لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

قرون من الظلام والجهل والتخلف انتهت عند موعد اهتكاك الغرب بالشرق من خلال الحروب الصليبية فاجمعوا مخطوطات العلوم الأغريقية والرومانية اللي حفظها المسلمين بدون ما يفهمون منها شيء وهكذا سلموا الأمانة للأوربيين وعادوا إلى خيامهم وجمالهم ونمط حياتهم في حين مضت أوروبا إلى عصر النهضة وعصر الأنوار ونشر العلم والحضارة والمعرفة من جديد وهكذا تخلصنا من العصور الوسطى يعلق أستاذ التاريخ مارك جرهام قائلا ما سيفاجأ الملايين من الناس من هذه الأجيال الذين أجبروا على تعلم هذه الرواية للأحداث هو أن ذلك محظو خرافة وين تكمن الخرافة في هذه الرواية؟ وما هو الجزء المفقود من حكاية العصور الوسطى؟ المترجم للقناة يلخص المؤرخون الغربيون قصة العصور الوسطى على الشكل التالي بعد سقوط روما انتهت العصور القديمة الزاخرة بالإنتاجات الفلسفية الأغريقية وإبداعات النظم القانونية الرومانية وبدأت العصور الوسطى التي أصبحت السيادة فيها للكنيسة فعم الجهل وهيمن التخلف واحتقر العلم مدة طويلة من الزمن ولكن بعد ذلك وتحديدا في القرن الخامس عشر والسادس عشر راحت ثور الناس ضد الكنيسة ويتخلصون من قيودها وأغلالها لتحدث نهضة علمية وأدبية وفنية مرتكزة على التراث اليوناني الغديم فكانت تلك هي لحظة ولادة عصر النهضة العصر الذي أنقذ البشرية من الجهل والظلام ونقل إلى بحار العلم والتنوير ولكن إذا بحثنا وراء هذا التقسيم سنجد يقوم على فكرة أساسية جعلت هذا التقسيم ضروري لبناء السردية بشكل كامل وهي فكرة تشويه دور الدين الحضاري وخلق أسطورة عصر النهضة أوروبا في هذه الفترة كانت السيطرة العلمية فيها للكنيسة اللي كانت تقف في وجه المعرفة ونشر التعلم والقراءة والكتابة والتافع الأول لمحاربة العلم كان بهدف منع عمة الناس من الوصول إلى مضمون الكتاب المقدس بدون وسيط من الكنيسة فبحسب اعتقادهم أنه ليس كل الأشخاص مؤهلين لقراءة هذا الكتاب لذلك من الأسلم أن يبقى المجتمع جاهل وهذا التوجه الكنسي وافق هوا ملوك أوروبا والتحد مع أهدافهم فمن جهتهم اعتقدوا أن تجهيل شعوبهم يضمن لهم الاستقرار السياسي والأمن المجتمعي فجاءت فكرة حصور الظلام لإثبات أن الدين كان يقف خلف هذا الجهل والتخلف وأن التخلص منه هو الحل الأسلم لخلاص البشرية وتقدمها وهذا ما حصل في عصر النهضة لما انسلخ علماء الغرب من الدين وتحرروا من مبادئ وقيودة وبدأوا بالاهتمام بالعلم الوضعي فانطلق عصر النهضة وتمجيد العلم والمعرفة من ذاك الوقت حتى يومنا هذا تستمر نفس الرواية خلاصتها أن إعادة الاعتبار للدين وتفعيل أحكامه في الحياة العامة سيرجع الناس لعصور الوسطى وعصور التخلف والظلام لكن هذه النتيجة التي توصل لها الفكرة الغربية أغفلت أمرين في غاية الأهمية الأول هو أن حالة الانحدار والتخلف الأوروبي لم يكن من الدين نفسه بل من استبداد رجال الكنيسة أما الأمر الآخر الذي لم ينتبه إلا قليلا من المؤرخين هو أن أوروبا ليست هي العالم وأن تخلف الغرب لا يعني تخلف الشرق إذا استوعبنا هذه النقطتين سيتحطم أمامنا جانب كبير من خرافة العصور الوسطى فمصطلح العصور الوسطى له دلالة سلبية مرتبطة بالجهل والظلام والتخلف وبنفس الوقت مصطلح يستخدم لوصف حقبة زمنية محددة من التاريخ الأوروبي لذلك من الخطأ تعميمه واستخدامه لوصف حقبة زمنية تخص تاريخ آخر مثل التاريخ الإسلامي يعني ببساطة لا يمكننا أن نقول عن مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي عصور وسطى إسلامية إلا في حالة واحدة فقط إذا كانت هذه المرحلة متزامنة مع العصور الوسطى الأوروبية وتتطابق أحوالها وأوضاعها وتتشابه بين العالمين العالم الإسلامي والأوروبي فهل كان هذا الأمر متحقق؟ من خلال كتاب لماذا لم توجد عصور وسطى إسلامية يأخذنا المؤرخ توماس باور في رحلة عبر الزمن لمشاهدة ظواهر الحياة اليومية والاجتماعية والثقافية في العالم الإسلامي والعالم الأوروبي في تلك المرحلة من الظواهر اللطيفة التي التقطها توماس باور للتعبير عن الفارق الحضاري انتشار الحمامات العامة فيذكر أن ثقافة بناء الحمامات العامة وارتيادها كانت منتشرة بشكل واسع في العالم الإسلامي ليس فقط في المدن المنشأة حديثاً بل حتى في المناطق الريفية والمدن الهامشية فكان ارتياد الحمامات جزء من حياة الناس فالبعض يذهب للحمام من أجل المتعة والاسترخاء والبعض يذهب من أجل الطهارة الدينية مثل الوضوء والاغتسال وكان من ثقافة الناس ارتياد الحمام قبل ارتداء الملابس الجديدة ولما يتعافى الانسان من مرض وكذلك يعتبر ذهاب للحمام شيء أساسي بالنسبة للعريس وأصدقائه استعداداً للاحتفال بالزواج ولو وجهنا النظر لرصد هذا الجانب في مدن أوروبا في ذاك الوقت مثل باريس وروما وغيرها سنكتشف أنه من غير المتصور أن الانسان الأوروبي يذهب للحمام للاغتسال أو لأي غرض من الأغراض والسبب بكل بساطة لا يوجد حمامات عامة هناك أصلاً زاوية أخرى يلتقطها المؤلف لمقارنة العصور الوسطى الغربية بنفس الفترة الزمنية في العالم الإسلامي وهي الأمية فالأمية كانت الوضع الطبيعي في العالم الغربي القراءة والكتابة مهارة استثنائية لا يملكها للنوادر للعام ستمية من الميلاد لم يكن في أحد عنده القدرة على الكتابة غير رجال الدين وبالمقابل كانت نسبة الأمية متدنية جداً في العالم الإسلامي فغالب الناس يعرفون يقرؤون ويكتبون ابتداء من الخليفة الذي دائماً يكون مثقف ثقافة عالية ورفيعة وجار تأديبه وتعليمه على يد أشهر الشيوخ والمعلمين وانتهاء بالأوساط الحرافية التي أخرجت شخصيات أدبية وعلمية تملأ كتب التاريخ وفي الوقت الذي كان فيه معظم فرسان الحروب الصليبية أميين كان في الجانب الآخر يقاتلهم أسامة بن منقذ القائد البطل والكاتب الأديب وبجانب معاركة بطولية كان يكتب القصائد والمذكرات ويسجل مختارات الأدبية على مستوى آخر يرصد المؤلف التباين بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية على مستوى التسامح والانفتاح على الآخرين فكراهية الأجانب كانت غريبة على المجتمعات الإسلامية في ذاك الوقت خاصة أن أغلب المجتمعات كانت متعددة لعراق وكلها تم استيعابها في إطار الإسلام لذلك لم يشعروا بأن الأجانب مهددين لهويتهم على عكس صورة العالم المتمركز عرقيا التي ميزت العصور الوسطى تميل مثل ما يعبر توماس باور إلى الحط من جميع البشر الذين لا ينتمون إلى دائرتهم الثقافية هذا الأمر إن عكس على تقبل المجتمعات الإسلامية لوجود أقليات دينية تعيش بينهم وتكفل لهم حقوقهم دون التعرض للظلم والاضطهاد لذلك يقول توماس باور أن وجود غير المسلمين في العالم الإسلامي كان أمر طبيعي جدا أما وجود غير المسيحيين في العالم المسيحي كان أمر مستحيل باستثناء بعض اليهود الذين عاشوا تحت ظلم والاضطهاد ولفهم الحال الذي كان عليه اليهود في العالم المسيحي عندما اجتاح الطاعون أوروبا كان اليهود أول المتهمين بالتسبب في هذا المرض بعدما أشريع عنهم أنهم سمموا الآبار نتيجة لهذا قررت عشرات المدن الألمانية مداهمة منازل اليهود وأطردهم من هذه القرى وفي سويسرا أعدم عشرات اليهود حرفيا بسبب هذه الاتهامات أما ميدان العلم والمعرفة فالنهضة العلمية الشاملة في العالم الإسلامي معروفة وأشهر من أن يذكر فيها فالزمن الذي كان يسمى عصور وسطى مظلمة في أوروبا كان يطلق عليه المؤرخين العصر الذهبي في الإسلام على مستوى المؤسسات التعليمية انشأت أول جامعة في العالم وهي جامعة القرويين في فاس وتأسس بيت الحكمة الذي يعتبر أضخم مؤسسة علمية تختص بترجمة التراث اليوناني والفارسي والهندي والسرياني وكانت هناك نهضة ثقافية واهتمام بالمكتبات على وجه الخصوص وظهرت بالحضارة الإسلامية أنواع متعددة من المكتبات فوجدت المكتبات في قصور الخلفاء وفي المدارس والكتاتيب والجوامع وكما وجدت في المدن الكبرى ووجدت كذلك في القرى النائية والأماكن البعيدة ومن أشهرها بيت الحكمة في بغداد ودار الحكمة في مصر ومكتبة قرطبة والقائمة تطول وفي هذا يقول ويلد يورنت مؤرخ الحضارات ولم يبلغ الشغف باقتناء الكتب في بلد آخر من بلاد العالم اللهم إلا في بلاد الصين في عهد مينغ وانغ ما بلغه في بلاد الإسلام في القرون الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر ولم يكن العلماء في آلاف المساجد المنتشرة في البلاد الإسلامية من قرطبة إلى سمرقند يقلون عن عدد ما فيها من الأعمدة وكل هذا يجعل فكرة العصور الوسطى محف خرافة لا تنطبق بأي حال من الأحوال على العالم الإسلامي وطالما أتينا بذكر الصين كيف كانت أحوالها في ذلك الزمان من جهة التحظر والتخلف عاشت الصين قمة ازدهارها الحضاري في عهد سلالة صونغ اللي استمرت بين القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الميلادي فشهدت نهضة علمية وأدبية وتجارية وصناعية ففي عام ألف وخمسة واربعين من الميلاد اخترع الصينيين الطباعة بواسطة مجموعة من الحروف المطبوعة القابلة للتحريك وبهالطريقة طبعت الكثير من الأعمال الفلسفية والعلمية والأعمال الكلاسيكية والموسوعات واللي عادة ما تكون مدعومة بالصور المطبوعة وحدث ارتفاع في أعداد المدارس والأكاديميات الخاصة نتج عنه في القرن الثاني عشر تأسيس الجامعة الوطنية هذا إلى جانب الكثير من الاختراعات اللي سهلت الحياة اليومية مثل العملات الورقية اللي ظهرت لأول مرة في التاريخ في الصين خلال هذه الحقبة وانتشار نظام الامتحان لاختبار موظفي الدولة وكان تميز الصينيين عن غيرهم يكمن في الناحية العملية كما يشير إلى ذلك توبي هاف في كتابة فجر العلم الحديث الإسلام والصين والغرب حيث يقول كانت الحضارة الصينية أكفأ بكثير من الحضارة الغربية في تسخير المعرفة الإنسانية الطبيعية للحاجات البشرية العملية وهو بطبيعة الحال يقارن الصين بأوروبا بعد عصر النهضة وليس قبلها فكيف لو قارنها بما قبل عصر النهضة بعد هذه الرحلة السريعة من الغرب إلى أقصى الشرق خلال حقبة زمنية واحدة يظهر لنا بشكل واضح تباين الأوضاع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من جوانب الحياة فأثناء مرحلة الانحطاط اللي عاشها الغرب كانت حضارات الشرق تتنعم بأنوار العلم والازدهار الحضاري لذلك من الخطأ اقتباس مصطلح العصور الوسطى واستعماله لوصف مرحلة من مراحل تاريخنا الإسلامي فهو وصف غير بريء ويحمل دلالة سلبية تخص ثقافة أخرى ومنطقة جغرافية مختلفة الأمر الآخر اللي يجب علينا التوقف عن استعمال هذا المصطلح لما نتكلم على تاريخنا أن مصطلح القرون الوسطى ينطلق من المركزية الغربية بمعنى أن يصبح التاريخ الأوروبي هو تاريخ العالم وليس تاريخ أوروبا وهذا غير صحيح وينبهنا المسيري لهذه النقطة لما قال أن المصطلح المستورد من حضارة أخرى يحمل وجهة نظر صاحبة وكثيرا ما يضع صاحب المصطلح نفسه في المركز ويعيد ترتيب التفاصيل حسب ما يتفق ورؤيته إلى اللقاء


النص الأصلي

قرون من الظلام والجهل والتخلف انتهت عند موعد اهتكاك الغرب بالشرق من خلال الحروب الصليبية فاجمعوا مخطوطات العلوم الأغريقية والرومانية اللي حفظها المسلمين بدون ما يفهمون منها شيء وهكذا سلموا الأمانة للأوربيين وعادوا إلى خيامهم وجمالهم ونمط حياتهم في حين مضت أوروبا إلى عصر النهضة وعصر الأنوار ونشر العلم والحضارة والمعرفة من جديد وهكذا تخلصنا من العصور الوسطى يعلق أستاذ التاريخ مارك جرهام قائلا ما سيفاجأ الملايين من الناس من هذه الأجيال الذين أجبروا على تعلم هذه الرواية للأحداث هو أن ذلك محظو خرافة وين تكمن الخرافة في هذه الرواية؟ وما هو الجزء المفقود من حكاية العصور الوسطى؟ المترجم للقناة يلخص المؤرخون الغربيون قصة العصور الوسطى على الشكل التالي بعد سقوط روما انتهت العصور القديمة الزاخرة بالإنتاجات الفلسفية الأغريقية وإبداعات النظم القانونية الرومانية وبدأت العصور الوسطى التي أصبحت السيادة فيها للكنيسة فعم الجهل وهيمن التخلف واحتقر العلم مدة طويلة من الزمن ولكن بعد ذلك وتحديدا في القرن الخامس عشر والسادس عشر راحت ثور الناس ضد الكنيسة ويتخلصون من قيودها وأغلالها لتحدث نهضة علمية وأدبية وفنية مرتكزة على التراث اليوناني الغديم فكانت تلك هي لحظة ولادة عصر النهضة العصر الذي أنقذ البشرية من الجهل والظلام ونقل إلى بحار العلم والتنوير ولكن إذا بحثنا وراء هذا التقسيم سنجد يقوم على فكرة أساسية جعلت هذا التقسيم ضروري لبناء السردية بشكل كامل وهي فكرة تشويه دور الدين الحضاري وخلق أسطورة عصر النهضة أوروبا في هذه الفترة كانت السيطرة العلمية فيها للكنيسة اللي كانت تقف في وجه المعرفة ونشر التعلم والقراءة والكتابة والتافع الأول لمحاربة العلم كان بهدف منع عمة الناس من الوصول إلى مضمون الكتاب المقدس بدون وسيط من الكنيسة فبحسب اعتقادهم أنه ليس كل الأشخاص مؤهلين لقراءة هذا الكتاب لذلك من الأسلم أن يبقى المجتمع جاهل وهذا التوجه الكنسي وافق هوا ملوك أوروبا والتحد مع أهدافهم فمن جهتهم اعتقدوا أن تجهيل شعوبهم يضمن لهم الاستقرار السياسي والأمن المجتمعي فجاءت فكرة حصور الظلام لإثبات أن الدين كان يقف خلف هذا الجهل والتخلف وأن التخلص منه هو الحل الأسلم لخلاص البشرية وتقدمها وهذا ما حصل في عصر النهضة لما انسلخ علماء الغرب من الدين وتحرروا من مبادئ وقيودة وبدأوا بالاهتمام بالعلم الوضعي فانطلق عصر النهضة وتمجيد العلم والمعرفة من ذاك الوقت حتى يومنا هذا تستمر نفس الرواية خلاصتها أن إعادة الاعتبار للدين وتفعيل أحكامه في الحياة العامة سيرجع الناس لعصور الوسطى وعصور التخلف والظلام لكن هذه النتيجة التي توصل لها الفكرة الغربية أغفلت أمرين في غاية الأهمية الأول هو أن حالة الانحدار والتخلف الأوروبي لم يكن من الدين نفسه بل من استبداد رجال الكنيسة أما الأمر الآخر الذي لم ينتبه إلا قليلا من المؤرخين هو أن أوروبا ليست هي العالم وأن تخلف الغرب لا يعني تخلف الشرق إذا استوعبنا هذه النقطتين سيتحطم أمامنا جانب كبير من خرافة العصور الوسطى فمصطلح العصور الوسطى له دلالة سلبية مرتبطة بالجهل والظلام والتخلف وبنفس الوقت مصطلح يستخدم لوصف حقبة زمنية محددة من التاريخ الأوروبي لذلك من الخطأ تعميمه واستخدامه لوصف حقبة زمنية تخص تاريخ آخر مثل التاريخ الإسلامي يعني ببساطة لا يمكننا أن نقول عن مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي عصور وسطى إسلامية إلا في حالة واحدة فقط إذا كانت هذه المرحلة متزامنة مع العصور الوسطى الأوروبية وتتطابق أحوالها وأوضاعها وتتشابه بين العالمين العالم الإسلامي والأوروبي فهل كان هذا الأمر متحقق؟ من خلال كتاب لماذا لم توجد عصور وسطى إسلامية يأخذنا المؤرخ توماس باور في رحلة عبر الزمن لمشاهدة ظواهر الحياة اليومية والاجتماعية والثقافية في العالم الإسلامي والعالم الأوروبي في تلك المرحلة من الظواهر اللطيفة التي التقطها توماس باور للتعبير عن الفارق الحضاري انتشار الحمامات العامة فيذكر أن ثقافة بناء الحمامات العامة وارتيادها كانت منتشرة بشكل واسع في العالم الإسلامي ليس فقط في المدن المنشأة حديثاً بل حتى في المناطق الريفية والمدن الهامشية فكان ارتياد الحمامات جزء من حياة الناس فالبعض يذهب للحمام من أجل المتعة والاسترخاء والبعض يذهب من أجل الطهارة الدينية مثل الوضوء والاغتسال وكان من ثقافة الناس ارتياد الحمام قبل ارتداء الملابس الجديدة ولما يتعافى الانسان من مرض وكذلك يعتبر ذهاب للحمام شيء أساسي بالنسبة للعريس وأصدقائه استعداداً للاحتفال بالزواج ولو وجهنا النظر لرصد هذا الجانب في مدن أوروبا في ذاك الوقت مثل باريس وروما وغيرها سنكتشف أنه من غير المتصور أن الانسان الأوروبي يذهب للحمام للاغتسال أو لأي غرض من الأغراض والسبب بكل بساطة لا يوجد حمامات عامة هناك أصلاً زاوية أخرى يلتقطها المؤلف لمقارنة العصور الوسطى الغربية بنفس الفترة الزمنية في العالم الإسلامي وهي الأمية فالأمية كانت الوضع الطبيعي في العالم الغربي القراءة والكتابة مهارة استثنائية لا يملكها للنوادر للعام ستمية من الميلاد لم يكن في أحد عنده القدرة على الكتابة غير رجال الدين وبالمقابل كانت نسبة الأمية متدنية جداً في العالم الإسلامي فغالب الناس يعرفون يقرؤون ويكتبون ابتداء من الخليفة الذي دائماً يكون مثقف ثقافة عالية ورفيعة وجار تأديبه وتعليمه على يد أشهر الشيوخ والمعلمين وانتهاء بالأوساط الحرافية التي أخرجت شخصيات أدبية وعلمية تملأ كتب التاريخ وفي الوقت الذي كان فيه معظم فرسان الحروب الصليبية أميين كان في الجانب الآخر يقاتلهم أسامة بن منقذ القائد البطل والكاتب الأديب وبجانب معاركة بطولية كان يكتب القصائد والمذكرات ويسجل مختارات الأدبية على مستوى آخر يرصد المؤلف التباين بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية على مستوى التسامح والانفتاح على الآخرين فكراهية الأجانب كانت غريبة على المجتمعات الإسلامية في ذاك الوقت خاصة أن أغلب المجتمعات كانت متعددة لعراق وكلها تم استيعابها في إطار الإسلام لذلك لم يشعروا بأن الأجانب مهددين لهويتهم على عكس صورة العالم المتمركز عرقيا التي ميزت العصور الوسطى تميل مثل ما يعبر توماس باور إلى الحط من جميع البشر الذين لا ينتمون إلى دائرتهم الثقافية هذا الأمر إن عكس على تقبل المجتمعات الإسلامية لوجود أقليات دينية تعيش بينهم وتكفل لهم حقوقهم دون التعرض للظلم والاضطهاد لذلك يقول توماس باور أن وجود غير المسلمين في العالم الإسلامي كان أمر طبيعي جدا أما وجود غير المسيحيين في العالم المسيحي كان أمر مستحيل باستثناء بعض اليهود الذين عاشوا تحت ظلم والاضطهاد ولفهم الحال الذي كان عليه اليهود في العالم المسيحي عندما اجتاح الطاعون أوروبا كان اليهود أول المتهمين بالتسبب في هذا المرض بعدما أشريع عنهم أنهم سمموا الآبار نتيجة لهذا قررت عشرات المدن الألمانية مداهمة منازل اليهود وأطردهم من هذه القرى وفي سويسرا أعدم عشرات اليهود حرفيا بسبب هذه الاتهامات أما ميدان العلم والمعرفة فالنهضة العلمية الشاملة في العالم الإسلامي معروفة وأشهر من أن يذكر فيها فالزمن الذي كان يسمى عصور وسطى مظلمة في أوروبا كان يطلق عليه المؤرخين العصر الذهبي في الإسلام على مستوى المؤسسات التعليمية انشأت أول جامعة في العالم وهي جامعة القرويين في فاس وتأسس بيت الحكمة الذي يعتبر أضخم مؤسسة علمية تختص بترجمة التراث اليوناني والفارسي والهندي والسرياني وكانت هناك نهضة ثقافية واهتمام بالمكتبات على وجه الخصوص وظهرت بالحضارة الإسلامية أنواع متعددة من المكتبات فوجدت المكتبات في قصور الخلفاء وفي المدارس والكتاتيب والجوامع وكما وجدت في المدن الكبرى ووجدت كذلك في القرى النائية والأماكن البعيدة ومن أشهرها بيت الحكمة في بغداد ودار الحكمة في مصر ومكتبة قرطبة والقائمة تطول وفي هذا يقول ويلد يورنت مؤرخ الحضارات ولم يبلغ الشغف باقتناء الكتب في بلد آخر من بلاد العالم اللهم إلا في بلاد الصين في عهد مينغ وانغ ما بلغه في بلاد الإسلام في القرون الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر ولم يكن العلماء في آلاف المساجد المنتشرة في البلاد الإسلامية من قرطبة إلى سمرقند يقلون عن عدد ما فيها من الأعمدة وكل هذا يجعل فكرة العصور الوسطى محف خرافة لا تنطبق بأي حال من الأحوال على العالم الإسلامي وطالما أتينا بذكر الصين كيف كانت أحوالها في ذلك الزمان من جهة التحظر والتخلف عاشت الصين قمة ازدهارها الحضاري في عهد سلالة صونغ اللي استمرت بين القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الميلادي فشهدت نهضة علمية وأدبية وتجارية وصناعية ففي عام ألف وخمسة واربعين من الميلاد اخترع الصينيين الطباعة بواسطة مجموعة من الحروف المطبوعة القابلة للتحريك وبهالطريقة طبعت الكثير من الأعمال الفلسفية والعلمية والأعمال الكلاسيكية والموسوعات واللي عادة ما تكون مدعومة بالصور المطبوعة وحدث ارتفاع في أعداد المدارس والأكاديميات الخاصة نتج عنه في القرن الثاني عشر تأسيس الجامعة الوطنية هذا إلى جانب الكثير من الاختراعات اللي سهلت الحياة اليومية مثل العملات الورقية اللي ظهرت لأول مرة في التاريخ في الصين خلال هذه الحقبة وانتشار نظام الامتحان لاختبار موظفي الدولة وكان تميز الصينيين عن غيرهم يكمن في الناحية العملية كما يشير إلى ذلك توبي هاف في كتابة فجر العلم الحديث الإسلام والصين والغرب حيث يقول كانت الحضارة الصينية أكفأ بكثير من الحضارة الغربية في تسخير المعرفة الإنسانية الطبيعية للحاجات البشرية العملية وهو بطبيعة الحال يقارن الصين بأوروبا بعد عصر النهضة وليس قبلها فكيف لو قارنها بما قبل عصر النهضة بعد هذه الرحلة السريعة من الغرب إلى أقصى الشرق خلال حقبة زمنية واحدة يظهر لنا بشكل واضح تباين الأوضاع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من جوانب الحياة فأثناء مرحلة الانحطاط اللي عاشها الغرب كانت حضارات الشرق تتنعم بأنوار العلم والازدهار الحضاري لذلك من الخطأ اقتباس مصطلح العصور الوسطى واستعماله لوصف مرحلة من مراحل تاريخنا الإسلامي فهو وصف غير بريء ويحمل دلالة سلبية تخص ثقافة أخرى ومنطقة جغرافية مختلفة الأمر الآخر اللي يجب علينا التوقف عن استعمال هذا المصطلح لما نتكلم على تاريخنا أن مصطلح القرون الوسطى ينطلق من المركزية الغربية بمعنى أن يصبح التاريخ الأوروبي هو تاريخ العالم وليس تاريخ أوروبا وهذا غير صحيح وينبهنا المسيري لهذه النقطة لما قال أن المصطلح المستورد من حضارة أخرى يحمل وجهة نظر صاحبة وكثيرا ما يضع صاحب المصطلح نفسه في المركز ويعيد ترتيب التفاصيل حسب ما يتفق ورؤيته إلى اللقاء


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Traffic Padding...

Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...

السلام عليكم ور...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...

يجمع نظام التكا...

يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...

نطاق البحث يركز...

نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...

قصة “سأتُعشى ال...

قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...