لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (20%)

ويتعين على الباحث الميداني أن يكون قادر على اتخاذ أوضاع في قلب المواقع والأحداث الرئيسية في حياة الناس لكي يلاحظها ويفهمها . ولكن ( الاقتراب) يتضمن مكونا آخر له دلالة ابعد وأكثر أهمية فالأثنوجرافي ينشد الانغماس العميق في عوالم الآخرين لكي يفهم خبراتهم المهمة وذات المغزى . بحيث يصبح بوسعك أن تنفذ جسديا وايكولوجيا إلى نطاق استجاباتهم لوضعهم الاجتماعي , كما أن مثل هذه المشاركة تتطلب حتما درجة ما من إعادة التنشئة الاجتماعية فالباحث الميداني عندما يشارك جماعة من الناس حياتهم اليومية فانه يدخل في مصفوفة المعاني لدى مبحوثيه , والحقيقة أن بعض الأثنوجرافيون يسعون إلى القيام بالبحث الميداني وذلك بان يفعلوا وان يصبحوا –بقدر الإمكان – كل ما يتعين عليهم أيا كان الموضوع الذي يدرسونه , كما أن بعض القرويين قد يسندون دورا معينا لباحثة ميدانية , مما يلزمها بان تشارك وان تعيد تنشئة نفسها اجتماعيا حتى تستطيع الوفاء بما تتوقعه منها الجماعة المحلية Fretzn. أن يحاول البقاء على الهامش متجنبا أي مخالفة. فلا يوجد باحث ميداني يمكنه أن يكون محايدا تماما . وعلاوة على هذا , قد يتقبل الناس باحثا ميدانيا ويدمجونه في عائلة معينة وينسبون إليه مصطلحا قرابيا يوضح حقوقه ومسؤولياته تجاه الآخرين . وإنما يمكن أن تزوده بمفاتيح مهمة لفتح مغاليق كثير من الأمور حيث يصبح بإمكانه أن يتعرف ويفهم الأسس المعنوية الضمنية (المستترة ) التي لا تكون متاحة غالبا من خلال أساليب الملاحظة آو المقابلة وحدها , ومعنى هذا انه يتعين على الباحث الأثنوجرافي آلا ينظر إلى ردود الفعل من جانب المبحوثين على أنها أمور سلبية يجب التحكم فيها بعناية أو تجنبها , وإنما عليه أن يصبح حساسا ومدركا للكيفية التي ينظر بها الآخرون إليه ويتعاملون معه .


النص الأصلي


  1. المشاركة الأثنوجرافي
    يلتزم الأثنوجرافيون بالنزول إلى الميدان الحقيقي الذي ينوون دراسته وان يقتربوا ما أمكنهم من أنشطة الآخرين وخبراتهم اليومية . ويتطلب هذا الاقتراب في حده الأدنى درجة من القرب الجسدي والاجتماعي من مجالات الحياة اليومية للناس ولأنشطتهم . ويتعين على الباحث الميداني أن يكون قادر على اتخاذ أوضاع في قلب المواقع والأحداث الرئيسية في حياة الناس لكي يلاحظها ويفهمها . ولكن ( الاقتراب) يتضمن مكونا آخر له دلالة ابعد وأكثر أهمية فالأثنوجرافي ينشد الانغماس العميق في عوالم الآخرين لكي يفهم خبراتهم المهمة وذات المغزى . ويستطيع الباحث الميداني ,بواسطة هذا الانغماس أن يرى من الداخل كيف يمارس الناس حياتهم ,وكيف يؤدون أنشطتهم المعتادة على مدار اليوم ,وما الذي يعدونه ذا معنى ,وكيف يترجمون ذلك في أفعالهم . وهكذا فان الانغماس يمنح المشتغل بالعمل الميداني إمكانية الانخراط في تيار حياة الناس ,ويزيد من حساسيته للتفاعل والعمل معهم .


كما يلاحظ – فضلا عن ذلك – أن هذا الانغماس يمكن الباحث الميداني من أن يعايش بنفسه – مباشرة وبقوة – الروتين والظروف المعتادة التي يمارس الناس في ظلها حياتهم اليومية العادية ,والقيود والضغوط التي تتعرض لها هذه الحياة . ويصر جوفمان (Goffman1989:125)بقوة على أن البحث الميداني يعني (إخضاع نفسك وبدنك وشخصيتك ووضعك الاجتماعي ,لمجموعة الظروف والملابسات التي تؤثر في حياة مجموعة من الأفراد,بحيث يصبح بوسعك أن تنفذ جسديا وايكولوجيا إلى نطاق استجاباتهم لوضعهم الاجتماعي ,أو أوضاع عملهم ,أو وضعهم ألسلالي ) . ومن ثم فان الانغماس يعني أمرين في البحث الميداني هما أن تكون مع الناس الآخرين لترى كيف يستجيبون للأحداث لحظة وقوعها ,وان يعايش الباحث بنفسه هذه الأحداث والظروف التي تؤدي إلى حدوثها .


ويبدو جليا ,أن الانغماس الأثنوجرافي هو الذي يحول دون أجراء البحث الميداني حيث يكون ملاحظا سلبيا منفصلا عن الناس ,فالباحث الميداني لا يستطيع أن يكون قريبا من حياة الأفراد الذين يدرسهم إلا عندما يشارك بايجابية في أمور حياتهم يوما بيوم .كما أن مثل هذه المشاركة تتطلب حتما درجة ما من إعادة التنشئة الاجتماعية فالباحث الميداني عندما يشارك جماعة من الناس حياتهم اليومية فانه يدخل في مصفوفة المعاني لدى مبحوثيه , ويشاركهم أنشطتهم المنظمة ,ويشعر بالالتزام بقواعدهم الخلقية (Wax1980:272-73)ويستطيع الباحث من خلال مشاركته الكاملة والإنسانية –قدر الاستطاعة –في طريقة أخرى للحياة ,أن يعرف ما هو مطلوب منه لكي يصبح عضوا في هذا العالم الجديد ,وان يعيش الأحداث والمعاني بطرق تقترب من خبرات أطرافها .والحقيقة أن بعض الأثنوجرافيون يسعون إلى القيام بالبحث الميداني وذلك بان يفعلوا وان يصبحوا –بقدر الإمكان – كل ما يتعين عليهم أيا كان الموضوع الذي يدرسونه , فالأثنوجرافيون ,مثلا , أصبحوا مهرة في أداء الأنشطة التي يسعون إلى فهمها (nch1985 ;Diamond 1993 ) أو يشاركون –عن إيمان واقتناع في أنشطة الكنائس أو الجماعات الدينية (Jules-Rosette 1975 ;Rochford 1985 )على أساس أنهم عندما يصحبون أعضاء في هذه المجموعات فأنهم يكتسبون قدرة على رؤية وفهم تلك الجماعات وأنشطتها . كما أن بعض القرويين قد يسندون دورا معينا لباحثة ميدانية ,كأن تكون أختا أو أما في أسرة ممتدة ,مما يلزمها بان تشارك وان تعيد تنشئة نفسها اجتماعيا حتى تستطيع الوفاء بما تتوقعه منها الجماعة المحلية Fretzn.d)) . ولا يستطيع المشتغل بالميدان وهو سيدرس الآخرين من خلال المشاركة الايجابية في حياتهم وأنشطتهم ,أن يحاول البقاء على الهامش متجنبا أي مخالفة.


فلا يوجد باحث ميداني يمكنه أن يكون محايدا تماما . وملاحظا منفصلا ,وخارجا ومستقلا عن الظاهرة التي يلاحظها Pollner and Emerson 1988 ولكنا نؤكد مع ذلك أن الباحث الميداني عندما ينخرط في حياة المبحوثين وشؤونهم ,فان منظوره الخاص يبقى مظفرا مع الظاهرة التي لا تملك خصائص موضوعية مستقلة عن منظور القائم بالملاحظة ومنهاجه Mishler1979:10 . ولا يمكن للأثنوجرافي أن يستوعب كل شيء ولكنه يستطيع من خللا معايشته لأفراد المجتمع أن يطور منظورات معينة بانخراطه في بعض الأنشطة والعلاقات أكثر من سواها . وعلاوة على هذا فان الباحث الأثنوجرافي قد يتعرض لتغيير أولوياته ووجهات نظره ,ذلك أن إقامة علاقات مع المبحوثين قد تخضع لاعتبارات سياسية محلية خاط. والخلاصة أنها ليست مهمة الأثنوجرافي أن يحدد الحقيقة وإنما عليه أن يكشف عن الحقائق المتعددة التي تتجلى في حياة الآخرين .


وعلاوة على هذا , فان وجود الباحث الأثنوجرافي في الميدان ستكون له حتما بعض المعاني والتداعيات بالنسبة لمجريات الأحداث ,حيث انه لا بد وان يتفاعل مع المبحوثين مما يترتب عليه بالضرورة أن يؤثر فيهم . ويرتبط الحضور المؤثر للباحث غالبا بتأثيرات ردود الفعل (ويقصد بها تأثير مشاركة على كيفية سلوك الأعضاء وحديثهم ) ويتعين ألا ينظر أليها على أنها تفسد ما يلاحظه الباحث وما يقف عليه من معلومات .بل أن هذه التأثيرات هي المصدر الحقيقي لتلك المعلومات والملاحظة (Clarke1975;99) ولا تؤدي الصلات التي تربط بين الباحث الميداني أفراد مجتمع الدراسة إلى إحداث إرباك أو تغيير جسيم في الأنماط المتبعة للتفاعل الاجتماعي بقدر ما تكشف عن الأسس التي يقيم عليها الناس علاقاتهم الاجتماعية والمصطلحات التي يستخدمونها لوصفها والتعبير عنها . فعلى سبيل المثال ,في قرية يرتبط فيها الناس بروابط القرابة ,قد يتقبل الناس باحثا ميدانيا ويدمجونه في عائلة معينة وينسبون إليه مصطلحا قرابيا يوضح حقوقه ومسؤولياته تجاه الآخرين . أن العلاقات المباشرة التي يقيمها الباحث الميداني مع أفراد مجتمع بحثه لانتقص مما يمكن جمعه من معلومات , وإنما يمكن أن تزوده بمفاتيح مهمة لفتح مغاليق كثير من الأمور حيث يصبح بإمكانه أن يتعرف ويفهم الأسس المعنوية الضمنية (المستترة ) التي لا تكون متاحة غالبا من خلال أساليب الملاحظة آو المقابلة وحدها , ومعنى هذا انه يتعين على الباحث الأثنوجرافي آلا ينظر إلى ردود الفعل من جانب المبحوثين على أنها أمور سلبية يجب التحكم فيها بعناية أو تجنبها ,وإنما عليه أن يصبح حساسا ومدركا للكيفية التي ينظر بها الآخرون إليه ويتعاملون معه . ومن شان تقدير التداعيات الحتمية لوجود الباحث الميداني أن ينزع أي ميزة خاصة عن أدائه لعمله متخذا دور الملاحظ الهامشي المتباعد0(المنفصل) غير المتطفل والتي طالما كانت تجسد المثل الأعلى الضمني للباحث في البحث الميداني ويؤيد كثير من الاثنوجرافيين المعاصرين ادوار المشاركة الواسعة والايجابية Adler,adler,andRochford1986))التي تؤدي بها الباحث فعلا الأنشطة المحورية في حياة المبحوثين 0 وطبقا لهذه النظرية فان تحمل بعض المسؤوليات الحقيقية عن أداء بعض الوظائف والمهام الحيوية على النحو وما يوجد في التدريب المقيم على أداء الخدمات العامة من شانه أن يتيح للباحث فرصا خاصة كي يكون قريبا ومشاركا وملما بخبرات حياة في المجتمع لم يكن يعلم عنه شيئا وان كلا من المتدرب المقيم الذي يتحمل مسؤوليات حقيقية في عمل أو الباحث الذي يشارك مشاركة ايجابية في حياة القرية, ينغمس في أنشطة محلية ويتلقى تنشئة اجتماعية مناسبة لممارسة تلك الأنشطة ويصبح قادرا على اكتساب التعاطف مع الأساليب المحلية للسلوك والإحساس وأخيرا فان المشاركة الوثيقة والمستمرة في حياة الآخرين تحفز إلى فهم البنية الحقيقية للحياة الاجتماعية من خلال انسياب العمليات المختلفة كما إن الباحث الميداني يرى من خلال المشاركة المباشرة واللصيقة كيف يتصدى الناس لشتى أشكال الفوضى وعدم اليقين وكيف تتولد المعاني أثناء الأحاديث والممارسات الجمعية وكيف تتغير صور الفهم والتفسير بمرور الوقت واستنادا إلى هذه الطرق جميعا فان من شان اقتراب الباحث الميداني من حياة الناس وأنشطتهم اليومية أن يعلى من حساسيته للحياة الاجتماعية كعملية


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

تعد الزلازل من ...

تعد الزلازل من أخطر الكوارث الطبيعية، إذ تتسبب في خراب جسيم، وإلحاق أضرارا بليغة بالأرواح والممتلكات...

يستطيع المتابع ...

يستطيع المتابع لحركة علم النفس في العالم العربي أن يرصد اتجاها ناميا يدعو إليه بعض المشتغلين بعلم ال...

Nachdem ich Ihr...

Nachdem ich Ihre Anzeige gelesen hatte, griff ich sofort zum Handy und meldete mich bei Ihnen an. Le...

كان الإمبراطور ...

كان الإمبراطور جستنيان الأول أو "العظيم" شخصية تاريخية نادرة. فقد اعتبر نفسه امتداداً لأباطرة روما م...

تعود بدايات علم...

تعود بدايات علم الحركة إلى زمن بعيد على يد الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس (385-322ق م)، فهو أول من أه...

توفي والد يزيد ...

توفي والد يزيد فباعت أمه جميع ما تملك بأربعين دينارا ذهبيا واعطته اياها وارسلته مع قافلة كي يتعلم ال...

ي‍‍جب على المسل...

ي‍‍جب على المسلم أن تكون له هوية خاصة تكون مميزةً له عمن سواه من البشر؛ فلا يتشبه بغير المسلمين ممن ...

أحمد زويل أحمد ...

أحمد زويل أحمد حسن زويل عالم مصري عاش في الولايات المتحدة الأمريكية، وساهم في نشر العديد من الأعمال ...

قصة صندوق أبي ب...

قصة صندوق أبي بقلم خديجة حيدورة 1-هادي طفل في عمر الخامسة، فقد والده، خلال حرب تفوز، كبر خلالها م...

"شمس الربيع" قص...

"شمس الربيع" قصة مؤثرة تحكي قصة أميرة صامتة فقدت قدرتها على الكلام بسبب لعنة. وفي النهاية ينجح في كش...

obs are not onl...

obs are not only created directly in tourism but in related industries, for example in construction....

لعب المجتمع الم...

لعب المجتمع المدني في البرازيل دوراً هاماً في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد، وخاصة منذ ا...