لخّصلي

الأول: مدخل إلى التفكير النقدي (التمييز بين التفكير والقارة والمفكر التجدي). ويمكننا القول أن أعضاء هذه الفئة يكونون على درجة عالية من النقاء والسيدة. ولكنهم - للأسف لا يوظفون هذا الذكاء أو تلك المهارة في خدمة الصالح العامة بلا يكرسون كل ما يملكون من ملكات لأجل تحقيق رغباتهم ، وهم يستخدمون في ذلك ومالك شتي مثل الاستغلال والسيطرة والزعامة والتحكم، إن الهدف الأسمى بالنسبة لهم على الدوام هو التحكم في المعتقدات والسلوكيات التي يؤمن بها الآخرون ، وأخيرا فإنهم لا يلجأون إلى استخدام وسائل عقلية في سبيل تحقيق هدفهم إلا إذا كان ذلك سيضفي عليهم

مظهر الموضوعية والمعقولية (١٧).

أما الفئة الثالثة: أفراد لديهم تفكير ناقد ( يتصفون بالموضوعية والجدية):

يتميزون بالمهارة الفكرية، ومع ذلك لا يوظفونها في خداع الآخرين أو السيطرة

عليهم. فأعضاء تلك الفئة يجمعون في داخلهم بين التفكير النقدي والحيادية والبصيرة الذاتية، والرغبة الخالصة لخدمة الصالح العام، كما يكونون على دراية بمدى استخدام أصحاب المنفعة الخاصة للأساليب البلاغية والحيل الخطابية في الإقناع لأجل السعي إلى أهدافهم الذاتية. ولا تتوقف قدراتهم وسماتهم عند هذا الحد، بل تكون لهم دراية فائقة بالمظاهر المختلفة للمجتمع ، والآليات التي يتم توظيفها لإقناع الجماهير، وتقود إلى التحكم في سير المجتمع. وبالتالي فالقدرة الإدراكية التي يتحلى بها أعضاء تلك الفئة، تحول دون وقوعهم تحت وطأة الخداع التي يسقط فيها غيرهم من أفراد المجتمع، كما أن مستواهم

الأخلاقي الرفيع يمنعهم من التلذذ بخداع الآخرين (۱۸).

ومن وجهة نظر بولو ليندا " فإن السمات الأساسية للمفكر النقدي في الفئة الثالثة لا يمكن الحصول عليها إلا عبر مراحل طويلة المدى وهذه المراحل هي (١٦):

المرحلة الأولي: المفكر غير التأملي نحن في هذه المرحلة لا ندرك المشكلات الهمة

في تفكيرنا ) .

المرحلة الثانية: المفكر المتحدي تصبح في هذه المرحلة على بينة من المشاكل

في تفكيرنا) المرحلة الثالثة: المفكر المبتدئ نحاول في هذه المرحلة تحسين تفكيرنا ولكن دون ممارسة منتظمة)

المرحلة الرابعة: المفكر الممارس يعرف في هذه المرحلة ضرورة الممارسة المنتظمة)

المرحلة الخامسة: المفكر المتطور (نحن نتقدم في هذه المرحلة وفقا لممارستنا)

المرحلة السادسة: المفكر البارع النقدي تفكير) ماهر وذو بصيرة يعتمد في أحكامه

على الحجة والدليل ).

وتشير أدبيات التفكير النقدي عادة إلى مجموعة من القدرات والمهارات المنطقية

لكي تصل إلى مرحلة المفكر البارع النقدي منها :

• تحليل الحجج، أو المزاعم، أو الأدلة.

-- الاستدلال باستخدام التفكير الاستقرائي أو الاستنباطي.

الحكم المنطقي أو التقييم.

اتخاذ القرارات أو حل المشاكل.

د طرح الأسئلة والإجابات للتوضيح، وتحديد الافتراضات، والتفسير والشرح والتعرف على الحجج المغلوطة وغيرها.

والحقيقة التي لا جدال فيها أن المنطق يمثل الخلفية المعرفية المقاربات التفكير

النقدي، وفي ذلك يقول "قاسيون: على الرغم من أن تحديد وتحليل مهارات التفكير

النقدي تتجاوز - بطرق كبيرة - موضوعات أو تخصصات محددة، فإن تعلم وتطبيق تلك

المهارات في العديد من السياقات يتطلب معرفة بمجال معين ألا وهو المنطق (١٠٠).