنات على سواحل حوض المتوسط منذ األلف الثاني قبل الميالد فمدوا يدهم إلى قبرص وأسسوا فيها مدنا أهمها كيتيون وكان لهم معامالت نحو سواحل الحوض الغربي للمتوسط في صقلية وسردينيا وشمال إفريقيا وإسبانيا ويظهر أن الفينيقيين أقاموا عالقات طيبة مع السكان المحليين لهاته المناطق وتعتبر قادس في إسبانيا وليكسوس في المغرب أقدم المستعمرات التي أسسها الفينيقيون سنة 1110ق. م ومن بعدها ويذكر المؤرخ جستين أن الموضع الذي بنيت عليه مدينة قرطاجة كان ملكا لزعيم يدعى هيرباس الذي تزوج الملكة عليسة حوالي860ق.

المحاضرة :04الجزائر خالل العهد الفينيقي
أصل الفينيقيين وموطنهم:يعود أصل الفينيقيين إلى الساحل السوري حاليا، موطنهم األصلي حيث كانوا
يتوزعون على طول الساحل من أوجاريت )رأس شمرا( شماال حتى غزة جنوبا متوطنين عددا من المدن
أهمها أرواد،جبيل، صيدا وصور وينتهون في أصولهم إلى المجموعة الغربية من الجنس السامي وكانوا
يدعون أنفسم بالكنعانيين أما كلمة فينيقي فإنها لم تظهر إال في النصف الثاني من األلف الثاني ق.م وقد
تعرض الفينيقيين لمضايقات من قوى خارجية منافسة كاألشوريين والمصريين والحثيين فبدؤوا بتنظيم
رحالت بحرية إلى سواحل البحر المتوسط ووصلوا إلى سواحل المحيط األطلسي.
الفينيقيون في شمال إفريقيا:قام الفينيقيون بحركة توسعية كبيرة مابين القرنين الثاني عشر والثامن ق.م
وكانت التجارة هدفها األساسي وبرزت صور كمدينة رائدة وقد تميزت هذه الحركة بإقامة محطات تجارية
ومستوطنات على سواحل حوض المتوسط منذ األلف الثاني قبل الميالد فمدوا يدهم إلى قبرص وأسسوا
فيها مدنا أهمها كيتيون وكان لهم معامالت نحو سواحل الحوض الغربي للمتوسط في صقلية وسردينيا
وشمال إفريقيا وإسبانيا ويظهر أن الفينيقيين أقاموا عالقات طيبة مع السكان المحليين لهاته المناطق وتعتبر
قادس في إسبانيا وليكسوس في المغرب أقدم المستعمرات التي أسسها الفينيقيون سنة 1110ق.م ومن بعدها
أوتيكا في تونس 1101ق.م ويرجح أنهم دخلوا بالد المغرب من جهة صقلية ويظهر أن هذا التوسع قد
تحول إلى هجرات كبرى أواخر القرن التاسع قبل الميالد من جراء توالي الغزو األشوري والكلداني على
مدن الفينيقيين في الساحل السوري وكان من نتائج الهجرات تأسيس مدينة قرطاجة )كارت حدشت( على يد
إمرأة تدعى عليسة حاكمة مدينة صور التي هربت من أخيها بيغماليون الذي قتل زوجها إسترباس وإستولى
على الملك بالمدينة، ويذكر المؤرخ جستين أن الموضع الذي بنيت عليه مدينة قرطاجة كان ملكا لزعيم
يدعى هيرباس الذي تزوج الملكة عليسة حوالي860ق.وإبتاعها جزء من األرض وهو الذي بنيت عليه
قرطاجة، وقد وافق القرطاجيون على االستقرار هناك مقابل دفع ضريبة لزعيم البربر وسرعان ماعرفت
مدينتهم نقلة حضارية وعمرانية ما أدى إلى إصطدامهم باإلغريق الذين قطعوا الطريق مابين قرطاجة
وصور لما إستولو على جزيرة صقلية 480ق.م والتي كانت مصدرا للقمح ومفتاحا للحوض الغربي للبحر
المتوسط بالنسبة للقرطاجيين ومازاد األمور تعقيدا هو تمرد سكان ماساليا –مرسيليا- ضد الفينيقيين .
أمام هذا الوضع توجه الفينيقيين إلى التوسع داخل إفريقيا أي غرب وجنوب غرب قرطاجة حيث قاد حانون
إبن حملقارط برقة حمالت تمكن فيها من إخضاع الليبيين وبذلك تخلصت قرطاجة نهائيا من الضرائب
المفروضة عليها وعقدت معاهدات صلح مع السكان المحليين ومنذ سنة 406ق.م إنضم الكثير من الليبيين
إلى الجيش القرطاجي كمرتزقة .
مرحلة الصدام: أخذ القرطاجيون في التوسع على حساب القبائل المقيمة قريبا من مراكز التواجد الفينيقي
محاولة منهم لتأمين مستوطناتهم التجارية من الليبيين الذين رفضوا هذا األمر وحاولوا التصدي له من
خالل تكتل قبائلهم تحت راية واحدة ومنح زعامتها ألبناء القبائل الكبرى الذين سبق لهم وأن شاركوا
بإنتظام في الجيش القرطاجي وهذا ماسوف ينتج عنه تأسيس الممالك النوميدية.
الفينيقيون في الجزائر:شكلت الجزائر بالنسبة للفينيقيين منطقة عبور ومركزا تجاريا هاما وقد أسسوا
العديد من المدن على شريطها الساحلي هيبون)عنابة( روسيكادا، صلداي)بجاية(، قرتة)قسنطينة(،
إيكوزيوم)الجزائر(، تيبازا، إيول)شرشال(، موريسقاطا)مستغانم(، ولقد كان التدخل القرطاجي في الجزائرمحدودا وذو طابع تجاري ماعدا بعض المناطق الواقعة في أقصى الشرق والتي عرفت الحكم القرطاجي
المباشر لفترات معينة وبعد ظهور النوميديتين )ماصيليا في الشرق( و)ماصيصليا في الغرب( خالل القرن
الثالث قبل الميالد على السواحل الجزائرية تأرجحت العالقات مع قرطاجة مابين الود والتحالف في بعض
األحيان والصراع والعداء في أحيان أخرى.
ولكن هاته التغيرات في العالقات السياسية لم تمنع من تأثيرات إقتصادية وحضارية فبفضل الوجود الفينيقي
أقامت مدينة قرطاجة شبكة من التبادل وضعت الجزائر في عالقة مع باقي دول العالم فضال عن ذلك فقد
أحدثت اللغة البونيقية تقدما بين أوساط البربر الذين إستفادوا من القرطاجيين في المجال االقتصادي حين
تعلموا منهم الصناعات الفخارية والزجاجية وصناعة القماش وفي المجال الديني عبد البربر نفس ألهة
الفينيقيين كتانيت وهيركل الصوري وإيشمون وغيرهم من األلهة.