كنت أرتدي ثيابي الداخلية حين بدأت السيدة سامرية في أخذمقاسات جسمي وتدوينها في أوراقها .امرأة في أوائل الأربعينات منعمرها تشعرك من اللحظة الأولى بوقارها البالغ،بدء الحديث معها لن تكف عن الثرثرة حتى يذوب ذلك الوقار تماما ظلت تحكي لي عن الفساتين التي صممتها سابقا لأمي،فتيات چارتين التي تطورت مع مرور السنوات،الأنوثة لن يصدق أبدا أنك الفتاة ذاتها التينراها في باحة جويدا . ونظرتُ إلى جسدي في المرأة . لطالما كانت باحة جويداونديماتذكر زيارتي الأولى لمنطقة چارتين وباحة جويدا بشكل حي، حيث كنت طفلة صغيرة تبلغ من العمر ثمانية أعوام، وكانت هذه الزيارة تحمل لي الكثير من الفضول والخوف في نفس الوقت. كانت الباحة مليئة بالناس من مختلف الأعمار والثقافات،وكانت الأجواء مليئة بالتوتر والانتظار. كان والدي يحملني على كتفيه ويحاول أن يجعل لي مكاناً مناسباً لرؤية الحدث الذي كان سيحدث.وكان الحدث الذي جذب انتباهي واهتمامي هو حكم الإعدام على لص. كان يوجد رجل مكبل اليدين والقدمين ومغطى بغطاء أسود على رأسه،وكان يتم سحبه باتجاه منصة الإعدام.وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر والخوف. لفتت انتباهي شخصية غريبة كانت تجلس فوق عمود في الباحة،وهو الطفل المعروف باسم "القائم الجانبي". كان يبدو متماشياً مع بقية الحشود في الباحة،ولكنه كان يحتل مكانة فريدة ومميزة على قمة العمود. كانت ملامحه تنبعث منها ثقة وسطوة،ورغم صغر سنه إلا أنه بدا كبيراً في وقاره وحضوره.استمرت زياراتي لمراسم الباحة لأرى القائم الجانبي. كانت هذه الزيارات تشكل جزءاً مهماً من ذكرياتي،حيث كنت أحضر بانتظام لأرى هذا الطفل الغامض والتفاعل معه بصمت،وشعرت برابطة غريبة تجمعني به.كل يوم كنت أتعلم المزيد عن قوانين بلادي،على الرغم من أننا لم نكن من الأثرياء، كانت لدي الرغبة الشديدة في الانتماء إلى باحة جويدا، وكنت أحضر لأشهد كل يوم من أيام الغفران منذ زيارتي الأولى مع والدي عندما كنت في الثامنة من عمري.لم يكن يومًا يمر دون أن أحضر فيه لأرى العمود الجانبي في الباحة،أدركت مع الوقت أن معظم المحكوم عليهم بالإعدام من النسالي،وكانت الزغاريد التي تطلق بعد الإعدام تعني حمل السفاح،وكانت أمي دائمًا تقول أنهم يعيشون ليعدموا مجددًا.كنت أتساءل عن وجود رجل أو امرأة صالحة بين النسالي، لكن أمي كانت تشرح لي أن الروح تقود الجسد،والروح الشريرة لن تقوده لأمور صالحة.أخبرتني أمي بالعديد من قصص الجرائم التي ارتكبها النسالي،وكانت تقول دائمًا أن الرذيلة تسري في دمائهم. ولكن معلمي أوضح لي أنها جزء من عدالة چارتين، حيث لهم الحق في الحياة رغم تصرفاتهم. لا توجد امرأة من چارتين يمكنها الثقة برجل لا يخطئ طوال خمسين عامًا،أي امرأة شريفة لا ترغب في أن تجعل أولادها عرضة للمارة في أي وقت، تنتقل روح مذنبة من معدوم إلى آخر سيعدم، وتظل معذبة إلى الأبد إلا إذا كانت هناك امرأة حامل بجنين من الزنا، سواء كانت نسلية أو من شريفات چارتين،وقد لا تدرك أن هناك جنينًا نبت داخل بطنها.نساء چارتين الشريفات يفضلن أن يولد ابنهن ميتًا عند ولادته بروح مذنبة،حيث يجب أن يكون هناك زواج شرعي قبل ولادة الطفل بمدة لا تقل عن سبعة أشهر، وإلا فإن المولود سيعتبر نسلياً.فليس لأي چارتيني الحق في منع نسليهم من التواجد في شوارع المدينة،ولكن عليهم أن يتجنبوا ارتكاب الجرائم بعد بلوغهم السادسة عشرة، وإلا فسيعاقبون بلا رحمة.تسمح بلادنا بوجود بيوت للرذيلة إذا كانت النساء العاملات فيها من النسالي، مما يساهم في زيادة عدد الأطفال غير الشرعيين.كانت لدي معرفة جيدة بقوانين جارتين، مما جعلني طالبة متفوقة بين زملائي. حتى بعدما تم إغلاق مدرستي القديمة.وكان لدي اعتقاد قوي بأن التفوق الدراسي سيؤهلني للعمل في دار القضاء بجارتين، تذكرته بكافة تفاصيل وجهه التي تبدلت قليلا،لكن ما فاجئني أن تعابير وجهه قالت بوضوح أنه تذكرني أيضا رغمستة أعوام . فابتسم لي هو الآخرأعرف ماذا أفعل،كانت يد أبي فأمسكتبيده وسرت معه تجاه عربتنا ألتفت بين كل خطوة وأخرى لأنظر إلى وما لبثنا أن وصلنا إلىإلى الخلف أبحث عنه،كنت قبل ذلك اليوم أحب التعليم ولا أحب مدرستي الجديدةكثيرا،أردت أن أحكي له كم ذهبت إلى باحة جويدا لأراه على القائمالجانبي ولم أجده، وظلت عيني تترقب بفارغ الصبر طلوع النهار. أردت أن أخبره عن حبي للباحة الذي نشأ ذلك وظلت عينيمستيقظة تنظر إلى نافذة الغرفة،تترقب بفارغ الصبر طلوع النهار.ي يومي التالي كان حماسي للذهاب إلى المدرسة غير مسبوقسابق .كان شرودي ذلك اليوم يفوق أيام دراستيالانصراف، ثم كاد يسقط في قدمي عندما التفتُ صدفة إلى نافذةالمفاجأة،الجرأة للاقتراب فزاد ارتباكي وانتفضت دقات قلبي ودار في ذهني حينذاك أن ذلك الفتى ليس إلا مجنونا أومتهورا . ونظرت في خوف إلى المعلمة التي كانت تقرأ لنا أحد الدروسوأنا أخشى أن تراه طالبة أخرى فتخبرها .تمنيت لو امتلكتُ بيدي حجرافأقذفه به كي يبتعد .به،ثم وجهت نظري إلى المعلمة مرة أخرى بحذر، ثم نظرت إلى ثم انتهىيومنا الدراسيفلملمتُ كتبي سريعا،كان قلبي يدق سرورا وفرحة، وتبدلت تعابير وجهي بهجة وأملا .21عادته،مطمئنة لها وأمسكت بيدها،هكذا عرفت اسمه أخيرا .وجلستُ،عدت وكتبته مجددا في نهاية اليوم قبل موعد الانصراف بدقيقةواحدة . وركبت مع أبي£4حفظ دروسي فدلفتُ إلى حجرته،بالفعل،وحدثت نفسي في ضيق:- على أن أنتظر أنا مجددا .دت الى غرفت دإلى غرفتي وبدلت ثيابى. وانسللتٌ 1 ا 2سس سد- كان عر" 1.المقعد . وقلت لنفسي بصوت هامس: فأوحيتٌ لها بأنني أقرأ من كتابي ‎٠ ثم بدأت أمحوكلماته عندما انتبهت الطالبات مع المعلمة غير أن كلمة غفران لم وقتها تعنيتلو وقفثٌ بمنتصف الفصل وقلت لزميلاتي علانية بكل جرأة؛ ثم وضعتٌ جبهة رأسي علىراحة يدي. لكن عدني ألا تختفي مرةأخرى .- لقد فقدتُ كيس نقودي . ثم قالت:- حسنا،ويدور عقلي بخلقمبررات تحسبا لأي سؤال لها عن كتاباتي على سطح التختة .