لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

(تلخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي)

ناقش الفصل السابق استخدام الذكريات والخيالات في فهم أسلوب حياة الشخص، مستخدمًا منهجية استنتاج الكل من جزئية مُنفصلة. وتُعد دراسة الذكريات وسيلةً من بين وسائل عديدة لفهم الشخصية، تعتمد جميعها على تحليل أجزاء السلوك لفهم الكل المترابط. فالحركات الجسمية والاتجاهات العقلية والذكريات تُشير جميعها إلى "أسلوب الحياة". يُلاحظ ذلك في طريقة الوقوف والمشي والكلام، فمَن يُكثر من نصب قامته يُظهر عقدة نقص، بينما مَن يقف منحنيًا قد يُفهم منه الجبن، لكن يجب الحذر وعدم الاعتماد على مؤشر واحد، بل البحث عن أدلة أخرى. فعلى سبيل المثال، الاعتماد على الكراسي يدل على عدم الثقة بالنفس، كما في حالة الأطفال الذين يعتمدون على الآخرين، وهذا يُلاحظ بوضوح في طريقة وقوفهم واقترابهم من الآخرين، ويمكن اختبار ذلك بتجارب مُعينة، كطلب من الأم الجلوس لملاحظة سلوك الطفل. كما أن طريقة اقتراب الطفل من أمه تدل على مدى توافقه الاجتماعي وثقته بالناس. فالإنسان وحدة متكاملة، كما في قصة السيدة التي اختارت الجلوس بعيدًا عن الطبيب، مُظهرةً بذلك رغبتها بالبعد عن الآخرين، مما أتاح فهم قصتها كاملةً. وقد يُستخدم القلق كوسيلة للسيطرة، كما في حالة الزوجة التي أصبحت قلقة بعد علمها بغراميات زوجها، وكذلك الشخص الذي يتكئ على جدار المنزل يدل على قلة شجاعته. كما في حالة الطفل الخجول في المدرسة، الذي يلازم الجدار، ويعود لأمه باستمرار، وذلك يدل على ارتباطه الشديد بها. سؤال الطبيب للأم حول سلوك الطفل ليلاً أكد هذا الاستنتاج، فكل سلوك صغير يُمثل جزءًا من خطة حياة متكاملة. فهدف الطفل هو الارتباط بأمه، مما يُمكننا من استنتاج جوانب أخرى من شخصيته، كقوة عقله. تختلف الاتجاهات العقلية بين الأفراد، فمنهم الشرس ومنهم المُستهتر، لكن التفريط المطلق غير مُحتمل، فحتى المُستهتر يُخفي كفاحًا داخليًا. هناك أطفال مُستسلمون، مُدَلَّلون، يسعون للسيطرة، وهذا ناتج عن عقدة نقص، كما في قصة الشاب الذي حاول الانتحار، وقد رأى في منامه أنه قتل أبيه. الخجل في الطفل يُعتبر علامة خطر، فهو يُعيق تقدمه في الحياة، وهذه الصفات ليست فطرية، بل استجابات لمواقف معينة، وهي استجابات مُتأثرة بتجارب الطفولة. يُمكن ملاحظة هذه الاستجابات بوضوح في الأطفال والشخصيات الشاذة أكثر من الأفراد الأصحاء، فالمرحلة الأولى من الحياة أسهل في التحليل. الجبن، مثلاً، قد يُلازم الشخص طوال حياته، لكن قد يحاول الجبان الظهور بمظهر البطل، كما في قصة الولد الذي كاد يغرق وهو يحاول إثارة إعجاب رفاقه. الشجاعة والجبن مرتبطان بعقيدة القضاء والقدر، فمن يعتقد بتفوقه لا يسعى للتعلم، بينما مَن يشعر بأنه محمي قد يفقد شجاعته بعد تجربة قاسية. وقد ذكر الرجل قصة نجاته من حريق مسرح، مُشيراً إلى شعوره بأنه مُدخر لأمر أعظم. الإيمان بالجبرية هروب من الكفاح، والحسد من دلائل النقص، لكن القدر الضئيل منه لا يضر، أما الغيرة الجنسية فهي حالة أشد خطورة، وهي ناتجة عن شعور بالنقص، ويجب البحث في ماضي الشخص الغيور. حسد المرأة للرجل على مكانته الاجتماعية ناتج عن اختلاف الأدوار الاجتماعية، وقد تُحاول الفتاة محاكاة الرجل، مما قد يؤدي إلى كره الزواج، لكن هذا يُعد احتجاجًا ضد الواقع. هناك أيضًا حالات أولاد يحاكون الفتيات، وهذا ناتج عن بيئة كان للمرأة فيها الدور الأكبر، كما في قصة الفتى الذي كان يُلازم أمه، مما أثّر على سلوكه وميوله، مُؤديًا إلى مشاكله الجنسية.


النص الأصلي

حاولنا في الفصل السابق شرح الطريقة التي يمكن بها استخدام الذكريات القديمة والخيالات في الكشف عن الأسلوب الخفي لحياة شخص ما. وغني عن البيان أن دراسة هذه الذكريات إن هي إلا وسيلة من طائفة جمة من الوسائل يمكن اصطناعها لدرس كل شخصية، وتقوم كلها على قاعدة استعمال الجزء المنفصل في تفسير الكل المتصل. ذلك أن في وسعنا أن نلاحظ حركات الشخص الجسمية واتجاهاته العقلية، إلى جانب ذكرياته القديمة.
والحركات نفسها تعبر عنها اتجاهات الشخص العقلية أو قل إن الاتجاهات العقلية مطمورة فيها، كما أن هذه الاتجاهات تعبر هي أيضاً عن اتجاهه العام في الحياة، ذلك الاتجاه الذي يتكون منه ما نسميه («أسلوب الحياة).
ولنعرض الآن لحركات الجسم فنقول إننا نحكم على الشخص من طريقته في الوقوف والمشي والحركة والكلام وما إلى ذلك؛ على أننا لا ندرك في جميع الأحوال أننا نصدر على الشخص حكماً قائهاً على أساس هذه الأشياء، إلا أننا نشعر على الدوام بالعطف عليه أو الكره له شعوراً أوجدته هذه المؤثرات بعينها.
ففي حالة الوقوف مثلاً ندرك فور الوقت هل هذا الطفل أو ذلك اليافع بقف منتصب القامة أو معوج الجسم أو مقوسه؟ لكن علينا بصفة خاصة أن ندقق النظر في كل إسراف أو مبالغة في هذه الصفات؛ ذلك أن الشخص الذي يسرف في نصب قامته مثلاً يجملنا على الاعتقاد بأنه يصطنع قدراً كبيراً من القوة للظهور بهذا المظهر، ونستطيع إذا أن نزعم أن هذا الشخص يشعر في قرارة نفسه أنه أقل عظمة مما يتظاهر به، ونستطيع أن نرى من هذه العلامة التافهة كيف يكشف هذا الشخص عما سميناه من قبل عقدة النقص. فهو يبغي أن يظهر أنه أكثر بسالة مما هو في الحقيقة، أي أنه يريد أن يظهر بالمظهر الذي كان يريده لنفسه من غير أن يكون مشدود القامة إلى هذا الحد.
وكثيراً ما نرى أشخاصاً آخرين يتخذون وضعاً مناقضاً لهذا، فيقف الواحد منهم وهو أبداً مقوس القامة مطأطئ الرأس، وهو وضع يفهم منه إلى حدٍّ ما أن صاحبه جبان القلب منخلع الفؤاد، ومع ذلك فإن قواعد هذا العلم، وهذا الفن الذي نحن بسبيله، ترغمنا على أن نصطنع الحذر في حكمنا، وأن نبحث عن شواهد أخرى فلا نقتصر على اعتبار واحد نبني عليه حكمنا.
فكثيراً ما نشعر عند حكمنا على شيء ما أننا ما زلنا في حاجة إلى أدلة أخرى ندعم بها هذا الحكم، وإن كنا فيه على قيد شعرة أو أدنى من الصواب. فنسأل أنفسنا: هل نحن محقون في زعمنا أن كل شخص يطأطئ رأسه هو أبداً جبان، وماذا نتوقع من مثل هذا الشخص إذا أحاطت به ظروف صعبة شديدة؟
وإذا نحن عنينا بناحية أخرى من هذا المثل الذي سقناه رأينا أن مثل هذا الشخص يحاول على الدوام أن يعتمد على شيء ما، فيتكئ على المناضد والكراسي مثلاً، وسبب ذلك أنه يحب أن يعتمد على غيره لعدم إيمانه بقوته الشخصية، ويدل هذا على نفس الاتجاه الذي يدل عليه الشخص الذي يقف مقوس الظهر. فإذا شاهدنا هذين الضربين من الحركة ماثلين في شخص ما استطعنا أن نطمئن بعض الشيء إلى حكمنا عليه.
والأطفال الذين يريدون أن يعتمدوا على غيرهم على الدوام يختلفون في وقفتهم عن الأطفال الذين لا يعتمدون إلا على أنفسهم، بل إن في مقدورنا أن نقيس مقدار استقلال الطفل بنفسه بطريقة وقوفه وبكيفية اقترابه من غيره من الناس. ولا حاجة بنا إلى أن نشك في رأينا في مثل هذه الحالات لأن لدينا كثيراً من الشواهد التي نستطيع بها أن نتثبت من أحكامنا، وإذا ما تثبتنا منها كان في وسعنا بعد هذا التثبت أن نعد العدة لعلاج الموقف وهدي الطفل إلى سواء السبيل.
قفي وسعنا مثلاً أن نجري بعض التجارب على ذلك الطفل الذي يريد أن يعينه غيره، فنطلب إلى أمه مثلاً أن تجلس على كرسي ثم ندخله الحجرة التي تجلس فيها فنراه يندفع صوبها مباشرة ليعتمد عليها أو على الكرسي الذي تجلس عليه، ولا ينظر قط إلى أحد ممن معها. وهذا دليل لا ينقض على ما توقعناه من قبل، وهو أن هذا الطفل يريد أن يعتمد على غيره.
ومن الطريف أيضا أن نلاحظ أسلوب الطفل في الاقتراب من أمه، لأن ذلك الأسلوب يدل على درجة اهتمامه الاجتماعي ودرجة توافقه مع المجتمع، ويعبر عن مدى ثقة الطفل بالناس. وسنرى أن الشخص الذي يأبى الاقتراب من الناس وينأى بجانبه عنهم يكون أيضاً متحفظاً في غير ذلك من الأمور، نجده مثلاً قليل الكلام كثير الصمت لدرجة غير مألوفة.
وفي وسعنا أن نرى أن هذه المسائل ليست إلا مظاهر لشيء واحد، لأن كل إنسان في الحقيقة وحدة لا تتجزأ، يتأثر بمشاكل الحياة على هذا الاعتبار نفسه. ولإيضاح ذلك نورد قصة سيدة ذهبت ليعالجها أحد الأطباء، وأن الطبيب يتوقع أن تعمد إلى كرسي قريب منه فتجلس عليه، إلا أنها لم تفعل وآثرت الجلوس على كرسي آخر بعيد عنه جداً، بعد أن أجالت في الحجرة نظرها، وهي حركة يستدل منها حتماً على أنها سيدة تأبى أن يكون لها اتصال بأكثر من شخص واحد، وقد قالت إنها متزوجة وهذا القول وحده يكفي لمعرفة قصتها. ففي وسعنا أن نستدل منه على أنها لا تريد أن تكون لها صلة بغير زوجها، وعلى أنها تريد أن تُدلَّل، وأنها من النساء اللاتي يردن أن يكون أزواجهن شديدي الحرص على إرضائهن، وأن يعودوا إلى منازلهم في الوقت المحدد تماماً، واللاتي إن تُركن وحدهن استولى عليهن القلق الشديد، وعلى أنها تأبى أن تبارح الدار منفردة وتنفر كل النفور من مقابلة الناس. وصفوة القول، أننا استطعنا بحركة واحدة من هذه السيدة، أن نحزر قصتها كاملة غير منقوصة، وإن يكن لدينا من الوسائل الأخرى ما نستطيع به أن نؤيد نظريتنا هذه. فقد تقول لنا هذه السيدة مثلاً إنها فريسة لداء القلق، وليس في وسع أحد أن يدرك معنى هذا القول إلا إذا علم أن القلق يمكن أن يُتخَذ سلاحاً لسيطرة على شخص آخر، فإذا أصيب بهذا الداء طفل أو شخص تام النمو ففي وسعنا أن نظن أن ثمة شخصاً آخر يعتمد عليه صاحبنا هذا. وإليك مثلاً آخر: كان رجل وزوجته يجهران بأنهما من أنصار التفكير الحر، وهم قوم يعتقدون أن لكل إنسان أن يفعل بعد زواجه ما يشاء على شريطة أن يطلع زوجه على ما يقع له. وكان من جراء ذلك أن كان للرجل بعض حوادث غرامية أطلع زوجته عليها. ولاح أن الزوجة راضية كل الرضا عن مسلكه، ولكن هذا الرضا لم يدم طويلاً، فقد استولى عليها القلق حتى لم تعد ترضى بالخروج منفردة، وحتى كانت تصر على أن يصحبها زوجها في غُدُوها ورواحها على الدوام. وهكذا رأينا كيف انقلبت هذه النزعة الحرة إلى داء القلق والكراهية.
وكثيراً ما نرى أشخاصاً يقفون بجوار منزل ويتكئون على جداره، وذلك شاهد على أنهم لا يتمتعون بقسط وافر من الشجاعة ولا من الاعتماد على النفس. وهناك مثلاً يوضح لنا المثال الأول لهؤلاء الناس الهيّابين المترددين:
كان طفل يتردد على المدرسة وهو في خجل ظاهر شديد. وهذا شاهد قوي على أنه يأبى أن تكون له صلة بأحد من زملائه التلاميذ، فلهذا لم يكن له صديق واحد منهم، وكان دائم التلهف على انقضاء ساعات اليوم المدرسي، وكان إلى ذلك بطيء الحركة للغاية، وكان إذا حل موعد الانصراف هبط الدرج وهو ملاصق للجدار، فإذا وصل إلى نهايته ولمح الباب اندفع إلى الطريق لا يلوي على شيء. ولم يكن في المدرسة من التلامذة المجيدين بل كان من أشدهم نصيراً، ولم يكن يشعر بأي مرح ما دام بين جدرانها، بل كان جل همه أن يعود إلى أمه الأرملة الضعيفة التي كانت تدلله أيما تدليل.
وأراد الطبيب أن يزيد علمه بهذا الطفل المريض فذهب إلى أمه ليتحدث إليها في شأنه وسألها «هل هو شديد الرغبة في الرقاد على فراشه؟» فأجابته بالإيجاب، فسألها «هل يصرخ ليلاً؟» فقالت ((لا) فقال (وهل يبول على فراشه؟» فأجابت سلباً. عندئذ ظن الطبيب أنه أخطأ الحجة أو أن الولد نفسه قد أخطأ، إلا أنه استنتج بعد ذلك أن الطفل ينام مع أمه في فراش واحد. فكيف وصل إلى النتيجة؟ إن الصراخ بالليل وسيلة لاسترعاء انتباه الأم، ولما كان الطفل ينام مع أمه فإن ذلك الصراخ لم يكن ضرورياً. والتبول في الفراش أيضاً وسيلة أخرى لاسترعاء انتباهها. ولقد كان استنتاج الطبيب صحيحاً، وكان الولد ينام مع أمه في فراش واحد. وبشيء من التأمل نرى أن كل هينة صغيرة يُعنى بها العالِم النفساني جزء لا يتجزأ من خطة للحياة متناسقة الأجزاء. فإذا ما استطعنا أن نرى هدف الشخص -والهدف في قصة هذا الطفل هو رغبته في أن يكون على الدوام مرتبطا بأمه- كان في وسعنا أن نستنتج طائفة كبيرة جداً من الحقائق.
فنستطيع مثلاً أن نحكم هل الطفل ضعيف العقل أو قويه؟ ذلك أن الطفل الضعيف العقل لا يستطيع بحال أن يضع خطة محكمة لحياته.
ولنعرض الآن للاتجاهات العقلية التي يتميز بها كل فرد. فمن الناس الشرس الشكس الذي ينازعك الإبرة، ومنهم المستهتر الساور الذي لا يحفل بشيء ولا يبالي ما صنع. ومع ذلك فإن من المستحيل أن تصادف شخصاً له هذه الصفة الأخيرة بحذافيرها، ذلك بأن التفريط المطلق ليس من شيمة البشر ؛ فالإنسان السويّ لا يستطيع أن يفرط كل التفريط فيما يملك، وإذا بدا لنا ذلك منه فلنا أن نعد هذا دليلاً على كفاحه أكثر مما نعده دليلاً على تفريطه واستهتاره.
وثمة نمط من الأطفال تراهم كثيري الاستسلام. وهم عادة من الأطفال الذين يكونون على الدوام موضع عناية أسرتهم، والذين يعنى بهم فرد من أفرادها فيدفعهم إلى الأمام دفعاً، وينبههم حتى لا يستهدفوا لما لا يريدون هم أن يستهدفوا له. وعلى أفراد أسرتهم فوق ذلك أن يعولوهم، فهم كَلِّ عليهم ما داموا على قيد الحياة. وهذا نفسه هو هدف تفوقهم - فهم يعبرون بهذه الطريقة عن رغبتهم في السيادة على غيرهم؛ وليس من شك في أن هدف التفوق هذا نتيجة لعقدة نقص فيهم كما مر بك. فلولا أن هؤلاء الأطفال في شك من قدرتهم لما سلكوا هذا الطريق المعبد للوصول إلى مبتغاهم. ومن الأمثلة التي توضح هذه الصفة قصة شاب في السابعة عشرة من عمره كان أكبر أبناء أسرته سناً. وقد مربك كيف أن الابن الأول في كل أسرة نصيبه عادة مأساة في حياته حين يولد له أخ ينازعه العرش الذي يتبوأه على أكباد أسرته. وهذا ما وقع لهذا الولد الذي نتحدث عنه، فقد كان يُرى دائما مكتئباً ملولاً منصرفاً عن كل عمل، حتى لقد حاول الانتحار ذات يوم. ثم إنه قصد، بعد ذلك بقليل، إلى أحد الأطباء يستشيره، وكان مما قاله له إنه قبيل أن يحاول الانتحار رأى فيما يرى النائم أنه ضرب أباه بالرصاص فأرداه قتيلاً.
وهكذا نرى كيف أن شخصاً دائم الاكتئاب والخمول والكسل كصاحبنا هذا يخفى في طيات عقله ما رأيت من حركة ذهنية ثائرة. ونرى أيضاً أن الأطفال الذين يتصفون في أيام دراستهم بالكسل والخمول، والمراهقين الذين تحسبهم لا يقدرون على عمل ما، قد يكونون قاب قوسين أو أدنى من الأخطار. وكثيراً ما يكون هذا الخمول الظاهر سطحياً فقط، ثم يحدث حادث ما فيحاول ذلك الشخص أن ينتحر أو يصاب بمرض نفساني أو تظهر عليه أعراض الجنون.
وتحديد الاتجاه العقلي لمثل هؤلاء الأشخاص مهمة شاقة في بعض الأحيان.
والحياء في الطفل علامة تنذر بالخطر الشديد، ولذا كان من الضروري معالجته بما يكفي من العناية. والواجب إصلاح هذا الطفل الحيي وإلا أفسد عليه حياؤه معيشته من أولها إلى آخرها، وسبّب له من الصعاب ما لا يعد ولا يحصى. ذلك أن ثقافتنا قد نظمت أمورها بحيث أن الأشخاص الجريئين وحدهم هم الخليقون بالحصول على خير النتائج وعلى نعم الحياة. فالشجاع إذا أصابته هزيمة لم تبلغ منه ما تبلغه من الشخص الحيي الخجول، الذي لا يلبث أن يفر إلى الجانب غير النافع من الحياة حين تلوح له الأخطار من بعيد. إن أطفالاً هذا شأنهم لا بد مصابون فيما بعد بالأمراض النفسية أو بالجنون.
وإنك لترى هذا النمط من الخَلّق يسير وعليه سيماء الحقارة والذلة، وإذا اختلط أفراده بغيرهم من الناس أرتج عليهم فلا يتكلمون، أو ابتعدوا عن الناس واجتنبوهم كل الاجتناب. وهذه الخصائص التي أتينا على شرحها إنما هي اتجاهات حادثة ليست فطرية ولا وراثية، بل مجرد استجابات لموقف من المواقف. فكل خاصة من خصائص شخص ما إن هي إلا استجابة أسلوب حياة هذا الشخص عندما تعرض له مسألة يدركها. ولا حاجة إلى القول بأنها يست الاستجابة المنطقية التي ينتظرها الفيلسوف ولكنها الاستجابة التي أوحت بها إلى هذا الشخص تجارب طفولته وأخطاؤها.
ومن الميسور مشاهدة مفعول هذه الاتجاهات والطريقة التي تكونت بها في كل طفل أو في كل شخص شاذ أكثر من مشاهدتها في الشخص السوي الكامل النمو، ذلك أن المرحلة التي يتكون فيها المثال الأول للحياة أكثر وضوحاً وأسهل تحليلاً من المراحل التي تليها، بل إننا لا نخطئ إذا شبهنا عمل المثال الأول بالفاكهة الفجة التي تستطيع أن تمثل كل ما يصادفها من سماد، وماء، وغذاء، وهواء، فهي تمثل هذه الأشياء جميعاً في أثناء نموها. والفرق بين المثال الأول وأسلوب الحياة كالفرق بين الفاكهة الفجة والفاكهة الناضجة؛ فطور الفاكهة الفجة في حياة الإنسان أسهل لك أن تكشف عنه وتختبره، ولكن ما يكشف لك عنه هذا الاختبار يصدق تماماً على طور الفاكهة الناضجة من أطوار الحياة التي نحن بسبيل درسها.
وفي وسعنا أن نعرف مثلاً كيف أن طفلاً عُرِف بالجبن في مستهل حياته قد لازمه هذا الجبن في جميع مواقفه. فهناك فروق جهة لا حصر لها بين طفلين أحدهما جبان والآخر مناضل مكافح. فهذا الأخير يتحلى دائماً بقدر من الشجاعة التي هي نتيجة لازمة لما أسميناه الإدراك الفطري العام. على أننا قد نشاهد أحياناً طفلاً جباناً يريد أن يظهر بمظهر الأبطال في موقف من المواقف، ويحدث هذا كلما حاول عامداً أن يصل إلى المكان الأول في شأن من الشؤون. ولنضرب لهذا مثلاً يوضحه، وهو حال ولد لم يكن يعرف السباحة قط، ثم قصد ذات يوم إلى الاستحمام تلبية لنداء بعض رفاقه، وكان الماء غوراً فأشرف على الغرق. ليست هذه بطبيعة الحال شجاعة حقة وهي بلا شك في الناحية الخاسرة من الحياة. ذلك بأن الولد لم يفعل ما فعل إلا لأنه كان ينشد إعجاب زملائه، وقد تجاهل الخطر المحدق به وظن أن رفاقه لا بد منقذوه إذا ما جد الجد. والشجاعة والجبن يتصلان من الوجهة النفسية اتصالاً وثيقاً بعقيدة القضاء والقدر. إن هذه العقيدة تؤثر في قدرتنا على العمل المثمر أيما تأثير، فمن الناس من يتملكهم الإحساس بالتفوق إلى حد يشعرون معه أنهم يستطيعون أن يعملوا كل شيء، وهم يعتقدون أنهم يعلمون كل شيء ولا يبغون أن يتعلموا شيئاً فوق علمهم هذا. وتلك آراء ليس منا من يجهل عواقبها، فالأطفال الذين بسلكون هذا المسلك في إبان دراستهم لا يحصلون إلا على درجات قليلة في امتحاناتهم. ومن الناس من يحاولون أبداً تجربة أشق الأعمال وأعظمها خطراً، ويشعرون أن ضرراً لا يمكن أن يحل بهم، وأن فشلاً لا يمكن أن يصيبهم، وأكبر الظن أن نتيجة هذا الاعتقاد تكون أيضاً وبالاً عليهم.
ونرى هذا الشعور بسيطرة الأقدار عند من شهدوا في حياتهم مكروهاً ثم نجوا منه، كمن شهدوا حادثاً خطراً لم يفقدوا فيه حياتهم فيظنون عندئذ أنهم مُدَّخرون في هذا العالم لأداء غرض أسمى. وقد حدث أن رجلاً كان يشعر مثل هذا الشعور ولكنه ما لبث أن فقد شجاعته وأصبح حزيناً مهموماً على أثر استهدافه لتجربة قاسية، كانت نتيجتها عكس ما كان يتوقعه. ذلك أن ما كان يبعث في نفسه هذا الاعتقاد بعظم شأنه قد ذهب فانحطت نفسيته على الأثر.
ولما سئل هذا الرجل عن ذكرياته القديمة قص قصة لها مغزاها، فقال إنه كان عليه أن يذهب ذات ليلة إلى أحد مسارح فيينا، وكان عليه قبل ذلك أن ينتظر أمراً يهمه، فلما وصل بعدئذ إلى المسرح متأخراً وجد أن النار قد التهمته فأتت عليه ونجا هو من الهلاك. ومن السهل أن نتصور كيف أن شخصاً كصاحبنا هذا يشعر أنه مدخر لأمر آخر أجلّ شأناً وأعظم خطراً مما كان فيه.
وقد سار كل شيء بعد ذلك وفق هواه حتى فشل في علاقاته مع زوجته فانهدّ ركنه وانحلّت قواه.
ومجال القول والكتابة في أثر الاعتقاد بالجبرية واسع لا حد له، وناهيك باعتقاد ما سرى في الأمم والمدنيات جميعاً كما سرى في نفوس الأفراد. إلا أن نطاق بحثنا المحدود يضطرنا إلى الاجتزاء بالإشارة إلى علاقته بكل من دوافع النشاط النفساني وأسلوب الحياة. فالإيمان بالجبرية الكاملة يكون في معظم الأحيان فراراً مشبعاً بالجبن من وجه الكفاح في سبيل النشاط الضروري في الجانب النافع من الحياة، لهذا كان ذلك الاعتقاد من أكبر العوامل في خيبة بني الإنسان.
ومن الحالات العقلية الأساسية التي تؤثر في علاقتنا ببني جنسنا صفة الحسد، فهي من دلائل النقص في الإنسان. صحيح أن واحداً منا لا يخلو من قدر من هذه الخلة: إلا أنه لا يضيرنا في شيء أن يكون فينا هذا القدر الضئيل ما دامت هي صفة عامة في الناس كلهم، وإنما يضيرنا ألا توجهنا إلى العمل وإلى التقدم وإلى مواجهة المشاكل التي تعترض سبيلنا. فإن نحن سرنا على هذا النهج أصبح هذا القدر من الحسد لا ضرر منه، ولهذا يجب علينا أن نغضي عن هذا القدر اليسير الذي لا يخلو منه واحد منا.
أما الغيرة الجنسية فحالة عقلية أخرى أكثر صعوبة وأشد خطورة، ذلك أن من المستحيل تحويلها إلى صفة نافعة، وليس في مقدور الشخص الغيور أن يكون ذا نفع قط.
وعلينا أن نعرف، فوق ذلك، أن الغيرة بهذا المعنى نتيجة لشعور بالنقص بعيد الغور. ذلك أن أشد ما يخشاه الإنسان الغيور هو عدم قدرته على الاحتفاظ لنفسه بشريكه أو شريكته؛ وإذا أراد التأثير في شريكه في أي ناحية من النواحي، كشف من فوره عن ضعفه ونقصه بما يظهر من غيرته. وإذا نحن درسنا المثال الأول لمثل هذا الشخص ألفينا فيه جانباً من الإحساس بالنقص.
والحق أننا كلما صادفنا شخصاً غيوراً كان من الخير أن نتقصى ماضيه لنعرف هل كان شخصاً قد تعرض من قبل لتجربة ففشل فيها فشلاً ذريعاً، وأصبح بعدئذ يخشى أن يلدغ من جحر الثعبان مرة أخرى؟
ولننتقل الآن من المسألة العامة المتصلة بصفتي الحسد والغيرة إلى الكلام على نوع خاص من أنواع الحسد، ذلك هو حسد المرأة للرجل على مركزه الاجتماعي الممتاز. فكثيراً ما نرى في النساء والبنات من تود لو أنها كانت ولداً، وهو اتجاه لا يصعب إدراكه؛ وذلك لأننا إذا نظرنا إلى الأشياء نظراً خالياً من الغرض وجدنا أن ثقافتنا قد هيأت للرجل مكاناً سامياً في كل شيء، جعله أبداً موضع التقدير والتبجيل أكثر من المرأة، وهو عمل غير صائب ينبغي تقويمه.
وترى البنت في كل يوم أن الذكور من بين أسرته أكثر منها راحة بما لا يقاس، وأنهم لا يفرض عليهم أن يعنوا مثلها بالتافه من الأمور، وأنهم أوسع منها حرية في كثير من الشؤون؛ فلا غرابة بعدئذ إذا أثارت هذه الحرية الممتازة خاطر الفتاة فجعلتها تكره الواجب الذي تضطلع به في هذا العالم، ولذلك تراها راغبة في أن تحاكي الرجل في الكثير مما يفعل، فتتشبه به في لباسه مثلاً، وكثيراً ما يؤيدها ذووها في ذلك لما يعلمون من أن لباس الذكر أكثر راحة للابسه، كما أنها تتشبه به في أمور أخرى أكثرها صائب ينبغي ألا تقام في سبيلها العراقيل من أجله. غير أن هناك، إلى جانب هذه الاتجاهات النافعة، اتجاهات أخرى غير نافعة، كأن ترغب فتاة أن تسمى باسم ولد لا باسم بنت، وأن غضب غضباً شديداً إن لم تنادَ بذلك الاسم الذي اختارته، وهي حالة جد ضارة إذا هي أخفت في طياتها أمراً آخر ولم يك الأمر مجرد دعابة. فقد تكون نُتيجتها نفورها في المستقبل من واجبها بوصفها فتاة، وإعراضها عن الزواج أو نفورها من اضطلاعها بواجبات المرأة إن هي تزوجت.
وينبغي ألا نقيم الدنيا ونقعدها إذا لبست المرأة ملابس قصيرة، فذلك خير لها، كما أنه أصلح لها أن تنشأ في كثير من الأحوال نشأة الرجل وأن يكون لها عمل تعمله، ولكن عليها بعد ذلك ألا تنفر من واجبها بوصفه امرأة، وألا تصف بعيوب الرجال ونقائصهم.
وأول ما يظهر هذا الاتجاه الخطر في طور المراهقة، وهو الطور الذي مكن أن يتسمم فيه المثال الأول، ففيه يصبح عقل الفتاة الذي لم يتم نموه شديد الغيرة من الامتيازات التي يتمتع بها الولد، وتظهر هذه الغيرة في محاكاتها له. وهذه عقدة من عقد التفوق، وهي إلى هذا هروب من التطور الصحيح.
وقد قلنا من قبل إن هذا قد يؤدي إلى كره شديد للحب والزواج. وليس معنى هذا أن مثل هذه الفتاة تصبح زاهدة في الزواج؛ ذلك أن ثقافتنا الحاضرة تعد عدم الزواج دليلاً على الهزيمة، ولذلك ترى كل فتاة حتى التي لا يهمها منهن أن تتزوج تتوق إلى الزواج فعلاً. وعلى رجال الإصلاح الذين يعتقدون أن من الواجب تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس المساواة بين الجنسين ألا يشجعوا مثل هذا ((الاحتجاج) من جانب المرأة على الحقوق التي يتمتع بها الرجل. فالمساواة بين الجنسين يجب أن توضع في الموضع الطبيعي للأشياء، أما هذا الاحتجاج السالف الذكر فهو ثورة عمياء على الحقائق، وهو لذلك ضرب من عقدة التفوق. والحق أن احتجاجاً كهذا جدير أن يخلق اضطراباً في كل الوظائف الجنسية وأن يؤثر فيها تأثيراً سيئاً، وقد تنشأ عنه أعراض خطرة إذا نحن تقصَّيناها رأينا أنها نشأت من أيام الطفولة.
وقد نرى عكس هذا وإن كان أقل منه حدوثاً، نرى أولاداً يريدون أن تشبهوا بالبنات. والولد الذي يريد أن يحاكي البنت لا يتشبه بالفتاة العادية بل يتشبه بالفتاة الغزلة العروب فيستعمل المساحيق الملونة، ويتحلى بالأزاهير، ويحاول أن يسلك مسلك الفتاة المستهترة، وهو لون آخر من ألوان عقدة التفوق.
وإنا لنجد في كثير من الأحوال أن مثل هذا الولد قد نشأ في بيئة كان للمرأة فيها الشأن الأكبر، فشبّ على محاكاة خصائص أمه لا خصائص أبيه.
ومن أمثلة هذه النزعة أن فتى ذهب لاستشارة أحد الأطباء في بعض علل جنسية أصابته، فقال للطبيب إنه كان دائماً أبداً مع أمه لأن والده كان في البيت كمية مهملة تقريباً. وكانت أم هذا الولد قبل أن تتزوج بأبيه حائكة ثياب، وظلت تقوم ببعض هذا العمل بعد زواجها، وكان الطفل يلازمها فأصبح يعنى بما كانت تصنع، وأخذ يحيك الثياب للنساء ويرسم لأمه صور الملابس التي تحتاج إليها، إلى غير ذلك من الشؤون النسائية. وفي وسعنا أن نحكم على مبلغ اهتمام هذا الفتى بأمه إذا عرفنا أنه وهو في الرابعة من عمره كان يستطيع معرفة الوقت بالنظر إلى الساعة، وما ذلك إلا لأن أمه كانت تبرح الدار في الساعة الرابعة بعد ظهر كل يوم وتعود في الساعة الخامسة، فكان مروره بساعة أوبتها دافعاً له إلى النظر في الساعة ومعرفة الزمن الذي تبيّنه.
ولما ذهب بعد ذلك إلى المدرسة كان سلوكه سلوك البنت، فلم يشارك زملاءه في الرياضة أو الألعاب حتى أصبح هدفاً لسخريتهم، وكثيراً ما كانوا يعتدون عليه فيقبلونه كدأبهم في مثل هذه الحالة. وفي ذات يوم كان عليهم أن يقوموا بتمثيل إحدى الروايات، فأسندوا إليه بطبيعة الحال دور البنت، فأجاده إجادة حملت الكثيرين من الناظرين على الاعتقاد بأنه بنت حقاً، بل إن واحداً من هؤلاء الناظرين أُغرِم به. وهكذا تبين الولد شيئاً فشيئاً أنه إن لم ينل تقدير الناس له من حيث هو رجل فهو خليق أن يناله بوصفه فتاة. ومن هذه المؤثرات جميعا نشأت متاعبه الجنسية التي شكا أمرها إلى الطبيب.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

To summarize, F...

To summarize, Functionally Graded Materials (FGMs) are unique and exceptional in comparison to the i...

Recent advancem...

Recent advancements in wireless networking technology have paved the way for the creation of Wireles...

سنقوم في هذا ال...

سنقوم في هذا العنصر بالتطرق إلى أهم أبعاد جودة الخدمة ومستوياتها. أولا: أبعاد جودة الخدمات لقد تعر...

حسن حازب وزير ا...

حسن حازب وزير التعليم العالي السابق في حكومة مليشيا الحوثي أطلق حسين علي حازب، الوزير السابق في حكوم...

attack notions ...

attack notions of reason and means-end thinking. The line "I feel; therefore, I am and what I feel ...

بعد استعراض است...

بعد استعراض استراتيجيات تشجيع السياحة البيئية في فلسطين ونماذج عالمية و الخطط المستقبلية يصبح من ال...

as a guide in v...

as a guide in villages or open areas outside cities.To sum up, dogs are the right choice to adopt.So...

دور المعلم في ت...

دور المعلم في تنمية التفكير لدى الطلبة 1 - أن يكون المعلمون أفراداً يتمتعون بالجدارة والثقة ٢ - أن...

التكوين التاريخ...

التكوين التاريخي للصين منذ القرن السادس الميلادي توحدت الصين في إمبراطورية واحدة ، وتتابعت على حكم ...

المراد بتحكيم ش...

المراد بتحكيم شرع الله تعالى أن يجعل شرع الله حكماً في شوؤن الحياة كلها التحليل والتحريم حق الله تعا...

_برنامج عالجي م...

_برنامج عالجي معرفي سلوكي: هو كل التقنيات املعرفية والسلوكية التي تم تنظيمهاوترتيبها وفق خطة مضبوطة ...

تواصل الدولة ال...

تواصل الدولة التونسية تأمين رحلات العودة الطوعية للأفارقة جنوب الصحراء المتواجدين في بلادنا بصفة غير...