لخّصلي

تُعنى دراسة ما قبل التاريخ بتطور حضارات الإنسان قبل اختراعه للكتابة، اعتمادًا على بقايا مادية أثرية كالأدوات الحجرية والعظمية والرسومات الجدارية. يتقارب هذا العلم مع علم الآثار، لكنه يمتاز بمنهجية تعتمد على علوم طبيعية كجيولوجيا الزمن الرابع وعلم المستحاثات وعلم النبات القديم، بالإضافة إلى علوم فيزيائية لتحديد التسلسل الزمني. بدأت عصور ما قبل التاريخ بظهور أول آثار الوجود الإنساني، مُقسّمة إلى ثلاثة عصور رئيسية: الحجري، النحاسي، والحديدي. يمتد العصر الحجري لأكثر من 3.2 مليون سنة، مُقسمًا إلى ثلاثة عصور فرعية: الحجري القديم (الباليوليتي)، الحجري الوسيط (الميزوليتي)، والحجري الحديث (النيوليتي). استمرت صناعة الأدوات الحجرية حتى بداية عصر صهر المعادن، الذي بدأ بصهر النحاس، مُشكلاً فترة انتقالية تُعرف بعصر الحجر والمعادن. يُقسم كل عصر رئيسي إلى عصور أدوار أصغر، بناءً على أساليب صناعة الأدوات واستخداماتها وخصائص الحياة البشرية. يتفق المختصون على أن بداية الحياة البشرية في شمال إفريقيا تعود لنهاية الزمن الجيولوجي الرابع، تحديدًا لعصر البليستوسين، الذي شهد تغيرات مناخية وفيزيوغرافية مهمة. يُعتبر العصر الحجري العصر الذي بدأت فيه الحضارات البشرية، حيث كانت الأدوات مصنوعة من الحجر، وتختلف بداية ونهاية هذا العصر باختلاف مناطق العالم. يُقسم العصر الحجري إلى: العصر الحجري القديم (الباليوليتي)، الذي بدأ بظهور الإنسان واستمر حتى 10000 ق.م، حيث اعتمد الإنسان على التنقل والصيد، والعصر الحجري الحديث (النيوليتي) من 10000 حتى 4000 ق.م، حيث استقر الإنسان ومارس الزراعة وتربية الحيوانات، ثم عصر الحجر والمعادن (عصر النحاس) من 4000 ق.م تقريبًا، حيث عرف الإنسان صهر المعادن، مُعتبرًا فترة انتقالية. تنتهي عصور ما قبل التاريخ بظهور السجلات المدونة، ويختلف توقيت نهايتها من منطقة لأخرى. في العصر الحجري، استخدم الإنسان الحجر في صناعة أدواته، وقد اتبعت طريقتين أساسيتين: طريقة المطرقة والحجر وطريقة السندان. يُقسم العصر الحجري القديم إلى: العصر الحجري القديم السفلي (الفرتة الأولدوانية والأشولينية)، العصر الحجري القديم الأوسط (الموستيرية والعاترية)، والعصر الحجري القديم العلوي (الضارة الإيبريومغربية والقفصية). يُعرف العصر الحجري الحديث بثورة إنتاجية، حيث أصبح الإنسان منتجًا للطعام، مما أدى إلى الاستقرار وتطور الزراعة وتربية الحيوانات، وصناعة الفخار، وإلى تطور الفنون الصخرية في شمال إفريقيا.

1
عــــصـــــور مـــا قـــــــبــــــــــل
التــــــــــــــــاريـــــــــــــــــــــــخ
2
توطئة:
يبحث علم ما قبل التاريخ يف أصل وتطور حضارات اإلنسان قبل معرفته للكتابة، حيث تتمثل خملفاته احلضارية يف بقااي
مادية أثرية، كاألدوات احلجرية والعظمية ورسومات ونقوش جدارية، حيث أن دراسة هذه املخلفات تسمح لنا إبعادة تصوير،
وتصميم احلياة اليومية إلنسان ما قبل التاريخ يف بيئة وزمن معينني.
وإذا كان هذا املفهوم لعلم ما قبل التاريخ جيعله يقرتب من مفهوم علم اآلاثر، لكوهنما يبحثان يف موضوع واحد، وهو
معرفة خمتلف ميادين حياة اإلنسان منذ نشأته، إال أن علم ما قبل التاريخ ينفرد عن علم اآلاثر من حيث منهجية البحث،
و طرائقه، إذ يستند على العلوم الطبيعية، مثل: جيولوجية الزمن الرابع، وعلم املستحااثت )اإلنسانية واحليوانية(، وعلم النبات
القدمي، واجليومرفولوجية، وكذلك على العلوم الفيزايئية فيما يتعلق بتأريخ الشواهد املادية لوضعها يف تسلسل زمين حلضارات ما قبل
التاريخ.
وقد بدأت عصور ما قبل التاريخ مع ظهور أول آاثر الوجود اإلنساين، ودرج علماء اآلاثر على تسمية هذه العصور
ابلعصور احلجرية يف بداايهتا، ألن معظم اآلالت واألدوات يف تلك العصور كانت تصنع من احلجارة ابلدرجة األوىل، والقليل منها
كان يصنع من اخلشب والعظام والقرون والعاج و األصداف، قبل أن يتم اكتشاف أساليب لصهر املعادن واليت م ّكنت اإلنسان من
صنع أدوات معدنية عوضت الحقا وبشكل تدرجيي األدوات احلجرية.
تعارف هؤالء العلماء على تقسيم عصور ما قبل التاريخ إىل ثالثة عصور، هي العصر احلجري، العصر الربونزي و العصر
احلديدي. وجتدر اإلشارة إىل أن العصر احلجري امتد لفرتة طويلة من حوايل أكثر من 3,2 مليون سنة إىل 01111 سنة ق.م،
وانقسم بدوره إىل ثالثة عصور رئيسية هي: العصر احلجري القدمي )الباليولييت Paléolithique)، العصر احلجري الوسيط
)امليزولييت Mésolithique )والعصر احلجري احلديث )النيولييت Néolithique)، واستمرت صناعة اآلالت احلجرية حىت
بداايت عصر تصنيع النحاس، الذي اكتشف فيه اإلنسان طريقة لصهر معدن النحاس مع االستمرار يف استعمال احلجر كمادة
رئيسية يف صناعة أدواته، ولذلك مسي هذا العصر ابلعصر احلجري املعدين، الذي يشكل فرتة انتقالية ينتهي هبا العصر احلجري
ليبدأ العصر الربونزي، ومن بعده عصر احلديد.
هذا، وعمل املهتمون بدراسة عصور ما قبل التاريخ، ومنها العصر احلجري الطويل يف زمنه، على تقسيم كل عصر
رئيسي إىل عصور اثنوية وأدوار على أساس أساليب و طرق صناعة األدوات، وجماالت استخدامها، وخصائص وأمناط العيش
البشرية السائدة.
ويتفق املختصون يف دراسة عصور ما قبل التاريخ على أن بداية نشأة احلياة البشرية يف مشال افريقيا تعود إىل هناية الزمن
اجليولوجي الرابع، وابلضبط إىل عصر الباليستوسني الذي كانت فيه مشال إفريقيا متر مبرحلة ختللتها فرتات ترتاوح بني اجلفاف
والرطوبة، الربودة واحلرارة، يقابلها زحف وتقهقر للكتل اجلليدية الشمالية يف القارة األوربية. إىل جانب هذه العصور املطرية
والفرتات اجلافة ابلشمال اإلفريقي، لوحظت بعض التغريات الفيزيوغرافية اهلامة، من بينها تغري خط الساحل وتكوين املدرجات
النهرية، وظهور األودية اجلافة، كما نشأت بعض الواحات، لتأخذ الصحراء ابلشمال اإلفريقي أخريا شكلها احلايل.
عموما فإن العصر احلجري يبقى هو العصر الذي بدأ فيه منو احلضارات البشرية قبل أن يستعمل اإلنسان املعادن، و قد
كانت األدوات واألسلحة مصنوعة من احلجر، بتقطيعها أو حنتها لتستعمل كأدوات للتقطيع وكأسلحة و لعدة مآرب أخرى.
واتريخ بداية هذا العصر وهنايته كانت خمتلفة ابختالف أجزاء العامل ففي آسيا وأفريقيا وأورواب بدأ العصر احلجري قبل 3 مليون
سنة، و يف األجزاء املتقدمة من الشرق األوسط وجنوب شرق آسيا فقد انتهى العصر احلجري حوايل 6000 قبل امليالد لكنها
3
بقيت حوايل 4000 قبل امليالد يف أورواب وبقية أجزاء آسيا وإفريقيا، أما يف األمريكيتني فقد بدأ العصر احلجري عندما وصل أول
إنسان إىل العامل اجلديد قبل 21,111 سنة عرب مضيق بريينغ، وانتهى حوايل 2500 قبل امليالد.
منيز يف هذا العصر الطويل بني حقبتني رئيسيتني ينتهيان بفرتة انتقالية تعرف ابلعصر النحاسي )عصر احلجر واملعادن(:
 العصر احلجري األول )القدمي( )الباليولييت( Paléolithique: بدأ مع ظهور اإلنسان على سطح األرض، واستمر
حىت العام 10000 قبل امليالد، و كان اإلنسان يف هذا العصر يعتمد على التنقل من مكان آلخر، والعيش على الصيد،
ويصنع أدواته من العظام واحلجارة، ويف هذا العصر تعلّم البشر إشعال النار.
 العصر احلجري الثاين )احلديث( )النيولييت( Néolithique: ويبدأ من العام 10000 حىت العام 4000 قبل
امليالد، وفيه استقر اإلنسان، حيث دجن احليواانت وعمل يف الزراعة، وقد استعمل اإلنسان أدوات من احلجر املصقول كما
ظهرت خالل هذه الفرت ة صناعات اخلزف والنجارة والنسيج، وانتشرت أشكال التدجني البشري جملموعة من احليواانت
ألغراض النقل والغذاء والعمل الزراعي.
 عصر احلجر واملعادن cuivre du âge’L: وهو العصر الذي بدأ مع العام 4000 قبل امليالد تقريبا، وفيه تعرف
اإلنسان على املعادن وطرق صهرها، وقد كانت البداية بصهر النحاس، هلذا يسمى بعصر النحاس، وإن كان البعض ال جيعله
من العصور، و يعترب ونه جمرد فرتة انتقالية حيث أن طابعه مشابه جدا للعصر احلجري احلديث.
تنتهي عصور ما قبل التاريخ عموما بظهور السجالت املدونة، وابلتايل خيتلف التاريخ بشكل كبري من منطقة إىل أخرى
ارتباطا بظهور أشكال للتدوين فيها. ا أن عصور ما قبل
ً
على سبيل املثال: يف مصر من املقبول عموم التاريخ انتهت حوايل
2011 ق.م، بينما يف غينيا اجلديدة قريبا من أسرتاليا مت حتديد هناية حقبة ما قبل التاريخ يف سبعينيات القرن التاسع عشر.
العصر احلجري:
أ – التسمية:
عندما نتحدث عن "اإلنسان صانع األداة" منيل إىل التفكري يف األدوات احلجرية على أهنا أقدم األدوات اليت صنعها
اإلنسان، واحلقيقة أن االحتمال األقرب إىل الصحة هو أن اإلنسان قبل أن يستغل األحجار يف صناعة األدوات، استعمل مواد
أخرى أقل صالبة من احلجر، غري أنه ال ميكن إثبات ذلك حىت اآلن، كون مثل تلك املواد الرخوة واهلشة اليت ميكن أن تكون قد
استعملت من طرف العناصر الشبيهة ابإلنسان تفتتت وحتلّلت بفعل نوائب الدهر، وعوامل الزمن.
ويتضح من دراسة األمناط الفعلية لألدوات اليت صنعها إنسان العصر احلجري، وتطبيق الطرائق التجريبية املمكنة لكسر
احلجر، واستخالص أدوات منه، أنه مل ميكن هناك إال عدد بسيط من الطرق اليت ميكن العمل هبا يف احلجر بنجاح، واليت مت ّكن
من فصل الشظااي الصغرية والكبرية أثناء عملية تشكيل األداة من كتلة صخرية صلبة. و لعل أول وأبسط طريقة فنية مت اعتمادها
بشكل فطري، كانت هي دق قطعة حجر على قطعة أخرى.
كما كشفت الدراسات املتخصصة يف هذا اجملال، أنه ميكن تطبيق القواعد نفسها بطريقتني خمتلفتني: إما أنه حيمل
الكائن قطعة احلجر اليت يريد تشكيلها يف احدى يديه، وحيمل يف اليد األخرى قطعة أصغر يستعملها كمطرقة، أو أنه حيمل قطعة
، ويشرع يف دق عند زاوية مناسبة على نقطة ابرزة من احلجر الثابت ّ احلجر اليت يريد تشكيلها يف احدى يديه أو يف كلتا يديه ها
على األرض، والذي يش ّكل قاعدة صخرية اثبتة حبجم أضخم من احلجر املمسوك ابليد. يطلق على الطريقة األوىل "طريقة املطرقة
واحلجر"، ويطلق على الطريقة الثانية، "طريقة السندان". وقد تطورت الصناعات احلجرية بتطور اإلنسان وتعدد أغراضه وحاجاته،
4
ّ فكانت يف البداية عبارة عن صناعة حصوية وشظوية بسيطة، دة ومتشعبة
لتصبح يف آخر املطاف صناعات دقيقة معق ، ومنفتحة
على استخدامات متنوعة بغاية الكسر أو التقطيع أو االخرتاق يف معظم األحيان.
ب – أطوار العصر احلجري
منيز يف العصر احلجري بني مرحلتني رئيسيتني ينتهيان مبرحلة اثلثة تشكل فرتة انتقالية تنقلنا حنو عصر الربونز، وهي:
 العصر احلجري األول )القدمي( )الباليولييت(
 العصر احلجري الثاين )احلديث( )النيولييت(
 عصر احلجر واملعادن )عصر النحاس(
1 - العصر احلجري القدمي )الباليولييت( Paléolithique
ان العصر احلجري القدمي الذي ميثل املرحلة األوىل من مراحل التطور احلضاري لإلنسان يف الشمال اإلفريقي يعين الفرتة
القدمية للصناعات احلجرية، ومتتد من حوايل 2,3 مليون سنة إىل حوايل 01 آالف سنة قبل امليالد، ونظرا لطول فرتة هذا العصر
مه املختصون إىل ثالثة عصور رئيسية، هي:
ّ
فقد قس
أ - العصر احلجري القدمي السفلي، وينقسم إىل حضارتني:
 العصر احلجري القدمي السفلي )الفرتة األولدوانية(، ومتتد من حوايل 2 مليون سنة إىل 0,1 مليون سنة ق.م.
 العصر احلجري القدمي العلوي )الفرتة األشولينية(، ومتتد من حوايل 0,1 مليون سنة إىل 211111 سنة
ق.م.
ب - العصر احلجري القدمي األوسط، من حوايل 211 ألف سنة إىل 01 ألف سنة ق.م، وفيه منيز:
 احلضارة املوستريية بني 011 و01 ألف سنة ق.م.
 العاترية وهي متأخرة على املوستريية ومرتبطة بشمال إفريقيا ومتتد إىل حوايل 31 ألف سنة.
ج - العصر احلجري القدمي العلوي، وميتد من حوايل 01 ألف سنة إىل 01 آالف سنة ق.م، ومنه:
 احلضارة الوهرانية، )اإليبريومغربية(، من حوايل 00 ألف إىل 03 ألف سنة.
أ - العصر احلجري القدمي السفلي )من 3 ماليني سنة إىل 333 ألف سنة(
أ – 1 - عصر حجري قدمي سفلي: الفرتة األولدوانية من ثالثة ماليني سنة قبل امليالد إيل 1.1 مليون قبل
امليالد:
تنتشر مواقع أقدم صناعة حجرية يف افريقيا اجلنوبية والشرقية، على طول مناطق ترتبط بتانزانيا، إثيوبيا، الصومال وكينيا،
حيث ان أقدم األدوات مت التقاطها يف إثيوبيان وتؤرخ حبوايل 3,2 مليون سنة. ومنذ حوايل 0,10 مليون سنة ظهرت يف
أولدوفاي بتانزانيا طريقة يف تصنيع األدوات انطالقا من احلصى واألحجار البازلتية. تبدوا هذه األدوات احلجرية مضروبة بضربة
واحدة أو أكثر على وجه واحد، واندرا على وجهني. ويف غالب األحيان حيتفظ نصف احلصى األول بشكله الطبيعي حبيث
يستعمل كمقبض دون أن يسبب أي ضرر بكف اليد، يف حني يصبح اجلزء الثاين املهذب حادا، وهو عبارة عن آلة وسالح يف
الوقت نفسه، كما أن الكرات احلجرية ترتاوح أحجامها بني حجم كرة التنس وأحجام أكرب منها بقليل. من املواقع اليت تدل على
هذه احلضارة ابلشمال اإلفريقي موقع عني احلنش قرب سطيف ابجلزائر.
5
أحجار من الفرتة األلدوانية
أ – 2 - عصر حجري قدمي سفلي: الفرتة األشولينية من 1.1 مليون قبل امليالد إيل 333ألف قبل امليالد:
استمدت امسها من املوقع األثري املوجود يف كهف "سانت أشيل" بشمال فرنسا، والشعوب الباليوتيلية اليت عاشت يف
هذا العصر تنقسم إىل عدة جمموعات، يتميز كل منها بنوع األداة الذي تركه، وبقدر ما وجدت آاثر هلا يف أوراب، فقد وجدت يف
كل إفر يقيا والشرق األدىن وجنوب اهلند. أما ابلنسبة لشمال إفريقيا فتتواجد هذه احلضارة بشكل واضح يف املغرب واجلزائر وبنسبة
أقل يف تونس.
ميكن تقسيم هذه احلضارة يف مشال إفريقيا حسب مكوانهتا الصناعية إىل ثالثة أقسام:

• البيفاص: وهي أدوات متنوعة األشكال ولكن شكلها العمومي مستطيل، وميتاز دائما برأس حاد وحافتني قاطعتني. كانت
  البيفاص تصنع من حصاة كاملة أو من شظية كبرية منفصلة من حصاة، وحيصل على الشكل العام لألدوات بواسطة نزع شظااي
  كبرية من وجهي القطعة، ومن هنا مسيت بيفاص. وقد عمد املختصون يف ما قبل التاريخ إىل تصنيف هذه األدوات تبعا ألشكاهلا،
  ومن مث أمكن متييز البيفاص املثلثة الشكل، واللوزية الشكل، واليت أتخذ هيئة قلب، مث الرحمية والبيضوية.


• البلطية: ومجعها بلطيات، فإذا كانت حافتا البيفاص تتصفان ابلتناظر النسيب إزاء حمور القطعة، فإن البليطة أداة ذات
  حواف مستعرضة أتخذ اجتاها عموداي على حمور القطعة الكبري، ومن جهة أخرى فإنه على عكس مواصفات حريف البيفاص
  املتحصل عليها بلمسات مقصودة على اجلانبني أو جعلهما أحياان مستقيمني بواسطة القادحة املرنة، فإن حرف البليطة ذو شروم
  مل ينله هتذيب أبدا


• ثالثية الوجوه: إن هذا النوع من األدوات األشولية أقل وفرة من البيفاص والبليطات، وهي ذات هناية حادة وقاعدة مثلثية،
  كان صانع ما قبل التاريخ حيصل على هذه النهاية بواسطة نزع شظااي يف ثالث اجتاهات أو أكثر.

حنت أشويل على احلجر أدوات أشولية
6
ب - العصر احلجري القدمي األوسط )من حوايل 333 ألف سنة إىل 03 ألف سنة ق.م(
ب – 1 – احلضارة املوستريية
استمدت امسها من موقع موستيي Moustier بفرنسا، وقد مسحت دراسة العديد من مواقعها بتمييز مساهتا وأنواعها،
دها، والذي هو النياندراتل.
ّ
ومعرفة اإلنسان الذي شي وقد أظهرت تلك الدراسات هيمنة املكاشط واحلراب واألدوات املسننة يف
تلك الصناعة، مع وجود بعض األدوات اليت متيز العصر احلجري القدمي األدىن كالفؤ وس، وأخرى متيز الباليولييت األعلى
كالسكاكني املظهرة. وميكن تصنيف الصناعة املوستريية إىل عدة أصناف تشكل نطاقات متخصصة وحملية، ترتبط أبمناط صناعية
متنوعة يف خصائصها، ومنها املوستريي ذو التقليد األشويل، املوستريي النموذجي واملوستريي ذو املسننات... إخل.
من مميزات هذه احلضارات املوستريية: -تطور األدوات من منط الباليولييت األعلى مثل احملكات واحملثات واملثاقب -
اخنفاض نسبيت الفؤوس واملكاشط يف فرتته التطورية - ارتفاع الرؤوس ذات الظهر واحملكات والنصال - ندرة أو غياب الفؤوس
اليدوية - نسبة ضعيفة من القطع ذات الظهر واملسننات... إخل.
ابلنسبة ملواقع هذه احلضارة ابلشمال اإلفريقي، فإننا جندها قليلة االنتشار يف اجلزائر وتونس، و يف املغرب فإن موقع جبل
ارحود يعد من املواقع املوستريية اهلامة مبا احتواه من بقااي بشرية زايدة على األدوات احلجرية.

خريطة انتشار املوستريية أدوات موستريية
ب – 2 – احلضارة العاترية:
يؤرخ أقدم موقع يعود إىل العاترية أبكثر من 01 ألف سنة، ويستمر إشعاعها إىل أكثر من 30 ألف. تعين تسمية احلضارة
العاترية تلك الصناعة اخلاصة ابلباليو لييت األوسط واليت تشكلت من الشظااي، وتتمثل أدوات الصناعة العاترية يف رؤوس ملساء
مزودة بساق يسهل مسكها منه، وقد بقيت ملدة طويلة حمل نقاش بني املختصني بغية إعطائها مصطلحا علميا واضحا يزيح
الغموض عنها.
يعترب األستاذ والباحث األثري موريس ريغاس Reygasse Maurice أول من أطلق عليها تسمية "العاتري" عندما
كان جيري أحباثه األثرية يف موقع "وادي اجلبانة" يف بئر العاتر ابجلزائر. وتتميز هذه الصناعة بكثرة األدوات احلجرية املذنبة، أي أهنا
تتوفر على سيقان صغرية يف بداايهتا.
ورغم أن األدوات العاترية واملوستريية ترتبطان بقرىب كبرية، خاصة يف طريقة صناعة املكاشط واملخارز يف احلضارة املوستريية،
تضاف إليها احملكات يف احلضارة العاترية بنسبة كبرية، فإن هذه األخرية تتميز عن املوستريية يف كون صناعها قد جعلوا ألدواهتم
ذنيبات حتصلوا عليها يف إبحداث حتزيزات يف قاعدة األداة احلجرية. ويضاف إىل ذلك أننا نلمس الفرق بني الصناعتني، يف كون
7
انتشار املوستريية ساحلي يف مشال افريقيا، وال يتوغل كثريا يف الداخل، على العكس من العاترية اليت تغطي مناطق انتشارها كل
الشمال اإلفريقي، مبا يف ذلك العمق الصحراوي.
وعلى الرغم من كثرة املواقع العاترية بشمال افريقيا، إال أنه ال يوجد من بينها موقع احتفظ ببقااي بشرية، لذلك فإن صانع
احلضارة العاترية ينسب إىل اجلنس البشري صانع املوستريية على قلة مواقعها. فقد وجد مبغارة جبل ارحود ابملغرب على مججمتني،
وجزء من جدار مججمي ضمن أدوات موستريية ساد االعتقاد يف أهنا تنتمي إىل إنسان النياندراتل، ابعتباره الغنسان األكثر انتشارا
يف الباليولييت األوسط، خاصة يف أوراب، وقد كشفت البحوث الحقا على أن إنسان جبل إيغود )أو احيود( ال عالقة له
ابلنياندراتل.

أدوات عاترية
ج - العصر احلجري القدمي العلوي )من 03 ألف سنة ق م إىل 13 ألف سنة ق. م(
استمر هذا العصر من حوايل 01 ألف سنة إىل 01 ألف سنة ق.م، وقد متيز ابختفاء النياندراتل وحلول اإلنسان العاقل
الذي ورث حضارة سلفه، وأضاف اليها، وارتقى هبا إىل املرحلة املعقدة اليت عرفت هبا الحقا.
استمرت يف هذا العصر صناعة األدوات احلجرية، ولكن أبشكال جديدة تعرف يف أوساط علماء اآلاثر ابلنصال اليت
تصنع من شظااي طويلة رفيعة. ابلنسبة للتقدم التقين لألدوات، نالحظ يف كل مكان تقريبا وجود أدوات أصبحت أكثر خفة، وإن
ّكن من احلصول على ق
بقي بقي االعتماد على الشظااي منتشرا يف مناطق عدة، فقد ظهر منط جديد يف تصنيع احلجر مي طع طويلة
رقيقة هلا سطح ضيق تسمى النصال )lames(، وهي اليت تزايد تصنيعها بشكل كبري خالل هذا العصر.
أصبحت املكاشط جببهة دائرية مصنعة من خالل التشذيب املتوازي، وال بد أهنا استخدمت لألعمال يف اخلشب والعظم
واجللد. كما أن األزاميل ظهرت برأس ضيق يف جسمها، واستخدمت إلحداث احلزوز الضيقة والعميقة يف املواد الصلبة، وخباصة
يف العظم. إضافة إىل وجود املخارز وأنواع خمتلفة من احلراب، كما تطور بشكل واضح العمل على العظم و قرون األيل والعاج.
عموما فقد متيز هذا العصر ابنتشار الصناعات احلجرية املعقدة والدقيقة، والتخلي تدرجييا عن التقنيات احلجرية السابقة، مقابل
االهتمام أكثر بصناعة خمتلف األدوات اليت تلعب دور شفرات ونصال حادة ودقيقة ألجل استخدامات متعددة.
متيز الباليولييت األعلى كذلك، بظهور أدوات جديدة خمصصة للطحن، وأخرى من العظم املصقول، كما ظهر استعمال
بيض النعام كأوعية. وأخريا فإن مرحلة العصر احلجري املتأخر هي اليت شهدت بوضوح كبري ظهور الطقوس اجلنائزية، وممارسة
السحر، وبداية الفن الذي سيعرف انطالقة كبرية خالل العصر احلجري احلديث.
فيما يتعلق ابملغرب القدمي، فإن هذا العصر يتميز ابنتشار حضارتني، احلضارة الوهرانية أو اإليبريومغربية، وترتبط
ابلساحل الشمال إفريقي، مث احلضارة القفصية يف وقت متأخر ميتد إىل العصر احلجري احلديث، وترتبط ابملناطق الداخلية من
مشال إفريقيا.
8
مناطق انتشار اإليبريومغربية والقفصية أدوات من العصر احلجري العلوي
ج – 1 – احلضارة اإليبريومغربية:
مواقعها كثرية ومتنوعة، وتنتشر على طول الشريط الساحلي من خليج قابس إىل حدود الساحل األطلنيت، مع أهنا ختتفي
يف بعض مناطق الساحل التونسي. مع أهنا ساحلية الطابع، فإن ذلك مل مينعها من التوغل يف املناطق الداخلية وإن ظلت قريبة من
الساحل.
تتميز أدوات هذه احلضارة بكثرة الشفرات املهذبة واملشحوذة بشكل جيد، ابإلضافة إىل اإلبر العظمية البسيطة، وأدوات
عديدة استعملت للزينة، متثلت يف القواقع اليت تصحبها يف الغالب مواد معدنية ملونة. كما عثر يف حفرايت املواقع اإلبريومغربية
على أدوات حجرية غري منحوتة، خاصة منها املطاحن، وهي احلصى املستعملة يف سحق مواد التلوين، ورمبا كذلك يف طحن
احلبوب الربية. وقد أدى عمل الطحن ابحلك إىل تغيري شكل احلصاة املستعملة فأصبحت مكورة ملساء. يضاف إىل ذلك وجود
سندايانت، وهي حصى حتمل يف وسطها أمارات طرق متوالية. كما يسجل أيضا انتشار كبري الستخدام األدوات العظمية
املصقولة، ويف أوضاع متنوعة.
ج – 2 – احلضارة القفصية:
ظهرت هذه احلضارة بعد اإلبريومغربية، وجمال انتشارها اجلغرايف خمتلف عنها، فقد عرفت يف بدايتها يف إقليم قفصة
بتونس، ومن هنا مسيت ابلقفصية، لتنتهي البحاث األثرية الالحقة إىل حتديد مواقع أخرى خارج جمال تواجدها األول، وذلك يف
جهات سطيف وقسنطينة، مث يف الداخل اجلزائري، بينما مل يتم الوقوف على أثر هلا يف املغرب. زايدة على ذلك، فإن القفصية مل
تصل السواحل الشال إفريقية بتاات.
يعود أقدم حضور للقفصية يف مواقع عني انقة بتونس، وتؤرخ حبوايل 0201 ق.م وآخرها مبوقع كلومناطة القفصي،
ويعود إىل أواخر األلفية اخلامسة قبل امليالد )حوايل 0231 ق.م(.
وجدت آاثر هلذه احلضارة يف كهوف ومآوي صخرية أحياان، غري أن بقااي هذه احلضارة توجد أكثر عادة يف مواقع
استيطاهنم ابلعر اء يف أكوام ممتدة امتدادا شاسعا، حيث حتتوي هذه املواقع على آالف من القواقع. وجتدر اإلشارة إىل أن املراكز
املميزة لإلنسان القفصي تقع ابلقرب من مورد املاء أو يف األماكن احملصنة، أو على جوانب الطرق داخل اجلبال، مما جعل
املختصني يستنتجون أبن طبيعة املنطقة القفصية قد كانت ختتلف إىل حد ما عما هي عليه اآلن، حيث كانت يف رأيهم أكثر
جفافا وممتلئة ابحلجارة.
تتشكل الصناعة القفصية من جمموعة كبرية وواسعة من األدوات واألسلحة املصنوعة من الشظااي الصوانية، ال سيما
الشفرات اليت وزعها اإلنسان العاقل يف جزء كبري من القارة اإلفريقية. ما يثري االهتمام يف أدواهتا احلجرية، كوهنا ذات أشكال
هندسية دقيقة مثل أشباه املنحرف، وذات احلواف اجملوفة نوعا ما، واليت تعطي مثلثات دقيقة وهالليات صغرية، وقد تركت التقنية
اليت تسهل عملية احلصول على هذا الصوان الصغرية بقااي ذات أحجام دقيقة مزودة حبزو ز وسن حادة وانكسار مائل.
9
2 - العصر احلجري احلديث Néolithique( من 13 آالف ق. م إىل 0333 ق.م(
مسي النيولييت ابلثورة اإلنتاجية األوىل ألن اإلنسان أصبح ألول مرة منتجا للطعام بعد أن كان جمرد مستهلك له، وهذه
اخلطوة اهلامة من اتريخ البشرية نقلت اإلنسان من حياة االنتقال والسعي وراء حيو اانت الصيد، أو حبثا عن الثمار ليلتقطها، إىل
حياة تتسم ابالستقرار والتجمع يف قرى واالرتباط ابألرض والزراعة والري، والتعاون من أجل البقاء، بذلك انتقل اإلنسان إىل حياة
بدوية منظمة شرع من خالهلا يف تدجني احليوان والنبات. ومل يقتصر التطور الذي حدث يف النيولييت على التحول من حياة
الرتحال والتنقل إىل حياة االستقرار فحسب، بل مشل أيضا تغيريا جذراي يف طبيعة األدوات واألشياء اليت استخدمها اإلنسان،
لتبدو أكثر مالئمة لطبيعة احلياة من داخل مجاعات بشرية منظمة، يرتبط معيشها ابستغالل األرض يف الزراعة واالستقرار والتنقل.
تطلب استقرار اجملموعات البشرية األوىل بناء املساكن لتشكل وحدات قروية سرعان ما كربت بتطور حياة االستقرار،
وخمتلف أشكال التنظيمات فيها، كما فرض التنقل املستمر والتواصل بني اجملموعات البشرية بناء اجلسور وتوضيح املسالك،
ويصدق األمر أيضا على خمتلف عمليات استغالل األرض، من حرث وحصاد وغريمها، واليت فرضت اخرتاع أدوات لتقليب الرتبة
وجين املنتوج. ومل يكن ذلك ليتحقق لوال تقدم الصناعات احلجرية وتنوع تقنياهتا، فقد استطاع اإلنسان النيولييت أن يكتسب
سيطرة مثلى على مادة الصوان واألدوات احلجرية، وغريها من األدوات األخرى املضافة. إضافة إىل ذلك فقد صارت صناعاته
أكثر دقة وفعالية، ومنها رؤوس السهام الدقيقة، واملخارز الرفيعة اليت تبدو كأدوات جراحة حىت اعترب هذا العصر بعصر الصناعات
القزمية.
جتدر اإلشارة إىل أن هذه الثورة املرتبطة ابلعصر احلجري احلديث مل تكن لتحث يف مجيع املناطق، إذ ظهرت بداية يف
الشرق األدىن قبل أن تعم اجملال املتوسطي الحقا. ونسجل هنا أن التأثري النيولييت يف مشال إفريقيا سابق على أوراب، إذ يعود إىل
األلف الثامنة، بينما يف جنوب فرنسا فقد ارتبط ابأللف الرابعة، كما نشري إىل أن اجلنوب اإليطايل واإلسباين تلقيا التأثري النيوليبيت
يف وقت مبكر عن ابقي أوراب، وذلك عرب طريف الشمال اإلفريقي يف تونس وإسبانيا.
تلقت املغرب القدمي التأثري النيولييت بشكل مبكر كما سبقت اإلشارة، وقد دام يف الصحراء من فجر األلفية السابعة إىل
حدود األلفية الثانية قبل امليالد، عندما شهدت الصحراء تبدالت مناخية عميقة األثر. ورغم أن عوامل هذه التبدالت غري معروفة،
إال أنه من الواضح أن النيولييت قد عاصر يف الصحراء مرحلة رطبة أخرية، قبل أن يعم اجلفاف شبه الكامل البالد الواقعة جنويب
األطلس. وقد اختلف النظرايت حول أسباب ذلك، غري أهنا تتجه يف معظمها إىل ربط فصول اجلفاف والرطوبة يف الصحراء،
ابلتغري ات اليت شهدها حمور دوران األرض على مستوى درجة ميله، وما صاحبه من تغري يف الضغط ابلنصف الشمايل للكرة
األرضية، إضافة لتأثري العصر اجلليدي الذي جعل من اجلغرافية األوربية املتامخة للشمال اإلفريقي كتلة جليدية ترتاوح بني التمدد
واالحنصار.
من هنا تشري األحباث األثرية أن مشال افريقيا قد عرفت الزراعة قبل أوراب، أي منذ حوايل تسعة آالف سنة، وهناك أدلة
أثرية ونباتية على صعيد الزراعة وتربية املاشية وممارستهم هلا، منها املكتشفات اخلاصة ابلعديد من أدوات احلرث واحلصاد اليت
خلفها إنسان احلضارة اإليبريومغربية والقفصية. ومن ذلك على سبيل املثال العثور على كويرات حجرية كمثرية الشكل، ذات
استخدامات خمتلفة ال ترتبط حفر، هنايتها
ّ
أبعمال الطرق والكسر. كما وجدت من بني األدوات الدالة على ممارسة الزراعة عصي
مزودة بكويرة حجرية استخدمت للغرز يف الرتبة، إضافة إىل العثور على أدوات أخرى ترتبط ابجملتمعات الزراعية كاملناجل واملطارق
واملطاحن احلجرية.
ولعل ما يدل أكثر على انتشار اجملتمعات الزراعية يف الشمال اإلفريقي خالل العصر النيولييت، االنتشار الكبري لصناعة
الفخار، حيث جنده منتشرا يف املغرب قرب الرابط، ومغارة العالية قرب طنجة، ومواقع أخرى ابجلزائر وتونس، وهذا دليل على
10
استعماله يف خزن املواد الغذائية، فمن املعروف لدى املختصني أن الزراعة والفخار متالزمان ومرتابطان، ذلك أن انتاج الفخار
الذي يستخدم للتخزين وحفظ األشياء مطلب لالستقرار، وهذا األخري يعين ضرورة، ممارسة الزراعة.
ّ لقد رافق تطور اجملتمعات الزراعية يف مشال إفريقيا تطور كبري لفن ما قبل التاريخ، حىت ت املنطقة متحفا لألعمال
ُد
ع
الصخرية ما قبل اترخيية، وهو األمر الذي جتسده كثرة املنقوشات والرسومات على جدران الكهوف والصخور ابلصحراء. وقد
اختذت هذه النقوش والرسومات موضوعات هلا أعماال فنية تتعلق ابحليوان والبيئة اليت ترعرع فيها، أي الوسط احليوي الذي كان
يعيش فيه اإلنسان آنذاك، ويتأثر هبا. هكذا تضمنت هذه األعمال يف معظمها رسوما حليواانت برية كالفيلة والسنورايت والنعام
والزرافات والكركدن والغزالن والثريان القدمية واألروية وأفراس النهر... إخل، كما كشفت لنا جوانب من احلياة االجتماعية
واالقتصادية لإلنسان النيولييت ابلصحراء الكربى احلالية.
أدوات من العصر احلجري احلديث