لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

الفرقة الحديثة « البروتستانت »
شدة الكنيسة على الناس والعلماء :
ازدادت الكنيسة الكاثوليكية قبل الإصلاح الديني تشددًا، وفرضت على الناس والعلماء آراء متطرفة. فقد قرر مجمع لاتيران الرابع عام 1215 القضاء على الهراطقة، ولم تكتفِ الكنيسة بقتل من جاهروا بآرائهم، بل نقبوا في القلوب والنفوس بمحاكم التفتيش فألحقوا الأذى والتعذيب. وفي القرن الخامس عشر، حاول الأساقفة الفرنسيون إصلاح الباباوات، لكن المجمع انتهى بإصدار أمر بحرق المصلح جون هوس. اختلف العالم أبيلارد مع وجهة نظر الكنيسة حول كفارة المسيح، وسُجن حتى وفاته. سُجن جاليليو بسبب رأيه في الكون، على الرغم من أنه لم يكن له علاقة بالدين. ولم ينجح حتى الملوك من طغيانها ، أو حرب وخصام . كان ذلك سببا في أن صار البابا لا سلطان لأحد من ولاة الأمر عليه ، وقد تقرر هذا من بعد كما صار تعيين البابوات باختيار المجامع ، لا بتعيين ملك أو أمير ، مهما تكن قوته وسطوته ، وصار البابوات بعد تعيينهم غير خاضعين بأي نوع من أنواع الخضوع لأي ملك من الملوك ، مهما تكن مكانته ، والراعي والرعية ، فليس لأي ملك سلطان على البابا ، لأنه مسيحي ، وله السلطان الكامل على كل المسيحيين ، ولأن البابا خليفة لبطرس الرسول وبطرس الرسول أقامه المسيح رئيسا على الحواريين من بعده ، قرارات الحرمان الملوك :
ويجسد المجمع الثالث عشر الذي عقد في ليون بفرنسا عام 1245، ما تفرضه الكنيسة على الملوك من أوامر تصل إلى حد الحرمان الكنسي والطرد، مما يؤثر على شعوبهم ويدفع الملوك إلى حماية أنفسهم بالاستخفاف برجال الدين. وتمتد معاملة الكنيسة القاسية إلى الجميع، بغض النظر عن السلطة أو الدين، تدّعي الكنيسة الحق الحصري في تفسير الكتاب المقدس، فعليهم أن يشككوا في عقولهم وليس البابا. لقد أعلنت الكنيسة العديد من المبادئ غير الكتابية وألزمت المسيحيين بها. يمكن أن يؤدي الاختلاف إلى العقاب. مسألتا الاستحالة والغفران :
افراط الكنيسة في استعمال حق الغفران :
باعت الكنيسة الغفران كسلعة، مما أدى إلى تجاهل الانضباط الديني والتعاليم الدينية. وهذا يتعارض مع توصية المجمع بالاعتدال. سلوك رجال الدين الشخصي:
كان من المتوقع أن يتمسك رجال الدين بمعايير أخلاقية عالية، لكن بعضهم انخرط في سلوك غير أخلاقي، كان رجال الدين الأقل رتبة يعيشون في فقر. وتُخضع من يتهمها للعذاب، وتبالغ في سلطاتها، يشير النص إلى عصر النهضة، حيث كانت إرادة الإنسان والعقل حاضرين، ويؤكد على أنه لا واسطة بين الله والعبد، دعوة بعض رجال الدين الى الاصلاح :
دعا منتقدو وضع رجال الدين إلى إصلاحات تتماشى مع القواعد الدينية، دافع جون هوس عن هذه الأفكار في المجمع. ففرنسا كانت مستاءة من الحرمان الكنسي، أما شمال أوروبا فقد ربطت بين الدين والحضارة وانتقدت عيوبها. ظهرت أصوات تطالب بإصلاح الكنيسة وتنتقد حالها وفسادها. الدعوة الهادئة:
رفض أرزم، صديق البابا ليو العاشر، بينما دافع توماس مور عن سلطة البابا الدينية وسيادته. سعى كلاهما إلى الإصلاح من داخل الكنيسة واحترما قادتها. النقد العنيف:
لم تنجح الدعوات السلمية لإصلاح الكنيسة، مما أدى إلى انتقادات عنيفة وتغيير أسرع. كان من الشخصيات الرئيسية في هذه الحركة مارتن لوثر وزفينجلي وكالفن. ووجهه والده نحو الطريق الديني، على الرغم من دراسته للقانون في البداية. أصبح شخصًا متدينًا متدينًا متدينًا وناقدًا لما يراه من آثام. وقد دفعته دراسته للفلسفة، إلى التشكيك في صحتها. تركته رحلة حج إلى روما يشعر بخيبة أمل بسبب فساد رجال الدين، وعند عودته إلى ألمانيا، اشتدت خيبة أمله في رجال الدين عندما سعى البابا ليو العاشر إلى إعادة بناء كنيسة القديس بطرس في روما عن طريق بيع صكوك الغفران. المعلقة على باب الكنيسة، باهتمام واسع النطاق. ونتيجة لذلك، تم استدعاؤه للمحاكمة أمام محاكم التفتيش. يحاكمه مجمع وورمز في عام 1521، لكنه يطلب من البابا أن يثبت خطأه. ويعلن الإمبراطور حرمانه من الحقوق المدنية، ولكنه يظل محمياً ويستمر في نشر دعوته. في عام 1529، يحتج أنصاره على تنفيذ قرار حرمانه عام 1521 ويطلق عليهم اسم البروتستانت. بعد وفاة لوثر وانتهاء حروب الإمبراطور، يواجه البروتستانت اضطهادًا شديدًا قبل أن تتم المصالحة. كان لوثر مصلحاً لا هدّاماً، أنكر حضور المسيح في العشاء الرباني وتحول الخبز والخمر إلى جسد ودم. رفض حق الكنيسة في الغفران، الذي كان معاصرًا لوثر، الكنيسة في سويسرا، وعارض صكوك الغفران وفسر العشاء الرباني تفسيرًا مجازيًا. حيث كان حضور المسيح روحيًا فقط. وعلى الرغم من توافق مبادئه مع مبادئ لوثر، حيث افتقرت إلى امتداد لوثر الإقليمي ورعاية الأمير والظروف السياسية للانتشار السريع. كلفن واثرة في الإصلاح:
وُلد جون كلفن في فرنسا عام 1509، ودرس القانون ثم تحول إلى الدراسات الدينية. وبعد إعلانه عن آرائه، نظّم المذهب البروتستانتي بعد وفاة لوثر، مؤمناً بالحكم الذاتي للكنيسة وبأن المسيح ليس حاضراً في العشاء الرباني. العشاء الرباني رمزي ويحيي ذكرى مجيء المسيح في الماضي والمستقبل. إنشاء كنائس للمصلين:
وعندما رفض رجال الكنيسة الإصلاح، وبعد أن يئس الإصلاحيون من كليهما، أسس المصلحون كنائسهم الخاصة التي سميت بالكنائس الإنجيلية الخاضعة لسلطة الكتاب المقدس وليس كنيسة روما. وإن لم تصر جميعها على العقيدة الجديدة. أهم مبادئ الإصلاح:
وتقيس كل أوامر الكنيسة وقرارات المجامع على الكتاب. يجب أن تتوافق جميع المعتقدات مع الكتاب المقدس، وأي تقليد أو بيان من الآباء أو المجامع يجب أن يتوافق مع نصوصه. ويمنح المذهب الجديد حق التفسير لجميع الأفراد المتعلمين، ويفتح الباب لفهم أوسع، وقبول آراء رجال الدين فقط إذا لم تتعارض مع آيات الكتاب المقدس الواضحة. لا رياسة في الدين:
ب ) تفتقر الأديان إلى القيادة المركزية؛ ولا توجد رئاسة كنسية شاملة. فالكنائس لها سلطة الوعظ والإرشاد وشرح الدين، ولكن ليس لها سلطة متوارثة من الرسل أو المسيح. ج ) سلطة الكنيسة تقتصر على إرشاد غير المدركين للأوامر الدينية، يُنظر إلى غفران الخطايا على أنه نتيجة عمل الإنسان وعفو الله عنه وتوبته. أي أساس آخر للمغفرة مرفوض. د ) ويرفض المسيحيون الصلاة بلغات غير مفهومة لأن الصلاة هي فعل خضوع شخصي وتعبّد للمصلّي، تتطلب فهم الكلمات والمقاصد. هـ ) يعتقد البروتستانت أن العشاء الرباني هو تذكير بفداء المسيح في الماضي والمستقبل، معترضين على إيمان الكنيسة بأن الخبز والخمر يتحولان إلى جسد المسيح ودمه. معتبرين العشاء الرباني تذكيرًا رمزيًا بالفداء ومجيء المسيح في المستقبل. و ) يجادل الإصلاحيون ضد الرهبنة ويرون أنها غير ضرورية ومضرة بجسم الإنسان، وتؤدي إلى كبت الغرائز وترك الحلال إلى الحرام. ويرون أن الرهبنة تجعل رجال الدين يبحثون عن اللذة في الحرام بدلًا من "الماء العذب" الذي شرّعته القوانين والمجتمع الإنساني. عدم إتخاذ الصور والتماثيل:
ما لم ينقضه المسيح أو الرسل. ويرى الباحث البارز أمين الخولي أن المسيحيين المصلحين تبنوا هذا الموقف متأثرين بالإسلام. المسيحيون لم يسيرو في منطقهم إلى أقصى مداه:
تحدى المصلحون في المسيحية الكنيسة برفضهم سلطتها على النفوس وسلطة المجامع. ومع ذلك،


النص الأصلي

ه
الفرقة الحديثة « البروتستانت »


-حال الكنيسة قبل الاصلاح
شدة الكنيسة على الناس والعلماء :
ازدادت الكنيسة الكاثوليكية قبل الإصلاح الديني تشددًا، وفرضت على الناس والعلماء آراء متطرفة. فقد قرر مجمع لاتيران الرابع عام 1215 القضاء على الهراطقة، بما في ذلك أصحاب الآراء المخالفة في العلوم الكونية. ولم تكتفِ الكنيسة بقتل من جاهروا بآرائهم، بل نقبوا في القلوب والنفوس بمحاكم التفتيش فألحقوا الأذى والتعذيب. أدى هذا السلوك إلى الحاجة إلى الإصلاح.
وفي القرن الخامس عشر، حاول الأساقفة الفرنسيون إصلاح الباباوات، لكن المجمع انتهى بإصدار أمر بحرق المصلح جون هوس. اختلف العالم أبيلارد مع وجهة نظر الكنيسة حول كفارة المسيح، معتقدًا أن المسيح تألم ليعلن حب الله ويبعث على الامتنان. أُحرقت كتبه، وسُجن حتى وفاته. سُجن جاليليو بسبب رأيه في الكون، على الرغم من أنه لم يكن له علاقة بالدين.


فرض سلطانها على الملوك :
بالغت الكنيسة في شدتها ، كما رأيت ، ولم ينجح حتى الملوك من طغيانها ، فقد كان انقسام الدولة الرومانية الغربية إلى ممالك مختلفة ، واعتبار كل مملكة وحدة سياسية لا تتصل بالأخرى إلا اتصال محبة وسلام ، أو حرب وخصام . كان ذلك سببا في أن صار البابا لا سلطان لأحد من ولاة الأمر عليه ، وقد تقرر هذا من بعد كما صار تعيين البابوات باختيار المجامع ، لا بتعيين ملك أو أمير ، مهما تكن قوته وسطوته ، وصار البابوات بعد تعيينهم غير خاضعين بأي نوع من أنواع الخضوع لأي ملك من الملوك ، وعلى النقيض من ذلك لهم هم السلطان الذي لا يرد على كل مسيحي ، مهما تكن مكانته ، يستوي في ذلك الأمير والخفير ، والراعي والرعية ، فليس لأي ملك سلطان على البابا ، والبابا له سلطان على كل ملك ، لأنه مسيحي ، وله السلطان الكامل على كل المسيحيين ، ولأن البابا خليفة لبطرس الرسول وبطرس الرسول أقامه المسيح رئيسا على الحواريين من بعده ، فالبابا على هذا الأساس خليفة للمسيح ينطق باسمه ، ويتكلم بخلافته ، وينفذ بسلطانه ، ومن خرج عن طاعته فقد خرج عن طاعة المسيح ، وحارب دينه.
قرارات الحرمان الملوك :
ويجسد المجمع الثالث عشر الذي عقد في ليون بفرنسا عام 1245، ما تفرضه الكنيسة على الملوك من أوامر تصل إلى حد الحرمان الكنسي والطرد، مما يؤثر على شعوبهم ويدفع الملوك إلى حماية أنفسهم بالاستخفاف برجال الدين. وتمتد معاملة الكنيسة القاسية إلى الجميع، بغض النظر عن السلطة أو الدين، فتفرض أعباء مالية وتهدر الأموال التي تجمعها على التبذير.


استبداد الكنيسة بفهم الكتب المقدسة :
تدّعي الكنيسة الحق الحصري في تفسير الكتاب المقدس، ويجب على المسيحيين قبول تفسيراتها وآرائها وأوامرها. إذا لم يوافق المسيحيون على ذلك، فعليهم أن يشككوا في عقولهم وليس البابا. لقد أعلنت الكنيسة العديد من المبادئ غير الكتابية وألزمت المسيحيين بها. يمكن أن يؤدي الاختلاف إلى العقاب. ومن الأمثلة على ذلك مسألتا التناسخ والغفران اللتان أدتا إلى إصلاح الكنيسة.


مسألتا الاستحالة والغفران :
تدعي الكنيسة أن الخبز والخمر في العشاء الرباني يتحولان إلى جسد المسيح ودمه، وهو مفهوم يصعب قبوله. أجبرت الكنيسة على القبول وحظرت المناقشة وهددت بالطرد. تختلف الكنائس الشرقية واللاتينية حول استخدام الفطير. يرفض البعض التحول باعتباره مستحيلًا. تدّعي الكنيسة أيضًا الحق في غفران الخطايا، وهي سلطة لم يمنحها يسوع، لكنها أُقرت في المجمع الثاني عشر. أولئك الذين ينكرون فائدة صكوك الغفران أو سلطة الكنيسة في منحها يواجهون الحرمان الكنسي. تمارس الكنيسة هذه السلطة باعتدال للحفاظ على الانضباط الكنسي.


افراط الكنيسة في استعمال حق الغفران :
منح المجمع الكنيسة سلطة غفران الخطايا، لكنه حذّر من الإفراط في صكوك الغفران. ومع ذلك، باعت الكنيسة الغفران كسلعة، مما أدى إلى تجاهل الانضباط الديني والتعاليم الدينية. وهذا يتعارض مع توصية المجمع بالاعتدال.


سلوك رجال الدين الشخصي:
كان من المتوقع أن يتمسك رجال الدين بمعايير أخلاقية عالية، لكن بعضهم انخرط في سلوك غير أخلاقي، بما في ذلك الترف والسعي وراء المتعة والعلاقات غير المشروعة. حتى أن بعضهم أنجب أطفالاً واستخدموا سلطتهم الدينية لتحقيق مكاسب دنيوية. وفي الوقت نفسه، كان رجال الدين الأقل رتبة يعيشون في فقر. وهذا يتناقض مع الدين المسيحي وتوقعات الناس الذين كانوا يخدمونهم.


ابتداء الاصلاح :
وينتقد النصّ سلطة الكنيسة، فيذكر أنها تتدخّل في كل شيء، وتُخضع من يتهمها للعذاب، وتفرض الجزية والضرائب. وتمنح الكنيسة لنفسها الحق في غفران الخطايا، وتبالغ في سلطاتها، وتبيع الأعمال. يشير النص إلى عصر النهضة، حيث كانت إرادة الإنسان والعقل حاضرين، وحيث رأى الأوروبيون نور الله في الإسلام والتديّن الحقيقي. ويؤكد على أنه لا واسطة بين الله والعبد، وأن الله قريب ممن يدعوه.


دعوة بعض رجال الدين الى الاصلاح :
في عام 1414-1418، دعا منتقدو وضع رجال الدين إلى إصلاحات تتماشى مع القواعد الدينية، معارضين سر الاعتراف. أدان مجمع كونستانس اثنين من العلماء بسبب هذه الآراء وحكم عليهما بالإعدام حرقًا بالنار. دافع جون هوس عن هذه الأفكار في المجمع. وقد وصف كاتب كاثوليكي ذلك بأنه دفاع متعصب.


ابتداء الإصلاح من غير رجال الدين:
ظهرت الآراء الإصلاحية في شمال أوروبا وإنجلترا وفرنسا بسبب التجارب السلبية مع الكنيسة. ففرنسا كانت مستاءة من الحرمان الكنسي، وإنجلترا رأت في سلطة البابا تدخلاً في شؤونها، أما شمال أوروبا فقد ربطت بين الدين والحضارة وانتقدت عيوبها. وبحلول القرن السادس عشر، ظهرت أصوات تطالب بإصلاح الكنيسة وتنتقد حالها وفسادها.


الدعوة الهادئة:
في القرن السادس عشر، دعا الإصلاحيون مثل أرزيم (1465-1536) وتوماس مور (1478-1535) إلى الإصلاح السلمي للكنيسة، وشجعوا على قراءة الكتاب المقدس والحفاظ على سلطة البابا. رفض أرزم، صديق البابا ليو العاشر، الثورة العنيفة، بينما دافع توماس مور عن سلطة البابا الدينية وسيادته. سعى كلاهما إلى الإصلاح من داخل الكنيسة واحترما قادتها.


النقد العنيف:
لم تنجح الدعوات السلمية لإصلاح الكنيسة، مما أدى إلى انتقادات عنيفة وتغيير أسرع. كان من الشخصيات الرئيسية في هذه الحركة مارتن لوثر وزفينجلي وكالفن.


لوثر:
وُلد مارتن لوثر في عام 1482 لأبوين فقيرين، ووجهه والده نحو الطريق الديني، على الرغم من دراسته للقانون في البداية. أصبح شخصًا متدينًا متدينًا متدينًا وناقدًا لما يراه من آثام. وقد دفعته دراسته للفلسفة، ولا سيما على يد أرسطو، إلى التشكيك في صحتها. تركته رحلة حج إلى روما يشعر بخيبة أمل بسبب فساد رجال الدين، على عكس توقعاته التقية. وعند عودته إلى ألمانيا، ندد لوثر بممارسات الكنيسة، معلنًا أن التوبة الصادقة والنوايا النقية والرجاء في رحمة الله هي وحدها الكفيلة بغفران الخطايا. اشتدت خيبة أمله في رجال الدين عندما سعى البابا ليو العاشر إلى إعادة بناء كنيسة القديس بطرس في روما عن طريق بيع صكوك الغفران. وقد حظي احتجاج لوثر على صكوك الغفران هذه، المعلقة على باب الكنيسة، باهتمام واسع النطاق. ونتيجة لذلك، تم استدعاؤه للمحاكمة أمام محاكم التفتيش.


ثورة لوثر علي الكنيسة:
يتدخل الأمراء ويثبطون مارتن لوثر عن إجابة الطلب، مما يؤدي إلى حرمانه من قبل البابا بتهمة الهرطقة. يتحدى لوثر الحرمان الكنسي بحرق المرسوم ويستمر في نشر دعوته، ويكسب أتباعاً وحماية من أمير ساكسونيا. يحاكمه مجمع وورمز في عام 1521، لكنه يطلب من البابا أن يثبت خطأه. ويعلن الإمبراطور حرمانه من الحقوق المدنية، ولكنه يظل محمياً ويستمر في نشر دعوته. في عام 1529، يحتج أنصاره على تنفيذ قرار حرمانه عام 1521 ويطلق عليهم اسم البروتستانت. بعد وفاة لوثر وانتهاء حروب الإمبراطور، يواجه البروتستانت اضطهادًا شديدًا قبل أن تتم المصالحة.


لوثر لم يرد هدم الكنيسة:
كان لوثر مصلحاً لا هدّاماً، وكان هدفه إصلاح دولة الكنيسة ورجالها، معتبراً البابا مرشداً وليس خليفة معصوماً للمسيح. دعا الأمراء إلى التدخل في شؤون الكنيسة، وسمح بعزل رجال الدين العصاة وشجع على زواجهم. ترجم لوثر الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية، وسمح لكل مسيحي بفهمه. أنكر حضور المسيح في العشاء الرباني وتحول الخبز والخمر إلى جسد ودم. رفض حق الكنيسة في الغفران، مما أثار ثورة.


زونجلي وأعماله:
كما انتقد زونجلي، الذي كان معاصرًا لوثر، الكنيسة في سويسرا، وعارض صكوك الغفران وفسر العشاء الرباني تفسيرًا مجازيًا. كان يرى فيه إحياءً لذكرى موت المسيح، حيث كان حضور المسيح روحيًا فقط. وعلى الرغم من توافق مبادئه مع مبادئ لوثر، إلا أنهما ظلا منفصلين، وظلت حركة زونجلي إقليمية، حيث افتقرت إلى امتداد لوثر الإقليمي ورعاية الأمير والظروف السياسية للانتشار السريع.


كلفن واثرة في الإصلاح:
وُلد جون كلفن في فرنسا عام 1509، ودرس القانون ثم تحول إلى الدراسات الدينية. وبعد إعلانه عن آرائه، هرب إلى جنيف بسويسرا بسبب الاضطهاد. نظّم المذهب البروتستانتي بعد وفاة لوثر، مؤمناً بالحكم الذاتي للكنيسة وبأن المسيح ليس حاضراً في العشاء الرباني. العشاء الرباني رمزي ويحيي ذكرى مجيء المسيح في الماضي والمستقبل. أدت مساهمات كلفن إلى الشكل النهائي للتنظيم البروتستانتي.


إنشاء كنائس للمصلين:
وقد أدى قصور الكنيسة وسوء حالها ورفضها للإصلاح إلى انتشار الآراء المتناقضة، مما أدى إلى قيام حركة إصلاحية. وعندما رفض رجال الكنيسة الإصلاح، لجأ المصلحون إلى الحكام للتدخل. ومع ذلك، حاول بعض الحكام القضاء على المصلحين بدلاً من إصلاح الكنيسة. وبعد أن يئس الإصلاحيون من كليهما، أسس المصلحون كنائسهم الخاصة التي سميت بالكنائس الإنجيلية الخاضعة لسلطة الكتاب المقدس وليس كنيسة روما. انتشرت هذه الكنائس في عدة بلدان، وإن لم تصر جميعها على العقيدة الجديدة.


أهم مبادئ الإصلاح:
( أ ) العقيدة الجديدة تعطي الأولوية للتسليم بالكتاب المقدس، وتجعله القاعدة الوحيدة، وتقيس كل أوامر الكنيسة وقرارات المجامع على الكتاب. يجب أن تتوافق جميع المعتقدات مع الكتاب المقدس، وأي تقليد أو بيان من الآباء أو المجامع يجب أن يتوافق مع نصوصه. يتطلب تفسير الآيات الغامضة الاتفاق مع التعاليم الواضحة الأخرى. ويمنح المذهب الجديد حق التفسير لجميع الأفراد المتعلمين، ويفتح الباب لفهم أوسع، وقبول آراء رجال الدين فقط إذا لم تتعارض مع آيات الكتاب المقدس الواضحة.


لا رياسة في الدين:
( ب ) تفتقر الأديان إلى القيادة المركزية؛ فلكل كنيسة رئاستها الخاصة، ولا توجد رئاسة كنسية شاملة. فالكنائس لها سلطة الوعظ والإرشاد وشرح الدين، ولكن ليس لها سلطة متوارثة من الرسل أو المسيح.


ليس لرجل الدين الغفران:
( ج ) سلطة الكنيسة تقتصر على إرشاد غير المدركين للأوامر الدينية، ولا يمكنها محو الذنب أو التستر عليه أو إجراء المسح، الذي هو من مسؤولية القاضي. وقد أدت صكوك الغفران ومطالبة الكنيسة بها إلى ثورتها ومبالغة الكنيسة في حقها في الغفران، مما أدى إلى رفض الصلاة من أجل الموتى واعتبار شفاعة القديسين لا قيمة لها. يُنظر إلى غفران الخطايا على أنه نتيجة عمل الإنسان وعفو الله عنه وتوبته. أي أساس آخر للمغفرة مرفوض.


عدم الصلاة بلغة غير مفهومة:
( د ) ويرفض المسيحيون الصلاة بلغات غير مفهومة لأن الصلاة هي فعل خضوع شخصي وتعبّد للمصلّي، تتطلب فهم الكلمات والمقاصد. أما الكاثوليك فيقبلون صلاة الكاهن بلغات غير مفهومة لأنهم يؤمنون بعبادة الكاهن كممثل لمن هم تحت سلطته.


رأيهم في العشاء الرباني:
( هـ ) يعتقد البروتستانت أن العشاء الرباني هو تذكير بفداء المسيح في الماضي والمستقبل، معترضين على إيمان الكنيسة بأن الخبز والخمر يتحولان إلى جسد المسيح ودمه. ومع ذلك، تصر الكنيسة على أن الخبز والخمر يحتويان يسوع وألوهيته بالكامل، وهذا التحول ضروري. رفض اللوثريون وخلفاؤهم عقيدة الكنيسة هذه، معتبرين العشاء الرباني تذكيرًا رمزيًا بالفداء ومجيء المسيح في المستقبل.


انكار الرهبنة:
( و ) يجادل الإصلاحيون ضد الرهبنة ويرون أنها غير ضرورية ومضرة بجسم الإنسان، وتؤدي إلى كبت الغرائز وترك الحلال إلى الحرام. ويرون أن الرهبنة تجعل رجال الدين يبحثون عن اللذة في الحرام بدلًا من "الماء العذب" الذي شرّعته القوانين والمجتمع الإنساني.


عدم إتخاذ الصور والتماثيل:
( ز ) يرفض البروتستانت الصور/التماثيل في الكنائس، مستشهدين بتحريم سفر التثنية للصور المنحوتة. ويظل هذا الاعتقاد المتجذر في التوراة ساري المفعول في العهدين القديم والجديد، ما لم ينقضه المسيح أو الرسل. ويرى الباحث البارز أمين الخولي أن المسيحيين المصلحين تبنوا هذا الموقف متأثرين بالإسلام.


المسيحيون لم يسيرو في منطقهم إلى أقصى مداه:
تحدى المصلحون في المسيحية الكنيسة برفضهم سلطتها على النفوس وسلطة المجامع. يشير منطق تصرفاتهم إلى أنه كان عليهم أن يرفضوا ألوهية المسيح والروح القدس، كما قررته مجامع نيقية والقسطنطينية. ومع ذلك، لم يتبعوا منطقهم بالكامل، وتوقفوا عن رفض آراء الكنيسة في العقيدة. فقد آمنوا بحق الأفراد في تفسير الكتاب واستخراج الأوامر والنواهي دون الحاجة إلى وسطاء.


عقول مسيحية تنكر ألوهية المسيح:
وقد أدى طريق البروتستانت إلى إيقاظ العقول المسيحية والدراسات العلمية والفلسفية وإظهار نور الإسلام، فاعترف كثير من العلماء بأن المسيح رسول وبشر كما جاء في الأناجيل. وكان رينان وتولستوي من بين الذين أنكروا ألوهية المسيح، قائلين إن بولس شوّه تعاليم المسيح بتقاليد الفريسيين وتعاليم العهد القديم. أفسد بولس، الرسول إلى الأمم، الديانة المسيحية بمظاهر خارجية مثل الختان. نتج عن ذلك ظهور التلمود وتشويه تعاليم المسيح الحقيقية. على الرغم من أن المسيحيين واليهود والمسلمين يؤمنون بالوحي الإلهي، إلا أن المسلمين يعتقدون أن كتب الديانة المسيحية قد تعرضت للتحريف والتشويه. والمسلمون يؤمنون بنبوة موسى وعيسى ولكنهم يعتبرون محمداً خاتم الأنبياء، ويوضحون تعاليم موسى وعيسى الحقيقية في القرآن دون زيادة أو نقصان. يسمي المسلمون دينهم بالمحمدية، على عكس المسيحية التي تتبع تأليف الآباء مدعين أن كتاباتهم موحى بها من الروح القدس.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

في ذكرى وفاته.....

في ذكرى وفاته.. أشهر 20 مقولة للكاتب أنيس منصور أنيس منصور صاحب اللقب الشهير عدو المرأة الأول، وأول...

وقد فرضت الدراس...

وقد فرضت الدراسات النفسية نفسها خصوصاً بعد ظهور علم النفس الفيزيولوجي الذي يعتمد على التجربة في المخ...

وضحي لهم أنك ست...

وضحي لهم أنك ستقومين بمقابلة كل من الأم والطفل الصغير وباقي أفراد الأسرة 15 مرة على مدار العام القاد...

المصالحة مع الم...

المصالحة مع المستقبل تتطلب مصالحة المغاربة مع الثروة والمقاولة والربح تأثر العقل الجمعي المغربي بشكل...

Introduction Pr...

Introduction Proper handling of tissue specimens is critical to ensure that an accurate diagnosis is...

العنوان وبيان ا...

العنوان وبيان المسؤولية–بيان تسليم محتوى Communication skills Course Title Course code BLSA102 Bus...

4) إجراءات التج...

4) إجراءات التجربة: قام الباحث بإعداد ۳ نماذج لاعلانات صحفية في أحد موضوعات التسويق الإجتماعي (التوع...

أحداث غزوة مؤتة...

أحداث غزوة مؤتة وصول جيش المسلمين إلى مؤتة بعد وصول المسلمين من المدينة إلى معان من أرض الشام، لملاق...

ورغم مخاوف ان ،...

ورغم مخاوف ان ، وصلت العربة إلى منزل السيدة سبنسر في الوقت المقدر لوصولها ، كانت السيدة سبنسر تعيش ف...

ولد محمد أمين ا...

ولد محمد أمين الحسيني في القدس. والده الحاج طاهر. له تسعة أخوة : هو وكامل من أم هي زينب؛ ثمانية أخوة...

يسوع هو المخلّص...

يسوع هو المخلّص، ومخلّص العالم كلّه. هو آدم الثاني (38:3) الذي يربط البشريّة بالله. ولقد شدّد لوقا ع...

مع ضمان أن يكون...

مع ضمان أن يكون التعلم شاملا مجانياً وإلزامياً. مع تفسير الحق في التعليم والتعلم الأساسي للكبار من ن...