لخّصلي

اهتمت "إسرائيل" بصورة كبيرة بالدعاية والإعلام، التي لطالما اعتمدت عليها الحركة الصهيونية قبيل إنشاء دولة الاحتلال، لإقامة الوطن القومي لليهود على أرض فلسطين، وتشجيع الهجرة اليهودية إليه، فتتعلق بتحسين صورة الاحتلال وتجميله عالمياً وعربياً مع تصاعد لهجة الانتقادات الدولية لدولة الاحتلال، ولتحقيق هذا الهدف تستعين الدبلوماسية الرقمية "الإسرائيلية" بمجموعة من الاستراتيجيات والأساليب الدعائية، أهمها تأطير القضايا المطروحة في المنشورات بما يُظهر "إسرائيل" دولة عقلانية، وذلك من خلال الاعتماد بشكل أساسي على أطر "الصراع والمسؤولية والأخلاق والإنسانية"، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال التركيز على آثار قصف المقاومة للأهداف "الإسرائيلية" خلال معركة سيف القدس، وتحميلها مسؤولية الخراب وسقوط ضحايا من المدنيين "الإسرائيليين" والفلسطينيين على حد سواء، وفي الوقت نفسه كانت صفحة الدراسة تتعمد نشر مواضيع تشير إلى إنسانية جيش الاحتلال ودولته وتستخدم أساليب مقنعة مثل محاكاة احتياجات الإنسان ورغباته، ومداعبة العواطف، وتعتبر هذه من أهم الأساليب. . الإقناع الذي تنتهجه الدبلوماسية الرقمية "الإسرائيلية" باللغة العربية، لكسب الجماهير في معركة كسب القلوب والعقول، كما هو الحال مع الصفحات الرقمية "الإسرائيلية" الأخرى، تركز صفحة الدراسة "إسرائيل تتحدث العربية" اهتمامها على العاطفة والعاطفة. إثارة المشاعر الإنسانية تجاه أي قضية تريد جذب انتباه الجمهور. وعندما تتناول قضايا الصراع فإنها تركز على الأطفال باعتبارهم ضحايا هذا الصراع وتصدر صوراً للمدنيين في المجتمع الفلسطيني والإسرائيلي، أو توثق منشوراتها بالآيات القرآنية والأقوال العربية الأصيلة لجذب الانتباه إلى ما ينشر على صفحاتها، وتستخدم الدبلوماسية اساليب التحريض والتضخيم للأحداث، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، واتهمامها بترك الفلسطينيين يعانون، تركز الدبلوماسية الرقمية "الإسرائيلية" على أساليب التكرار والملاحقة" و "تحويل وتشتيت الانتباه"، عبر لفت الأنظار إلى قضايا ومواضيع بعيدة عن آثار الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة، مثل: التركيز على القضايا الاجتماعية والترفيهية في دولة الاحتلال، بالإضافة إلى استخدام استراتيجية التلاعب بالمصطلحات المتعلقة بالصراع، إن توظيف "إسرائيل" لأساليب الدعاية السياسية في دبلوماسيتها الرقمية، ما هو إلا محاولة لإظهار نفسها دولة محترمة وديمقراطية، مقابل شيطنة الفلسطينيين ومقاومتهم في الوعي العربي وعزلهم عن محيطهم، وهو تماماً ما تفعله "إسرائيل"
حتى وإن كانت ذات معلومات مضللة وزائفة، توصي الدراسة وزارة الخارجية الفلسطينية والسفارات التابعة لها حول العالم بتفعيل الدبلوماسية الرقمية، وتصعيد معركة الوعي مع الاحتلال "الإسرائيلي"، كما توصي الدراسة بإجراء أبحاث معمقة تتعلق بدراسة وتحليل التعليقات على الصفحات "الإسرائيلية" الرقمية الناطقة بالعربية، وقد تكون هذه سياسة "إسرائيلية" مفتعلة ومضللة للرأي العام العربي، بإظهار تعليقات مؤيدة لها في كل ما يُنشر على صفحاتها الرقمية.