لخّصلي

يمكننا أن تحدد أهم الحاجات :
الحاجات الأساسية : لإستمرار الحياه كالطعام والشراب والجنس فمن خلال الاتصال بالآخرين يحصل الإنسان على حاجاته الأساسية ويقيم علاقات توفر له ضروريات الحياة التي لا يستطيع العيش بدونها، وإذا افتقد الإنسان قدرته ومهاراته في الاتصال والتواصل مع الآخرين فإنه بلا شك سيعجز عن البقاء والإستمرار . الحاجة إلى الإطمئنان والأمان : يحقق الاتصال البشري للإنسان الخروج من حالة العزلة والخوف ليعيش وسط مجتمع يحقق له العيش في أمان، فالإنسان كما إنه مخلوق اجتماعي فهو مخلوق إتصالي لا يطيق العيش دون التواصل مع الآخرين مهما توفرت له كل سبل الحياه وإحتياجاتها، حتى أن بعض أمثالنا الشعبية تقول الجنة من غير ناس ما تنداس. الحاجة إلى تأكيد الذات : يستمد الإنسان شعورة بذاته من خلال مدى قدرته على التأثير في الآخرين وبناء علاقات سوية معهم، وإذا استطاع الإنسان أن يقيم علاقات جيدة ومؤثرة مع غيره من البشر تزداد ثقته في نفسه وفي قدرادته مما يدفعه لمزيد من إكتساب الخبرات التي ترتقى بقدرته على التواصل وإمكانياته في التأثير. الحاجة إلى دعم الإنتماء : لا تتأكد مشاعر الإنسان بقوته وفعاليته إلا بالمزيد من الإنتماء لجماعة أو قبيلة أو أسره أو وطن، ذلك أن تنامي القدرات الاتصالية للإنسان تدفع إلى دعم غريزة الإنتماء للحيز أو المجال الإجتماعي والجغرافي الذي يعيش فيه ، وقبل قيام الدول في العصر الحديث تنوعت إنتماءات الإنسان البدائي في الحضارات القديمة، فكان الإنتماء الأقوى للأسرة أو القبيلة أو الجماعة، ومع ظهور الدولة أصبح الإنتماء للوطن هو الأساس إذ جمعت الأوطان كل أفرادها على إختلاف انتماءاتهم الدينية والعرقية والسياسية ليظلهم الوطن الواحد، وأصبح الدفاع عن الأوطان والزود عنها واجب وضرورة لحماية الأفراد والأنفس والممتلكات وتجمع أبناء كل وطن تحت راية واحدة وهدف واحد ومن هنا فإن دعوة بعض الجهلاء والسفهاء المحاربة الأوطان واسقاطها يتنافي مع كل الشرائع والقوانين ويتصادم مع الفطرة البشرية السليمة. • الحاجة إلى ممارسة القوة والسيطرة : تعد غريزة إظهار القوة والسيطرة إحدى أهم غرائز الإنسان التي تزيد من إحساسه بذاته وتأكيدها ومن خلال التواصل مع الآخرين يسعى الإنسان لفرض أرائه وقوته و سطوته على الآخرين سواء بما يملكه من قوة أو جاه أو مال، ويحقق إخضاع أكبر عدد من الناس لرغبات وتوجهات فرد ما إلى تلبية تلك الحاجة أو الغريزة البشرية. ونظل تلك الحاجة أمراً إيجابياً يحققه الإنسان بالاتصال بالآخرين سالم تصل إلى حالة الرغبة في السيطرة من أجل السيطرة أو حالة الطغيان والإفتئات على الناس والسخرية من أحوالهم وإمكانياتهم كما يفعل بعض الطغاه أو الحكام الظالمين. • المساعدة على إتخاذ القرار : تتطلب حياة الإنسان القدرة على إتخاذ القرارات بشكل سريع ومتتابع سواء فيما يتعلق بحياته الشخصية أو الاجتماعية، وكثيراً ما يجد الإنسان نفسه عاجزاً عن إتخاذ القرار حتى وإن توفرت له كل القدرات والمؤهلات، وهنا يكون بحاجة ماسه الاستشارة الآخرين لمساعدته بالنصح والإرشاد في تحديد وجهته أو ترجيح اختياره أو اتخاذ قراره، ولا يتم ذلك إلا من خلال الاتصال بهم، وكلما زادت دائرة معارفنا واصدقأنا زادت قدرتنا على الإستشارة ومن ثم التوصل إلى القرار الأكثر مناسبة. الحاجة إلى الحصول على المعلومات والخبرات : لا تقل المعلومات في أهميتها بالنسبة للإنسان عن احتياجاته للمأكل والمشرب ، فحاجتنا للمعلومات والأخبار والخبرات ضرورة لا تستمر الحياه بدونها، ولا تأتي تلك الحاجة إلا من خلال التواصل الفاعل مع كل ما يحيط بنا من بشر أو وسائل الإعلام، ففي ظل غياب المعلومة لا يستطيع الإنسان التأقلم مع ما يواجهه من أحداث ومشكلات، لذلك كان البحث عن الأخبار والمعلومات فطرة بشرية، وكانت الخدمة الإخبارية على رأس أولويات الوظائف التي تؤديها وسائل الإعلام وتسعى إلى تحقيقيها . الحاجة إلى فهم البيئة : المحيطة يظل الإنسان دوماً في حاجة إلى فهم كل ما يحيط به حتى يستطيع التعامل معه، ويتطلب فهم البيئة الجغرافية والطبيعية والبشرية التي تحيط بالانسان المزيد من التواصل مع الآخرين حتى تتكون لديه الحصيلة المعلوماتية التي تمكنه من فهم الأحداث والقدرة على التأقلم معها واتخاذ القرارات بشأنها. الحاجة إلى اكتساب الأصدقاء وبناء العلاقات : كلما زادت القدرات الاتصالية للإنسان تزايدت معها قدرته على كسب مزيد من الأصدقاء، وإقامة علاقات جيدة مع الآخرين مما يحقق له الرضا والشعور بمزيد من الطمأنينة والأمن، ويسعى الإنسان إلى بذل كل الجهود لاكتساب ثقة من حوله مما يدفعه إلى إقامة حياة اجتماعية مستقرة وأمنه. الحاجة إلى فض الصراعات والنزاعات : يتعرض الإنسان كما تتعرض الدول للعديد من الأزمات والدخول في صراعات تهدد الاستمرار والبقاء، ويكون الإنسان وكذلك الدول في حاجة إلى إيجاد حلول الأزماتها وصراعاتها ويحتاج كل منهم في ذلك إلى التواصل مع الآخرين أفرادا أو شعوباً أو دولاً للمساعدة في مواجهة ما يتعرضه من مشكلات أو صراعات، وكلما زادت حصيلتنا من الأشخاص الذين تتواصل معهم أمكننا إشراكهم في حل صراعاتنا وأزماتنا، وكلما زادت مكانة الدولة وتواصلها مع غيرها من الدول والمنظمات يمكنها اللجوء لهم عند الحاجة - للمساعدة في التغلب على الصراعات والنزاعات التي تواجهها. الحاجة إلى نقل التراث : ترتقي المجتمعات وتتقدم بقياس مدى قدرتها على تطوير معارفها وتبادلها ونقلها إلى الأجيال القادمة، والمعلومات هي الشيئ الوحيد الذي لا يغني بكثرة تداولها وتبادلها بين الناس بل أنها تزداد ثراء، وتحتاج عملية نقل التراث وحفظها للأجيال القادمة قدرة واسعة على الاتصال لتعظيم تلك المعلومات وتطويرها وحفظها وتبادلها.