لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

على ضوء هذه المقدمة العامة سننظر في المعاجم العربية لترى كيف
جمعت لغتها وكيف رتبت كلماتها وكيف أوضحت معانيها . وأول من ألف معجماً شاملاً هو الخليل بن احمد الذي عاش في القرن الثاني الهجري ) ۱۰۰ - ۱۱۵ ) وألف معجم العين وتتابع بعده
تأليف المعاجم الى العصر الحاضر وألف ابن دريد المتوفى سنة ٢٣١ معجم الجمهرة . وألف ابو علي القالي المتوفى سنة ٣٥٦ هـ معجم البارع . ابو منصور الأزهى المتوفى سنة ٣٧٠ هـ معجم التهذيب وألف الصاحب بن عباد المتوفى سنة ٣٨٥ هـ معجم المحيط ، وألف ابن فارس المتوفى سنة ٣٩٥ هـ معجمين هما مقاييس اللغة والمجمل . وألف الجوهري المتوفى حوالى سنة ٤٠٠ هـ معجم الصحاح وألف ابن سيدة الاندلسي المتوفى سنة ٤٥٨ هـ معجم المحكم كما ألف ( المخصص وألف الزمخشري المتوفى سنة ٥٣٨ هـ معجم أساس البلاغة وألف الصاغاني المتوفى سنة ٦٥٠ هـ معجم العباب وألف ابن منظور المتوفى سنة ۷۱۱ هـ معجم لسان العرب. وألف بطرس البستاني سنة ۱۲۸۳ هـ معجم المحيط ، وألف الشرتوني سنة ۱۹۰۷ هـ معجم أقرب الموارد في فصيح العربية والشوارد. وألف الأب لويس المعلوف حوالى سنة ١٣٢٦ هـ (۱۹۰۸ (م) معجم المنجد . و معجم الذي ظهر بالألمانية سنة ١٩٥٢ م بعنوان
Milton Cowan بعنوان ولسنا نقصد بهذه القائمة احصاء A Dictionary of Modern written Arabic دقيقاً للمعاجم التي ظهرت في اللغة العربية فهناك معاجم أخرى لم نذكرها ولكننا نقصد وضع صورة لتلاحق تأليف المعاجم في العربية منذ عهد بعيد فالخليل بن احمد عاش في القرن الثامن الميلادي وإذا أردنا أن نقارن تاريخ المعاجم في العربية بمعاجم لغة كالانجليزية مثلا ، وجدنا الاصطلاح معجم لم يظهر في احدى صيغه اللاتينية ( dictionarius ) إلا في سنة ١٢٢٥ ميلادية أي بعد خمسة قرون من ظهور معجم العين ، وبعد هذه القرون الخمسة استعملت الكلمة ، التقليد في تصنيف المعاجم العربية :
وهي أن المتأخرين اعتمدوا على السابقين لهم عامة إلى حد بعيد ، ولكن الروح العامة كانت روح التقليد . وحاول أن يرتب الألفاظ فيه بطريقة مختلفة لاعتقاده أن ترتيب العين كان صعباً على الدارسين اعترف بالتبعية له فقال عنه ، وعندما أراد أحد علماء اللغة في عصره وهو نفطويه ، أن يهجوه لمنافرة بينها أثبت عليه أن كتاب الجمهرة معتمد على كتاب العين قال ابن دريد بقرة وفيه عي واشراه يدعي من حمقه وضع كتاب الجمهرة وهو كتاب العين إلا أنه قد غير ويصرح ابن فارس بالأخذ عن كتب السابقين والاعتماد عليها وعلى خمسة منها بالذات هي كتاب العين للخليل ، وغريب الحديث ، وراجع إليها (4) ، ولكنه يزيد عليها كثيراً ، وجميع (ما فيه موجود في التهذيب ، إلا بعض الشواهد التي يأتي بها من عنده يأتي بعد ذلك العباب ( وخلاصة القول في العباب أنه حوى في مواده معظم ما أنت به المعاجم التي قبله ، بل كل ما فيها عدا النادر التافه ، فلا فرق بينه وبين التهذيب أكبر المعاجم التي قبله إلا في إكثار هذا من أقوال اللغويين المختلفين في اللفظ الواحد ومعانيه (۳) ) . فبعد أن يذكر التهذيب للازهري ، والمحكم لابن سيده ، والنهاية في غريب الحديث لابن الاثير الجزري يقول في مقدمته ، سوى أني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من العلوم ، وطالب العلم منهوم . فعهدته على المصنف الأول ، ولم أبدل منه شيئاً ، فليعتد من ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه ويذكر مجد الدين الفيروز بادي صاحب القاموس المحيط في مقدمته أن كتابه و صريح ألفي مصنف من الكتب الفاخرة ، أما العين فالأرجح أنه استقى منه عن طريق غير مباشر . (٣) . وهذا النص ولو أنه أساساً عن القاموس المحيط فإنه تعبير واضح عن مقدار اعتماد المعاجم العربية لاحقها على سابقها حتى إنها لتنقل نصاً في كثير من الأحيان . أما أغلب ما جاء بعد القاموس المحيط فهو متعلق به يجعله أساساً ويدور حوله فتاج العروس للزبيدي يشرح ألفاظ القاموس وقد سماه صاحبه و تاج العروس في جواهر القاموس ، ومنهم من تقيد بسائر الكتاب وغرد على أفنائه طائره المستطاب ، ومنهم المستدرك لما فات والمعترض عليه بالتعرض لما لم يأت ، فلما آنست من تناهي فاقة الأفاضل إلى استكشاف غوامضه والغوص على مشكلاته . في وضع شرح عليه ممزوج العبارة ، ه ومثل هذا المعيار للشيرازي وفي حقيقة الأمر أننا إذا عارضنا المعيار بالقاموس وجدنا الأول نسخة منقحة مزيدة من الثاني . ) (۳) وتابع لهذا بلا شك قطر المحيط للمؤلف نفسه وقد رجع الشرتوني في تأليفه المعجمه ( أقرب الموارد في فصيح العربية والشوارد ) إلى معاجم كثيرة ولكن المرجع الرئيسي كان القاموس المحيط. ولقد ظهر اعتماد اللاحقين على معاجم السابقين واختصارها منذ بداية التأليف في الموضوع فقد ألف ابو بكر محمد بن الحسن الزبيدي كتابين عن العين أولهما استدراك الخطأ الواقع في كتاب العين (۱) ( وممن ألف أيضاً الاستدراك على العين ابو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم ، (۲) وألف الزبيدي سالف الذكر مختصراً للعين كذلك ، وقد لهجم الناس كثيراً بمختصر العين للزبيدي فاستعملوه وفضلوه على كتاب العين ، والحروف المصمغة ، وهكذا نرى أن التقليد في المعاجم العربية كان سنة متبعة ولكن لا شك أنه كان هناك تميز ظهر في أكثر من ناحية فكل لاحق أراد أن يضيف شيئاً إلى ما عمله السابقون ، ولكي نوضح هذا التميز سنختار ثلاثة من المعاجم العربية المعروفة لنعرض لها في شيء من التفصيل:
الأول : أساس البلاغة للزمخشري
الثاني : لسان العرب لابن منظور
التميز يظهر أولاً فيما عقد العزم على اختياره من اللغة. ١
أولاً : اللغة التي أخذت منها المعاجم
تتراوج اللغة التي أخذتها المعاجم بين الاحصاء التام لكل مواد اللغة العربية وبين الاختيار منها ؛ وربما كان من الخير هنا أن نوضح معنى هذه الألفاظ الفنية التي أوردناها والأساس في التفريق بينها هو استعمال العرب لها فالفصيح : ما كثر استعماله في ألسنة العرب الموثوق بتربيتهم
والوحشي : ما نفر عنه السمع ، فلا يغيب عنه منها شيء ، وجاء بعده ابن دريد فلم يرد أن يجمع على حد سواء كل اللغة ، قال في مقدمته : ( وإنما اعرناه هذا الاسم لأنا اخترنا له الجمهور من كلام العرب وأرجأنا الوحشي والمستنكر ، وكان ارجاؤه للوحشي والمستنكر أنه جعله ملحقاً بأبواب كتابه ، لكل باب ملحق ، وبذلك جعل الأهمية الكبرى لما هو صحيح مستعمل عند أكثر الناس
وأسماء المعاجم التي جاءت بعد ذلك توحي بأن الخليل وابن دريد قد ضمنا معجميها كثيراً من الألفاظ الغريبة ، والدليل على ذلك ما جاء بعدهما من معاجم اتخذت أسماء توحي بالحرص على تنقية اللغة من الغريب والحوشي ، وقد أخذ الأزهري لمعجمه ما صح من لغة
٤) العمدة لابن رشيق ج ۲ ص ٢٦٥ ط الثالثة يناير ١٩٦٤ . ۳) تصدير مقدمة تهذيب اللغة للأزهري ص ۱۲ دراسة وتحقيق للاستاذ احمد عبد الغفور
۳۳
العرب قال : ( وقد سميت كتابي هذا و تهذيب اللغة ، والغريب الذي لم يسنده الثقات العرب ) ، (۱) ورغم أن نص الأزهري يوحي بأنه قد اختار الصحيح فقط من اللغة ، لا يمكن اعتباره صحيحاً عند كل العلماء ، وأوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب ) . ولم نأل في اجتباء المشهور الدال على غرر ، أو شعر ؛ أو من كتاب لا يشك في صحة نسبه ، بمستنكر الاقاويل ، وبنيات الطرق ؛ فقد كانا متعاصرين ، وعلى الاعتبار الذي أسلفناه من أنه ربما اعتبر التهذيب للأزهري محتوياً بعض الغريب ، وفاة الجوهر مقدمة الصحاح التي ألفها الاستاذ احمد عبد الغفور العطار ط القاهرة سنة ١٩٥٦ م، وجعل علم الدين والدنيا منوطاً بمعرفتها ، (۱) والجوهري قد شافه العرب كما صنع الأزهري وهو يصرح بذلك في مقدمة الصحاح إذ يقول عن اللغة التي اختار الصحيح منها وألف معجمه و بعد تحصيلها بالعراق رواية ، واتقانها دراية ، ننتقل إلى معجم أساس البلاغة للزمخشري ، ولكنه خطا خطوة بعد ذلك فتخير ما وقع في عبارات المبدعين ، من التراكيب التي تملح وتحسن ، لجريها على رسلات الأسلات مع الاستكثار من نوابغ الكلم الهادية إلى مراشد حر المنطق الدالة على ضالة المنطيق المفلق ) (۲) ، ومتناظمة لا طرائق قددا (۳) ) . هذا إلى جانب اثباته للاستعمالات المجازية مما سنتحدث عنه فيما بعد. قال في مقدمته عن كتابه : ( جمع من اللغات والشواهد والأدلة ، وبكلمة سمعها من العرب شفاها ، ولا أقول تعاظم عن نقله بل أقول استغنى بما فيه ، فسارت الفوائد في كتبهم مفرقة ، وسارت أنجم الفضائل من أفلاكها هذه مغربة ، وهذه مشرقة ، فانتظم شمل هذه الأصول كلها في هذا المجموع ، فجاء بحمد الله وفق البغية وفوق المنية . وبسطت القول فيه ولم أشبع باليسير فطالب العلم منهوم . فمن وقف فيه على صواب أو زلل ، الجامع بين المحكم والعباب ، وأضفت إليهما زيادات امتلأ بها الوطاب . وسئلت تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام . وألفت هذا الكتاب ، محذوف الشواهد ، والشوارد ، مطروح الزوائد معرباً عن الفصح والشوارد (۲). أما المعجم الوسيط فلا يعترف بانقطاع سلامة اللغة العربية عند عصر معين ، ولا مكان معين ويثبت ( ما وضع المولدون والمحدثون في الأقطار العربية من الكلمات والمصطلحات والتراكيب ، قد وقفت عند حدود معينة من المكان والزمان لا تتعداها ، فالحدود المكانية شبه جزيرة العرب ، والحدود الزمانية آخر المئة الثانية من الهجرة العرب الأمصار، وآخر المئة الرابعة الأعراب البوادي . ومعظم هذه المعاجم قد تصونت عن إثبات ما وضع المولدون والمحدثون في الأقطار العربية من الكلمات والمصطلحات والتراكيب حتى قر في نفوس الدارسين أن اللغة قد كملت في عهد الرواية ، واستقرت في بطون هذه المعاجم. كذلك أغفلت ( اللجنة التي وضعت المعجم ) بعض المترادفات التي تنشأ عن اختلاف اللهجات ؛ ورعس ورعث .


النص الأصلي

تاريخ المعاجم العربية
على ضوء هذه المقدمة العامة سننظر في المعاجم العربية لترى كيف
جمعت لغتها وكيف رتبت كلماتها وكيف أوضحت معانيها . وللمعاجم العربية الشاملة ، أي التي تشمل ألفاظ اللغة كلها ، تاريخ
طويل في اللغة العربية . وأول من ألف معجماً شاملاً هو الخليل بن احمد الذي عاش في القرن الثاني الهجري ) ۱۰۰ - ۱۱۵ ) وألف معجم العين وتتابع بعده
تأليف المعاجم الى العصر الحاضر وألف ابن دريد المتوفى سنة ٢٣١ معجم الجمهرة . وألف ابو علي القالي المتوفى سنة ٣٥٦ هـ معجم البارع . وألف ، ابو منصور الأزهى المتوفى سنة ٣٧٠ هـ معجم التهذيب وألف الصاحب بن عباد المتوفى سنة ٣٨٥ هـ معجم المحيط ، وألف ابن فارس المتوفى سنة ٣٩٥ هـ معجمين هما مقاييس اللغة والمجمل . وألف الجوهري المتوفى حوالى سنة ٤٠٠ هـ معجم الصحاح وألف ابن سيدة الاندلسي المتوفى سنة ٤٥٨ هـ معجم المحكم كما ألف ( المخصص وألف الزمخشري المتوفى سنة ٥٣٨ هـ معجم أساس البلاغة وألف الصاغاني المتوفى سنة ٦٥٠ هـ معجم العباب وألف ابن منظور المتوفى سنة ۷۱۱ هـ معجم لسان العرب. ألف الفيروز بادى المتوفى سنة ۸۱۷ هـ معجم القاموس المحيط . وألف الزبيدي المتوفى سنة ۱۲۰٥ هـ معجم تاج العروس في شرح الفاظ القاموس. وألف بطرس البستاني سنة ۱۲۸۳ هـ معجم المحيط ، وقطر المحيط . وألف الشرتوني سنة ۱۹۰۷ هـ معجم أقرب الموارد في فصيح العربية والشوارد. وألف الأب لويس المعلوف حوالى سنة ١٣٢٦ هـ (۱۹۰۸ (م) معجم المنجد . وصدر عن المجمع اللغوي سنة ١٣٨٠هـ ( ١٩٦٠م) المعجم الوسيط . كما أن غير العرب من العلماء شاركوا في العصر الحديث في صنع معاجم للعربية . )القاموس المديد Arabic –
و معجم الذي ظهر بالألمانية سنة ١٩٥٢ م بعنوان
. Arabisches Wörterbuch für die Schriftsprache der Gehenwaوظهر بالانجليزية باشتراك المؤلف مع الاستاذ J. Milton Cowan بعنوان ولسنا نقصد بهذه القائمة احصاء A Dictionary of Modern written Arabic دقيقاً للمعاجم التي ظهرت في اللغة العربية فهناك معاجم أخرى لم نذكرها ولكننا نقصد وضع صورة لتلاحق تأليف المعاجم في العربية منذ عهد بعيد فالخليل بن احمد عاش في القرن الثامن الميلادي وإذا أردنا أن نقارن تاريخ المعاجم في العربية بمعاجم لغة كالانجليزية مثلا ، وجدنا الاصطلاح معجم لم يظهر في احدى صيغه اللاتينية ( dictionarius ) إلا في سنة ١٢٢٥ ميلادية أي بعد خمسة قرون من ظهور معجم العين ، وبعد هذه القرون الخمسة استعملت الكلمة ، ولكن لم يظهر معجم بالمعنى الشامل إلا في القرن السابع عشر إذ كتب Robert Tawdrey معجمه سنة ١٦٠٤ م .


التقليد في تصنيف المعاجم العربية :


هناك ظاهرة عامة واضحة في المعاجم العربية ، نحب أن نلفت النظر إليها هنا ، وهي أن المتأخرين اعتمدوا على السابقين لهم عامة إلى حد بعيد ، ورغم ذلك فقد كان هناك تميز في المعاجم سنشير إلى بعضه على طول دراستنا هذه ، ولكن الروح العامة كانت روح التقليد . فعند ما ألف ابن دريد معجمه الجمهرة بعد تأليف الخليل للعين، وحاول أن يرتب الألفاظ فيه بطريقة مختلفة لاعتقاده أن ترتيب العين كان صعباً على الدارسين اعترف بالتبعية له فقال عنه ، ( وكل من بعده له تبع ، أقر بذلك أم جحد (۲) ، وعندما أراد أحد علماء اللغة في عصره وهو نفطويه ، أن يهجوه لمنافرة بينها أثبت عليه أن كتاب الجمهرة معتمد على كتاب العين قال ابن دريد بقرة وفيه عي واشراه يدعي من حمقه وضع كتاب الجمهرة وهو كتاب العين إلا أنه قد غير ويصرح ابن فارس بالأخذ عن كتب السابقين والاعتماد عليها وعلى خمسة منها بالذات هي كتاب العين للخليل ، واصلاح المنطق لابن السكيت والجمهرة لابن وريد ، وغريب الحديث ، والغريب المصنف لابي عبيدة فهذه الكتب الخمسة معتمدنا فيما استنبطناه من مقاييس اللغة ، وما يعد هذا الكتب فمحمول عليها ، وراجع إليها (4) ، ويقول في موضع آخره والخليل عندنا في هذا المعنى امام أما الجوهري فإنه « يستقى من العين والجمهرة وغيرهما ، ولكنه يزيد عليها كثيراً ، في حين تقل صيغه عما في التهذيب كثيراً أيضاً . وجميع (ما فيه موجود في التهذيب ، إلا بعض الشواهد التي يأتي بها من عنده يأتي بعد ذلك العباب ( وخلاصة القول في العباب أنه حوى في مواده معظم ما أنت به المعاجم التي قبله ، وخاصة الصحاح والتهذيب والمقاييس والمحيط ، ويعني ذلك العين والجمهرة ، بل كل ما فيها عدا النادر التافه ، فلا فرق بينه وبين التهذيب أكبر المعاجم التي قبله إلا في إكثار هذا من أقوال اللغويين المختلفين في اللفظ الواحد ومعانيه (۳) ) . ويفصح ابن منظور في لسان العرب أنه نقل معجمه عن سابقيه نقلا تاماً ، فبعد أن يذكر التهذيب للازهري ، والمحكم لابن سيده ، والحواشي على الصحاح المحمد بن برى ، والنهاية في غريب الحديث لابن الاثير الجزري يقول في مقدمته ، وليس لي في هذا الكتاب فضيلة أمت بها ، ولا وسيلة أتمسك بسببها ، سوى أني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من العلوم ، وبسطت القول فيه ولم أشبع باليسير ، وطالب العلم منهوم . فمن وقف فيه على صواب أو زلل أو صحة أو خلل ، فعهدته على المصنف الأول ، وحمده وذمه على الأصل الذي عليه المعول . لأنني نقلت من كل أصل مضمونه ، ولم أبدل منه شيئاً ، فيقال فإنما إثمه على الذين يبدلونه ، بل أديت الأمانة في نقل الاصول بالفص ، وما تصرفت فيه بكلام غير ما فيها من النص ، فليعتد من ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه ويذكر مجد الدين الفيروز بادي صاحب القاموس المحيط في مقدمته أن كتابه و صريح ألفي مصنف من الكتب الفاخرة ، وسنيح ألفي قلمس من العيالم الزاخرة (٢) ويذكر صحاح الجوهري وينتقده وأحسبه يقصد مجرد الكثرة بحديثه عن ألفي مصنف ويستنبط الدكتور حسين نصار من مقارنة مادة فيه بالمعاجم السابقة أنه وكان يرجع إلى التهذيب والعباب والصحاح والمحكم والجمهرة والعين. ولكن هل رجع إلى هذه المعاجم كلها مباشرة أو استقر منها عن طريق المعاجم الأخرى . أما العين فالأرجح أنه استقى منه عن طريق غير مباشر . وهذا الطريق هو العباب والتهذيب والمحكم وخاصة أن أكثر الصيغ والمعاني الواردة عن العين لا ترد عنه وحده بل لا بد أن توجد في أحد هذه الكتب أيضاً . ويغلب على الظن أنه أخذ الجمهرة أيضاً عن طريق المحكم . وقد عرفنا منذ زمن أن هذا المعجم أفرغ العين والجمهرة فيه على وجه التقريب أما التهذيب والصحاح فكان من اليسير عليه الرجوع إليها ولكن يبدو أنه كان يأخذهما عن طريق العباب والتكله ، (٣) . وهذا النص ولو أنه أساساً عن القاموس المحيط فإنه تعبير واضح عن مقدار اعتماد المعاجم العربية لاحقها على سابقها حتى إنها لتنقل نصاً في كثير من الأحيان . أما أغلب ما جاء بعد القاموس المحيط فهو متعلق به يجعله أساساً ويدور حوله فتاج العروس للزبيدي يشرح ألفاظ القاموس وقد سماه صاحبه و تاج العروس في جواهر القاموس ، ويقول في مقدمته موضحاً مقدار عناية العلماء بالقاموس وسبب عنايته به و كتاب القاموس المحيط للإمام مجد الدين الشيرازي من أجل ما ألف من الفن لاشتماله على كل مستحسن ... ولما كان ابرازه في غاية الايجاز وايجازه من حد الأعجاز ، تصدى لكشف غوامضه ودقائقه رجال من أهل العلم شكر الله سعيهم وأدام نفعهم . فمنهم من شرح خطبته التي ضربت بها الأمثال ... ومنهم من تقيد بسائر الكتاب وغرد على أفنائه طائره المستطاب ، كالنور على ابن غانم القدسي ... ومنهم المستدرك لما فات والمعترض عليه بالتعرض لما لم يأت ، كالسيد العلامة علي بن محمد معصوم الحسيني ..فلما آنست من تناهي فاقة الأفاضل إلى استكشاف غوامضه والغوص على مشكلاته ... قرعت ظنبوب اجتهادي ... في وضع شرح عليه ممزوج العبارة ، جامع المواده بالتصريح في بعض وفي بعض بالاشارة ) . ه ومثل هذا المعيار للشيرازي وفي حقيقة الأمر أننا إذا عارضنا المعيار بالقاموس وجدنا الأول نسخة منقحة مزيدة من الثاني . أما التنقيح فلا أعني به التهذيب والتحسن وانما مجرد التغييروفي المعجمات الحديثة نجد القاموس ذا أثر كبير أيضاً فاسم محيط المحيط للبستاني واضح فيه التأثر بالقاموس المحيط وصاحبه يقول عنه في فاتحته ه هذا المؤلف يحتوي على ما في محيط الفيروز بادي الذي هو أشهر قاموس للعربية من مفردات اللغة وعلى زيادات كثيرة عثرنا عليها من كتب القوم ... ) (۳) وتابع لهذا بلا شك قطر المحيط للمؤلف نفسه وقد رجع الشرتوني في تأليفه المعجمه ( أقرب الموارد في فصيح العربية والشوارد ) إلى معاجم كثيرة ولكن المرجع الرئيسي كان القاموس المحيط.
ولقد ظهر اعتماد اللاحقين على معاجم السابقين واختصارها منذ بداية التأليف في الموضوع فقد ألف ابو بكر محمد بن الحسن الزبيدي كتابين عن العين أولهما استدراك الخطأ الواقع في كتاب العين (۱) ( وممن ألف أيضاً الاستدراك على العين ابو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم ، (۲) وألف الزبيدي سالف الذكر مختصراً للعين كذلك ، وقد لهجم الناس كثيراً بمختصر العين للزبيدي فاستعملوه وفضلوه على كتاب العين ، لكونه حذف ما أورده مؤلف العين من الشواهد المختلفة ، والحروف المصمغة ، والأبنية المختلة ) ( وقد اختصر الجمهرة ) لابن دريد ( الصاحب اسماعيل بن دريد في كتاب سماه ( الجوهرة )، وهكذا نرى أن التقليد في المعاجم العربية كان سنة متبعة ولكن لا شك أنه كان هناك تميز ظهر في أكثر من ناحية فكل لاحق أراد أن يضيف شيئاً إلى ما عمله السابقون ، ولكي نوضح هذا التميز سنختار ثلاثة من المعاجم العربية المعروفة لنعرض لها في شيء من التفصيل:
الأول : أساس البلاغة للزمخشري
الثاني : لسان العرب لابن منظور
الثالث : المعجم الوسيط


مجمع اللغة العربية ومالأصل في اختيار هذه المعاجم أنها متميزة لا يمثلها غيرها وإن كانت هي مستفيدة من غيرها وأنها معروفة ومشهورة بين الناس وعنصر
التميز يظهر أولاً فيما عقد العزم على اختياره من اللغة. ١
أولاً : اللغة التي أخذت منها المعاجم
تتراوج اللغة التي أخذتها المعاجم بين الاحصاء التام لكل مواد اللغة العربية وبين الاختيار منها ؛ اختيار الجميل الحسن أو الفصيح ويسمى أحياناً الصحيح وبالاختيار يهمل الغريب والوحشي والمبتذل وغير اللائق من الألفاظ ومنهم من أورد ألفاظاً مفردة ومنهم من أورد تراكيب .وجملا هذا في اللغة المفسرة لا المفسر بها،
وربما كان من الخير هنا أن نوضح معنى هذه الألفاظ الفنية التي أوردناها والأساس في التفريق بينها هو استعمال العرب لها فالفصيح : ما كثر استعماله في ألسنة العرب الموثوق بتربيتهم
والغرابة : أن تكون الكلمة وحشية لا يظهر معناها ، فيحتاج في معرفتها إلى أن ينقر عنها في كتب اللغة المبسوطة ؛ كما روى من عيسى بن عمر النحوي أنه سقط عن حمار ، فاجتمع عليه الناس ؛ فقالا لكم تكاكاتم على تكاكوكم على ذي جنة ، افرنقعوا عني . أجتمعتم تنحوا.


والمبتذل : ما يكون شائعاً بين العامة دون الخاصة .
والوحشي : ما نفر عنه السمع ، ويقال له حوشي ، وهو بمعنى الغريب. اما الخليل بن احمد فقد حاول في كتاب العين أن يحصي ألفاظ اللغة بطريقة حسابية لكي يجمع كل الألفاظ ، فلا يغيب عنه منها شيء ، وبذلك حصر ألفاظ اللغة بدقة ، فشرح منها المستعمل وترك المهمل ، وجاء بعده ابن دريد فلم يرد أن يجمع على حد سواء كل اللغة ، ولكنه إختار منها الجمهرة ، قال في مقدمته : ( وإنما اعرناه هذا الاسم لأنا اخترنا له الجمهور من كلام العرب وأرجأنا الوحشي والمستنكر ، وكان ارجاؤه للوحشي والمستنكر أنه جعله ملحقاً بأبواب كتابه ، لكل باب ملحق ، وبذلك جعل الأهمية الكبرى لما هو صحيح مستعمل عند أكثر الناس
وأسماء المعاجم التي جاءت بعد ذلك توحي بأن الخليل وابن دريد قد ضمنا معجميها كثيراً من الألفاظ الغريبة ، مما يعتبر من غير الصحيح الشائع بين العرب ، والدليل على ذلك ما جاء بعدهما من معاجم اتخذت أسماء توحي بالحرص على تنقية اللغة من الغريب والحوشي ، مثل تهذيب اللغة للأزهري ، والصحاح للجوهري .
أما ابو منصور الأزهري صاحب التهذيب ، فإنه قد شافه الاعراب ، ه وساعد الأزهري على تحري الدقة والصواب أنه لبث أسيراً عند بعض قبائل العرب أكثر من خمس عشرة سنة أخذ خلالها اللغة من أفواه العرب الأقحاح الأصلاء ) (۳) ، وقد أخذ الأزهري لمعجمه ما صح من لغة


(٤) العمدة لابن رشيق ج ۲ ص ٢٦٥ ط الثالثة يناير ١٩٦٤ .


(۲) المزهر للسيوطي – ۱ ص ۹۲ .


(۳) تصدير مقدمة تهذيب اللغة للأزهري ص ۱۲ دراسة وتحقيق للاستاذ احمد عبد الغفور


العطار الطبعة الأولى مصر سنة ۱۹٥٦ م وانظر مقدمة الأزهري نفسه ص ٣٧ .


۳۳


العرب قال : ( وقد سميت كتابي هذا و تهذيب اللغة ، لأني قصدت بما جمعت فيه نفى ما أدخل في لغات العرب من الألفاظ التي أزالها الأغبياء عن صيغها ، وغيرها الغتم عن سننها ، فهذبت ما جمعت في كتابي من التصحيف والخطأ بقدر علمي ، ولم أحرص على تطويل الكتاب بالحشو الذي لم أعرف أصله ، والغريب الذي لم يسنده الثقات العرب ) ، (۱) ورغم أن نص الأزهري يوحي بأنه قد اختار الصحيح فقط من اللغة ، ورغم أنه أورد نصاً آخر يؤكد ذلك ، ولم أودع كتابي هذا من كلام العرب الا ما صح لي سماعاً منهم أو رواية عن ثقة ، أو حكاية عن خط ذي معرفة ثابتة ، اقترنت اليه معرفتي ، اللهم إلا حروفاً وجدتها لابن دريد و ابن المظفر في كتابيها ، فبينت شكي فيها وارتيابي بها ووقوفي فيها ، إلا أنه يبدو أن معاشرته للعرب الذين كانوا و يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع ، ويرجعون إلى اعداد المياة في محاضرهم زمان القيظ ، ويرعون النعم ، ويعيشون بألبانها ، ويتكلمون بطباعهم البدوية ، وقرائحهم التي اعتادوها) (٢)) يبدو أن معاشرته لهؤلاء القوم جعلته يورد في معجمه ما ليس شائعاً ، لا يمكن اعتباره صحيحاً عند كل العلماء ، مما دفع السيوطي أن يعد الجوهري صاحب أول معجم التزم الصحيح ، ومعجم الأزهري لم ينشر بعد (۳) ولذلك لم تتح لنا فرصة درسه بدقة ولكننا اذا أخذنا بقوله ، شعرنا أنه أورد فيه بعض النادر الذي قد يكون غريباً يختلف العلماء في اعتباره من الصحيح ، وقوله الذي نقصده جاء في حديثه عن الأعراب الذين عاشرهم وقال عنهم : ( واستفدت من مخاطبتهم ومحاورة بعضهم بعضاً الفاظأ جمة ونوادر كثيرة ، وأوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب ) . ويحدثنا ابن فارس أنه اختار الصحيح والواضح قال : و قد ذكرنا الواضح من كلام العرب والصحيح منه ، دون الوحشي المستنكر ، ولم نأل في اجتباء المشهور الدال على غرر ، وتفسير حديث ، أو شعر ؛ والمقصود في كتابنا هذا من أوله إلى آخره التقريب والإبانة عما ائتلف من حروف عربية ، فكان كلاما ، وذكر ما صح من ذلك سماعاً ، أو من كتاب لا يشك في صحة نسبه ، لأن من علم أن الله تعالى عند مقال كل قائل فهو حري بالتحرج من تطويل المؤلفات وتكثيرها ، بمستنكر الاقاويل ، وشنيع الحكايات ، وبنيات الطرق ؛ فقد كان يقال : من تتبع غرائب الأحاديث كذب ، ونحن نعوذ بالله من ذلك ويبدو أن ابن فارس ألف المجمل بعد ان ألف الجوهري الصحاح،فقد كانا متعاصرين ، وهناك خلاف في سنة وفاة كل منهما وقد جعل السيوطي ابن فارس مقتفياً أثرالجوهري في اختياره للصحيح قال : « وكان في عصر صاحب الصحاح ابن فارس فالتزم أن يذكر في مجمله الصحيح (٤). وعلى هذا ، وعلى الاعتبار الذي أسلفناه من أنه ربما اعتبر التهذيب للأزهري محتوياً بعض الغريب ، اعتبر السيوطي الجوهري أول من قال هارون في مقدمته المعجم مقاييس اللغة ط : القاهرة سنة ١٣٦٦ ص ۹-۱۰ . وانظر في تحقيق
وفاة الجوهر مقدمة الصحاح التي ألفها الاستاذ احمد عبد الغفور العطار ط القاهرة سنة ١٩٥٦ م،والتزام الصحيح فقد قال : ( وأول من التزم الصحيح مقتصراً عليه الامام أبو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري ؛ ولهذا سمى كتابه بالصحاح ، وقال في خطبته : قد أودعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة التي شرف الله منزلتها ، وجعل علم الدين والدنيا منوطاً بمعرفتها ، (۱) والجوهري قد شافه العرب كما صنع الأزهري وهو يصرح بذلك في مقدمة الصحاح إذ يقول عن اللغة التي اختار الصحيح منها وألف معجمه و بعد تحصيلها بالعراق رواية ، واتقانها دراية ، ومشافهتي بها العرب العاربة،في ديارهم بالبادية ، ولم آل في ذلك نصحاً ، ولا ادخرت وسعاً » . وبعد حديثنا عن هذه المعاجم الرائدة ، ننتقل إلى معجم أساس البلاغة للزمخشري ، وهو معجم متميز بين المعاجم العربية من ناحية المادة التي يختارها ؛ إذ أنه لم يقتصر على اختيار الصحيح ، ولكنه خطا خطوة بعد ذلك فتخير ما وقع في عبارات المبدعين ، وانطوي تحت استعمالات المفلقين ؛ أو ما جاز وقوعه فيها ، وانطواؤه تحتها ، من التراكيب التي تملح وتحسن ، ولا تنقبض عنها الألسن ، لجريها على رسلات الأسلات مع الاستكثار من نوابغ الكلم الهادية إلى مراشد حر المنطق الدالة على ضالة المنطيق المفلق ) (۲) ، وزاد على ذلك بأن ركز على توضيح التراكيب دون المفردات فمن خصائص معجمه ( التوقيف على مناهج التركيب والتأليف ، وتعريف مدارج الترتيب والترصيف ؛ بسوق الكلمات متناسقة لا مرسلة بددا ، ومتناظمة لا طرائق قددا (۳) ) . هذا إلى جانب اثباته للاستعمالات المجازية مما سنتحدث عنه فيما بعد.
ويبدو أن صاحب لسان العرب أراد أن يجمع من اللغة كل ما استطاع ، قال في مقدمته عن كتابه : ( جمع من اللغات والشواهد والأدلة ، ما لم يجمع مثله مثله ، لأن كل واحد من هؤلاء العلماء ( من نقل عنهم ) انفرد برواية رواها ، وبكلمة سمعها من العرب شفاها ، ولم يأت في كتابه بكل ما في كتاب أخيه ، ولا أقول تعاظم عن نقله بل أقول استغنى بما فيه ، فسارت الفوائد في كتبهم مفرقة ، وسارت أنجم الفضائل من أفلاكها هذه مغربة ، وهذه مشرقة ، فجمعت منها في هذا الكتاب ما تفرق ، وقرنت بين ما غرب منها وبين ما شرق ، فانتظم شمل هذه الأصول كلها في هذا المجموع ، وصار هذا بمنزلة الأصل واولئك بمنزلة الفروع ، فجاء بحمد الله وفق البغية وفوق المنية .. وبسطت القول فيه ولم أشبع باليسير فطالب العلم منهوم . فمن وقف فيه على صواب أو زلل ، أو صحة أو خلل فعهدته على المصنف الأول ) . وقد كان الهم الأكبر للفيروز بادي صاحب القاموس المحيط جمع أكثر ما يمكن جمعه من اللغة ، قال في المقدمة : « وكنت برهة من الزمن التمس كتاباً جامعاً بسيطاً ، ومصنفاً على الفصح والشوارد محيطاً ، ولما أعياني الطلاب ، شرعت في كتابي الموسوم باللامع المعلم العجاب ، الجامع بين المحكم والعباب ، فهما غرة الكتب المصنفة ، في هذا الكتاب ... وأضفت إليهما زيادات امتلأ بها الوطاب ... غير أني خمنته في ستين سفراً يعجز تحصيله الطلاب ، وسئلت تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام .. وألفت هذا الكتاب ، محذوف الشواهد ، والشوارد ، مطروح الزوائد معرباً عن الفصح والشوارد (۲). ويقول مقارناً بين قاموسه وبين الصحاح : ( ولما رأيت اقبال الناس على صحاح، و الجوهري وهو جدير بذلك ، غير أنه فاته تصنيف اللغة أو أكثرها باهمال المادة ، أو بترك المعاني الغريبة النادة. فكتبت بالحمرة المادة المهلة لديه).
أما المعجم الوسيط فلا يعترف بانقطاع سلامة اللغة العربية عند عصر معين ، ولا مكان معين ويثبت ( ما وضع المولدون والمحدثون في الأقطار العربية من الكلمات والمصطلحات والتراكيب ، وتقول اللجنة التي قامت بوضعه في تقديمه : ( إن وضع هذا المعجم كان عملا لا بد منه ؛ لأن المعاجم الأخرى سواء منها القديم والحديث ، قد وقفت عند حدود معينة من المكان والزمان لا تتعداها ، فالحدود المكانية شبه جزيرة العرب ، والحدود الزمانية آخر المئة الثانية من الهجرة العرب الأمصار،وآخر المئة الرابعة الأعراب البوادي . ومعظم هذه المعاجم قد تصونت عن إثبات ما وضع المولدون والمحدثون في الأقطار العربية من الكلمات والمصطلحات والتراكيب حتى قر في نفوس الدارسين أن اللغة قد كملت في عهد الرواية ، واستقرت في بطون هذه المعاجم.
وليس هذا بصالح للغة العربية التي يراد منها أن تكون أداة الحضارتنا الحديثة ، والنهضة العالم العربي ، التي تحتاج إلى اللغة في كافة الميادين العلمية والأدبية والحضارية عامة . واستهدت اللجنة التي وضعت المعجم بالقرارات التي اتخذها المجمع اللغوي لانهاض اللغة العربية ، وتطويرها بحيث تساير النهضة العلمية والفنية في جميع مظاهرها ، وتصلح موادها للتعبير عما يستحدث من المعاني والأفكار .. واستر شدت اللجنة و بما يقره مجلس المجمع و مؤتمره من ألفاظ حضارية مستحدثة ، أو مصطلحات جديدة موضوعات
أو منقولة ، في مختلف العلوم والفنون ..وقد أهمل واضعو المعجم كثيراً من الألفاظ الحوشية الجافية أو التي هجرها الاستعمال لعدم الحاجة إليها ، أو قلة الفائدة منها ، كبعض أسماء الابل وصفاتها وأدوائها وطرق علاجها ، وأهملت كذلك الألفاظ التي أجمعت المعاجم على شرحها بعبارات تكاد تكون واحدة ، شرحاً غامضا، او متقبضا لا يبين عن حقائقها ، ولا يقرب معانيها . كذلك أغفلت ( اللجنة التي وضعت المعجم ) بعض المترادفات التي تنشأ عن اختلاف اللهجات ؛ مثل اطمأن واطبان ، ورعس ورعث .. الخ) (۱) هذا ما أهمله المعجم . أما ما أثبته ( فالحي المأنوس من الكلمات والصيغ وما دعت الضرورة إلى إدخاله من الألفاظ المولدة أو المعربة ، أو الدخيلة التي أقرها المجمع وارتضاها الأدباء ، فتحركت بها ألسنتهم ، وجرت بها أقلامهم المنجد يأخذ مادته من المعاجم القديمة ، ولكنه يحذف ما لا يليق إذ يقول في مقدمته : ( وقد تحرينا ما أمكنا المحافظة على عبارات الأقدمين وأغفلنا ذكر ما يمس حرمة الآداب من الكلمات البذيئة التي لا يضر جهلها وقلما أفاد علمها ، ، وهذا ما يتضح إلى حد كبير بالمقارنة بينه وبين القاموس المحيط .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

كان لاختراع الت...

كان لاختراع التلفزيون تأثير عميق على حياة الإنسان، حيث أحدث ثورة في الطريقة التي يستهلك بها الناس ال...

ما مفهوم الإنقر...

ما مفهوم الإنقراض ؟ الانقراض في علم الأحياء هو نهاية وجود كائن حي ما أو مجموعة من الكائنات الحية ال...

یقع المركز الرئ...

یقع المركز الرئیسي لوكالة فیزنیوز في لندن، ویوجد لھا مكاتب فرعیة في جمیع العواصم العالمیة، بالإضافة ...

شخص الممثل الدب...

شخص الممثل الدبلوماسي مصونة ولا يجوز احتجازه أو اعتقاله. وهذا المبدأ هو أهم قاعدة أساسية في القانون ...

و - صدق المفهوم...

و - صدق المفهوم Construct Validity : ويشار إلى صدق المفهوم بصدق البناء أو التكوين الفرضي ويتمثل بالد...

Title: Pursuing...

Title: Pursuing Passion: My Dream Job and Motivation My dream job is to become a marine biologist, ...

shows a “voltag...

shows a “voltage divider" circuit which consists of 2 resistors connected in series. The current t...

تواجه المؤسسات ...

تواجه المؤسسات اليوم العديد من التحديات خاصة بعد تحولها إلى الاقتصاد المعرفي الذي أصبح يأخذ مكانته ك...

System Architec...

System Architectures Outline ▸ Definition of System Architectures ▸ System Architectures Diagram ▸ T...

لقد كانت البداي...

لقد كانت البدايات الأولى للحياة المهنية والعلمية التي عاشها ونلا مرتبطة ممارسة التحليل النفسي إلا أن...

Solar photovolt...

Solar photovoltaic thermal (PV/T) with phase change material (PCM) technology is one of the incentiv...

Ventilators are...

Ventilators are commonly used in the operating room and in the ICU to deliver mechanical ventilatio...