استيقظَتْ فجأةً وكانتِ السّاعةُ الثَّانيةَ والنّصفَّ، ثمّ تذكّرتْ أنَّهُ في المطبخِ كانَ أحدٌ قدِ اصطدمَ بكرسيُّ، أخَدثْ تَتْتَصِّتُ في اتّجاهِ التطبخِ فكانَ الهدوءُ سائدًا، وعندما تحسّسَتْ بيدِها فوقَ السَّريرِ إلى جوَارِها وجدتْهُ خاليًا، تَتَخَبَّطُ في مِشيّتِها داخلَ الشِّقَّةِ، لقدْ رأتْ شيئًا أبيضَ اللّونِ عندَ دولابِ المطَبَخِ ، ليلا في الَسّاعَةِ الثَّانيَةِ والنّصْفِ في المطبخِ فوقَ مِنضَدَةِ المطبخ كانَ يوجَدُ طبقُ خبزٍ. لاحظَتْ أنَّهُ كانَ قدْ قطعَ لِنَقْسِهِ خبرًا، وكانتِ السَّكّينُ لا تزَالُ إلى جوارِ الطَّبقِ، وكانَ على المِفرَشِ قُتاتٌ منَ الخبزِ، لقدْ تَعَوَّدتْ تنظيفَ مفرشِ المِنضَدَةِ كُلَّما كانا يتَأَهَّبانِ إلى الفِراشِ كُلَّ مساءٍ، يُرى أنَّهُ الآنَ كانَ يوجَدُ فُتاتُ خُبزٍ على المِفرَشِ وكانتِ السَّكّينُ عليْهِ. لقدْ شَعرَتْ بيرودةِ البلاطِ تزحفُ إليها عاليّا، قالَ هو بينما ينظرُ حَوْلَهُ في المطبخ «ظنَنْتُ أنَّ هُنا ربما ثَمَّةَ شيءٌ ما»2 فأجابَتْ: «سَمعتُ أنا أيضًا شيئًا ما». وهُنا اكتشَفَ أنَّهُ كانَ فِعْلًا يُبدو عَجوزًا وهو باللِّيلِ في قميصِ النَّوْم، عجوزٌ كما كانَ فعلًا، على مدارِ النَّهارِ كان يبدو أحَيانًا أصغرَ سِنَّا. وَفكَّرَ هوَ: «إنَّها تبدو فِعلًا عَجوزًا، في قميصِ النَّوْمِ تبدو فِعلًا وكَانَّها عَجوزٌ، ولكنْ ربما كانَ شعرُها هوَ السَّببُ حيثُ إنَّ الشَّعرَ يتَسَبَّبَ في جَعْلِ النَّاءِ تَبدو ليلًا أَكْبَرَ سِنَّا،