لخّصلي

حيث كانت السيدة ريتشيل ليند بمثابة العين الساهرة التي لا يغفل لها جفن، كانت تراقب كل ما يمر أمام نافذتها المطلة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى غور ليند الصغير. وبينما كانت السيدة ريتشيل تتأمل بستان الغور المتألق، تأملت السيدة ريتشيل في عزلة ماريلا وماثيو، لاحظت السيدة ريتشيل أن الأطباق كانت للاستعمال اليومي وأن الطعام بسيط، استقبلت ماريلا السيدة ريتشيل بحيوية، كشفت ماريلا عن مفاجأة لم تخطر ببال السيدة ريتشيل قط: لقد ذهب ماثيو إلى بلدة برايت ريفر لجلب صبي صغير تبنوه من ملجأ للأيتام في نوفا سكوتيا. بكل هدوئهما وانطوائهما، استمعت ماريلا بهدوء إلى مخاوف السيدة ريتشيل، وأشارت إلى أن الحياة نفسها مليئة بالمخاطر، تمنت السيدة ريتشيل أن يسفر الأمر عن خير، لم تستطع السيدة ريتشيل التوقف عن التفكير في هذا الحدث الغريب، وشعرت بالشفقة على ذلك اليتيم الذي سيذهب للعيش مع ماريلا وماثيو،

في قرية أفونليا الهادئة، حيث كانت السيدة ريتشيل ليند بمثابة العين الساهرة التي لا يغفل لها جفن، كانت تراقب كل ما يمر أمام نافذتها المطلة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى غور ليند الصغير. عرف عنها شغفها بتتبع الأحداث الغريبة وعدم ارتياحها حتى تتبين أسبابها. ورغم انشغالها بشؤونها المنزلية ومشاركتها الفعالة في شؤون المجتمع، كانت تجد الوقت الكافي لمراقبة جيرانها.

في أحد أيام شهر حزيران المشمسة، وبينما كانت السيدة ريتشيل تتأمل بستان الغور المتألق، لفت نظرها مشهد غير مألوف: ماثيو كثبيرت، الرجل الخجول الذي نادراً ما يغادر منزله، كان يقود عربته متجهاً نحو التلة، مرتدياً أفضل ملابسه. هذا المشهد أثار دهشتها وقلقها، فهي لم تستطع تخمين وجهته أو سبب خروجه المفاجئ.

لم تستطع السيدة ريتشيل مقاومة فضولها، فقررت بعد تناول الشاي الذهاب إلى "المرتفعات الخضراء"، منزل آل كثبيرت، لمعرفة الحقيقة من ماريلا، شقيقة ماثيو. كان الطريق إلى المنزل يبدو أطول من ربع ميل بسبب موقعه المنعزل الذي اختاره والد ماثيو ليبقى بعيداً عن الناس.

أثناء سيرها، تأملت السيدة ريتشيل في عزلة ماريلا وماثيو، معتقدة أن صحبتها للأشجار ليست كصحة الناس. وصلت إلى الفناء الخلفي النظيف والمنظم لمنزل آل كثبيرت وطرقت باب المطبخ.

داخل المطبخ النظيف لدرجة تبعث على الوحشة، وجدت ماريلا جالسة تحيك وقد أعدت مائدة العشاء لثلاثة أشخاص. لاحظت السيدة ريتشيل أن الأطباق كانت للاستعمال اليومي وأن الطعام بسيط، مما زاد من حيرتها بشأن الزائر المتوقع.

استقبلت ماريلا السيدة ريتشيل بحيوية، وبينما تبادلتا أطراف الحديث، سألت ريتشيل عن سبب خروج ماثيو. كشفت ماريلا عن مفاجأة لم تخطر ببال السيدة ريتشيل قط: لقد ذهب ماثيو إلى بلدة برايت ريفر لجلب صبي صغير تبنوه من ملجأ للأيتام في نوفا سكوتيا.

صعقت السيدة ريتشيل من هذا الخبر، وشعرت كما لو أن العالم قد انقلب رأساً على عقب. لم تستطع تصور ماريلا وماثيو، بكل هدوئهما وانطوائهما، يتبنيان صبياً من ملجأ للأيتام.

عبرت السيدة ريتشيل عن قلقها البالغ بشأن هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر في نظرها، وحذرت ماريلا من جلب شخص غريب إلى منزلهما دون معرفة شيء عن أصله أو طباعه، مستشهدة بحوادث مروعة لأطفال أيتام تسببوا في كوارث.

استمعت ماريلا بهدوء إلى مخاوف السيدة ريتشيل، واعترفت بأنها شعرت ببعض الشكوك في البداية، لكن إصرار ماثيو جعلها تتنازل. وأشارت إلى أن الحياة نفسها مليئة بالمخاطر، وأن تربية أي طفل تحمل في طياتها بعض المجازفة.

رغم شكوكها العميقة، تمنت السيدة ريتشيل أن يسفر الأمر عن خير، لكنها لم تنسَ أن تحذر ماريلا من مغبة هذا القرار. وبعد أن أدركت أن أمامها ساعتين على الأقل قبل عودة ماثيو والصبي، قررت المغادرة لنشر هذا الخبر المثير في أرجاء أفونليا.

في طريق عودتها، لم تستطع السيدة ريتشيل التوقف عن التفكير في هذا الحدث الغريب، وشعرت بالشفقة على ذلك اليتيم الذي سيذهب للعيش مع ماريلا وماثيو، متوقعة أن يواجه صعوبات في التكيف مع حياتهما الهادئة والمنعزلة.