صوفي بوسدي أولو ولي المتبحرة والمثيرة المشكلة لفلسفة اليوروبا الكلاسيكية المعاصرة، أولاً وقبل كل شيء حتى نفهم موقف أو لوولي، أويو، ومن تلك دولة أوندو، حيث ولدت البروفيسورة أولوولي عام 1935. وقد ألغيت في عام 1914 ، كما عمل، ولا بُدَّ لنا، جزءاً من إمبراطورية ، التي امتدت عبر جنوب غرب نيجيريا الحديث إلى بنين وتوغو وقد تألفت الإمبراطورية المذكورة من العديد من دول المدن التي غزتها ؛ ومن تلك دولة أوندو، حين ولدت أولو وَلي كان قد مضى على استعمار بريطانيا لنيجيريا 21 عاماً. وقد ألغيت في عام 1914 ، وقد أدمجت تلك الكيانات كلُّها في مُستعمرة كبيرة واحدة؛ أولاً وقبل كلّ شيء، فقد ألفى الأوّل هذا الاسْمَ أَجْدَرَ بها لما حازته من ذكاء متقد. فإنَّه من غير التعشف، القول إنَّ التعليم الكولونيالي قد أرسى وجوده في ذلك الوقت، ذلك أن اقتراح المدير تغيير اسمها، يشير إلى أنَّه من المحتم أنَّ العقلية الاستعمارية كانت تُشكّل الحياة في ذلك الإبان على نحو واضح في ولاية أوندو. وفي واقع الأمر، وقد كان حبُّ الحكمة صنيعة أولو ولي الأثيرة. مهما يكن من أمر كان ضرباً مختلفاً من الحب؛ فقد انتقلت أولو ولي عام 1963 حين بلغت الثامنة والعشرين من عمرها، لكنها ما إن حصلت القبول حتى انتقل زوجها إلى كولونيا في ألمانيا الغربيَّة، بيد أنها فقدت فرصتها كرَّة أخرى بعد سنة من ذلك التاريخ حين انتقل زوجها من جديد إلى الولايات المتحدة. ولقد بدأ، الآن، أن تكتب أطروحة بعنوان: الميتا أخلاق والقاعدة «الذهبية»، وربما تدخل القدر هنا مرة ثانية، إذ سيكون من شأن تخصصها في أخلاقيات التعامل (حيث كرست أعمالها بالكامل وجوهريّاً لـ «الأساس العقلاني لتفكير اليوروبا) أن يأزر ردودها على تُهمَتَي الاختزاليّة والقدرية اللتين تُرمى بهما الفلسفة الإفريقية. فقد علمت وفقاً لما تلقته من هذا التعليم: أنَّ الأفارقة لم يُبدعوا تقليداً فلسفياً متيناً»، لكنها لم تقف عند هذا الحد، التقليدية للفهم كانت ذات طبيعة حدسية وغير علمية (ويردو)؛ كلها مزاعم غير معقولة ومتوهمة. لا عبر الأعمال المدوَّنة. أظهرت أولوولي، وليست نظام كهانة تبعاً للتوصيف السائد. و «مجموعة إيفا» هذه الموجودة الآن، على نحو واسع في صيغة مكتوبة، وقَدْ حُفظت عبر ذاكرة فلاسفة اليوروبا التقليديين المعروفين باسم "babalawos)) ، وما هو غير وقت قصير حتى امتلأت القاعات مُؤسّس الفلسفة الغربيَّة، وأُرُنْمِلا؛ دون أن يخلف وراءه أي عمل مكتوب خاص به، الذي ثوَّر الفلسفة اليونانية دون أن يدوّن أفكاره، الذي نقل تلامذته كلماته وباتت من المعتمد التراثي الشفهي ، فإنَّ أولو ولي تستعملُ مُقاربة ذات تعقد ودقة كبيرتين لإظهار مدى تشابه تبصرات الفيلسوفين، فبينما قال سقراط قولته الشهيرة: «الحياة غير المُمتحنة لا تستحقُ أنْ تُعاش»، حثت أولو ولي إفريقيا الغربيَّة على استرداد تراثها الفلسفي، وكما كتب الفيلسوف الألماني الراحل ؛ ولم يكن كلَّ أحد مُعجَباً بعمل أولو ولى على النحو المشار إليه سالفاً، فقد عارض، ما هي إلا مزاعم «محرجة» و«تافهة» (وهي كلمة أثيرةٌ فيما يبدو لـــدى منتقديها)، لكنَّ أولوولي، رَدَّت بالقول: إنَّ مجموعة إيفا ومؤلفيها رُبَّما لم يكونوا مثل سُقراط، كانت أولولي، في حقيقة الأمر، وامتلكت دليلاً على هذا عندما أغلقتُ في صباح العشرين من ديسمبر عام 2018، مستند الوورد الذي يحتوي على هذا الفصل بالذات، واستتباعاً لا يأتي على كلِّ شيء لحسن الحظ. إذ لم يكن عملها مجموعة كبيرة ورائدة من العمل الأكاديمي وحسب،