قوله : لبثوا ثلاثة أرباع قرن ، يدققون ويحصون بزعمهم ، حتى يهدموا ما اتفق عليه الجمهور من المسلمين من سيرة نبيهم، وكان ينبغي لهم بعد هذه التدقيقات الطويلة العريضة أن يتمكنوا من هدم الآراء المقررة ، والروايات المشهورة من السيرة النبوية ، فهل تسنّى لهم شيء من ذلك ؟ الجواب : لم يتمكنوا من إثبات أقل شيء جديد ، ثانياً : يتجلى لدى التأمل فيا سردناه من كيفية بدء إسلام الأنصار ، أن الله عز وجل قد مهد حياة المدينة وبيئتها لقبول الدعوة الإسلامية ، وأنه كان في صدور أهل المدينة تهيؤ نفسي لقبول هذا الدين ، فما هي مظاهر هذا التهيؤ النفسي ؟ وكان المشركون ينقسمون إلى قبيلتين كبيرتين إحداهما الأوس ، وبني النضير ، ولقد احتال اليهود طويلاً - كعادتهم - حتى زرعوا الضغائن بين قبيلتي الأوس والخزرج ،