لخّصلي

المقدمة والمشكلة
يعد سعى الانسان للارتقاء بجودة الحياة قديم قدم الانسان على سطح الأرض لأنه كان ولا زال دائم البحث عن الشيء الجيد (قويسي، 2021)، ونتيجة التطور في الحياة البشرية الذي شهده العالم القرن الماضي ومطلع القرن الحاضر أصبحت جودة الحياة ضرورة ومطلب أساسي في كافة جوانب الحياة (كاظم، والبهادلي ،2007، 68)، ومن مظاهر اهتمام دول الوطن العربي بها إطلاق برنامج جودة الحياة في المملكة العربية السعودية في عام 2018 (MOCA, 2018)، ويتضمن تطوير أسلوب حياة الفرد وتعزيز نمط الحياة الإيجابية، وتبني رؤية التحسين المستمر للأداء كأسلوب حياة، كما أطلقت دوله الإمارات الاستراتيجية الوطنية لجودة الحـياة 2031 العديد من المبادرات لتعزيز السعادة عن طريق تبنى مفهوماً متكاملاً لتحسين جودة الحياة في كافة القطاعات الحيوية، وتعزيز نمط حياة الأفراد، من خلال تشجيع تبني أسلوب الحياة الصحي والنشط، وتعزيز الصحة النفسية الجيدة، وتبني التفكير الإيجابي، وبناء مهارات الحياة الجيدة (U.AE, 2021)
وفى جمهورية مصر العربية أصبح الارتقاء بجوده الحياة وتحسين مستوى المعيشة توجها قوميا حيث وضع كهدف أول من أهداف ومتطلبات رؤية مصر المحدثة 2030، متمثلا فى الحد من الفقر بجميع أشكاله والقضاء على الجوع، وتوفير منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية، وتحسين جودة كل من التعليم، والخدمات الصحية، والخدمات الأساسية، وإثراء الحياة الثقافية، وتطوير البنية التحتية.
ويعد المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" مثالا لتحسين جودة الحياة للقري الأكثر احتياجا والاعلى في نسبا الفقر ويستهدف أكثر من 4500 قرية " 28 ألف تابع" موزعه على 20 محافظة " 175 مركز" ويستفيد منه 58 % من المقيمين في كل قرى الريف المصري.
وبناء على ما سبق يظهر اهتمام الدولة بتوفير وتنمية مقومات الحياة الريفية، بالإضافة الى توجهه الدولة ومؤسساتها لخلق وتنمية وعى الافراد الريفين للارتقاء بجودة حياتهم، لذلك فإن تحقيق جودة الحياة حصيلة تنموية مشتركة لكل من الفرد والدولة.
ويوكد الاهتمام بتنمية وعى الافراد الريفين بالارتقاء بجودة حياتهم العديد من الدراسات التي استخدام كلا من المؤشرات الموضوعية، والذاتية في تقييم الوضع الراهن لجودة الحياة، حيث تهتم المؤشرات الموضوعية بالقياس الكمى لمجالات الحياة (التعليم، والصحة، والإسكان، والمواصلات،....) بالإضافة الى اهتمام المؤشرات الذاتية بتقييم جودة الحياة كما يدركها الافراد وما تحققه لإشباع حاجاتهم المتنوعة والمتجددة، كما تم اجراء العديد من الأبحاث والدراسات منها من اهتم بالجانب النظرى للمفهوم، (عبد السلام، واخرون 2015، ومعمرية، 2020)، ومنها من اهتم ببناء مقياس لجودة الحياة وتطبيقه، (ازيدى، وحرطانى، 2019، عابد، وعفيف، 2019، والسوفى 2020).
ويعتبر الارشاد الزراعي أحد المؤسسات التعليمية غير الرسمية المعنية بتحسين نوعية حياة الريفين عن طريق إحداث تغيرات سلوكية مرغوبة في معارفهم واتجاهاتهم ومهاراتهم ومساعدتهم في حسن استغلال مواردهم المتاحة في شتى المجالات.