لخّصلي

أولاً: تعريف التفكير:
التفكير هو أرقى عملية عقلية ويختلف من شخص لآخر حسب نشاطه العقلي. لديها مجموعة من المهارات القابلة للتعلم. كما تعرف بسلسلة من الأنشطة الذهنية التي يقوم بها الدماغ عند تعرضه لأحداث ومواقف معينة تنتقل إليه عبر الحواس الخمس ، والتي تعتبر بمثابة قنوات ترسل المعلومات إلى الدماغ..

ثانياً: مهارات التفكير:
تتعدد مهارات التفكير وتتنوع، وقد تعددت التصنيفات لها بين المتخصصين في مجال علم النفس مثل مهارات التفكير الأساسية ومهارات التفكير العليا:
مهارات التفكير الأساسية هي: التنظيم، و التذكر والاسترجاع، و مهارات التركيز، و مهارات جمع المعلومات، ومهارات التحليل، والاستنتاج، و الملاحظة، والمقارنة، والتفسير، والتصنيف، و التخطيط.
مهارات التفكير العليا: اتخاذ القرار، والنقد، وحل المشكلات، والمهارات الإبداعية.

ثالثاً: أنواع التفكير:
أنواع التفكير هي الاستدلالي، و التفكير العلمي، و التفكير التحليلي، و التفكير المنطقي، و التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي، و التفكير التأملي، والتكفير المجرد.
التفكير الاستدلالي هو أحد أنماط التفكير المهمة، الذي يمكن للفرد بواسطته الوصول الى معلومات جديدة من معلومات متاحه لديه. يعتمد التفكير الاستدلالي في تكوينه على بناء مادة ادراكية جديدة لم يسبق وجودها في العالم الخارجي أو في العقل، وهي التي تمكن الفرد من القدرة على التصور كما تجعله قادراً على استعادة ما سبق أن مر بخبرته أو ذاكرته.
التفكير العلمي يعتمد على الأسلوب العلمي أو وجهات النظر العلمية مثل الواقعية و الطبيعية والتربوية والتجريبية والإيجابية، وهو نشاط عقلي منظم يمارسه الفرد في معالجة المشكلات التي تواجهه. يعتمد على الحقائق ويتبع في أسلوبه الدقة والموضوعية في ملاحظة الوقائع ويسجلها بدقة ويبدع ويبتكر حلولاً ويحقق التوازن المعرفي للفرد. خطوات التفكير العلمي تبدأ بالإحساس بالمشكلة ثم تحديدها ثم وضع الفروض لحل المشكلة واختبار تلك الفروض ومن ثم الوصول إلى حل للمشكلة.
التفكير التحليلي يقوم فيه الفرد بتجزئة الفكرة إلى عناصر ثانوية أو فرعية وإدراك ما بينها من علاقات أو روابط، مما يساعد على فهم بنيتها والعمل على تنظيمها في مرحلة لاحقة.
يعتمد التفكير المنطقي على قواعد وقوانين الفكر الذي يفترض وجود تفكير فلسفي خالٍ من الأخطاء المنطقية. التفكير المنطقي هو التفكير الذي يمارس عند محاولة تبين الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء، ومحاولة معرفة نتائج ما قد نقوم به من أعمال فضلا عن الحصول على أدلة تؤيد أو تثبت صحة وجهة نظر معينه أو تنفيها.
التفكير الناقد هو عملية فحص المادة سواء لفظية ام غير لفظية، وتقويم الأدلة والبراهين، ومقارنة القضية موضوع المناقشة بمعيار أو محك، ثم الوصول إلى إصدار حكم في ضوء الفحص والتقويم والمقارنة.
التفكير الإبداعي هو ظاهرة ذهنية متقدمة يعالج الفرد فيها الأشياء والمواقف والخبرات والمشاكل بطريقة فريدة أو غير مألوفة والخروج بحل جديد.
التفكير التأملي هو عملية عقلية تقوم على تحليل الموقف المشكل إلى مجموعة من العناصر، ودراسة جميع الحلول الممكنة وتقويمها والتحقق من صحتها للوصول إلى الحل الصحيح للموقف المشكل.
التفكير المجرد هو العملية التي يتم فيها تشكيل المفاهيم بناء على الخبرة أو بناء على مفاهيم أخرى.

رابعاً: أخطاء التفكير:
الكمال لله وحده، والنقص من طبيعة البشر، قال تعالى( وخلق الإنسان ضعيفاً) صدق الله العظيم، ومن هنا كان الخطأ في التفكير ظاهرة بشرية شائعة بين الأفراد والشعوب مهما اختلفت درجة تقدمها وتنوعت ثقافتها ويرجع ذلك إلى عوامل ذاتية وعوامل موضوعية.

خامساً: العوامل الذاتية للوقوع في خطأ التفكير:
هذا النوع من الأخطاء يرجع إلى الإنسان ويسيطر عليه ويؤدي به إلى الوقوع في خطأ التفكير وأهم هذه العوامل هي تغليب العاطفة على العقل. ويعتبر الجانب العاطفي المكون الأساسي في شخصية الإنسان ويتضمن الإعجاب والاهتمام والميل والاتجاه.
وأيضاً القابلية للاستهواء وهو سرعة التصديق ويعرف بأنه أحد خصائص الشخصية تجعل الشخص يتقبل ما ينقله إليه الغير من أفكار ومعلومات دون نقد أو تمحيص. عند قابلية الاستهواء تنتشر الإشاعات والفتن والخرافات، وتستغل أساليب الدعاية السياسية والتجارب قابلية الإنسان للاستهواء عن طريق الدعاية والإعلان المتكرر.
التعميم والتسرع في الحكم والتعميم عبارة تصف انطباق حكم ما على مجموعة من الأفراد أو الأشياء، ولكي نقوم بالتعميم لابد من فحص عدد كاف من الأفراد أو الأشياء التي تريد أن تصدرها حكما عاما بشأنها، كما أن الأشياء التي يتم فحصها يجب أن تمثل المجموعة أو النوع أفضل تمثيل.
التعصب لفكرة أو رأي ويعنى الانحياز بشدة لفكرة واحدة أو رأى واحد ونبذ ما عدا ذلك من أفكار وآراء. يمكن أن يؤدي هذا التعصب إلى الإضرار بصاحبة أو بالآخرين بحيث لا يدع مجالا للتسامح. يتميز أفكار الرأي المتعصب بما يسمى بالفكر المتسلط. يقع الإنسان في كثير من الأحيان في خطأ عدم التفريق بين التعصب الممدوح ونقصد به الثبت على المبادئ، وبين التعصب المذموم والذي يمثل في نقص المرونة الذهنية.
تبسيط العوامل هو أخر عامل من العوامل الذاتية للوقوع في خطأ التفكير. يقوم العديد من الأشخاص بتبسيط الأمور المعقدة والتي قد يكون هناك خطورة منها وتحتاج إلى حل وتدخل سريع، واما بسبب قلة معرفتهم أو عدم إدراكهم لخطورة الموضوع.

سادساً: العوامل الموضوعية في الوقوع في التفكير:
تستمد هذه العوامل موضوعيتها من أن لها وجودها الخارجي، ولا دخل فيها للملذات الإنسانية، وهذه العوامل هي عدم الثقة في استخدام اللغة، و نقص المعلومات، و صعوبة المشكلة.
عدم الدقة في استخدام اللغة: اللغة التي نعبر بها عن أفكارنا تتضمن بعضاً من الألفاظ التي تؤدي إلى الخطأ ومن المهم استخدام اللغة بدقة.
نقص المعلومات: إذا فقدت المعلومات خصائصها وكانت ناقصة، تكون معرفتنا هشة هزيلة تؤدي إلى أحكام قوامها الظن والتخمين.
صعوبة المشكلة: قد تكون المشكلة تفوق المستوى العقلي والمعرفي بالنسبة لشخص ما أو جماعة ما، لذلك يقع في خطأ التفكير.

سابعاً: الفكر الإسلامي:
من أهم المصادر التي تساعد على فهم التفكير الفكر الإسلامي متمثلاً في القرآن الكريم والسنة النبوية ، والتعاليم المستمدة منه ، كالقرآن ، والحديث ، ودراسة الفقه وأصوله.
يوضح القرآن أهمية التفكير في حياة المرء وتحسين قيمته، قال تعالى:{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون}. وقد جعل القرآن الكريم أدنى درجة من الحيوان لمن لا يستعمل عقله ويفكر، قال تعالى:{إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون}. ظهرت العديد من الآيات في القرآن الكريم على حث الإسلام للإنسان في التفكر والتعقل مثل:{أفلا يعقلون}، {أفلايتفكرون}، {لعلكم تتفكرون}، {لعلكم تعقلون}. وقد تم ذكر "العقل" في القرآن الكريم 49 مرة، و"الفكر" 18 مرة.