فى مطلع الحديث عن كتاب الله لابد من تحديد عدد من معالمه الثابتة التى منها أنه كلام الله المعجز ، الموحى به إلى خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه بلسان عربى مبين ، والمنقول عنه – صلوات الله وسلامه عليه - نقلا متواترا بلا أدنى شبهة ، بنفس النص الذى أوحى إليه ، وكتبت فى حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عقب الوحى بكل منها مباشرة ، بنفس اللغة التى نزل بها ، بينما تعرضت أصول الكتب السماوية السابقة كلها للضياع التام ، ولا يزال يتعرض لذلك العبث إلى يومنا الراهن ، ولن يتوقف العبث بها أبدا لأن أصحابها لا يتعاملون معها كنص سماوى ، بل على أنها كتابات بشرية قابلة للتعديل والتبديل .