لخّصلي

ورد في القرآن لفظ: " مِثْقالَ ذَرَّةٍ في النساء ". إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً}

فما المقصود من لفظ:( ذَرَّةٍ ) في قوله تعالى مِثْقالَ ذَرَّةٍ

لفظ:( ذَرَّةٍ ) هنا لا يصح أن يفهم على ما تعارف عليه المشتغلون بعلم الفيزياء في هذا الزمن.
وإنما تفهم على وفق مَا كَانَ يُطْلِقُهُ اَلْعَرَبُ
زمن نزول الوحي،
فهم يطلقونها على أصغر ما يمكن للعين أن تبصره.
وذكر لهم مثقالها تنبيها لهم إلى أن الإنسان محاسب على كل شيء مهما صغر،
وليس تحديدا لحد الأعمال الصغيرة.
الذَرّ في اللغة جمع ذَرَّةٍ، وهي أصغر النمل وَمَا يرى فِي شُعَاع الشَّمْس الدَّاخِل من النافذة
والذُّرِّيَّةُ، والذُّرِّيَّةُ: وهي ولدُ الرجلِ والجمع الذَرارِيُّ والذُرِّيَّاتُ.
وذَرَّةٌ زِنَةُ حَبَّةِ شعيرٍ وذَرَرْتُ الحَبَّ والدواءَ والمِلحَ أَذُرُّهُ ذَرًّا: فَرَّقْتُهُ.
والمِذَرَّةُ: آلةٌ يُذَرُّ بها الحَبُّ.
والذَّرُورُ: ما يُذَرُّ في العَيْنِ، وعِطْرٌ،

وَقَدْ جَمَعَ اِبْنْ اَلْجَوْزِي رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى خَمْسَة أَقْوَالٍ فِي اَلْمُرَادِ من قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ
أحدها: أصغر النمل، قاله ابن قتيبة، وابن فارس.
والثاني: أنه رأس نملة حمراء، رواه عكرمة عن ابن عباس.
والثالث: ذَرَّة يَسِيرَةٍ مِنْ اَلتُّرَابِ رواه يزيد بن الأصم، عن ابن عباس.
والرابع: اَلْخَرْدَلَةُ كما قال تعالى في سورة الأنبياء: “فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها”
والخامس: اَلْوَاحِدَةَ مِنْ اَلْهَبَاءِ اَلظَّاهِرِ فِي ضَوْءِ اَلشَّمْسِ إِذَا طَلْعَتْ مِنْ ثُقْبٍ ذِكْرُهُمَا اَلثَّعْلَبِيُّ.
ووردت كلمة مِثْقالَ ذَرَّةٍ في القرآن الكريم 6 مرات في 4 سور من القرآن.في الآيات الآتية :
1 النساء - {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً}

2 يونس - {وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏} (: 61)

3- { ووردت مرتين سبأ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ} (: 3)

4 سبأ - {قُلُ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَ ما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} (: 22)

الزلزلة 5- {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}‏ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ‏}

وخلاصة القول إن مِثْقالَ ذَرَّةٍ ، ولم تسق لذكر أسماء الأشياء الصغيرة، واختص كلمة الذرة بالذكر؛ لأنه مثل ضرب لما يعقله العرب ويبصرونه من أصغر الأشياء.