لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

ثم وضع في أعلى الهرم ، هرم صغير مستقل ، رأى أنه يمثل الملك الذى يحتم فوق وزرائه ، الذين كانوا فوق عمد البلاد والقرى ، ومن الناحية الاجتماعيه كان فرعون فوق النبلاء الذين كانوا بدورهم فوق الفنانين وصغار التجار والعمال والفلاحين ، أما عن التنظيم الديني فكان فرعون هو حلقة الاتصال الوحيدة مع الآلهع ، وكان فوق الكهنة الذين كانوا بدورهم فوق الشعب. لان كبار الموظفين والنبلاء وكبار الملاك والكهنة أنما كانوا في درجة واحدة ، فقد كانوا جميعا يكونون المطبقة التي تلى فرعون مباشرة ، وكان ينيبهم عنه في تأدية المهام الخاصة به (۱) ، وهكذا كن المجتمع المصرى القديم يتكون في أول أمره من طبقتين بينهما فرق واضح ، طبقة عليا وهي الحاكمة : على رأسها فرعون وأسرته وحاشيته ، ومن حولهم كبار موظفي الدولة وامراء الاقاليم وكبار الكهنة ، ثم طبقة دنيا وهي المعاملة الكادحة تتكون من عمال الزراعة والصناعة والمصيدين والملاحين والرعاة والخدم وجميع أصحاب الحرف الذين يعملون في الخدمات العامة والخاصة (٢) . وتشير آثار الادباء والحكماء وأصحاب التأملات الى هذا النظام الطبقى ، ومنهم حكيم الثورة الاجتماعية الاولى ايبو - ور) الذي حدثنا كيف ساد الوضيع على الرفيع ، وكيف أخذت محن الجوع والفقر بأبناء البيوتات من جميع أقطارهم ، يقول الحكيم المصرى «انظر : لقد حدث هذا بين الناس ، فمن لم يكن فى قدرته أن يقيم حجرة أصبح الان يملك فناء مسورا ، والامراء ينامون فى المخزن ، ان الذين كانوا يلبسون الملابس الفخمة أصبحوا الان فى خرق بالية )) (۳) ، ولعل هذا انما يشير الى أن حكيمنا المصرى ربما كان من طبقة ارستقراطية ، وتقدمت الحياة بالناس الى زمان الدولة الوسطى ، طبقة حرة قوامها صغار الموظفين والتجار وأصحاب الحرف الممتازة ، ثم تأتى طبقة رعاة البقر والخنازير ، وكان رعاة الخنازير أحط الطبقات ، وأخيرا رجال الملاحة وطبقة عمال زراعة ، ونلاحظ أن هذا التحديد ، لا يمكن أن يكون مضبوطا ، اذ ينبغي أن يكون أكثر من ذلك عدا بعض الباحثين يحاول انكار هذه الطبقة ، فان منطق الحياة قد يحتم وجودها ، ولنتحدث الان عن طبقات المجتمع المصرى الثلاث : (1) الطبقة العليا : في نظر رعاياه ، اله حي في شكل انسان ، يتساوى مع غيره من الآلهة فيما لهم من حقوق ، وفى المواقع أن هذا أمرا لم تنفرد به مصر بين بلاد العالم . لم يعش في برج من عاج ، ويهتم بمراقبة موظفيه ورعايتهم ، ويجـزل العطاء لمن أخلص منهم ، ثم هو يعمل على تأمين وسائل الحياة للمصريين بحفر الترع واقامة الجسور التيسير فلاحة الأرض وزراعتها ، كما كان عليه حماية المدن من غائلة الفيضان ، وتشجيع الصناع والفنانين ، فأما بلاطه فكان مكونا من حاشية كبيرة من عظماء أمته ، والمقدمين من أمراء جنده ، يستشيرهم في أمور دولته ، في الوقت نفسه ، من سلطانه ، بما فرضت عليه من واجبات ، كما سنشير الى ذلك فيما بعد بالتفصيل . ربما يبعده عن وضع الطبقات التي كان يتكون منها المجتمع المصرى ، وأن كانت نادرة ، فهناك نبوءة نفرتي» والتي تتحدث عن الملك سنفرو على أنه كان ملكا محسنا ، وأنه حين يخاطب أحد رجال رعيته يقول له ( يا صاحبي » ، فيمد يده الى صندوق مواد الكتابة ويأخذ قرطاسا وقلما ومدادا ، ثم يدون ما تحدث به الكاهن المرتل باست) (٥) ، قد يكون ذلك ، حتى استمرت عبادته في أكثر من مدينة مصرية حتى عصر البطالمة ، ومن ثم فقد صورته آدابهم الشعبية متواضعا ، ويكتب بنفسه ، كما وصفوه بأنه « ملك . فاضل (1) . بل انه يأمر بأن ينقل ذلك على حجر يوضع في قبر «رع ور » وهناك قصة أخرى تبين مدى حزن الفرعون نفسه على مدى ما أصاب وزيره ( واش بتاح » الذي وافته منيته فجأة عندما كان فرعون يتفقد وربما يفتتح أحد المنشآت الملكية ، وأن الملك حول اسعانه ولكنه فشل ، ثم سمح لولده أن يسجل ذلك كله على قبره الذي منحه اياه (٢) ، فنخس أحدهما بعصاه التي ربما كانت مسمومة ، وسم الآخر بطريقة ما ، وان كنت أميل الى أن الحادثين لا يستحقان كل هذه موظفيه العاملين والمقربين اليه بعد وفاتهم . وليس بدعا أن يكرم الفرعون وأيا ما كان الامر ، ففى النصف الأول من الدولة القديمة كان الامراء يعينون في مناصب الوزارة ، وأكثرهم من أبناء الملك أو من ذوى قرباه ، كما حدث في زواج « بتاح شبس ( من ( خع ماعة (( ابنة « شبسسكاف ) (3) ، وزواج « ببي الأول » من ابنة أمير أبيدوس ، وهكذا فان وجود أبناء الملك وأقاربه يجعل الخط الفاصل بين الملك والطبقات الأخرى غير واضح المعالم ، وأنها تمكنت من احتلال المناصب الكبيرة ، ويتنقلون فى محفات تحمل على أكتاف الرجال ، ويستروحون عليها بين المزارع والحنول وعلى شواطىء النهر . وكان لكبار الكهنة مركزا ممتازا لدى الشعب ، وهيئة كبيرة ، كما كانوا متبحرين فى العلم والمعرفة مما يسر أمورهم وسهل سيطرتهم على الشعب ، كما بلغوا جانب كبيرا من الثراء (۱۲) ، وبمرور الزمن تكونت فى مصر ملكية خاصة بالاله آمون ، منفصلة عن أملاك فرعون ، بل أنها لم تكن مقصورة على مصر وحدها وانما امتدت الى النوبة المتى كاد أن يصبح ذهبها وقفا على الاله آمون . حتى بلغوا من ذلك ما لم يبلغه أمثالهم فى المعالم المعروف وقت ذاك ، ومعابد بأوقاتها من الاراضي في الاقاليم المستولى عليها ، هذا فضلا عن فرق من الأسرى لاعمال السخرة ، ومبان ملكية حول المعبد ، وطعت شهرة آمون فعمت البلاد ، بحيث لم يعد لارباب الاقليم شيء من قوة ، حتى انتهى الأمر بكهانة آمون الى القبض على زمام الحكم في البلاد بقيام دولة الكهنة فى أعقاب الاسرة العشرين (١٤) ، وان كانت هناك آراء تذهب الى غير ذلك (١٥) . P ۲) الطبقة الوسطى : لم يكن هناك نظام طبقات صريح يظل فيه النبلاء والصناع الثلاثون مرتبطين بطبقة معينة جيلا بعد جيل ، فكان المجتمع ينظم على أساس استمرار الاشياء الموروثة ، والأمر كذلك في طبقة النبلاء، ولكن المصريين كانوا عمليين متسامحين ، ومن ثم فلم يجبروا شخصا على أن يظل أبد الدهر فى طبقته التي توارثها اذا واتته الفرصة أو الضرورة العصور التي نمت فيها الدولة وتقدمت كانت البلاد في حاجة تي خدمات الرجال ذوى المقدرة الذين يعتمد عليهم ، ومن ثم يصبحون التغيير ، خفی وهناك أمثلة انتقل فيها بعض المواطنين من أشخاص عاديين الى طبقة خبار الموظفين في الدولة ، ثم استطاع أن يرتفع الى أحد المراكز المرموقة في البلاد ، ذلك أنه بعد أن خدم كموظف صغير فى عهد (( تتى )) مؤسس الاسرة السادسة ، أو رجل بلاط مقرب ، وقد برز في هذا العمل فظهرت قدرته كمساعد للوزير ، ليستمع الى قضايا مؤامرة أفرخت في الحريم الملكى والسنة بيوت الكبرى (قضية الملكة ايمتس)، وحين أنهى هذا الواجب الهام أصبح القائد العام لخمس حملات جريئة أرسلها الملك الى آسيا ، واحدة منها كانت برية وبحرية معا ، حصر فيها حدود بين فكى الكماشة ، ثم رقاه الى وظيفة مفتش بنائين ثم مشرفا على طائفته ، ثم رفعه جلالته الى مصمم وبناء للملك ، لان جلالته كان يعطف عليه كثيرا (١٩) . وسواء تمت هذه الترقيات بعطف من الملك ، أو بجدارة كل منهما ، وهذا ما لا ينطبق على ( ونى » على الاقل فان ذلك يدل على أن الوظائف انما كانت متاحة لكل من تتوفر فيه الصفات اللازمة لشغل هذه الوظائف ، ولعل السبب انما يرجع الى حرفتهم نفسها وأهميتها بالنسبة للحضارة المصرية ، تلك الحضارة التي كانت فى أخص صفاتها حضارة فنية راقية ، وفنونها وصناعاتها هي أجل ما امتازت به ، حتى لا يعادلها ، فيما يرى البعض ، شيء من عقائدها وآدابها وعلومها ، كثرة لا يدانيها انتاج أية أمة أخرى ، ويحمل لقب المشرف العام على الفنانين ، ويبدو أنه كان فعلا يزاول هذه المهنة (۲۰) والسبب الذي جعل هذا الكاهن العظيم يشرف على رجال الفن أن الاله ( بتاح » اله منف انما كان يعتبر بمثابة الفنان بين الالهة المصرية ، وقد استمر اشراف بتاح رب منف (۲۹) كبير كهنة بتاح على أهل الفن فى مصر طوال العصور التي بقى فيها جزاء لما أنتجوا من فن رائع ، ولكن ليس هناك من دليل على أنهم كانوا من أهل اليسار، وان لم يكونوا في معيشة ضنكا ، وقد وضعهم جیمس هنری برستد ( الذى قسم المجتمع الى أمراء وعبيد ، ودعاهم بالطبقة الوسطى التي احتكرت الصناعات والفنون الجميلة وبرعت فيها كثيرا (۲۲) ، فهى أصلا من المحكومين ، ولكنها تحتك كثيرا بالحاكمين بسبب طبيعة عملها ، لم تفسد عن انغماس في الشهوات ، ومن ثم فان الطبقة الوسطى في كل الشعوب انما هي في الغالب تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب ، هذا وقد دأب أهل الطبقة الوسطى على ارسال أولادهم في سن مبكرة الى المدارس التابعة لمصالح الحكومة وغيرها من مدارس اعداد الموظفين لتأهيل أنفسهم لمهنة الكاتب ، والحياة التي تقتضيها ظروف وظيفته ، وكان صغار الموظفين والكتبة الذين يعملون في الحكومة المركزية أو الادارات المحلية أو الضياع الكبيرة من أسعد أفراد الطبقة الوسطى حالا ، وأصحاب العلم والثقافة ، يوضحون لهم فيها أن مهنة الكاتب مهنة راقية تفوق جميع المهن الأخرى ، ويغريه بالعلم ويحببه إلى نفسه ، وأخذوا يسطرون القصار والطوال من المقطوعات الادبية ، ويحذرون الشباب من الاندفاع في هذا السبيل ، وهو معفى من الضريبة ، وعليك أيها الكاتب أن تفطن الى ذلك وتنزع من فكرك أن الجندى أحسن حالا من الكاتب». فالكاتب يتخلص من العزق بالفأس ، أن مهنة الكاتب تخلصك من تحريك المجداف ولا تسبب لك هما ولا نكدا ، واعلم أن مهنة الكاتب تكسب صاحبها غنى ومالا ، ومهنته عظيما ، وتشمل التجار والعمال والفلاحين وأصحاب الحرف الصغيرة كالنجار والخلاق والبستاني وصانع السهام وطواف البريد والدباغ والاسكافي وغيرهم ، وا التي كانت محدودة الى حد كبير، ولذا فان النصوص لا تتحدث عن التجار مما يدل على أن التجارة الداخلية في مصر القديمة أبان تلك الفترة لم تكن ذات أهمية ، اذ أنها لا تعدو المعاملات المحدودة والتي تجرى فى الاسواق المحية ، وقد رأينا حكيما ينصح ولده بالا يكون تاجرا يجوب الوادي متنقلا بين أقاليمه ومدائنه وقراه ، وأما طبقة العمال ، فهم الذين كانوا يعملون في المناجم والمحاجر وغيرها ، وفى بناء الاهرامات والمقابر والمعابد ، وكانت الدولة هي التي تحتكر استغلال : المناجم والمحاجر ، وتعمل على نقلهم تحت حماية جندها الى مقر أعمالهم في الصحراوات المصرية ، وكانت كل فرقة تحمل اسما معينا ، وقد عشر في منطقة الاهرام على مساكن للعمال الذين بنوا هذه الشوامخ وهي قاعات ضيقة طويلة يبلغ عددها قرابة المائة ، يتسع كل منها لنحو خمسين عاما (٢٥) ، وقد أسهمت طبقة العمال بنصيب واخر في بناء هذه الشوامخ من الاهرامات الخالدة والمعابد والمقابر البديعة ، مما يثبت تلك الانتصارات المادية التى لم يسبق لها مثيل ، ذلك لانه لم يوجد شعب آخر في بقاع العالم القديم نال من السيطرة على عالم المادة بحالة واضحة للعيان تنطق بها آثاره ، مثل ما ناله المصريون القدامي في وادى النيل ، فقد بنى القوم بنشاطهم الجم صرحا من المدنية المادية ظهر أن الزمن يعجز عن محوه تماما (٣٦) . غير أنه رغم هذا الجهد العظيم ، فان طبقة العمال لم تعش حياة تتفق والمجد الذي حققته للمدنية المصرية ، ربما كان النظام الدقيق الذي اتبع مع العمال قد أعطاهم بعض حقهم ، حتى أن حكيم الثورة ور )) عندما أراد أن يبين أن الصناعة قد تعطلت ، وأن الفنون قد أفسدها أعداء البلاد . انما يقول « حقا قد أصبح بناة الاهرام فلاحين ) (۳۷) ، كما أنهم كانوا يأخذون أجرا في مقابل عملهم ، من ذلك ما نقرؤه على قاعدة تمثال جنزى لقد طلبت إلى المثال أن ينحت لى هذه التماثيل ، مما يشير الى أن كلا من هذين الرجلين انما اراد أن يعلن أنه قد حصل على معداته الجنزية من طريق شريف ، وأن كل من عمل فى اعدادها قد أخذ أجره ، كاملا غير منقوص ، من خبز وجعة وثياب وزيت وقمح ، كما أنى لم أكره أحدا على نص لأحد رجال بلاطه ، وقد جاء فى النصفى العمل » ، هذا فضلا عن أن الملك منكاور) (ع) كان قد أمر بناء مقبرة ~ الذي يروى هذا الحادث أن فرعون أمر ألا يسخر أحد في هذا العمل فضلا عن عدم اكراه العمال في أي عمل)) (۲۸) . وهناك ما يشير الى أن أحوال طبقة العمال انما قد تحسنت كثيرا في الدولة الحديثة ، فقد كان عمال الجبانة الملكية في طيبة الغربية يتكونون من مجموعات خاصة من الرجال الذين عاشوا ، وكذا أسلافهم من قبل ، لعدة أجيال مضت فى نفس القرية بجبانة طيبة يعملون في نحت وزخرفة مقابر الفراعين ، اعداد حياة الفرعون الخاصة بعد الموت ، و على أى حال ، كل فرقة تنقسم الى قسمين ، على رأس كل منهما مقدم عمال ، كان يلقب كبير الفرقة أو الجانب ) ، كما كان هناك كاتب يحتفظ بسجل يسجل فيه ما أنجز من العمل ، يكاد الواحد منهم لا يتخلف يوما طوال أيام السنة ، وكانت أعذار التخلف كثيرة كالمرض ولدغة العقرب ، وهناك عدد من العمال كانوا أتقياء ورعين ، كما كان انحراف مزاج الزوجة أو الابنة سببا كافيا ، وأن يكن غريبا ، كما كان العمال يمنحون أجازات في المناسبات الخاصة بالاعياد الكبرى للالهة الرئيسية ، فقد كانو يمنحون من وقت لاخر ، وفى مناسبات خاصة مكافآت من فرعون ، فضلا عن بعض الكماليات الاخرى المتشابهة (٣٠) . وهكذا يمكن القول أن هؤلاء العمال لم يكونوا مسخرين في العمل في المقابر الملكية ، وانما كانوا يعملون لقاء أجر ، ويمنحون المكافآت في المناسبات الرسمية ، فها هو (( سيتي الأول ( من الاسرة التاسعة عشرة يحدثنا عن بعض عماله ، من أن كلا منهم انما كان يتقاضى أربعة أرطال خبز ، وقطعة من اللحم المشوى كل يوم ، لكان عماله يعيشون فى مستوى قد لا يقل كثيرا عن مستوى العمال في العصر الحديث . وربما كان ذلك بسبب الأزمة الاقتصاديية التي كانت تعانيها البلاد ، وربما بسبب عدم أمانة الموظفين ، وان ذهب البعض الى أن السبب انما كان وباء عاما اجتاح البلاد ، مما جعل الحكومة تفشل فى أن تمد عمال دير المدينه بطيبة الغربية وتجمهروا خف معبد تحوتمس الثالث الجنازي ، رغم الموعود بأن أمرا من الفرعون قد صدر باجابة مطالبهم ، ولكنهم فى اليوم الثالث وصلوا الى المعبد نفسه وقضوا الليل في فوضى عند بوابته ثم دخلوا المعبد نفسه . لكنهم لم يخرجوا على النظام ، وكان هجومهم على المكان المقدس ذا أثر فعال ، كما عمل كهنة الرمسيوم على تهدئة الأمور ، افعلوا ذلك لنعيش ) ، وعلمتهم التجربة ألا تثنيهم الترضية الجزئية عن وصولهم الى حقهم كاملا ، وطالبوا بأن تدفع لهم مخصصاتهم عن الشهر الحالى ، وتهدأ الاحوال الى حين ، فاضطر الموظفون الى ضربه ، وعاد العمال الى الثورة من جديد ، وبينما كانوا متجمهرين خلف معبد با آن رع مرى (آمون (معبد مرنبتاح الجنزي ) مر عمدة طيبة الغربية فشكوا اليه حالهم ، فأمر بأن تصرف لهم خمسين غرارة من الحبوب ، غير أن كبير كهنة آمون سرعان ما اتهم العمدة بأنه أخذ قرابين معبد رعمسيس الثاني ليطعم المضربين ، أول ما يعتمد ، كان حظه فى الحياة أقل من حظ غيره ، فهناك خطاب سجله أحد الكتاب الى تلميذ له متحدثا فيه عن نصيب الفلاح من الحياة ، ثم أكل فرس النهر النصف الآخر ، والعصافير تسرق ، فاذا لم تكن هنك حبوب ضربوه وقيدوه وقذفوا به فى القناة فيغرق ، أما أولاده فيربطون ويتركهم جيرانهم ويولون الادبار، وهكذا كان الفلاحون ، كما هم الان ، بادىء فى بدء ، حين شارك هؤلاء سيدهم فى الغنيمة ، أما الفريق الأول فهم يملكون أرضهم ولم يكونوا خاضعين الا لاداء الضريبة المقررة عليها من قبل الدولة ، وأما الفريق المثاني، ولكنه انتقال للذمة ، ذلك لان القوم أنا كانوا جميعا أحرارا ، وأن الرق في جميع العصور الفرعونية لم الأسرى دون سواهم (٢٤) . يمتد إلى أية طائفة من سكان الكنانة ، وانما كان ذلك من نصيب وطبقا المرسوم من عهد الملك ببي الأول» ، فان المعامل الزراعي انما كان يعمل بأجر ، وفى مرسوم آخر ، وهو المرسوم الثالث من مراسيم معبد الاله مين نرى أن الفلاح انما كان يعمل ساعات معينة من المنهار (۳۹) ، وفي ساعات معينة من المهار ، ولا ينصور هذه العلاقة التعاقدية الا اذا كان الفلاح حرا ، وهناك ما يثبت أن الفلاح كان يدفع لصاحب الارض جزءا من المحصول ، وبدهى أن هذا كله انما يشير الى أن المعامل الزراعي لم يكن أبدا مملوكا لصاحب الأرض التي كان يعمل بها ، وان كان هذا لا يمنع من القول بان الفلاحين انما كانوا يعملون ، بأن هؤلاء الاتباع كانوا يستغلون استغلالا سيئا خاليا من الرحمة ، هذا ويروى هيرودوت أن المنيل كان اذا ما أكل جزءا من أرض أحد الفلاحين ) نحر النهر ) فانه يتقدم الى فرعون بأمره هذا ، حتى يرسل لجنة تقرر مقدار ذلك الجزء الضائع حتى يدفع الضرائب على ما تبقى عنده من الاراضي (٤١) ، بعد أن يدفع الضرائب عنها ، وقد تعوضه الدولة عن الخسارة ، وقد تزيد الدولة من نصيبه (ربما عن طريق تقليل الضرائب ( عند ازدياد حاجاته المعيشية ، ولعل ذلك كله انما يشير الى أن الدولة انما كانت تنظر الى المزارع على أنه يقوم بوظيفة اجتماعية ، ومن ثم فهى توجهه الوجهة التي تحقق المصلحة العامة (٤٢) . وكانت أعمال الطوائف الثلاث الأولى مقصورة على التنقل فى الاراضي القاحلة الخالية من السكان طلبا للكلا وبحثا عن صيد (٤٣) . وهكذا كان أفراد الطبقة الدنيا يمثلون الكثرة الساحقة من سكان هذا الوطن، وكانوا من أرقى الطبقات حالا . كما كان طعامهم لا يعدو الخبز والمخضرة فأما لباسهم فكان نقبة من نسيج الكتان يستتر بها الرجل فيغطى بها وسطه إلى أعلى الركبتين ، كما كان لباس المرأة بسيطا أيضا ، فهو عبارة عن ثوب ضيق وبخاصة أسفله ، مصنوع من الكتان الابيض ، يصل من الكتف الى العقبين ، ويثبت فوق الكتف بشريطين من النسيج نفسه ولم يكن للفلاحين من الحرية ما لغيرهم من الطبقات الأخرى . وانمما كانوا يعملون في مواسم الزرع ، حتى اذا ما جاء الفيضان وهلات المياه الاحواض وتوقفت أعمال الزراعة ، حشدت الحكومة جيوشا من هؤلاء المفلاحين للعمل في المحاجر والمناجم وأعمال البناء وجميع المشروعات الحيوية العمرانية العامة ، أو أعمال الرى ، وبرغم ما يسود هذا النظام من عيوب ، فقد كان من مزاياه أنه جعل الشعب عاملا قويا دؤبا ، لا يعرف الملل ولا يركن إلى الراحة التي تدفع للناس عللا اجتماعية وبدنية ، تلك كانت طبقات المجتمع المصرى القديم ، لا تكاد تحملنا على أن تجعل ذلك المجتمع طبقيا ، كما تعنى هذه الكلمة تماما ، أما في مصر فبالرغم من أن الابن كان يزاول مهنة أبيه في أغلب الأحايين ، وقد يصعد الى أعلى الوظائف ، أو بمعنى آخر لم تكن هناك حدود فاصلة تماما بين الطبقات ،


النص الأصلي

شبه جون ویلسون الدولة والمجتمع المصرى القديم بالهرم ، ثم وضع في أعلى الهرم ، هرم صغير مستقل ، رأى أنه يمثل الملك الذى يحتم فوق وزرائه ، الذين كانوا بدورهم فوق حكام الاقاليم ، الذين كانوا فوق عمد البلاد والقرى ، ومن الناحية الاجتماعيه كان فرعون فوق النبلاء الذين كانوا بدورهم فوق الفنانين وصغار التجار والعمال والفلاحين ، أما عن التنظيم الديني فكان فرعون هو حلقة الاتصال الوحيدة مع الآلهع ، وكان فوق الكهنة الذين كانوا بدورهم فوق الشعب. وهذه التشبيهات الهرمية ليست في الحقيقة الا شيئا واحدا ، لان كبار الموظفين والنبلاء وكبار الملاك والكهنة أنما كانوا في درجة واحدة ، فقد كانوا جميعا يكونون المطبقة التي تلى فرعون مباشرة ، وكان ينيبهم عنه في تأدية المهام الخاصة به (۱) ، وهكذا كن المجتمع المصرى القديم يتكون في أول أمره من طبقتين بينهما فرق واضح ، طبقة عليا وهي الحاكمة :


على رأسها فرعون وأسرته وحاشيته ، ومن حولهم كبار موظفي الدولة وامراء الاقاليم وكبار الكهنة ، ثم طبقة دنيا وهي المعاملة الكادحة تتكون من عمال الزراعة والصناعة والمصيدين والملاحين والرعاة والخدم وجميع أصحاب الحرف الذين يعملون في الخدمات العامة والخاصة (٢) .


وتشير آثار الادباء والحكماء وأصحاب التأملات الى هذا النظام الطبقى ، ومنهم حكيم الثورة الاجتماعية الاولى ايبو - ور) الذي حدثنا كيف ساد الوضيع على الرفيع ، وكيف أن الذين لم تكن لهم أسر معروفة قد أصبحوا من أصحاب اليسار ، وكيف أخذت محن الجوع والفقر بأبناء البيوتات من جميع أقطارهم ، يقول الحكيم المصرى «انظر : لقد حدث هذا بين الناس ، فمن لم يكن فى قدرته أن يقيم حجرة أصبح الان يملك فناء مسورا ، انظر : ان النبيلات يرقدن الان على الفراش الخشن ، والامراء ينامون فى المخزن ، ومن لم يكن ميسرا له أن ينام على الجدران ، أصبح الان صاحب فراش وثير ، انظر : ان المرجل المغنى أمى يمضى ليله ظمآن ، ومن كان يستجدى بقية سوره أصبح يمتلك جعة قوية ، انظر ، ان الذين كانوا يلبسون الملابس الفخمة أصبحوا


الان فى خرق بالية )) (۳) ، ولعل هذا انما يشير الى أن حكيمنا المصرى ربما كان من طبقة ارستقراطية ، ومن ثم فلم يكن من الهين عليه أن تزول النعمة عنها الى غيرها أقل منها منزلة ومكانة في المجتمع المصرى القديم .


وتقدمت الحياة بالناس الى زمان الدولة الوسطى ، ونشأت بين الطبقتين المذكورتين طبقة ثالثة ، هى الطبقة الوسطى ، طبقة حرة قوامها صغار الموظفين والتجار وأصحاب الحرف الممتازة ، واذا كان منها ، كما كانوا يعملون فى خدمة الملك ، ثم تأتى طبقة رعاة البقر والخنازير ، وكان رعاة الخنازير أحط الطبقات ، وهناك طبقة التجار وطبقة التراجمة ، وأخيرا رجال الملاحة وطبقة عمال زراعة ، ونلاحظ أن هذا التحديد ، على اختلاف الاراء فيه ، لا يمكن أن يكون مضبوطا ، اذ ينبغي أن يكون أكثر من ذلك عدا بعض الباحثين يحاول انكار هذه الطبقة ، فان منطق الحياة قد يحتم وجودها ، ذلك لاننا اذا سلمنا بوجود طبقة الاشراف الحاكمين من أعيان البلاد ووجهائها وأصحاب المرأى فيها ، وسلمنا بوجود طبقة عاملة من الزراع والعمال الكادحين وأصحاب الحرف المختلفة ، فان منطق الاشياء يقتضينا أن نفترض وجود طبقة وسطى بين أولئك وهؤلاء ، والا فأين مضع صغار الموظفين وصغار رجال الجيش ومن يماثل أولئك وهؤلاء من الناس (1) ، ولنتحدث الان عن طبقات المجتمع المصرى الثلاث : (1) الطبقة العليا :


كان على رأس هذه الطبقة فرعون الذي آمن المصريون القدامي . راغبين أكثر منهم مكرهين ، بأنه الله تكرم وأقام فوق أرض مصر ليحكم المناس بمقتضى الحق الالهى الموروث ، وليدبر أمورهم وفقا لمشيئة الله. قدانوا السلطانه فى الدنيا وآمنوا باستئنافه فى الاخرة ، وكانوا يدعوه الاله الطيب في حياته ، والاله العظيم بعد مماته ، فهو الاله الصقر ((حور )) الذي تجسم في هيئة بشرية . ومن ثم فهو ، في نظر رعاياه ، اله حي في شكل انسان ، يتساوى مع غيره من الآلهة فيما لهم من حقوق ، فله حق الاتصال بهم ، كما له على شعبه ما لغيره من الالهة من التقديس والمهابة ، وفى المواقع أن هذا أمرا لم تنفرد به مصر بين بلاد العالم . وانما هو شيء كان يسود أهم الدنيا المعروفة فى العصور القديمة ، أو يكاد .


على أن فرعون رغم هذه المكانة المقدسة التي كان يحتلها ، لم يعش في برج من عاج ، ولم يعزل نفسه عن شعبه ، بل كان شديد الاتصال به . ذلك أنه على الرغم من الحقوق التي كان يتمتع بها فرعون ، كان عليه عدة واجبات ، فهو المسئول عن الدفاع عن مصر وحماية حدودها من غارات الشعوب المجاورة والطامعة فى خيراتها ، ثم يستمع لشكوى الناس ، ويعنى بشئونهم ، ويهتم بمراقبة موظفيه ورعايتهم ، ويجـزل العطاء لمن أخلص منهم ، فأحسن وأجاد ، ثم هو يعمل على تأمين وسائل الحياة للمصريين بحفر الترع واقامة الجسور التيسير فلاحة الأرض وزراعتها ، كما كان عليه حماية المدن من غائلة الفيضان ، وتشجيع الصناع والفنانين ، فضلا عن القيام بواجبه نحو الآلهة ، فان أهمل ذلك حق للالهة ألا تعترف به كواحد منها ، فأما بلاطه فكان مكونا من حاشية كبيرة من عظماء أمته ، والمقدمين من أمراء جنده ، وكبار كهنته ، يستشيرهم في أمور دولته ، ويستعين بهم على تبرير شئون شعبه ، وهكذا يبدو واضحا أن الملكية ، وان أفاءت على الملك ثوبا من القداسة ، فقد حددت ، في الوقت نفسه ، من سلطانه ، بما فرضت عليه من واجبات ، كما سنشير الى ذلك فيما بعد بالتفصيل .


هذا وقد كان للملك وضع خاص بين رعاياه ، ربما يبعده عن وضع الطبقات التي كان يتكون منها المجتمع المصرى ، فقد كان القوم يعتقدون أنه اله ، وليس بشرا ، ورغم ذلك فهناك نصوص ، وأن كانت نادرة ، الا أنها تكشف فى ومضات قصيرة عما كانت تنطوى عليه نفس هذا الاله من مشاعر نبيلة ولمسات انسانية نحو رعاياه ، تبدو في بعض المناسبات فتومض كالبرق الخاطف وسط تكاليف الحياة الرسمية الصارمة ، فهناك نبوءة نفرتي» والتي تتحدث عن الملك سنفرو على أنه كان ملكا محسنا ، وأنه حين يخاطب أحد رجال رعيته يقول له ( يا صاحبي » ، وحين يوجه حديثه الى أحد رجال بلاطه مخاطبا اياهم بقوله «یا اخوانی» ثم حين يتنزل من عليائه الالهية ليقوم بعمل كاتب ، فيمد يده الى صندوق مواد الكتابة ويأخذ قرطاسا وقلما ومدادا ، ثم يدون ما تحدث به الكاهن المرتل باست) (٥) ، كل ذلك يجعل هذا الفرعون فريدا بين أقرانه .


وربما أراد نفرتى بذلك الدعاية لملك قادم يأمل القوم أن يكون على هذه الصفات ، وأن نفرتي قد ذكرها لتكون هديا للملك القادم في معاملة رعاياه ، قد يكون ذلك ، وقد لا يكون ، ولكنها مع ذلك تشير ولو بطريق الاساطير الشعبية، أن هناك من المدراعين من يعملون رعاياهم بالود والحنان ، ولعل هذا يفسر لنا أسباب تلك المكانة التي كان يحتلها . االستفرو) في نفوس رعاياه ، حتى استمرت عبادته في أكثر من مدينة مصرية حتى عصر البطالمة ، وقد احتفظ را له بذكرى طيبة ، ومن ثم فقد صورته آدابهم الشعبية متواضعا ، يميل الى المعرفة ويكرم العلماء ويحسن الاستماع اليهم ، ويكتب بنفسه ، كما وصفوه بأنه « ملك . فاضل (1) .


وهناك ما يروى عن نفر اير كارع » ثالث ملوك الاسرة الخامسة من أنه لم يترفع عن أن يترضى أحد رجاله (رع) ور) عندما لطمت عصا المفرعون ساته عن غير قصد ، بل انه يأمر بأن ينقل ذلك على حجر يوضع في قبر «رع ور » وهناك قصة أخرى تبين مدى حزن الفرعون نفسه على مدى ما أصاب وزيره ( واش بتاح » الذي وافته منيته فجأة عندما كان فرعون يتفقد وربما يفتتح أحد المنشآت الملكية ، وأن الملك حول اسعانه ولكنه فشل ، ثم عاد الى حجرته يدعو ربه رع أن يشمل وزيره برحمته ، ثم سمح لولده أن يسجل ذلك كله على قبره الذي منحه اياه (٢) ، وهناك كذلك فراعين كانوا يراسلون وزراءهم ويردون على رسائلهم بخط أيديهم ، ومن ذلك ما كتبه الملك ( جد كارع ) ( اسيسي ) الی وزیره « شيسرع » حيث يقول : « الحق أن رع أكرمني بأن وهبني ايات ) ، وإن رأى « فيكتنيف » في حدوث واقعتى « رع ور ) و « واش بتاح » في عهد ملك واحد ) نفر اير كارع ) ما يدل على أن المفرعون مصلحة فيهما ، وأنه كان يود أن يتخلص من الرجلين ، فنخس أحدهما بعصاه التي ربما كانت مسمومة ، وسم الآخر بطريقة ما ، ثم أظهر حزنه عليه ، وان كنت أميل الى أن الحادثين لا يستحقان كل هذه موظفيه العاملين والمقربين اليه بعد وفاتهم . التخمينات التي ذهب اليها ) فيكتنيف ) ، وليس بدعا أن يكرم الفرعون


وأيا ما كان الامر ، فلقد كانت الطبقة الحاكمة ترتبط بالملك بروابط كثيرة ، ففى النصف الأول من الدولة القديمة كان الامراء يعينون في مناصب الوزارة ، وأكثرهم من أبناء الملك أو من ذوى قرباه ، كما حدثت مصاهرات بين أفراد البيت المالك وبين أفراد من الشعب ، كما حدث في زواج « بتاح شبس ( من ( خع ماعة (( ابنة « شبسسكاف ) (3) ، وزواج « ببي الأول » من ابنة أمير أبيدوس ، وهكذا فان وجود أبناء الملك وأقاربه يجعل الخط الفاصل بين الملك والطبقات الأخرى غير واضح المعالم ، ولكن من ناحية أخرى ، فقد كانت الطبقة الحاكمة بمثابة همزة الوصل بين الملك ورعيته ، وأنها تمكنت من احتلال المناصب الكبيرة ، ثم الحصول على امتيازات كانت من قبل وقفا على الملوك دون سواهم (١٠) .


وكان هزلاء الحكام ومن حولهم حاشيتهم من كبار الموظفين يعيشون عيشة ترف ورفاهية ، فيسكنون الدور الفخمة ، ويقتنون الضياع الواسعة ويقيمون الولائم المترفة ، ويتنقلون فى محفات تحمل على أكتاف الرجال ، حتى اذا ما كانت أيام الدولة الحديثة (١١) . وعرفت مصر الخيل و العجلات استبدلوا بها المحفات وباتوا ينتقلون عليها ، ويمارسون فوقها ألوان الفروسية والصيد والرياضة ، ويستروحون عليها بين المزارع والحنول وعلى شواطىء النهر . وكان لكبار الكهنة مركزا ممتازا لدى الشعب ، وهيئة كبيرة ، وكانوا يبرعون كثيرا في اخضاع سلطان الدين لكثير من التأويل والتعقيد ، ويحتفظون بأسرار تعاليمهم الدينية ، ويزعمون القدرة على استخدام السحر ، كما كانوا متبحرين فى العلم والمعرفة مما يسر أمورهم وسهل سيطرتهم على الشعب ، وزاد فى هيبتهم وسلطانهم ، كما بلغوا جانب كبيرا من الثراء (۱۲) ، وبخاصة كهانة آمون التي تضخمت ثرواتها ، وبمرور الزمن تكونت فى مصر ملكية خاصة بالاله آمون ، منفصلة عن أملاك فرعون ، بل أنها لم تكن مقصورة على مصر وحدها وانما امتدت الى النوبة المتى كاد أن يصبح ذهبها وقفا على الاله آمون .


و استغل كهان آمون ذلك كله في توطيد سلطانهم ومضاعفة ثرواتهم، حتى بلغوا من ذلك ما لم يبلغه أمثالهم فى المعالم المعروف وقت ذاك ، فنالوا نصيبا من الكنوز التي سلبت من العدو ، ومعابد بأوقاتها من الاراضي في الاقاليم المستولى عليها ، هذا فضلا عن فرق من الأسرى لاعمال السخرة ، ومبان ملكية حول المعبد ، وطعت شهرة آمون فعمت البلاد ، بحيث لم يعد لارباب الاقليم شيء من قوة ، الا في بلاطه وتحت راينه (۱۳) ، حتى انتهى الأمر بكهانة آمون الى القبض على زمام الحكم في البلاد بقيام دولة الكهنة فى أعقاب الاسرة العشرين (١٤) ، وان كانت هناك آراء تذهب الى غير ذلك (١٥) . P


(۲) الطبقة الوسطى :


لم يكن هناك نظام طبقات صريح يظل فيه النبلاء والصناع الثلاثون مرتبطين بطبقة معينة جيلا بعد جيل ، فكان المجتمع ينظم على أساس استمرار الاشياء الموروثة ، فيستمر ابن الفلاح ليكون فلاحا ، وتتوقع منه أن ينجب أبناء يعملون فلاحين ، والأمر كذلك في طبقة النبلاء، ولكن المصريين كانوا عمليين متسامحين ، ومن ثم فلم يجبروا شخصا على أن يظل أبد الدهر فى طبقته التي توارثها اذا واتته الفرصة أو الضرورة العصور التي نمت فيها الدولة وتقدمت كانت البلاد في حاجة تي خدمات الرجال ذوى المقدرة الذين يعتمد عليهم ، ففى مثل تلك تعصور يمكن أن يوجد الصناع بين الفلاحين ويصبح خدم المنازل عمالا حمن زمرة الارستقراطيين (١٦) مهرة ، ثم يكافأون بالممتلكات والوظائف والمميزات ، ومن ثم يصبحون التغيير ، خفی


وهناك أمثلة انتقل فيها بعض المواطنين من أشخاص عاديين الى طبقة خبار الموظفين في الدولة ، فهناك مثلا (( ونى ) الذي يفهم من نصه شهور الذى تركه لنا على لوحة بقبره في أبيدوس (١٧) أنه نشأ نشأة متواضعة ، ثم استطاع أن يرتفع الى أحد المراكز المرموقة في البلاد ، ذلك أنه بعد أن خدم كموظف صغير فى عهد (( تتى )) مؤسس الاسرة السادسة ، ارتفع في عهد ) ببى الاول ( الى أن يصبح سميرا ، أو رجل بلاط مقرب ، وقد صحب هذا التشريف تعيينه فى مركز كهنوتي في مدينة هرمه ، وسرعان ما كسب ثقة الملك الذي عينه عقب ذلك قاضيا ، وقد برز في هذا العمل فظهرت قدرته كمساعد للوزير ، ليستمع الى قضايا مؤامرة أفرخت في الحريم الملكى والسنة بيوت الكبرى (قضية الملكة ايمتس)، وحين أنهى هذا الواجب الهام أصبح القائد العام لخمس حملات جريئة أرسلها الملك الى آسيا ، واحدة منها كانت برية وبحرية معا ، حصر فيها حدود بين فكى الكماشة ، وقد كتب له فيها جميعا نجحا بعيد المدى في تاديب العصاة من سكان الرمال ، ثم أصبح فى عهد ( مرى ان رع ) حاكم الصعيد ، وأنهى حياته مؤدبا لابناء الملك ، ورفيقا في مخدعه (۱۸)


وهناك مثل آخر من حياة المهندس المعمارى « نخبو » الذي يرون أن فرعون وجد فيه بناء جادا ، ثم رقاه الى وظيفة مفتش بنائين ثم مشرفا على طائفته ، ثم رفعه جلالته الى مصمم وبناء للملك ، ثم مصمم وبناء ملكى تحت اشراف الملك ثم رقاه جلالته الى وظائف الرفيق الوحيد ومصمم وبناء الملك في البيتين . لان جلالته كان يعطف عليه كثيرا (١٩) .


وسواء تمت هذه الترقيات بعطف من الملك ، كما يذكر نخبو ، أو بجدارة كل منهما ، أو حتى بالميراث ، وهذا ما لا ينطبق على ( ونى » على الاقل فان ذلك يدل على أن الوظائف انما كانت متاحة لكل من تتوفر فيه الصفات اللازمة لشغل هذه الوظائف ، مما أدى آخر الامر الى أن يرتفع بعض أبناء الطبقة الدنيا الى طبقة أعلى ، وفي عهد الدولة الحديثة نرى الكثير من نصوص الأسرة الثامنة عشرة يفاخر أصحابها بعصاميتهم، وبأن الواحد منهم انما قد بدأ وظيفته ) دونما تأثير من أقاربه ) أو أنه من أسرة غير ميسر عليها فى الرزق كما أنه لم يكن من أصحاب الجاه في مدينته ) .


وهكذا ظهرت طبقة وسطى قوامها الطبقة الوسطى من المواطنين ، فضلا عن صغار ملاك الاراضى الزراعية وأصحاب الحرف الممتازة وهؤلاء انما كانوا من الفنانين والصناع ، ولعل السبب انما يرجع الى حرفتهم نفسها وأهميتها بالنسبة للحضارة المصرية ، تلك الحضارة التي كانت فى أخص صفاتها حضارة فنية راقية ، وفنونها وصناعاتها هي أجل ما امتازت به ، حتى لا يعادلها ، فيما يرى البعض ، شيء من عقائدها وآدابها وعلومها ، ولو لم يكن الفنان والصانع موضع تقدير المجتمع وتشجيعه لكان من المستحيل أن يبلغا ذروة الابداع مع كثرة الانتاج ، كثرة لا يدانيها انتاج أية أمة أخرى ، وليس أدل على قيمة الفن والفنان من أن رئيس كهنة منف كان يعد فى عهد الدولة القديمة رئيسا أعلى للفنانين ، ويحمل لقب المشرف العام على الفنانين ، ويبدو أنه كان فعلا يزاول هذه المهنة (۲۰) والسبب الذي جعل هذا الكاهن العظيم يشرف على رجال الفن أن الاله ( بتاح » اله منف انما كان يعتبر بمثابة الفنان بين الالهة المصرية ، ومن ثم فقد تحتم على كبير كهنة هذا الاله أن يكون أكبر فنان فى مصر ، كما تحتم على كهنة آلهة الحق والعدالة أن يكونوا المشرفين على أعمال القضاء ، وقد استمر اشراف بتاح رب منف (۲۹) كبير كهنة بتاح على أهل الفن فى مصر طوال العصور التي بقى فيها


كان المرجو أن تكون حياة الصناع والفنانين ميسرة ، جزاء لما أنتجوا من فن رائع ، ولكن ليس هناك من دليل على أنهم كانوا من أهل اليسار، وان لم يكونوا في معيشة ضنكا ، كبقية الطبقة العاملة ، وقد وضعهم جیمس هنری برستد ( الذى قسم المجتمع الى أمراء وعبيد ، بين هاتين المطبقتين ، ودعاهم بالطبقة الوسطى التي احتكرت الصناعات والفنون الجميلة وبرعت فيها كثيرا (۲۲) ، وقد كانت هذه الطبقة بمثابة حلقة اتصال بين الحاكمين والمحكومين ، فهى أصلا من المحكومين ، ولكنها تحتك كثيرا بالحاكمين بسبب طبيعة عملها ، فهى تحس بآلام المحكومين وما يلاقونه من شظف العيش وعنت الحياة ، وترى بأعينها ما ينعم به الثراة من القوم من متع الحياة وزخرفها ، وانني لاميل كثيرا الى أنها غالبا ، كغيرها من أبناء الطبقة الوسطى ، لم تفسد عن انغماس في الشهوات ، وهى فى نفس الوقت لم تذل عن فقر واملاق ، ومن ثم فان الطبقة الوسطى في كل الشعوب انما هي في الغالب تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب ، وكذا بما فيه من حسنات وأفضال .


هذا وقد دأب أهل الطبقة الوسطى على ارسال أولادهم في سن مبكرة الى المدارس التابعة لمصالح الحكومة وغيرها من مدارس اعداد الموظفين لتأهيل أنفسهم لمهنة الكاتب ، والحياة التي تقتضيها ظروف وظيفته ، وكان صغار الموظفين والكتبة الذين يعملون في الحكومة المركزية أو الادارات المحلية أو الضياع الكبيرة من أسعد أفراد الطبقة الوسطى حالا ، فهم أهل المعرفة والخبرة ، وأصحاب العلم والثقافة ، وبين أيدينا طائفة من التعاليم التي كان يوجهها الآباء الى الابناء ، يوضحون لهم فيها أن مهنة الكاتب مهنة راقية تفوق جميع المهن الأخرى ، ومنها وصية خيتي بن دواوف » الى ولده «ببى) بنها اياه حسين صاحبه ليلحقه بالمدرسة ، فبين له فيها قيمة التعليم، وما يمكن أن يكون له من نتائج خطيرة في حياة الناس ، فهو يغريه بما ينتظره من مستقبل عظيم ، وينبئه أن التعليم يؤهله لان يكون رئيسا لمجلس الاعيان ( مجلس الثلاثين ، والذي خلف مجلس عشرة الصعيد العظام ) ثم يصور له قبح الجهل ، ويغريه بالعلم ويحببه إلى نفسه ، ويوصيه بأن « يضع قلبه وراء الكتب ) وأن ( يحبها كما يحب أمه » لأن مهنة الكاتب تفوق كل مهنة في هذه الدنيا ، مقدرا له أنه اذا بلغها فسوف يصبح من سعداء الدارين ، شارحا له أن المتعلم لن تستطيع الدولة أن تسخره في عمل شاق ، وانما يعفى من ذلك كله لانه متعلم ، ثم أخذ الرجل بعد ذلك يقبح لولده المهن الأخرى كصناعة النحاس والنجارة والتجارة والبستنة والفلاحة والدباغة وضرب الطوب وصيد الطيور وغسل الملابس وغيرها من الصناعات وفي تراث المصريين كثير من أمثال تلك الوصية ، وبخاصة في عهد الدولة الحديثة التي ازدادت فيها الحاجة الى الموظفين ، نظرا لاتساع الدولة في الداخل والخارج وتضخم أعبائها ، وحين ألهبت قصص البطولة نفوس الشباب بين أيدى الجنود العائدين من آسيا ، ودفعتهم الى الانخراط في صفوف الجيش ، انزعج أدباء العصر وأصحاب المعرفة والثقافة من اقبال الشباب على الجندية ، وانصرافهم عن صناعة الكتابة ، وأخذوا يسطرون القصار والطوال من المقطوعات الادبية ، يصورون فييها الحياة الخشنة التي يحياها الجندى ، ويحذرون الشباب من الاندفاع في هذا السبيل ، ويرغبونهم فى الوظائف الكتابية ، ومن ذلك ما جاء في بردية ( أنسطاسى ( حين اخذ الكاتب يقبح كافة المهن ويعدد مساوئها ، ثم يختم حديثه بقوله ( بيد أن الكاتب هو الذي يرأس أعمال جميع الناس ، وهو معفى من الضريبة ، لانه يؤديها عملا عن طريق معرفته ولن يكون مستحقا عليه شيء ، وعليك أيها الكاتب أن تفطن الى ذلك وتنزع من فكرك أن الجندى أحسن حالا من الكاتب».


ويقول آخر لولده وهو يعظه ( أنظر ليست هناك طبقة غير محكومة أما الكاتب فقط فهو الذى يحكم نفسه ويقول آخر لولده كذلك وطن نفسك على أن تكون كاتبا حتى تستطيع أن تدبر أمور العالم كله » ، وأخيرا ينصح شيخ ولده قائلا كن كاتبا لتعفى من السخرة ، وتحمى نفسك من كل عمل شاق ، فالكاتب يتخلص من العزق بالفأس ، ويكون في غنى عن حمل السلال ، أن مهنة الكاتب تخلصك من تحريك المجداف ولا تسبب لك هما ولا نكدا ، ولا يكون لك فيها رؤساء كثيرون ، واعلم أن مهنة الكاتب تكسب صاحبها غنى ومالا ، فالمتعلم يصبح عن طريق عمله ، ومهنته عظيما ، بل ان زينة صاحبها من أدوات وقراطيس انما تخلق البهجة والسرور ) الطبقة الدنيا :


وتشمل التجار والعمال والفلاحين وأصحاب الحرف الصغيرة كالنجار والخلاق والبستاني وصانع السهام وطواف البريد والدباغ والاسكافي وغيرهم ، أما طبقة التجار ، فالمقصود بهم هنا أولئك الذين كانوا يعملون في التجارة الداخلية ، وا التي كانت محدودة الى حد كبير، ولذا فان النصوص لا تتحدث عن التجار مما يدل على أن التجارة الداخلية في مصر القديمة أبان تلك الفترة لم تكن ذات أهمية ، اذ أنها لا تعدو المعاملات المحدودة والتي تجرى فى الاسواق المحية ، وقد رأينا حكيما ينصح ولده بالا يكون تاجرا يجوب الوادي متنقلا بين أقاليمه ومدائنه وقراه ، معرضا نفسه لاخطار الطريق وما يلقى في ذلك من أذى اليوام والحشرات ، في سبيل الحصول على ربح تافه يكاد لا يسمن ولا يعني من جوع .


وأما طبقة العمال ، فهم الذين كانوا يعملون في المناجم والمحاجر وغيرها ، وفى بناء الاهرامات والمقابر والمعابد ، وكانت الدولة هي التي تحتكر استغلال : المناجم والمحاجر ، وهي التي تشرف على العمال بطريقة تضمن العناية بهم والسهر على مصلحتهم ، فكانت تجند طوائف من العمال المختصين تحت اشراف رؤساء للعمال ومفتشين ، وتعمل على نقلهم تحت حماية جندها الى مقر أعمالهم في الصحراوات المصرية ، وقد كان العمال يقسمون إلى فرق ثم الى زمر ، وكانت كل فرقة تحمل اسما معينا ، وكان هناك كاتب يسجل أسماء كل فرقة ، كما يسجل عملها و تاريخ انجازه، هذا الى جانب مفتشين يمرون يوميا أو أسبوعيا، وقد عشر في منطقة الاهرام على مساكن للعمال الذين بنوا هذه الشوامخ وهي قاعات ضيقة طويلة يبلغ عددها قرابة المائة ، يتسع كل منها لنحو خمسين عاما (٢٥) ، وقد أسهمت طبقة العمال بنصيب واخر في بناء هذه الشوامخ من الاهرامات الخالدة والمعابد والمقابر البديعة ، مما يثبت تلك الانتصارات المادية التى لم يسبق لها مثيل ، ذلك لانه لم يوجد شعب آخر في بقاع العالم القديم نال من السيطرة على عالم المادة بحالة واضحة للعيان تنطق بها آثاره ، مثل ما ناله المصريون القدامي في وادى النيل ، فقد بنى القوم بنشاطهم الجم صرحا من المدنية المادية ظهر أن الزمن يعجز عن محوه تماما (٣٦) .


غير أنه رغم هذا الجهد العظيم ، فان طبقة العمال لم تعش حياة تتفق والمجد الذي حققته للمدنية المصرية ، ربما كان النظام الدقيق الذي اتبع مع العمال قد أعطاهم بعض حقهم ، وضمن لهم مأكلا الاجتماعية ( ايبو وملبسا ، وربما كانوا أحسن حالا من الفلاحين ، حتى أن حكيم الثورة ور )) عندما أراد أن يبين أن الصناعة قد تعطلت ، وأن الفنون قد أفسدها أعداء البلاد . انما يقول « حقا قد أصبح بناة الاهرام فلاحين ) (۳۷) ، وربما كان هذا دليلا على أن المشتغلين في بناء الاهرام من العمال أفضل حالا من المشتغلين بالفلاحة ، كما أنهم كانوا يأخذون أجرا في مقابل عملهم ، فهناك نصوص كثيرة نقشت على مقابر القوم تدل عباراتها على أن المعامل انما كان يعمل دائما بأجر ، ولا يجبره أحد على عمل يكرهه ، من ذلك ما نقرؤه على قاعدة تمثال جنزى لقد طلبت إلى المثال أن ينحت لى هذه التماثيل ، وكان راضيا عن الاجر الذي دفعته له ) .


ويقول مدير ضيعة يدعى ((منى من الاسرة الرابعة «أن كل رجل عمل في تشييد قبرى هذا ، سواء أكان صانعا أو حجارا فلقد أرضيته عن عمله (( ، مما يشير الى أن كلا من هذين الرجلين انما اراد أن يعلن أنه قد حصل على معداته الجنزية من طريق شريف ، وأن كل من عمل فى اعدادها قد أخذ أجره ، كاملا غير منقوص ، ومنها ما نقرؤه جميع من عملوا في هذه المقبرة قد نالوا أجرهم كاملا ، من خبز وجعة وثياب وزيت وقمح ، وبكميات وافرة ، كما أنى لم أكره أحدا على نص لأحد رجال بلاطه ، وقد عمل فيها خمسون عاملا ، وقد جاء فى النصفى العمل » ، هذا فضلا عن أن الملك منكاور) (ع) كان قد أمر بناء مقبرة ~ الذي يروى هذا الحادث أن فرعون أمر ألا يسخر أحد في هذا العمل فضلا عن عدم اكراه العمال في أي عمل)) (۲۸) .


وهناك ما يشير الى أن أحوال طبقة العمال انما قد تحسنت كثيرا في الدولة الحديثة ، فقد كان عمال الجبانة الملكية في طيبة الغربية يتكونون من مجموعات خاصة من الرجال الذين عاشوا ، وكذا أسلافهم من قبل ، لعدة أجيال مضت فى نفس القرية بجبانة طيبة يعملون في نحت وزخرفة مقابر الفراعين ، الذين كانوا يعتبرون عملهم هذا في منتهى الاهمية ، فقد كان من أهم الاهداف التي كان القوم يعيشون من أجلها، اعداد حياة الفرعون الخاصة بعد الموت ، بصفته (( الاله الطيب ) بين الالهة العظام ، ومن هنا فقد كان هؤلاء الرجال الذين يؤدون هذه المهمة العظيمة أبعد ما يكونوا أقل رعايا الفرعون حظا ، بل أن من المشرفين على بناء المقابر الملكية من وصل الى مركز هام في الدولة (٢٩) .


و على أى حال ، فلقد كان هؤلاء العمال يقسمون الى فرق ، كل فرقة تنقسم الى قسمين ، على رأس كل منهما مقدم عمال ، كان يلقب كبير الفرقة أو الجانب ) ، وكان لكل مقدم وكيل يعاونه في مهمته ، كما كان هناك كاتب يحتفظ بسجل يسجل فيه ما أنجز من العمل ، فضلا عن أسماء العمال الذين تخلفوا وأسباب تخلفهم ، وكان الكثير منهم مثال الجد والاجتهاد ، يكاد الواحد منهم لا يتخلف يوما طوال أيام السنة ، على حين جانب البعض التوفيق ، فانقطعوا أكثر من نصف شهر ، وكانت أعذار التخلف كثيرة كالمرض ولدغة العقرب ، وأن كنا نجد في القليل النادر الكسل قد ذكر أمام بعض الاسماء ، وهناك عدد من العمال كانوا أتقياء ورعين ، ومن ثم فقد تغيبوا بسبب تقديم القرابين للالهة ، كما كان انحراف مزاج الزوجة أو الابنة سببا كافيا ، وأن يكن غريبا ، يسوغ أحيانا التخلف عن العمل .


هذا وقد كان من المتبع أن يستمر العمل طوال أيام السنة ، ويمنح العمال في كل شهر ثلاثة أيام كعطلة ، كانت تقع في اليوم العاشر والعشرين والثلاثين من كل شهر ، كما كان العمال يمنحون أجازات في المناسبات الخاصة بالاعياد الكبرى للالهة الرئيسية ، كانت كثيرا ما تصل الى أيام متتالية ، وكان العمال يأخذون أجرهم على عملهم حبوبا ، من قمح أو شعير ، فضلا عما كانوا يتقاضونه من تعينات منتظمة ، فقد كانو يمنحون من وقت لاخر ، وفى مناسبات خاصة مكافآت من فرعون ، وتشمل النبيذ والملح والنترون (وكان يستخدم بدلا من الصابون ) ، وجعة آسيوية مستوردة ولحوم ، فضلا عن بعض الكماليات الاخرى المتشابهة (٣٠) .


وهكذا يمكن القول أن هؤلاء العمال لم يكونوا مسخرين في العمل في المقابر الملكية ، وانما كانوا يعملون لقاء أجر ، ويمنحون المكافآت في المناسبات الرسمية ، كما كان البعض منهم يتخلف لاسباب مختلفة ، بل اننا نرى الفراعين يفخرون بمعاملتهم برفق وسخاء ، فها هو (( سيتي الأول ( من الاسرة التاسعة عشرة يحدثنا عن بعض عماله ، من أن كلا منهم انما كان يتقاضى أربعة أرطال خبز ، وحزمتين من الخضروات ، وقطعة من اللحم المشوى كل يوم ، وثوبا من الكتان النظيف مرتين كل شهر (۳۱) : وفى المواقع ان كان ما يقوله ( سيتى الأول ) صحيحا ، لكان عماله يعيشون فى مستوى قد لا يقل كثيرا عن مستوى العمال في العصر الحديث .


ولعل من الاهمية بمكان الاشارة الى أن الوثائق لم تحدثنا عن شكايات من التعيينات أو تأخر الرواتب قبل أخريات عهد رعمسيس الثالث ، وربما كان ذلك بسبب الأزمة الاقتصاديية التي كانت تعانيها البلاد ، وربما بسبب عدم أمانة الموظفين ، وربما بسبب تلك المنازعات السياسية التي بدأت تظهر فى أخريات أيام رعمسيس الثالث (۳۲) ، وان ذهب البعض الى أن السبب انما كان وباء عاما اجتاح البلاد ، مما جعل الحكومة تفشل فى أن تمد عمال دير المدينه بطيبة الغربية


بمخصصاتهم (۳۳) ، الأمر الذى جعلهم يقومون بأول اضراب وصلتـــــا أخباره فى التاريخ ، ذلك أنه فى اليوم العاشر من الفصل الثاني من الشهر الثانى من العام التاسع والعشرين من عهد رعمسيس الثالث اخترق فريق من العمال فى الجبانة الاسوار الخمسة صالحين نحن جياع) ، وتجمهروا خف معبد تحوتمس الثالث الجنازي ، ولم يعودوا الى منازلهم الا عندما حل الليل ، رغم الموعود بأن أمرا من الفرعون قد صدر باجابة مطالبهم ، وفى اليوم التالى تقدموا حتى بوابة الحدود الشمالية لمعبد الرمسيوم ، ولكنهم فى اليوم الثالث وصلوا الى المعبد نفسه وقضوا الليل في فوضى عند بوابته ثم دخلوا المعبد نفسه ..


وعندئذ تطور الموقف فأخذ مظهرا خطيرا مهددا ، فقد كان العمال المضربون مصممين على موقفهم ، لكنهم لم يخرجوا على النظام ، وكان هجومهم على المكان المقدس ذا أثر فعال ، واضطرت السلطات المسئولة الى تهدئتهم ، فأرسلت اليهم ضابطين من الشرطة ، كما عمل كهنة الرمسيوم على تهدئة الأمور ، واجابهم المضربون لقد أتينا الى هنا بسبب الجوع والعطش ، حيث لا يوجد لدينا ملابس أو دهان أو سمك أو خضروات ، ألا فلترسلوا الى فرعون سيدنا الطيب بذلك ، واكتبوا الى الوزير الذي يشرف علينا ، افعلوا ذلك لنعيش ) ، ثم صرفت لهم مخصصات الشهر السابق في ذلك اليوم (٣٤) .


وهكذا نجح العمال فى تحقيق أهدافهم ، وعلمتهم التجربة ألا تثنيهم الترضية الجزئية عن وصولهم الى حقهم كاملا ، وطالبوا بأن تدفع لهم مخصصاتهم عن الشهر الحالى ، الأمر الذى تم في اليوم الثامن من الاخراب ، وتهدأ الاحوال الى حين ، حتى اذا ما أتى الشهر التالي ، ورأى العمال أن أجورهم لم تصرف لهم ، أضربوا عن العمل واخترقوا الجدران وجلسوا في الجبانة ، وحاول الموظفون اعادتهم ، ولكن الصانع (( موسى بن عاعنخت ( أقسم بآمون وبالفرعون ألا يعود ، فاضطر الموظفون الى ضربه ، ذلك أنه تجرأ فحلف باسم الفرعون هنا ، وأدى ذلك الى ثورة العمال ، ودفع بهم غضبهم الى تهديدهم الرؤسائهم واتهامهم بعش الملك (٣٥) ، وتهدأ الاحوال قرابة الشهرين ، وعاد العمال الى الثورة من جديد ، واخترقوا الاسوار ، وبينما كانوا متجمهرين خلف معبد با آن رع مرى (آمون (معبد مرنبتاح الجنزي ) مر عمدة طيبة الغربية فشكوا اليه حالهم ، فأمر بأن تصرف لهم خمسين غرارة من الحبوب ، حتى يصرف لهم فرعون مخصصاتهم ، غير أن كبير كهنة آمون سرعان ما اتهم العمدة بأنه أخذ قرابين معبد رعمسيس الثاني ليطعم المضربين ، ثم وصف عمله هذا بأنه ((جريمة كبرى وأما طبقة الفلاحين التي أريد لها أن توضع في القاع من هرم المجتمع المصرى القديم ، هذه الطبقة كان المرجو لها في بلد يعتمد ، أول ما يعتمد ، فى موارده الاقتصادية فى الزراعة ، أن تحتل مكانة لا يتطول اليها صاحب حرفة أخرى ، غير أن الفلاح هو الذي لم يتطاول الى مكانة غيره من أصحاب الحرف الاخرى ، كان حظه فى الحياة أقل من حظ غيره ، وكانت الفرص المتاحة له أقل بكثير من الفرص المتاحة للصانع أو حتى خادم المنزل أو العبد الخاص بالنبيل ، ومع ذلك فقد كان هو العنصر الاساسي في اقتصاد البلاد .


وكانت نظرة المجتمع اليه على أنه انسان بائس لا يستحق سوى المرناء ، فهناك خطاب سجله أحد الكتاب الى تلميذ له متحدثا فيه عن نصيب الفلاح من الحياة ، جاء فيه لقد سرق الدود نصف الحبوب . ثم أكل فرس النهر النصف الآخر ، هناك عدد لا يحصى من الفيران تسعى فوق الحقول ، كما هبطت جحافل الجراد ، أما الماشية فهي تأكل ، والعصافير تسرق ، ولكن واحسرتاه على الفلاح فمما بقى له من حبوب على أرض الجرن قد سرقها اللصوص ، كما نفقت ثيرانه من الدرس والمحرث ، ثم وصل الكاتب بسفينته الى الشاطيء وهدفه أن يتسلم المحصول ، وقد حمل موظفوه عصيهم ، في حين أمسك الزنوج بمقارعهم ، وكلهم يقولون له : اعطنا الحبوب ، فاذا لم تكن هنك حبوب ضربوه وقيدوه وقذفوا به فى القناة فيغرق ، أما امرأته فهى تقيد أيضا أمامه ، أما أولاده فيربطون ويتركهم جيرانهم ويولون الادبار، ويسرعون لكى يحافظوا على حبوبهم)) (۳۷) .


وهكذا كان الفلاحون ، كما هم الان ، يؤلفون الغالبية العظمى من الشعب ، وقد كانوا فريقين ، الواحد يمتلك أرضه وحقله ، والآخر أجير عند فرعون ، بادىء فى بدء ، ثم عند النبيل أو حاكم الاقليم ، حين شارك هؤلاء سيدهم فى الغنيمة ، أما الفريق الأول فهم يملكون أرضهم ولم يكونوا خاضعين الا لاداء الضريبة المقررة عليها من قبل الدولة ، وأما الفريق المثاني، وهو الأكثر عددا فقد كانوا مرتبطين بالأرض لا ينفكون عنها ، بحيث اذا انتقلت ملكيتها انتقلت معها تبعيتهم من الملك القديم إلى الملك الجديد ، ولكنه انتقال للذمة ، وليس للملكية ، ذلك لان القوم أنا كانوا جميعا أحرارا ، وأن الرق في جميع العصور الفرعونية لم الأسرى دون سواهم (٢٤) . يمتد إلى أية طائفة من سكان الكنانة ، وانما كان ذلك من نصيب


وطبقا المرسوم من عهد الملك ببي الأول» ، فان المعامل الزراعي انما كان يعمل بأجر ، وفى مرسوم آخر ، وهو المرسوم الثالث من مراسيم معبد الاله مين نرى أن الفلاح انما كان يعمل ساعات معينة من المنهار (۳۹) ، فالمزارع اذن انما يعمل بأجر ، وفي ساعات معينة من المهار ، فهو ليس مملوك لصاحب الأرض ، وانما هو يعمل بعقد معه. ولا ينصور هذه العلاقة التعاقدية الا اذا كان الفلاح حرا ، وهناك ما يثبت أن الفلاح كان يدفع لصاحب الارض جزءا من المحصول ، فهو اذن كان يستأجر الأرض من المالك ، وكان بينهما عقد مزارعة ، الأمر الذي لا يمكن أن يتم الا اذا كان الفلاح حرا (٤٠) .


وبدهى أن هذا كله انما يشير الى أن المعامل الزراعي لم يكن أبدا مملوكا لصاحب الأرض التي كان يعمل بها ، وان كان هذا لا يمنع من القول بان الفلاحين انما كانوا يعملون ، الى جانب الزراعة ، في حفر الترع والقنوات واقامة السدود ، وليس هناك على أي حال ، مجان للقول ، بأن هؤلاء الاتباع كانوا يستغلون استغلالا سيئا خاليا من الرحمة ، كما أنه لا أساس لما يذهب اليه البعض من أن ذلك العهد أنما كن يتسم بالظلم والاستبداد لمصلحة الملك أو الامراء ، فليس هناك دليل يمكن الاطمئنان اليه لتقرير ذلك ، هذا ويروى هيرودوت أن المنيل كان اذا ما أكل جزءا من أرض أحد الفلاحين ) نحر النهر ) فانه يتقدم الى فرعون بأمره هذا ، حتى يرسل لجنة تقرر مقدار ذلك الجزء الضائع حتى يدفع الضرائب على ما تبقى عنده من الاراضي (٤١) ، وهذا يشير الى أن ايراد الاراضي الزراعية انما كان من نصيب صاحبها ، بعد أن يدفع الضرائب عنها ، على أنه فى الوقت نفسه أنما كان يخضع لرقابة الدولة فيما يقوم به من عمل ، وأنه لا يترك وشانه فيما يتولاه من شئون الزراعة ، وقد تعوضه الدولة عن الخسارة ، اذا ما جاءت نتيجة لكوارث طبيعية ، وقد تزيد الدولة من نصيبه (ربما عن طريق تقليل الضرائب ( عند ازدياد حاجاته المعيشية ، ولعل ذلك كله انما يشير الى أن الدولة انما كانت تنظر الى المزارع على أنه يقوم بوظيفة اجتماعية ، ومن ثم فهى توجهه الوجهة التي تحقق المصلحة العامة (٤٢) .


وأما بقية أفراد الطبقة الدنيا الذين ورد ذكرهم في كتب المؤرخين الأغريق ، فهم رعاة الاغنام ورعاة الخنازير والمصيادون والملاحون فلم يكن أحد منهم يمتلك أرضا زراعية ، وكانت أعمال الطوائف الثلاث الأولى مقصورة على التنقل فى الاراضي القاحلة الخالية من السكان طلبا للكلا وبحثا عن صيد (٤٣) .


وهكذا كان أفراد الطبقة الدنيا يمثلون الكثرة الساحقة من سكان هذا الوطن، يعيش معظمهم في القرى المتناثرة على طول الموادي وبين ذراعي النهر في مثل الموادى ، يمارسون حرفهم التقليدية من زراعة وصناعة ورعى وصيد وملاحة ، وكانوا من أرقى الطبقات حالا . يكنون مساكن بسيطة لا تعدو الحجرة أو الحجرتين ، وليس بها من الاثاث والرياض ما يجاوز الحصير وبعض المقاعد الخشبية والصناديق وآنية الفخار ، كما كان طعامهم لا يعدو الخبز والمخضرة فأما لباسهم فكان نقبة من نسيج الكتان يستتر بها الرجل فيغطى بها وسطه إلى أعلى الركبتين ، كما كان لباس المرأة بسيطا أيضا ، فهو عبارة عن ثوب ضيق وبخاصة أسفله ، غير مكمم ، مصنوع من الكتان الابيض ، يصل من الكتف الى العقبين ، ويثبت فوق الكتف بشريطين من النسيج نفسه


ولم يكن للفلاحين من الحرية ما لغيرهم من الطبقات الأخرى . وانمما كانوا يعملون في مواسم الزرع ، حتى اذا ما جاء الفيضان وهلات المياه الاحواض وتوقفت أعمال الزراعة ، حشدت الحكومة جيوشا من هؤلاء المفلاحين للعمل في المحاجر والمناجم وأعمال البناء وجميع المشروعات الحيوية العمرانية العامة ، أو أعمال الرى ، وبرغم ما يسود هذا النظام من عيوب ، فقد كان من مزاياه أنه جعل الشعب عاملا قويا دؤبا ، لا يعرف الملل ولا يركن إلى الراحة التي تدفع للناس عللا اجتماعية وبدنية ، كما أكسبه مهارة فنية كبيرة ونافعة .


تلك كانت طبقات المجتمع المصرى القديم ، وهي على الرغم مما نرى فيها من تباين وتفاوت ، لا تكاد تحملنا على أن تجعل ذلك المجتمع طبقيا ، كما تعنى هذه الكلمة تماما ، ففى مثل ذلك النظام يحدد المولد الطبقة الاجتماعية التي ينتسب اليها الفرد ، أما في مصر فبالرغم من أن الابن كان يزاول مهنة أبيه في أغلب الأحايين ، فقد كان من الممكن لاى شاب يمتلك مواهب مناسبة أن يحتل مكانا أرفع مما وصل اليه أبوه ، وقد يصعد الى أعلى الوظائف ، أو بمعنى آخر لم تكن هناك حدود فاصلة تماما بين الطبقات ، اذ كان من الممكن الانتقال من طبقة إلى أخرى ، اعتمادا على المواهب والمؤهلات ، كما أشرنا من قبل .


هذا فضلا عن أن الحياة فى مصر الفرعونية انها قد جمعت سائر أفراد الشعب ، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم الحيوية في وحدة متماسكة قوية ، لأن طبيعة الحياة الزراعية وظروف العيش قد أدت الى ذلك ودعت اليه في الحاح ملح وفى عنف شديد ، ولم يلجا المصريون الى ثورات ذات طابع اقتصادي أو اجتماعي الا في العصر الوسيط الأول ( عصر الثورة الاجتماعية الأولى ) . والا بعض اضرابات للعمال في الأسرة العشرين نتيجة المسعبة ، ولكن ذلك لم يستممر طويلا ( الثورات أو الاضرابات ) ، ومن ثم فقد تميز المجتمع المصرى بذيوع ذلك الروح الصفو العذب ، الذي شمل المناس جميعا ، كما جرت أيام الحياة لدى المصريين سهلة بسيطة يسودها جو من المرح المصافي ، وعلى نعمة حلوة مرضية ، ويسود أهلها الرخاء المادي الذي تجرى لهم به الحياة بين يدى النيل العظيم


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

1-الواقعة المذك...

1-الواقعة المذكورة وقعت في منزلي حيث ان الوالدة تسكن معي في منزل املكه 2_توجد أصابة تبعية الدفاع عن...

إذا قُدّر للرئي...

إذا قُدّر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتفاق مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهو أمر يرجح...

لقد أرسلت طلبا ...

لقد أرسلت طلبا عبر البريد الإلكتروني إلى HR و وتم الموافقه على الطلب من قبل ال HR ولكن قالت لي بان ...

شركة/ مارش هي ص...

شركة/ مارش هي صاحبة مصلحة تتعارض مع مصالح المستأنفة الأولى، نظراً لكون المستأنفة الأولى من المنافسين...

يتفق الباحثون ب...

يتفق الباحثون بشكل عام على أن تنمية مهارات إدارة المعرفة تتطلب التفاعل المشترك بين الأفراد واستخدام ...

بما أن الفلسفة ...

بما أن الفلسفة والعلم حقلان معرفيان مختلفان، ولكل منهما خصائص تختلف عن الآخر، فقد برزت الدعوة الى ا...

1-بذلت أنا والأ...

1-بذلت أنا والأم جهود لا تقدر بثمن لتلبية احتياجات أبنائنا الاثنين عبدالله واليازية وبالإضافة إلى ت...

With such sadne...

With such sadness occupying her thoughts,Erika, a poor single mother of two, struggles to sleep at n...

1. طوير برامج م...

1. طوير برامج متكاملة: ينبغي تصميم وتصميم برامج تأهيل متكاملة تشمل التعليم والتدريب المهني والفنون، ...

تُعتبر المملكة ...

تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...

This study expl...

This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...

1 تجارب تهدف ال...

1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...