لخّصلي

لابستمولوجیا و علاقتها ببقیة أخواتها : من الزمن، أدى إلى تغییب الحس النقدي و الحوار البناء عن العلم والفلسفة إلى أن بزغ فجر الثورة العلمیة الحدیثة و كان للابستمولوجیا بالغ الأهمیة في إحداث هذه الثورة، غیر أن هذا المصطلح كثیرا ما یتقاطع و یتداخل مع الكثیر من المصطلحات كنظریة المعرفة و تاریخ العلوم و فلسفة العلوم و مناهج العلوم ، فماذا یقصد بالابستمولوجیا و ما العلاقة التي تربطها مع غیرها من المصطلحات ؟ تجدر بنا الإشارة إلى التباین في استعمال هذا المصطلح بین الفرنسیین و الانجلیز إذ أن الفرنسیین بصفة عامة یفصلون بین مصطلح الابستمولوجیا و نظریة المعرفة إلا عند القلة منهم أمثال جون بیاجیه الذي یربط مفهومها بعلم النفس التكویني، أما الانجلوساكسون فهم یقصدون بهذا المصطلح نظریة المعرفة على اعتبار أنها

لابستمولوجیا و علاقتها ببقیة أخواتها :
إن سیادة الموروث الثقافي الثیولوجي المكلل بالأفكار المیتافیزیقیة و المیثولوجیة العالم الغربي لقرون طویلة
من الزمن، أدى إلى تغییب الحس النقدي و الحوار البناء عن العلم والفلسفة إلى أن بزغ فجر الثورة العلمیة الحدیثة
التي هدفت إلى تخلیص الفكر من رواسبه و لواحقه المستنكرة لمختلف الحقائق، و كان للابستمولوجیا بالغ الأهمیة
في إحداث هذه الثورة، غیر أن هذا المصطلح كثیرا ما یتقاطع و یتداخل مع الكثیر من المصطلحات كنظریة
المعرفة و تاریخ العلوم و فلسفة العلوم و مناهج العلوم ، فماذا یقصد بالابستمولوجیا و ما العلاقة التي تربطها مع
غیرها من المصطلحات ؟
مفهوم الابستمولوجیا :
تجدر بنا الإشارة إلى التباین في استعمال هذا المصطلح بین الفرنسیین و الانجلیز إذ أن الفرنسیین بصفة
عامة یفصلون بین مصطلح الابستمولوجیا و نظریة المعرفة إلا عند القلة منهم أمثال جون بیاجیه الذي یربط
مفهومها بعلم النفس التكویني، أما الانجلوساكسون فهم یقصدون بهذا المصطلح نظریة المعرفة على اعتبار أنها
تبحث في حدود المعرفة و شروطها و مصادرها و هذا ما نجده متبع عند الألمان والإیطالیین و عرب المشرق ،و
هذا ما یوضح صعوبة تحدید معنى المصطلح .
الابستمولوجیا من حیث الأصل اللغوي ترجع إلى الاشتقاق الیوناني المؤلف من كلمتین"episteme "والتي
تعني العلم و " logos " و تعني النظریة أو الدراسة و بهذا فالمعنى الأصلي للإبستمولوجیا هو نظریة العلم أو
دراسة العلم و تعني " الدراسة النقدیة لمبادئ العلوم المختلفة و فروضها و نتائجها وتهدف إلى تحدید أصلها
المنطقي " (مدكور، ،1982 صفحة 01)و تعني : " دراسة مبادئ العلوم و فرضیاتها و نتائجها دراسة انتقادیه
توصل إلى إبراز أصلها المنطقي وقیمتها الموضوعیة " (صلیبا، ب س، صفحة 01)
إن الرجوع إلى الأصل المصطلح قد یوضح الكثیر من الاستفهامات فالابستیمي عند الیونان لا یخرج عن میدان
المعرفة أو العلم باعتبارهما مفهومان مترادفان و هذا ما وظفه میشال فوكو حیث أن الابستیمي عنده هو ما دل
على المعرفة في عصر ما، مثلا المعرفة عند سقراط و أفلاطون و أرسطو أو عصر آباء الكنیسة ... و لا یقصد
بالعلم ما نقصده الیوم من تطبیقات تكنولوجیة و نفسیة و اجتماعیة فقد كانت تشوبه الكثیر من الروابط الفلسفیة و
إن كانت للیونان علومها بالمفهوم المعاصر مثل الفلك و الریاضیات ، فالأصل في المصطلح یعطي الانجلیز
الأسبقیة في التوظیف على الفرنسیین و ذلك أن الابستمولوجیا أمر یتعلق بالمعرفة بصفة عامة و لیس بدلالة العلم
المعاصر و بهذا یعتبر كتاب " مبادئ الفلسفة " لدیكارت كتابا ابستمولوجیا .