خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
التجنيس لغة: التجنيس هو التصنيف، وإذا نظرنا في المعاجم العربيّة للوقوف على دلالات التّصنيف وجدنا دلالة التصنيف من الصّنْف، والصّنْف: هو النوع أو الضرب، والصّنْف: طائفةٌ معروفة من كلّ شيْءٍ، وكلّ ضرْبٍ من الأشْياء هو صنْفٌ على حدةٍ. وتصْنيف الشيء: أي جعله أصنافًا وميّز بعضها من بعضٍ( ). وهو ما يعني أنّ التصنيف تمييزٌ لكلّ نوعٍ عن غيره، والمعنى اللّغويّ قريبٌ ممّا نحن بصدده بشأن تجنيس الأعمال الأدبيّة أي تصنيفها؛ ثم تجنيس أنواعه بعضها من بعض. وقد ميز أرسطو من منظور فلسفي بين مصطلحي الجنس والنوع، فرأى الجنس أعمَّ من النوع، فالإنسان نوع من جنس الحيوان. وباستقراء معاجمنا العربية في تفريقها بين المصطلحين نجدها قريبة من التصور الأرسطي المعروف، و"الجنس ضرب من كل شيء، يتطابق تعريف المعاجم الفرنسية الحديثة مع المفهومين السابقين، إذ تعتبر بدورها أن الجنس (Genre) أعم من النوع (Espèce)، وأن "كل جنس يتشكل من عدة أنواع متقاربة فيما بينها"(3). ويمكننا القول: إن التجنيس أو التصنيف عملية فكرية، الهدف منها تنظيم النُّصوص الأدبيّة بطريقة تيسر للمتلقين الإفادة منها بأقصى درجة ممكنة، تجنيس النصِّ الأدبيِّ: وتجدر بنا هنا الإشارة إلى كون النص أنواعًا متعددة متمايزة، تبعًا لتعدّد معارفنا الإنسانية في العلوم والآداب والفنون وتنوعها، ولا يمكن أن نحيط بها، أو أن نتواصل معها تبعا لتنوع تخصصاتنا وميولنا ومواهبنا القرائيّة؛ لكن ليس معها كلها، فالطبيب يتواصل مع نصوص طبية، وعالم الفلك يتواصل مع نصوص فلكية، ومن ثمّ؛ كل حسب استعداداته وميوله مواهبه وتلقيه، ومن يتواصل مع نصوص نثريّة، والمزدوجات، والأعمال القصصية التراثية؛ والأجوبة المسكتة، وغيرها من الأنواع الأدبية أو الأجناس الأدبية التراثية؛ وقد يستخدمون المصطلحين بالعكس. والقصة القصيرة، والنصوص الروائية والقصصية بأنواعها المختلفة. وقد تعددت المحاولات النقدية، وبخاصة الألسنية لتجنيس النصوص الأدبيّة بين البساطة والعمق، وقدم في هذا التجنيس مقترحات غربية وعربية، من المفيد أن نعرض بعض هذه الجهود؛ مقترحات تجنيس النّصوص الأدبيّة: هناك إشكاليات عديدة تواجه تجنيس النصوص الأدبيّة؛ فما الأسس التي يبنى عليها تجنيس النصوص الأدبيّة؟ وما المنطلقات المعرفية والمنهجية التي يبنى عليها؟ وكيف يمكننا أن نميز أنواع النصوص الأدبيّة على ما بينها من تداخل وتقاطع؟ وهل يكون تمييزها على أسس من الشكل أم المضمون؟ وقد بذلت لهذه الإشكاليات محاولات كثيرة لتجنيس النصوص الأدبيّة، وتلميذه أرسطو الذي تلقف نظريات أستاذه، وبنى عليها تجنيسه للنصوص الأدبيّة. للنقائص المصورة فيه التي لا تؤثر في مصير البطل، ولا تقلل من إعجابنا به ببطولته، لمساسهما المباشر بالقيم الأخلاقية ( ). فقد قسم أفلاطون الأنواع الشعرية إذًا على أسس أخلاقي؛ على وعي بالفروق النوعية بين الأجناس الشعرية التي تكلم عنها، والملاهي. وقد أعان هذا التفريق تلميذه أرسطو على تجنيس الشعر؛ والملهاة، ولم يعتد بالغنائي؛ فالشعر الذي يعتدّ به هو الموضوعي الذي يعالج أفعالاً عامة، وأما الشعر الغنائي فما هو إلّا مرحلة تمهيديّة للشعر الموضوعي الذي يعتد به وحده ( ). واللافت أنّ أرسطو عدّ المأساة من الأجناس الشعرية، ولم يهتم أرسطو بنوع نثري اهتمامه بالخطابة. ومع تقادم العهد بيننا وبين أرسطو فيرى المفكر الفرنسيّ جيرار جينيت أن نظامه كان أكثر فعالية من الأنظمة الحديثة التي أفسدتها تقسيماتنا التسلسلية: كالآتي: -الآثار الأدبية تدخل في الأنواع. - والأنواع الأدبية تدخل في الأجناس. فيرى جينيت أنّ العلاقة بين نمط الجنس ونمط الصيغة ، بل تداخل وعدم تداخل، أو تداخل مزدوج متقاطع، كما تظهر المأساة في صنف الصيغة الدرامية، والأنواع في الأجناس، والأجناس في الأنماط، وهكذا في حين اتسم نظام أرسطو بأنه نظامٌ يقوم على التوزيع، بمعنى: أنه يفترض وجود جدول مزدوج المدخل، وتحدّد الملحمة بأنها فعل بطولي، ومن ثمّ فلا يوجد أية علاقة تربط بين الأصناف الموضوعية والصيغية؛ فالصيغة هنا عنده لم تشترط الموضوع ( ). ودرامي، إلخ. ( )؛ والصيغة، أنه يمكننا تجنيس النصوص الأدبيّة من خلال ثلاثة معايير هي: الموضوع، والصيغة، والشكل؛ ليكون نصًّا متميزًا عن غيره من النصوص. ويجعل تودوروف تجنيس النصوص الأدبيّة معتمدًا في وصفها على أمرين:
الأجناس الأدبية
(الأنواع والخصائص)
مفهوم التجنيس للأنواع الأدبية:
التجنيس لغة:
التجنيس هو التصنيف، وإذا نظرنا في المعاجم العربيّة للوقوف على دلالات التّصنيف وجدنا دلالة التصنيف من الصّنْف، والصّنْف: هو النوع أو الضرب، ويقال: صنوف من المتاع وأصنافٌ أيضًا، والصّنْف: طائفةٌ معروفة من كلّ شيْءٍ، وكلّ ضرْبٍ من الأشْياء هو صنْفٌ على حدةٍ. وتصْنيف الشيء: أي جعله أصنافًا وميّز بعضها من بعضٍ( ).
وهو ما يعني أنّ التصنيف تمييزٌ لكلّ نوعٍ عن غيره، والمعنى اللّغويّ قريبٌ ممّا نحن بصدده بشأن تجنيس الأعمال الأدبيّة أي تصنيفها؛ إذ تهدف الدراسة إلى تجنيس النص الأدبي عن غيره، ثم تجنيس أنواعه بعضها من بعض.
وقد ميز أرسطو من منظور فلسفي بين مصطلحي الجنس والنوع، فرأى الجنس أعمَّ من النوع، فالإنسان نوع من جنس الحيوان.
وباستقراء معاجمنا العربية في تفريقها بين المصطلحين نجدها قريبة من التصور الأرسطي المعروف، فورد في لسان العرب أنَّ النَّوع أخصُّ من الجنس، وهو أيضًا الضَّرب من الشَّيء، و"الجنس ضرب من كل شيء، وجمعه أجناس وجنوس والجنس أعم من نوعه( ).
يتطابق تعريف المعاجم الفرنسية الحديثة مع المفهومين السابقين، إذ تعتبر بدورها أن الجنس (Genre) أعم من النوع (Espèce)، وأن "كل جنس يتشكل من عدة أنواع متقاربة فيما بينها"(3).
ويمكننا القول: إن التجنيس أو التصنيف عملية فكرية، الهدف منها تنظيم النُّصوص الأدبيّة بطريقة تيسر للمتلقين الإفادة منها بأقصى درجة ممكنة، أو عمليَّة لتجميع النُّصوص الأدبيّة وفق تشابهها في صفة أو صفات جوهرية.
(2)
تجنيس النصِّ الأدبيِّ:
وتجدر بنا هنا الإشارة إلى كون النص أنواعًا متعددة متمايزة، تبعًا لتعدّد معارفنا الإنسانية في العلوم والآداب والفنون وتنوعها، ولا يمكن أن نحيط بها، أو أن نتواصل معها تبعا لتنوع تخصصاتنا وميولنا ومواهبنا القرائيّة؛ فالعالم يتواصل مع النصوص العلمية، لكن ليس معها كلها، فالطبيب يتواصل مع نصوص طبية، وعالم الفلك يتواصل مع نصوص فلكية، والجيولوجيّ يتواصل مع نصوص تتحدث عن طبيعة الأرض... وهكذا.
ومن ثمّ؛ فالإعلامي يتواصل مع نصوص إعلامية، والأديب، وكذا الناقد، يتواصل مع نصوص أدبية، كل حسب استعداداته وميوله مواهبه وتلقيه، فثمة من يتواصل مع نصوص شعرية، ومن يتواصل مع نصوص نثريّة، ومن ثمّ منهم من يتواصل مع النصوص الشعريّة بأنواعها المختلفة؛ كالقصيدة العموديّة، أو التفعيلة، أو قصيدة النثر، أو الموشحات، أو المسمطات، والمربعات، والمزدوجات، والشعر الملحون من الفنون السبعة الملحونة، والموال الشعبي والشعر الشعبي بضروبه المختلفة، ومن ينزع إلى النثر؛ فثمة الخطابة، والأمثال، والحكم، وسجع الكهان، والتوقيعات، والمقامات، والمناظرات، والمقالات الوصفية والسرديّة، والأعمال القصصية التراثية؛ ككليلة ودمنة وألف ليلة وليلة ورسالة الغفران وغيرها، والأجوبة المسكتة، وغيرها من الأنواع الأدبية أو الأجناس الأدبية التراثية؛ فإذا عددنا النوع أعم من الجنس فيكون الشعر نوعا تحته أجناس، والنثر نوع تحته أجناس، وقد يستخدمون المصطلحين بالعكس.
وهناك من يتواصل مع الأنواع النثرية الحديثة؛ فيقرأ الأجناس الأدبية؛ كالمقال، والمسرحية، والقصة القصيرة، والنصوص الروائية والقصصية بأنواعها المختلفة.
ويبدو أن النصوص متعددة تحت أجناس أدبيّة مختلفة بشكل قد يصعب معه حصر، وقد تعددت المحاولات النقدية، وبخاصة الألسنية لتجنيس النصوص الأدبيّة بين البساطة والعمق، وقدم في هذا التجنيس مقترحات غربية وعربية، من المفيد أن نعرض بعض هذه الجهود؛ ليتسنى للوصول إلى نتائج تفيد في محاولة لتجنيس النصوص الأدبيّة.
(3)
مقترحات تجنيس النّصوص الأدبيّة:
هناك إشكاليات عديدة تواجه تجنيس النصوص الأدبيّة؛ فما الأسس التي يبنى عليها تجنيس النصوص الأدبيّة؟ وما المنطلقات المعرفية والمنهجية التي يبنى عليها؟ وكيف يمكننا أن نميز أنواع النصوص الأدبيّة على ما بينها من تداخل وتقاطع؟ وهل يكون تمييزها على أسس من الشكل أم المضمون؟
وقد بذلت لهذه الإشكاليات محاولات كثيرة لتجنيس النصوص الأدبيّة، ولعل أقدم تجنيس للأنواع الأدبية لدى قدامى اليونانيين، منذ أفلاطون، وتلميذه أرسطو الذي تلقف نظريات أستاذه، وبنى عليها تجنيسه للنصوص الأدبيّة.
فقد رتب أفلاطون أجناس الشعر القديمة حسب دلالاتها الأخلاقية، ففضل الشعر الغنائي؛ لأنه يشيد بأمجاد الأبطال ومغامراتهم، وبعده شعر الملاحم؛ للنقائص المصورة فيه التي لا تؤثر في مصير البطل، ولا تقلل من إعجابنا به ببطولته، ويأتي بعده شعر المآسي وأخيرًا شعر الملهاة، لمساسهما المباشر بالقيم الأخلاقية ( ).
فقد قسم أفلاطون الأنواع الشعرية إذًا على أسس أخلاقي؛ على وعي بالفروق النوعية بين الأجناس الشعرية التي تكلم عنها، فلو لم تكن الفروق لما أوجد مصطلحات مثل: الشعر الغنائي، والشعر الملحمي، والمآسي، والملاهي.، وقد أعان هذا التفريق تلميذه أرسطو على تجنيس الشعر؛ أي على أساس الجنس إلى: المأساة، والملحمة، والملهاة، وهو الشعر المعتد به عنده؛ ولم يعتد بالغنائي؛ فالشعر الذي يعتدّ به هو الموضوعي الذي يعالج أفعالاً عامة، وأما الشعر الغنائي فما هو إلّا مرحلة تمهيديّة للشعر الموضوعي الذي يعتد به وحده ( ).
واللافت أنّ أرسطو عدّ المأساة من الأجناس الشعرية، ولكنها تعالج في العصر الحديث الأجناس النثرية، وكذلك الملهاة جنس نثريّ. ولم يهتم أرسطو بنوع نثري اهتمامه بالخطابة.
ومع تقادم العهد بيننا وبين أرسطو فيرى المفكر الفرنسيّ جيرار جينيت أن نظامه كان أكثر فعالية من الأنظمة الحديثة التي أفسدتها تقسيماتنا التسلسلية: كالآتي:
-الآثار الأدبية تدخل في الأنواع.
ويفضّل برينكر هذا الاتجاه؛ لذا يرى أنّ أنواع النصوص تمثّل نماذج سائدة عرفيًّا لأفعال لغوية مركبة، يمكن وصفها بكونها روابط نمطية في كل منها سمات سياقية موقفية، ووظيفية تواصلية، وتركيبية نحوية وموضوعية ( ).
لذا فإنّ معايير تمييز النصوص لدى برينكر يعتمد على:
أ- وظيفة النص، بوصفها معيارًا أساسيًّا، يعتمد فيها على نظرية أفعال الكلام؛ فتنقسم النصوص بناء عليها خمسة أقسام:
1- نصوص إبلاغية (خبر، تقرير، كتاب متخصص، نقد ...إلخ).
2-نصوص استجابة (إعلان دعاية، تعليق، قانون، طلب ... إلخ).
3- نصوص التزام (عقد، شهادة ضمان... إلخ).
4- ونصوص اتصال (شكر، خطاب تعزية... إلخ).
5- ونصوص إعلان (وصية، مستند تعيين... إلخ).
ويمكن تفريع هذه الأقسام بالاعتماد على سماتها السياقيّة والنحوية والموضوعية( ).
ب- معايير سياقية؛ فالنصوص تكون دائمًا متضمنة في موقف تواصلي؛ لذا لابد من مراعاة السياق التواصلي في تصنيف النصوص( ).
ج- معايير تركيبية، تتعلق بـموضوع النص، وشكل بسط الموضوعات.
ويمكن النظر إلى موضوع النص بالاعتماد على التحديد الزمني للموضوع متناسبًا مع وقت الكلام، والعلاقة بين الباث والمتلقي في إطار التوجيه المكاني.
أما شكل البسط الموضوعي، فثمة بسط وصفي، وثانٍ سردي، وثالث إيضاحي، ورابع حجاجي، وتتحقق أشكال البسط الموضوعي بالكيفية التي يتم بها التمييز بين أنواع النصوص، فمن المفترض أن يكون لكل شكل أساسي صيغ تحقيق محددة ( ).
وبناء على كل ما مضى يقترح برينكر خمس خطوات للتمييز بين أنواع النصوص، ولإلحاق نصوص معينة بنوع نصي:
1- وصف وظيفة النص.
2- وصف شكل التواصل ومجال الفعل.
3- وصف قيود موضوعية (التوجه الزماني والمكاني للموضوع).
4- وصف النموذج الموضوعي الأساسي (الشكل الأساس للبسط الموضوعي) وكيفية تحقيق النموذج (شكل التحقيق).
5- وصف وسائل لغوية (معجمية ونحوية) قد تكون مميزة لأنواع النصوص من المحتمل أن يكون فيها تفضيل لتشكيل لغوي معين، وقد يستعان في هذه الخطوة بالجانب الإحصائي( ).
وقسّم بشير إبرير في محاولته التجنيسية النصوص ثلاثة أنواع، هي:
1- نصٌّ إعلاميٌّ:
يتمثل في الصحافة والإعلان، ونستمده من المكتبات والأكشاك والمراكز الثقافية والاشتراكات، ويستند على مؤشرات مرئية؛ كالعناوين في كتابتها، ومضامينها، وأنواع الطباعة، ويتوجه لأغلب الجماهير ليمكنها من الفهم الإجمالي لمختلف الأحداث.
2- نصٌّ علميٌّ:
يتميز بأنه يقدم الحقيقة التي لا يوجد فيها اختلاف؛ كزوايا المثلث المتساوي القائمتين.
فالنص العلمي يقدم الحقائق العلمية التي يتفق عليها الناس، ويستعينون في ذلك باختيار نتائجها بوسائل مادية محددة، ومعايير الحكم على هذه الحقائق لا يترك مجالاً للجوانب الخاصة التي تميز هذا الفرد عن ذلك، وإنما لها واقعية يؤكدها المنطق وتثبتها التجربة العلمية( ).
3- نصٌّ أدبيٌّ:
فالنص الأدبيّ هو نقيض للنصّ العلميّ؛ لأنه غير ثابت، ولا يقدم حقيقة علمية دقيقة، وإنما يقدم حقيقة فنية تنبع من الذات.
والنصّ الأدبيّ نصٌّ معرفيٌّ، تتلاقى فيه جملةٌ من المعارف الإنسانية، أهمها على الإطلاق المعرفة الأدبية، مع كونها ليست كافية وحدها؛ ولذا فإن قارئ الأدب الذي يكتفي بمعرفته الأدبية فقط قراءته غير كافية، ومعرفته بالنص غير كافية أيضًا؛ فعليه أن ينزع إلى معارف أخر؛ لأننا قد نجد في النصوص الأدبية معارف تاريخية ونفسية واجتماعية وسياسية، حتى المعارف الاقتصادية والعلمية وغيرها من المعارف الإنسانية، وهو ما يلقي بمسئولية إضافية على كاهل المشتغل بالنصوص الأدبية كتابة وقراءة في التزود من هذه المعارف قدر الإمكان؛ للاستعانة بها في قراءة النصوص الأدبية وكتابتها( )؛ فالنص الأدبي نتيجة لما في الفنان من التباين والفرديّة أو الذاتية التي تميز الفنّ على العلم، عند النقاد وعلماء الجمال، وهي العنصر الأساس الذي يجعل الفن يتسم بالأصالة؛ وهي مجموعة الخصائص الفردية ( ).
فالنص الأدبيّ بما فيه من حساسية فنية مميزة، وطاقات جمالية خلاقة يخاطب الإنسان الذي يرقد في أعماقنا؛ فيعمل على إيقاظه؛ لذا يقول الدوس هكسلي: إن أحد ردود أفعالنا عقب قراءة مقطوعة أدبية متميزة يمكننا التعبير عنه بالآتي: هذا هو ما كنت أشعر به، وأفكر في فحواه، ولكن لم أقدر على صياغة هذا الإحساس في كلمات لنفسي ( ).
وقدّم الناقد المغربي محمد مفتاح تجنيسًا للنص يرتكز على طرفين أساسين؛ هما:
4- التّكامل:
يحدث التّكامل بارتباط النّوع أو الجنس الأدبيّ بنوعٍ آخر ارتباطًا وثيقًا( )؛ كارتباط الملْحة بالنّادرة، أو الخبر، أو الطّرفة والإحماض، والرسائل الأدبيّة بالإخوانيّة، والمقال السرديّ بالمقال الوصفيّ وهكذا.
ومن الشّروط الّتي وضعوها للنّوع أو الجنس الأدبيّ أيضًا:
5-الثّبات:
بتوافر عناصر ثابتةٍ وقارّةٍ في النّوع الأدبيّ، لتميّزه عن غيره، وهي التي يسمّيها سعيد يقطين العناصر الجوهريّة، ويسمّيها بعضهم بالتّمثيل( ).
ويقصد بالثّبات أو التّمثيل عند جيرار چينيت وسم النّوع بسماتٍ لسانيّةٍ وتداوليّةٍ محدّدةٍ ( ).
6- المماثلة:
أرى أنّ شرط المماثلة قريبٌ من السّابق، وملازمًا له، والمماثلة اتّفاق نصوص هذا النّوع في سماتٍ مشْتركةٍ تجمعها، ويسمّيها بعْضهم بالتّراكم، ولا أرى فارقًا بينهما( )، كما يضيفون شرطًا آخر يعرف بقانون الاختلاف( )؛يعنون به اختلاف نصوص هذا النّوع عن غيرها في نوعٍ آخر.
7- التّطوّر:
يتطوّر النّوع الأدبيّ طبقًا لقانون ﭘرونتي مشبهًا تطوّر مراحل الإنسان من الولادة؛ فالنّمو، والنّضج، ثمّ الشّيخوخة، فالموت؛ فإنّ كلّ نوعٍ أدبيٍّ يمرّ بهذه المراحل عبر رحلته الطّويلة( ).
8- القيمة المهيمنة:
يرتبط هذا النّوع حسب رومان چاكبسون بما يسمّيه القيمة المهيمنة، التي يعني بها هيمنة وظيفةٍ تواصليّةٍ ما؛ كالانفعاليّة، أو التّواصليّة، أو الانتباهيّة التّأثيريّة، أو المرجعيّة...إلخ( ).
و البراجماتيّة المقصودة، هنا، هي الّتي تستهدف المنفعة المتحصّلة من الخطاب وغايته، بوصفها المجال الّذي يهتمّ بالخطاب في ضوء مستعمليه؛ وهي ما يعرف أيضًا بعلم السّياق الذي يهتمّ بالسّياق الظّرفيّ للخطاب، والسّياق الوضعي الذي يتوافق مع المحيط الثّقافيّ له( ) .
وقدْ أوضح وچون لانچشاو أوستين مفهوم الخطاب اللّغويّ، وميّز فيه بين مكوّناتٍ ثلاثةٍ؛ هي:
1- الإنجاز الكلاميّ، أو العمل القوليّ؛ ويعني المنطوق القوليّ في الخطاب.
2- العمل المتضمّن في هذا الخطاب، طلبًا، أو إثباتًا، أو نفْيًا.
3. الأثر النّاتج عن الكلاميّ الفعليّ؛ أي العمل المتحقّق نتيجة هذا الخطاب؛ كأنْ يكون النّاتج خوفًا أو إقناعًا، أو حملًا على سلوكٍ ما( ).
الأجناس الأدبيّة التراثيّة( أنواعها- وتشكلها)
الأجناس الأدبيّة النثرية في الأدب العربي كثيرة ومتنوعة، منها ما هو ضارب في عمق التاريخ العربي القديم؛ فلا نعرف له بداية محددة ولا مكان النشأة؛ كالخطابة التي انتشرت في العصر الجاهليّ، والأمثال، ومنها الأجناس أو الأنواع الحديثة التي لم يكن للعرب عهد بها، ولا سيما هذه التسميَّات والمواصفاتِ، أو لعلَّه تطوُّرٌ عن فنونٍ نثريَّةٍ أخرى؛ بل إنّ الأنواع الحديثة تُعدُّ تَطوُّرًا للأنواع التراثيّة القديمة؛ كالسرد الحديثِ من روايةٍ ومسرحيَّةٍ وأقصوصة وغيرها.
ولعلَّ نوعا نثريًّا قديمًا لم يتكلّم فيه كثيرًا من قبل المنظّرين هذا النَّوع هو الأجوبة المسكتة التي تتسم بالإيجاز الذي يذكرنا بنوع أدبي آخر هو التوقيعات التي شاعت في العصر العباسي خاصةً.
ومع ذلك لم نعرف بداية هذا الجنس الأدبيّ، وأولياته ونشأته؛ فالبدايات غالبا ما يشوبها العتمة، والغموض، ويكتنفها الكثير من الخفاء والعماء، وتتسم غالبًا بالبساطة والسذاجة وقلة العمق، شأن معظم الأشياء في بدايات تكوينِها.
وإن كان يمكننا ردّ هذه الأجناس إلى عصور الكتابة؛ ففن التوقيعات نشأ ضمن أجناس أو أنواع نثرية أخرى، مرتبطًا بالرسائل والكتابة وغيرها من فنون الكتابة الأدبية وأنواعها، فالتوقيعات جمل موجزة ترد ضمن الرسائل التي يبعث بها الخلفاء والأمراء والقادة وولاة الأمر عامة. إذًا فنشأتها شأن الكتابة والرسائل والمقال الأدبي وغير ذلك من الأنواع النثرية التراثية.
ومن المعلوم أنَّ العربَ أمَّة أميَّة، فجلُّهم لم يعرفوا القراءة ولا الكتابة،؛ فالأمية غلبت عليهم، وتفشَّت فيهم، لغلبة الترحل عليهم والبداوة، مما جعل العرب بمنأى عن القراءة والكتابة.
وحين ظهر الإسلام لم يكن في قريش سوى سبعة عشر رجلا وبعض نساء يكتبون ويقرؤون، مع كون قريش سادة العرب وأنبه قبائلهم، وأكثرها تحضرا وامتزاجًا بالشعوب المتحضرة المجاورة؛ كالفرس والروم.
وبظهور الإسلام سرت في الأمة روح العلم ونشط التعليم، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبة كانوا يكتبون له الوحي، وكتب بعضهم له رسائله إلى الملوك والأمراء، وكتب بعضهم حوائجه( ).
ثم غدت الكتابة وظيفة مهمة في الدولة الإسلاميَّة، فاتخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه زيد بن ثابت له كاتبًا، وبالفتوحات الإسلامية وباتساع رقعة الدولة احتاج الخلفاء لمزيد من الكتاب، حتى عيَّن عمر لكل ولاية كاتبا يكتب ديوانها، وفي عهد دولة بني أمية تنوَّعت وظيفة الكتاب، وخصص كل منهم في مجال معين، فكانوا خمسة أصناف:
1-كاتب الرسائل. 2-كاتب الخراج. 3-كاتب الجند. 4-كاتب الشرطة. 5-كاتب القضاء.
وكان أعظم هؤلاء وأعلاهم رتبة كاتب الرسائل لأن بيده جميع أسرار الدولة والخلافة، لذلك فإن الخلفاء لم يكونوا يسندون هذا المنصب إلا لمن يثقون به من أقاربهم وخاصتهم.
وفي العصر العباسي حرص الخلفاء على أن يتولى كتابة الرسائل أناس من ذوي النسب الرفيع ومن كانوا يتمتعون بسعة العلم وعمق الثقافة، وقد قرب الخلفاء الكتاب منهم حتى إن الكاتب ربما جلس مع الخليفة على منصة القضاء لينظر في الدعاوى، ثم يدفعها للخليفة لختمها وتوقيعها ( ).
هكذا كانت الكتابة في صدر الإسلام، وهكذا كان شأنها ومنزلتها وهكذا كانت مكانة الكتاب عالية رفيعة، فإذا حاول الباحث أن يقف على أقدم توقيع ذكرته كتب الأدب، وجد صعوبة في ذلك، وبرغم يقيننا بأن هذ الفن موجود منذ صدر الإسلام، إلا أنني لم أقف على توقيع للكتب التي جاءت إلى رسول الله ﷺ، أو صدرت عنه، لكنها وجدت عند أصحابه الأوائل رضي الله عنهم توقيعات لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده من الخلفاء، أما نشاط هذا الفن وازدهاره فكان في العصر العباسي وما تلاه.
وبروح من الجدل المستمر والمماحكات بين الأدباء والمبدعين، وظهور الصراع في المجتمعات البشرية تتشكّل نصوص النوع النثري من الجاهلية وصدر الإسلام إلى العصور المتأخرة، وربما كانت قليلة نادرة أو متفرقة. ولكنها تشهد غزارة في الإنتاج، ووفرة في النصوص منذ فترة الصراع الكبرى في المجتمع العربي بعد الإسلام فيما يعرف بالفتنة الكبرى (35-41هـ)، ومنذ بدايات العصر الأموي، حيث شهدت هذه الأجوبة تنوعاً في المواضيع واتساعاً في المكان والمستويات الاجتماعية، وأخذت ملامح هذا النوع بالتميز والاستقرار، وأصبح لها منهج اتبع في كل العصور الأدبية اللاحقة، ولذا يمكن أن نعد العصر الأموي عصر تأسيس أو تأصيل لهذا النوع في نثرنا الأدبيّ( ).
والمعروف أن نشاط القدماء بشأن النثر الأدبي العربي عمومًا كان ينقسم قسمين:
1- النشاط التجميعيّ للنصوص.
ويتفرع ثلاثة أفرع:
1- تجميع نصوص نثرية تنتمي إلى نوع نثري واحد فقط؛ كالحكم ، والأمثال ، والوصايا، والرسائل الترسلية، والرسائل الأدبية، والنوادر..إلخ، ويدخل فيها - من حيث ظاهر العنوان الأجوبة المسكتة؛ ككتاب لابن أبي عون (ت 322 هـ) ( ).
2- ثمة كتب تراثية جمعت نصوصًا نثريَّة، اشتملت على خليط من الأنواع النثريّة، يتخللها شيء يسير جدًّا من الشّعر غير ذي بالٍ، ويدخل فيها بكلّ دقَّة، من حيث المضمونُ النَّصيُّ، كتاب الأجوبة المسكتة لابن أبي عون نفسه، نظرًا لكونه حشد نصوصًا من مختلف الأنواع النثريَّة، بلغت عدّتُها 1394 نصًّا، فهو عبارة عن مجموعة من القصص الإخبارية، أي الحكايات القصيرة، والأسمار الكثيرة اللطيفة، والنوادر الطريفة، والأخبار المشتتة المسكتة، متشعبة الألوان والأهداف، متعددة الأغراض، جمالها في ظرفها، وخفة روايتها وأدبها، وفي رشاقة أسلوبها ونصاعة لغتها" ( ) .
وأضيف إلى ذلك أنه تضمن: توقيعاتٍ، وأخبارًا، وحكمًا، وأمثالًا ومحاوراتٍ، وأجوبة مستظرفة، ومفاخرات، ومحاورات، وأحاديث، وأسئلة وأجوبة، ومناظرات، وإخوانيّات، ومطارحات، وغيرها ولا يسمح لنا المجال هنا لسرد الأدلة والبراهين الكثيرة على هذه الحقيقة. ويندرج أكثر نصوص هذا الكتاب تحت الأنواع الحوارية. وهذا ما يجعل. كلمة (جوابات) هنا فضفاضة تشتمل على الخليط المذكور من الأجوبة المسكتة وغيرها من الأنواع النثرية الأخرى( ).
2- ثمة كتب تراثية أيضًا جمعت نصوصًا نثريَّة، وأخرى شعريَّة في كتاب واحد؛ كما نجد في: البيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرد، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والعقد الفريد لابن عبدربه، وأمالي القالي، وزهر الآداب للحصري القيروانيّ، والمستطرف للأبشيهي... وغيرها، وهي ما تعرف باسم كتب الأدب العامة.
وكانت تحتوي هذه الكتب على بعض نصوص الأجوبة المتفرقة في أثناء الكتب المختلفة، أو مجموعة في حيز محدد منها تحت اسم الأجوبة الذي كان في أغلب الأحيان فضفاضًا أيضًا. وقد كان (ابن قتيبة) (ت276 هـ) أول من جمع نصوصاً من هذا النوع في حيّز واحد، في نحو عشرين صفحة، وتحت اسم النوع إلى حد ما، في كتابه: عيون الأخبار، إلا أن حظ الأجوبة، بالمفهوم الدقيق، من النصوص المذكورة تحته كانت قليلة. ( ).
ولم تخلُ كتب التراجم: كالأغاني لأبي الفرج (ت356هـ) وغيره من رواية بعض الأجوبة المسكتة، حتى من غير أن تطلق عليها هذا الاصطلاح الدال عليه، فجاءت الأجوبة فيها مبثوثة، حسب السياق، في أثناء سرد أخبار أعلام هذا الكتاب، وهكذا فعلت سائر كتب الأدب العربي العامَّة.
النَّشاط التَّنظيريّ للأنواع النَّثريَّة:
وكان هذا النشاط قليلاً ضئيلًا عند القدماء قياساً على نشاطهم التنظيري في ميدان الشعر، ولم نجدهم يتطرقون في كتبهم إلى تناول (الأجوبة المسكتة) بالتحليل والتنظير والنقد والتأريخ.
وقد جمع (ابن عبد ربه الأندلسي) (ت327ه) نصوصاً من هذا النوع النثري في حيز واحد، وخصه بنحو خمسين صفحة في كتابه: العقد الفريد تحت عنوان (فرش كتاب المجنبة في الأجوبة) ( )، وتميز في ذلك الحيز بأنه كان أول من نظر لهذا النوع، وحلَّله، ووصفه في نحو صفحة واحدة تقريبًا وصفًا عامًّا مجملًا، حدَّد فيه أبرز معالمه وخواصه وصفات كل من منتجيه( )، وكانت نصوصه التي جمعها تنتمي في غالبيتها المطلقة إلى العصر الأموي، عصر تأسيس هذا النوع النثري.
وقد تمّ عمل ابن عبد ربه سنة 322 هـ ، وهي السنة التي قتل فيها ابن أبي عون في المشرق، وقد دعت بواعث التنظير لهذا النوع إلى محاولة معرفة الصلة بين عمل الرَّجلين، ولاسيَّما أنَّ الصَّاحب بن عباد (ت 385هـ) قال حين اطَّلع على نسخة العقد الفريد قولته الشَّهيرة: "هذه بضاعتنا ردت إلينا" ( ).
ونلاحظ أن ابن عبد ربه اقتصر في معظم شواهده على العصر الأموي، وامتد في قلة منها إلى العصر العباسي الأول، في حين أن ابن أبي عون يأتي بنصوصه من الجاهلية إلى أواخر القرن الثالث الهجري، كما أن ابن عبدربه اقتصر على أجوبة العرب، في حين أن ابن أبي عون توسع ليدخل نصوصًا من أجوبة الأمم الأخرى وفلاسفتها وحكمائها كاليونان. وإذا كان ابن عبد ربه خص الأجوبة بأحد أبواب العقد الفريد، فإن ابن أبي عون خص هذه الأجوبة بكتاب مستقل بنفسه، ويحمد له أنه كان أول من خص كتابه بهذا العنوان.
نحو نسق منهجي لتجنيس النص الأدبي:
تعدّ قضية تجنيس النص الأدبي من القضايا المهمة التي حازت اهتمام النقد الأدبي منذ القديم ولا تزال من القضايا المثارة حتى الآن؛ حيث اختلفت التصنيفات للنص الأدبي وتنوعت بحسب المنطلقات.
ومن الواجب - هنا - أن يشار إلى ما للعوامل التي ليست من النص من دور في تصنيفه أحيانًا؛ فبعض النصوص تكتسب تصنيفها كنص مستقل من عرف اجتماعي أو ثقافي، وتظلّ مرتبطة بذلك العرف حياة وموتًا.
والمتتبع للثقافات المختلفة يدرك أن كل ثقافة تحضن نوعًا من النصوص لا يوجد في الثقافات الأخرى، وبعض تلك النصوص ينقرض وبعضها يظل متواريًا في ركن قصي، في حين قد ينتشر بعضها الآخر في زمن ليموت في زمن آخر.
إذًا، فليكن مدخلنا النسقي لتصنيف النصوص الأدبية هو النظر إلى السياق الاجتماعي والثقافي والزماني الذي تولد فيه النص؛ فإن هذا يساعدنا في الكشف عن طبيعة النص الموضوعية، ومن ثم تصنيفه.
ويمكن تصنيف النص الأدبي في إطار هذه المنهجية المقترحة بالنظر إلى:
1- الشكل، مثل: (ديوان، كتاب، رواية، مجموعة قصصية) و(نص منظوم، نص منثور، نص طويل، نص قصير...) و(نص شعري، نص نثري...)... وهكذا.
2- الصيغ، مثل: (نص شعري عمودي، نص شعري حر، نص نثري سردي، نص نثري درامي...)...إلخ.
3- الأنماط، وهي تخصصات للصيغ، مثل (السرد على لسان المتكلم، أو السرد على لسان الغائب)... وهكذا.
4- الأنماط الأجناس، وهي تحقيقات مادية وتاريخية، كالرواية والقصة القصيرة، ثم الأجناس التحتية، وهي تخصصات محصورة داخل الأجناس...
5- تحديد الصفات المميزة لكل نص، فمثلاً: في النص القصصي مراكز الضبط في أغلبها تصورات الحدث والعمل. وفي النص الشعري العاطفة والخيال والتصوير في علاقة تبادلية مقننة.
6- مراعاة طريق استعمال اللغة والمعايير التركيبية التي تتعلق بـ(موضوع النص) و(شكل بسط الموضوعات)، ويمكن النظر إلى موضوع النص بالاعتماد على التحديد الزمني للموضوع متناسبًا مع وقت الكلام، والعلاقة بين الباث والمتلقي في إطار التوجيه المكاني.
7- الاعتماد على البنيات والخصائص الأسلوبية دون إهمال للأسس الأخرى من موضوع ووظيفة وطول وقصر.
8- مراعاة الأساليب المستخدمة في النص، والبنية الأساسية لموضوعه، والصبغة الغالبة على هذا الموضوع، والوظيفة والهدف.
وخاتمة القول:
• النص كيان لغوي محدد، منطوق أو مكتوب، له بداية ونهاية، يقصر فيكون جملة أو أكثر، ويطول فيكون عملاً أو كتابًا كاملاً، ذو وظيفة تواصلية، يتسم بالوحدة والانسجام والتماسك، له خصائصه الدلالية والأيديولوجية المميزة، يتداخل مع منتجه ولغته في علاقة عضوية ثابتة.
• النص الأدبي ما هو إلا وحدات لغوية، ذات وظيفة تواصلية- دلالية، تحكمها مبادئ أدبية، وتنتجها ذات فردية أو جماعية.. هذه الوحدات اللغوية تشكل متتالية من الجمل، تربط بينها علاقات، والجمل ليست إلا الوسيلة التي يتحقق بها النصّ الذي هو وحدة دلالية. وهذه الوحدات ذات وظيفة تواصلية، تكون إخبارًا غير مباشر، أي: أدبية، تحتاج إلى تأمل في استكناهها من أجل الوصول إلى المعنى الباطن في النص. وهذه الوحدات اللغوية ذات وظيفة دلالية ناشئة عن دوال صوتية وصرفية ونحوية وتركيبية وسياقية أحيانًا. وهذه الوحدات اللغوية تحكمها مبادئ أدبية، تتمثل في الاستعمال الخاص للغة، والانسجام والتماسك فيما بينها؛ نتيجة للعناصر اللغوية التي تصل بين أجزاء النص، والمتمثلة في الضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة وأسماء الشرط ووسائل الربط كالعطف والجر…، والتنويع الأسلوبي، وعلاقات التفاعل والصراع بين البنيات المختلفة، وعنصر الخيال، والإيحائية، والانفتاحية على التفسير والتأويل وتعدد القراءات
• وضع نسق منهجي محدد تمام التحديد لتصنيف النصوص الأدبية أمر في غاية الصعوبة؛ نظرًا لوجود نصوص أدبية تصعب على الحصر، وإنما المتوخى من هذه الورقة تحقيق نسق منهجي يقوم بضبط الأطر العامة للنصوص الأدبية، وتحديدها؛ بحيث لا يقع المتلقي في التخليط بين الأجناس، ويتمكن من رد كل نص إلى جنسه، ومن ثم يسهل التعرف عليه وقراءته، فضلاً عن محاورته محاورة نقدية.
• أهم المصادر والمراجع:
أولاً- الكتب العربية:
1- الأزهر الزناد: نسيج النص – بحث فيما يكون به الملفوظ نصًّا (المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1993م).
2- إلهام أبو غزالة وعلي خليل: مدخل إلى علم لغة النص – تطبيقات لنظرية روبرت ديبوجراند وولفجانج دريسلر (الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1999م)
3- خولة طالب الإبراهيمي: مبادئ اللسانيات (دار القصبة للنشر، الجزائر، 2000م).
4- الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس (دار إحياء التراث العربي، بيروت).
5- الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس (دار الهداية، الكويت).
6- الزمخشري: أساس البلاغة (دار الكتب المصرية، الطبعة الثانية، 1973م).
7- سعيد بحيري: علم لغة النص (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1413هـ-1993م).
8- سعيد يقطين: انفتاح النص الروائي – النص والسياق (المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، الطبعة الثانية، 2001م).
9- صبحي إبراهيم الفقي: علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، دراسة تطبيقية على السور القرآنية (دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 1421هـ-2000م).
10- صلاح فضل: بلاغة الخطاب وعلم النص (عالم المعرفة، بيروت، 1992م).
11- طه عبد الرحمن: في أصول الحوار وتجديد علم الكلام (المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، الطبعة الثانية، 2000م).
12- عبد العزيز حمودة: المرايا المحدبة (سلسلة عالم المعرفة، الكويت، ع232، ذو الحجة 1418هـ- إبريل/ نيسان1998م).
13- عبد القادر شرشار: تحليل الخطاب الأدبي وقضايا النص (منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2006م).
14- عبد الله محمد الغذامي، الخطيئة والتكفير- من البنيوية إلى التشريحية، قراءة نقدية لنموذج إنساني معاصر (النادي الأدبي الثقافي، جدة، 1405هـ، 1985م).
15- عدنان بن ذريل: النص والأسلوبية بين النظرية والتطبيق (من منشورات اتحاد العرب، دمشق، 2000م).
16- محمد زكي العشماوي: قضايا النقد الأدبي بين القديم والحديث (الإسكندرية، 1979م).
17- محمد مفتاح: مساءلة مفهوم النص (منشورات كلية الآداب والعلوم، جامعة محمد الخامس، وجدة، 1997م)
18- محمد مفتاح: المفاهيم معالم نحو تأويل واقعي (المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1999م).
19- محمد عزام: النص الغائب – تجليات التناص في الشعر العربي (من منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2001م).
20- المعجم الوسيط (مجمع اللغة العربية بالقاهرة).
21- ابن منظور: لسان العرب (مؤسسة التاريخ العربي ودار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1413هـ-1993م).
22- نشوان بن سعيد الحميري اليمني: شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، تحقيق: د حسين بن عبد الله العمري، ومطهر بن علي الإرياني، ود. يوسف محمد عبد الله (دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان، ودار الفكر، دمشق – سورية، الطبعة الأولى، 1420هـ - 1999م).
23- نور الدين السد: الأسلوبية وتحليل الخطاب – دراسة في النقد الحديث (دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، 1997م).
24- أبو هلال العسكري: الفروق اللغوية، حققه: محمد إبراهيم سليم (دار العلم والثقافة، القاهرة).
ثانيًا- الكتب المترجمة:
25- تون آ. فان دايك: النص بنى ووظائف، ضمن كتاب العلاماتية وعلم النص.
26- تيزيفتان تودوروف: القاموس الموسوعي لعلوم اللغة، (باريس، 1972م).
27- تيزفتان تودوروف: مفهوم الأدب ودراسات أخرى، ترجمة: عبود كاسوحة (منشورات وزارة الثقافة، سوريا – دمشق 2002م).
28- جانوس. س. بيتوفي: اللغة وسيلة مكتوبة (النص)، ضمن الموسوعة اللغوية، تحرير: ن.ي. كولنج، ترجمة: محيي الدين حميدي وعبد الله الحميدان (جامعة الملك سعود، الرياض، 1421هـ).
29- جوليا كريستيفا: السيميولوجيا (باريس، 1996م).
30- جوليا كريستييفا: علم النص، ترجمة: فريد الزاهي (دار توبقال، الدار البيضاء، 1991م).
31- جيرار جينيت: مدخل لجامع النص، ترجمة: عبد الرحمن أيوب (دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد، ودار توبقال للنشر- الدار البيضاء).
32- روبرت دي بوجراند: النص والخطاب والإجراء، ترجمة: تمام حسان (عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأولى، 1418هـ-1998م).
33- رينيه ويليك، أوستن وارين: نظرية الأدب، ترجمة: محيي الدين صبحي، مراجعة د. حسام الخطيب (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الثانية، 1981م).
34- زتسييسلاف واورزنياك: مدخل إلى علم النص– مشكلات بناء النص، ترجمة: سعيد بحيري (مؤسسة المختار، القاهرة، الطبعة الأولى، 1424هـ-2003م).
35- سارة كوفمان وروجيه لابورت: مدخل إلى فلسفة جاك ديريدا، ترجمة: إدريس كثير وعز الدين الخطابي (الدار البيضاء، 1991م).
36- كلاوس برينكر: التحليل اللغوي للنص – مدخل إلى المفاهيم الأساسية والمناهج، ترجمة: د. سعيد حسن البحيري (مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1425هـ - 2004م).
37- لآن جفرسون وديفيد روبي: النظرية الأدبية الحديثة، ترجمة: سمير مسعود (منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1992م).
38- مؤسسة لاروس: قاموس الألسنية (باريس، 1972م).
ثالثًا- الدوريات:
39- أحمد الحذيري: من النص إلى الجنس الأدبي (مجلة الفكر العربي المعاصر، ع100 – 101، 1988م).
40- جزيل فالانسي: النقد النصي، ترجمة: رضوان ظاظا (مجلة عالم المعرفة، الكويت، مايو 1997م).
أبحاث الإنترنت:
41- بشير إبرير: النص الأدبي وتعدد القراءات (شبكة الإنترنت، www.angelfire.com).
42- جمال حضري: اللسانيات وتوليد المنهج النقدي (شبكة المعلومات، الإنترنت، موقع الثقافة للجميع، www.jamilhamdaoui.net).
43- عمران رشيد: نحو لسانيات نصية عربية – مقاربة في مفهوم النص والتماسك النصي (شبكة المعلومات الدولية الإنترنت).
44- عيسى الصباغ: نمطان من الوعي النقدي الظاهراتي (شبكة المعلومات الدولية، الإنترنت، www.alsabaah.com).
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
- دور المعلم يقوم الممارس العام بتقديم المعلومات، وتعليم المهارات اللازمة لذوي الإعاقة البصرية، ولكي...
أولا - نشأة الانترنت: نشأت شبكة الانترنت ومعظم تعليقاتها في وسط علمي، بما في ذلك شبكة الويب التي طور...
https://lms.elearning.edu.sa/bbcswebdav/pid-56712136-dt-content-rid-152613564_1/courses/EHCT-INET231...
الدور المحتمل لمنتدى الدول المصدرة للغاز في الأسواق تعكس الاتجاهات الدولية في أسواق الهيدروكربونات ص...
كن لم تعثر عليه في مساء يوم الاثنين شعرت ماريلا بالضيق لأنها لم تر ى مشبك الجمشت وبحثت عنه في كل مكا...
فرضية التوالد الذاتي : تقول النظرية بأن الغازات البركانية )كالميتان واألمونيا CO2 )التي نتجت من األر...
Can I help you , ma'am ? Yes , please , if you could . I'd like to return a pair of jeans that my ...
الساطور. التقطيع هو تقطيع إلى قطع أصغر ، وتقطيع العقد ، وتقطيع الأشجار الرقيقة. عادة ما يقطعون جذوعً...
المقدمة في إطار الاحتفاء بجهود التلاميذ ومتابعتهم، قرر الأستاذ تقديم خيارين مختلفين للترفيه: إنشاد ق...
ذكر سلطنة محمد بن محمود وهو الرابع من ملوك الدولة الغزنوية. ملك بعد وفاة أبيه في شهر ربيع الآخر سنة...
حلرةالب 䏤ǻLj큟䏽ʋ䏤ȊLj鸋䐂ʋ䏤ȕLj䐟䐅ʋ䏤ȤLj⌨䐉ʋ䏤ȳLj䐌ʋ䏤ɃLj䐐ʋ䏤ɋLj䐒ʋ䏤ɔLj⌘䐕ʋ䏤ɛLj䐖ʋ䏤ɝLj福䐗ʋ䏤ɬLj⽪䐛ʋ䏤ɷLj핾䐝ʋ䏤ɼLjỬ䐟ʋ䏤ʉLj糯䐢ʋ䏤ʞLj뢞䐧ʋ䏤ʡ...
FUELS AND COMBUSTION Fuel: Any material that can be burned to release thermal energy. Most familia...