لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (20%)

فى السابع والعشرين من نوفمبر 1095م وفى حقل فسيح خارج مدينة كليرمونت وأمام جمع غفير من الكنسيين والعلمانيين خطب البابا "أوربان الثانى" خطاباً حماسياً مطولاً إستعرض فيه ما وصفه بإضطهاد المسلمين للحجاج المسيحيين فى بيت المقدس, كما أشار إلى منح الغفران الجزئى لكل من يشارك فى الحملة الصليبية التى سيشنوها لتحرير بيت المقدس سواء مات فى الطريق إلى الأرض المقدسة أو قتل فى المعارك معتبراً كل من يشارك فى الحملة جندياً فى جيش الرب, وفى نهاية خطابه وزع صلباناً من القماش على الجمع المحتشدة ليخيطوها على ملابسهم وبذلك صار الصليب شارة لكل فارس مشارك فى الحملة الصليبية. وعلى مدى ثمانية شهور بعد مجمع كليرمونت أخذ البابا أوربان الثانى ينتقل بين أنحاء الغرب والجنوب الفرنسى داعياً إلى حملته الصليبية فى محاولة لأن يجند لها أكبر عدد من الفرسان والأمراء البارزين بعد أن رأى أن عدد الحاضرين الذين إستمعوا إلى خطابه لم يكن بالقدر الكافى. وبناء على طلب البابا قام الأساقفة والمبشرين والدعوة بالدعوة إلى الحملة الصليبية فى كل مكان. وكادت الحملة الصليبية الأولى أن تفشل فى القسطنطينية وينقلب الحال إلى قتال بين البيزنطيين والصليبيين بعد أن تأزمت الأمور بين قادة الحملة والإمبراطور البيزنطى إلى أن تم توقيع إتفاق القسطسنطينية 1096م وهو إتفاق تم بين قادة الحملة الصليبية الأولى والإمبراطور البيزنطى "الكسيوس كومنين", وتنوعت أساليبه فى التفاهم بين الترغيب والترهيب بأن أغراهم بالهدايا أو قطع المؤن والإمدادات عنهم والقتال حتى نجح فى أن يحصل منهم جميعاً على يمين الولاء والتبعية بإستثناء "ريموند الرابع" كونت تولوز الذى أقسم فقط على حماية شرف الإمبراطور وحياته وتضمن إتفاق القسطنطينية أن يكون كل أمير صليبى تابعاً للإمبراطور البيزنطى فى الأراضى الأسيوية وبالتالى إسترداد الممتلكات التى إستولى عليها المسلمين من الإمبراطورية البيزنطية وإعادتها إليها, ومن أسباب تلك الأزمة العداء القديم بين الإمبراطورية البيزنطية وبين الغرب الأوربى والخلاف المتوارث بين الكنيسة البيزنطية وبابا الكاثوليك على زعامة العالم المسيحى. سقوط الرها وأنطاكية وبيت المقدس
عبرت القوات الصليبية مضيق البوسفور إلى آسيا الصغرى وهناك وعلى بعد أميال قليلة من القسطنطينية وجد الصليبيون أنفسهم فى أرض العدو لأول مرة, ووصلت جيوش الحملة الصليبية الأولى أمام نيقية فى السادس من مايو 1097م, وبالنسبة للفاطميين الشيعة فإنهم لم يفكروا أبداً فى مساعدة السلاجقة السنة ضد الصليبيين وإنما حاولوا الإستفادة غير مدركين للخطر الكبير المحدق بهم وبالمنطقة العربية الإسلامية كلها فسارعوا بالزحف على بيت المقدس التى كانت حتى ذلك الحين فى أيدى السلاجقة وإستولوا عليها مستغلين ضعف قبضة السلاجقة عليها نتيجة لإنشغالهم بمواجهة الصليبيين فى الشمال, واصل الصليبيون زحفهم نحو مدينة أنطاكية ذات الموقع البديع بالقرب من البحر على منحدر يؤدى إلى وادى نهر العاصى والتى كانت فى تاريخها القديم درة فى تاج الإمبراطورية الرومانية القديمة. وصلت قوات "كربوغا" أمام أنطاكية فى 4 يونيو 1098 وحاول "كربوغا" إقتحام المدينة ولكنه فشل فقرر إحكام الحصار على أنطاكية لتجويع الصليبيين وظل الحصار ثلاثة أسابيع عانى الصليبيين الكثير بسبب قلة الطعام والمؤن وطلبوا الأمان والخروج من المدينة ولكن "كربوغا" رفض ذلك وقال لهم: (لا تخرجون إلا بالسيف) فقرر الصليبيين الخروج فى جماعات صغيرة لملاقاة المسلمين وكان من الممكن أن يقضى المسلمين على كل جماعة تخرج ولكن "كربوغا" قال للجنود المسلمين: "أمهلوهم حتى يتكامل عددهم" وعندما إكتمل خروج الصليبيين هزموا المسلمين وإنتصروا عليهم وتفرق الجيش الإسلامى بسبب غطرسة "كربوغا" وهكذا سقطت المدينة الحصينة وأسس فيها القائد الصليبى "بوهيمند" ثانى إمارة صليبية على أرض الشرق فى يونيو 1098م وإستمرت فى أيديهم حتى تحررت على يد الظاهر بيبرس فى عام 1268م. بعد انطاكية واصل الصليبيون زحفهم نحو بيت المقدس التى وصلوا إليها فى السابع من يونيو 1099, وأخذوا فى سلبها ونهبها وقتل كل من كان حياً بها,


النص الأصلي

فصل الثانى
الحملة الصليبية الأولى 1095 – 1099م
فى السابع والعشرين من نوفمبر 1095م وفى حقل فسيح خارج مدينة كليرمونت وأمام جمع غفير من الكنسيين والعلمانيين خطب البابا "أوربان الثانى" خطاباً حماسياً مطولاً إستعرض فيه ما وصفه بإضطهاد المسلمين للحجاج المسيحيين فى بيت المقدس, ودعا فيه آلاف الكاثوليكيين الذين إحتشدوا من حوله إلى أن يشنوا حرباً مقدسة ويزحفوا إلى الشرق لتحرير بيت المقدس من أيدى المسلمين, ولم ينس فى خطابه أن يمتدح شجاعة الغربيين وقدراتهم القتالية وان يذكرهم بأمجاد أسلافهم وبحثهم عن ترك خلافاتهم ونزاعاتهم وعدم إراقة الدماء المسيحية فى حروبهم ضد بعضهم, كما أشار إلى منح الغفران الجزئى لكل من يشارك فى الحملة الصليبية التى سيشنوها لتحرير بيت المقدس سواء مات فى الطريق إلى الأرض المقدسة أو قتل فى المعارك معتبراً كل من يشارك فى الحملة جندياً فى جيش الرب, وفى نهاية خطابه وزع صلباناً من القماش على الجمع المحتشدة ليخيطوها على ملابسهم وبذلك صار الصليب شارة لكل فارس مشارك فى الحملة الصليبية.
لقيت خطبة البابا العاطفية الحماسية بما تخللها من تلويح بالمكاسب الدنيوية وترغيب فى المكاسب الدينية إستجابة فورية وهائلة من الحاضرين. وزيادة فى ترغيب الأوربيين وتشجيعهم للمساهمة فى الحملة الصليبية أصدرت الكنيسة مراسيم غاية فى الأهمية لصالح الصليبيين فأثناء فترة غياب الصليبى تعفى أملاكه من الضرائب كما يمنح تسهيلات فى الديون التى يستدينها لاسيما وأن تكاليف الرحلة قد إضطرت كثيرين إلى الإستدانة من أقاربه ومعارفه ومن الكنيسة أيضاً.


تحدد يوم الخامس عشر من أغسطس 1096م موعداً لرحيل الحملة حين تكون المحاصيل الزراعية قد جمعت من الحقول, أما مكان الإلتقاء والتجمع فكان مدينة القسطنطينية الحصينة على ضفاف البوسفور. وهكذا, وعلى مدى ثمانية شهور بعد مجمع كليرمونت أخذ البابا أوربان الثانى ينتقل بين أنحاء الغرب والجنوب الفرنسى داعياً إلى حملته الصليبية فى محاولة لأن يجند لها أكبر عدد من الفرسان والأمراء البارزين بعد أن رأى أن عدد الحاضرين الذين إستمعوا إلى خطابه لم يكن بالقدر الكافى.
وبناء على طلب البابا قام الأساقفة والمبشرين والدعوة بالدعوة إلى الحملة الصليبية فى كل مكان. وكان من بين هؤلاء إثنين هما "والتر المفلس" و"بطرس الناسك", والأول هو الذى قاد أول فرقة من حملات الفلاحين أو الحملة الشعبية, وهو فارس شرس نبيل المولد, لم يكن فى جيشه سوى ثمانية فرسان ولم تواجه حملته سوى المتاعب القليلة فى نهاية رحلتها فى وسط أوربا وعبر المجر, ولكن أعمال النهب والسلب التى بدأ أتباع "والتر المفلس" يمارسونها فى بلغاريا جعلت البلغار يهاجمونهم ويقتلون منهم عدداً كبيراً على حين لاذ الناجون بالغابات عدة أيام حتى وصلوا فى النهاية أمام أسوار القسطنطينية وهناك أمر الإمبراطور بأن يعسكروا خارج المدينة إنتظاراً لوصول بطرس الناسك.


والثانى هو أشهرهم "بطرس الناسك" الذى هجر الدير بتكليف من البابا وأخذ يتجول بين أرجاء الشرق الفرنسى واللورين داعياً لحملة البابا, وفى كل مكان كان يذهب إليه بطرس الناسك كان يسحر العقول بفصاحته التى تناقض هيئته الذرية, إذ كان رث الثياب حافى القدمين بينه وبين حماره شبه كبير, وحينما حل كان الفقراء المتأثرين بما يقول يتزاحمون ويتسابقون لنزع شعرات من ذيل حماره المسكين ومن جسده طلباً للبركة. وبسرعة غريبة إلتف حول "بطرس الناسك" جموع غفيرة من الفلاحين والفقراء الذين لم يصبروا حتى يرحلوا فى الموعد الذى حدده البابا "أوربان الثانى" للرحيل فوجد بطرس نفسه وقد إمتطى حماره فى مقدمة جيش يتكون من عدد قليل من الفرسان الذين يمتطون جيادهم وخلفهم آلاف من المشاة ثم العربات الثقيلة التى تجرها الثيران حاملة المؤن والأموال والمعدات التى كان "بطرس الناسك" قد جمعها من أثرياء الغرب الأوربى, وغادر هذا الجيش العجيب الذى أطلق عليه جيش الرب أو حملة الرعاع أو حملة الفقراء أو الحملة الشعبية الأراضى الألمانية فى ربيع عام 1096م.
وبطبيعة الحال لم يكن "بطرس الناسك" الذى حرك مشاعر الجماهير يصلح لقيادة مثل هذا الجيش المؤلف من الفقراء والمغامرين والأفاقين والمجرمين كلهم يحلمون بثروة الشرق. ووصل جيش العامة إلى القسطنطينية وأخذ يعيث فيه فساداً ونهباً وقتلاً مما جعل الإمبراطور يسارع بنقلهم إلى آسيا الصغرى حيث وقعوا فى شباك الأتراك السلاجقة وأجهز عليهم الأترك وقضوا على هذه الحملة الشعبية وقد تكونت حول "بطرس الناسك" أسطورة ظن الناس فى البداية أنها حقيقة تاريخية ظلت على مدى الأجيال ونسبت إلى بطرس فضل إثارة الغرب الأوربى بشن الحرب الصلبيبة ضد الشرق الإسلامى على الرغم من أنها أسطورة كشف زيفها, إلا أنه لا يزال يحظى بإهتمام المؤرخين بإعتباره تجسيد للحماسة الدينية الشعبية من ناحية وبسبب تناقض تصرفاته مع المثال الذى بشر به ودعا إليه فـ "بطرس الناسك" الذى يعتبره بعض المؤرخين لبى الحركة الصليبية هرب أثناء معاناة الصليبيين فى حصار أنطاكية عام 1089م وجرى القبض عليه وأعيد إلى المعسكر الصليبى بصورة سيئة.
وفى تلك الأثناء كانت جيوش الفرسان فى غرب أوربا تتأهب للرحيل وكانت قد تكونت عدة جيوش على أساس من التقسيمات اللغوية والجنسية من جهة وعلى أساس الروابط الإقطاعية من جهة أخرى فكان هناك جيش يقوده "جودفرى دى بوايون" وبصحبته أخيه "بلدوين" وتألف جيشهما من فرسان شمال فرنسا وغربها ونورمانديا, وجيش يقوده "ريموند الرابع" كونت تولوز وبصحبته المنودب الباباوى أدهيمار ويتألف من فرسان جنوب فرنسا وبروفانس, وجيش يقوده "هيوكونت فرماندى" وهو شقيق ملك فرنسا "فيليب الأول" وكان جيشه هو أصغر جيوش الحملة الصليبية الأولى وضم جيشه فرسان وسط فرنسا, ويعتبر "هيوكونت فرماندى" أول من وصل بجيشه إلى الأراضى البيزنطية, وقد أرسل قبله وفداً من خمسة وعشرين فارساً يحملون رسالة تفيض غطرسة وغرور إلى الإمبراطور البيزنطى "الكسيوس كومنين" يحذره وينبهه إلى وجوب مقابلته بما يليق بمكانته, وعندما وصل هذا الأمير إلى الأراضى البيزنطية كان قد تبقى مع عدد قليل من فرسانه بعد أن فقد عدداً من رجاله فى عاصفة بحرية.
وصلت تلك الجيوش تباعاً إلى القسطنطينية وإستقبلها الإمبراطور البيزنطى الذى لم يسمح إلا للقادة وعدد قليل من مرافقيهم بالدخول إلى العاصمة وفرض على القوات الصليبية أن تضرب خيامها وتعسكر خارج العاصمة وذلك لسابق تجربته ومعاناته من الحملة الشعبية, وكادت الحملة الصليبية الأولى أن تفشل فى القسطنطينية وينقلب الحال إلى قتال بين البيزنطيين والصليبيين بعد أن تأزمت الأمور بين قادة الحملة والإمبراطور البيزنطى إلى أن تم توقيع إتفاق القسطسنطينية 1096م وهو إتفاق تم بين قادة الحملة الصليبية الأولى والإمبراطور البيزنطى "الكسيوس كومنين", حيث قرر الإمبراطور أن يتعامل ويتفاوض مع قادة الصليبيين بشكل إنفرادى حيث يتفق مع كل منهم على حدة, وتنوعت أساليبه فى التفاهم بين الترغيب والترهيب بأن أغراهم بالهدايا أو قطع المؤن والإمدادات عنهم والقتال حتى نجح فى أن يحصل منهم جميعاً على يمين الولاء والتبعية بإستثناء "ريموند الرابع" كونت تولوز الذى أقسم فقط على حماية شرف الإمبراطور وحياته وتضمن إتفاق القسطنطينية أن يكون كل أمير صليبى تابعاً للإمبراطور البيزنطى فى الأراضى الأسيوية وبالتالى إسترداد الممتلكات التى إستولى عليها المسلمين من الإمبراطورية البيزنطية وإعادتها إليها, فى مقابل تعهد الإمبراطور بمد الصليبيين بكل ما يحتاجون إليه من المؤن والزاد والعتاد فضلاً عن إرشادهم إلى الأراضى المقدسة, وقد أصر الإمبراطور على أن يقسم له قادة الحملة يمين الولاء والتبعية قبل أن يسمح لهم بعبور أراضيه, بينما قادة الحملة الذين ملأهم الغرور والغطرسة كانوا يرفضون ذلك معتبرين أنفسهم فى مهمة مقدسة تستوجب خضوع الجميع لهم, ومن أسباب تلك الأزمة العداء القديم بين الإمبراطورية البيزنطية وبين الغرب الأوربى والخلاف المتوارث بين الكنيسة البيزنطية وبابا الكاثوليك على زعامة العالم المسيحى.


الفصل الثالث
سقوط الرها وأنطاكية وبيت المقدس
عبرت القوات الصليبية مضيق البوسفور إلى آسيا الصغرى وهناك وعلى بعد أميال قليلة من القسطنطينية وجد الصليبيون أنفسهم فى أرض العدو لأول مرة, وهناك إنضم إليهم "بطرس الناسك" وشراذم الناجين من حملته الشعبية, وكان الإمبراطور البيزنطى قد إعتذر عن قبول العرض الصليبى بقيادة الحملة, وإكتفى بأن زود الجيش الصليبى بعدد من الأدلاء والمرشدين وعدد من العساكر والقادة كما ظل يرسل لهم المؤن والإمدادات عن طريق البر والبحر, ووصلت جيوش الحملة الصليبية الأولى أمام نيقية فى السادس من مايو 1097م, وكانت نيقية عاصمة دولة الأتراك السلاجقة ومقر السلطان "قلج أرسلان", وكانت المدينة تتحكم فى الطريق الأساسى عبر آسيا الصغرى, فتم فرض الحصار عليها من قبل القوات الصليبية والبيزنطية إلى أن إستسلمت المدينة فإقتحمها الصليبيين وسلبوها ونهبوها ودمروها وذبحوا أهلها.
وقد أصيب المسلمون بالصدمة بوصول هذه القوات الصليبية إلى نيقبة, وكانوا قادرين على إبادة هذه القوات إلى أن ميراث الشك والعداوة بين حكام المنطقة والذى غرسته طوال قرن كامل حروب ودسائس ومنازعات سادت المنطقة, مما جعل المسلمون عاجزون عن مواجهة الصليبيين ولابد أن السلاجقة ظنوا أن الحملة الصليبية لم تكن أكثر من حملة عسكرية بيزنطية من النمط الذى تعودوا عليه.


وبالنسبة للفاطميين الشيعة فإنهم لم يفكروا أبداً فى مساعدة السلاجقة السنة ضد الصليبيين وإنما حاولوا الإستفادة غير مدركين للخطر الكبير المحدق بهم وبالمنطقة العربية الإسلامية كلها فسارعوا بالزحف على بيت المقدس التى كانت حتى ذلك الحين فى أيدى السلاجقة وإستولوا عليها مستغلين ضعف قبضة السلاجقة عليها نتيجة لإنشغالهم بمواجهة الصليبيين فى الشمال, وبعد سقوط نيقية واصل الصليبيون زحفهم فاستولوا على قونية فى يونيو 1097م وهرقلة فى سبتمبر 1097م وقيصرية ومرعش ثم إستولوا على الرها فى مارس 1098م وأسسوا بها إمارة صليبية كأول إمارة فى الشرق الأوسط وهى كانت تشغل مساحة من الأرض على جانبى نهر الفرات شمال العراق وسكانها أغلبيتهم من الأردن والذين إعتنقوا الإسلام, وكانت أهميتها تتمثل فى دورها كدولة حاجزة فى الشمال الشرقى من دولة السلاجقة.
واصل الصليبيون زحفهم نحو مدينة أنطاكية ذات الموقع البديع بالقرب من البحر على منحدر يؤدى إلى وادى نهر العاصى والتى كانت فى تاريخها القديم درة فى تاج الإمبراطورية الرومانية القديمة. بدأ الصليبيون فى 11 أكتوبر 1097م يفرضون الحصار على أنطاكية وإستمر حصارهم لها حوالى تسعة أشهر, وحاول خلالها أمراء دمشق وحمص السلاجقة فك الحصار عدة مرات ولكنهم لم يفلحوا, وخلال هذا الحصار ظن الفاطميون أن بوسعهم الإستفادة من الوضع, فأرسل "الأفضل بن بدر الجمالى" وزير الخليفة الفاطمى من يفاوض الصليبيين لإقتسام بلاد الشام نكاية فى السلاجقة والعباسيين ولكن المفاوضات فشلت, وتمكن الصليبيون بعد حصار تسعة أشهر من إستمالة أحد الأرمن المشتركين فى الدفاع عن المدينة, ففتح لهم بابا البرج الذى كان قائماً على حراسته فتدفقوا منه إلى داخل المدينة, وتمكنوا من السيطرة عليها, والحقيقة أن خبر سقوط أنطاكية فى أيدى الصليبيين قد أثار موجه من الذعر فى البلدان القريبة من أنطاكية.
وإستجابة للإستغاثة التى أرسلها "ياغى سيان" حاكم أنطاكية قرر سلطان سلاجقة فارس "بركياروق" تكليف "كربوغا" أتابك الموصل بإعداد حملة لإنقاذ أنطاكية, وبعد أن أعد "كربوغا" عدته وخرج بجيشه لم يتوجه مباشرة إلى شمال الشام وأنطاكية بل توقف فى الطريق لمحاولة إسترداد الرها مما مكن الصليبيين من السيطرة على أنطاكية فى 3 يوليو 1098.
وصلت قوات "كربوغا" أمام أنطاكية فى 4 يونيو 1098 وحاول "كربوغا" إقتحام المدينة ولكنه فشل فقرر إحكام الحصار على أنطاكية لتجويع الصليبيين وظل الحصار ثلاثة أسابيع عانى الصليبيين الكثير بسبب قلة الطعام والمؤن وطلبوا الأمان والخروج من المدينة ولكن "كربوغا" رفض ذلك وقال لهم: (لا تخرجون إلا بالسيف) فقرر الصليبيين الخروج فى جماعات صغيرة لملاقاة المسلمين وكان من الممكن أن يقضى المسلمين على كل جماعة تخرج ولكن "كربوغا" قال للجنود المسلمين: "أمهلوهم حتى يتكامل عددهم" وعندما إكتمل خروج الصليبيين هزموا المسلمين وإنتصروا عليهم وتفرق الجيش الإسلامى بسبب غطرسة "كربوغا" وهكذا سقطت المدينة الحصينة وأسس فيها القائد الصليبى "بوهيمند" ثانى إمارة صليبية على أرض الشرق فى يونيو 1098م وإستمرت فى أيديهم حتى تحررت على يد الظاهر بيبرس فى عام 1268م.
بعد انطاكية واصل الصليبيون زحفهم نحو بيت المقدس التى وصلوا إليها فى السابع من يونيو 1099, وفرضوا عليها حصار دام خمسة أسابيع حتى عجز الفاطميون بداخلها عن الصمود فأقتحم الصليبيون المدينة فى يوم الجمعة 15 يوليو 1099م, وأخذوا فى سلبها ونهبها وقتل كل من كان حياً بها, حتى بلغ عدد من قتلوه بها من المسلمين نحو سبعين ألفاً ولم ينج من سكان القدس سوى قائد حاميتها الفاطمى "إفتخار الدولة" وعدد من رجاله.
إجتمع زعماء الصليبيين فى كنيسة القياة ليقرروا مسألة حكم المدينة وبعد مشاورات ومداولات بين قادة الحملة الصليبية إنتهوا إلى إختيار "جودفرى دى بوايون" ليكون حاكماً لبيت المقدس تحت لقب فضفاض وهو "حامى الضرح المقدس", ولم يلبث أن مات "جودفرى" فى يوليو 1100م فأُستدعى بلدوين من إمارته فى الرها ليتولى الحكم بدلاً منه, وهكذا قامت مملكة بيت المقدس التى كانت فى ذلك الحين تتكون من مدينة بيت المقدس ذاتها إلى جانب يافا والرملة وبيت لحم والخليل


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

اختيار رئيس الج...

اختيار رئيس الجمهورية عن طريق الشّعب تحرص بعض الدّساتير على أن تجعل اختيار رئيس الجمهورية عن طريق ال...

Conclusion and ...

Conclusion and recommendation: In order to identify the reasons behind the lengthy wait times, we si...

تصييف التأثير ا...

تصييف التأثير البيئي على صحة الإنسان إلى ما يأتي : تأثير غير مباشرة : ويتمثل فيما يأتي: 1- دورة ال...

ليس من الضروري ...

ليس من الضروري أن تخبر صاحب العمل بتعايشك مع الفيروس. حالتك الصحية هي شأن خاص بك، ويمكنك تبرير غيابك...

أولا: اتفاقية ا...

أولا: اتفاقية الشراكة الأورو - جزائرية تندرج اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في إطار مشوار برشل...

مرحبا بك في أسا...

مرحبا بك في أساسيات تحت البطاقات اليوم نأخذ الاتجاه من كاليدونيا الجديدة بعد ليلة من العنف في نوميا ...

ليلى، فتاة شابة...

ليلى، فتاة شابة متحمسة وطموحة، كانت تعمل في مجال الإعلام وتحلم بتحقيق النجاح والتميز في مسارها المهن...

The treasure, t...

The treasure, the value of which will be determined by a committee of experts, will be sold to a mus...

تعريف البيئة وا...

تعريف البيئة والمواد الصديقة للبيئة وصفتها وأهدافها.. جاء تعريف البيئة بعدة طرق وكلها تصب في مصب واح...

إن الحمدلله نحم...

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مض...

مظاهر القوة الا...

مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية : 1 - الولايات المتحدة أول قوة فلاحيه في العالم :...

Despite lingeri...

Despite lingering perceptions, 37.0°C (98.6°F) is rooted in a historical convention that modern data...