لخّصلي

التجارة الدولية عنصرامهمامن النمو االقتصادي وتسعىالدول خاصةمنها الدول النامية، مكانةالتجارة الدوليةمند نهايةالحرب العلميةالثانية: تضاعف قيمة االقتصاد العاملي خمس مرات و ارتفاع قيمةالتجارة الدوليةأربعة عشرضعفا )14( . تزايد عدم املساواة: يعيش ما يقرب من 9. 1 مليار شخص على أقل من 2. بينما يبلغ متوسط الدخل منذ عام 1950( x3. هذهاالحصائياتتبين لنا أيضا أن الزالت بعضالدول لم تجنيثمارالتدويل و علىرغم تضاعفالتبادالتالتجارية الزال 25% ملحاولةفهم هذه املعضلة علينا أوال أن نفهم مبادئ قيام التجارة الدولية. ووضع املؤلفون اإلسبان واإليطاليون والفرنسيون واإلنجليز قواعد السياسات االقتصاديةالتي تدعو إلى تدخل الدولة. وتميزت هذه الفترة التي امتدت من القرن السادس عشر إلىالقرن الثامن وكان هذا االنفتاح الفكري هو الذي أدى إلى ظهور النزعة املركنتيليةالتيكان من شأنها إخراج أوروبامن الركوداإلقطاعي. استند الفكر املركنتلي إلى ثالث نقاط أساسية: ديناميكية الصناعة، التي مكنت من غزو األسواق األجنبية؛ ً مع آدم سميث في كتابه “ثروة األمم” )1776 اإلجابة عن سؤالين أساسيين: ملاذا تلجأ الدول إلىالتجارةومن املستفيد عموما تحاول نظرية التجارة الدولية إثبات أنها ليست لعبة محصلتها صفرية وبطبيعة الحال عرفت عدة تطورات من بداية و علىينقسم الدرس الىثالثفصول: يتناول الفصل إلى نظرية هيكشر ا بامليزة النسبية ووصوال ويعتبر هذا القسم تذكير مة للنظرية الجديدة للتجارة الدولية. النظرية الكالسيكية للتجارة الدولية يمثل عمل آدم سميث االنطالقة الحقيقية للفكر الكالسيكي فبالنسبةلسميث، تعتمد الثروة إلى حد كبير على تقسيم العمل، ً وهو يوضح ذالك من خالل املثال الشهير لعمل ، ويمكنها أيض ا أفضل لكل مهمةمعينة، فتزداداملهارةوالبراعةفياملهام البسيطةفقط ً يمكننا أن نوفر مجهودالعمل في املجاالت التي نخفق فيها ونجعله أكثر فعالية من خالل تكريسه في التخصصات أو املجاالت التي نتفوق فيها. والنتيجة هي أن الجميع يستطيع اقتناء عدد أكبر من السلع. فإن التجارة بين الدول ستستند إلىمزايا التكلفةالتي ا بنفسك بينما يمكنك شراؤه بسعر أقل؟واستناد فإن هذه امليزة تكون مطلقة بالنسبة لكل دولة : “. إذا كان بإمكان بلد أجنبي أن يزودنا بسلعة ما بثمن أقل مما نستطيع أن نصنعها بأنفسنا، فمن األفضل أن نشتريها بمقابل نتاج صناعتنا للمنتوج الذي نتمتع فيه لنفترض شريكين تجاريين أومجموعتين من البلدان: الشمال والجنوب ينتجان ويستخدمان عاملين:رأس املال والعمالة. يتم التعبير عن التكاليفبداللة عدد ساعات العمل )L ) L a املطلوبة إلنتاج وحدة واحدة من املنتج )x ، 1 :املزايا عنها بساعات العمل ) Voitures سيارات 3 12 Textile نسيج 6 4 Mucchielli(1994) L a تشير البيانات الواردة في الجدول إلى أنه من حيث معامل عمال الجنوب، الشمال. وسيتخلىالشمال عن إنتاجوحدةواحدةمناملنسوجات مقابل إنتاج سيارتين إضافيتين، تتخصص املجموعتان، سيستورد الشمال املنسوجات مقابل السيارات، وإذا كانتالتجارةكما يراها سميثتزيد من رفاهيةاألمم املشاركةفيها، فإن نظريةاملزايا املطلقةتستبعد من التجارة الدولية أي بلد ال يملكأي ميزة )الجدول 1-2). مثلهامثل الفرد، وفق يوضحأن التجارةبين إن التجارةدائم الجدول 1. 2 ، 3 ، الذي يبي ن أن املنسوجاتمن حيثالتكلفةالنسبيةأقل تكلفةفيالجنوب؛ ن أسعارالسلعمن حيثالتكلفةالنسبية، يبي 5 1. الذي يتراوح بين 66. 0 و2 للمنسوجات و5. 1 للسيارات(. يتعلق األمر بتحديد الدولة التي لديها أقل خسارة في إنتاج سلعة معينة مقارنة بغيرها، يتم تحديد هيكل املزايا النسبية من خالل التكاليف النسبية أو تكاليف الفرصة البديلة. تشرح النظرية مبدأ التخصصوالتبادل. املنتجات من منتج إلى آخر هي التي تجيب على السؤال. :Heckscher-Holin أولين-هيكشر نموذج. 3 . وفق لنموذج هيكشر-أوهلين، وي ي K ) ً والعمالة )L . وبافتر اض أن بلدان الشمال لديها مخزون نسبيأعلىمن رأساملال )L/K)مقارنةببلدان الجنوب)L/K وكل ش يءوفير يكون رخيصا للقانون االقتصادي البسيط الذي ينص على أن كل ش يء نادر يكون مكلفا بين وفرة عوامل اإلنتاج )L/K )وتكلفة عوامل اإلنتاج )r/W( )حيث أن w هو معدل األ جوروr هو سعر الفائدة(، W/r> W*/r* فإن K /L> K*/L* إذاكان. الوفيرةمنخفضة عاليةوتكلفةالعوامل النادرة تكلفةالعوامل فهذا يعني أنه املنتجات باستخدام عدة تقنيات، فإن معامل املدخالت واملخرجات al ) يرتبط باألسعار النسبية لعوامل اإلنتاج. الشمال إنتاج السلعكثيفةرأس املال، بينما سيتخصص الجنوب فيالسلعكثيفةالعمالة ألن العمالةرخيصة. يمكن ذكر نظرية هيكشر-أوهلين على النحو التالي: يتمتع البلد بميزة نسبية في املنتج الذي يستخدم بشكل مكثف العامل الذي ويقتصر التحليل على شكل يتضمن بلدين فقط يتاجران في سلعتين يتم إنتاجهما باستخدام عاملين همارأساملال والعمالةباستخدام نفس التكنولوجيا. ولذلكي التقليدية. ً وبالعودة اكثيفةالعمالة، فماذا سيكون مصيراإلنتاج اآلخر الذي يعتمد على ر سلع إلىاملثال السابق، إذاكان الجنوبيصد من مزايا نظرية هيكشير-أوهلين للتجارة الدوليةأنها تقدم تنبؤاتواقعيةلكيفيةتأثيرالتجارة الدولية علىتوزيعالدخل بين وهي نظرية ا للمثال السابق، ووفق ووفق -أوهلين، إذا كان السعر الدولي لألقمشةأعلى من السعر الذاخلي، فإن ستطلب مؤسسات هذا القطاع عمالة أكثر فأكثر ورأس مال أقل فأقل. ا في الصناعة التي ا مقارنة ا، يكون البلد رابح يتخصص فيها البلد. ألن تزداد رفاهية (être-bien (مجمع مع زيادة متزامنة في الدخل الحقيقي ألحد العاملين وانخفاض في الدخل الحقيقي للعامل اآلخر. ولكن إذا أردنا أن يستفيد جميع األفراد من إن نفس نموذج األساس ي“2X2X2“للتجارةالدوليةالذي يتنبأ بنتائج نظرية ستولبر-سامويلسون يجعل من املمكنصياغةتنبؤ وإذاماقبلنا القائمةالطويلةمن الفرضيات، ا بحيثيحصل اإلنتاج أيض جميعالعمال علىنفساألجر وتحقق جميعوحداترأساملال نفسالربح في كال البلدين، مهما كان عرض عوامل اإلنتاج و حالةالطلب في البلدين. وباستخدام املثال السابق، إذا تخصص الجنوب في إنتاج االقمشة، فإن ذلك سيزيد من أجر وبالتالي فإن نسبة السعرr/W ستزداد، بينما سيحدث األثر العكس ي في وسينخفض السعر النسبي للعامل r/W . قبل التبادل كانت لدينا العالقة التالية: r/W> r/Wبعد التبادل، يكو ن السعر النسبي للعوامل فيكل بلد أقربإلىالبلد اآلخر حتى يتساوى ت. نظرية ريبشينسكي )1955) )Rybczynski( ولكن يمكننا صنعهاورفعهامن تنخفض تكلفة العامل K وتنخفض أسعار املنتجات التي تستعمل ً بكثافة هذا العامل. وعلى هذا االساس ا فيأحد عواملاإلنتاج، هذا العامل هو الذي يرتفع في سيؤدي النمو في رأس املال إلى ظهور مزايا نسبيةفي املنتجات كثيفةرأس املال. ق نمو و أن يرتقي بمقياس املزايا النسبيةويشهد تحول تخصصهمن املنتجات كثيفةالعمالةإلى املنتجات كثيفةرأس املال. ومن املمكن أيض بشينسكي. حيث تؤدي الزيادة في وفرة عامل معين إلىزيادةفيإنتاج املنتوج الذي ستخدم هذه النتيجة أحيان ت تفكك التصنيع الذي يصاحب اكتشاف مورد طبيعي بكميات كبيرة. ويمكن أن تؤدي هذه الزيادة في املعروض من عامل معين إلى نمو في استغالل هذا املورد الجديد على حساب ُ القطاعات الصنا عرفهذا األمر فيإشارة إلىالصعوبات التيواجهتها هولندا فيأعقاب اذا اعتبرنا مثال ان االقتصاد ينقسم إلى قطاعين )القطاع األولي والقطاع الصناعي( وثالثة عوامل )املواد الخام ورأس املال والعمالة(. للصناعة؛ ؛مما يقلل من تكلفةاملوادالخام ويسمح بتوسيعإنتاجها. وتؤدي الزيادةفياإلنتاج فيالقطاع األوليإلىارتفاع األجور ومن ثم تحدث هجرة للعمال من الصناعة إلى القطاع األولي، ويخلق خطر تراجع التصنيع. مما يلغي الحاجة إلى القطاع الصناعي. ا. ويمكن أن ينتشر ارتفاع األجور في القطاع األولي إلى ثم تنتقل امليزة النسبية إلى القطاع األولي، الذي يمكن أن يصبح مصد باإلضافة إلى ذلك، املرتبطة بتصدير املواد الخام الىارتفاع معدل الصرفبالنسبةللعمالتاألخرى من ما يفقد قطاع الصناعةقدرتهالتنافسية. القسم الثاني. النظريات الحديثة للتجارة الدولية علىمدى السنوات الثالثين املاضيةأونحو ذلك، أبرزت االختبارات التجريبيةأوجهالقصورفيالنظريةالكالسيكية. وجتهي نظر مختلفتين جذريا األولىاعتبرتأن الدروساملستخلصةمنالنماذج التقليديةكانتذاتصلةفيتوفيرإطارصالحللتفكيروأنهكانمن الضروري وأدى ذلك إلى تطوير تحليالت العامل الجديد والتحليالت التكنولوجية الجديدة، للتخصص الدولي. املتشابهة تقريبا النوع من التجارةوتطلبت مقاربات جديدة، خاصةمن حيثتقارب في الطلب واملنافسة غير الكاملة. 1. نهج العوامل الجديدة لكنه يأخذ في الحسبان املزيد من عوامل بوجود رأس املال البشري وبالتالي العمالةاملاهرة بكميات مختلفةفي مختلف البلدان. ويرتبط ذلك أساسا أ. رأس المال البشري والتخصص تعليم وتدريبالقوى العاملة، ويؤدي إلىزيادة إنتاجيةالعمل. فيإطارنموذج هيكشر-أوهلين، العمالة املاهرة )Bq)واألخرى غيركثيفة)q Bn ر السلعة) ، فإن البلد الذي يمتلك وفرة في رأس املال سيصد Bq ، يشير عمل كيسينغ )1966 )إلى أن نموذج هيكشر-أوهلين يمكن أن يتنبأ بطبيعة التجارة على أساس وفرة عوامل االنتاج، ا. وهو يميز ثماني فئات من املؤهالت، شريطة أن يتم تقسيم العمالة نفسها إلى عدة فئات فرعية أكثر تجانس العالم إلى العامل الغير املؤهل د النسبةاملئويةلك وتحد ل فئة من فئات العمالةفي صادرات البلد ما إذا كانت كثيفةالعمالةاملاهرة أو اكثيفةالعمالةاملاهرة. وهكذا حددأن الواليات املتحدةكانتتصد 2 النهج التكنولوجي الجديد : ومن أجل التغلب على القيود املرتبطة بهذا االفتراض بأن التكنولوجيا شائعة ومنتشرة على نطاق واسع، وظهور سلع جديدة فيمحددات التجارة. أ. الفجوة التكنولوجية : يمكن أن تستفيد من احتكارالتصدير إلىأن تدخل إلىاملبدأ القائل بأن الشركةالتي تطرح منتجا شركات أخرى مقلدة ويستمر كروغمان (Krugman (الشمال كمثال على ذلك متخذا : حيث يقوم الشمال باالبتكار باستمرار من أم آجال األجوراملنخفضةفيالجنوب. ومن ثم يقو ل أن األجوراملرتفعةفيالشمال تعكسالريعاالحتكاري للتكنولوجياتالجديدة. وبالنسبةلكروغمان، فإن االحتكار التكنولوجي يتآكل باستمرار من خالل التحويالت التكنولوجية وال يمكن الحفاظ عليه إال من خالل االبتكار. ويمكن النظر إلى هذا التحليل على أنه يضع األسس لنظر يةدورة املنتج. ب. تحليل فيرنون (Vernon: ( يتناول ر. فيرنون )1966)فكرةاالحتكارالتكنولوجياملرتبطباالبتكارويركز علىاملنتج الجديد ودورةحياته. وهو يجمعبين تطور النشأة: يكون املنتج كثيف التكنولوجيا، يلبي اإلنتاج الوطني الطلباملحليفياملقام األول. النمو: يتسم املنتج بكثافةرأس املال، ويتطلباالستثمار إلنتاجهوتطويره،

ملقدمةالجزءاألول:
التجارة الدولية عنصرامهمامن النمو االقتصادي وتسعىالدول خاصةمنها الدول النامية، الىاملشاركةفيالتبادالت الدولية
والتنويعاالقتصادي حتى تتمكن من رفعمستوى رفاهيةأفرادها. ولعل االحصائيات التاليةتقدم فكرة عن التطوراملذهل و
مكانةالتجارة الدوليةمند نهايةالحرب العلميةالثانية:
1 .تضاعف قيمة االقتصاد العاملي خمس مرات و ارتفاع قيمةالتجارة الدوليةأربعة عشرضعفا )14( .)منذ 1950.)
2 .تزايد عدم املساواة: يعيش ما يقرب من 9.1 مليار شخص على أقل من 2.3 دوالر في اليوم، بينما يبلغ متوسط الدخل
السنوي 5000 دوالرللفرد . )60000/. شهريا DZD)
3 .النمو السكاني 8.7 مليار .منذ عام 1950( x3.)
هذهاالحصائياتتبين لنا أيضا أن الزالت بعضالدول لم تجنيثمارالتدويل و علىرغم تضاعفالتبادالتالتجارية الزال 25%
من سكان األرض يعانون من الفقر. ملحاولةفهم هذه املعضلة علينا أوال أن نفهم مبادئ قيام التجارة الدولية.
قد تميز القرن السادس عشر باقتصاد“ املركنتليين”، ووضع املؤلفون اإلسبان واإليطاليون والفرنسيون واإلنجليز قواعد
السياسات االقتصاديةالتي تدعو إلى تدخل الدولة.وتميزت هذه الفترة التي امتدت من القرن السادس عشر إلىالقرن الثامن
عشر باالكتشافات الكبرى وتكوين دول الحديثة وتطور الذهنيات. وكان هذا االنفتاح الفكري هو الذي أدى إلى ظهور النزعة
املركنتيليةالتيكان من شأنها إخراج أوروبامن الركوداإلقطاعي.
استند الفكر املركنتلي إلى ثالث نقاط أساسية: ديناميكية الصناعة، التي مكنت من غزو األسواق األجنبية؛ وجشع التجار،
؛ وتكديس املعادن الثمينة.
ً
الذين ازدادوا ثراء و كان التصدير هو الطريقة املثلى لتحقيق ذلك. باملقابل فرض النظام تقليل
الوارداتقدراإلمكان لصالحالصناعةاملحلية.
ثم ا للمركنتيليين،كان الفيزيوقراطيون من أو
ً
خالف ا للمذهبالليبرالي، لكن نظريةالتجارة الدوليةانطلقت
ائل من قدموا شرحً
ً مع آدم سميث في كتابه “ثروة األمم” )1776 اإلجابة عن سؤالين أساسيين: ملاذا تلجأ الدول إلىالتجارةومن املستفيد
(،محاوال
منها؟
عموما تحاول نظرية التجارة الدولية إثبات أنها ليست لعبة محصلتها صفرية وبطبيعة الحال عرفت عدة تطورات من بداية
سميتالىيومنا هذا.و علىينقسم الدرس الىثالثفصول:
يتناول الفصل إلى نظرية هيكشر
ً
ا بامليزة النسبية ووصوال
ً
ا من امليزة املطلقة مرور
ً
األول أقدم نظريات التجارة الدولية. بدء -
ا ومقد
ً
أوهلين. ويعتبر هذا القسم تذكير مة للنظرية الجديدة للتجارة الدولية. وسيعرض هذان القسمان مزايا التجارة الحرة.
وسننتهي باآلثار املترتبة على الرفاهية املترتبة على السياسة الحمائية،وهو الجانباآلخر من السياسةالتجارية.
2
القسم األول . النظرية الكالسيكية للتجارة الدولية
1 . 1 - نظرية المزايا المطلقة
يمثل عمل آدم سميث االنطالقة الحقيقية للفكر الكالسيكي فبالنسبةلسميث، تعتمد الثروة إلى حد كبير على تقسيم العمل،
ً وهو يوضح ذالك من خالل املثال الشهير لعمل ،كلما تخصصتمواهبأفرادهاوحققت
الدبابيس.فكلماكانتاألمةأكثرثراء
إنتاجيةأعلى.ويمكنها أيض ا أفضل لكل مهمةمعينة،فتزداداملهارةوالبراعةفياملهام البسيطةفقط ً
ً
ا أن توفر تدريب .
من خالل املشاركة في تقسيم العمل، يمكننا أن نوفر مجهودالعمل في املجاالت التي نخفق فيها ونجعله أكثر فعالية من خالل
تكريسه في التخصصات أو املجاالت التي نتفوق فيها. والنتيجة هي أن الجميع يستطيع اقتناء عدد أكبر من السلع. ملاذا تصنع
ا إلى هذا املنطق،فإن التجارة بين الدول ستستند إلىمزايا التكلفةالتي
ً
ا بنفسك بينما يمكنك شراؤه بسعر أقل؟واستناد
ً
شيئ
تتمتع بها كل منها. وبالنسبة لسميث، فإن هذه امليزة تكون مطلقة بالنسبة لكل دولة : “... إذا كان بإمكان بلد أجنبي أن يزودنا
بسلعة ما بثمن أقل مما نستطيع أن نصنعها بأنفسنا، فمن األفضل أن نشتريها بمقابل نتاج صناعتنا للمنتوج الذي نتمتع فيه
ببعض املزايا .”
يمكننا أن نوضح حالةامليزة املطلقةبمثال. لنفترض شريكين تجاريين أومجموعتين من البلدان: الشمال والجنوب ينتجان
سلعتين متجانستين،ويستخدمان عاملين:رأس املال والعمالة. يتم التعبير عن التكاليفبداللة عدد ساعات العمل )L )
L a املطلوبة إلنتاج وحدة واحدة من املنتج )x ،)أي:x/L=
الجدول 1.1 :املزايا عنها بساعات العمل )
ً
L a املطلقة:معبرا
)
Pays
Biens
Nord Sud
Voitures سيارات 3 12
Textile نسيج 6 4
Mucchielli(1994)
L a تشير البيانات الواردة في الجدول إلى أنه من حيث معامل
، يمكن لبلد الشمال أن ينتج سيارةواحدة )1 )في وقت أقل من
عمال الجنوب، والعكس صحيح بالنسبة لبلد الجنوب الذي ينتج وحدة واحدة )1 )من املنسوجات في وقت أقل من عمال
الشمال.وبالتالييكون لكل بلد ميزةمطلقةفيتصنيعإحدى السلعتين.وسيتخلىالشمال عن إنتاجوحدةواحدةمناملنسوجات
مقابل إنتاج سيارتين إضافيتين، بينما سيضحي الجنوب بإنتاج سيارة واحدة مقابل إنتاج 3 وحدات من املنسوجات. وبعد أن
تتخصص املجموعتان، سيستورد الشمال املنسوجات مقابل السيارات، بسعر دولي يتراوح بين األسعار املحليةلكل بلد. وبما
أن نظريةالتجارة الدوليةتتجاهل العملة، يتم التعبير عن سعر السلعبداللةالتكاليف النسبية.
3
وإذا كانتالتجارةكما يراها سميثتزيد من رفاهيةاألمم املشاركةفيها،فإن نظريةاملزايا املطلقةتستبعد من التجارة الدولية
أي بلد ال يملكأي ميزة )الجدول 1-2).وكان ديفيد ريكاردو هو الذي تجاوز حدودنظرية سميث في عام 1817 بإدخاله مفهوم
امليزة النسبية.
1 .2 نظرية الميزة النسبية:
ا لريكاردو، تكسباألمة،مثلهامثل الفرد،من التجارة عن طريق تصدير السلعوالخدمات التي تتمتعبأكبرميزةنسبيةمن
ً
وفق
حيثاإلنتاجيةواستيرادتلك التي تتمتعبأقل ميزةنسبيةلها.ومن خالل تقديمهملفهوم امليزة النسبية، يوضحأن التجارةبين
ً األمم يمكن أن تكون مربحةلكال الطرفين، سواء أكانتلهماميزةمطلقةأم ال.ويقول: “ اما تكون فيصالحكال
إن التجارةدائم
البلدين شريطة أن يتخصصا في السلعة التي يتمتعان فيها بأكبر ميزة مطلقة أو أدنى خسارةمطلقة."
ويوضحالجدول 1 . 2 هذه الحالة :
الجدول 1. 2 :املزايا النس عنها بساعات العمل
ً
L a بية:معبرا )
,)
Pays
Secteurs
Nord Sud
Voitures 3 12
Textile 6 8
Mucchielli (1994)
للجدول
ً
وفقا 1. 2 ،يتمتعالشمال بميزةمطلقةفيكال القطاعين ولن يكون هناك سبب للتجارةمعالخارج. لكن الجدول 1. 3 ،

الذي يبي ن أن املنسوجاتمن حيثالتكلفةالنسبيةأقل تكلفةفيالجنوب؛وعلى

ن أسعارالسلعمن حيثالتكلفةالنسبية،يبي
العكسمن ذلك،فإن السيارات أقل تكلفة في الشمال من حيث التكلفة النسبية.
الجدول 1-3 :األسعار النسبية للسلع من حيث التكلفة النسبية
Pays
Secteurs
Nord Sud
Voitures (alv/alt) 0.5 1.5
Textile (alt/alv) 2 0.66
(Mucchielli 1994)
يتبينمن الجدول أنهمن األرجح علىالجنوبأن يستوردالسياراتمن الشمال مقابل املنسوجاتالتييستوردها بالسعر الدولي
)الذي يتراوح بين 66.0 و2 للمنسوجات و5.0 و5.1 للسيارات(. ويرجع ذلك إلى أن صناعة السيارات أكثر تكلفة ومن األفضل
للجنوب تحويل ساعات العمل هذه إلى صناعة املنسوجات.
4
في نظرية ريكاردو، يتعلق األمر بتحديد الدولة التي لديها أقل خسارة في إنتاج سلعة معينة مقارنة بغيرها، حتى لو كانت لديها
خسارةمطلقةفي إنتاج كل السلع. هذا هو جوهر امليزة النسبية.
يتم تحديد هيكل املزايا النسبية من خالل التكاليف النسبية أو تكاليف الفرصة البديلة. ومن هذه الزاوية، تشرح النظرية مبدأ
التخصصوالتبادل. لكنها ال تقدم أي إجاباتبشأن الفرق فيالتكاليفاملوجودةبالفعل قبل التجارة. إن نظرية هيكشر-أوهلين
القائمة على )1 :)االختال فاتفيتوافر موارد عوامل اإلنتاج من بلد إلىآخر و)2 :)االختالفات في استخدام هذه العوامل لتصنيع
املنتجات من منتج إلى آخر هي التي تجيب على السؤال.
:Heckscher-Holin أولين-هيكشر نموذج. 3 .1
ا
وفق لنموذج هيكشر-أوهلين، ف فترض أن البلدان ليس لديها نفس ً
ُ
إن االختالفات في عوامل اإلنتاج هي أصل املزايا النسبية.وي
ُ عوامل اإلنتاج النسبية وبالتالي ليس لديها نفس تكاليف اإلنتاج النسبية. و في هذا النموذج ستخدم عامال إنتاج:رأساملال )
ي K )
ً والعمالة )L .)وبافتر اض أن بلدان الشمال لديها مخزون نسبيأعلىمن رأساملال )L/K)مقارنةببلدان الجنوب)L/K
(؛ووفقا
، يمكننا إنشاء عالقة
ً
وكل ش يءوفير يكون رخيصا
ً
للقانون االقتصادي البسيط الذي ينص على أن كل ش يء نادر يكون مكلفا
بين وفرة عوامل اإلنتاج )L/K )وتكلفة عوامل اإلنتاج )r/W( )حيث أن w هو معدل األ جوروr هو سعر الفائدة(، بحيث تكون
.W/r> W*/r* فإن K /L> K*/L* إذاكان. الوفيرةمنخفضة عاليةوتكلفةالعوامل النادرة تكلفةالعوامل
كان رأس املال وفير أقل تكلفة مقارنة بسعر العامل نفسه في الجنوب. وبما أنه يمكن إنتاج ً إذا ا في الشمال، فهذا يعني أنه
املنتجات باستخدام عدة تقنيات، فإن معامل املدخالت واملخرجات al ) يرتبط باألسعار النسبية لعوامل اإلنتاج. سيختار
الشمال إنتاج السلعكثيفةرأس املال، بينما سيتخصص الجنوب فيالسلعكثيفةالعمالة ألن العمالةرخيصة.
يمكن ذكر نظرية هيكشر-أوهلين على النحو التالي: يتمتع البلد بميزة نسبية في املنتج الذي يستخدم بشكل مكثف العامل الذي
يتمتعبوفرةنسبيةفي عوامل اإلنتاج مقارنةبشريكهالتجاري.
ً ويستند ا.ويقتصر التحليل على شكل يتضمن بلدين فقط يتاجران في
هذا االقتراح إلىمجموعةمن االفتراضات املقيدة نسبي
سلعتين يتم إنتاجهما باستخدام عاملين همارأساملال والعمالةباستخدام نفس التكنولوجيا.
ُ للتحقق من صحة نظرية هيكشر- فترضأن
أوهلين،يجبتحييد التأثيراملحتمل لالختالفاتالتكنولوجيةبين البلدان.ولذلكي
تكون دالة اإلنتاج متطابقة لكل سلعة في كال البلدين. سنرى الحقا أن تجاوز هذه الفرضية سوف يدفع الى تطور النظرية
التقليدية.
ً وبالعودة اكثيفةالعمالة،فماذا سيكون مصيراإلنتاج اآلخر الذي يعتمد على
ر سلع

إلىاملثال السابق، إذاكان الجنوبيصد
كثافة العامل اإلنتاج النادر ؟ماذا ستكون نتيجة حركة عوامل اإلنتاج داخل البلد؟
5
من مزايا نظرية هيكشير-أوهلين للتجارة الدوليةأنها تقدم تنبؤاتواقعيةلكيفيةتأثيرالتجارة الدولية علىتوزيعالدخل بين
املجموعات التي تمثل عوامل اإلنتاج املختلفة)أصحاب رأساملال أوالعمال(،فعلىاملدى القصير ستكسبكل املجموعات
املرتبطة بالقطاع اآلخذ في التوسع،وستخسر كل املجموعات املرتبطة بالقطاع اآلخذ في االنخفاض.
أ. نظرية ستولبر-سامويلسون )1941)
إن االستنتاج القائل بأن على املدى الطويل اال نفتاح للتجارة يقسم البلد إلىرابح وخاسر هو تطبيق لعالقة عامة، وهي نظرية
ستولبر-سامويلسون.
ا الفتراضاتنموذج هيكشر
ً
ا للمثال السابق،ووفق
ً
ووفق -أوهلين، إذا كان السعر الدولي لألقمشةأعلى من السعر الذاخلي، فإن
الجنوب يتخصص في صناعة االقمشة وتصديرها. ستطلب مؤسسات هذا القطاع عمالة أكثر فأكثر ورأس مال أقل فأقل.
وسيزداد العائد على العمالة بالنسبة لرأس املال. لذلك عندما يرتفع سعر املنتج )x ،)يرتفع أجر عامل االنتاج الذي يستعمل
بكثافة في إنتاج )x )وينخفض أجر العامل النادر.
ا في الصناعة التي
ً
وبالتالي فإن انفتاح البلد على العالم الخارجي ال يفيد إال أحد عاملي اإلنتاج، وهو العامل األكثر استخدام
ً
ا مقارنة
ً
ا، يكون البلد رابح
ً
يتخصص فيها البلد.وعموم بحالة االنغالق التام (autarcie ،(ألن تزداد رفاهية (être-bien (مجمع
املستهلكين. ومن ثم نجد أنفسنا في حالة مكسب عام (global gain ،(مع زيادة متزامنة في الدخل الحقيقي ألحد العاملين
وانخفاض في الدخل الحقيقي للعامل اآلخر.
ال يوجد تناقض بين فكرة املكسب من التبادل ونظرية ستولبر-سامويلسون. ولكن إذا أردنا أن يستفيد جميع األفراد من
االنفتاح، فعلينا أن ننظم إعادة توزيع املكسب الكلي، بحيث يحصل أولئك الذين ينخفض دخلهم الحقيقي على تعويض.
ب. نظرية تساوي سعر العوامل اإلنتاج:
إن نفس نموذج األساس ي“2X2X2“للتجارةالدوليةالذي يتنبأ بنتائج نظرية ستولبر-سامويلسون يجعل من املمكنصياغةتنبؤ
حول آثارالتجارة الخارجية علىأسعار عوامل اإلنتاج فيالبلدان املختلفة.
وإذاماقبلنا القائمةالطويلةمن الفرضيات، فإن التجارة الحرة لن تساوي أسعار السلعفحسب، بل ستعادل أسعار عوامل
ا بحيثيحصل
ً
اإلنتاج أيض جميعالعمال علىنفساألجر وتحقق جميعوحداترأساملال نفسالربح في كال البلدين، مهما كان
عرض عوامل اإلنتاج و حالةالطلب في البلدين.
وباستخدام املثال السابق، ونتيجة ستولبر-سامويلسون، إذا تخصص الجنوب في إنتاج االقمشة، فإن ذلك سيزيد من أجر
العامل الوفير )L )ويقلل من أجر العامل النادر )K .)وبالتالي فإن نسبة السعرr/W ستزداد، بينما سيحدث األثر العكس ي في
الشمال، حيث سيزداد أجر رأس املال بالنسبة إلى أجر العمالة، وسينخفض السعر النسبي للعامل r/W .قبل التبادل كانت
لدينا العالقة التالية: r/W> r/Wبعد التبادل، يكو ن السعر النسبي للعوامل فيكل بلد أقربإلىالبلد اآلخر حتى يتساوى
W/r≅ W*/r*
6
ت. نظرية ريبشينسكي )1955) )Rybczynski(
حسب االقتصادي ال نكتفي بوفرات عوامل االنتاج املتاحة في البالد و نبقى مكتوفي االيدي ، ولكن يمكننا صنعهاورفعهامن
خالل عملية تراكم رأس املال و التعلم(apprentissage .(تنخفض تكلفة العامل K وتنخفض أسعار املنتجات التي تستعمل
ً بكثافة هذا العامل. وعلى هذا االساس ا فيأحد عواملاإلنتاج،فإن إنتاج السلعة
، عندما يشهد بلد ما نمو التي تستعمل بكثافة
هذا العامل هو الذي يرتفع في
ً
؛وبالتالييحقق البلد تحوال ميزته النسبية لصالح هذا املنتج.
سيؤدي النمو في رأس املال إلى ظهور مزايا نسبيةفي املنتجات كثيفةرأس املال.وبالتالي، يمكن للبلد تحقي ا
ً
ا مرتفع
ً
ق نمو و أن
يرتقي بمقياس املزايا النسبيةويشهد تحول تخصصهمن املنتجات كثيفةالعمالةإلى املنتجات كثيفةرأس املال. وقد شهدت
اليابان والبلدان الحديثةالعهد بالنمو هذا النوع من التطور.
ث. نظرية ) Viner-Ricardo)
ا إنشاء شكل مكافئلنظريةري
ً
ومن املمكن أيض بشينسكي. حيث تؤدي الزيادة في وفرة عامل معين إلىزيادةفيإنتاج املنتوج الذي
يستخدم بكثافة هذا العامل وانخفاض في إنتاج املنتوج ذات كثافة في العامل الثاني.
ا لتفسير خطر حدوث شكل من أشكال
ً
ستخدم هذه النتيجة أحيان
ُ
ت تفكك التصنيع الذي يصاحب اكتشاف مورد طبيعي
بكميات كبيرة. ويمكن أن تؤدي هذه الزيادة في املعروض من عامل معين إلى نمو في استغالل هذا املورد الجديد على حساب
ُ القطاعات الصنا عرفهذا األمر
عيةاألخرى.وي باسم“ املرض الهولندي”. فيإشارة إلىالصعوبات التيواجهتها هولندا فيأعقاب
اكتشاف رواسب الغاز الطبيعي معتبرة. اذا اعتبرنا مثال ان االقتصاد ينقسم إلى قطاعين )القطاع األولي والقطاع الصناعي(
وثالثة عوامل )املواد الخام ورأس املال والعمالة(. تؤديالزيادةاملفاجئةفيموارداملوادالخام إلىزيادةوزن القطاع األوليبالنسبة
للصناعة؛ ؛مما يقلل من تكلفةاملوادالخام ويسمح بتوسيعإنتاجها.وتؤدي الزيادةفياإلنتاج فيالقطاع األوليإلىارتفاع األجور
في نفس القطاع؛ ومن ثم تحدث هجرة للعمال من الصناعة إلى القطاع األولي، مما يؤدي إلى انخفاض اإلنتاج في الصناعة،
ويخلق خطر تراجع التصنيع.
مما يلغي الحاجة إلى القطاع الصناعي.
ا. ويمكن أن ينتشر ارتفاع األجور في القطاع األولي إلى
ً
ر

ثم تنتقل امليزة النسبية إلى القطاع األولي، الذي يمكن أن يصبح مصد
الصناعة و يؤدي إلى فقدان القدرة التنافسية للمنتجات املصنعة؛ باإلضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الفوائض التجارية
املرتبطة بتصدير املواد الخام الىارتفاع معدل الصرفبالنسبةللعمالتاألخرى من ما يفقد قطاع الصناعةقدرتهالتنافسية.
وقد أظهرتاالختباراتالتجريبيةللتحليالتالنظريةالريكارديةوالهيكشولينيةالحاجةإلىتجاوز هذهاملقارباتاألوليةمن أجل
تحليل واقع التخصص الدولي بشكل أكثر دقة. فالفرضيات التقييدية مثل عدم الحركة الدولية لعوامل اإلنتاج، وثبات
التكاليف واملنافسة اللتامةتشير إلى أوضاع بعيدة كل البعد عن الواقع الحالي.
7
القسم الثاني. النظريات الحديثة للتجارة الدولية
علىمدى السنوات الثالثين املاضيةأونحو ذلك، أبرزت االختبارات التجريبيةأوجهالقصورفيالنظريةالكالسيكية.وتم طرح
.
ً
وجتهي نظر مختلفتين جذريا
األولىاعتبرتأن الدروساملستخلصةمنالنماذج التقليديةكانتذاتصلةفيتوفيرإطارصالحللتفكيروأنهكانمن الضروري
ببساطة تأكيد الفرضيات املتعلقة على وجه الخصوص بعدد عوامل اإلنتاج ونوعيتها. وأدى ذلك إلى تطوير تحليالت العامل
الجديد والتحليالت التكنولوجية الجديدة، التي ركزت على التوالي على مهارات العمالة والتقدم التكنولوجي كمحددات
للتخصص الدولي. واعتبرت وجهة النظر الثانية أن املبادالت داخل مابين الفروع (branche-intra échanges(في املنتجات
بين البلدان ذات التنمية االقتصادية املتكافئة أبطلت أهمية االختالفات في ظروف العرض كمحددات لهذا
ً
املتشابهة تقريبا
النوع من التجارةوتطلبت مقاربات جديدة، خاصةمن حيثتقارب في الطلب واملنافسة غير الكاملة.
2. 1 . نموذج هيكشر-أولن وعوامل اإلنتاج األخرى
2. 1 .1. نهج العوامل الجديدة
يبقى نهج العامل الجديد )factorielle-néo approche )على منطق هيكشر-أوهلين، لكنه يأخذ في الحسبان املزيد من عوامل
بوجود رأس املال البشري وبالتالي العمالةاملاهرة بكميات مختلفةفي مختلف البلدان. يسمح لنا
ً
اإلنتاج؛ويرتبط ذلك أساسا
هذا الجانب الجديد من التحليل اعتبار التعليم أحد العوامل الرئيسية في تطوير املزايا النسبية لبلد ما.
أ. رأس المال البشري والتخصص
إحدى اإلجابات على مفارقة ليونتيف تكمن في أخذ بعين االعتبار الرأس املال البشري . فهذا االخير هو نتيجة االستثمار في
تعليم وتدريبالقوى العاملة،ويؤدي إلىزيادة إنتاجيةالعمل.وكما يؤكد نموذج فيندالي وكيرزكوفسكي )1983 ،)فإن العمالة
املاهرة هي نتيجة الجمع بين عاملين هما العمالةورأساملال. فيإطارنموذج هيكشر-أوهلين، مع وجود سلعتين، إحداهما كثيفة
العمالة املاهرة )Bq)واألخرى غيركثيفة)q Bn ر السلعة)
(، فإن البلد الذي يمتلك وفرة في رأس املال سيصد Bq ،)بينما البلد
رالسلعة)

الفقير سيصد q Bn .)
ب. تأهيل العمالة والتخصص :
يشير عمل كيسينغ )1966 )إلى أن نموذج هيكشر-أوهلين يمكن أن يتنبأ بطبيعة التجارة على أساس وفرة عوامل االنتاج،
ا. وهو يميز ثماني فئات من املؤهالت، من
ً
شريطة أن يتم تقسيم العمالة نفسها إلى عدة فئات فرعية أكثر تجانس العالم إلى
العامل الغير املؤهل د النسبةاملئويةلك
. وتحد ل فئة من فئات العمالةفي صادرات البلد ما إذا كانت كثيفةالعمالةاملاهرة أو
اكثيفةالعمالةاملاهرة.
ً
ر سلع

غيراملاهرة.وهكذا حددأن الواليات املتحدةكانتتصد
2. 1 . 2 النهج التكنولوجي الجديد :
تتمثل فرضية هيكشر-أوهلين التقليدية في أن كل بلد يعرف جميع التكنولوجيات املمكنة لتصنيع سلعة ما. ومن أجل التغلب
على القيود املرتبطة بهذا االفتراض بأن التكنولوجيا شائعة ومنتشرة على نطاق واسع، يمكننا إدخال التطورات التكنولوجية
وظهور سلع جديدة فيمحددات التجارة.
8
أ. الفجوة التكنولوجية :
ومن أوائل التحليالتالتيشرحتطبيعةالتجارةالدوليةمنحيثالتغيرالتكنولوجيتحليل بوسنر)1961))Posner(
ً
.واستنادا
يمكن أن تستفيد من احتكارالتصدير إلىأن تدخل
ً
جديدا
ً
إلىاملبدأ القائل بأن الشركةالتي تطرح منتجا شركات أخرى مقلدة
إلىالسوق،فإن هذه الشركةاملبتكرةتمنح ميزةنسبيةللبلد املضيف أوالبلد األصلي.
ويستمر كروغمان (Krugman (الشمال كمثال على ذلك
ً
في نفس الفكرة، متخذا : حيث يقوم الشمال باالبتكار باستمرار من
أجل الحفاظ على مستوى دخله، أل ن الصناعات الجديدة ستتراجع و تختفي
ً
أم آجال
ً
عاجال أمام منافسة الدو ل املقلدة ذات
األجوراملنخفضةفيالجنوب.
ومن ثم يقو ل أن األجوراملرتفعةفيالشمال تعكسالريعاالحتكاري للتكنولوجياتالجديدة.وبالنسبةلكروغمان،فإن االحتكار
التكنولوجي يتآكل باستمرار من خالل التحويالت التكنولوجية وال يمكن الحفاظ عليه إال من خالل االبتكار. ويمكن النظر إلى
هذا التحليل على أنه يضع األسس لنظر يةدورة املنتج.
ب. تحليل فيرنون (Vernon: (
يتناول ر.فيرنون )1966)فكرةاالحتكارالتكنولوجياملرتبطباالبتكارويركز علىاملنتج الجديد ودورةحياته.وهو يجمعبين تطور
طبيعة املنتج طوال دو رتهوتطورتسويقه علىاملستوى الدولي. يمكن أن يمر املنتج بأربعمراحل:
النشأة: يكون املنتج كثيف التكنولوجيا،والبلد ال )أو ال يستطيع( التصدير،ويتم تصنيعاملنتج واستهالكهفيالبلد املبتكر.وال
يستطيع شراء املنتج سوى سكانهاذوي الدخل املرتفع. يلبي اإلنتاج الوطني الطلباملحليفياملقام األول.
النمو: يتسم املنتج بكثافةرأس املال،ويتطلباالستثمار إلنتاجهوتطويره، حيثتزدادالصادراتمن البلد املبتكر إلى شركائه
الذين يتمتعون بنفس القدرمن التطور.
النضج واالنحدار: تتوافق هاتان املرحلتان مع منتج س . وتنعكس
ً
لعي كثيف العمالة ومنخفض املهارات ويتقادم تدريجيا
ا )املقلدة(مصدرة.وتتخلى الشركةاملبتكرة
ً
اوتصبح البلدان األقل نمو
ً
التدفقات التجارية، حيث يصبح البلد املبتكر مستورد
عن إنتاج السلعةالتي أصبحتعادية(banalisée (لصالح املنتجات الجديدة.
الصو ر ة املو اليةتبين لنامختلفتطو ر ات املنتو ج:
9
على الرغم من أن نظرية فيرنون م