لخّصلي

إن كنت ستحصل على معلوماتك عن الإجهاض من أحد، ربما من الأفضل ألا تأخذها من مؤسسة ليس لديها نساء في مناصب عليا وتحتفظ بالنساء كرقيق جنس، على سبيل المثال "الكنيسة الكاثوليكية".

مثلا هذا الأسبوع اعترف البابا فرانسيس أنه كانت هناك اعتداءات من الرهبان على الراهبات من ضمنها الاستعباد الجنسي، عن "البي بي سي" قال أن الكنيسة كانت تحاول معالجة المشكلة ولكنها "مازالت مستمرة".
يا للهول!

ولأي شخص يقول "ولكن ما علاقة ذلك بالإجهاض؟" حسنا، الإجهاض هو موضوع يتعلق بحق النساء في تقرير المصير، قضية رئيسية في حقوق الإنسان أن تستطيع النساء اتخاذ قرارات متعلقة بأجسادهن. الكنيسة الكاثوليكية التي تعترف الآن بإجبار بعض الراهبات أن يصبحن رقيق جنس، لا تبدو في موقف يسمح لها أن تعظ وتحاضر عما يجب أو لا يجب أن تفعله النساء بأجسادهن. صدقا، يبدو أن للكنيسة سجلا سيئا في ذلك الخصوص، سواء كنا ننظر إلى فضيحة هذا الأسبوع أو فظائع مغسلة ماجديلاين الحديثة نسبيا.

ولكن هذا لن يمنع بعض المتنفذين الكاثوليك، مثل الكاردينال دولان من التعقيب أن نيويورك جعلت الإجهاض "خطر، مفروض وكثير الحدوث." وذلك بالإشارة لإقرار قانون الصحة الإنجابية والذي يسمح بالإجهاض بعد مرور 24 أسبوعا إن كان الجنين غير قابل للحياة أو كانت صحة الأم وحياتها في خطر. وأيضا يسمح للأشخاص المؤهلين مثل الممرضات ومساعدي الأطباء والقابلات المرخصات أن يوفروا العناية لمن هن بحاجة للإجهاض.

بالنظر إلى أنه قانون يحمي صحة الأم، ويعني أنها لم تعد بحاجة لدفع آلاف الدولارات لإجهاض جنين غير قابل للبقاء فذلك يجعل العملية أقل خطرا. فكرة أنه "مفروض" ببساطة مضحكة حيث ليس إلا شخصا مجنونا سيختطف امرأة حاملا ويخضعها للإجهاض ضد إرادتها، وكذلك كونه كثير الحدوث، فالدراسات تبين أنه كلما زاد تحريم الإجهاض كلما زاد عدد النساء التي تحاول إجهاض نفسها بنفسها، وذلك أكثر خطرا. في عام 2015 قدر عدد النساء اللاتي حاولن إجهاض أنفسهن بنحو 100000 امرأة على الأقل حيث أغلقت عيادات الإجهاض في تكساس.
ولكن ربما كان الكاردينال دولان مشغولا جدا ليعرف ذلك، حيث كان مؤخرا يحاول أن يصد موردا رئيسيا لقانون الضحايا الأطفال والذي مدد فترات التقادم للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية وسمح لهم بالاعتداد بالسنوات السابقة، والذي وصفه دولان أنه سيكون "مدمرا للكنيسة الكاثوليكية".
في عام 2013 ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الكاردينال تيموثي دولان، بينما كان رئيس أساقفة ميلووكي، نقل 57 مليون دولار من كتب الأساقفة إلى صندوق أمانة المقبرة منذ 6 سنوات من أجل حماية المال من قضايا التعويض التي رفعها ضحايا الاعتداءات من قبل الكهنة.
وبالنظر إلى أن هذه الفضائح المروعة لازالت تتراكم فإنك قد تعتقد أن الكنيسة قد ترغب بتخصيص بعض الوقت "لتنظيف المنزل"، أو إنشاء مؤسسة سيشعر الناس بالراحة لجلب أطفالهم إليها بدلا من مطالبة النساء بإنجاب أطفال ضد إرادتهن.
على الأقل، قد ينظرون في الحديث عن الدروس المتعلقة بالإجهاض التي قد نتعلمها من الكتاب المقدس نفسه.
لأنه إذا كنت تعتقد أن هناك أي شيء في النصوص المقدسة يحظر بشكل صريح الإجهاض فهذا غير صحيح. ليس ذلك لأن الإجهاض كان غير شائع في ذلك الوقت (كان موجودًا منذ مصر القديمة) ولا لأن الكتاب المقدس متردد عندما يتعلق الأمر بوضع قوانين للطرق التي كان على الناس أن يتصرفوا بها (على سبيل المثال، الزناة ، مثل ترامب ، يجب أن يقتلوا.)
غالباً ما يستشهد مناهضي الإجهاض بإرميا1:5 والتي تنص على "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك" دون أن يضمنوا ذلك الجزء الأخير من ذلك البيان والذي يقول "جعلتك نبيا للشعوب" مما يبدو أن ذلك النص خاص بإرميا أكثر من كونه نصا عاما ينطبق على الجميع.
أما ما ينطبق على عدد كبير من الناس فهو ما ذكر في العهد القديم في 31-5:11 حيث من المفترض أن يختبر الكهنة ما إذا كانت الزوجة الحامل غير مخلصة من خلال إعطائها شرابا سيؤدي إلى الإجهاض إذا كانت زانية. على وجه التحديد "فان كانت قد تنجست وخانت رجلها يدخل فيها ماء اللعنة للمرارة فيرم بطنها وتسقط فخذها فتصير المرأة لعنة في وسط شعبها."
ومنطقيا قد يكون هذا أمرا منفرا، بالنظر إلى يبدو أنه لا رأي للمرأة في تلك الحالة سواء كانت مخلصة أم لا.
ولكن أيضا، لم يعتبر الكاثوليكيين الأوائل أن الجنين نفخت فيه الروح حتى يتحرك حركته الأولى أو تشعر به المرأة يتحرك في رحمها. كان هناك حظر قصير على جميع وسائل منع الحمل في عام 1588 تحت البابا سيكستس الخامس، ومع ذلك، تم تجاهلها من قبل كل من رجال الدين والعامة، وألغيت مباشرة بعد وفاة البابا سيكستس الخامس. ولاحظ البابا غريغوريوس الرابع عشر في عام 1591 نفخ الروح يحدث تقريبا في الأسبوع ال 24 من الحمل. وبالمصادفة هو ذات الوقت الذي يتوقف فيه السماح بالإجهاض في العديد من الولايات الأمريكية.
لم يتم اعتبار الجنين ذو روح منذ لحظة الحمل إلا في عام 1869. واعتبر الحرمان الكنسي عقابًا لجميع حالات الإجهاض. وبعبارة أخرى، فإن فكرة أن الجنين يصبح شخصا عند بداية الحمل الحمل لا تعود إلى زمن المسيح. هي فكرة بالكاد تسبق زمن اختراع المصباح الكهربائي.
لذا، فعندما يتحدث أشخاص مثل الكاردينال دولان عن الشر العميق للإجهاض، هذا ليس تعليمًا أساسيًا للكنيسة. إنها فكرة جديدة نسبيًا. وتناقش الآن بشكل متكرر مريب ما يجعل الأمر يبدو كما لو أنهم يحاولون تشتيت الانتباه عن شيء ما. مثل، على سبيل المثال، تلك الراهبات التي تم الاحتفاظ بهن كرقيق جنس، واستغلالهن من قبل الأساقفة والكهنة. جعلوهن يخضعن لعمليات إجهاض.