تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على ظاهرة الاحتراق الوظيفي لدى موظفي الجامعة، ومحاولة فهم العلاقة التي تربطها باستراتيجيات المواجهة التي يعتمدها هؤلاء الموظفون في بيئة العمل. فإن أهداف البحث تتمثل في أهداف العامة و هي التعرف على درجة الاحتراق الوظيفي لدى موظفي الجامعة، خصوصًا الفئة الإدارية و الكشف عن طبيعة العلاقة بين الاحتراق الوظيفي واستراتيجيات المواجهة المعتمدة في بيئة العمل الجامعية و أهداف الخاصة و تتمثل في تحديد مستويات الاحتراق الوظيفي لدى العينة المستهدفة (موظفو الإدارة في الجامعة)، تحديد أنواع استراتيجيات المواجهة الأكثر استخدامًا من طرف الموظفين في الجامعة، دراسة الفروق في درجة الاحتراق الوظيفي حسب بعض المتغيرات (الجنس، ، التعرف على طبيعة العلاقة بين الاحتراق الوظيفي وكل من (المواجهة الموجهة نحو المشكلة، تقديم مقترحات وتوصيات للمساهمة في تحسين بيئة العمل الجامعية من خلال تطوير استراتيجيات المواجهة). نأمل المساهمة في تطوير استراتيجيات فعّالة داخل الجامعة لمساعدة الموظفين الإداريين على التكيّف مع الضغوط النفسية والمهنية، في ضوء التغيرات التنظيمية الجديدة مثل: تطبيق القانون العضوي 18-15 (La LOLF) وتعقّد المهام الإدارية اليومية. تكتسي هذه الدراسة أهمية بالغة من الناحيتين النظرية و التطبيقية، وذلك بالنظر إلى السياق المهني الذي تستهدفه (الجامعة) و الفئة التي يتم التركيز عليها و هي الموظفون الإداريون، وكذا من خلال طبيعة العلاقة المدروسة الاحتراق الوظيفي واستراتيجيات المواجهة. و يمكن تلخيص أهمية هذا البحث كما يلي: خصوصًا لدى الفئة الإدارية، وهي فئة لم تحظَ باهتمام كافٍ مقارنة بفئة الأساتذة والطلبة و تهدف إلى دمج متغيرين نفسيين و وظيفيين مهمين في الدراسة و هما الاحتراق الوظيفي من جهة، واستراتيجيات المواجهة من جهة أخرى، و هو ما يمنح البحث طابعا تكامليا يساعد في الفهم الأعمق للعلاقات النفسية داخل مؤسسات التعليم العالي، كما تساهم في إبراز خصوصية الضغوط التي يعاني منها موظفو الجامعات، خاصةً في ظل التحولات التنظيمية التي تعرفها الجامعات الجزائرية (مثل تطبيق القانون العضوي 18-15 المعروف بـ (LOLF). الأهمية التطبيقية: تقدم هذه الدراسة تشخيصا نفسيا مهنيا لمستوى الاحتراق لدى موظفي الجامعة، و هو ما يمكن أن يساعد الإدارات الجامعية على وضع برامج للتكفل و الدعم النفسي، أو مسؤولي الموارد البشرية، وبهذا، فإن هذه الدراسة تسعى لسد فراغ في الأدبيات المحلية حول الصحة النفسية للعامل الإداري في الجامعة،