لخّصلي

بذل وفد جزائري قصارى جهده لنقل مطالب الأمة الجزائرية إلى فرنسا. بعد عودته، وفي الثاني من أوت 1936، تعرض المؤتمر الإسلامي وجمعية العلماء المسلمين لمؤامرة اغتيال المفتي كحول بن دالي، بهدف تفكيك المؤتمر وزعزعة التيارات السياسية. اتهمت السلطات الفرنسية جمعية العلماء، ومن بينهم الشيخ الطيب العقبي الذي رفض توقيع رسالة تتهم العلماء بعدم تمثيلهم للشعب، بالمسؤولية عن الاغتيال الذي وقع أثناء خطاب في الملعب البلدي بالجزائر. ألقت الشرطة القبض على مشتبه بهم، وذكر شاهد عيان، أحمد توفيق المدني، أن شخصًا أرشد السلطات إلى مكان الاغتيال، متهمًا فاضل كريم مؤمن مصلح والشيخين عباس التركي والعقبي بالضلوع في المؤامرة. اتُهم العقبي بالتحريض، وسجن، لكن أُطلق سراحه لاحقًا بعد تراجع الشاهد عن أقواله، رغم تأكيد محكمة الجنايات إدانته في 26 فيفري 1938.

لقد سعى الوفد بكل ما أوتي من قوته وإستطاعته في إيصال صوت األمة وعرض
مطالبها على طاولة النقاش، وبعد رجوع الوفد من فرنسا وقيامه بعرض أهم ما قام به من
1 نشاطات خالل تواجده بالخارج
.
وفي الثاني من شهر أوت 1936م وفي ليلة ضوضاء أحيكت مؤامرة لم تكن في
الحسبان لضرب المؤتمر اإلسالمي والجمعية معا، وكأنها مكيدة مدبرة ومدروسة هدفها
تفكيك أواصل المؤتمر اإلسالمي وزعزعت مسار التيارات السياسية، من خالل إ غتيال المفتي
"كحول بن دالي" وتشويه سمعت أعضاء جمعية العلماء المسلمين بهذه الجريمة الشنعاء ومن
2 بينهم الشيخ الطيب العقبي
الذي لفقت له التهمة وهذا راجع إلى رفضه التوقيع على رسالة
3 وجهت إلى رئيس الحكومة الفرنسية ويتهم العلماء بالمجازفة وعدم صدق تمثيلهم للشعب.
وبهذا الخصوص يقول أبو القاسم سعد الله : "فعلى إثر نجاح المؤتمر اإلسالمي اغتيل
المفتي كحول بن دالي ولماذا؟ وادعت السلطات الفرنسية أن العلماء هم المسؤولين عن اغتياله لأنه كان معارضا للمؤتمر ولفكرة إرسال الوفد إلى باريس لتقديم لائحة المطالب
المتفق عليها مع السلطات الفرنسية"
1
.
إن عملية االغتيال وقعت في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا في الوقت الذي
قرر فيه ختم التجمع وبينما كان الدكتور ابن جلول يلقي خطابه في وسط تجمع حاشد
بالملعب البلدي بمدينة الجزائر، أين اغتيل المفتي ابن دالي على يد مجهول تمكن من الفرار،
وفي 11أوت تعرض الشيخ "حابي الباتني" الذي قام بصالة الجنازة على روح صديقه
المغدور، في حين ألقت الشرطة القبض على أربعة أشخاص مشتبه فيهم وإ عتبارهم قتلة مأجورين
.
أين قال أحمد توفيق المدني في هذا الصدد:"إن الشخص الذي يعد شاهد عيان على
الجريمة التي وقعت بالقرب من مكتبة بشارع "اللير" بوزينة حاليا، وأتى "بعكاشة" للنادي،
كأنه وحش ومعه رجال السلطة فحدد لهم المكان الذي اتفقوا على أن يكون محل المؤامرة،
وقال لهم إن هذا هو الذي كان مع العقبي عند تسليم الخنجر وهو الذي دفعني على
االغتيال وأشار إلى السيد فاضل كريم مؤمن مصلح وكذا الشيخان عباس التركي والعقبي
3 وألقيت عليهما السلطات القبض وسيقا بالسالسل إلى السجن"
.
وألقى أحدهم التهمة على الشيخ الطيب العقبي بأنه المحرض على الجريمة وزج به في
سجن "بربروس" بالجزائر، وسرعان ما تراجع عكاشة عن أقواله وبذلك أطلق سراح الشيخ
الطيب العقبي، وفي 26 فيفري 1938م اقتنع قاضي التحقيق ببراءته غير أن غرفة االتهام
4 قامت بإلغاء هذا األمر بقرار أكدته محكمة الجنايات بالجزائر