الإيمان في اللغة: مطلق التصديق بدليل قوله تعالى : ( وما أنت بمؤمن لنا) أي مصدق، أما شعب الإيمان فهي : (بضع وسبعون شعبة أعلامها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) . وما بعده من الأركان مندرج في هذا الركن، وأن الله متصف بصفات الكمال كلها، أنواع التوحيد : هناك ثلاثة أنواع من التوحيد تدخل في معنى الإيمان بالله عز وجل، والإقرار بأن الله عز وجل هو المتصرف في الكون بالخلق والتدبير، أم لهم شرك في السموات التوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) . ولكنه لا يقبل منهم لأنهم لم يأتوا ببقية أنواع التوحيد . فلا يتخذ ندا الله يحبه كما يحب الله، وجوب إفراد الله تعالى في الدعاء والتوكل والرجاء، ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين) . فإن من الشرك التوجه بالدعاء للأنبياء أو الأولياء وغيرهم أو صرف أي عبادة لا تصرف إلا الله لهم. وجوب إفراد الله بالخوف منه : والمقصود من ذلك خوف العبادة لا الخوف الفطري - من حيوان مفترس أو ما أشبه ذلك قال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) . وجوب إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات البدنية من صلاة وركوع وسجود وصوم وذبح وجوب إفراد الله بالعبادات القولية، النوع الثالث : توحيد الأسماء والصفات: ومعناه : الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل متصف بجميع صفات الكمال، وسبيل ذلك إثبات ما أثبته الله سبحانه لنفسه في القرآن، كما كان يفعل المشركون فيسمون عبد العزى من العزيز، وسمعه ونحو ذلك بالمخلوقين. . أسس توحيد الأسماء والصفات : الإيمان بالأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة، ✓ قطع الطمع عن إدراك هذه الصفات، والصفات التي وردت في الكتاب والسنة نوعان: كالنفس والعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والوجه والكلام والملك والعظمة والكبرياء والعلو والغنى والرحمة، الله قائمة في الله لا ينفك عنها . كالاستواء والنزول والمجيء والغضب والضحك والعجب والرضى والحب والكره والسخط والفرح والمكر والكيد والمقت، على حسب المعنى الحقيقي الذي يليق بكمال الله تعالى دون أن يكون هناك تشبيه أو تعطيل أو تحريف أو تكييف. وأسماء الله عز وجل هي أعلام عليه، ه أسماء الله عز وجل الحسني: هناك اسم جامع لأسماء الله ألا وهو ( الله ) "ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين". وهناك أسماء الله حسنى لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول والذي نعرفه منها تسعة وتسعين وإنما استأثر بها في علم الغيب عنده . ومن مقتضيات توحيد الله في أسمائه: الإيمان بكل اسم سمى به نفسه. ثانياً : الإيمان بالملائكة. يقومون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها، قال تعالى: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) . والملائكة من الكثرة التي لا يعلم ولا يحصي عددها إلا الله وحده. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أطت السماء، وحق لها أن تنط، موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجد)، والإيمان بالملائكة يكون تفصيلاً في حق الملائكة الذين ذكروا بالاسم كجبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، ولا يصلح إيمان عبد حتى يؤمن بوجودهم جميعاً ما ذكر منهم تفصيلاً ومن لم يذكر، . أما عن صفات الملائكة الخلقية: فهم: يطيعون أوامر الله ويخضعون لها ، وهم لا ينتسبون إلى الله إلا بهذه النسبة، دونه ولا ذرية له ولا بنات، مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) . (ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا) . ه يشجعون المؤمنين على طلب العلم، إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع . إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا) . ثالثا : الإيمان بكتب الله عز وجل. . والكتب التي سماها الله في القرآن الكريم: التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام : ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور) . الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام : (وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور) . أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفي) . فلا نعمل إلا بالقرآن الكريم فيه نسخت الكتب السابقة: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ). علاوة على ما سبق أعلاه فقد جاءت الأدلة على أن الله تعالى أنزل على بعض رسله كتبا، الله تعالى عن أسمائها ، يجوز لنا أن ننسب كتاب إلى الله تعالى سوى . ذكر منها تفصيلاً وما لم يذكر نزلت بتوحيد الله سبحانه وتعالى في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته. ويبعثه الله عز وجل إلى قوم مؤمنين بشريعة سابقة ليبطل ما ابتدعوه، ومع أن عدد الأنبياء والرسل لا يعلمه إلا الله عز وجل : ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما)، وألو العزم منهم خمسة ذكرهم الله تعالى في القرآن : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) . ولقد أرسل الله تعالى جميع الرسل لتحقيق غرض أساس واحد، وهم جميعا في ذلك على كلمة واحدة: ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)، شرعة ومنهاجا ) . وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون، وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي) . والواجب علينا في حق الأنبياء والرسل جميعاً : في حق من لم يذكر الله تعالى أسماءهم . محبتهم وتوقيرهم واحترامهم: التؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه) . يتطلب ذلك من الحكم بما أنزل الله وتعليم الناس أصول العبادات والمعاملات، قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) . تحقيق التوحيد : فالرسل جميعاً تثبت الله سبحانه ما يجب في حقه من التوحيد في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات فاعلم أنه لا إله إلا الله) . الإنذار والتبشير: فهم يبشرون المؤمنين برضوان الله وثوابه وجنته، أعد الله لهم من العقوبة إن أصروا على معصيته: (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون خامساً: الإيمان باليوم الآخر . وهو اليقين الجازم بكل ما أخبر به الله عز وجل في كتابه، . ولأهمية هذا الركن: كثيراً ما ربط الله تعالى بين الإيمان بالله تعالى والإيمان باليوم الآخر، وقد سماه الله تعالى بأسماء كثيرة في القرآن: (القيامة، كما أن الإيمان باليوم الآخر يخفف غلو الإنسان في حب الدنيا وتأثره بما يصيبه فيها، الدنيا في الآخرة إلا قليل) ، . ويتضمن الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بسؤال القبر : قال تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) . يقال له : من ربك ؟ فيقول ربي ا الله، عذاب القبر ونعيمه: قال تعالى: (وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب . أمارات الساعة: أخفى الله تعالى عن الناس موعد الساعة : يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو . الأمارات الكبرى : فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : اطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم وجبال تصبح كثيبا مهيلا، مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا الله الواحد القهار)، وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة، وهي المراد من قوله تعالى: (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة . فيجيب المؤمنون هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) . وهو المكان الذي يقفون فيه انتظار الفصل والقضاء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ، فقد روى المقداد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين)، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان، ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) . ويتناولها الكفار والمنافقون بشمالهم ومن وراء ظهورهم : فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، الميزان: يجب علينا أن نؤمن بما أخبر الله عز وجل ورسوله من أن أعمال العباد خيرها وشرها توزن يوم القيامة بميزان إظهارا لعدل الله عز وجل، حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) . الصراط عام لجميع الناس حتى الأنبياء والصديقين، على ربك حتما مقضيا) . ويأذن بها لمن يشاء من عباده (ما من شفيع إلا من بعد إذنه، أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أسعد الناس بشفاعتك ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه) . ه الشفاعة العظمى للبشر جميعا يوم القيامة، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) . ه الشفاعة في إدخال طائفة من المؤمنين الجنة بغير حساب، الشفاعة في من دخل النار من أهل التوحيد أن يخرجوا منها . الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة. (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)، سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى و وقاهم عذاب الجحيم) . سادساً: الإيمان بالقضاء والقدر . القدر : علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل، وعقيدة القدر مبنية على الإيمان بصفات الله العلى وأسمائه الحسنى، ( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء) ، يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه) . والواجب على كل مسلم أن يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى . . والإيمان بالقدر يتضمن أربع مراتب: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ المرتبة الثانية: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ ومرتبة الكتابة جاء في الحديث أنها التقدير كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) يعني كتب، الكتابة الأولى: وهي أولها وأقدمها وأعظمها كتابة الله - عز وجل - مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ، أحاديث الميثاق وأن الله - عز وجل - استخرج ذرية آدم من صلبه فنثرهم أمامه كهيئة الذر وأخذ عليه أن لا يشركوا وقبض قبضة إلى الجنة وقبضة إلى النار وكتب أهل الجنة وكتب أهل النار، وهو قبل أن يُخلق جنس المكلفين أي من الإنسان. ابن مسعود المشهور الذي فيه أن الملك يأتي بعد أربعين وأربعين وأربعين؛ لأن الذي في اللوح المحفوظ شامل لكل المخلوقات، والكتابة السنوية هي التي تكون في ليلة القدر قال عز وجل (حم، ومعنى ذلك أن الله عز وجل يوحي إلى ملائكته بأن يكتبوا أشياء مما في اللوح المحفوظ فتكون بأيديهم مما سيحصل للناس . فقال صلى الله عليه وسلم من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه) يعني الرزق صار يتغير والأثر العمر صار يتغير، وقال أيضاً في الحديث الآخر إنّ العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) فمعناه فيه حرمان لبعض الرزق. قال الشيخ ابن عثيمين : رحمه الله: "اختلف أهل العلم في الكتب التي بأيدي الملائكة هل تغير وتبدل بالزيادة والنقص والتغيير ؟ والصواب أن ذلك ممكن بالصحف التي بأيدي الملائكة ودليل ذلك ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) أصل الكتاب عند الله ما فيه تغيير ولا تبديل لكن الصحف التي بأيدي الملائكة يمكن أن يقع فيها التغيير والتبديل مثال ذلك رجل فعل سيئة تكتب فإذا استغفر محيت أو إنسان فعل حسنة كصدقة مثلاً ثم من بها إذا من بها تمحى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ) وهذا ما قرره شيخ الإسلام وغيره من المحققين من أن ما في أم الكتاب ثابت لا يتغير لأنه قد كتب فيه استقرار الأشياء في الأزل إلى الأبد وأما ما بأيدي الملائكة فهو الذي يمكن أن يقع في المحو والإثبات". في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشية الله سبحانه وتعالى، وهو سبحانه وتعالى على كل شي شيء قدير من الموجودات والمعدومات. لكنه خير من جهة رفعه الدرجات ومطهرة للذنوب، ومثل هؤلاء بعض العصاة من المسلمين يحتجون بالقدر على المعصية (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) مع أن الكلام في القدر كالكلام في الرزق، لقي عمر رضي الله عنه جماعة من أهل اليمن يحجون بلا زاد، إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض ثم يتوكل على الله ) . قال سهل بن عبد الله : (من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة، حال النبي صلى الله عليه وسلم والكسب سنته،