خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
جامعة الموصل كلية الآداب / قسم اللغة العربية ( ورقة بحثية بعنوان ) ( العلاقات الاستبدالية والتلاؤمية والترابطية ) توجيه واشراف : تقدمت به الطالبة د. نوار محمد هاجر نشوان مؤيد مقدمة :ـ تعد الدلالة من اهم فروع علم اللغة الحديث ، وسعى الدارسون الى تحليل المعاني من خلال العلاقات التي تربط الكلمات ببعضها داخل اللغة . وهذه العلاقات تساهم في بناء المعنى وتفسير العلاقات بين الالفاظ . وتعد هذه العلاقات اساسا لفهم الحقول الدلالية ، التي تمثل تجمعات من الالفاظ تدور حول مفهوم او مجال معين ، وفي هذا البحث سنعرض هذه العلاقات الثلاث ونوضح دورها في تحديد المعنى وعلاقتها بتكوين الحقول الدلالية في اللغة . . مفهوم العلاقات الدلالية : هي مجموعة من العلاقات التي تجمع أطراف النص، و تربط بـين متوالياتـه (أو بعضها) دون بدو وسائل شكلية تعتمد على ذلك عادة" (1) . يبدو ان بنية اللغة قائمة في الاساس على فكرة الارتباط بين المعاني بطريق علاقات مختلفة ، وان اصل تلك العلاقات جميعا يرجع الى علاقات الارتباط المنطقي بين المعاني وهي العلاقات القائمة على عملية "تداعي المعاني " في العقل البشري . وان هذه العلاقات كانت تشغل الباحثين في علم اللغة الحديث وهو ما اصطلحوا على تسميته "علاقات الاستبدالية والتلاؤمية والترابطية " . منها مصطلحات النظام والتركيب والاختيار والسلسلة ، ويقولان : ان هذه العلاقات شاملة ، إذ يمكن تطبيقها على كل مستويات الوصف اللغوي ، اي على مستويات الدلالية والصوتية والصرفية والنحوية ومن هنا كانت هذه العلاقات متضافرة ومتوافقة ( اي يتكل بعضها على بعض ) . ولكي نفهم هذه العلاقات يجب ان نتعرف على الحقول الدلالية (انه لكي تفهم معنى كلمة يجب ان تفهم مجموعة الكلمات المتصلة بها دلاليا ) فالحقل الدلالي او المعجمي هو مجموعة من الكلمات ترتبط دلالاتها ، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها . 1ـ محمد خطابي : لسانيات النص ، ص268 (1) العلاقة الاستبدالية / العلاقة الجدولية : لغة: استبدل الشيء بالشيء : اي ازال الاول ووضع الثاني مكانه ، او من (بدل) والبدل هو مايغير او يعوض به شيء اخر ، والاستبدال : هو جعل شيء مكان شيء . اصطلاحاً: هي تلك العلاقات التي تتخذها الكلمة مع كلمات اخرى يمكن ان تحل محلها داخل الجملة ، اوهي الكلمات التي يصلح استخدامها في الموقع نفسه نحو :( جلس الطالب على الكرسي / وجلس الاستاذ على الكرسي/ جلس المديرعلى الكرسي ) فالعلاقات الجدولية في هذه الجمل، ويعرف براون وميلر العلاقات الاستبدالية بانها " تلك العلاقات التي تعقد بين المفردات القابلة للاستبدال بصورة تبادلية في سياق ما " . وحسب النظرية السياقية فان "المتكلم عندما يلفظ جملة معينة من بين الجمل غير المتناهية ، التي تتوفر عليها لغته المتراكمة في مخزونه اللغوي يكون قد اخضعها لخيارات متعددة وهذه الخيارات مبنية على تعالقات دلالية محددة " (2) وذلك باختيار الجمل المناسبة للمقام ، الا ان هذا الاختيار على المستوى العمودي لا يكون عشوائيا ، 2) وسلم من فساد التّكلّف، فحفظ في الّنفوس وتداولته الألسن". 3) ومتى كان اللفظ كريمافي نفسه متخّيرا من جنسه وكان سليما من الفضول، حبب إلى الّنفوس، واتصل بالأذهان، "(4) 1ـ ينظر : محمود فهمي حجازي ، 160 2ـ احمد مؤمن ، اللسانيات النشأة والتطور ، 4ـ الجاحظ ، البيان والتبين ، ج 2 ، ص 7 ـ8 (2) فاختيار الألفاظ من جملة المترادفات و المتضادات، ضرورة يقتضيها نظم الكلام، و ها هو "ابن قتيبة"، يؤّكد على ذلك، و يساهم هو الآخر في إرساء هذه الفكرة في الّدرس اللّغوي العربي القديم، إذ يعّرف البلاغة بأّنها:"تخّير اللّفظ في حسن إفهام"(1) ويرى اصحاب نظرية الحقول المعجمية ان العلاقات الاستبدالية لا تخرج في اي حقل معجمي عما يأتي : أ ـ الترادف ب ـ الاشتمال او التضمين ج ـ علاقة الجزء بالكل هـ ـ التنافر
*تطبيق على العلاقة الاستبدالية : قرأ الطالب الكتاب / يمكن ان نستبدل مكان ( الطالب / المعلم ) ومكان ( الكتاب / مجلة ) فتصبح ( قرأ المعلم المجلة ) 1ـ ابن قتيبة ، عيون الاخبار ، ج 2 ، ص 171 ( 3) 2 ـ العلاقة التلاؤمية : لغةً : ـ هي من ( لاءم) ، لاءم الشيء : اي وافقه او طابقه او انسجم معه ، ويقال : " هذا اللباس يلائم ذاك " اي يتناسق معه اصطلاحا : ـ ويعرف بروان وميلر العلاقات التلاؤمية : ( هي تلك التي تعقد بين الصيغ او اصناف الصيغ داخل تركيب ما ، او هي ارتباط الوحدة اللغوية بواسطة اقتران ورودها بورود وحدات متشابه اخرى . فهي لها علاقة بالبناء الصرفي . ولا يظهر هذه الارتباط الا عنده التركيب واستعمال الوحدة في جملة ، فينشأ بين الوحدتين اقتران بطريق التجاور ويعتمد على مبدأ مهم في بناء الجملة وهو مبدأ التاليف (1) ، ففي العقل علاقة ارتباط تلاؤمية دلالية بين ( يعض ) و( اسنان ) وبين ( ينبح ) و ( كلب ) وبين ( اشقر ) و( شعر ) ولذلك لا يصح ان نقول (( الاسد ينبح )) لانه لا تلاؤم بين المعنيين ، وانما يصح القول (( الاسد يزأر)) لان التلاؤم قام بين المعنيين . وانها علاقة تقتضي ان تكون الكلمات ملائمة دلاليا مع بعضها داخل السياق . فهي تمثل التوافق الدلالي بين عناصر الجملة . ويمكن التمثيل لعلاقات الارتباط الاستبدالية والتلاؤمية معا من خلال محورين متقاطعين رأسيا وافقيا بالشكل الاتي : سمعتُ زئير الاسد محور التلاؤم الليث الهصور محور الاستبدال (4) ويشبه الباحث اللغوية ليمان تلك العلاقات بالاشارات المرور الضوئية ، اذ تحدد العلاقات فيه بطريق اللون ، فاللون احمر يعني : توقف ، واللون الاصفر : احتراس ، والاخضر : انطلاق . والسائقون لايفهمون هذه المعاني من اللون في ذاته ، ولكنهم يفهمونها من العلاقات بين الالوان الثلاثة . *ويوضح بالمر الفرق بين العلاقات الاستبدالية والعلاقات التلاؤمية : بأن الوحدة اللغوية تدخل بطريق العلاقات الاستبدالية من خلال المقارنة او التعويض في ظرف خاص مع الوحدات مشابهة اخرى . وبشكل مختلف قليلاً قال فيرث : انك ستعرف الكلمة بطريق ما يصاحبها " ويشير بالمر الى ان فكرة العلاقات الاستبدالية والتلاؤمية تستند اساسا الى مفهوم دي سوسير عن القيمة . فمثلا الفرس على لوحة الشطرنج ليس فرسا بسبب اية خاصية موروثة ، كالشكل او الحجم ، بل بسبب مايستطيع عمله بالترابط مع القطع الاخرى على اللوحة . الرصف لغة : كما تذكره معاجم اللغة العربية هو: " رصف الرصف، ضم الشيء بعضه إلى بعض ونظمـه ورصف الحجر يرصفه رصفا بناه "(1)، ويقال أيضا :" ترصف الناس في الصف أي تراصوا انظم بعضهم إلـى بعض . "(2)، فيظهر من هذا المعنى أنه التضام والضم؛ أي وصل الشيء ببعضه مهما كان نوع هذا الشيء حجرا أو غير ذلك، حتى يشكل بناء محكما منسجما . وأما عن معناه الاصطلاحي: على حسب ما تذكره معاجم المصطلحات اللسانية، فإنه يتضمن التتابع و الانتظـام يقول عنه محمد مبارك مبارك :" وهو أن تتابع الكلمات في جملة وفقا لنظام اللغة التي هي منها "(3) ويعني هذا أن تتراصف الوحدات اللسانية فيما بينها، مشكلة بهذا التراصف بناء ونسقا محكما ومنسجما، وهو ما يجملـه كل من ستيفن أولمان وجون فيرث صاحب النظرية السياقية تحت مصطلح الرصـف، ومثالـه كـأن تتراصف كلمة " ساعي " مع " البريد " أو " رجل" مع " البريد"، في حين لو استبدلنا كلمتي ساعي أو رجل بـامرأة أو طفل " البريد"، فإنها حتما ترفض التجاور والتساوق معها (4) 1ـ ابن منظور ، ج19 2ـاحمد مختار عمر ، معجم المصطلحات الالسنية ، فصول في علم اللغة التطبيقي علم المصطلح وعلم الاسلوب ، ص 138ـ139 هو درجة تراصـفها مـع بعضها البعض، فإنه كلما توقعنا وقوع الرصف بين بعض الوحدات اللسانية، زادت قوة الارتباط بينهما، ذلك أن الوحدة المعجمية قد يكون لها إمكانات كبيرة لقبول التجاور أو العكس. 1) فعبد القاهرالجرجاني ، ذلك أن النظم أوسع وأشمل من مصطلح الرصف، يقول الجرجاني في معرض حديثه عن النظم :" النظم إذن تأليف وجمـع أو إضـافة بمثـل الاقتران في نمط أو نسق معين يبعث على الرضا والارتياح . "(2) واما عند المحدثين فمن الذين اسسوا القواعد هو ستيفن اولمان الذي أشار إلى بعض أنماط التركيب في اللغة، وهذا في معرض حديثه عن نظرية السياق، وهناك حالات يبين يكون فيها الضم غير مستقر"(3) . فهو يشير من خلال هذه المقولة إلى تلك التراكيب التي تخضع لمعيار الرصف الموجودة بكثرة، وبعضه الآخرالذي يخضع للرصف غير العادي يستعصى فيه تضام الوحدات اللسانية، حتى أننا نجده يقسم الرصف إلى نوعين منـه الرصف الاعتيادي أو الحر: وهو الذي يمكن أن تتصاحب فيه الوحدات اللسانية مع عدد غير محدود من جنسها، والتراصف غير الحر أو غير العادي :الذي يصعب فيه التلاؤم والتضام (4)وهو قليل الحدوث في اللغة، ويظهر في لغة الأدب والكتاب وبعض الأساليب الخاصة، كأنماط التعبيـر الاصـطلاحي و الجـاهز والأسـماءالمركبة، الأسماء + الأفعال والأفعال + الأداة الظرفية والفعل + حرف الجر . 5) إن مثل هذه الأنماط التي أشار إليها ستيفن أولمان والتي تخصع لمعيار الرصف تسير وفق ما يسمى بالعلاقـات الأفقية أو التلاؤمية التي يفرضها تجاور وحداتها اللسانية، يقول بالمر:" أما في العلاقات التلاؤمية فيتحدد ارتباط الوحدة اللغوية بواسطة اقتران ورودها بوحدات مشابهة أخرى"(6) 1ـ ينظر : فريد عوض ، فصول في علم اللغة التطبيقي ، ص27ـ28 3ـستيفن اولمان ، دور الكلمة في اللغة ، ص 160 4ـفريد عوض ، فصول في علم اللغة التطبيقي ، ص139 5ـينظر : احمد مختار ، علم الدلالة ، ص 74ـ77 6 ـ آربالمر ، علم الدلالة ، ص 78 ( 5)
جامعة الموصل
كلية الآداب / قسم اللغة العربية
ماجستير اللغوية
( ورقة بحثية بعنوان )
( العلاقات الاستبدالية والتلاؤمية والترابطية )
توجيه واشراف : تقدمت به الطالبة
د. نوار محمد هاجر نشوان مؤيد
مقدمة :ـ
تعد الدلالة من اهم فروع علم اللغة الحديث ،وسعى الدارسون الى تحليل المعاني من خلال العلاقات التي تربط الكلمات ببعضها داخل اللغة .
ومن بين اهم هذه العلاقات : العلاقة الاستبدالية والتلاؤمية والترابطية ،وهذه العلاقات تساهم في بناء المعنى وتفسير العلاقات بين الالفاظ .
وتعد هذه العلاقات اساسا لفهم الحقول الدلالية ،التي تمثل تجمعات من الالفاظ تدور حول مفهوم او مجال معين ، وفي هذا البحث سنعرض هذه العلاقات الثلاث ونوضح دورها في تحديد المعنى وعلاقتها بتكوين الحقول الدلالية في اللغة .
...............................................................................................................
مفهوم العلاقات الدلالية :
هي مجموعة من العلاقات التي تجمع أطراف النص، و تربط بـين متوالياتـه (أو بعضها) دون بدو وسائل
شكلية تعتمد على ذلك عادة" (1) .
يبدو ان بنية اللغة قائمة في الاساس على فكرة الارتباط بين المعاني بطريق علاقات مختلفة ، وان اصل تلك العلاقات جميعا يرجع الى علاقات الارتباط المنطقي بين المعاني وهي العلاقات القائمة على عملية "تداعي المعاني " في العقل البشري .
وان هذه العلاقات كانت تشغل الباحثين في علم اللغة الحديث وهو ما اصطلحوا على تسميته "علاقات الاستبدالية والتلاؤمية والترابطية " . ويذكر بروان وميلر ان بعصض الباحثين استخدموا مصطلحات اخرى تتعلق بهذا المجال ، منها مصطلحات النظام والتركيب والاختيار والسلسلة ، ويقولان : ان هذه العلاقات شاملة ،إذ يمكن تطبيقها على كل مستويات الوصف اللغوي ، اي على مستويات الدلالية والصوتية والصرفية والنحوية ومن هنا كانت هذه العلاقات متضافرة ومتوافقة ( اي يتكل بعضها على بعض ) .
ولكي نفهم هذه العلاقات يجب ان نتعرف على الحقول الدلالية (انه لكي تفهم معنى كلمة يجب ان تفهم مجموعة الكلمات المتصلة بها دلاليا ) فالحقل الدلالي او المعجمي هو مجموعة من الكلمات ترتبط دلالاتها ، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها .
..............................................
1ـ محمد خطابي : لسانيات النص ، ص268
(1)
العلاقة الاستبدالية / العلاقة الجدولية :
لغة: استبدل الشيء بالشيء : اي ازال الاول ووضع الثاني مكانه ،او من (بدل) والبدل هو مايغير او يعوض به شيء اخر ، والاستبدال : هو جعل شيء مكان شيء .
اصطلاحاً: هي تلك العلاقات التي تتخذها الكلمة مع كلمات اخرى يمكن ان تحل محلها داخل الجملة ، اوهي الكلمات التي يصلح استخدامها في الموقع نفسه نحو :( جلس الطالب على الكرسي / وجلس الاستاذ على الكرسي/ جلس المديرعلى الكرسي ) فالعلاقات الجدولية في هذه الجمل، تتضح بين الطالب والمدير والاستاذ ظن لكونها تصلح في الموقع نفسه.(1)
ويعرف براون وميلر العلاقات الاستبدالية بانها " تلك العلاقات التي تعقد بين المفردات القابلة للاستبدال بصورة تبادلية في سياق ما " .
ودي سوسير يعرفها بأنها : " تلك العلاقات التي تتحقق وظيفتها ضمن ادراك الترابط الذهني الحاصل بين العلاقة اللسانية التي يمكن ان تحل محلها مما يمكن ان تتسم معه خارج الخطاب بشيء مشترك وتترابط معه في الذاكرة مشكلة مجموعات تسود علاقات مختلفة " .
وحسب النظرية السياقية فان "المتكلم عندما يلفظ جملة معينة من بين الجمل غير المتناهية ، التي تتوفر عليها لغته المتراكمة في مخزونه اللغوي يكون قد اخضعها لخيارات متعددة وهذه الخيارات مبنية على تعالقات دلالية محددة " (2) وذلك باختيار الجمل المناسبة للمقام ، لقوانين النحو ولتنظيم المحتوى بطريقة منطقية مترابطة تتسق مع عملية الاتصال في مجموعها .
الا ان هذا الاختيار على المستوى العمودي لا يكون عشوائيا ، بل خاضعا لمقاييس محددة تفرضها جملة من الاعتبارات اللغوية وغير اللغوية
ولقد عبر الجاحظ عما جاءت به النظرية السياقية في ما يسمى بالمحور الاستبدالي او العمودي "بمحور التخيير " وهو مصطلح مرادف لعبارة الالفاظ المتخييرة اي تخيير الالفاظ للمعاني وكل السياقات التي وردت في هذه العلاقات يقصد بها المستوى العمودي للكلمات داخل الجملة .(2)
وقد رأٰى"الجاحظ"بذلك أّن الشأن كل الشأن،عائد للفظ وحسن تخّيره،فالمعاني مطروحة في الطّرقات يعرفها الجميع، وانما الأمر كلّه، عائد إلى قائمة الوزن وتخيير اللفظ ، فمتى خرج اللفظ من سماجة الاستكراه ،وسلم من فساد التّكلّف،كان جديرا بموقعه وبانتفاع المستمع به، فحفظ في الّنفوس وتداولته الألسن".(3)
وفي ذلك يقول: "...ومتى كان اللفظ كريمافي نفسه متخّيرا من جنسه وكان سليما من الفضول،بريئامن التّعقيد ، حبب إلى الّنفوس، واتصل بالأذهان، والتحم بالعقول، وهشت إليه الأسماع، وارتاحت له القلوب، وجّف على ألسن الّرواة وشاع في الآفاق ذكره."(4)
......................................................
1ـ ينظر : محمود فهمي حجازي ، مدخل الى علم اللغة ، ص 159 ، 160
2ـ احمد مؤمن ، اللسانيات النشأة والتطور ، ص 185
3ـ محمد الصغير ، النظريات اللسانية والبلاغية والادبية عند الجاحظ من خلال البيان والتبين ، ص 124
4ـ الجاحظ ،البيان والتبين ، ج 2 ، ص 7 ـ8
(2)
فاختيار الألفاظ من جملة المترادفات و المتضادات، ضرورة يقتضيها نظم الكلام، و ها هو "ابن قتيبة"، يؤّكد على ذلك، و يساهم هو الآخر في إرساء هذه الفكرة في الّدرس اللّغوي العربي القديم، إذ يعّرف البلاغة بأّنها:"تخّير اللّفظ في حسن إفهام"(1)
ويرى اصحاب نظرية الحقول المعجمية ان العلاقات الاستبدالية لا تخرج في اي حقل معجمي عما يأتي :
أ ـ الترادف
ب ـ الاشتمال او التضمين
ج ـ علاقة الجزء بالكل
د ـ التضاد
هـ ـ التنافر
*تطبيق على العلاقة الاستبدالية :
قرأ الطالب الكتاب / يمكن ان نستبدل مكان ( الطالب / المعلم ) ومكان ( الكتاب / مجلة ) فتصبح ( قرأ المعلم المجلة )
....................................................................
1ـ ابن قتيبة ، عيون الاخبار ، ج 2 ،ص 171
( 3)
2 ـ العلاقة التلاؤمية :
لغةً : ـ هي من ( لاءم) ، لاءم الشيء : اي وافقه او طابقه او انسجم معه ، وهو من مادة (ل ـ ء ـ م ) وتعني ايضا الانسجام والتوافق بين الاشياء . ويقال : " هذا اللباس يلائم ذاك " اي يتناسق معه
اصطلاحا : ـ
ويعرف بروان وميلر العلاقات التلاؤمية : ( هي تلك التي تعقد بين الصيغ او اصناف الصيغ داخل تركيب ما ، او هي ارتباط الوحدة اللغوية بواسطة اقتران ورودها بورود وحدات متشابه اخرى . فهي لها علاقة بالبناء الصرفي .
حيث ترتبط الوحدات المعجمي افقيا داخل العقل في حقول دلالية وصرفية ونحوية . ولا يظهر هذه الارتباط الا عنده التركيب واستعمال الوحدة في جملة ، فينشأ بين الوحدتين اقتران بطريق التجاور ويعتمد على مبدأ مهم في بناء الجملة وهو مبدأ التاليف (1) ، ففي العقل علاقة ارتباط تلاؤمية دلالية بين ( يعض ) و( اسنان ) وبين ( ينبح ) و ( كلب ) وبين ( اشقر ) و( شعر ) ولذلك لا يصح ان نقول (( الاسد ينبح )) لانه لا تلاؤم بين المعنيين ، وانما يصح القول (( الاسد يزأر)) لان التلاؤم قام بين المعنيين .
وانها علاقة تقتضي ان تكون الكلمات ملائمة دلاليا مع بعضها داخل السياق . فهي تمثل التوافق الدلالي بين عناصر الجملة .
ويمكن التمثيل لعلاقات الارتباط الاستبدالية والتلاؤمية معا من خلال محورين متقاطعين رأسيا وافقيا بالشكل الاتي :
سمعتُ زئير الاسد
محور التلاؤم
الليث
السبع
الغضفنر
الضرغام
الهصور
محور الاستبدال
.........................................................
1ـ الرضي : شرح الكافية ، ج 1 ، ص 24
(4)
ويشبه الباحث اللغوية ليمان تلك العلاقات بالاشارات المرور الضوئية ، اذ تحدد العلاقات فيه بطريق اللون ، فاللون احمر يعني : توقف ، واللون الاصفر : احتراس ، والاخضر : انطلاق . والسائقون لايفهمون هذه المعاني من اللون في ذاته ، ولكنهم يفهمونها من العلاقات بين الالوان الثلاثة .
*ويوضح بالمر الفرق بين العلاقات الاستبدالية والعلاقات التلاؤمية : بأن الوحدة اللغوية تدخل بطريق العلاقات الاستبدالية من خلال المقارنة او التعويض في ظرف خاص مع الوحدات مشابهة اخرى .
اما في العلاقات التلاؤمية فيتحدد ارتباط الوحدة اللغوية بواسطة اقتران ورودها بورود وحدات مشابهة اخرى .
ويقول ايضا : " تهتم نظرية الحقول كما اقترحها ترير بالعلاقات الاستبدالية وفي الوقت نفسه تقريبا دعا برزج الى الاقرار باهمية علاقات تلاؤمية . وبشكل مختلف قليلاً قال فيرث : انك ستعرف الكلمة بطريق ما يصاحبها "
ويشير بالمر الى ان فكرة العلاقات الاستبدالية والتلاؤمية تستند اساسا الى مفهوم دي سوسير عن القيمة . فمثلا الفرس على لوحة الشطرنج ليس فرسا بسبب اية خاصية موروثة ، كالشكل او الحجم ، بل بسبب مايستطيع عمله بالترابط مع القطع الاخرى على اللوحة .
علاقة الرصف في العلاقة التلاؤمية :
الرصف لغة : كما تذكره معاجم اللغة العربية هو: " رصف الرصف، ضم الشيء بعضه إلى بعض ونظمـه
... ورصف الحجر يرصفه رصفا بناه "(1)، ويقال أيضا :" ترصف الناس في الصف أي تراصوا انظم بعضهم إلـى بعض ..."(2)، فيظهر من هذا المعنى أنه التضام والضم؛ أي وصل الشيء ببعضه مهما كان نوع هذا الشيء حجرا أو غير ذلك، حتى يشكل بناء محكما منسجما .
وأما عن معناه الاصطلاحي: على حسب ما تذكره معاجم المصطلحات اللسانية، فإنه يتضمن التتابع و الانتظـام يقول عنه محمد مبارك مبارك :" وهو أن تتابع الكلمات في جملة وفقا لنظام اللغة التي هي منها "(3) ويعني هذا أن تتراصف الوحدات اللسانية فيما بينها، مشكلة بهذا التراصف بناء ونسقا محكما ومنسجما، وهو ما يجملـه كل من ستيفن أولمان وجون فيرث صاحب النظرية السياقية تحت مصطلح الرصـف، ومثالـه كـأن تتراصف كلمة " ساعي " مع " البريد " أو " رجل" مع " البريد"، في حين لو استبدلنا كلمتي ساعي أو رجل بـامرأة أو طفل " البريد"، فإنها حتما ترفض التجاور والتساوق معها (4)
......................................................
1ـ ابن منظور ، لسان العرب ، ج19
2ـاحمد مختار عمر ، معجم اللغة العربية المعاصرة ،
3ـمبارك مبارك ، معجم المصطلحات الالسنية ، ص 52
4ـينظر : فريد عوض حيدر ، فصول في علم اللغة التطبيقي علم المصطلح وعلم الاسلوب ، ص 138ـ139
(5)
من هنا يمكن القول أن هناك قرابة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للرصف، إذ يتضـمن كلاهمـا التسـاوق والانسجام والتضام والتلاؤم أو التجاور، ولعل مما يسم تراصف الوحدات اللسانية فيما بينها، هو درجة تراصـفها مـع بعضها البعض، فإنه كلما توقعنا وقوع الرصف بين بعض الوحدات اللسانية، زادت قوة الارتباط بينهما، ذلك أن الوحدة المعجمية قد يكون لها إمكانات كبيرة لقبول التجاور أو العكس.(1)
فعبد القاهرالجرجاني ، فإنه يجعل الرصف ينضوي تحت مصطلح النظم، ذلك أن النظم أوسع وأشمل من مصطلح الرصف، فالرصف ما هو إلا جزء من نظم الكلام كونه يخضع الوحدات اللسانية للعلاقـة التلاؤميـة أو الأفقية، في حين أن النظم يشمل انسجام وتلاؤم الوحدات اللسانية مـن حيـث المبنـى والمعنى ضمن التركيب، يقول الجرجاني في معرض حديثه عن النظم :" النظم إذن تأليف وجمـع أو إضـافة بمثـل الاقتران في نمط أو نسق معين يبعث على الرضا والارتياح ..."(2)
واما عند المحدثين فمن الذين اسسوا القواعد هو ستيفن اولمان الذي أشار إلى بعض أنماط التركيب في اللغة، وهذا في معرض حديثه عن نظرية السياق، فقال :" تنشأ الكلمات المركبة كلما ضمت كلمتان مستقلتان إلى بعضهما البعض لتكوين كلمة جديدة، وهناك حالات يبين يكون فيها الضم غير مستقر"(3) .
فهو يشير من خلال هذه المقولة إلى تلك التراكيب التي تخضع لمعيار الرصف الموجودة بكثرة، وبعضه الآخرالذي يخضع للرصف غير العادي يستعصى فيه تضام الوحدات اللسانية، حتى أننا نجده يقسم الرصف إلى نوعين منـه الرصف الاعتيادي أو الحر: وهو الذي يمكن أن تتصاحب فيه الوحدات اللسانية مع عدد غير محدود من جنسها، والتراصف غير الحر أو غير العادي :الذي يصعب فيه التلاؤم والتضام (4)وهو قليل الحدوث في اللغة، ويظهر في لغة الأدب والكتاب وبعض الأساليب الخاصة، كأنماط التعبيـر الاصـطلاحي و الجـاهز والأسـماءالمركبة، والتي تأتي على عدة أقسام منها :
الأسماء + الأفعال والأفعال + الأداة الظرفية والفعل + حرف الجر .(5)
إن مثل هذه الأنماط التي أشار إليها ستيفن أولمان والتي تخصع لمعيار الرصف تسير وفق ما يسمى بالعلاقـات الأفقية أو التلاؤمية التي يفرضها تجاور وحداتها اللسانية، مشكلة بذلك وحدات دلالية لا تقبل التجزئة، يقول بالمر:" أما في العلاقات التلاؤمية فيتحدد ارتباط الوحدة اللغوية بواسطة اقتران ورودها بوحدات مشابهة أخرى"(6)
...................................................
1ـ ينظر : فريد عوض ، فصول في علم اللغة التطبيقي ، ص143
2ـ عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الاعجاز في علم المعاني ، ص27ـ28
3ـستيفن اولمان ، دور الكلمة في اللغة ، ص 160
4ـفريد عوض ، فصول في علم اللغة التطبيقي ،ص139
5ـينظر : احمد مختار ، علم الدلالة ، ص 74ـ77
6 ـ آربالمر ، علم الدلالة ، ص 78
( 5)
حيث تمكن نظرية الرصف الباحث اللساني من معرفة السياقات اللغوية المحتملة الاستعمال مع وحدات لسانية تنتمـي إلى مجال دلالي معين، وهذا بمراعاتها لترا صف وتلاؤم هذه الوحدات مع غيرها، كما أنها تعمل على ضـبط دلالات الكلمات المختلفة المصاحبة، وذلك مثل كلمة أهل في ( أهل البيت) ،(أهل المدينة ) (أهل الكتاب).(1)
.....................................................................................................
3ـ العلاقة الترابطية :
لغة: هو ربط الشيء بالشيء : وصله ، شده به ، الحقه او ضمه اليه . وهومن مادة (ر ـ ب ـ ط ) التي تدل على الجمع والوصل والتقييد ، او هو الترابط : التعلق او الاتصال الوثيق بين الاشياء
اصطلاحا:
يصف دي سويسر العلاقة الترابطية بانها"جزء من الكنز الداخلي الذي يشكل اللغة عند كل فرد ، وبأنها لا تبدو بعددٍ محدود ولا بترتيب محدود ايضا ، فاذا ما ربطنا اي من الكلمات : راغب ، وخائف ،وودي فلا يمكننا التنبؤ مسبقا بعدد الكلمات التى ستوحي بها الذاكرة ، ولا بترتيب ظهورها ، فان عبارة ما هي اشبه ماتكون بمركز مجرة ، اي النقطة التي تنصب فيها عبارات اخرى متقاطعة ، مجموعها غير نهائي "(2)
ـ او هي الارتباط بين الالفاظ داخل الحقل الدلالي ثم تطورت العلاقة الترابطية وانقسمت الى قسمين اما ان تكون شكلية او دلالية .
فالشكلي : له علاقة بشكل اللفظة او الصيغة مثل(يمشى ويركض)اي البنية الاشتقاقية للافعال مضارعة
اما الدلالية : فهي انتمائها لحقل واحد مثل حقل الحركة , حقل الفكر
ففي جملة ( رأيتُ أ سدأً ، شاهدت شجاعا) ، فان التعامل مع هذه العلاقات داخل سياق سوى سياق لغوي او تركيبي ( رايت ، شاهدت ) ( اسدا ، شجاعا ) علاقات ترابطية معتمدة على التركيب .
...........................................................
1ـ ينظر: حمادة محمد عبد الفتاح الحسيني ، المصاحبة اللغوية وأثرها في تحديد الدلالة في القران الكريم ، ص90 ـ 91 ـ 92
2ـ تمام حسان ، اللغة العربية ، معناها ومبناها ، ص 18
(6)
لكن في علاقة ( ابيض واسود ) هي علاقة ترابطية ايضا لكنها تتعامل على اساس الالفاظ المفردة ، فالابيض والاسود بينهما علاقة ترابطية لانها تنتمي الى حقل دلالية واحد لكنها في الحقيقة تضاد .
فالكلمات التي يمكن ان تتخذ الموقع نفسه تنتظم في عقل المتحدث ليختار منه المناسب فضمائر الرفع تنتظم في نظام اللغوي في نسق واحد ويختار منها المتحدث الضمير المناسب في إيراد الكلام فمثلا في جملة ( اصبح الجو صحوا) يمكن ان نستبدل كلمة اصبح ب (صار) وكلمة الجو ب (مناخ) وكلمة صحوا ب ( هادئا) ومنه نحصل على الجملة التالية ( صار المناخ هادئا) ( اضحى المناخ رطبا) .
وهناك علاقة ترابطية اخرى جاء بها سوسير في قوله : ( تكتسب الكلمات التي يجمعها شيء مشترك علاقات من نوع اخر، فكلمة تعليم تستدعي لا شعوريا الى الذهن مجموعة من الكلمات الاخرى مثل ( علم ، واعلم ) فأن كل كلمة تربطها علاقة معينة من جانب او من اخر بمعنى ان هذه الكلمات يجمعها عنصر مشترك وهو الاصل .
ومن خصائص العلاقة الترابطية :ـ
1ـ تحدث داخل السياق الفعلي اي بين الجمل والنصوص .
2ـ تعتمد على التركيب النحوي
3ـ تستخدم لتحليل العلاقات النحوية مثل الفاعل والفعل والمفعول ، مثال : ( اكل الطفل التفاحة ) ، توجد علاقة بين الفعل والفاعل والمفعول به بشكل متسلسل ومنسجم .
ويمكن القول ان دي سوسير هو اول من تحدث عن تلك العلاقات ولكن دراستها ظلت مقصورة على المشتغلين بعلم الدلالة ، " حيث تبلورت فكرة الحقول المعجمية في العشرينيات والثلاثنيات من هذا القرن على ايدي علماء سويسريين والمان " .
والعلاقة بين هذه الانواع من العلاقات والحقول الدلالية :
ان الحقول الدلالية هي مجموعات من الكلمات ترتبط بمعنى عام مشترك او مجال مفهومي واحد . وتبنى هذه الحقول من خلال العلاقات الثلاث حيث ان الاستبدالية تظهر الكلمات التي يمكن ان تحل محل بعضها ضمن الحقل
والتلاؤمية تقيم التوافق المعنوي بين العناصر داخل الحقل
والترابطية تبرز العلاقة بين الكلمات المستخدمة سويا في السياق
(7)
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
تُعد هذه الجرائم من الجنح في بعض صورها، ومع ذلك أرى ضرورة استبعادها من نطاق الصلح الجزائي للأسباب ال...
Objective: This resvalueearch paper aims to shed light on the role of entrepreneurship education in ...
The strategic goal of a “Diversified, Knowledge-based, and Competitive Economy” embodies the economi...
جامعة الموصل كلية الآداب / قسم اللغة العربية ماجستير اللغوية ...
أولا: تعريف الصحافة المتخصص ة تعرف الصحافة المتخصصة بأنها الصحافة التي تعطي أكبر قدر من اهتماماتها ل...
# نموذج أمن الوصول للشبكة - ملخص بسيط ده نموذج بيوضح كيف نحمي نظام المعلومات من الوصول غير المصرح...
• كانت النسبة الأعلى في سنة 2021 (1.75)، مما يعكس قدرة جيدة على تغطية الديون قصيرة الأجل بالأصول الم...
تعد مؤسسات التعليم حجر الأساس في تطوير المجتمعات، ومحركًا أساسيًا للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتلعب...
2. المنظور البحثي والنظري ذي الصلة 1. تعليم العلوم الإنسانية والاجتماعية عالية الجودة لطلاب العلوم و...
كيف أنها قابلة للطي بشكل كبير، وربما تكون أكثر سماعات الرأس راحةً ارتديتها على الإطلاق. تحتوي على نظ...
في دليل جديد على استمرار حالة الانفلات الأمني وغياب سلطة القانون في مدينة تعز، نفذت مجموعة مسلحة عمل...
" الم " تقدم الكلام على البسملة. وأما الحروف المقطعة في أوائل السور, فالأسلم فيها, السكوت عن التعرض ...