لخّصلي

الحياة للإنسان من نعم الله على الإنسان أن خلقه وأمدّه بالحياة فيعيش وينعم بالسّعادة، ولا تقف الحياة عند مظاهرها الأساسية التي نعرفها من أكل وشرب ونمو وتكاثر، بل تتعدى احتياجات الجسد للغذاء والكساء والعلاج والنّمو الصّحيح، إلى حاجات النّفس والوجدان وحياة العقل والرّوح، فكم من أناس عاشوا بأجساد صحيحة، خالية من الأمراض، وحازَ الأموال الكثيرة، لكنّهم ما تلذذوا بطعم الحياة الحقيقي وجوهرها والذي يكمن في سعادة العقل والروح والقلب والوجدان، فيوجدُ إذًا ما يحقّق به الإنسان حياته السّعيدة وفق ما هو ممكن ومستطاع له، ويوجدُ أيضًا ما يعكر صفو الحياة، وما يفقدُ الإنسان رسالته وغايته فيها، فيعدم بذلك طعمها ومذاقها الحقيقي. مقوّمات الإنسان في الحياة يوجدُ مجموعة مقوّمات يحتاجها الإنسان للعيش بحياة سيعدة وكريمة، منها:
الإيمان بالله ـ عزّ وجل ـ إذ إنّ ذلك أهمّ مقوم للحياة السعيدة، فيتذوق المؤمن به طعم الحياة ولذتها مهما واجه من صعاب الحياة وفتنها. العلم والمعرفة، فعلى العلم والمعرفة تتوقف الكثير من الأشياء التي يحتاجها الإنسان في الحياة، والإنسان دون علم لا يساوي شيئًا. العمل، فيحتاج الإنسان للعمل ليحقّق به السبل المعينة له على الحياة الكريمة بعيدًا عن الذل والعوز والصغار. تنمية الذات وتطويرها، فالحياة ومستجداتها، تستدعي أن يطورَ الإنسان من ذاته وخبراته في الحياة باستمرار؛ لأنّه بذلك يكون قادرًا على ممارسة نشاطه المفيد فيها والذي ينعكس على ذاته وعلى مجتمعه، فيكون بذلك نافعًا لنفسه ومجتمعه. القيم والمبادئ، فالمبادئ والقيم هي التي تكسب الإنسان القدرة الكافية في الحياة. صفات نفسية عالية، فقوة الثقة بالنفس، وعلو الهمّة والعزيمة والإرادة، وقوة الأمل والإيمان بالقضاء والقدر، ركائز مهمّة جدًا لحياة سعيدة إدارة الوقت والاستفادة منه، فالوقت كنز عظيم ما ينبغي للإنسان تجاهل قيمته. الصحبة الطيبة، فالصحبة الطيبة تعين الإنسان على الحياة السعيدة، بل وتمتد آثارها ليوم القيامة. سعة الصدر والصبر في مواجهة الشدائد. التنويع المستمر والتجديد في روتين الحياة وأنماطها. معيقات الحياة السعيدة الجهل، فالجهل يجعل حياة الإنسان ظلامًا مطبقًا، فلا ينعم بطعمها ولا لذتها، ولا يقدر على المضي بها كما ينبغي. التلفت من القيم والمبادئ والأخلاق، فذلك يجعل عيش الإنسان بهيميًّا شهوانيًا يلتقي مع الأنعام في ذلك ويقف عند حدوده فحسب, الصّفات المثبّطة، كالوهن والضّعف والاستسلام، وخوار العزيمة وانسداد الأفق، فكل ذلك يضعف الإنسان ويذهب قواه فلا هو نافع لنفسه ولا هو مفيد لأمته، ومجتمعه. الصحبة السيئة، فأصدقاء السوء يورثون أصدقاءهم ويكسبونهم قبيح الصّفات وخبث الأفعال. الغرور والكبر والظلم والعدوان، وهذه صفات تعبّر عن أنانيّة الإنسان، واهتمامه بذاته على حساب حقوق الآخرين ويترتب عليها مفاسد ومظالم كثيرة على الفرد والمجتمع على حد سواء. إنّ إنسان يصبو نحو حياة سعيدة، عليه أن يبذلَ وسعه لبلوغ أهدافه الساميّة، فيكون طموحًا مجدًا دومًا مشمرًا عن ساعد الجد والعزيمة والعمل، متعاليًا بذلك على كل الهموم والصعاب ومشاق الحياة.