لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

كما كان في مختلف المجالات على مر العصور ، فعلى سبيل المثال لم تخل دراسات الفلاسفة نصيب الاهتمام بظاهرة النمو بشكل عام والطفل بخاصة كبيرا فى الدين الإسلامي الحنيف . ويكفى ان نشير هنا إلى أنه قد وجه الفكر الإنساني إلى ما يحدث من تطور في السلوك البشرى ابتداء نهاية من التلقيح إلى العمر ، ولقد كتب أئمة الإسلام كثيرا فى النمو والتطور فى السلوك الإنسانى ، وشاركه فى ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب . وقد شهد القرن السابع إسهامات العديد من التربويين للاهتمام بالنمو عشر الكامل للطفل ، فقد أوضح جون لوك ضرورة دراسية الطفل ، وذلك لتكوين عادات جديدة له تتمشى مع القيم الاجتماعية لجماعته ، والعمل أيضا على قمع ميول الطفل الطبيعية التى لا تتفق والعادات الاجتماعية السائدة . وقد جمع الطفل فى ذاته كطفل ، ولذا قسم اليوم المثلى للطفل إلى ثلاث للنوم ، وفترة للترويح البدنى المتعدد الأنواع وفى القرن الثامن عشر جاء جان جاك روسو واهتمامه كتابه بتربية الطفل في أميل الذى يتكون من خمسة أجزاء ولقد تناول الجزء الأول تربية الطفل من الميلاد حتى سن الخامسة ، أما الجزء الثانى فقد تناول تربية الطفل من سن الخامسة حتى سن الثانية عشرة ، ولعل هذه المذكرات هى عين البالغ ما نشر فى العالم عن تراجم الأطفال فكانت بمثابة دراسة تبعية الحياة الطفل فى مدة محدودة ، السبيل أمام تيدمان الذى نشر تراجم الأطفال فى السنوات الأولى من أعمارهم وتشير جان كلارك » Jane Clark و « اجيل ويتل الذي ساهما فى بحثهما عن التطور التاريخي للنمو الحركي إلى أن التراجم التى نشرها التطور التاريخى تعتبر الحركى ، وفيما يلى مناقشة الخصائص المميزة لكل فترة من هذه الفترات الأربع : الفترة التمهيدية ( ١٧٨٧ م - 19٢٨ م ) تؤرخ بداية هذه الفترة مع العمل الذى نشره « تيدمان » عام ١٧٨٧ وسجل فيه طفله من الميلاد حتى بلوغه سنتين ونصفا ، فنجدة على سبيل المثال تتبع تطور سلوك الطفل فى القبض على الأشياء ، كما أن سلوكه الراهن يمتد جذوره إلى خبراته السابقة ، وقد أثر هذا المفهوم العام فى العديد من الأعمال اللاحقة ، فجاء برير بعد حوالى مائة عام ١٨٨٢ ونشر فى ألمانيا كتابه الطفل » بعنوان عقل تناول فيه بصفة عامة نمو الشعور والذكاء بشكل خاص ، ويعتبر هذا المرجع من الكتابات الهامة فى مجال علم النفس النمو ، كما يعتبر البعض أن برير هو أبو علم النفس النمو ، ولكن تبحث فى ماهية العوامل المؤثرة فيه ولا نستطيع أن نغفل إسهامات العالم داروين التى ظهرت خلال أعوام متفرقة ، ولا يهمل أسباب حدوثه كعمليه هذا ، وكان لداروين
الفضل فى توجيه موضوع تطور السلوك الإنسانى من عدة جوانب أهمها : إبراز أهمية المراحل المختلفة لتطور السلوك الإنسانى ، ومشكلة التأثير لكل من الورثة والبيئة فى دفع السلوك إلى النمو والتطور والواقع أن هذه الفترة التمهيدية قد مهدت لنشأة الأصول النظرية لعلم النفس والنمو ، ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة للنمو الحركي ، أظهرت أن هناك موضوعات سبعة حظيت باهتمام علم النفس لم تشمل النمو الحركى وبالرغم من ذلك لا نستطيع أن ننكر أن سيرة حياة الطفل قد أمدتنا بمعلومات قيمة عن تغيرات السلوك الحركى للطفل الرضيع
فترة الاهتمام بالنضج ( ٩٢٨ ام 1٩٤٦ م )
تعتبر نهاية لقرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين البداية العلمية لعلم نفس ؛ وقد ساهمت جهود العديد من العلماء تحقيق الاتجاه العلمي لعلم نفس النمو ، التى مر بها الجنس الانساني خلال نشوئه وارتقاؤه عبر التاريخ كذلك إسهامات
وعلى رأسها اختبار بينييه الذى يعتبر من أهم العوامل التى أدت إلى تطور علم نفس النمو ، وكشفت الكثير من الحقائق عن النمو العقلى والانفعالى ، وغير ذلك من مظاهر نمو الأطفال بالرغم مما صاحب بداية القرن العشرين من النمو العالمى لعلم نفس النمو قضالا عن إستقلاله عن علم النفس ، حيث توجه الاهتمام لدراسة النمو الحركى مع التركيز يشكل خاص على النضج باعتبار أنه العامل الأكثر أهمية لتحقيق النمو وتؤرخ بداية فترة الاهتمام بالنضج بالعمل الذى نشره أرنولد جزل بعنوان الطفل الرضيع والنمو الإنسانى عملهم وكذلك رع مبك أعمال ميرتل مك جرو حيث اهتماً بدور العمليات البيولوجية مثل النضج فى نمو الطفل وصفا دقيقا لتبع سلوك الطفل من لحظة ميلاد والرغم من أن هدفهما الأساسى دراسة النمو كعملية من خلال معرفة كيف يؤثر النضج فى نمو الطفل ، أو الأداء الحركى للطفل الرضيع ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن أعمال هذين العالمين مازالت تمثل أساسا هاما لمحتوى العديد من الكتابات المتخصصة وبالرغم من أن ميرتل مك جرو أعطت اهتماما لعامل النضج فى عملية النمو وأوضحت أن تغيرات السلوك الحركى للطفل الرضيع تحدث نتيجة نضج الجهاز العصبى المركزى فإنها لم تغفل دور التعلم فى تحقيق النمو ، وقد عبرت عن ذلك المعنى عندما قالتإن النضج والتعلم لا يمثلان عمليتين مختلفتين للنمو ، وقررت أن لكل عملية نمو فترة حرجة يكون الطفل فيها مهيأ لتعلم مهارات معينة ، بينما أرنولد جزل يعطى التركيز أساسا لتمو الشكل الظاهرى وقد إلى و عدة مبادئ توصل عامة للنمو ، . عام المبادى السلوك ككل ، ومازالت لها قيمتها النظرية والتطبيقية لفهم طبيعة النمو بشكل عام والنمو الحركى بخاصة وتجدر الإشارة إلى أن فترة النضج هذه قد شهدت العديد من الدراسات الوصفية ( المعيارية ) للسلوك الحركى ، والتى مهدت لبزوع الفترة اللاحقة ، ومن أمثلة هذه الأعمال ما مارى شيرلى عام م عن ارادة قامت به تطور النمو العقلى والحركى للطفل من الميلاد حتى عمر سنتين ، وقد تم تعديل هذا المقياس ، كما أدخلت تعديلات على مقياس جزل ، ومازال هذان المقياسان يستخدمان حتى وقتنا الراهن ، وخاصة لمهارات الرمى باذرا من أعلى
وكان توقف اهتمام علماء نفس النمو عن البحث ذلك على وجه التحديد بعد الحرب العالمية الثانية فترة الاهتمام بالدراسات الوصفية المعيارية حقق التطور للنمو الحركى إنجازات واضحة المعالم خلال هذه الفترة ، وتعتبر بداية هذه جلاسو والورنس الفترة امتدادا للفترة السابقة من ، ولكن وجه الاختلاف فى يتضحجج حيث الاهتمام بالنضج نقطتين هامتين أولاً : رواد دراسة النمو الحركى « إسبنشاد » و « جلاسو » و « راريك » لهذه الفترة الا جاءت بحوثهم ترجمة لتخصصهم ، وكان نتيجة لذلك أن أصبح وصف الناتج الحركى والشكل الظاهرى لتركيز أكثر على للنمو هذا ، وتمثل تلك الفترة أهمية خاصة ، حيث استقل فيها النمو الحركي عن علم اهتمام البدنية والعلاج الطبيعى نفس النمو وأصبح محور لتخصصات عديدة منها التربية والطب ، كما استطاع النمو الحركى ، أن يتبوأ مكانته كإحدى المقررات الأكاديمية فى كليات وأقسام التربية البدنية والرياضية وخاصة فى أمريكا وبعض دول أوربا وتجدر الإشارة إلى أن فترة الخمسينيات شهدت العديد من الدراسات الهامة فى مجال النمو الحركى – رغما عن قلتها - ركزت اهتمامها حول إسهامات النمو البدنى والقوة العضلية فى الأداء الحركى للأطفال ، وكان لهذا الاتجاه التأثير الواضح فى تقديم العديد من الاختبارات لمقننة لتقييم أداء الأطفال ، ودراسة « كلارك وهاريسون » البدنية والحركية عن « الفروق فى الصفات والمتخلفين من حيث عن الأولاد المتفوقين والعا الفترة تحت هذا وقد نشرت « أنا إسبنشاد ملخصا للعديد هذه من أعمالها فى عنوان « الأداء المهارى الحركى للأطفال " بما يفيد التركيز على ناتج الأداء للنمو الحركى أكثر من التركيز على العملية ذاتها ، فيلاحظ أنها للأطفال من خلال انخفاض تهتم بتتبع تطور سرعة الجرى زمن الجرى لمسافة معينة ، وقد رافق ذلك دراسة التحليل الحركى لأنماط التوافق الحركى لبعض المهارات الحركية الأساسية مثل الجرى والوثب والرمى ويبدو أن إحدى القضايا الهامة التى زامنت هذه الفترة من التطور التاريخى للنمو الحركى هى عدم وضوح مفهوم النمو الحركى من حيث كوته ناتجا أم عملية ، حيث يلاحظ أن أغلب الدراسات التى عنيت بتوصيف الأداء ا ، ولا تهمل طبيعته كعملية ، بالرغم من أن الصفة الغالبة هى النظرة للنمو الحركى كناتج لقد نشر ويكستروم خاصا كتابا عن الأنماط الحركية الأساسية ، وكان الهدف من دراستها محاولة الإجابة عن تساؤلات عديدة مثل : ما هى المهارات التي يستطيع الطفل إنجازها ؟ ومتى يتمكن من إنجازها ؟ كما حاولت فهم طبيعة النمو كهدف أساسى تسعى إلى تحقيقه ، فقد سارت على الطريق الذى نهجته « ميرتل مك جرو والذى مفاده أن النمو الحركى نتيجة عاما ، لكل من النضج والبيئة معا ، حيث أدرك المهتمون بعلم النفس أهمية النمو البدنى والحركى السوي للطفل فى العملية التربوية ، وأن إعاقة النمو البدنى والحركى للطفل تؤدى إلى مشكلات نفسية فى حياته بعامة ، وحياته المدرسية بخاصة ، كذلك أهمية النمو الحركى كمصدر أساسى للتنمية الإدراكية والمعرفية للطفل ، باعتبار أن النشاط الحركى يبدأ فى حياة الطفل مصحوبا بتنمية الإدراك الذى يتطلب تعلم المهارات الحركية التى تعتمد لدرجة كبيرة على الإدراك الدقيق للمثيرات الحسية . وبالرغم من أن الكثير من نتائج هذه الدراسات لم توصل إلى وجود علاقة بين النمو الحركى والعقلى للطفل ، فإن إجراء دالة مثل هذه الدراسات فتح آفاقا جديدة لمجال النمو الحركى ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المجال يمثل أحد الأبعاد الهامة لدراسة النمو الحركى فى الفترة اللاحقة وقصارى القول أن الصفة الغالية لطبيعة دراسات النمو الحركى خلال هذه الفترة ( ١٩٤٦ م – ١٩٧٠ ) هى الاهتمام بالناتج الحركى أكان من الكيفية ، وتقدم الولاس هالفرسون » عام ١٩٧٠ م تفسيرا لذلك ، بأن المهتمين بدراسة النمو الحركى خلال هذه الفترة سواء فى مجال علم نفس النمو أو التربية البدنية شغلتهم قضايا بحثية لا ترتبط مباشرة بالنمو الحركى كعملية . فقد حاول علماء النفس فهم نمو الجهاز العصبى المركزى من خلال السلوك الحركى ، هذا الأخرى الاعتبار أن نهاية هذه الفترة شهدت العلاقة الوثيقة بين مجالات النمو الحركي والتحكم لكن بالنمو الحركي الحاضتى فترة الاهتمام كعملية حتى الوقت ميزت خلاله الفترة بتزايد الاهتمام بالنمو الحركي كعملية ، أي محاولة الغرفة على العوامل المنشوة عن المؤرخ . والذى كان نتيجة اجتماع مصغر عقد عام ١٩٦٨ م ، وقد استمد هذا الاجتماع أهميته لاعتبارين هامين هما : أولا : عودة علماء النفس إلى الأهتمام بدراسة النمو الحركي بعد فترة توقف كبيرة ، كما رافق ذلك ظهور أعمال بعض علماء النفس مثل بياجيه وبرونر
وقد انعكس ذلك فى تحقيق المزيد من الاهتمام بدراسة النمو المهارى الحركى ثانيا : بداية ظهور صياغة المعلومات في دراسة النمو الحركي والذى رافقه بعض اختبار الفروض لتفسير السلوك كعملية من قبل علماء نفس النمو ، تغيرات متشابهة فى مجال التعلم الحركى بوساطة بعض العلماء ، حيث نشر فيتس وبوسنر كتابهما الأداء الإنسانى ، وقدقد ذلك وقاد ذلك بدوره المهتمين بعلم نفس النمو والتعلم الحركى إلى أن يوجهوا دراساتهم إلى مجال النمو الحركى للمواءمة مع مدخل صياغة المعلومات ، حيث اتخذت دراسات النمو الحركى كعملية فى هذه الفترة اتجاهين عامين أحدهما ينتمى لبحوث التحكم الحركي كعمليه في هذه الفترة اتجاهين عامين والآخر ومن أمثلة الدراسات التى تعبر عن الاتجاه الأول الخاص التحكم الحركي أعمال برونر عن الأداء المهارى المبكر للطفل هاى عن التحليل الميكانيكي والإيقاعي الحركات الطفل وتأثير ع المدى والدقة على زمن الحركة . كذلك أعمال كلارك عن النمائية فى الاستجابات الفروق الحركية و فايرويزر و هوت أس عن معدل اكتساب المعلومات للأطفال ، بينما اثنى يمثل الاتجاه الخاص بالعلم الحركى والذى يهتم بكيفية تعلم المهارات الحركية نتيجة الممارسة ، أعمال نيووال و اكليلى عام م عن أثر معرفة التائج على وآخرين وثوماس تعلم الأطفال المهارات الحركية ، عن الفروق بين الأطفال والبالغين فى عملية اكتساب المعلومات كذلك أعمال كيلسو و انورمان عام ام عن تطور التحكم والتوافق الجركى . وهنا يجب أن نشير إلى أن هذه الفترة الخاصة بالاهتمام بالنمو الحركي كعملية خلال السبعينيات لم تهمل دراسة النمو الحركى كناتج ، ا وزملاؤها فى محاولة للتوصل إلى نظام وتصنيف للأنماط الحركية الأساسية . وفى هذا الصدد اقترحوا نموذجاً تحليليا لدراسة النمو الحركى ومراحله وبالرغم من أن الاتجاء الوصفى يمثل امتدادا لمار دراسة النمو الحركى خلال الفترة السابقة محاولتهم ، وليس كما هو الحال فى نظرية صياغة المعلومات التى ترى أن التحكم الحركى يكون نتيجة مراكز العمليات العقلية والمراكز الح سية الموجودة فى الجزء الأمامى للدماغ وخاصة لحاء المخ وقشرته الرمادية أي وكان نتيجة لذلك أن ساهم المهتمون بالنمو الحركي بتقديم رؤية أكثر شمولا لتفسير العوامل المسئولة عن النمو الحركي على ضوء تنوع وتعدد مراكز المخ المختلفة ، وليس الاقتصار على دور الجهاز العصبى فحسب الذى احتل أهمية لتفسير نظرية النضيج ونظرية صياغة المعلومات . هذا ، وتلخص مارى روبرتون ام التطور التاريخى للنمو الحركى وعلاقته بمجالات العلوم الأخرى على النحو التالى أولا : بدأ النمو الحركى كجزء من مجال دراسة نمو الطفل ثانيا : أصبح مجال دراسة نمو الطفل جزء المجال دراسة أكبر هو علم نفس ثالثا : يدرس علم نفس النمو سلوك الإنسان من حيث نموه وتطوره المراحل الزمنية المتعاقبة التى يمر بها الفرد من المهد إلى اللحد ، بمعنى آخر ، فإن علم نفس النمو يدرس تغير وتطور السلوك الإنسانى خلال مرحلة حياة الانسان رابعا : لذلك فإن دراسة النمو الحركى يجب أن تعرف على ضوء مفهوم علم نفس النمو ، أى دراسة تغير وتطور السلوك الحركى للإنسان خلال مرحلة حياته من لحظة ميلاده حتى وفاته والواقع أن الاستخلاص توصلت إليه مارى روبرتون الذى عن علاقة النمو الحركى بمجالات العلوم الأخرى من وجهة نظر التطور التاريخى مازال محل جدل ومناقشة لم يحسم ، بل ربما يستمر لسنوات طويلة قادمة وخاصة بعد عودة علماء نفس النمو إلى الاهتمام بدراسة النمو الحركى خلال العقدين الأخيرين . وآية هذا الاختلاف أن هناك من العلماء من يرون أن النمو الحركى يمثل أحد المجالات الفرعية لبعض العلوم الأخرى مثل علم نفس النمو أو التعلم الحركى أو التحكم الحركى إلخ ، بينما ترى وجهة النظر الأخرى أن النمو الحركى يمثل أحد المجالات المستقلة مثله فى ذلك مثل استقلال علم نفس النمو عن علم النفس هذا ويعضد وجهة النظر الأولى على سبيل المثال ثوماس عام م فى مقاله ، البحث فى النمو الحركى حيث يشير إلى أهمية النظر إلى النمو الحركى فى إطار أكثر اتساعا تشمله علوم مختلفة مثل التحكم الحركى والتعلم الحركى ويرى إمكانية النظرة إلى كل من التحكم الحركى والتعلم الحركى باعتبارهما عملية نمائية تحدث عبر الرحلة الزمنية لحياة الإنسان . حيث إن التغيرات فى السلوك الحركى تكون نتاج التفاعل بين النواحى البيولوجية ( النضج ) وعوامل البيئة ( التعلم ) . وبالرغم من القيمة العلمية لوجهة النظر السابقة فإنها لم تحظ بالقبول من قبل همفريز . ويعتبر همفريز أن ذلك يمثل تبريرا منطقيا لجعل مجال النمو الحركى ميدانا مستقلا لذاته يسعى لإثراء التكامل المعرفى للسلوك الحركى بشكل وتجدر الإشارة هنا إلى أن فرن سيفلد فى مقالها المنشور عن هذا هو النمو الحركى تتفق مع ما توصل إليه همفريز ،


النص الأصلي

مدخل: كانت حياة الطفل ونموه ومشكلات تربيته ، دائما مثار اهتمام العلماء والباحثين الإغريق من إبراز هذه الظاهرة . كما كان في مختلف المجالات على مر العصور ، فعلى سبيل المثال لم تخل دراسات الفلاسفة نصيب الاهتمام بظاهرة النمو بشكل عام والطفل بخاصة كبيرا فى الدين الإسلامي الحنيف . ويكفى ان نشير هنا إلى أنه قد وجه الفكر الإنساني إلى ما يحدث من تطور في السلوك البشرى ابتداء نهاية من التلقيح إلى العمر ، وأنه حدد مراحل الحمل والعمر المختلفة بصورة دقيقة سبحانه وتعالى : بقول الله ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين هم . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين تل ثم خلقن النطفة علقة فخلقن العلقة مضغة فخلقن المضغة عظاما فكسون العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر» المؤمنون ] . ولقد كتب أئمة الإسلام كثيرا فى النمو والتطور فى السلوك الإنسانى ، وكان من أهم ما جاء فى هذا المقام ما عرف عن الإمام « أبى حامد الغزالي » عن مطالب النمو الإنساني في مرحلة الطفولة ، فقد جاء فيما كتبه : "الطريق فى البيان الطريق فى رياضة الصبيان فى أوجه نشوئهم ودرجة تأديهم : اعلم أن رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها ، والصبى أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة ، خالية من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما ينقش عليه ، ومائل إلى كل ما يمال إليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد فى الدنيا والآخرة ، وشاركه فى ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب . . » . وقد شهد القرن السابع إسهامات العديد من التربويين للاهتمام بالنمو عشر الكامل للطفل ، وعدم إهمال الجانب البدني والحركي ، فقد أوضح جون لوك ضرورة دراسية الطفل ، وذلك لتكوين عادات جديدة له تتمشى مع القيم الاجتماعية لجماعته ، والعمل أيضا على قمع ميول الطفل الطبيعية التى لا تتفق والعادات الاجتماعية السائدة . ثم ظهور جوهان كومينوس حيث نشر فيه صورا لدراسة شخصيته النفسية المتميزة وليس هو رجلاً الحركة ، كما ينمو شكالاً ورسـو كتابه العالم فى صور، وقد جمع الطفل فى ذاته كطفل ، وأكد أن للطفل صغيراً ، كما كان يرى . . إن الجسم يجب أن ينمو عن طريق فترات : فترة عن طريق الكتب ، ولذا قسم اليوم المثلى للطفل إلى ثلاث للنوم ، وفتر للنمو العقلى ، وفترة للترويح البدنى المتعدد الأنواع وفى القرن الثامن عشر جاء جان جاك روسو واهتمامه كتابه بتربية الطفل في أميل الذى يتكون من خمسة أجزاء ولقد تناول الجزء الأول تربية الطفل من الميلاد حتى سن الخامسة ، أما الجزء الثانى فقد تناول تربية الطفل من سن الخامسة حتى سن الثانية عشرة ، ولقد أوضح أن الهدف من التربية فى هذه المرحلة هو تنمية الحواس ، وأن تكون الرياضة والألعاب والفنون اليدوية هى وسائل تنمية حواس الطفل وخبراته هذا ، وقد نشر بستالوزى فى مذكراته التى كان يكتبها حياة طفله من العمر ثلاث سنوات ونصفا . ولعل هذه المذكرات هى عين البالغ ما نشر فى العالم عن تراجم الأطفال فكانت بمثابة دراسة تبعية الحياة الطفل فى مدة محدودة ، السبيل أمام تيدمان الذى نشر تراجم الأطفال فى السنوات الأولى من أعمارهم وتشير جان كلارك » Jane Clark و « اجيل ويتل الذي ساهما فى بحثهما عن التطور التاريخي للنمو الحركي إلى أن التراجم التى نشرها التطور التاريخى تعتبر الحركى ، ويصنفان تيدمان بمثابة البداية الحقيقية لدراسة تطور النمو إلى بالدراسات الوظيفية فترات أربع : الفترة التمهيدية ، فترة الاهتمام بالنضج ، فترة الاهتمام ( المعيارية ) . وأخيرا فترة الاهتمام بالنمو الحركي كعملية ، وفيما يلى مناقشة الخصائص المميزة لكل فترة من هذه الفترات الأربع : الفترة التمهيدية ( ١٧٨٧ م - 19٢٨ م ) تؤرخ بداية هذه الفترة مع العمل الذى نشره « تيدمان » عام ١٧٨٧ وسجل فيه طفله من الميلاد حتى بلوغه سنتين ونصفا ، حيث تضمن عمله هذا مظاهر السلوك الحركى الشائعة للطفل ، فنجدة على سبيل المثال تتبع تطور سلوك الطفل فى القبض على الأشياء ، والانتقال من « منعكس القبض - إلى القبض الإرادى
وقد جاء العمل الذى نشره تيدمان عن سيره حياة الطفل الرضيع انعكاسا لأهمية التأريخ لدراسة سلوك الطفل ، فالخبرات السابقة فى حياة الطفل تمثل أهمية لتفسير حاضره ، كما أن سلوكه الراهن يمتد جذوره إلى خبراته السابقة ، وقد أثر هذا المفهوم العام فى العديد من الأعمال اللاحقة ، فجاء برير بعد حوالى مائة عام ١٨٨٢ ونشر فى ألمانيا كتابه الطفل » بعنوان عقل تناول فيه بصفة عامة نمو الشعور والذكاء بشكل خاص ، ويعتبر هذا المرجع من الكتابات الهامة فى مجال علم النفس النمو ، كما يعتبر البعض أن برير هو أبو علم النفس النمو ، وقد تبع برير العديد من المهتمين بتطور نمو الطفل ، ولكن يعتبر شين. . ام هو الأكثر تميزا من بين هؤلاء حيث ساهم بالتنقيح والتعديل والإضافة لمنهج سيرة حياة الطفل . ومما هو جدير بالذكر أن طريقة سيرة حياة الطفل تمثل نموذجا واضحا لطبيعة دراسة النمو كحصائل نواتج ، أما دراسة جلتون توأم من الأطفال بغرض تثبيت أثر الوراثة فإنها تعكس الاهتمام بالنمو كعملية ، حيث لا تكتفى بتتبع مظاهر النمو ، ولكن تبحث فى ماهية العوامل المؤثرة فيه ولا نستطيع أن نغفل إسهامات العالم داروين التى ظهرت خلال أعوام متفرقة ، كذلك نظريته الخاصة
فى النشوء والأرتقاء فى أصل الأنواع واهتمامه بتأثير البيئة فى تشكيل الكائن الحى ، وكيف يتكيف الكائن الحي مع بيته . أهم ملامح داروين » عن النمو والتطور وكان من كتابات أنه يلاحظ السلوك كناتج ، ولا يهمل أسباب حدوثه كعمليه هذا ، وكان لداروين
الفضل فى توجيه موضوع تطور السلوك الإنسانى من عدة جوانب أهمها : إبراز أهمية المراحل المختلفة لتطور السلوك الإنسانى ، ومشكلة التأثير لكل من الورثة والبيئة فى دفع السلوك إلى النمو والتطور والواقع أن هذه الفترة التمهيدية قد مهدت لنشأة الأصول النظرية لعلم النفس والنمو ، ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة للنمو الحركي ، بل إن الدراسة التى قام بها كايرنز عن النشأة التاريخية لعلم نفس النمو خلال هذه الفترة ، أظهرت أن هناك موضوعات سبعة حظيت باهتمام علم النفس لم تشمل النمو الحركى وبالرغم من ذلك لا نستطيع أن ننكر أن سيرة حياة الطفل قد أمدتنا بمعلومات قيمة عن تغيرات السلوك الحركى للطفل الرضيع
فترة الاهتمام بالنضج ( ٩٢٨ ام 1٩٤٦ م )
تعتبر نهاية لقرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين البداية العلمية لعلم نفس ؛ لأن البحث فى هذه الفترة أو قبلها بقليل تبنى اتجاهاً علمياً يعتمد على الملاحظة المباشرة للأطفال وعلى التجارب التى تفسير الكثير من سلوكهم ، وقد ساهمت جهود العديد من العلماء تحقيق الاتجاه العلمي لعلم نفس النمو ، منهم استانلى هول الذى تاثر بالنظريات التي كانت سائدة في عصره وخاصة نظرية التطور ، وقرر أن النمو فطري وراثى يسير وفق نسق معين ، ومراحل نمو الطفل عنده تقابل تلك المراحل
التى مر بها الجنس الانساني خلال نشوئه وارتقاؤه عبر التاريخ كذلك إسهامات
ألفريد بينيه وخاصة فيما يتعلق بنظريات الفروق الفردية والاختبارات النفسية ، وخصوصا اختبارات الذكاء ، وعلى رأسها اختبار بينييه الذى يعتبر من أهم العوامل التى أدت إلى تطور علم نفس النمو ، وكشفت الكثير من الحقائق عن النمو العقلى والانفعالى ، وغير ذلك من مظاهر نمو الأطفال بالرغم مما صاحب بداية القرن العشرين من النمو العالمى لعلم نفس النمو قضالا عن إستقلاله عن علم النفس ، فإن النمو الحركى لم يحظ بمثل هذا القدر من الاهتمام حتى بداية الثلاثينيات ، حيث توجه الاهتمام لدراسة النمو الحركى مع التركيز يشكل خاص على النضج باعتبار أنه العامل الأكثر أهمية لتحقيق النمو وتؤرخ بداية فترة الاهتمام بالنضج بالعمل الذى نشره أرنولد جزل بعنوان الطفل الرضيع والنمو الإنسانى عملهم وكذلك رع مبك أعمال ميرتل مك جرو حيث اهتماً بدور العمليات البيولوجية مثل النضج فى نمو الطفل وصفا دقيقا لتبع سلوك الطفل من لحظة ميلاد والرغم من أن هدفهما الأساسى دراسة النمو كعملية من خلال معرفة كيف يؤثر النضج فى نمو الطفل ، قد أفادت محاولتهما فى إمدادنا بالكثير من المعلومات عن التغيرات فى السلوك الحركى، أو الأداء الحركى للطفل الرضيع ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن أعمال هذين العالمين مازالت تمثل أساسا هاما لمحتوى العديد من الكتابات المتخصصة وبالرغم من أن ميرتل مك جرو أعطت اهتماما لعامل النضج فى عملية النمو وأوضحت أن تغيرات السلوك الحركى للطفل الرضيع تحدث نتيجة نضج الجهاز العصبى المركزى فإنها لم تغفل دور التعلم فى تحقيق النمو ، وقد عبرت عن ذلك المعنى عندما قالتإن النضج والتعلم لا يمثلان عمليتين مختلفتين للنمو ، ولكنهما بمثابة وجهين مختلفين للعملية الأساسية للنمو لقد ذهبت ميرتل مك جرو إلى ما هو أبعد من ذلك ، وقررت أن لكل عملية نمو فترة حرجة يكون الطفل فيها مهيأ لتعلم مهارات معينة ، فإذا ما أتيحات الفرصة للطفل لتعلم تلك المهارات فإن ناتج التعلم يكون مناسبا ، أما إذ بدأ العلم فى وقت مبكر أو فى وقت متأخر إلى حد كبير عن الفترة الحرجة للمهارة فإن ذلك قد يؤثر سلبيا هذا ، وبالرغم من أن فترة النضج تقترن بإسهامات ميرتل مك جرو و أرنولد جزل ، كما أن أفكارهما عن النمو مستقاة من علماء الأجنة مثل كوجهل ، فإن هناك عدم اتفاق فيما بينهما عن كيف يحدث النمو ، حيث يلاحظ أن ميرتل مك جرو تعطى اهتماما أكبر للجهاز العصبى المركزى ، بينما أرنولد جزل يعطى التركيز أساسا لتمو الشكل الظاهرى وقد إلى و عدة مبادئ توصل عامة للنمو ، وبالرغم من أن هذه المبادى أكثر ارتباطا بالنمو الحركى فإنها تعتبر بمثابة أساس . . عام المبادى السلوك ككل ، ومازالت لها قيمتها النظرية والتطبيقية لفهم طبيعة النمو بشكل عام والنمو الحركى بخاصة وتجدر الإشارة إلى أن فترة النضج هذه قد شهدت العديد من الدراسات الوصفية ( المعيارية ) للسلوك الحركى ، والتى مهدت لبزوع الفترة اللاحقة ، ومن أمثلة هذه الأعمال ما مارى شيرلى عام م عن ارادة قامت به تطور النمو العقلى والحركى للطفل من الميلاد حتى عمر سنتين ، ومازالت نتائج دراستها عن تطور النمو الحركى للطفل الرضيع وخاصة فيما يتعلق بالوقوف والمشى تنشر فى المراجع المتخصصة للنمو الحركى للطفل . كذلك أعمال الولاس هالفرسون عن تطور الرضيع على القبض ام مقدرة الطف تناول الأشياء عليها طورت كما انانسى بايلى . مقياسا خاصا لمعايير النمو الحركى استفادة من ملاحظتها لتطور القدرات الحركية أثناء السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ، وقد تم تعديل هذا المقياس ، كما أدخلت تعديلات على مقياس جزل ، ومازال هذان المقياسان يستخدمان حتى وقتنا الراهن ، كذلك لا نستطيع أن نغفل الأعمال التى قامت بها مونيكا ويلد عن تطور أنماط الواق الحركى ، وخاصة لمهارات الرمى باذرا من أعلى
ويبدو أن انتهاء فترة الاهتمام بالنضج للتطور التاريخى للنمو الحركى رافقت والدراسة فى مجال النمو الحركى ، بينما بدأ الباحثون فى التربية البدنية ، إعطاء المزيد من الاهتمام فى دراساتهم للنمو الحركى ، وكان توقف اهتمام علماء نفس النمو عن البحث ذلك على وجه التحديد بعد الحرب العالمية الثانية فترة الاهتمام بالدراسات الوصفية المعيارية حقق التطور للنمو الحركى إنجازات واضحة المعالم خلال هذه الفترة ، أنا إسبنشاد ويرجع الفضل فى ذلك إلى أعمال كل من و روث التاريخى راريك ، وتعتبر بداية هذه جلاسو والورنس الفترة امتدادا للفترة السابقة من ، ولكن وجه الاختلاف فى يتضحجج حيث الاهتمام بالنضج نقطتين هامتين أولاً : رواد دراسة النمو الحركى « إسبنشاد » و « جلاسو » و « راريك » لهذه الفترة الا جاءت بحوثهم ترجمة لتخصصهم ، متخصصون فى التربية البدنية ، لذلك كان تركيزهم على تطور نمو المهارات الحركية للأطفال وفقا لأعمارهم بمراحل التعليم . ثانيا : احتل النمو الحركى أهمية مركزية فى بحوثهم بعكس الفترات السابقة التى كانت تعطى الاهتمام الأكبر للنمو بشكل عام ، والنمو المعرفى بخاصة ، وكان نتيجة لذلك أن أصبح وصف الناتج الحركى والشكل الظاهرى لتركيز أكثر على للنمو هذا ، وتمثل تلك الفترة أهمية خاصة ، حيث استقل فيها النمو الحركي عن علم اهتمام البدنية والعلاج الطبيعى نفس النمو وأصبح محور لتخصصات عديدة منها التربية والطب ، كما استطاع النمو الحركى ، أن يتبوأ مكانته كإحدى المقررات الأكاديمية فى كليات وأقسام التربية البدنية والرياضية وخاصة فى أمريكا وبعض دول أوربا وتجدر الإشارة إلى أن فترة الخمسينيات شهدت العديد من الدراسات الهامة فى مجال النمو الحركى – رغما عن قلتها - ركزت اهتمامها حول إسهامات النمو البدنى والقوة العضلية فى الأداء الحركى للأطفال ، وكان لهذا الاتجاه التأثير الواضح فى تقديم العديد من الاختبارات لمقننة لتقييم أداء الأطفال ، ومن أمثلة الدراسات التى أجريت فى 19٥١ غضون هذه الفترة دراسة « سيلس » Sells م عن « العلاقة بين قياسات النمو الدنى والأداء الحركى لعضلات الجسم الكبيرة لأطفال المرحلة الابتدائية ، كذلك دراسية أسموسن ونيلسون م عام عن « تحليل الأداء البدنى والنمو للأطفال الذكور » ، ودراسة « كلارك وهاريسون » البدنية والحركية عن « الفروق فى الصفات والمتخلفين من حيث عن الأولاد المتفوقين والعا الفترة تحت هذا وقد نشرت « أنا إسبنشاد ملخصا للعديد هذه من أعمالها فى عنوان « الأداء المهارى الحركى للأطفال " بما يفيد التركيز على ناتج الأداء للنمو الحركى أكثر من التركيز على العملية ذاتها ، فيلاحظ أنها للأطفال من خلال انخفاض تهتم بتتبع تطور سرعة الجرى زمن الجرى لمسافة معينة ، أكثر من اهتمامها بالأنماط المختلفة لمهارة الجارى ، كما يرجع الفضل إلى روث جالاسو وزملائه من جامعة وسكنسون فى الاهتمام معرفة ماهية وأنواع الأنماط الحركية التى تميز طبيعة النمو الحركى للأطفال ، وقد رافق ذلك دراسة التحليل الحركى لأنماط التوافق الحركى لبعض المهارات الحركية الأساسية مثل الجرى والوثب والرمى ويبدو أن إحدى القضايا الهامة التى زامنت هذه الفترة من التطور التاريخى للنمو الحركى هى عدم وضوح مفهوم النمو الحركى من حيث كوته ناتجا أم عملية ، حيث يلاحظ أن أغلب الدراسات التى عنيت بتوصيف الأداء ا ، قد اقترنت بالعديد من التساؤلات التى تبحث عن أسباب وكيفية حدوث لتغيير فى الأداء الحركى . وتعتبر أعمال ويكستروم ، والولاس هالفرستون خلال الستينيات نموذجا الاتجاه الدراسات التى تعنى بالنمو الحركى كناتج ، ولا تهمل طبيعته كعملية ، بالرغم من أن الصفة الغالبة هى النظرة للنمو الحركى كناتج لقد نشر ويكستروم خاصا كتابا عن الأنماط الحركية الأساسية ، كما أجرت لولاس هالفرسون دراستها الطولية الشهيرة لتتبع السلوك الحركى لسبعة أطفال حتى بلوغهم عمر خمس عشرة سنة ، وكان الهدف من دراستها محاولة الإجابة عن تساؤلات عديدة مثل : ما هى المهارات التي يستطيع الطفل إنجازها ؟ ومتى يتمكن من إنجازها ؟ كما حاولت فهم طبيعة النمو كهدف أساسى تسعى إلى تحقيقه ، بل نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ، وتقرر هنا أن لدراستها الفضل فى المزيد من الاهتمام بتأثير بعض العوامل البيئية والتعليمية فى تحديد بعض أنماط التوافق الحركى ، فقد سارت على الطريق الذى نهجته « ميرتل مك جرو والذى مفاده أن النمو الحركى نتيجة عاما ، لكل من النضج والبيئة معا ، بحوالى عشرين شهدت نهاية الستينيات بدء الاهتمام بمجال النمو الإدراكى الحركى ، حيث أدرك المهتمون بعلم النفس أهمية النمو البدنى والحركى السوي للطفل فى العملية التربوية ، وأن إعاقة النمو البدنى والحركى للطفل تؤدى إلى مشكلات نفسية فى حياته بعامة ، وحياته المدرسية بخاصة ، كذلك أهمية النمو الحركى كمصدر أساسى للتنمية الإدراكية والمعرفية للطفل ، باعتبار أن النشاط الحركى يبدأ فى حياة الطفل مصحوبا بتنمية الإدراك الذى يتطلب تعلم المهارات الحركية التى تعتمد لدرجة كبيرة على الإدراك الدقيق للمثيرات الحسية . وقد أجريت دراسات عديدة البحث طبيعة العلاقة بين النحو الحركى والعقلى ، وبالرغم من أن الكثير من نتائج هذه الدراسات لم توصل إلى وجود علاقة بين النمو الحركى والعقلى للطفل ، فإن إجراء دالة مثل هذه الدراسات فتح آفاقا جديدة لمجال النمو الحركى ، ربما كان من أهمها التفاعل بين الجانب الإدراكى والجانب المعرفى مع حركة الطفل ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المجال يمثل أحد الأبعاد الهامة لدراسة النمو الحركى فى الفترة اللاحقة وقصارى القول أن الصفة الغالية لطبيعة دراسات النمو الحركى خلال هذه الفترة ( ١٩٤٦ م – ١٩٧٠ ) هى الاهتمام بالناتج الحركى أكان من الكيفية ، ولم يوجه هذا القدر من الاهتمام للنمو الحركى باعتباره عملية . وتقدم الولاس هالفرسون » عام ١٩٧٠ م تفسيرا لذلك ، بأن المهتمين بدراسة النمو الحركى خلال هذه الفترة سواء فى مجال علم نفس النمو أو التربية البدنية شغلتهم قضايا بحثية لا ترتبط مباشرة بالنمو الحركى كعملية . فقد حاول علماء النفس فهم نمو الجهاز العصبى المركزى من خلال السلوك الحركى ، بينما اهتم الباحثون فى مجال التربية البدنية بكيفية تطوير تعلم المهارات الحركية من خلال تغييرات مع أهمية فى الأداء الحركي ، هذا الأخرى الاعتبار أن نهاية هذه الفترة شهدت العلاقة الوثيقة بين مجالات النمو الحركي والتحكم لكن بالنمو الحركي الحاضتى فترة الاهتمام كعملية حتى الوقت ميزت خلاله الفترة بتزايد الاهتمام بالنمو الحركي كعملية ، أي محاولة الغرفة على العوامل المنشوة عن المؤرخ . وتؤرخ بداية هذه الفترة العمل الذى نشره كونولي هم عن النواحي" الميكانيزمية للنمو المهارى الحركى" ، والذى كان نتيجة اجتماع مصغر عقد عام ١٩٦٨ م ، وشمل بعض المهتمين بالنمو الحركى ، وأغلبهم من علماء النفس . وقد استمد هذا الاجتماع أهميته لاعتبارين هامين هما : أولا : عودة علماء النفس إلى الأهتمام بدراسة النمو الحركي بعد فترة توقف كبيرة ، كما رافق ذلك ظهور أعمال بعض علماء النفس مثل بياجيه وبرونر
الذين اهتموا بدراسة النمو المهارى فى مرحلة المهد ومرحلة الطفولة المبكرة
وقد انعكس ذلك فى تحقيق المزيد من الاهتمام بدراسة النمو المهارى الحركى ثانيا : بداية ظهور صياغة المعلومات في دراسة النمو الحركي والذى رافقه بعض اختبار الفروض لتفسير السلوك كعملية من قبل علماء نفس النمو ، وعلماء النفس التطبيقيين ومن أمثلة ذلك دراسة العمليات الإدراكية المعرفية هذا ، وقد تزامن مع التغيرات السابقة ، تغيرات متشابهة فى مجال التعلم الحركى بوساطة بعض العلماء ، حيث نشر فيتس وبوسنر كتابهما الأداء الإنسانى ، كما المهارات الحركية ونشر مارتينوك كتابه صياغة المعلومات في المهارات الحركية. وقدقد ذلك وقاد ذلك بدوره المهتمين بعلم نفس النمو والتعلم الحركى إلى أن يوجهوا دراساتهم إلى مجال النمو الحركى للمواءمة مع مدخل صياغة المعلومات ، حيث اتخذت دراسات النمو الحركى كعملية فى هذه الفترة اتجاهين عامين أحدهما ينتمى لبحوث التحكم الحركي كعمليه في هذه الفترة اتجاهين عامين والآخر ومن أمثلة الدراسات التى تعبر عن الاتجاه الأول الخاص التحكم الحركي أعمال برونر عن الأداء المهارى المبكر للطفل هاى عن التحليل الميكانيكي والإيقاعي الحركات الطفل وتأثير ع المدى والدقة على زمن الحركة . كذلك أعمال كلارك عن النمائية فى الاستجابات الفروق الحركية و فايرويزر و هوت أس عن معدل اكتساب المعلومات للأطفال ، بينما اثنى يمثل الاتجاه الخاص بالعلم الحركى والذى يهتم بكيفية تعلم المهارات الحركية نتيجة الممارسة ، أعمال نيووال و اكليلى عام م عن أثر معرفة التائج على وآخرين وثوماس تعلم الأطفال المهارات الحركية ، عن الفروق بين الأطفال والبالغين فى عملية اكتساب المعلومات كذلك أعمال كيلسو و انورمان عام ام عن تطور التحكم والتوافق الجركى . وهنا يجب أن نشير إلى أن هذه الفترة الخاصة بالاهتمام بالنمو الحركي كعملية خلال السبعينيات لم تهمل دراسة النمو الحركى كناتج ، ولكن دراسة النمو الحركى كناتج تميزت أيضا باتجاهين بارزين هما الاتجاه الأول : قادة هذا الاتجاه « فرن سيفلد ، ا وزملاؤها فى محاولة للتوصل إلى نظام وتصنيف للأنماط الحركية الأساسية . وفى هذا الصدد اقترحوا نموذجاً تحليليا لدراسة النمو الحركى ومراحله وبالرغم من أن الاتجاء الوصفى يمثل امتدادا لمار دراسة النمو الحركى خلال الفترة السابقة محاولتهم ، فإن الجديد هو معرفة كيف يتعلم أو يكتسب الأطفال المهارات الحركية ، وعدم الاقتصار على توصيف الأداء فقط الاتجاه الثانى : تميز الاتجاه الثانى لدراسة النمو الحركى بالعناية بالنمو الإدراكى الحركى وبعد أن كانت الصفة الغالية لدراسة الإدراك الحركى خاصة بالأطفال المعاقين فقد شهدت السبعينيات اهتماما بدراسة التغيرات للقدرات النمائية الحسية الإدراكية التى تصاحب التغيرات فى المهارات الحركية ومن بريدنور أمثلة الأعمال التى تعبر هذا الاتجاء دراسة ام عن تأثير متغيرات الحجم والسرعة والاتجاء على إدراك الأشياء المتحركة كذلك ما نشره كل أوريو وليامز عام ١٩٨ م عن النمو الإدراكي الحركي ومما الأخيرة التاسع احداث هو جدير بالذكر أنه فى العشر سنوات خلال العقد عملية تطور النمو الحركى بدأ بالعمل الذى تطور جديد لتوجيه نشره كوجلر وآخرون وتضمن تقديم إطار نظرى جديد لدراسة التحكم الحركى على وجود مراكز يعتمد خاصة فى الجزء الخلفى للدماغ تكون مسئولة الحركى لمجموعات عضلية معينة ، وليس كما هو الحال فى نظرية صياغة المعلومات التى ترى أن التحكم الحركى يكون نتيجة مراكز العمليات العقلية والمراكز الح سية الموجودة فى الجزء الأمامى للدماغ وخاصة لحاء المخ وقشرته الرمادية أي وكان نتيجة لذلك أن ساهم المهتمون بالنمو الحركي بتقديم رؤية أكثر شمولا لتفسير العوامل المسئولة عن النمو الحركي على ضوء تنوع وتعدد مراكز المخ المختلفة ، وليس الاقتصار على دور الجهاز العصبى فحسب الذى احتل أهمية لتفسير نظرية النضيج ونظرية صياغة المعلومات . هذا ، وتلخص مارى روبرتون ام التطور التاريخى للنمو الحركى وعلاقته بمجالات العلوم الأخرى على النحو التالى أولا : بدأ النمو الحركى كجزء من مجال دراسة نمو الطفل ثانيا : أصبح مجال دراسة نمو الطفل جزء المجال دراسة أكبر هو علم نفس ثالثا : يدرس علم نفس النمو سلوك الإنسان من حيث نموه وتطوره المراحل الزمنية المتعاقبة التى يمر بها الفرد من المهد إلى اللحد ، بمعنى آخر ، فإن علم نفس النمو يدرس تغير وتطور السلوك الإنسانى خلال مرحلة حياة الانسان رابعا : لذلك فإن دراسة النمو الحركى يجب أن تعرف على ضوء مفهوم علم نفس النمو ، أى دراسة تغير وتطور السلوك الحركى للإنسان خلال مرحلة حياته من لحظة ميلاده حتى وفاته والواقع أن الاستخلاص توصلت إليه مارى روبرتون الذى عن علاقة النمو الحركى بمجالات العلوم الأخرى من وجهة نظر التطور التاريخى مازال محل جدل ومناقشة لم يحسم ، بل ربما يستمر لسنوات طويلة قادمة وخاصة بعد عودة علماء نفس النمو إلى الاهتمام بدراسة النمو الحركى خلال العقدين الأخيرين . وآية هذا الاختلاف أن هناك من العلماء من يرون أن النمو الحركى يمثل أحد المجالات الفرعية لبعض العلوم الأخرى مثل علم نفس النمو أو التعلم الحركى أو التحكم الحركى إلخ ، بينما ترى وجهة النظر الأخرى أن النمو الحركى يمثل أحد المجالات المستقلة مثله فى ذلك مثل استقلال علم نفس النمو عن علم النفس هذا ويعضد وجهة النظر الأولى على سبيل المثال ثوماس عام م فى مقاله ، البحث فى النمو الحركى حيث يشير إلى أهمية النظر إلى النمو الحركى فى إطار أكثر اتساعا تشمله علوم مختلفة مثل التحكم الحركى والتعلم الحركى ويرى إمكانية النظرة إلى كل من التحكم الحركى والتعلم الحركى باعتبارهما عملية نمائية تحدث عبر الرحلة الزمنية لحياة الإنسان . فالمعرفة الناتجة من دراسة التحكم الحركى توضح لنا دور الجهاز الغضبى فى الإنجاز الحركى لمستوى معين ، كما أن التعلم الحركى يمثل جزءا من النموالحركى ، حيث إن التغيرات فى السلوك الحركى تكون نتاج التفاعل بين النواحى البيولوجية ( النضج ) وعوامل البيئة ( التعلم ) . وبالرغم من القيمة العلمية لوجهة النظر السابقة فإنها لم تحظ بالقبول من قبل همفريز . الذى على يرى أهمية أن ينظر إلى النمو الحركى نحو أشمل من المقارنة للتحكم أو التعلم عبر المراحل الزمنية المتعاقبة لحياة الإنسان ، ويضيف أن دراسة النمو الحركى يجب ألا تختلف عن دراسة مجالات السلوك الإنسانى الأخرى من حيث المجال المعرفى جان بياجيه أو المجال الاجتماعى باندورا ا كما يرى همفريز أن تركيز الاهتمام حول التحكم الحركى قد يعكس قلة الاهتمام بالنضج والتعلم فى علاقتهما بالنمو ، وأن التركيز على التعلم الحركى قد يقود إلى تجاهل تأثير النضج بمفهومه الشامل الذى يتضمن الجهاز العصبى ومكوناته المختلفة هذا ، ويعتبر همفريز أن ذلك يمثل تبريرا منطقيا لجعل مجال النمو الحركى ميدانا مستقلا لذاته يسعى لإثراء التكامل المعرفى للسلوك الحركى بشكل وتجدر الإشارة هنا إلى أن فرن سيفلد فى مقالها المنشور عن هذا هو النمو الحركى تتفق مع ما توصل إليه همفريز ، وتضيف أن النمو الحركى يمثل أحد المقررات الأكاديمية الهامة ، له خصائصه ومحتواه الذى يتفرد به دون سواه من المقررات الأكاديمية الأخرى ، وتقترح مجموعة من الموضوعات الهامة التى يشملها المقرر الدراسى لنمو الحركى والعلم الأخرى منها على سبيل المثال : دون غيره من المواد في
الإطار النظري ونظريات النمو الحركى
المشكلات المنهجية لدراسة النمو الحركى
التحكم الحركى والتعلم الحركى عبر مراحل العمر المختلفة ،
تغيرات النمو والأداء الحركى عبر رحلة حياة الإنسان .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

صيانة السيارة: ...

صيانة السيارة: دليل شامل 1. عمليات التفتيش المنتظمة والخدمات المجدولة: - التكرار: اتبع توصيات...

The Impact of t...

The Impact of the Media In what ways can the media affect society and government? The media’s primar...

مقدمة: استطاع ا...

مقدمة: استطاع العلويون إعادة توحيد البلاد بعد ضعف الدولة السعدية. فما هي أسباب ضعف الدولة السعدية؟ ...

والعودة إلى أحك...

والعودة إلى أحكام الشريعة تعني التحرر من بقايا الاستعمار في المجال التشريعي، والرجوع إلى منابعنا الأ...

ان الاسباب المذ...

ان الاسباب المذكورة انتجت أدباً يتجه الخطاب فيه الى المذكر بشكل عام الامر الذي يجعل القارىء لا يميز ...

- المطابخ السحا...

- المطابخ السحابية ، والتي تسمى أيضًا المطابخ الافتراضية أو المظلمة ، هي تلك التي تخدم عملاء التوصيل...

التشبيه والإبا...

التشبيه والإبانة: يُنظر إلى التشبيه على أنه علاقةٌ إبداعيةٌ تقوم على المقارنة والربط بين طرفين يشت...

ORAL NUTRITION ...

ORAL NUTRITION SUPPLEMENTATION IN CKD When nutrition counseling per se fails to meet the differ- enc...

In moment’s eve...

In moment’s ever- changing work terrain, workers frequently feel overwhelmed and need further provoc...

لعائلات واجهها ...

لعائلات واجهها مصائب.. كما نعيش أيام سعيدة، وماذا يمكن أن يقال عندما تم للأسف تشخيص ثلاثة من أطفال ا...

لقد أدى قصور نظ...

لقد أدى قصور نظام املسؤولية املدنية وعجزها في تغطية األضرار الناجمة عن بعض األخطار التي أصبحت تكتسب ...

وفي القراءة تهذ...

وفي القراءة تهذيب للنفس، وهي تمنحنا الثقة والقدرة على التحاور والنقاش، وتجعل صاحبها يترفع عن سفاسف ا...