لخّصلي

وتتعـدد التعريفـات المقدمـة للحـرب، ســواء تمثلــت في قبائــل أو دول، ومــن ثــم فهــو لــم يجعــل الحــرب مقصـورة علـى الكيانـات السياسـية ممثلـة في الـدول، بـل جعلهـا تشــمل كل كيــان قــادر علــى اســتخدام الســلاح لتســوية صراعاتــه المســلحة”(1). فـإن الحـرب هـي أيـة معركـة يترتـب عليهـا مقتـل مـا لا يقـل عـن ألـف شـخص، كمـاأنـه يجـب أن يكـون تـم الاسـتعداد لهـا مسـبًقا، فـإن هـذه التعريفـات تتفـق في أن الحـرب هـي صـراع مسـلح بيـن طرفيـن، سـواء كانـت بيـن مجموعـات مـن البشـر، أو حـرب بيـن الـدول مـن جانـب، وأنـه منـذ منتصـف القـرن التاسـع عشـر لـم يتـم شـن حـرب كبـرى باسـتخدام نفـس الأسـلحة أو العقيـدة العسـكرية، وهـو مـا يتضـح بمقارنـة الحربيـن والتحالفـات والدبلوماسـية وغيرهـا مـن العوامـل(1).

وتتعـدد التعريفـات المقدمـة للحـرب، فقـد عرفهـا “كلاوزفيتـز” علـى أنهـا “عمـل عنيــف تلجــأ إليــه الدولــة لإجبــار خصومهــا علــى الانصيــاع إلى إرادتهــا”، وعرفهــا “جونســون” بأنهــا “صــراع مســلح بيــن مجموعــات مــن البشــر، ســواء تمثلــت في قبائــل أو دول، أو كيانــات دينيــة أو اقتصاديــة”، ومــن ثــم فهــو لــم يجعــل الحــرب مقصـورة علـى الكيانـات السياسـية ممثلـة في الـدول، مثـل “كلاوزفيتـز”، بـل جعلهـا تشــمل كل كيــان قــادر علــى اســتخدام الســلاح لتســوية صراعاتــه المســلحة”(1).
وعــّرف“ســوريل”الحــرب علــى أنهــا:“عمــل سياســي تقــوم بــها الدولــة للدفــاع عــن مصالحهــا أو حقوقهــا، عنــد اســتنفادها بــاقي الوســائل الأخــرى، إذ تلجــأ إلى القــوة المســلحة لتبرهــن علــى قوتهــا، وقدرتهــا علــى فــرض إرادتهــا دفا ًعــا عــن مصالحهــا”. وطـّوركُلمـن“سـيندر”و”سـمال”معيـاًر اكمًي ـالتعريـف الحـرب،فوفًقـا لهمـا،فـإن الحـرب هـي أيـة معركـة يترتـب عليهـا مقتـل مـا لا يقـل عـن ألـف شـخص، وذلـك دون احتسـاب الضحايـا غيـر المباشـرين للحـرب، الذيـن قـد يكونـوا توفـوا كنتيجـة للمجاعـة أوالأمـراض،كمـاأنـه يجـب أن يكـون تـم الاسـتعداد لهـا مسـبًقا، وقـام بالإعـلان عنهـا حكومــة شــرعية، أو كيــان يشــابه الحكومــة (Quasi Government)(2).
وأ ًيـا يكـن الأمـر، فـإن هـذه التعريفـات تتفـق في أن الحـرب هـي صـراع مسـلح بيـن طرفيـن، سـواء كانـت بيـن مجموعـات مـن البشـر، أو الـدول، أو حـرب بيـن الـدول مـن جانـب، والفواعـل المسـلحة مـن جانـب آخر.
و ُيلاحــظ أن الحــرب قــد تأثــرت بالتطــورات التكنولوجيــة بصــورة واضحــة منــذ الثـورة الصناعيـة، وأنـه منـذ منتصـف القـرن التاسـع عشـر لـم يتـم شـن حـرب كبـرى باسـتخدام نفـس الأسـلحة أو العقيـدة العسـكرية، وهـو مـا يتضـح بمقارنـة الحربيـن
العالميتيــن الأولى والثانيــة، والحــرب الفيتناميــة، والصــراع العــربي – الإســرائيلي ومــع التســليم بالــدور الحاســم للتطــور التكنولوجــي علــى الحــرب، فإنــه لا يمكــن تجاهـل أن ر هنـاك عوامـل أخـرى لعبـت دوًرا محورًيـا، مثـل الطبيعـة الإنسـانية، ودور القيـادة، والتحالفـات والدبلوماسـية وغيرهـا مـن العوامـل(1).
وفي هــذا الصــدد يســعى هــذا الفصــل إلى اســتعراض تطــور الحــروب مــن خــلال توضيـح ملامـح الأجيـال المختلفـة منهـا، مـع التركيـز علـى حـروب الجيـل الخامـس
وســماتها الرئيســية