لخّصلي

التعبير الحفظ
ملخص التيار الواقعي
في الوقت الذي كان فيه الأدب الرومنسي يسرف في التعبير عن نزعته الفردية، ويحلق في سماء الخيال كان العلم يتقدم باكتشافاته العديدة، ويؤسس نفسه على دعائم التجربة والتحري والتحليل وبذلك أخذت المسافة تتباعد بين الأدب والعلم. وقد وجد رجال الفكر في أوروبا أنفسهم خلال القرن التاسع عشر أمام واقع علمي اضطرو) ليهبطوا من سماء الخيال للأرض والتعايش مع الواقع وهكذا نشأ التيار الواقعي .
التيار الواقعي يختلف عن التيار الرومنسي فالتيار الرومنسي يركز على " "الأنا" ويجنح للخيال ويغلب العاطفة على العقل بينما التيار الواقعي هو تيار موضوعي غير ذاتي يسجل الملاحظات والمشاهدات دون تلوينها بالأحاسيس والعواطف ويلتزم بالحيادية مع التركيز في وصف المجتمع الإنساني وإبرازه على حقيقته في أمانة وصدق. وقد كانت أغلب الأعمال الواقعية تنتمي إلى النثر أكثر من الشعر لذلك برزت القصص والمسرحيات الواقعية بشكل أكبر من القصائد الواقعية.
كان (بلزاك) هو الرائد الأول للواقعية ولكنه لم يكن مشرعا لها. ومما يجدر ذكره أن الواقعية النقدية رائدها ( شان فلوري) الذي رفض جميع ) أشكال الأدب المعاصر ما عدا روايات بلزاك . والواقعية النقدية شعبية في اختيار النماذج وتصور الحقيقية المبتذلة وذلك لقرب النماذج الشعبية من الطبيعة والواقع الحي وبالتالي لصدق مشاعرها وأحاسيسها وعفوية تصرفاتها.
ويتصل بالواقعية النقدية ما يسمى تيار الطبيعية وزعيمه (زولا) الذي يرتبط بكتابات ) دیدرو) (ستاندال) (بلزاك) (فلوبير)، لكن ثمة تنوع في وجهات النظر بينهم فإن مزاج الواقعيين النقديين سمح بإحياء الفن والتقليل نسبيا من عمل الملاحظة. الطبيعية تشددت في الملاحظة وأعلتها
الفني
الأصيل
على الجمالية الفنية لأن الكمال الفني في نظرها يتحقق في دقة الملاحظة.
وقد انتقل التيار الواقعي إلى الأدب العربي لعدة أسباب منها: اتصال الأدب العربي بالغرب وذلك للنهوض بالأدب العربي من سباته، ظهور حركات التحرير في معظم الدول العربية، الحرب العالمية الأولى والثانية وما أحدثته من خراب وتدمير وتطور وسائل الاتصال مما أدى للتقارب الثقافي
وفي الحديث عن أهم الرواد الذين اهتموا بالتيار الواقعي في العالم العربي يمكن القول بأن عبدالسلام العجيلي ، محمد المويلحي ، وجرجي زيدان من أهم الرواد الذين برعوا في النثر. وفي الشعر الجواهري ، إلياس قنصل ،
وفدوى طوقان
أما بخصوص الحديث عن خصائص التيار الواقعي فهي كالتالي : ١- الاهتمام بمعالجة قضايا الواقع والمعاناة التي يعيشها الإنسان ۲ - العناية بالتفصيلات الدقيقة والثانوية حتى التافه منها مما يتعلق بوصف الملامح والأصوات والألبسة والألوان ... ۳ - التركيز في الجوانب السلبية من المجتمع كالأخلاق الفاسدة والاستغلال والظلم ٤ - الحيادية : وهي تعني العرض والتحليل وفق واقع الشخصية لا وفق معتقدات الكاتب ومواقفه ٥- التحليل أي البحث عن العلل والأسباب والدوافع والنتائج -٦ استعمال اللغة المأنوسة الواضحة البعيدة عن التوعر والتكلف من جهة ، وعن الاسفاف والابتذال من جهة أخرى - الإبداع أي تركيب عالم شبيه بالواقع وليس نسخة أمينة عنه -۸ - البعد عن التقرير والمباشرة والخطاب والوعظ ۹ - التحليل وعدم التسطح والوصول إلى خفايا النفس والعلل والأسباب ١٠ براعة النمذجة أي رسم النماذج الإنسانية المختلفة -١١- تلاحم الشكل و المضمون، بان يكون الشكل الفني تابعا للمضمون وخادما له. ومن أهم النصوص الواقعية قصيدة الراعي لمحمد مهدي الجواهري وردي علي عواطفي وسلامي لإلياس قنصل