لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

وسهلت ممارسة التجارة وشن الحروب منذ آلاف السنين وقد قادت ضرورة إعادة تصليح وترميم طريق معين - سواء أكان هذا الطريق يؤدي إلى أقرب مصدر للماء، ويضمن نوعاً من الأمن أثناء السفر، وتسهل امكانية زيارة الجيران أو ارتياد أقرب سوق تجارية وقبل كل شيء ساهم وجود الطرق في هجرات الشعوب الكبيرة، وعلى الطرق وشرايين المواصلات الهامة هذه حدث التواصل بين الشعوب منذ 141 وما زال هذا التواصل إلى يومنا هذا ولذلك فإن تاريخ الطرق الرئيسية في حياة الإنسانية، يعتبر في الوقت نفسه تاريخا للحضارة ومن النيل والنيجر عبر السودان، حيث جذبت المراكز التجارية، مثل شبه (۱) سوکوتو وكانو وغيرها التجار كما كان الطريق القديم بين مصر وأعمدة هرقل أسطورة والقارة السوداء بمجملها ، من البحر المتوسط حتى أعماق أفريقيا ، كانت وما تزال عبارة عن شبكة من الطرق والمسالك. وفي أوربا تطورت حضارة منطقة الدانوب منذ عصر ما قبل التاريخ على ضفتي النهر، فكانت طيلة آلاف السنين ملتقى للتجارة والتبادل الثقافي، ويظهر تاريخ تطور طرق الملح الأوربية القديمة التي كان ينقل عليها هذا المعدن من مناجمة إلى الأسواق و «هاله «التجارية، حتى الآن من خلال أسماء المدن الواقعة عليها مثل «رايشنهال اللتين كانتا منطلق الطرق التجارية التي تساير ضفاف الأنهار، كالدانوب والاليه اللوار كما خلدت حكايا الف ليلة وليلة الطريق التجارية ذات الأهمية الفائقة بين بغداد والبصرة. كما حددت طرق الحرير القديمة رحلات ماركو بولو التي قادته من سمر قند إلى هندوكوش، فقد ذكر بطليموس أن الرحلة من العاصمة ١١٤ التجارية حوالي عام الصينية آنذاك لبان اغتشاو حتى هضبة البامير كانت تستغرق في ذلك الوقت سبعة شهر وفي أميركا تحركت قوافل المايا فوق مناطق هائلة. فقد عثر على خرائط الطريق المشهورة الممتدة من خيكالانو عبر الغابة العذراء إلى مناطق الذهب في أثناء حملته ۱۵۲۵ ١٥٣٤ هندوراس والتي اتبعها «كورتس » 142 وبالطبع لا يمكن مقارنة المسالك والطرق التي استخدمتها الشعوب البدائية، من حيث شهرتها بشرايين المواصلات هذه، ان لم تكن أقدم منها . فقد كانت خطوطا لتحديد الاتجاه أكثر منها طرقاً عسكرية. وغالبا ما كان مسارها مشروطاً بظروف جغرافية معينة، إذ كانت تلف حول العوائق الطبيعية ونتجه حسب طبيعة الأرض - نحو الممرات الجبلية، وتساير مجاري الأنهار والمناطق السالكة عبر الغابات والصحاري تدحرجت العربات المغطاة، وما تزال طرق المواصلات الحديثة والضخمة تتبع المسالك القديمة نفسها التي اتبعها السكان الأصليون. فأنهار منطقة الكونغو جعلت شعوبا بمجملها تتحول إلى التجارة، هذه الظاهرة التي تكررت في جميع أنحاء العالم يعتبر ربط هذه الطرق المائية الهامة بعضها ببعض من خلال حفر الأقنية، من أقدم واهم انجازات الإنسانية في مجال البناء والتشييد واصبحت ذكرى القيصر الصيني الذي أمر ببناء قناة القيصر الشهيرة خالدة في التاريخ ٦١٨ - ٦٠٥ يانغ تي» ( إلا أنها من جهة أخرى كانت عقبة يصعب التغلب عليها بالنسبة للرحالة أو المسافر الذي يريد بلوغ الضفة الأخرى وهكذا اخترع الإنسان الجسور حتى يتمكن من عبور الأنهار والشرايين المائية الأخرى. وقد أوجدت الشعوب البدائية منذ أقدم العصور وسائل وطرقا تتغلب بواسطتها على التيارات والوهاد وبدءا من الوسائل المساعدة البسيطة حتى الأبنية الهائلة، تتجلى الجسور التي أقامتها الشعوب والقبائل بأشكال متعددة. فقد حضرت الشعوب البدائية الرعوية في منطقة هيمالايا ثقوباً مرتبة ترتيباً تقابليا في الصخور . ثبت فيها المتسلقون، ونصبوا أعمدة خيزرانية فوق الوهاد يعبر بواسطتها المسافر فوق الشعاب والوديان، كما ثبتت خيال مجدولة من شعر «الجاك على جانبي العائق في أعلى قمم الشجر ليقوم المسافر الجالس كما كانت والوديان. والتي تشيدها شعوب عديدة في ميلانيزيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والهند واندونيسيا ، انجازا عظيما في فن البناء. وهذه الجسور مثبتة من الطرفين إما على الأشجار أو في قمم الصخور وبوجود الاسوار على جانبي الجسر يمكن للراكب أو المسافر أن يقطع النهر واقفا كما أن جذوع الأشجار الممدودة عرضائيا فوق مجرى مالي تعتبر أبسط أنواع الجسور الخشبية ولكنها لا تكفي لعبور الأنهار العريضة، يوجد منها أنواع متقنة الصنع بشكل خاص في كولومبيا وميلانيزيا والكاميرون وهكذا عرف الإنسان - رغم العقبات التي أقامتها الطبيعة - كيف يتابع طريقه في الاتجاه المرغوب، كما في افريقيا أو في جزيرة بورنيو الاندونيسية، وغالباً ما كان لهذه العصى أهمية خاصة كرمز على المكانة التي يتمتع بها حاملها ، أو الممارسة السحر فالحلقات المنسوجة أو الوسائد الصغيرة توضع 144 على الرأس لتسهيل الحمل. بشكل خاص في آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية والجنوبية، وكذلك لدى الهنود الحمر في أميركا الشمالية، تحمل الامهات أطفالهن خاصة على الظهر بينما تحمل نساء الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية أطفالها غالبا في شال عريض من النسيج معلق بالكتف. أما عند الرحلات فيثبت الرضيع ضمن اطار له شكل السلم وكانت أواني الماء الكبيرة لدى شعب «انكا » مزودة باذنين في قسمها الأسفل، تمكنان من حمل هذه الأوعية على الظهر بواسطة حيال بدلا من حملها على الرأس، كما هي الحال غالبا في الاحمال المشابهة. وبينما كان الإنسان في عصر الثقافات القديمة يحمل أعباءه وأحماله بنفسه فقد دأبت الطبقة الحاكمة في عصر الثقافات الراقية على القاء مهمة حمل ونقل الأثقال على كاهل الفنات «الدنيا . أو ذوو الحسب والنسب، يضعون أمشاطا في دائرة شعورهم كدلالة على انهم وأسلافهم لم يحملوا في يوم من الأيام أية احمال على رؤوسهم أما أبسط أنواع الأدوات المساعدة في حمل الاشياء الصغيرة فهي شبكة الحمل التي عرفتها شعوب عديدة وبخاصة في أميركا واستعيض عنها في أفريقيا وآسيا فيما بعد بالأكياس الجلدية وتنتشر حقائب الحمل والسلال المنسوجة والمجدولة في جميع أنحاء العالم، سواء اكانت مخروطية كما في آسيا وأمريكا، لكنها جميعا صنعت للغرض نفسه، وتعتبر ثقافة الحمل من أقدم أدوات الحمل على الإطلاق، ولذلك تعتبر وقد تحدث نورد تسويلد » عن معاناة الهنود الحمر الذين 145 فبواسطة عملة الحمل هذه يمكن نقل كل ما يخطر على الذهن من مواد تقيلة بدءا من الطريدة المقتولة حتى طبول الانذار وجثث الموتى وفي بعض الأحيان كان الأشخاص المميزون يتمتعون بحق تكليف أشخاص آخرين بحملهم، وخاصة الحكام وأصحاب النفوذ الذين يحرم على العامة النظر إليهم. اما الأسباب دينية أو لأسباب أخرى، ويعود أصل الهودج إلى تقالات الحمل تلك. إذ يوتى بكرسي أو شبكة نوم معلقة وتثبت على عارضتين خشبيتين أو أربعة، وفي افريقيا بشكل خاص، فما يزال الهودج حتى الآن وسيلة انتقال مفضلة عدد الزعماء ورؤساء القبائل وذوي النفوذ القوي من البيض. وفي الصين لم يكن قبلا احد من ذوي النفوذ يسافر دون هودج، وبخاصة في جنوب الصين، وكان عبيد قبيلة تشيبتشاء يحملون أسيادهم كلما أرادوا الانتقال من مكان إلى آخر داخل شباك مثبتة على أعمدة خاصة بالحمل. وفي البيرو كان «الانكا » الحاكم شخصية مقدسة لدرجة أنه لم يكن يسمح لرعيته حتى بالنظر إلى وجهه. ولذلك كان يسافر دائما في هودج مقفل يحيط به المشاة الذين كانت مهمتهم ابعاد كل ما يمكن أن يشكل عائقا أمامه من طريقه. ومن هذا التصور عن قداسة ، نظرة الحاكم نشأت عادة الستارة أمام العرش التي تعتبر من الطقوس التي يجب التمسك بها بشدة. يحجب الشخص المقدس»، حيث كانت النساء الحرائر بشكل خاص تحجب عن أنظار العامة. وبعد الحروب الصليبية انتشرت


النص الأصلي

بين أرجاء الأرض، وسهلت ممارسة التجارة وشن الحروب منذ آلاف السنين


وقد قادت ضرورة إعادة تصليح وترميم طريق معين - سواء أكان هذا الطريق


يؤدي إلى أقرب مصدر للماء، أم طريق قوافل عبر الصحراء أو الجبال - إلى من أقدم الطرق في تاريخ البشرية. فمن خلال جعل طريق ما سالكا - بارانة الصخور والأشجار والادغال عنه - يمكن توفير الوقت والجهد الجسدي، لأنه يسهل الوصول إلى مخازن المؤونة ومنابع المياه، ويضمن نوعاً من الأمن أثناء السفر، إذ يقل خطر الضياع في البراري، وتسهل امكانية زيارة الجيران أو ارتياد أقرب سوق تجارية


وقبل كل شيء ساهم وجود الطرق في هجرات الشعوب الكبيرة، وتبادل العناصر الثقافية بين هذه الشعوب، ففي أوقات السلم وأوقات الحرب تحركت القوافل التجارية أو الجيوش على هذه الطرق باستمرار لينشأ نوع من الاحتكاك بين مختلف الشعوب والأفكار، وعلى الطرق وشرايين المواصلات الهامة هذه حدث التواصل بين الشعوب منذ


141


أقدم العصور ونشأ الاتصال بين القرى والاسواق، وبين السواحل والمناطق الداخلية. .. وما زال هذا التواصل إلى يومنا هذا


ولذلك فإن تاريخ الطرق الرئيسية في حياة الإنسانية، يعتبر في الوقت نفسه تاريخا للحضارة


فالقوافل الأفريقية ورحلات الصيد تحركت من بحيرة تشاد ومن توميكتو حتى الشاطئ الشمالي، ومن النيل والنيجر عبر السودان، حيث جذبت المراكز التجارية، مثل شبه (۱) سوکوتو وكانو وغيرها التجار كما كان الطريق القديم بين مصر وأعمدة هرقل أسطورة والقارة السوداء بمجملها ، من البحر المتوسط حتى أعماق أفريقيا ، كانت وما تزال عبارة عن شبكة من الطرق والمسالك. ويمر طريق تجاري منذ قرون عديدة عبر استراليا البدائية من الشاطئ الشمالي الغربي حتى خليج استراليا الكبير بطول يبلغ أكثر من ألفي ميل


وفي أوربا تطورت حضارة منطقة الدانوب منذ عصر ما قبل التاريخ على ضفتي النهر، فكانت طيلة آلاف السنين ملتقى للتجارة والتبادل الثقافي، ويظهر تاريخ تطور طرق الملح الأوربية القديمة التي كان ينقل عليها هذا المعدن من مناجمة إلى الأسواق و «هاله «التجارية، حتى الآن من خلال أسماء المدن الواقعة عليها مثل «رايشنهال اللتين كانتا منطلق الطرق التجارية التي تساير ضفاف الأنهار، كالدانوب والاليه اللوار كما خلدت حكايا الف ليلة وليلة الطريق التجارية ذات الأهمية الفائقة بين بغداد والبصرة. وعلى شرايين المواصلات القديمة والهائلة ما بين الاورال وبحر قزوين هاجرت عبر التاريخ تجمعات بشرية جديدة من آسيا إلى أوربا، كما حددت طرق الحرير القديمة رحلات ماركو بولو التي قادته من سمر قند إلى هندوكوش، وعبر صحراء غوبي إلى بكين، وعلى طريق الحرير هذه انتقلت الأقمشة الصينية النفيسة عن طريق اسيا الوسطى والصغيري، ومنها إلى أرجاء الامبراطورية الرومانية. وقد بدأت هذه العلاقة قبل الميلاد . فقد ذكر بطليموس أن الرحلة من العاصمة ١١٤ التجارية حوالي عام الصينية آنذاك لبان اغتشاو حتى هضبة البامير كانت تستغرق في ذلك الوقت سبعة شهر وفي أميركا تحركت قوافل المايا فوق مناطق هائلة. فقد عثر على خرائط الطريق المشهورة الممتدة من خيكالانو عبر الغابة العذراء إلى مناطق الذهب في أثناء حملته ۱۵۲۵ ١٥٣٤ هندوراس والتي اتبعها «كورتس »


142


وبالطبع لا يمكن مقارنة المسالك والطرق التي استخدمتها الشعوب البدائية، من حيث شهرتها بشرايين المواصلات هذه، لكنها بالتأكيد لا تقل عنها قدما ، ان لم تكن أقدم منها . فقد كانت خطوطا لتحديد الاتجاه أكثر منها طرقاً عسكرية. وغالبا ما كان مسارها مشروطاً بظروف جغرافية معينة، إذ كانت تلف حول العوائق الطبيعية ونتجه حسب طبيعة الأرض - نحو الممرات الجبلية، وتساير مجاري الأنهار والمناطق السالكة عبر الغابات والصحاري تدحرجت العربات المغطاة، التي استخدمها الرواد الأوائل في أميركا الشمالية على آثار الهنود الحمر باتجاه الغرب، وما تزال طرق المواصلات الحديثة والضخمة تتبع المسالك القديمة نفسها التي اتبعها السكان الأصليون. فالطريق القديم من الوزيانا حتى بحيرة بونتشارترين ما يزال حتى الآن واحداً من أهم شرايين المواصلات. وكانت مجاري الأنهار - وما تزال - تحدد انتقال الناس والبضائع فقد حددت ضفاف النيل وهوانغ هو والفرات ودجلة وسان لورانس والميسوري والميسيسبي والامازون اتجاه انتقال الإنسانية منذ آلاف السنين وقد سهل لقاء الشعوب من مختلف الأجناس على هذه الطرق الممتدة على طول ضفاف تلك الأنهار الكبرى منذ آلاف السنين، تبادل البضائع وقيام مراكز ثقافية هامة، فأنهار منطقة الكونغو جعلت شعوبا بمجملها تتحول إلى التجارة، هذه الظاهرة التي تكررت في جميع أنحاء العالم


يعتبر ربط هذه الطرق المائية الهامة بعضها ببعض من خلال حفر الأقنية، من أقدم واهم انجازات الإنسانية في مجال البناء والتشييد واصبحت ذكرى القيصر الصيني الذي أمر ببناء قناة القيصر الشهيرة خالدة في التاريخ ٦١٨ - ٦٠٥ يانغ تي» (


وفي منطقة تيار الامازون عرف الإنسان منذ أقدم العصور كيفية درء خطر الفيضانات التي كانت تتكرر سنويا من خلال بناء عدد كبير من الأقنية. وقد ثبت للعلم الحديث أن الممر الماني الهائل بين نهري اورينوكو» و «ربونب ج رو » لابد أن يكون من صنع يد الإنسان، وبينما كان للأنهار والطرق المائية أثر فعال في اتصال الشعوب بعضها مع بعض عبر التاريخ، إلا أنها من جهة أخرى كانت عقبة يصعب التغلب عليها بالنسبة للرحالة أو المسافر الذي يريد بلوغ الضفة الأخرى


وهكذا اخترع الإنسان الجسور حتى يتمكن من عبور الأنهار والشرايين المائية


الأخرى. وقد أوجدت الشعوب البدائية منذ أقدم العصور وسائل وطرقا تتغلب بواسطتها على التيارات والوهاد وبدءا من الوسائل المساعدة البسيطة حتى الأبنية الهائلة، تتجلى الجسور التي أقامتها الشعوب والقبائل بأشكال متعددة. فقد حضرت الشعوب البدائية الرعوية في منطقة هيمالايا ثقوباً مرتبة ترتيباً تقابليا في الصخور .. ثبت فيها المتسلقون، سواء نزولا أو صعودا نقالات من الخيران، ونصبوا أعمدة خيزرانية فوق الوهاد يعبر بواسطتها المسافر فوق الشعاب والوديان، كما ثبتت خيال


مجدولة من شعر «الجاك على جانبي العائق في أعلى قمم الشجر ليقوم المسافر الجالس


على كرسي من الخبرزان المجدول بتحريك الحبل حتى يصل به إلى الجانب الآخر. كما كانت


الجسور التي أقامها الهنود الحمر في بيرو من الحبال تؤمن عبوراً أمينا فوق الأنهار


والوديان. وتعتبر الجسور المعقدة المنصوبة من ألياف شجر الليانا، والتي تشيدها شعوب


عديدة في ميلانيزيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والهند واندونيسيا ، انجازا عظيما في فن


البناء. وتؤمن هذه الجسور القوية والمجدولة باتقان لها إلى حد ما شكل سلة نصف دائرية وتصل حتى خصر الشخص أو حتى كتفيه عبورا أمينا فوق الأنهار والوهاد. وهذه الجسور مثبتة من الطرفين إما على الأشجار أو في قمم الصخور وبوجود الاسوار على جانبي الجسر يمكن للراكب أو المسافر أن يقطع النهر واقفا


كما أن جذوع الأشجار الممدودة عرضائيا فوق مجرى مالي تعتبر أبسط أنواع الجسور الخشبية ولكنها لا تكفي لعبور الأنهار العريضة، ومن أجل مثل هذه الأنهار تقام جسور خشبية معقدة بمساعدة دعائم ذات فروع متشعبة، يوجد منها أنواع متقنة الصنع بشكل خاص في كولومبيا وميلانيزيا والكاميرون وهكذا عرف الإنسان - رغم العقبات التي أقامتها الطبيعة - كيف يتابع طريقه في الاتجاه المرغوب، وكيف ينتقل وينقل متاعه وبضائعه بأمان إلى المكان الذي يقصده. وفي تسلق الجبال استخدمت عصى الترحال التي زينت بأجمل الرسوم والتزينات، وبخاصة في المناطق التي يوجد فيها كبار الفنانين في مجال الحفر على الخشب، كما في افريقيا أو في جزيرة بورنيو الاندونيسية، وغالباً ما كان لهذه العصى أهمية خاصة كرمز على المكانة التي يتمتع بها حاملها ، أو الممارسة السحر


وفيما يتعلق بحمل الامتعة والبضائع، فلا يوجد شعب في العالم لم يخترع وسيلة أو أكثر من وسائل تسهيل هذا العمل. فالحلقات المنسوجة أو الوسائد الصغيرة توضع 144


على الرأس لتسهيل الحمل. وكذلك أحزمة الحمل وأربطة الرأس وغيرها من السيور الدعم وتسند الأتقال التي تحمل على الظهر وهناك حزام حمل الأثقال المعقود حول الرأس والمعروف جيداً، بشكل خاص في آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية والجنوبية، إذ يرتبط غاليا بسلة أو ثقالة كحرام الرأس المكسيكي الذي يتصل بدوره بما يسمى يسلم الظهر. في آسيا، وكذلك لدى الهنود الحمر في أميركا الشمالية، تحمل الامهات أطفالهن خاصة على الظهر بينما تحمل نساء الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية أطفالها غالبا في شال عريض من النسيج معلق بالكتف. أما عند الرحلات فيثبت الرضيع ضمن اطار له شكل السلم وكانت أواني الماء الكبيرة لدى شعب «انكا » مزودة باذنين في قسمها الأسفل، تمكنان من حمل هذه الأوعية على الظهر بواسطة حيال بدلا من حملها على الرأس، كما هي الحال غالبا في الاحمال المشابهة. وبينما كان الإنسان في عصر الثقافات القديمة يحمل أعباءه وأحماله بنفسه فقد دأبت الطبقة الحاكمة في عصر الثقافات الراقية على القاء مهمة حمل ونقل الأثقال على كاهل الفنات «الدنيا .. فقد كان السنغاليون النبلاء، أو ذوو الحسب والنسب، يضعون أمشاطا في دائرة شعورهم كدلالة على انهم وأسلافهم لم يحملوا في يوم من الأيام أية احمال على رؤوسهم أما أبسط أنواع الأدوات المساعدة في حمل الاشياء الصغيرة فهي شبكة الحمل التي عرفتها شعوب عديدة وبخاصة في أميركا واستعيض عنها في أفريقيا وآسيا فيما بعد بالأكياس الجلدية


وتنتشر حقائب الحمل والسلال المنسوجة والمجدولة في جميع أنحاء العالم، سواء اكانت مخروطية كما في آسيا وأمريكا، أو مربعة كما هي غالبا في افريقيا، لكنها جميعا صنعت للغرض نفسه، وهو تسهيل حمل أو حفظ المواد الغذائية أو الأدوات البيتية. وتعتبر ثقافة الحمل من أقدم أدوات الحمل على الإطلاق، وهي ما يطلق عليه سم «تير » عبارة عن جذع شجرة أو قطعة خشب تحمل على الكتفين بشكل عرضاني ويعلق حملان متساويان في نهايتيها وهذا شرط أساسي لحفظ توازنها. ولذلك تعتبر


هذه الأداة الأفضل لحمل أواني الماء المتساوية في الحجم والوزن. وأول ما وجدت هذه الأداة في آسيا. ولكن مكتشفي أميركا الجنوبية عثروا عليها هناك كوسيلة حمل مفضلة لسكانها الاصليين. وقد تحدث نورد تسويلد » عن معاناة الهنود الحمر الذين 145


أجبرهم الفاتحون الاسبان على حمل أثقالهم على الظهر بدلا من حملها على تقالات خاصة كما درجت عادتهم


أما العملة التي يمسك رجلان بطرفيها ويعلقان الحمل في منتصفها، فتعتمد على مبدأ فيزيائي آخر وكثيرا ما تتبع هذه الطريقة في افريقا وآسيا وجزر المحيط وفي بعض مناطق أميركا الجنوبية. فبواسطة عملة الحمل هذه يمكن نقل كل ما يخطر على الذهن من مواد تقيلة بدءا من الطريدة المقتولة حتى طبول الانذار وجثث الموتى وفي بعض الأحيان كان الأشخاص المميزون يتمتعون بحق تكليف أشخاص آخرين بحملهم، وخاصة الحكام وأصحاب النفوذ الذين يحرم على العامة النظر إليهم. اما الأسباب دينية أو لأسباب أخرى، ويعود أصل الهودج إلى تقالات الحمل تلك. إذ يوتى بكرسي أو شبكة نوم معلقة وتثبت على عارضتين خشبيتين أو أربعة، ثم تحمل من


أطرافها على أكتاف الحمالين


وفي افريقيا بشكل خاص، حيث التركيز على القوة والجاه من خلال مظاهر خارجية، فما يزال الهودج حتى الآن وسيلة انتقال مفضلة عدد الزعماء ورؤساء القبائل وذوي النفوذ القوي من البيض. وفي الصين لم يكن قبلا احد من ذوي النفوذ يسافر دون هودج، وبخاصة في جنوب الصين، حيث كان الهودج تعبيرا عن المركز الاجتماعي الرفيع، وكان عبيد قبيلة تشيبتشاء يحملون أسيادهم كلما أرادوا الانتقال من مكان إلى آخر داخل شباك مثبتة على أعمدة خاصة بالحمل. وفي البيرو كان «الانكا » الحاكم شخصية مقدسة لدرجة أنه لم يكن يسمح لرعيته حتى بالنظر إلى وجهه. ولذلك كان يسافر دائما في هودج مقفل يحيط به المشاة الذين كانت مهمتهم ابعاد كل ما يمكن أن يشكل عائقا أمامه من طريقه. ومن هذا التصور عن قداسة ، نظرة الحاكم نشأت


عادة الستارة أمام العرش التي تعتبر من الطقوس التي يجب التمسك بها بشدة.


وبخاصة في مصر والحبشة وبعض المناطق الافريقية الأخرى وهكذا انتشر الهودج الذي


يحجب الشخص المقدس»، من بابل ومصر حتى روما الكلاسيكية، حيث كانت


النساء الحرائر بشكل خاص تحجب عن أنظار العامة. وبعد الحروب الصليبية انتشرت


الهوادج ايضا في بقية أنحاء أوربا واستخدمتها معظم الحرائر من نساء «الركوكو


كان الإنسان يشكل القوة المحركة الوحيدة في جميع وسائل النقل هذه، وكانت قدم


146


الحمال بشكل خاص هي العضو الذي أكثر ما يقع عليه عبء الاثقال ومع ذلك قلما كانت هناك مساع - وبخاصة في المناطق الاستوائية - لتخفيف العبء عن قدم الحمال العارية من خلال لباس واق للقدم. ولكن سببا آخر، وهو الرغبة في عدم ترك أثر


الأقدام، كنوع من التمويه أدى فيما بعد إلى مجموعة كبيرة من الاختراعات. وقد ومختلف أحذية الشعوب (۲) أدرج المكتشف القديم ( ميسون الصنادل والموكاسين. البدائية، وبحق، في عداد أقدم وسائل النقل الضرورية بشكل خاص لحماية قدم الحمال من رمل الصحراء الساخن أو من الأشواك والحجارة المدينة
ففي منطقة «روري وما » الاستوائية اخترع الهنود الحمر صنادل من أوراق نهيل ماوريتيا، كما اخترع «البوشمن» في جنوب إفريقيا صنادل عملية للمشي التقي


أقدامهم من رمال صحراء كالاهار الساخنة، ويتحولون في الوقت نفسه دون القوص فيه، وتعتبر هذه الصنادل واحدة من تجهيزات القنص الهامة عندهم حيث الثلوج حتى ملاحق الطرائد على الاقدام ومن تم قتلها


نزل تسهل الصنادل والموكاسين عملية الركض أو السير فوق التراب، يؤمن أنواعًا أخرى من الأحذية،


احذية التزلج، حركة سريعة وأمينة فوق الجليد. وقد كانت أحذية التزلج مصنوعة من العظام موجودة في آسيا وأوربا منذ عصر ما قبل التاريخ


القرن الثالث عشر عرف في هولندا حذاء للتزلج مصنوع من الخشب ومجهز بقضيب من الحديد. بالإضافة إلى هذا النوع المتطور من أحذية التزلج التي كانت تسمى «عظام الجليد


أما أحذية التزلج الحديثة المصنوعة من الصلب، فاول ما ظهرت حاولتي عام


في جنيف. بالنسبة لأحذية التزلج التي تستخدمها الاسكيمو، والمصنوعة من 180 ...
الهنود الحمراء في جنيف بالهنود الحمر في أميركا


وبينما يتيح حذاء الثلج «سكي» امكانية التزلج السريع فوق المناطق المكسوة بالثلج، يؤدي حذاء الثلج الآخر ذو الاطار العريض مهمة أخرى وهي الحركة بأمان فوق المناطق ذات الطبقات الثلجية السميكة ويلعب هذا النوع من أحذية الثلج دوراً في غاية الأهمية في جميع المناطق القطبية من العالم


ونحن الآن يصدد الحديث عن ثقافة حذاء الثلج التي انطلقت من آسيا ووصلت إلى القارة الاميركية، قبل انتشار الاسكيمو في شمالها، وقبل وصول آخر بقاياهم حتى شمال كاليفورنيا وتعتبر الصنادل المصنوعة من الجلد الطرى والمسماة «موكاسين وسيلة لا غنى عنها للحركة والانتقال، فأصبحت المناطق القطبية من أميركا الشمالية مراكز كلاسيكية لأحذية الثلج ذات الأطر التي لا تبلغها الأنواع الأوربية الخشنة


وقد تطورت صناعة هذا النوع من الأحذية الثلجية عند هذه الشعوب إلى من قائم بذاته يمارسه الهنود الحمر في منطقة لابرادور باتقان بديع، ونشأ نتيجة لذلك تقسيم دقيق للعمل. فبينما تقع مهمة حفر الخشب، وبالتالي تحضير القسم الخشبي من الحذاء على عاتق الرجل، تختص النساء بقتل الشرائط الجلدية التي تتطلب مهارة فنية فائقة ومنذ أقدم العصور اخترع القناص القطبي المزود بأحذية الثلج هذه، أداة هامة


أخرى استطاع بواسطتها أن ينقل أسلحته ومؤونته وطرائده بسهولة ويسر فوق الثلج هذه الأداة هي الزلاجة الثلجية التي تطورت عن عادة جر الأثقال على وجود الحيوانات فمن خلال جر طرائده، سواء أكانت الطريدة وعلا - أو دبا أو حيوان الرئه، أدرك المرء سهولة انزلاق الجلود. وسرعان ما حلت الأجزاء الخشبية الملساء محل وسيلة النقل


148


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

مقدمة تعتبر ال...

مقدمة تعتبر الثقافة ذالك الكل المتكامل من الافكار والمعتقدات والعادات التي تنظم وتضبط الحياة اليومي...

Over time, this...

Over time, this would shift the characteristics of a group of organisms This supports what modern b...

منذ انتهاء الحر...

منذ انتهاء الحرب الأخيرة في ناغورني قره باغ وتعزيز مكانة أذربيجان كلاعب إقليمي بدعم تركي مباشر، يمكن...

عمر بن الخطاب ه...

عمر بن الخطاب هو أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، ولُقّب با...

أولاً: تعريف ال...

أولاً: تعريف المعلومات 1. من الناحية اللغوية: أصل الكلمة "معلومات" مشتقة من مادة (علم)، وهي تدل على...

1- يسرد الكاتب ...

1- يسرد الكاتب الفرنسي جيلبير سينويه فكرة إنشاء العاصمة أبوظبي، وكيف تحوَلت بسرعة شديد من قرية للصّي...

مقبرة باب الساه...

مقبرة باب الساهرة أو مقبرة الساهرة هي إحدى أشهر مقابر المسلمين في القدس، وكان يُطلق عليها سابقًا مقب...

الاعتذاريات الص...

الاعتذاريات الصهيونية: والسمات الخاصة بالجيب الصهيوني ليست أمرا مـتـصـلا بـجـذوره أو بخصائصه ا􏰀وضوعي...

شكلت التحولات ا...

شكلت التحولات العميقة التي عرفتها دول العالم الرأسمالي خلال القرن 19م في إطار الثورة الصناعية عاملا ...

إن إصالح العدال...

إن إصالح العدالة و عصرنتها ال يمكن فصلهما عن بعضهما وهما متالزمان هذا الترابط الشديد بين اإلصالح وا...

المقدمة أطلق ال...

المقدمة أطلق المغرب إصلاحًا عميقًا لإدارته يتمحور حول أهداف طموحة، تُجسّد من خلال "برنامج دعم إصلاح ...

إدارة مراكز الت...

إدارة مراكز التجميل اعداد:ابرار العتيبي أنظمة وإجراءات العمل :ا3هداف التعرف على مضمون ضوابط-1 .العمل...