لخّصلي

نشأة الزراعة :

تعد معرفة الإنسان للزراعة ثورة حضارية كبرى نقلت الإنسان من مرحلة التنقل والترحال في شكل جماعات محدودة العدد إلى مرحلة الاستقرار وتكوين المجتمعات البشرية المستقرة، وبذلك تحول الإنسان بمعرفته الزراعة من عه أو عالة على البيئة الطبيعية يجمع بعض عناصرها لاستخداماته المختلفة من غذا وكساء وغيره إلى منتج لبعض احتياجاته منها، فقد مرت طرق حصول الإنسان على غذائه بمراحل عديدة عبر تاريخ البشرية الطويل، ويمكن تقسيم هذه المراحل إلى أربعة مراحل أساسية وهي مرحلة الجمع والالتقاط ومرحلة صيد الحيوانات والأسماك ومرحلة الرعي ومرحلة الزراعة وعرفت الزراعة كحرفة منذ نحو عشرة آلاف سنة قبل الميلاد بعد أن اكتشف الإنسان النباتات المهمة غذائه من بين النباتات البرية الثاسية حوله، وبعد أن اكتشف طريقة تكاثرها بالبذور بدا يجمع بدورها ثم مهد لها الأرض بأن أزال منها كل الثمرات البرية النامية طبيعيا فيها والتي لا تلزمه في معيشته ثم خص ص هذه الأرض للبذور التي جمعها من قبل لكي تنمو فيها النباتات المقيدة له في غذائه من أجل المحافظة على حياته، وبذلك يكون الإنسان قد بدا استئناس النباتات البرية وقام بزراعتها عن طريق اختيار احسنها وانسيها لاحتياجاته وتحويلها من حالتها البرية التي تعتمد فيها على الظروف الطبيعية فقط في نموها وتكاثرها دون أن يكون للإنسان أي دخل في وجودها إلى الحالة المنزرعة أي المستانسة وهي الحالة التي ت تمو فيها النباتات تحت رعاية الإنسان وعبايته تدر عليه محصولا ثابتا فقد كان ضروريا أن يسعي الإنسان في كل مجال من مجالات الحياة في سبيل الحصول على الغذاء سوا مين النبات أو الحيوان، ويذلل تحول الإنسان بمعرفته للزراعة من حياة التجوال إلى حياة الاستقرار، وتشات المجتمعات البشرية المعتمدة على الزراعة أسلوب الحياة بدلا من مجتمعات الجمع والالتقاط والصيد والقنص، وذلك في مناطق السهول الفيضية الأودية الأنهار نهر النيل ونهري دجلة والفرات والتي هي ينابيع المدنية والحضارة وقد كانت معرفة الإنسان للزراعة خلوة واسعة نحو الرقي، فقد اغنيه عن مشقة البحث الطويل عن الثمار البرية وجمعها، وعن ت تبعنه الحيوان قصيدة، عن التنقل والترحال ورا قطعان الماشية والأغنام وغيرها حيوانات الرعي، بعد أن ارتبط بالأرض ومنتجاتها المتجددة التي منعت له بفداء أفضل وأوفر ففضل حياة الاستقرار وتجمع في القرى التي أصيح ا ما فيما بعد مدناء وبذلك تحول الصياد إلى زارع، وهذا التحول بعد ثورة لأنه كان تحولا هاما في حياة الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والحضارية وقدر عمر الإنسان على الأرض بنحو مليون سنة أو أكثر من ذلك بالا برد اختراع الإنسان للزراعة من نبات وحيوان لأكثر من ۱۲۰۰۰ ان الانسان عاش فترة طويلة من حياته جاما ولاقطا للطعام وضيادا تابه في بداية حياله، ولما اكتشف الإنسان الزراعة استئناس النبات والحيوان تحول إلی منتج ل لطعام بدلا من مستهلك له أي صار منتجا ومستهلكا للغذاء في نفس الوقت ومعنى هذا أن اختراع الزراعة كان حدکا تاريخيا عظيما لأنها عودت الإنسان الاستقرار والمدنية والحضارة والتاريخ وانتاج الغذاء، ومن ثم انتقل الإنسان من عهد بدائي ضال إلى عهد يخطو فيه خطوات واسعة نحو التحضر ولم تكن الحاجة إلى الغذاء هي السبب الأساسي في نشاة الزراعة واستثناس القيا، بل كانت هناك حاجة إلى توفير النباتات التي تستخدم في العلوم، والنباتات التي تستخدم فى الأغراض الطبية والطقوس الدينية والبيانات التي تستخدم في إعداد الماوى للاستقرار وفي مبدأ الامر زرع الانسان عدد محدودا من النباتات كان اولها محاصيل الحبوب اللازمة للغذاء خاصة القمح والشعير وهما اقدم الحبوب التي امتدت الانسان بغذاء كاف من البروتينات كما انهما اساس نشأءة المدنية والحضارة، وكان من الطبيعي أن يزرع نفس الأرض نفس المحاصيل عاما بعد عام لفترة طويلة إلى ان تظهر علامات الضعضه على النبات المنزد فيضطر لترك هذه الأرض ويسعى إلى مكان جديد لم يكن قد زرع من قبل لیزرع فيه نبانانه فيلاحظ فون نموها وزيادة انتاجها، ثم لا يلم بعد فترة من الوقت أن يجرب إعادة زراعة الأرض التي تركها من قبل فيجد أنها قد استعادة خصوبتها و قدرتها على الإنتاج مرة أخرى، عبدالملك اكتشف الإنسان طريقة إراحة الأرض فترة من الزمن ل تعيد خصوبتها ثم يقوم بزراعتها مرة اخری وبذلك نشا نطام لزراعة الأرض في شكل دورات وهي التي تعرف الآن بنظام الدورات الزراعية، وهو النظام المتبع الآن والدى يعتبر صورة من صور الزراعة المتقدمة في الوقت الحاضر م والزراعة في أول وابمد من أقاليم العالم خلال فترات زمنية متتالية دون انتشارها عن إقليم بعينه إلى إقاليم اخرى غير انه يمكن القول آن شمالی افريقيا وجنوب غرني أسيا تعد اولى اقاليم العالم التي ظهرت فيها الزراعة بعد ملاحظة الإنسان للنباتات السرية وتحرية إنباتها والاهتمام بها كندا، بدلا من الاعتماد شبه الكامل لحوم الحيوانات التي كانت تمثل العنصر الغذائي الرئيسى للانسان ، به استقر الإنسان وظهرت المجتمعات البشرية المستقرة وهو ما حدث و اماكن اخرى متفرقة من العالم باني في مقدمتها أقاليم غرب وجنوب في آسيا خامنة الصين والهند، واقاليم شمال شرقي وشرق أفريقيا.