لخّصلي

خامساً : التشكيل البصري :

للتشكيل البصري تقنيات متعددة منها :
• الحذف :

يندرج تحت السواد والبياض حيث يستخدم الشاعر الحذف
في النص للتعبير عن كلام محذوف ، ويلجأ الشاعر إلى هذا
الفعل السببين :
فالشاعر يريد أن يلفت النظر إلى نص أبعد عن الأنظار ، وليس كما هو معتاد في علامات الترقيم
، إذ تتكون من ثلاث نقاط
１- إذ جاءت بعد جملة ( يدعو للصمت . ) فهل هذا الصمت أدى لإرهاق الشاعر فيات التعبير عنه صعبا ،
２- ثم تأتي بعد جملة ( أن الحبر قليل ) ، وكأن الصمت يعادل الصوت في هذا الصراع ، إذ تتجلى الوقفة مع الذات والإحساس بالنبض ،

• التموج :

ويقصد به عدم توازن السطور الشعرية فوق السطح وفيه تخضع مفردات النص الشعري وأبياته لترتيب غير مطرد ، فيصبح النص خاضقا لنظام تتحكم فيه العلاقات المكانية تقريبا ، ونلاحظ التموج في قصيدة ( منامات ).

بحفل هذا النص بعدة تقنيات إذ تبرز تقنية القناع من خلال شخصية يوسف - عليه السلام- وتفسير الأحلام ، بالإضافة للتناص - في موضع آخر- مع الحديث ... لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المشير للصائم .. ) ، إضافة إلى حضور الانزياح ، فالنص يكشف الإح اس بالوحدة من خلال الخطاب ، ثم يبدأ في تفسير أحلام الآخرين ، مؤكدا على الشعور بالعزلة ، ويأتي التموج موائما للإحساس بالبعد ، فمن يفسر الأحلام ما زال في حيرة من أمره ، ويستمر في استثمار التقنيات ( التشذير ) في كلمة ( واحد ) ، وكأنه يعاني من التردد في تأويل الأحلام مع شعوره بالضياع ، فهو يرى.

• الرمز

جاء في الموسوعة العربية الميسرة أن الرمز « علامة تدل على شيء ماله وجود قائم بذاته ، فتمثله وتحل محله ، فالكتابة واستخدام الرموز عمليتان من العلميات الرمزية ، فالرمز « ليس إلا وجها مقنعا من وجوه التعبير بالصورة ، ويری بودلير أن « كل ما في الكون رمز ، وكل ما يقع في متناول الحواس رمز يستمد قيمته من ملاحظة الفنان لما بين معطيات الحواس المختلفة من علامات.

فالرمز وسيلة يستخدمها الشاعر ليبتعد عن مطابقة اللفظ ، والتأويل هو الطريقة الوحيدة للكشف عن علاقة اللفظ بالمعنی
لكن يجعل بدايته في نهاية آخر الصفحة ، ونهايته في بداية الصفحة ، يتم عبره التأكيد على مقطع أو سطر ، وبه تتحدد مجموعة من الانطباعات التي تؤثر على المتلقي بصفة عامة وتحمل في داخلها دلالات متنوعة ، ؟ »
للشاعرة ثريا العريض ، عندما نلاحظ أن الشاعرة عنونت القصيدة ب « فعل ماض .
فهذا العنوان يمثل مفتاح النص ، فالأبيات القادمة ليست إلا ماضيا ولى وذهب ، ونجد أن الكلمات التي كتبت بخط سميك في القصيدة هي أحبتك يوما ، » فكل ما تعلق بالحب استحق أن يكتب بهذه الطريقة

• التكرار.

التكرار ظاهرة أسلوبية فرضت لها مكانا في الشعر العربي الحديث ، ولقد ربطت نازك الملائكة بين التكرار والدلالات النفسية التي تسيطر على الشاعر ، ويعد تكرار بعض الكلمات دليلا على أهمية هذه الكلمات ودلالاتها الخاصة في القصيدة مضفيا إيقاعا خارجا ، ويرى عبدالله المجذوب : « أن الغرض الرئيسي من التكرار هو الخطابة.

ونعني بالخطابة : أن يعمد الشاعر إلى تقوية ناحية الإنشاء ( أي ناحية العواطف كالتعجب ، والحنين ، وما إلى ذلك » ( والتكرار قد يكون في تكرار الجمل ( كاملا أو ناقصا ، وفي الكلمات ( أسماء- أفعال - حروف ) ، ويترك أثرا في النصوص ، ويولد الدلالات

• الكلمات المفاتيح

أطلق ( سانت بيف ) فكرة الكلمات المفاتيح ) عام ۱۸۳۲ م ، إذ يقول : « إن كل كاتب لديه كلمات مفضلة تتكرر كثيرا في أسلوبه أو تفشي عن غير قصد بعض رغباته الخفية أو بعض نقاط الضعف فيه ، والكلمة المفتاح « معناها في علم الأسلوب أي كلمة تتمتع بتأكيد أسلوبي كبير يكفي لتلوين القوة الأسلوبية لوحدة من وحدات النص مهما كان تعريفنا لهذه الوحدة ، والكلمات المفاتيح يمكن أن تدرس بالطريقة الإحصائية ، كما تدرس بالملاحظة المباشرة ، ويمكن تفسيرها سيكولوجيا أو وظيفيا ، ( ۳ ) ، « إن مدخل الكلمات المفاتيح يستند في بعض اتجاهاته إلى المدخل الإحصائي في دراسة الأسلوب كإجراء في التقاط الكلمات المفاتيح .... كما أنه يركن إلى دراسة الواقعة الأسلوبية من جهتين ، الأولى على أساس أنها عنصر الغوي يستخدم لأغراض أدبية في عمل معين ، وذلك من خلال الكشف عن الوشائج بين هذا العنصر اللغوي من طرف وأبعاد النص المختلفة من طرف آخر ، وبهذا فإن الجزء ( الكلمة - أو الكلمات المفاتيح ) يكون طريقا يفسر الكل ، ويشكل مفتاحية للن » لكنها تعد أكثر