نشأة الكوميديا وتطورها عبر العصور تعد المسرحية لوناً من ألوان الأدب تتميز بتأثيرها الواقعي عن تمثيلها على المسرح فهي تهتم بتصوير الحياة الإنسانية بما فيها من محزن وما فيها من مضحك ، ولكي تكون الشخصية كوميدية لابد وان تحمل مواصفات هذا النمط . اما الحفل الثاني فكان يقام في أوائل الربيع إذ تجف فيه الطبيعة وهنا كانت نشأة (التراجيديا) ( ) . وتلك الاحتفالات قائمة على هذا الأساس وهي مرتبطة بالمجون والفجاجة التي تشخص (رمز الإخصاب) تشخيصاً كبيراً ( ) . فيؤكد في رأيه هذا إن (الملهاة – الكوميديا) نشأت من الأغاني الفالية التي كانت شائعة في وقته ، فكانت الملهاة عبارة عن تقاليد ونشاطات شعبية ترتبط تلك التقاليد ببعض المشاهد الساخرة إلى تلقى من قبل الجمهور وهي تقدم نوعاً من المراسيم الطقسية تشبه موكباً احتفالياً ريفياً يبعث على الضحك ويشكل نوعاً من أنواع الترويح النفسي ، أما كلمة (اودي) بمعنى أغنية فإنها ترجع إلى الأغاني والرقصات التي كانت تؤدي في أنحاء الريف الإغريقي أبان موسم الحصاد المرتبط بعبادة (ديونسيوس) ، ذلك الاحتفال الديني الشعبي الذي اشتركت فيه جميع الطبقات والفئات وبهذا فهو جزء لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية فكان لشعبية هذا الفن الدور الأساسي في تشكيل (الكوميديا) وتطورها( ) . أي الأقنعة التي كانت ترتدى من قبل فرقة المنشدين بشكل دائم والمتمثلة بأقنعة للوحوش والطيور وتكريماً لآلهة الخصب( ) .