لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (8%)

ويأخذه الحنين، وجفافها الرهيب (1) . (۱) وقد رأى بعضهم أنها تنتمي إلى عصور سحيقة لا يسع الوعي التاريخي - لانعدام المصادر - أن يطالها (٢)). حتى صرنا أمام اهتزازين متعاكسين حركة الموت والعدم، ۲ - قراءات من الشعر الجاهلي للوقوف على الأطلال ۱۰۲ - قراءة من معلقة امرىء القيس : هو امرؤ القيس بن حجر الكندي ولد بنجد أوائل القرن الخامس الميلادي، وكان حجر قد تبرأ من ابنه امرىء القيس وخلعه لتهتكه ومجونه ومطاردته نساء القبيلة طويلاً، وعاد إلى نفسه، وأحس بأن أباه ضيعه وهو صغير، مدته أمامه الحياة، فعقر راحلته ونحرها، فعاش في كنف أعمامه، ورث كل هذا من والده ربيعة، وكان له أخ من أمه اسمه أربد، إنه عمر حوالي مئة وأربعين سنة . ولهوه وشربه وسرعة حصانه وكرمه، وحفيده عقبة بن كعب المضرب بن كلب). فتزوجت أمه من أوس، ٢ - المعلقة ومناسبتها : ولم يلحقه أبوه بنسبه وصرفه إلى رعاية الإبل والغنم، وسنحت الظروف لعنترة فأعتق واعترف به أبوه. ومفاد ذلك أن بعض العرب أغاروا على بني عبس واستاقوا إبلا لهم، وأنت حرا». ٢٠٤٠٢ - المعلقة ومناسبتها : قيل إن عنترة كان في مجلس ذات يوم، مفادها أن عنترة ورد الماء في حيه ذات يوم، وقال آخر : إنِّي وَإِنْ كُنتُ صَغِيرَ السِّنِّ وَكَانَ فِي العَيْنِ نُبُوا عَنِّي فَإِنَّ شيطاني كَبِيرُ الجِنَّ (٤)وقال غيره : فَطَوْراً أَقُولُ وَطَوْراً هُوَهُ (۱) والمقصود في البيت الأخير بصاحب الشاعر من بني الشيصبان شيطان الشعر أو جنيه. والدليل على عقيدة شيطان الشعر ما جاء في القرآن الكريم من آيات تنفي الشعر عن النبي محمد، والمعلقات قصائد من أجود ما قال العرب في جاهليتهم، حتى جعلها بعضهم أفضل القصائد التي قيلت في ذاك العصر. فكتبت في القباطي بماء الذهب، وهو في حقيقته ليس أكثر من تفسير فسر به المتأخرون معنى كلمة المعلقات (٤)). ثم يستشهد بابن النحاس (توفي عام ٩٤٩ م). ونحن أميل إلى هذا الرأي نظراً إلى ضعف الكتابة عند الجاهليين (٦) ،


النص الأصلي

1ا - مدلول الوقوف على الأطلال اللحظة الطللية)


شكلت الصحراء صورة قاسية للمكان في حياة الجاهليين وأدبهم، وانعكست في حياتهم. فهي بجفافها القاتل، وأشكالها ومناظرها المحدودة ومناخها الفتاك تحدوه على ممارسة نظام خاص في حياته يمكنه من البقاء والاستمرار، وإلا فالموت لا مفرّ منه. فالصحراء صورة لعنف الطبيعة (١)، حيث يبقى العدم المهدد ماثلاً أمام الإنسان، يترصده في كل مكان، ويجعل الزمن سيالاً يفرّ من الجاهليين، وبفراره يملأ حياتهم بالشقوق التي يتسلل إليها العدم، ثم يأكلها هذا من الدهر، حتى تغدو هشة، ثم تنكسر وتتفتت (۲). وليس هذا غريباً لأنه ظاهرة عامة ارتبطت بضعف الإيمان الديني وقصره عند الجاهليين، على الرغم من جملة الأديان السائدة .ولما كان ثقل الحياة وصعوبتها، ونظام عيشه أيضاً، يُضطران الجاهلي إلى التنقل من مكان إلى آخر، تنقلاً مستمراً، بحثاً عن الماء والكلأ - أي عن عنصري البقاء الأولين ، كان يُخلّف وراءه بعض البقايا التي يقال لها أطلال»، وهي عبارة عن النؤي (الحفرة التي تقام حول الخيمة أو المكان منعاً من تسرب الماء إليها، والأوتاد، والأثافي (وهو جمع أثفية، أي حجارة الموقدة، وبعض قطع الحبال، ومرابط الإبل، وغير ذلك ... ويحدث أن يمر الشاعر بهذا المكان، وقد كانت له فيه ذكرى سعيدة مع إحدى نساء القبيلة، فتهيج فيه عواطفه، وتستفيق فيه خيالاته، ويأخذه الحنين، فيقف على الأطلال ويبكي ويستبكي .... وهذا، تحديداً، هو معنى وقف على الأطلال.


على أن الوقوف على الأطلال ما لبث أن تحوّل إلى ظاهرة في الشعر الجاهلي بعامة، كما كان ظاهرة في الحياة الجاهلية نفسها. وكثرت فيه الدراسات، بعضها يدرس، وبعضها يناقش ويحلل.


ونحن إذ ننظر إلى هذه الظاهرة وندرس مدلولها، وما يمكن أن نسميه اللحظة الطللية في الشعر الجاهلي، نجد فيها ثلاثة مدلولات رئيسة


هي الآتية :


أولاً : مدلول اجتماعي : تعكس لنا الأطلال نمط الحياة في المجتمع البدوي، فهو قائم على رحلة أبدية في الفيافي الآبدة، يتجلى فيها صراع الإنسان مع الطبيعة - ذاك الصراع الذي يشكل أساساً في الحياة البدوية ولا يمكن بحال أن نغض الطرف عنه (۱) .. فالبدو، بعكس الحضر، لميستقروا في مكان بل عاشوا متنقلين في المغارات، وقد ألفوا الوحدة والتغرب، وشظف العيش وقسوة الزمن يجرون وراءهم ماشيتهم التي يعيشون منها من لحمها وصوفها ولبنها .


تعكس لنا الأطلال، إذاً صورة مجتمع بدائي، في اضطراب دائم؛ أو صورة مجتمع مهدّد، يترصده العدم في هول الرمال المترامية،


وجفافها الرهيب (1) .


ثانياً : مدلول فني من جهة أخرى، صار للوقوف على الأطلال مدلول فني . فقد كانت القصيدة من قبل على ما يرى بعضهم أبياتاً متفرقة قليلة، ثم تحولت إلى قصيدة طويلة متفاوتة الطول، ذات نمط خاص في البدء والعرض. يقول ابن سلام الجمحي (مات) ٨٤٦ م) : ولم يكن لأوائل العرب من الشعر إلا الأبيات يقولها الرجل في حادثة؛ وإنما قصدت القصائد وطول الشعر على عهد عبد المطلب وهاشم بن عبد مناف، وذلك يدل على إسقاط عاد وثمود وحمير وتبع (٢)). وتحول الوقوف على الأطلال إلى عادة اتبعها الجاهليون لافتتاح قصائدهم، واستمرت هذه العادة مع الشعراء في العصور المتأخرة، بل إن بعض شعراء الانحطاطوأوائل النهضة قلد هذه العادة (1)!ولعل المقدمات الطللية قد عرفت قبل امرىء القيس نفسه الذي قيل إنه كان أول من وقف على الأطلال وبكى واستبكى ووصل إلينا شعره يقول ابن سلام: «ليس أنه اي امرؤ القيس قال ما لم يقولوا (أي العرب)، ولكنه سبق العرب إلى أشياء ابتدعها استحسنها العرب واتبعه فيها الشعراء، منها استيقاف صحبه، والبكاء في الديار . . . (۱) وقد رأى بعضهم أنها تنتمي إلى عصور سحيقة لا يسع الوعي التاريخي - لانعدام المصادر - أن يطالها (٢)). وربما كان ذكر امرىء القيس ابن خذام (۳) الذي بكى قبله على الأطلال، فقلده هو دليلاً على قدم هذا التقليد.


وربما كان ارتضاء هذا التقليد الفني مردّه إلى أنه ينقل حياة البدو من العرب نقلاً أميناً صادقاً. فمعانيه، وألفاظه، وتعابيره، وصوره، وتشابيهه كلها مستوحاة من تجربة يومية متكررة، لا مفرّ منها لاستمرار الحياة تحدرت إلى الفن الشعري، فاستساغها الذوق العام وشجعتها الطبيعة الهائلة والعقلية العربية المثالية إلى إحياء الماضي.ثالثاً: مدلول نفسي من جهة ثالثة كان للوقوف على الأطلال مدلول نفسي عميق، فهو يجسد مأساة الجاهلي أمام الزمن وصراعه مع العدم. فمن المهم جداً في الطللية أن ننظر إليها على أنها تعكس «صلة الإنسان بالطبيعة بوصفها قهراً يمارس على الروح عبر الجفاف والقحط وشح المياه وموارد العيش . . . (۱) فالأطلال نفسها صورة لما تسرب اليه العدم وأفسده وأباده ولكنها من جهة أخرى، صورة للسعادة المندثرة التي لا يلبث الزمن أن يجرفها معه. فالطلل يتحول إلى قطعة وجدانية يحيا فيها صاحبها ؛ ولكنه يقف وجهاً لوجه أمام رحلته الدائمة وصراعه الأبدي مع الطبيعة والزمن والموت وحس العقم الذي يحيل حياته ومحيطه إلى بوار. وما لا شك فيه أن عقدة العقم في الطبيعة والحضارة والإنسان ككائن متوالد هي أس الطللية ونواتها التي تتمحور حولها وتتنامى بالانبثاق عنها (۲)). إنها انعكاس لصراع الحياة مع الموت، فالوقوف على الأطلال يتحول إلى وقوف غريزة الحياة التي يمثلها الشاعر في وجه غريزة الموت التي يمثلها الجدب والكبت الجنسي معا (۳)) .


ولعل المدلول النفسي للظاهرة الطللية في الشعر الجاهلي من أهم المداليل، لأنها تسللت إلى الوعي العربي، واستقرت في وجدان الجماعة، حتى صرنا أمام اهتزازين متعاكسين حركة الموت والعدم، وهي حركة تدفع الذات نحو السكون والامحاء والغياب وتجبرها، بالتالي، على ترك وعيها بالوجود؛ وحركة الحياة والحيوية، وهي حركة لتصعيد الذات وملئهابوعيها للقبض على كل رعشة واختلاجه من رعشات الوجود واختلاجاته .


هكذا، فإن الطلل يمثل انهزام الحركة أمام السكون (١) ... وهذا يمثال انهزام الحياة أمام الموت؛ ولما كان الطلل يمثل الانطفاء عبر السكينة والهدم، لا عبر التجربة اللذية الملباة، فإن الوقوف عليه هو رفض مبطن للواقع، رفض للقهر الموجه إلى كل من اللبيدو والعالم الحضري، وإلى تجميد الحركة في الطبيعة أيضاً، اللهم إلا حركة التدمير والإعدام المواظبة على استمراريتها، والتي لا يملك الإنسان أن يفعل إزاءها شيئاً سوى معاناة الشَّجَن (۲) ) .


وليس الحزن الذي يواكب أحياناً، بل كثيراً، المقدمات الطللية إلا صورة لحسرة الذات التي تعجز عن دفع تقدم العدم، فتتكمش بالماضي لأن في الماضي تصعيداً لها عبر السعادة أو اللذة ، وتتنفس رائحة - الوجود القاسي الذي يهددها بالسحق والتغييب . ...


۲ - قراءات من الشعر الجاهلي للوقوف على الأطلال


۱۰۲ - قراءة من معلقة امرىء القيس :


۱.۲. ۱ - التعريف بامرىء القيس (٤٩٢ - ٥٥٢ م) :


هو امرؤ القيس بن حجر الكندي ولد بنجد أوائل القرن الخامس الميلادي، ونشأ في قبيلة كندة. وكان يتحدر من أسرة ملوك حكمت بنيوائل. وكان والد امرىء القيس حُجْر مُمَلكا على بني أسد، يشتد في معاملتهم، ويغلظ فيهم، ويتربصون هم به حتى اهتز ملك الحارث أبيه، بعد أن خلفه كسرى أنو شروان، فانقضوا عليه وقتلوه، وغدروا به .


وكان حجر قد تبرأ من ابنه امرىء القيس وخلعه لتهتكه ومجونه ومطاردته نساء القبيلة طويلاً، وتشبيبه بهنّ. فعاش مع طائفة من الصعاليك، وتصعلك مثلهم، وضرب في المفازات والصحارى . ...


وكان امرؤ القيس يطارد الملذات غير آبه بحياة الملك وأبهته . ولكنه عندما بلغه نعي أبيه هاله الخطب الفادح، وعاد إلى نفسه، وأخذ يضرب بين القبائل، يؤلبها، ويحرّضها على الثأر من بني أسد، وقد ورث ملكاً مهتزاً، مصدعاً، وأحس بأن أباه ضيعه وهو صغير، وحمله دمه وهو


كبير .


وواقع امرؤ القيس أسداً، وجعلها في ترحال دائم، ولكن هذا لم يرو غليله، لأنه كان يريد أن يفني هذه القبيلة ويُبيدها، ويبني ملك أبيه من جديد. ولكن المنذر بن ماء السماء ملك المناذرة لم يتركه يرتاح فهدده وهدده أحلافه من القبائل، فانفضوا عنه شيئاً فشيئاً، وخذله أتباعه تباعاً، وتقاعسوا وتركوه ... فيمم شطر يوستينيانوس قيصر الروم، مستنصراً، مستجيراً، فأمده بجيش، وأكرم وفادته ... وقيل إن القيصر أهداه حلة مسمومة، قرحت جسده وقضت عليه، وقيل غير هذا ... ولكن المعروف أن الشاعر لاقى حتفه في طريق عودته من بلاد الروم، وربما كان مات بأنقرة، بعد أن أمضه الألم نفساً وجسداً.


۱.۲. ۲ - بعض ما قيل فيه :


قال الجاحظ فيه : «إنه أول من نظم الشعر عند العرب. ورأى ابنسلام الجمحي صاحب طبقات الشعراء إنه في رأس الطبقة الأولى. وأجمع القدامى على أنه أول من وقف وبكى واستبكى وقيد الأوابد».


وقالت موسوعة الشعر العربي فيه : ومع أن النقد الداخلي لقصائده يظهر أن الشعر الجاهلي أوفى إليه وقد استقر على سُنَّة، وجرى على عمود معروف فإن امرأ القيس ارتقى بتلك التجارب إلى ذروته، مصوراً أقصى ما أدركته النفس الجاهلية في موقفها من الحياة والعالم، وفي دهشتها وغبطتها، أمام مظاهر الكون تكتشف ألوانه وتفكك أجزاءه، وتؤلفها بعضاً مع بعض من جديد، وتعكسها على حدقة حسية، تؤخذ بما ظهر من معاني الأشياء غافلة، إلا لماماً، عمّا استتر وتبطن منها. فالطبيعة تبدو في شعره، وقد استكملت غايتها، وأدركت أقصى حدودها، انتشر الجمال بأرضها وسمائها، وتجسد في عناصرها، لا يعروه أمامها قلق أو حيرة، ولا ينبعث فيه قنوط أمام تكرارها ورتابتها بل إنها تنداح أمام ناظره كشريط ضاحك ... وكبساط من السعة والفرح، مدته أمامه الحياة، ليقيم عليه أفراحه ... أما المرأة، وهي صنو الطبيعة وكمالها في شعره فيتولاها، حيناً بالحس والغريزة وحيناً بالبراح والحنين، وموقفه منها يرمز إلى موقفه من الحياة جميعاً . ...


۱.۲. ۳ - المعلقة ومناسبتها :


روى القاضي الزوزني مناسبة المعلقة قال : ذكر رواة أيام العرب أن امرأ القيس بن حجر بن عمرو الكندي كان يعشق عنيزة ابنة عمه شرحبيل، وكان لا يحظى بلقائها ووصالها، فانتظر ظعن الحي، وتخلف عن الرجال، حتى إذا ظعنت النساء سبقهنّ إلى الغدير المسمّى دارة جلجل، واستخفى ثم علم أنهنّ إذا وردن هذا الماء اغتسلن. فلما وردت العذارى اللواتيكانت عنيزة فيهنَّ وَنَضَوْنَ ثِيابَهُنَّ وشَرَعْنَ في الانغماس في الماء ظهر امرؤ القيس وجمع ثيابهن وجلس عليها، ثم حلف على ألا يدفع إليهن ثيابهن إلا بعد أن يخرجن إليه عاريات فخاصمته زمناً طويلاً من النهار، فأبى إلا إبرار قسمه فخرجت إليه أوقحهن فرمى بثيابها إليها، ثم تتابعن حتى بقيت غنيزة وأقسمت عليه فقال : يا ابنة الكرام لا بد لك من أن تفعلي مثل ما فعلن فخرجت إليه فرآها مقبلة ومدبرة، فلما لبسن ثيابهن أخذن في عذله، وقلن: قد جوعتنا وأخرتنا عن الحي. فقال لهن: لو عقرت راحلتي أتأكلن ؟ قلن: نعم. فعقر راحلته ونحرها، وجمعت الإماء الحطب وجعلن يشوين اللحم إلى أن شبعن، وكانت معه ركوة فيها خمر فسقاهن منها، فلما ارتحلن قسمن أمتعته فبقي هو دون راحلة، فقال لعنيزة يا ابنة الكرام لا بد لك من أن تحمليني، وألحت عليه صواحبها أن تحمله على مقدم هودجها، فحملته، فجعل يدخل رأسه في الهودج يقبلها ويشمها وذكر هذه القصة في أثناء القصيدة .۱۰۲۰۲ - التعريف بلبيد بن ربيعة (مات: ٦٦١ م) :


هو أبو عقيل، لبيد بن ربيعة بن مالك العامري من هوازن قيس. قتل والده وهو طفل له بضع سنوات، فعاش في كنف أعمامه، ونعم بحياة رفاه، وسيادة، يُضيف ويُنجد، ورث كل هذا من والده ربيعة، على الأرجح، وكان رجلاً ذا سؤدد وكرم. وعُرف لبيد بفخره ووصفه وحكمه ذات الطابع الزهدي .


عمر طويلاً؛ وكان له أخ من أمه اسمه أربد، اتفق مع عامر بن الطفيل على الغدر بالنبي، ولكنهما فشلا ومات عامر بداء الطاعون، ثم نزلت صاعقة على أربد فقتلته وأسلم لبيد وكف عن قول الشعر، وقيل


١٦٣


إنه عمر حوالي مئة وأربعين سنة .


۲۰۲۰۲ - المعلقة ومناسبتها :


لم تكن لهذه المعلقة مناسبة خاصة، بل كان نظمها بدافع نفسي عارضاً فيها أخلاقه ومآتيه والحياة البدوية ونفسية البدو. وهي تبدأ بوصف الأطلال، وذكر حبيبته نوار ورحيلها، ووصف الناقة عارضاً بها لمصير إنساني مأسوي مفاده الصراع الأليم بين الحياة والموت، ولعل وصف الناقة هو من أهم أقسام المعلقة. ثم وصف نفسه وأحاسيسه، ولهوه وشربه وسرعة حصانه وكرمه، ثم مدح قومه وفخر بهم. واللافت في معلقته هذه دقته في تحديد محال الحلول خلال السفر، حتى إن الزوزني قد قال فيه : وقد أظهر في وصفه مقدرة نادرة نادرة في دقته وإسهابه والإحاطة بجميع صور الموصوف وهو يتفوق على زملائه أصحاب المعلقات بإثارة تذكارات الديار القديمة وتحديد المحلات في أثناء السفر حتى ليمكن دارس شعره أن يعين بالإستناد إلى بعض قصائده دليل رحلة من قلب بادية العرب إلى الخليج الفارسي (١)) .١.٣٠٢ - التعريف بزهير بن أبي سلمى (مات حوالي ٦٠٩ م) :


هو زهير بن ربيعة، ولقبه أبو سلمى. وقد روي أن أحداً من العرب لم يحمل اسم «سلمى» غير زهير. وهو من قبيلة مزينة المضرية، التي أقامت في بلاد غطفان بنجد. كان أبوه شاعراً، وكذلك خال أبيه بشامة بن الغدير، وزوج أمه أوس بن حجر وهو صاحب المدرسة الأوسية)، واخته سلمى، وابناه كعب وبجير، وحفيده عقبة بن كعب المضرب بن كلب). يتم زهير باكراً، فتزوجت أمه من أوس، وكفل الشاعر أعمامه .


وشهد زهير حرب السباق داحس والغبراء بين عبس وذبيان، فتأثر بها كثيراً، ودار حولها كثير شعره وعندما أصلح الحارث بن عوف وهرم بن سنان بين القبيلتين مدحهما كثيراً، وأشاد بعملهما.


وعمر زهير حتى ناهز المئة من الأعوام، وكان في قومه مرشداً ومعلماً. وعرف بأنه صاحب الحوليات أي القصائد التي كان يمضي فيإنجازها حولاً كاملاً، ويغلب عليها طابع الهدوء والتفكير والرصانة .


٢.٣.٢ - المعلقة ومناسبتها :


نظم زهير هذه المعلقة يمدح المصلحين هرماً والحارث محذراً الفريقين من شر الخيانة والغدر متوسعاً في وصف الحرب وويلاتها، وختم ببعض الحكم والخواطر التي كان فيها معلماً في بني قومه .٤٠٢ - قراءة من معلقة عنترة بن شداد


١٠٤٠٢ - التعريف بعنترة بن شداد (٥٢٥ - ٦١٥ م) :


هو أبو المغلس، عنترة بن شداد بن عمرو بن قراد العبسي. أمه زبيبة حبشية، سوداء البشرة، لذلك جاءت بشرته سوداء، فاستعبده أبوه على عادة العرب في استعباد أبنائهم الذين تكون بشرتهم سوداء، وعد من الغربان، ولم يلحقه أبوه بنسبه وصرفه إلى رعاية الإبل والغنم، فعاني عنترة احتقار القوم. وكان مشقوق الشفة، فكانوا يقولون له : «عنترة الفلحاء» .


وسنحت الظروف لعنترة فأعتق واعترف به أبوه. ومفاد ذلك أن بعض العرب أغاروا على بني عبس واستاقوا إبلا لهم، فتبعهم العبسيون وقاتلوهم، وعنترة معهم يومذاك. فقال له أبوه : «كر يا عنترة». فقال : العبد لا يحسن الكر، وإنما يحسن الحلاب والصر». فقال: «كُرَّ، وأنت حرا». فكر، وقاتل قتالاً جيداً، فألحقه أبوه بنسبه وصار فارساً معروفاً، ذا بأس من فرسان العرب .


وكان عنترة يحب ابنة عمه عبلة بنت مالك بن قراد العبسي، ولكن عمه كان يتهرب من تزويجها له. ومع أن بعضهم يزعم أن زواج عنترة وعبلة قد تم في النهاية، إلا أننا لا نقع في شعر عنترة على شيء من هذا .


وقتل عنترة في غارة على بني نبهان قتله وزر بن جابر النبهاني وكان في فتوة .٢٠٤٠٢ - المعلقة ومناسبتها :


قيل إن عنترة كان في مجلس ذات يوم، وقد أحسن البلاء في الحرب، فعيّره أحد العبسيين في سواده وسواد أمه واخوته، وفي أنه عاجز عن قول الشعر، فشاتمه عنترة وفخر عليه، وقال المعلقة. وفيها يذكر حبيبته عبلة وبعد دارها وأطلالها، ويصف ناقته ويذكر عدله وبأسه، وشربه الخمر، وكرمه وشرفه ويصف بطشه، ويصور فرسه. وقد سمى العرب معلقته هذه «الذهبية» لجودتها .


وتروى في هذه المعلقة رواية تفوح منها رائحة الأساطير؛ مفادها أن عنترة ورد الماء في حيه ذات يوم، فلم يجد فيه أحداً، فأخرج سلاحه وتبع القوم الذين سبوا أهله فهاجمهم وقتل منهم ثمانية وطلب أن يردوا أباه وأمه فردوهما. فسأله عمه المساعدة، ووعده بتزويجه ابنته عبلة إن ساعده فهاجم عنترة مجدداً، وقتل عشرة ثم طلب عمه وابنته فردوهما عليه. ثم طلب جيرانه، فأبوا ردهم، فضرب عنترة من جديد فقتل وجرح أربعين فردوا عليه جيرانه، فأنشد هذه القصيدة.
٤ - علاقة الشاعر بالسحر والكهانة


والدليل على الأصول الدينية للشعر الجاهلي ما اقترن به الشعر من شعائر وطقوس في بعض الأحيان، وما قيل في الشاعر من أمور. فمن قبل أن ينحدر الهجاء إلى شعر السخرية والاستهزاء، كان في يد الشاعر سحراً يقصد به تعطيل قوى الخصم بتأثير سحري ومن ثم كان الشاعر، إذا تهيأ لإطلاق مثل ذلك اللعن يلبس زيا خاصاً بزي الكاهن. من هنا أيضاً تسميته بالشاعر، أي العالم، لا بمعنى أنه كان عالماً بخصائص فن أو صناعة معينة، بل بمعنى أنه كان شاعراً بقوة شعره السحرية، كما أن قصيدته كانت هي القالب المادي لذلك الشعر (۲)). لهذا السبب كان الشعر سلاحاً خطراً بين يدي من يملكونه، وهو سلاح لا يقل قدرة في الفتك(۱) عن السيف والسنان، ولذلك كان العرب يتقون حامليه (١)) .


هكذا، فإن الشاعر، كما اعتقد الجاهليون، كان يملك قوة سحرية لأنه على اتصال بالجن، أو بشياطين الشعر، حتى إن بعضهم زعم أن كلاب الجن هم الشعراء، ومن هذا القبيل قول عمرو بن كلثوم :


وَقَدْ هَرَّتْ كِلاب الجن منا وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلينا (۲)


وزعموا أن مع كل شاعر شيطاناً يقول الشعر، حتى قال بعضهم : إنِّي وَكُلُّ شاعر مِنَ البَشر شيطانه أنثى وشَيْطاني ذكر (۳)


وقال آخر : إنِّي وَإِنْ كُنتُ صَغِيرَ السِّنِّ وَكَانَ فِي العَيْنِ نُبُوا عَنِّي فَإِنَّ شيطاني كَبِيرُ الجِنَّ (٤)وقال غيره :


إذا مَا تَرَعْرَعَ فينا الغُلَا مُ فَلَيْسَ يُقَالُ لَهُ مَنْ هُوَهُ ر، فذلك فينا الَّذِي لأَهُوَة وَلِي صَاحِبٌ مِنْ يَنِي الشَّيْصَبَا ن، فَطَوْراً أَقُولُ وَطَوْراً هُوَهُ (۱)


إذا لم يَسُدُ قَبْلَ شَدَّ الإزا


والمقصود في البيت الأخير بصاحب الشاعر من بني الشيصبان شيطان الشعر أو جنيه. وقد ذكر بعض المستشرقين كلاماً يفيد ما نقول حين أورد : ومن حيث الأسبقية، يجب أن يُستدل أن الشياطين تتنزل على الشعراء؛ ولهذا يؤكد القرآن أنهم يتنزلون على كل مبدع أثيم ليذيعوا له غالباً الأباطيل. وأشعار الشعراء هذه معزوة إلى الشياطين الذين يسترقون السمع مما في السماء، فيأتيهم غضب الله فيرجمون بشهاب ثاقب. وتأتي هذه مرة أخرى لتربط الشعراء بالوحي والإلهام (۲)


والدليل على عقيدة شيطان الشعر ما جاء في القرآن الكريم من آيات تنفي الشعر عن النبي محمد، وتقول إنه ليس ساحراً؛ ومن هذه الآيات :وقالوا : إن هذا إلا سحر مبين) (۱) - وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع المعزول ) (٢) - هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ؟ تنزل على كل أفاك أثيم؛ يلقون السمع واكثرهم كاذبون. والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون ... ) (۳) وغير هذا كثير. وقد ظل بعض الشعراء، في الإسلام، يوهم الناس أن له تابعاً من الجن (٤). وغني عن الذكر الأذى الذي ألحقه الشعراء المشركون بالدعوة والإسلام عندما بدأ النبي يبشر بالدين الجديد، ما اضطره إلى استدعاء شعراء مسلمين للرد عليهم، ولكسر شوكتهم .



  • المعلقات:


والمعلقات قصائد من أجود ما قال العرب في جاهليتهم، حتى جعلها بعضهم أفضل القصائد التي قيلت في ذاك العصر. قال صاحب «العقد إن العرب عمدت إلى سبع قصائد تخيرتها من الشعر القديم فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة، وعلقتها بين أستار الكعبة .... والمذهبات سبع، وقد يقال لها المعلقات (٥)) . وقال صاحب «المقدمة»: وكانوا يقفون بسوق عكاظ الإنشاده وعرض كل واحد منهم ديباجته علىفحول الشأن وأهل البصر ليتميز حوله حتى انتهوا إلى المناغاة في تعليق أشعارهم بأركان البيت الحرام موضع حجهم ... J g overline dg (1) k السيوطي: وكانت المعلقات تسمى المذهبات، وذلك أنها اختيرت من سائر الشعر، فكتبت في القباطي بماء الذهب، وعلقت على الكعبة؛ فلذلك يقال: مذهبة فلان إذا كانت أجود e ^ (T) ge hat w . وقال بعضهم إن الملك كان إذا


استجيدت قصيدة يقول : علقوا لنا هذه، لتكون في خزانته (۳)) . )مه(


ولكن شوقي ضيف ينفي هذه الآراء ويعارضها، قائلاً: «أما ما يقال من أن المعلقات كانت مكتوبة ومعلقة في الكعبة فمن باب الأساطير، وهو في حقيقته ليس أكثر من تفسير فسر به المتأخرون معنى كلمة المعلقات (٤)). ويرى أنها تعني المقلّدات والمسمطات، وأن العرب سموا بهذين الاسمين قصائدهم الجيدة الطويلة ؛ ثم يستشهد بابن النحاس (توفي عام ٩٤٩ م). الذي يقول فيها : لم يثبت ما ذكره الناس من أنها كانت معلقة على الكعبة (٥)). ونحن أميل إلى هذا الرأي نظراً إلى ضعف الكتابة عند الجاهليين (٦) ، فقد سميت كذلك لأنها من الأعلاق أي النفائس (۷) .وقد اختلف العرب أيضاً في عددها، فجعلها بعضهم سبعاً، وجعلها آخرون عشراً. وقد اختلفوا أيضاً في أسماء أصحابها. لكن الأشيع بينهم أن أصحاب المعلقات السبع هم امرؤ القيس، وزهير بن أبي سلمى ولبيد بن ربيعة (مات (٦٦١) ، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد، والحارث بن حلزة. ومن جعلها عشرا زاد عليهم : النابغة الذبياني، والأعشى الأكبر (مات ٦٢٩ م). وعبيد بن الأبرص. وقد أضاف ابن خلدون على هذه الأسماء علقمة بن عَبدَة (۱) [ ويقال له علقمة الفحل] (توفي عام ٦٠٣ م)، كما نقل السيوطي عن بعضهم أن أصحاب المعلقات هم امرؤ القيس، وزهير والنابغة، والأعشى، ولبيد، وعمرو بن كلثوم، وطرفة، مسقطا الحارث بن حلزة وعنترة (٢). ولنا عودة، بعد قليل، إلى بعض أصحاب المعلقات .


أما مطالع المعلقات العشر، فهي :


۱ - معلقة امرىء القيس (٦٩) بيتا) :


قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرِى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ بِسِقْطِ اللوى بَيْنَ الدَخُولِ فَحَوْمَل- معلقة الحارث بن حلزة (۹۸) بيتا) :


آذنتنـا بِبَيْنَهَا أَسْمَاءُ رُبَّ ثَاوِ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ



  • معلقة الأعشى (٦٣) بيتا) :


وَدَعْ هُرَيْرَةَ إِنَّ الرَكْبَ مُرْتَحِلُ وَهَلْ تُطيقُ وَدَاعاً أَيُّهَا الرَّجُلُ ؟


٩ - معلقة النابغة (lim 0 *)


يا دار مَيَّةَ بِالعَلْيَاءِ فَالسَنَدِ أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الأَبَدِ



  • ۱۰ - معلقة عبيد (lim\ 0 ) :


أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبٌ فَالقُطَّيَّاتُ فَالذَنُوبُ


واللافت أن معظم المعلقات تبدأ بالوقوف على الأطلال أو بذكر رحيل الأحبة، الا معلقة عمرو بن كلثوم التي تبدأ بذكر الخمر. وأن أطولها معلقتا طرفة وعمرو، وأقصرها معلقة عبيد وكل هذه المعلقات مفككة، متعددة الموضوعات كمعظم الشعر الجاهلي .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

تسعى هذه الدراس...

تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على ظاهرة الاحتراق الوظيفي لدى موظفي الجامعة، ومحاولة فهم العلاقة ا...

The Great Depre...

The Great Depression had devastating economic and social effects on American society. Millions of pe...

Calculate the t...

Calculate the theoretical values I1, I2, I3, I4, V1, V2, V3, and V4 for the circuit shown in figure ...

أهلاً بك! إليك ...

أهلاً بك! إليك حلول الأسئلة الموجودة في الصورة: **السؤال الأول:** يُعرف تخصص فسيولوجيا الجهد البدن...

عقب هجوم انتحار...

عقب هجوم انتحاري في بولواما، كشمير، أسفر عن مقتل العديد من أفراد الأمن الهندي، شنت الهند غارات جوية ...

أقبل الاسبان عل...

أقبل الاسبان على الكتب العربية وقاموا بترجمتها إلى اللاتينية وكانت الأندلس المركز الرئيسي لهذه الت...

An Introduction...

An Introduction to Amal’s Story and the RLC Circuit In a world filled with constant change, mathema...

بدأ االحتالل ال...

بدأ االحتالل الروماني لبالد المغرب سنة 146 ق.م بعد سقوط قرطاجة إثر الحرب البونية الثالثة)149_146 ق....

مع تزايد التفاع...

مع تزايد التفاعل الاقتصادي والتبادل التجاري بين الدول، أصبحت المحاسبة الدولية أمرًا حيويًً للتأكد من...

المبحث الأول : ...

المبحث الأول : الاطار المفاهيمي للميزة التنافسية المطلب الأول : تعريف الميزة التنافسية حظي مفهوم ا...

Nursing Managem...

Nursing Management Nursing management focuses on teaching about disease management, teaching about n...

رحلاته العلمية ...

رحلاته العلمية رسم تقريبي لرحلة الإمام البخاري في طلب الحديث تعددت رحلات الإمام البخاري العلمية للأ...