لخّصلي

لم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على الوسائل التعليمية بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النـ . بنية منظومتها (١). ومع أن بداية الاعتماد على في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة، فإنهـ تلاحقاً كبيراً في الأونة الأخيرة مع ظهور النظم التعليمي ت الوسائل التعليمية بمرحلة طويلة تطورت خلالها من مـ حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي شهدها اليوم في ظل الاتصال الحديثة Communication Theory و اعتماده النظم Systems Approach ، على أن استخدام الوسيل يتجزأ من منظومة التعليم والتعلم
دأب كثير من العلماء والترويين على تعريف الوسائل التعليمية أو التقنيات التعليمية وهناك شبة اتفاق على كثير من المحاور الرئيسية لمفهوم التقنيات التعليمية، فقد عرفها عبد الحافظ سلامة بأنها أجهزة وأدوات ومواد
يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم (1).
ويمكن القول بأن التقنيات التعليمية هي كل الأدوات والوسائل التي يمكن أن يوضح المعلم من خلالها غموض الألفاظ والمفاهيم التي تواجه الطلاب أثناء الموقف التعليمي، وبالتالي تكوين صور ذهنية كاملة لها في أذهانهم، مما يساعد على نجاح العملية التعليمية.
ويمكن تعريفها أيضاً بأنها كل ما يزيل الغموض واللبث من وسائل وتقنيات في أذهان الطلاب مما يساعدهم على النجاح والتقدم. وأحدث تسمية للتقنيات التعليمية أو الوسائل التعليمية هي تكنولوجيا التعليم التي تعني علم تطبيق المعرفة في الأغراض العلمية بطريقة منظمة (٢). وهي. بمعناها الشامل تضم جميع الطرق والأدوات والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي بغرض تحقيق أهداف
تعليمية محددة.

ونفس الحال في توضيح بعض المفاهيم العلمية بالنسبة لبعض المواد خاصة في الفيزياء على سبيل المثال لا الحصر؛ حيث توجد كثير
ن
من الظواهر الفيزيائية التي لا يمكن للطالب إدراكها يصورة مباشرة؛ بل يمكن له ملاحظة آثارها مثل الكهرباء والمجال المغنطيسي والحركة الجزئية للغازات وبالتالي يصعب عليه فهم هذه الظواهر وإدراكها (بناء صورة مترابطة ومتكاملة) سواء من خلال قراءة مواضيع الفيزياء التمهيدية (Introductory Physics)، أو من خلال الاستماع للمحاضرة وللتغلب على هذه المشكلة يمكن استخدام الحاسوب Computer-mulation) لمحاكاة هذه الظواهر ومن خلال ملاحظة الطالب لهذه المحاكاة وتتبع خطواتها وتغيير العوامل الداخلة في عملها يمكن الطالب بناء تصور عقلي لهذه الظاهرة وبالتالي فهمها وإدراكها.
. التعرض هنا مثالاً من الديناميكا الحرارية (2001,150,Wolfgang) حيث يساعد هذا التمرين الطالب في تطوير حدسه لبناء تصور عقلي للمفهوم الفيزيائي (الغاز المثالي) وذلك من خلال ملاحظة حركات الجزئيات الصغيرة ووصفها من
خلال المفاهيم الفيزيائية مثل السرعة والحرارة وغيرها وصولاً إلى بناء النموذج الكامل لهذا المفهوم كما في التمرين التالي؛ حيث يقوم الطالب أولا بتشغيل المحاكاة (۱) وملاحظة حركة الجزئيات في هذه الأسطوانة ويكرر الخطوات نفسها مع المحاكاة (۲)، (۳) ثم يحاول الإجابة عن السؤال حدد أي منها يماثل تقريباً الغاز المثالي".